Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم سهام صادق 

الـــفـــصــل الـــتـــاســـع والـــعـــشـــرون

لحظات باتت فيها جميع أحلامهاا مجرد رمادا ، قد جانته هي في النهايه بعد أن ظنت بأن لكل الاحلام نهاية علي اهوائنا ، وأن للطمع حياة تنبت لينعم المرء بكل مايتمني بعد ماحصد 
جلست امامه وهي تبتسم أبتسامتهاا التي لا توحي سوا بأفعي ماثله علي هيئه بشر،لتضع ساقا علي ساق وهي تتمدد في جلستهاا لتتأمل كل شئ حولها بأعين رابحه تتمتع بالفوز لتقول بصوت هادئ : اظن ان المفروض الوصيه تتفتح يا ادهم ، ولا انت عايز كل حاجه تبقي ليك
ليظل يتأمل معالم وجهها قليلاا ،حتي يشيح بوجهه سريعاا عنهاا ليتطلع الي الاوراق الماثله امامه ليقول بصوته المعتاد : وياتري سهراتك وخروجك الكتير نسيتك ان الراجل الي جايه تتطلبي بحقك منه مكملش شهر علي وفاته ، تفتكري ان ده يديكي الحق انك تتمتعي في خيرهه 
لتنظر له بأستهزاء وهي تقول : أظن ديه حياتي وانا حره فيها ، ومحدش واصي علي حد ، والمفروض كمان تلزم حدودك معايا .. ولا عشان خلاص الي كان بيني وبينك مات هتقفلي ، لاا اوعي تفتكر انك تقدر تحاسبني يا ادهم
ليتطلع لها ضاحكا وبصوت هادئ : خير يا مدام نانسي !
نانسي ببرود : عايزه حقي يا ادهم ولا انت فاكر ان الاملاك ديه كلها ملكك انت وبس
ليتنهد قليلاا وهو يتطلع الي الاوراق التي امامه ثانيه ، ليعاود الحديث معها بصوت جاد :طيب لو قولتلك انك ملقيش حق في الورث يانانسي ، وان حقك بس هي الفيله الي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك 
لتتطلع اليه بصدمه ، حتي تتلاشي الصدمه سريعا وتقول بصوت غاضب : انت بتقول ايه ، لا انت اكيد اتجننت يا ادهم وعايز كل حاجه ليك طول عمرك طماع ، بس انا مش هسكت عن حقي فاهم وحقي هاخده ، أنا مفضلش مستحمله العيشه مع راجل عجوز وفي الاخر اطلع بره وانتوا تتمتعوا بكل حاجه 
ليقف امامهاا ببرود وهو يقول : دلوقتي بقي راجل عجوز ، طول عمرك انسانه زباله .. وكان اكبر غلطه عمالهاا ابويا الله يرحمه انه اتجوزك ، بس هقول ايه كان نصيبه ان حياته تنتهي وهو معاشر افعي زيك
لتقترب منه بأعين ثاقبه يمتلكهاا الغضب لتقول :وانت فاكر نفسك بقي الملاك ، لتتنهد قليلا وهي تقول : بص يا ادهم حقي هخدهه فاهم ، وده حقي الشرعي ولا هطلعني في الاخر بلا مولد بلا حمص 
ليظل يتأملهاا قليلاا وهو يشعل دخان سيجارته وبصوت جامد : ما انا قولتلك حقك يانانسي الفيله الي انتي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك وبتهيألي ان 2 مليون في حسابك في البنك مش قليل غير الفيله طبعاا ... ولا الطماع لساا مشبعش
لتظل نظرات اعينها تحاوطه ، حتي يخرجهاا من كل هذا ليقول : بصي يانانسي ، كنتي ممكن تورثي فعلاا زي ما بتقولي وتاخدي حقك بس ده لو مكانتش كل الاملاك بأسمي انا ،بالتوكيل الي معمولي يعني محدش من حقه حاجه غيري ، والكلام ده تقدري تعرفيه من المحامي 
لتجلس هي علي اقرب مقعد : والاسهم الي ليا في المجموعه ، ولا انت كمان هضمها لاملاكك
ادهم : ما انا قولتلك يانانسي حقك هي الفيله الي بأسمك ، والفلوس الي في البنك وبس .. غير كده مافيش 
لتصمت قليلاا وهي تري ان كل ماعصفت به من اجل تلك الغنيمه لم يبقي لهاا سوا هذه الاشياء وكأنهم يتصدقوا عليها 
ادهم بتنهد : انا مش ظالم يانانسي ولا هظلمك ، وبدل ماهيكون في حسابك 2 مليون هيكون 5 مليون وبكده تقدري تعيشي الحياه الي انتي عايزاهاا
لتنهض امام نصب اعينه لتقول ساخره : 5 مليون في ثروه بمليارات ، انت بتتصدق عليا يا ادهم وبترميلي ملليم
ليتطلع اليهاا قليلاا ، وهو يتنهد ليقول : تقدري تقعدي مع المحامي وهو هيخلص معاكي كل الاجرائات وكل حاجه انتي حابه تتأكدي منها ، شرفتي يا مدام نانسي

.................................................. ..............

منذ زمن بعيد وهي تحبه ، كان عشق طفولتها ومراهقتهاا وشبابها أحبته بصمت حتي جاء اليوم الذي اعلن فيه عن زواجه بأخري ، لم تستقبل هذا الخبر سوا بدموعهاا التي احرقتهاا من كثرة ذلك العشق الذي حرمهاا من حياه تحياهاا بدونه ، ولكن ظل دائما عشقها له سرا أخفتهاا عن الجميع حتي نهروها عن حياه قد اضاعتها في العمل فقط حتي هو كان كثيرا ينهرهاا علي تلك الحياه .. فهو ينظر لها دائما بأبنة العم الصغري التي لا بد ان يرعاهاا وفقط .. حتي انه لم يلاحظ يوما ان ابنة عمه قد كبرت واصبحت امرأه ناضجه في منتصف العشرون 
جلست امامه وهي تطلعه علي بعض التصميمات الهندسيه وبصوت هادئ : ده تصميم الي حضرتك طلبته
ليتطلع اليها جلال مبتسما : مش مصدق انك كبرتي يا ايمان وبقيتي مهندسه شاطره 
لتبتسم له بخجلهاا المعتاد، ليقول ضاحكا : وكمان لسا بتتكثفي ،لسا متغيرتيش 
لتتطلع اليه قليلا وبصوت حزين : لسا ديما شايفني البنت الصغير مع ان البنت الصغير كبرت خلاص وبقي عندها 26 سنه
ليضحك جلال بشده : خلاص متزعليش ياستي ، كبرتي وبقيتي عروسه والمفروض نخلص منك بقي ، اشرف لسا مكلمني من البلد وبيسألني عن رئيك في العريس 
لتصمت بألم وهي لا تري في اعينه اي شئ جديد سوا تلك النظره التي اعتادت عليها : ممكن منتكلمش في الموضوع ده تاني ، انا جيت من البلد عشان اشتغل وبس .. اما فكرة الجواز ديه انا مبفكرش فيها
لينظر لهاا جلال مستفهما : لو في حد في حياتك يا ايمان ، تقدري تثقي فيا وتحكيلي ، وتأكدي اني هسمعك من غير اي اعتراض .. انا عارف تربية عمي صعبه شويه غير التقاليد الي لسا متمسكين بيهاا ان البنت ملهاش رئي ولا ينفع تتكلم عن الحب ... ليضحك قليلاا ليقول : بس انتي يا بشمهندسه مش زي اي حد انتي كسرتي القاعده مع عمي .. واه وافق تيجي القاهره وتشتغلي وتعيشي هناا مع عبدالله ومراته 
لتتطلع اليه قليلاا وهي تتأمل معالم وجهه التي طالما عشقتها : صحيح عبدالله عزمك انت ومروان علي العشا .. هو قالي هيتصل بيك بس انا قولت اقولك برضوه
ليضحك جلال قليلاا : لاء متقلقيش اخوكي البخيل أتصل وعزمني ..
لتبتسم له كالمعتاد وبصوت هادئ : هروح اكمل انا شغلي بدل ما يقولي وسطه بقي وكده ، عن اذنك..
ليتطلع اليهاا مبتسماا ليقول : اتفضلي! 
حتي يُعاود الاطلاع الي التصميمات التي امامه ، ليشرد قليلاا بهاا ،لينهض من علي كرسي مكتبه ويخرج لسكرتيرته الخاصه : ساره ممكن تناديلي استاذه مريم !!
.................................................. ......

ولأول مره يشعر بأن الحديث عليه اصبح ضاحكا .. ليظل يتطلع الي فنجان القهوه الذي امامه ليقول بجديه : خلاص يا احمد ، انت ما صدقت تستلمني النهارده وتعمل عليا حفله
لينظر له احمد قليلاا ومازالت ضحكاته مستمره : ماهو بصراحه يا ادهم ، حاجه تضحك اووي انا اعرف فتره الخطوبه قبل الجواز اما بعد الجواز بصراحه مسمعتش ، بس مع ادهم ومريم مافيش حاجه مستحيله
لتتابعه نظرات ادهم بضيق وهو يقول : انا غلطان اني حكتلك ، روح لخطيبتك يا احمد روح 
احمد : خلاص هتكلم جد شويه ، يعني انتوا الفتره الي فاتت كلها وانتوا بتتعملوا علي الاساس ده
ادهم بتنهد : ايوه ياسيدي ، حتي الشغل صممت تروحه تقولي لما ابقي مراتك ابقي اتحكم فيا .. ساعتها كان هاين علياا اشدهاا من شعرها واحط وشهاا جوا قسيمة الجواز وقولهاا اومال ايه ده ياهانم ... انا قربت اتجنن ،انا تعبت بجد لولا ان الشركه الفتره ديه في مشاكل كان زماني ارتكبت جنايه 
لينظر الي صديقه .. الذي وجدهه يتتطلع اليه ضاحكا 
ادهم بضيق : شكلي علي أخر الزمن بقيت فرجه قدام الي يسوا وميسواش .. اقول عليكي ايه يامريم!
احمد ضاحكا : حقها والله تعمل فيك كل حاجه ، وكمان بقي من حقها بصراحه فترة الخطوبه برضوه هتعرفك علي حقيقتك وهتقول اريد خلعاا ... ليتنهد احمد قليلاا ، بعدما رئي ان كل هذا لا يزيد علي صديقه سوا غضباا 
ليقول بصوت جاد : مش انت وعدتهاا انك هتصبر عليها وهتستحمل ، وكمان متنساش الي مريم مرت بيه كان صعب ومن حقهاا تعيش كل ده وتتدلل عليك كمان ومتقلقش ياسيدي حاسس ان قريب اووي كل الامور هترجع لطبيعتهاا 
لينظر له ادهم بتنهد ليقول : نظرات جلال واهتمامه مش مريحني ، حاسس ان في حاجه من ناحيته 
احمد : طيب ماتخليها تستقيل ، وترجع تشتغل معانا تاني
ادهم : وتفتكر انا معرضتش عليهاا كده ، بس الهانم برضوه رفضت ...وقالت انها مرتاحه في شغلهاا ، بس شكلي مش هصبر كتير عليها 
احمد ضاحكا : فعلاا الحب ياما بيبهدل ناس ، واولهم انت يا بوس 
لينظر له ادهم مشمئزا وهو ينفث دخان سيجارته بغضب .. يكاد يفتك بكل شئ امامه 
.................................................. .........

لحظات من الصمت قد قضوها وكلا منهم سارح في عالمه الخاص ، عالم لا يوجد فيه شئ سوا الطمع والرغبه ، لتصبح الرغبه عند احدهما ، والطمع عند الاخر ، لتتلاقي الاعين كما تلاقت النوايا 
جلست أمامه ، وهي لا تفكر بشئ سواا في كل ماخططت من اجله وفي النهايه اصبح لاشئ 
لتظل نظراته مصوبه نحوهاا وهو يقول بصوت هادئ: وانتي زعلانه ليه يا نانسي ، ولا انتي كنتي فاكره انك في الاخر هتطلعي من الجوازه ديه كسبانه ، تبقي كنتي مغفله ، وكويس اووي انك طلعتي منهم ب 5 مليون غير العربيه والفيله 
لتقابله نظرات نانسي الهاربه : انت بتقول ايه يافهمي !
فهمي بهدوء: بصي يا نانسي ما انتي لازم تكوني فاهمه حاجه واحده ، انتي مكنتيش متجوزه عزت بس ، متنسيش ولاده وبالاخص أدهم ، يعني المفروض تكوني عارفه انك مش هتاخدي الي انتي عايزاه 
ليتنهد فهمي قليلاا : ايه رئيك تشاركيني في المجله ونعمل بيزنس سواا 
لتظل نظرات نانسي تتابعه بتفكير : مجله ، مافتكرش هو ده المشروع الي هيفدني وهيخليني انتقم منه وافضل وقفاله زي الشوكه في كل حاجه 
فهمي بهدوء: ومين قالك أنك لما تبقي صاحبة المجله ، مش هتقدري تقفيله بالمرصاد ، وكل خبر هيأثر علي سمعته في السوق... فكري كويس في عرضي وانتي حره
لتبدء هي في أشعال سيجارتهاا بشرود ، حتي يقترب هو منها بخبث ليقول : أنا عازمك علي سهره هتنسيكي كل حاجه ، ايه رئيك تقبلي عزومتي ، وتأكدي انك مش هتكوني خسرانه
لتبتعد هي قليلاا عن نظراته : انت متعرفش حاجه عن شادي بعد ماسافر يافهمي
ليضحك وهو يقترب منها ثانيه : تصدقي احلي حاجه عاملها الواد شادي انه عرفنه علي بعض ... لتصبح انفاسه قريبه جداا منهاا ..ليقطع عنهم تلك اللحظات دخول سكرتيرته الخاصه بعد ان اذن لها بالدخول
.................................................. .............

من يراهم من بعيد يظن بأنها اسره قد تكونت منذ زمن ،حتي جدران المنزل اصبح يظن انه يضم اشخاص اخرين ، ليسوا من سكانه ، وان كل هذا ليس سواا حلما سيفيق منه علي جدرانه الخاليه ثانية 
جلسوا يتسامرون في بعض الاحاديث بينهم ، لتقترب منهم الهام بحب لتقول : صحيح يا مريم ليه مفكرتيش انتي وشاهي تعملوا مشروع سواا وكل واحده فيكم بمجالهاا وتقريباا مجالكم واحد 
لتتابعهم نظرات اياد الذي عاد من الخارج علي تلك الجمله ليقول بمرح : حرام عليكي يالولو انا ماصدقت اقنعها انها تتفرغ ليا انا وادهم وبس 
لتنهض شاهي بطفوله وهي تتحدث : ياسلام ياسي اياد ، أنت عايز تحبسني ولا ايه ، انا عايزه أشتغل زي مريم
لتضحك مريم قليلاا : بلاش مريم ، اتصرفوا بعيد عن مريم 
ليقترب أياد بحب من زوجته : انا مش عايز احبسك ولا افرض رئي عليكي ، بس أنا بجد عايزك ليا انا وبس ليضحك أياد قليلا ليقول : ولأدهم برضوه عشان متقوليش اني اناني 
لتبتسم الهام ومريم ، حتي تتابعهم نظرات شاهي لتقول : شوفتوا مش قولتلكم اه ده أياد ، وانتي ياطنط الهام ، قولتيلي مش معقول يطلع ده من اياد ، وانه العقليه ديه عقليه ادهم .. شكل الاتنين نسخه واحده وابني هيبقي النسخه التالته ،
لتبتسم مريم بهدوء لتقول بضحك : مالكيش دعوه بجوزي ياست شاهي لو سامحتي ...
ليأتي هو علي تلك الكلمه ، وكأن أذناه أبت ان تسمع شئ الا هي حتي تسقط علي مسمعه لتوحي كلمه واحده بمعاني جميله
ليقترب منهم مبتسماا حتي يقول : انا سامع أسمي ، هنا
أياد بضحك : شكلهم هيعملوا عليناا عصابه ، ولولو شكلها هتنضم ليهم وهتتخلي عننا يا أدهم 
ليقترب هو منهاا ليميل علي أحد أذنيهاا هامسا : شوفتي حتي لسانك قال جوزك ،بس تصدقي اجمل كلمه سمعتهاا النهارده ، ليتنهد قليلا وبصوت حاني : بعشقك ،ووحشتيني اووي ياطفلتي !!
لتظل نظراتهاا تجول بينهم بخجل 
حتي يخرجها هو من هذا الارتباك ليقول : أياد عايزاك في المكتب !!
لتقف تتابعه بأعينها في صمت وهي شارده ،حتي تقترب منها الهام بحب لتقول :روحتي فين ،علي فكره دخل من بدري المكتب ومادام انتي مش بتقدري علي قربه كده ليه بتعذبيه وبتعذبي نفسك
لتهرب هي من نظرات اعين الهام لتقول :هي شاهي راحت فين
لتضحك الهام بحب وهي تتأملهاا :شاهي راحت تطمن علي ادهم الصغير ياستي !!
اما هو جلس بتعب امام اخيه ،ليظل يحادثه عن كل شئ حدث من زوجة ابيهم ، ليتنهد بتعب هو الاخر ليقول : كويس انك اتصرفت كده يا ادهم ، مهما كان هي كانت ذكري من ابونا الله يرحمه ، صحيح هي ذكري الواحد مبيحبش يفتكرهاا بس نانسي امر واقع في حياتنا ، وتصرفاتها دلوقتي بقيت محسوبه علينا اكتر 
ليظل هو شاردا في عالم اخر ،في عالمها هي فقط ليفيق علي صوت اخاهه وهو يقول : بقالي ساعه بنادي عليك روحت فين يابوس
ليبتسم ادهم بعفويه : في حاجه يالمض 
اياد بحب : ياا من زمان اووي مقولتليش الكلمه ديه ،تصدق كل حاجه وحشتني ،المهم انا طالع اطمن علي ادهم واشوف شاهي الي عايزه تشتغل زي مريم ديه 
ليضحك ادهم بشده : عايزه تبقي زي مريم ربنا يستر!!
.................................................. ...............

لم يكن بعدهه عنهاا سواا بكبرياء أراد ان لا يعصف به تحت بند العشق ولكن هذا ،العشق الذي جعله مازال يحبهاا حتي الغفران قد اعطاه لها عندما راجع حسابته للحظات ، نعم فقد كان مثلهاا تماما، احتاج اليهاا كثيرا بعد وفاة زوجته فسلك مثلها ذلك الطريق ، طريق الاحتياج الذي لا يؤدي لشئ غير رغباتنا ، رغبات قد انهكت كل منا ولكن يبقي الحب انقي واطهر من تلك اللحظات التي نسرقهاا من عمرنا ولا تجلب لنا غير الندم علي ذكريات لو عادت الينا لتمنينا الاا تصبح لنا ذكري خالده في اذهاننا 
لتجلس امام أعينه ، لتتابعه بعتاب حتي رفض كبريائها اكثر من ذلك فرفع صوته عاليا لتقول هي : ليه افتكرتيني دلوقتي يامازن ، مش ده نفس المكان الي تخليت عني فيه وسبتني 
انا صحيح الاول كنت ضعيفه وتايه بس دلوقتي لاء ، ومتفتكرش اني بقيت محتاجاك او محتاجه لحد .. بالعكس انا مبقتش محتاجه لغير صافي القديمه الي هداوي جروحهاا وألامهاا لوحدهاا 
ليظل هو قابعاا امامها يتأملها في صمت حتي يعلن الصمت عصيانه وبصوت هادئ: عشان حاسيبت نفسي ياصافي ، عشان لو كنت حفظت علي قلبي ليكي كنتي انتي برضوه حفظتي علي كل حاجه ليا ، انا خونتك برضوه وضعفت تحت مبررنا القذر الي بنسميه احتياج ، وللاسف ده اسوء احتياج ممكن الانسان يرمي نفسه تحته ويقول اصل انا كنت محتاج لحد جنبي ... بس انا دلوقتي مش جاي اتكلم في الي راح عشان مش عايز افتكر اي حاجه من الماضي الي ديما بحاول اهرب منه ، انا عايز نعمل صفحه جديده ياصافي مش صفحه بس كتاب يجمع كل لحظتنا الحلوه مع بعض بس مش تحت بند الاحتياج لاء تحت الرباط الاقوي والاعظم ، رباط الموده والرحمه 
لتتطلع اليه صافي بألم : بس انت لو سامحتني انا مش هقدر اسامح نفسي ،لان بسبب ضعفها هي الي وصلتني لكده 
مازن بحب : لاء هننسي ياصافي ، هننسي بحبنا بولادنا ، هننسي مع كل ذكري جديده في حياتنا .. هننسي واحنا مع بعض زي ما تمنينا زمان .. فاكره زمان ياصافي 
فاكره امنيتنا 
لتتطلع اليه صافي بحب لتقول بحنين وهي تتذكر الماضي !!
نفسي اقرب من ربنا اووي ، وتكون ايدينا سوا عشان نبقي مع بعض في حياتنا التانيه وميفرقناش حتي الموت
لتتنهد بدموع وهي تقول : احلام كتير ماتت جوايا ، مع اول لحظه كنت بين ايديه وانا حاسه اني روحي بتتطلع ، وانا في حضن غيرك وبفكر فيك .. نسيت كل حاجه وبقاش جوايا غير الذكريات الي كانت بتموتني مع كل لحظه حنين
ليبتسم لها بحب وهو يقول : والزمن رجع بين أيدينا تاني ، وصافي ومازن اتغيروا ومبقوش المراهقين بتوع زمان الي بيحلموا وبس .. ليصمت قليلاا ليقول بحب : بعد السنين ديه كلها تقبلي تشاركيني حياتي انا وبنتي ياصافي 
لتبتسم له بعفويه من بين دموعهاا لتبقي نظرت عيناهاا فقط هي من تنطق بكل شئ ، ويصبح اللسان عاجز عن النطق 
.................................................. ..............

ليأتي الليل ويأتي الحنين معه ، وتبقي همساته ونظرات اعينه الحانيه هي فقط التي تراودهاا ، ليصبح الحنين قاسي جدا علي قلب قد انهكه ذلك الحب الذي حرمت منه نفسهاا من اجل الصمود أمامه ، حتي لا تشعر يوما بأن حبها هذا هو من قضي علي كبريائهاا ، ولكن كيف للكبرياء وجود مع الحب ، فالحب يلغي معه كل شئ ولكن احيانا يبقي للقلب رغبه ان يشعر بكرامته للحظات امام توبيخ العقل له 
لتتنهد قليلاا بألم وهي تمسك أحد صوره وتظل تتأمل في ملامح وجهه حتي بكت عيناها من كثره الحنين والاحتياج لحبه 
لتتوقف عن البكاء عندما سمعت صوته خلف الباب وهو يسألهاا هل مازالت مستيقظه ام لا!!
أدهم بحب : لسا منمتيش يامريم
لتشيح بوجهها سريعا حتي لا يعلم من احمرار أعينها انها قد كانت تبكي علي حنين قد أنهكهاا لتقول بصوت ضعيف : هنام بس بعد ما اقرء الورد بتاعي
ليبتسم لهاا بحب وهويقول : طيب ما تيجي نقرا سوا ، ولا انتي مش عايزاني أشاركك في الثواب
لتتطلع اليه وهي تبتسم بعفويه وتهز له رأسهاا بحب
ادهم بدعابه :هروح اتوضي واجيلك ،بس اوعي تبدئي قبل ما اجي سامعه 
وقبل ان يلتف ويغادر حجرتهاا ظل ينظرلها طويلا وهي تتطلع الي ملامح وجهها حتي اقترب منهاا وضمها بين أحضانه بشوق ليقول : اوعي تعيطي تاني يامريم ،دموعك ديه غاليه عليا اووي ، وممكن اعاقب نفسي لو انا سببهاا 
ليخرجها من بين ضلوعه ويترك الغرفه سريعاا قبل ان يخونه شوقه ، ويعصف بكل الوعود
لتظل نظراتهاا تتابعه بحب ،وهي تتنهد بألم :دموعي بسبب حبك يا ادهم ، الي ساعات كتير بيخليني اسعد ست في الدنيا ، وساعات تانيه بيجني علياا 
ويظل الحنين بين قلوب قد عصف بهاا الحب يوما ، ليظن القلب ان الراحه في الحب ... ليعاتبه الزمن علي سذاجته ويبقي الحب هو ألذ ألم تُصيب به القلوب 

يتبع بأذن الله
*********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent