Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم سهام صادق 

الـــفــــصـــل الــثـــامــن والـــعــشـــرون

لحظات أستكان بها الزمن ، بعد أن بدء بتصفية حسابته ليعلن بداخل كل صفحات الماضي حياه قد حيت في قلوبنا بعدما أصبح القلب يبحث عن نفسه من جديد ، ليتأمل حاله بعد زمناً طويلاا قد طال ....ليجد أنه قد كان ضائع وسط سراب اهوائه .. ليفيق علي ذكريات الشوق والحنين ليصبح نادما علي لحظات قد أهدرهاا بين طيات الزمن وسط الأمال الزائفه
لحظات من الشرود قضاها وهو يطيل النظر الي الفراغ الذي امامه وكأنه يبحث وسط الظلام علي شعاع نور يضوي بداخله ، ليتنهد طويلاا وهو يستنشق بعض نسمات الهواء العليله .. وهو سارحاا في عالمه هو فقط 
أحمد بألم : اول مره اشوفك ضعيف كده يا أدهم !
ليلتف اليه بأعين هاربه وهو يقول : ومين فينا مش ضعيف من جواهه ، عارف يا أحمد انا دلوقتي أكتشفت أني عامل زي القشايه او الريشه الي الهواا ممكن يطيرهاا فأي مكان .. من غير أي مقاومه ، قوتي كانت أطار بداري بيه ضعفي .. 
أحمد بتنهد : بس أنت عمرك ماهتبقي ضعيف يا أدهم ، عشان أنت لو ضعفت مش هتبقي أدهم الي كلنا عارفينه
ليضحك أدهم بسخريه : ماهو عشان كلكم عارفيني بأدهم القوي والصارم ، عمر ماحد تخيل ان جوه أدهم ده حد ضعيف اووي ، عامل زي الطفل ممكن يفرح بأي حاجه حتي لو لمسة أيد .. ليبتسم بأسي : مريم الوحيده الي قدرت تخرجه ببرائتهاا وطيبتها وضعفهاا قصادي 
احمد بحنان :طيب مادام أنت محتاج لمريم دلوقتي ، ليه متروحش ليهاا وترمي نفسك في حضنهااا ، ولا أدهم الضعيف مش عايز يظهر دلوقتي ، ويظهر أحتياجه
ليظل يجول بنظرهه في كل أرجاء المكان وهو شارد بخفقان قلبه
.................................................. ............
لم يكن خفقان قلبهاا بكاذب ، ولا حنينها الذي اصبح يسيطر عليهاا مجرد فقط لشئ مضي لا اكثر ، حتي ذلك الصوت الذي أصبح يتردد في أذنيهاا لم تستطع يوماا أخمادهه
فكلما تردد لم تجد شئ تجادله به حتي لا تصبح حجتهاا مجرد حنين وشوق لا أكثر ... ليتردد ذلك الصوت في أذنيهاا ليقول : لماذا مازلتي تحبيه ، وتخشي عليه حتي من حزنه .. لما كل هذا 
ليخمدهه قلبهاا ليقول : لا أعلم وكفي ، وجعاا بي ، فأتركني وشأني 
لتخمد هي كل شئ بداخلهاا ، وهي تسمع صوت طرقات الباب ، وتنهض من مكانهاا لتري من الطارق
لتقف ألهام أمامها مبتسمه لتقول : جيت أطمن عليكي ياحببتي، واجيبلك حاجه تلبسيهاا بدل ما انتي قاعده بهدومك كده 
لتنظر لهاا مريم بحب : تعبتي نفسك ليه ، انا كنت هروح الصبح بيتي
ألهام بحب : وده يعني مش بيتك يامريم ، ده بيتك وبيت جوزك ، ولازم تقفي جنبه وتفضلي معاه في الفتره ديه
لتقترب منهاا الهام وتربط علي أحد كتفايها وهي تقول : ادهم بقي محتاجلك أووي يامريم ، محتاجلك أنتي أكتر واحده ، عارفه انه ظلمك وعذبك بس صدقيني كان بيعذب نفسه الاول ، لتجلس الهام علي أحد المقاعد وتقربهاا منها وهي تقول :ادهم عمرهه مكان كده ، كان زي اي شاب في عمرهه ليه طموح وبيتمني يلاقي انسانه يحبهاا وتحبه ويعملوا أسره صغيره وجميله ، كان نفسه يأسس حياته زي ما كان بيتمني يلاقيهاا هو ويعيشهاا ، يمكن أنا الوحيده الي كنت ديماا بحسسه بالدفئ والحنان الي محتاجه عشان كده فضلت انا الوحيده الي بيقدر يشكيلهاا حتي من ضعفه ، ادهم أتغير اوي ، لتصمت ألهام قليلاا لتقول : من ساعة لما عزت الله يرحمه كشفله الحقيقه المخادعه الي كانت السبب في جواز امه وعيشه في وهم ظلم أبوكي لأمه ، طبعا كان صعب عليه اووي أنه يستحمل كده وأترسخت جواه فكرة الانتقام من باباكي الي فضل يدور عليه ، وبالصدفه أكتشف ان الي حبهاا وأتجوزها هي بنته ، وكأن القدر كان عايز يزرع الحب بفكرة الانتقام ،انتوا الاتنين يامريم عيشتوا لعبه الكرهه والانتقام الي زرعها عزت بسبب كرهه لأبوكي 
لتصمت ألهام ، وتظل نظرات مريم مسلطه عليهاا ، لتضمها اليها الهام بحب وهي تقول : هو محتاجلك دلوقتي خليكي جنبه ، وبعدين وقت العتاب هيجي ، بس هو دلوقتي محتاج مراته مش مريم الي بقيت عنيده
لتضحك مريم بدون أن تشعر لتقول : هو الي خلاني ابقي عنيده ، انا عمري ماكنت كده
ألهام بحب : ربنا يهديكم ياولادي !
.................................................. ...........
لحظات من الشرود قد قضاهاا ، ليظل يفكر في كل شئ لم يستطع عقله أن يصدقه ، وكيف يصدقه وكل شئ قد قص إليه لا يعتبر سواا حكايا من قصص الاساطير 
ليمسك بهاتفه وبعد ثواني معدوده : أنت فين ياأحمد !
وما من لحظات ظلت فيها نظرات أعينهم تجول بينهم ، ليظل كل منهما شارد في عالمه
ليتحدث اياد وهو يقول بصوت مضطرب : يعني مريم تبقي بنت عمي ، يعني بعد السنين ديه كلهاا يبقالي عم اول مره اسمع عنه .. ليتابع بنظراته وهو يتطلع الي وجه ادهم الشارد وهو يقول : انا دلوقتي عرفت ليه كان جوايا حاجه بتشدني ناحيتهاا ، ليصمت قليلا ليقول : فعلاا الدم بيحن 
ليقترب اياد من اخاهه : اكيد مريم لسا معرفتش الحقيقه صح
احمد بأسف : للاسف كلنا كنا اخر من يعلم بحقيقه عمرهاا ما كانت تخطر علي بالنا ، بس الحقيقه لسا فاضل واحد بس معرفهاش 
لتتابعهم نظرات أدهم بشرود ، ليتركهم ويرحل وتظل نظراتهم مصوبه عليه
أياد بأسي : اول مره اشوف ادهم كده يا أحمد ، أنا خايف عليه اووي 
احمد :متخافش علي ادهم ، الصدمات ديماا بتقوي فيه وبتخليه اقوي
أياد بحزن : وتفتكر هيفضل طول عمره كده ،يقدر يتحمل ويواجه اي حاجه لوحدهه ، ده لو جبل كان زمانه اتهد من زمان .. ليصمت بشرود وهو يقول : حتي الانسانه الوحيده الي كنت فاكر هتكون مصدر لسعادته طلعت للاسف الحاجه الي ديما بتعذبوه بسبب حبه ليه
ليربط احمد علي كتفه وهو يقول : متظلمش مريم يا أياد ، حتي مريم كانت لعبه دخلها القدر وسطكم عشان تنكشف كل حاجه ، بس للأسف هي اكتر واحده اتظلمت من غير ماتعرف ليه وعشان ايه ... مريم كانت بتحب ادهم ولحد دلوقتي بتحبه بس للاسف الماضي لساا سايب وهيسيب وجع فيهم .. بس أنا واثق ان حبهم أقوي ... وحاسس ان زي ما كل حاجه انكشفت مره واحده .. كل حاجه برضوه هتتغير مره واحده
لينظرله أياد بشرود: ياريت يا أحمد ياريت !
.................................................. ...........
لحظات من السكون كانت تعم المكان، وهو يراهاا نائمه ليظل شاردا ببسمة حزينه ظهرت علي شفتيه وهو يتذكر لحظات قربهم القليله التي جمعتهم ، ليتذكر تلك الوجه البرئي الذي عشقه وتلك البسمه الصافيه التي لا تحمل عبئ شئ ، و تلك الملامح التي دوما كانت يملئهاا الحزن بسبب ألام وأوجاع صاحبتهاا ،لتمتد يديه برفق علي وجهها ليتحسسه برفق، ويجلس علي مقربة منهاا ليظل يتأملها وهو يتحسس وجهها بحنان حتي نام بجانبهاا بدون ان يشعر بذلك النعاس الذي داعب جفونه بدون ان يشعر...
لتظل هي مستمتعه بدفئ أنفاسه ولمساته ،ليئنبها عقلها بذلك الغفران الذي تمنحه له ، ليتألم القلب بصمت بعد ان علم بأن غبائه هوالسبب في تلك الأوجاع .. ليصدر انينه بصمت وكأنه يريد ان يسمعهُ هو فقط بأوجاعه حتي يعيد له حجته بسبب حباً اصبح تحت بند الانتقام ،الانتقام وفقط ، لتنهض من جوارهه وتظل شارده في ملامح وجهه الحزينه وهي تتأمله بحزن ،لتشيح بوجهها سريعاا وهي تبتعد عنه
لتسبقهاا لمسات يديه وهو يجذبها اليه وبصوت حاني 
ادهم : خليكي يامريم ، انا هخرج من الاوضه
لتظل نظراته مصوبه نحوهاا ، لتبتعد بنظراتها عنه وهي تقول : انت شكلك تعبان ، ارتاح شويه ، انا اصلا مش جيلي نوم .. 
لينهض هو دون ان ينتظر ردهاا ليقول :بكره هنروح نجيب حاجتك من بيت اهلك ، عشان كفايه عِند لحد كده ، عايزه تعاندي معاياا فعِندي هنا وانتي تحت عيني .. ليتركهاا وتظل هي شارده في حياتها مع ذلك السجان الذي تعشقه 
.................................................. ........
وما من لحظات كان يقضيها وهو يودع كل شئ حوله ، يودع ماضي قد أنهي الكثير من عمرهه لينتهي به المطاف الي الرحيل لكي يهرب من عالم قد صنعه لنفسه بسبب حب قد أمتلك قلبه حتي جعله يكرهه ذلك الانسان الذي اصبح هو عليه الأن
ليفيق من شرودهه لينهض كي يتابع بعض أجرائات سفرهه قبل رحيله، لبدء رحلته التي لا يعلم متي ستنتهي وهل سيعود ثانية اما سيظل غريبا طيله حياته في بلدا غريب... ليسير بخطوات بطيئه وهو يلقي بنظرهه علي كل شئ حوله ، حتي يسمع صوتهاا وهي تقول : شادي !
ليلتف اليهاا بعد أن ترك لأذنيه ان تسمع صوتهاا الذي اصبح يبغضه .. 
نانسي : عزت مات ياشادي ، وانا خلاص هورث وهبقي معايا فلوس كتير .. ونقدر نتجوز ، اوعي تسافر وتسبني ياشادي
ليظل يتأمل معالم وجهها بسخريه ليقول : مزعلتيش علي جوزك مجرد يومين ، وجايه لحبيبك عشان تتمتعه سوا بفلوسه ، ليظل ينظر لهاا بألم ليقول : تفتكري لو اتجوزنا وجيه اليوم الي هتودعيني فيه لما اموت.. تفتكري دموعك هتنزل عليا ولا لاء يانانسي .. ليضحك بسخريه وهو يقول : مظنش أصل انا معيش فلوس عشان تقدري تمثلي لساعات انك زعلانه علي فراقي ، انتي مريضه اووي يانانسي 
نانسي : انا ياشادي ، انا لو مكنتش بحبك مكنتش انت اول حد أفكر فيه ، وجتلك جري عشان نبدء حياتنا الي اتهدمت ياحبيبي وكنت زعلت منك بسبب أخر مره عاملتني فيهاا وحش واتهمتني بحاجات أي ست متقدرش تستحملهاا ، لتقترب منه وهي تقول : احنا دلوقتي هيبقي معانا فلوس كتير ونقدر نعيش واحنا فوق مش تحت
شادي : تصدقي أنا صعبان علياا فعلا جوزك الي مات بسبب واحده زيك ، واني ندمان اني كشفتله خيانتك وكنت سبب في موته ، بس اكيد جوزك يستحق ان حياته تنتهي علي ايد واحده زيك 
نانسي بصدمه : انت بتقول ايه ، عزت عرف قبل ما يموت بخيانتي 
شادي بشرود : للاسف اه ، وللاسف طلعتي محظوظه وملحقش يطردك ويرميك في الشارع الي تستحقيه يانانسي
نانسي بغضب : انت ياشادي تعمل فيا كده ..لتهدء قليلاا وهي تتطلع أليه لتقول : انت فعلا متستحقش أني أفكر فيك للحظه ، انا مش عايزه اشوف وشك تاني
شادي بضحك : ومين قالك انك هتشوفيني تاني يانانسي ، انا خلاص سايب البلد كلهاا ومسافر ولا انتي مش واخده بالك انك في المطار .. ولا انتي خلاص غرورك بقي عاميكي مش عايزه تعترفي انك نقمه في حياة اي حد ، وبقي وجودك غير مرغوب فيه 
لتظل تنظر اليه وهي تبحث عن شادي الذي أحبهاا بكل مافيهاا من عيوب ، ولكن كان لا بد لحبه لها نهايه 
ليبتسم لهاا وبصوت يخلو من كل شئ : سلام يانانسي هانم ...
ويلتف بظهرهه مودعاا كل شئ ، ليذهب الي ارضاً بعيده يبحث فيها عن شادي اخر ، وليس شادي الذي صنعته نانسي ليكون لها فقط 
لتظل هي تتابعه بنظرات أعينهاا ، لينديهاا صوتاً بداخلها ليقول :لستي انتي الخاسره ، فهو وحده الخاسر 
.................................................. ............
لحظات من الصمت قضوها وهم يجلسون سويا علي مائده الافطار ، ليظل كلا منهم يتابع تناول طعامه بصمت 
لتقترب منهم تلك السيده الطيبه ، فاطمه لتقول بصوت حاني : يااا من زمان وانا نفسي اشوفكم متجمعين كده ، مكنش نفسي لما تتحقق أمنيتي ديه يكون في وقت الحزن 
ألهام بحب : الحمدلله علي كل حال ، تعالي يلا أفطري معانا عشان نكمل اللمه سوا
فاطمه : لا ياست ألهام ، ميصحش برضوه
ألهام بطيبه : انا هسيب اياد هو الي يتكلم بقي عشان عارفه انتي بتحبيه قد ايه .. لتنظر الي شاهي بحب وهي تقول : علي فكره فاطمه هي الي مربيه جوزك
شاهي بطيبه : أياد حكالي عنك ياداده كتيير، وحكالي عن كل المقالب الي كان بيعملهاا فيكي ، انا خايفه أدهم يطلع زيه
ليبتسم أياد بشرود : يلاا بقي يابطوط اقعدي أفطري ولا أنا موحشتكيش
فاطمه بحب : ده انت وحشتني اووي ياحبيبي ، وكان نفسي اشوف أبنك والحمدلله رجعتوا لينا بالسلامه وهربيه زي ماربيتك
ايادبحب : ربنا يخليكي لينا ياداده ، ليتابع بالحديث ليقول : أدهم ومريم مش هينزلوا يفطروا معانا
ألهام : ادهم راح مع مريم عشان تجيب كل حاجتها من بيتها القديم 
لتنظر لهم شاهي وهي تحمل طفلهاا : مريم شكلهاا طيبه اووي ، انا مبسوطه اوي ان هيكون ليا اخت زيهاا وانتي برضوه ياطنط الهام حضرتك طيبه كمان 
لتتابعها نظرات زوجهاا والهام بحب وهم يسمعوا حديثهاا
.................................................. .............
ظلت تجول بأعينها في كل أرجاء البيت ،حتي وقفت بأعينهاا علي أحد الصور وهي تتأملهاا ، ليتابعها هو بأعينه ويقترب منها وبصوت هادئ: ده باباكي يامريم !
مريم بألم : اه ، ده بابا والي جنبه ماما،لتضحك بألم لتقول : وانا الي في النص 
أدهم بحب : انتي شبه مامتك اووي... ليصمت قليلاا ويلتف اليهاا بعد ان امسكها برفق من أحد كتفيها ليقول :سامحيني يامريم عشان للحظه فكرت أظلمك فيهاا ، بس الي لازم تتأكدي منه أني عمري ماخدعتك في مشاعري صدقيني ، ليتنهد قليلاا وهو يعاود النظر الي تلك الصوره التي امامه : ياريت ياعمي عبدالله تسامحني ، عشان مقدرتش احافظ علي بنتك ولا احميهاا من نفسي ، ليلتف بأعينه الي مريم ليقول بأسي : النهارده لازم تعرفي الحقيقه كلهاا ، عشان اللعبه خلاص انتهت وخلصت وانتي مبقتيش دلوقتي لعبه يامريم بين عالم انا الي دخلت فيه بأيدي .. بس للاسف كان لازم تدخليه عشان الحقيقه كلهاا تبان
ليصمت أدهم بشرود ليظل يدور بنظرهه في كل شئ امامه ، ليبدء يقص لهاا كل شئ ... حتي انتهي علي اخر جمله وهي تتابعه بأعين شارده لتنطق بكلمه واحده بعد أن جلست علي احد الارائك وهي تقول : انا مش فاهمه حاجه !!
ليظل هو يسير يمينا ويساراا ... حتي جلس بجانبهاا بتعب : للاسف هي ديه الحقيقه يامريم ، الي كانت غايبه عني سنين وانا جوايا بس فكره واحده اني انتقم من عمي الي مكنتش اعرف بوجوده غير انه شخص غريب ، اذي اقرب انسانه ليا
لتنظر له مريم بألم :طب فضل يكره بابا ليه ،حتي لما عرف انه مات ليه فضل يكرهه ، وكرهني انا كمان عشان انا بنته طب ليه .. لتصمت قليلاا لتقول: عشان كده بابا عمرهه ماحكي عنه عشان عارف انه بيكرهه ، واكتر حد مبيتمناش وجوده في حياته 
ليقترب منها أدهم بحب : الكره كان مسيطر اوي علي بابا يامريم ، سامحيه أرجوكي .. كان نفسي عمي يكون موجود عشان يسامحه وعشان اعتذر منه كمان عشان محفظتش عليكي 
مريم بشرود: ادهم احنا حبنا بقي مليان وجع وكرهه وحاجات كتير اووي ، مش هي ديه الحياه الي حلمت اعيشهاا مع الانسان الي اتمنته ، عارف يا ادهم كان كل حلمي بيت صغير وجميل وولد وبنت ، شبهي انا وبابهم ، نربيهم صح ونحفظهم القرأن ونعلمهم دينهم كويس واول حاجه نعلمهلهم التسامح والحب والخير ، حاجات كتير كنت بحلم بيها في دنيا بقيت متحكمه فينا .. ونستنا انها في وقت هتنتهي بعد ما احنا هنكون خلاص انتهينا !
عارف يا ادهم ، احيانا كنت بلوم نفسي علي طيبتي الزياده عشان هي سبب غبائي .. بس دلوقتي عرفت ان الغباء ساعات بيكون راحه ، عن حياه انت مش شايف فيهاا حاجه وسط حاجات كتيير بتحاول تهدم وتكسر فيك .. لتضحك بأسي : انا كنت ضاحيه زي والدتك .. للاسف انت كمان عاملت نسخه تانيه من أمك .. بسبب الكرهه والانتقام الي للأسف ملهوش مبرر ولا عذر حتي قدام نفسك
ليقترب منهاا وهو يمد يديه ليمسح دموعهاا التي بدأت تنساب .. ليكون رد فعلهاا بأن تشيح بوجهها سريعاا وهي تنهض من جانبه لتقول بصوت هادئ : انا هروح اجهز حاجتي 
ليبتسم هو.. ويظل شاردا في كل شئ امامه ، حتي يقف امام صورة لوالدها ويظل يتأمل ملامح ذلك الرجل الذي احبته امه ولم يفرقهم سوا اباهه
لتقف هي خلفه وهي تتأمله ، وبعد لحظات من الصمت قضتها وهي تتابعه بأعينها : انا خلاص خلصت ، ممكن نمشي دلوقتي 
ادهم بشرود: تفتكري ليه محكاش ليكي انتي ووالدتك عن الحقيقه
مريم : مشكله بابا الله يرحمه كان شخص مسالم جدا وممكن يتخلي عن اي حاجه مادام هيلاقي الي حوليه سعدا واقدر يحققلهم الي بيتمنه حتي لو هيتخلي عن سنين حبه وفرحته ويفضل طول عمرهه وحيد ، كان اهم حاجه عنده انه يعيش حياه ديما كان بيصورهالي بقلبه قبل عقله ، حياه تقدر تشوف فيهاا العين كل حاجه ممكن تتمني وجودهاا في عالم مزيف ، عالم تقريبا مش بنلاقيه غير في الاحلام ، وللأسف من كتر ما عشت معاه العالم ده نسيت الحقيقه الي احنا عايشين فيهاا ..
لتصمت قليلاا ..حتي تبتسم بعفويه لتقول :بس بابا قدر يلاقي الانسانه الي هي شبهه ويكمل معاها باقي عمره ويعمل الاسره الي بيتمناها صحيح حلمه الاولاني مات ، بس قدر يعمل حلم تاني ليه ويعيشه ومهما كانت بتقبله من صعوبات كان ديماا بيبقي راضي بأي حاجه ... لتشرد قليلاا لتقول بصوت شارد وهي تتأمل ملامح والدهاا في تلك الصوره :كنت طفله صغيره نفسها في لعب ولبس كتير وجديد ، مكنتش فاهمه حاجه 
وفي يوم فضلت اعيط عشان يجبلي فستان جديد وجذمه جديده، ولما قالي هجيبلك ياحببتي ان شاء الله وعد بس لما بابا يبقي معاه فلوس
فضلت اطنطت واعيط واقوله ، لاء انا عايزه دلوقتي هو انت ليه مش هتجبلي هو عشان احنا فقره
ضحكلي وخدني في حضني وقالي : الفقر يابنتي مش في الفلوس ، الفقر فقر النفوس .. 
لتتنهد قليلا لتقول : مكنتش عارفه يعني ايه فقر النفوس ، بس لما كبرت فهمت 
لتضحك بحزن وهي تتذكر احد لحظاتها مع والديهاا لتقول :وماما عملتي الفستان الي كان نفسي فيه لانها كانت خياطه شاطره ، وهو اشترالي الجذمه الي نفسي فيها .. بس انا الي في الاخر مرضتش البسهم عشان محستش بفرحتهم .. عشان نفسي مكنتش فرحانه وحسيتها انها فعلاا بقيت فقيره ، بس عشان بابا يفرحني ويخليني البسه خدني يفسحني وقالي مش هفسحك لغير بشرط يامريم ، انك تلبسي الفستان الجديد 
حياتي كانت بسيطه وجميله ،عمر بساطتها ماحرمتني من جمالهاا .. ولو سألوني تتمني ايه دلوقتي!!
هتمني لحظه واحده بس ارجع فيها وسطهم واشوف نظرة عينيهم الي كانت بتمثلي ديما دنيا جميله ، وناس أجمل
ليقترب منهاا ادهم بحب، وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمهاا إليه بشده ليهمس في احد اذنيهاا ليقول : انا اسف يامريم علي كل لحظه حرمتك فيها انك تعيش الحياه الي اتمنتيهاا 
لتبتعد هي من حضنه لتقول : عايز ترتاح يا ادهم وتحس انك فرحان وراضي عن حياتك ، اعمل صدقه لوالدك بجد هي الي تقدر تنفعه وصدقني هتنسيك حزنك عليه حتي لو بمقدار بسيط ، وعلي فكره هو كان بيحبك اوووي انا صح مشفتهوش غير مرتين بس .. بس حسيت انه ديما بيشوفك انت الاب وهو الابن .... لتتنهد قليلا لتقول : عمو عزت كان طيب بس للاسف الطيبه اختفت ورا الكرهه لان الكرهه كان خلاص انتصر عليها .. وبقي ضايع وسط دنيا هو رسمها لنفسه ،وللاسف تاهه وسطها حتي والدتك الي كانت ممكن تغيرهه هي كانت سبب ان يفضل شايف ان كرهه وانتقامه ده صح ، لانها فضلت تحب بابا حتي لما صورلها انه انسان وحش فضلت برضوه مش قادره تصدق ...فشاف ان حتي الكرهه الي فضل يزرعه في قلبها مأثرش علي حبها ليه ، وبقي الكرهه والحب بالنسباله شئ واحد
أدهم بتنهد: للأسف حاجات كتير ظهرت متأخر 
لتمد هي يدهاا له بتلك الورقه لتقول: ده عقد بيع مزرعة والدتك لبابا ، انا اول مره اشوف الورقه ديه .. بس لقيتهاا بالصدفه وانا بحاول أدور علي اي حاجه تثبتلي حتي لوجزء من الحقيقه ، وديه صوره كانت بتجمع ست وراجل وطفلين ، لتشير علي احد الاشخاص ، اظن ده بابا .. وديه جدتي
ليبتسم أدهم بحب : ده شوكت باشا ، وديه سميه جديتنا ، ليبتسم بأسف وهو يقول : وده بابا وده عمي عبدالله
بس أنتي لقيتي الحاجات ديه امتا ؟؟
مريم : لما رجعت اعيش في مملكتي الصغيره ديه تاني ، بعد ما وافقت انك تطلقني 
ليضع أنامله علي فمهاا ليقول بصوت حاني : وانتي صدقتي للحظه اني ممكن أطلقك يامريم...
لتبتعد عن نظرات اعينه لتقول بصوت مضطرب : ديه مزرعة والدتك وانت احق بيها ، وصدقني انا اتفجأت بالعقد ده لو كنت اعرف كنت من زمان اتنزلتلك عنهاا
ليصمت ادهم قليلاا ليقول : ديه ملكك انتي يامريم ، وفي حاجات كتير برضوه هتبقي ملكك .. حق والدك انتي الي هتاخديه لان جدي الله يرحمه كان موصي ان والدك يورث مع بابا .. وبابا قبل مايموت وصاني بكده برضوه ، زي ماوصاني ان اطلب منك تسامحيه وتدعليه
مريم بطيبه : صدقني أنا مش عايزه حاجه ، وانا مسامحه من غير اي مقابل مهما كان ده عمي .. ومفتكرش ان بابا قبل ما يموت كان لسا زعلان منه ومسمحهوش .. انا هرجع أعيش معاكم عشان عايزه يكونلي عيله وبس يا ادهم وسط ولاد عمي
ادهم : ولاد عمك ، ده علي اساس انك مش متجوزه من واحد فيهم ومراته .. 
لتتطلع الي ملامح وجهه بشرود : لازم بعد كل اللي حصل ده ندي نفسنا فرصه نراجع فيهاا كل حاجه عشان لو بدأنا صفحه جديده نبدئهاا من غير ماضي ممكن في يوم يفرقنا
.................................................. ............

يتبع بأذن الله
********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent