رواية رقه و شده الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير
2..
جـه يوم المقابلة اللي هتجمع بينهم، دخل مطعم تابع لفندق فخم وهو بيتأفف وبيبص لعمار بضيق و- ممكن تقولي أية سبب إنك تختار مكان في أخر الدنيا وأنت عارف معاد تصويري فين إنهاردة؟!
عمار بلجلجة- ما هو أصل الحقيقية مش أنا اللي حدت المعاد دا هما، كان عندهم أجتماع مع وفـد ياباني هنا فأعطونا معاد بـ..
شاورله يسكت وهو مليان غيط، بيشاور لنفسه وبعصبية- أنا.. بتخليني أنا أقطع كل المسافة دي علشان أجي لحد؟ أنا اللي الكل بيجيلي لحد عندي!
عمار وهو بيحاول يهديه- ما المزة تستحق ياصوب بقى
مـد إيده يمسكه من ياقة قميصه يأرجحه بقوة و- عارف بعد دا كله لو طلعت متتشفش زي وشـك كدا هعمل فيك أية؟
بلع عمار ريقه بقلق و- لا متقلقش الكل بيقول حلوة
ضيق عيونه و- عارف انا بدأت أشـك.. ما هي لو حلوة أية اللي يمنعها تظهر نفسها؟
-لا لا مفيش منه الكلام دا البت هـ..
قكع كلامهم صوت من وراهم و- مستر صهيب؟
لفوا يبصولها ووسعوا عيونهم بصدمة، كانت درة، درة بنت لطيفة بملامح منمقة بتخبيها بنضارة كبيرة جدًا على عيونها، عندها بعض الحبوب اللي مش بتهتم بعلاجها، وحاطة تقويم أسنان هيتشال قريب ولبسها ولأجل إنها كانت في يوم صعب كان غير مهندل..
بصلها عمار بصدمة وبطرف عينه بص بخضة ناحية صهيب
بلع عمار ريقه وبتردد- إنسة رقـة؟
درة ببسمة خفيفة- لا الحقيقة إنسة رقـة مش هتقدر تحضر الأجتماع لأنها لسة مشغولة مع الوفد الياباني وعلشان منعطلش حضراتكم انا هكون هنا ممثلة عنها و..
زفرة راحة خرجت من عمار وزفرة عصبية خرجت من صهيب اللي بإندفاع قال- يعني أية مش هتحضر؟ يعني بعد ما نضرب مشوار زي دا الهانم حتى مش محترمة مواعيدها ومش هتقابلنا؟
بص لعمار بغيظ ورماله الجاكت بتاعه ومشى خطوتين ناحية الباب و- شكلكم مش عارفين كويس أنتوا هتقابلوا مين، ومش مقدرين حتى أزاي أنا تنازلت وجيت بنفسي لهنا، بس ملحوقة تتعوض.. أعتبروا مفيش أتفاق ما بينا
- صهيب أستنى المواضيع متتاخدش كدا
وقف في مكانه ولف يبصله- أخرس أنت كل دا بسببك، مَن أمتى أنا اللي بروح أقابل الكلاينت؟ شايف لما هزأتنا حصل أية؟
- يابني..
- ولا كلمة
لف بإندفاع علشان يكمل مشي لقى نفسه خبط في حد بقوة، صوت تآوه وبسرعة مـد إيده يمسك الشخص اللي أختل توازنه وكان هيقع، أعتدلت البنت بسرعة وهي بتحط إيدها على راسها اللي خبطت في صدره بعنف
عيونه أتعلقت بيها من غير ما يحس، شعرها اللي لونه أشقر مايل للأبيض، لون مميز.. طويل واصل أطرافه لنهاية ضهرها، لبسها منمق، بدلة كلاسيكية نسائية باللون الأزرق الفاتح، ملامحها جميلة.. فيها لمحة براءة لكن نظراتها حادة وقوية، ساحرة.. ةقل كلمة توصفها
وقف يبصلها للحظات مشـدوه مش قادر يبعد عيونه عنها
قطع كل اللي بيحصل صوت درة وهي بتقرب منهم بخضة و- رقـة أنتِ كويسة؟
هزت راسها ليها بالإيجاب ورجعت تبص للشابين اللي واقفين قدامها واللي من كلامهم فهمت كويس هما مين، وأية اللي حصل..
تجاهلت صهيب اللي لسة كان سرحان فيها ووجهت كلامها لعمار و- أنا بتأسف جدًا على تأخيري، بس أنت عارف اليابانيين قد أية ناس دقيقة وأربع ساعات شغل مكفهمش، أنا بعت درة ليكم لأني مكنتش عايزاكم تستنوا ولأني بثق فيها وبعتبرها أنا.. وجودها يعوضني، مش تقليل منكم ولا حاجة
وبالنسبة لأختيار المكان فأعتقد دا تم الأتفاق عليه بينك وبين درة ومكنش فيه أي أعتراض عليه وقتها.. ولا أنا غلطانة؟
قالتها وهي بتبادل نظراتها بينهم، عمار اللي متوتر، وصهيب.. اللي.. لا وصف لحالته حاليًا
- عمومًا أحنا عارفين كويس كنا هنتعامل مع مين، بس تقريبًا حضرتك..
بصت لصهيب و- اللي متعرفش أية هي مجموعة الجّمال وإنها إضافة لأي حد، وشرف لأي حد أن اسمه يرتبط بيها
حط إيده في وسطه وبتحدي- أنا مفيش حاجة اللي ترفع مني أو تقل مني، أنا وبس شرف لنفسي، وأنا وبس اللي إضافة لنفسي، أنا عارف قيمة نفسي كويس ياأنسة رقـة، شركتكم بالنسبالي مش أكتر من عرض كويس..
ردت كلمته بدهشـة- مش أكتر من عرض كويس! مجموعة الجّمال..
تدخل عمار اللي بدأ يلاحظ حدة الحوار بينهم- صهيب ميقصدش ياأنسة رقـة..
بصله صهيب بضيق ورجع يبص قدامه وبعناد- لا أنا أقصد..
نغزه في جنبه علشان يسكت و- كل اللي حصل دا سـوء تفاهم، وشيطان ودخل بينا، استعيذوا بالله منه وخلينا طالاما كلنا هنا نتكلم في الشغل بقى
بعملية- تمام يلا نبدأ..
بصت لصهيب نظرات ذات معنى و- لو الأستاذ بطل قمص و..
بنرفزة وهو بيقرب منها خطوة- مين دا اللي مقموص؟ شيفاني عيل قدامك؟
رفعت حاجبها بمعنى 'تصرفاتك خير دليل'
مسك عمار دراعه وهمس في ودنه- صهيب كفاية بقى
بعصبية مكتومة- السـت دي أنا مش طايقها، ألغي الزفت دا وخلينا نمشي
بإندهاش- معقولة في سـت تفوقت عليك وخرجتك عن شعورك؟ حد قدر عليك! دي سابقة دي
بصله بضيق و- أية اللي قدرت عليا دي؟ ولا هي ولا ألف زيها يقدر يأثر فيـا أصلًا
- بجد؟ أومال عايز تمشي وتسيبلها الجمل بما حمل لية كدا؟ كأنك بتثبتلها إنك - مقموص - من كلامها وإن معاها حق
بـغل- برضوا هتقولي مقموص، عمومًا..
بص وراها كانت درة ورقـة قعدوا على التربيزة وهي حست بيه بيبصلها فرفعت عيونها بصتله برفعة حاجب، ضم كف إيده و- يلا هنكمل الأجتماع دا وهنمضي العقد بأي زفت شروط المهم أنا اللي أكون في الحملة دي علشان أثبتلها أن اسمي أنا اللي بيرفع وإضافة لأي حد.. مش العكس
رجع وقعد معاهم وعمار بيمشي وراه وهو بيبتسم بزهـو..
عارف بالظبط أية مفاتيحه، أية الكلام اللي يقوله ويقنعه بيـه..
عارف نقاط ضعفه وقلبان مزاجه..
*****
رجعت من ذكرياتها وهي بتبتسم بحنين لأول لقاء جمعهم، اللي كان ناري.. كطبيعة علاقتهم.. على صوت السواق وهو بيعلن أنهم وصلوا لبيتها، نزلت ودخلت شقتها كانت في حي راقي، عبارة عن شقة دوبليكس دورين، أول ما الباب أتفتح سمعت صوت مناغشات أبنها فأبتسمت غصب عنها بحب وحنين ليه
قربت لمصدر الصوت لقيته قاعد مع مربيته وبيلاعب نفسه ويضحك، قربت أخدته من المربية وحضنته بشـوق..
- حبيب مامي..
مـد صوابعه المنفوخة يمسك في وشها وهو بيبتسم قبل ما إيده تطول شعرها ويشـده بقوة وكل ما تعلي من صوت تآوها يزيد من شـده ويعلى صوت ضحكته
بلوم - آيدو في حد يعمل في مامي كدا؟
بصت للمربية و- خلاص أنتِ تقدري تروحي ترتاحي أنا هاخد بالي منه
المربية- هكون في أوضتي لو عوزتي حاجة يارقـة هانم
أبتسمت ليها ومشيت، قعدت هي تلاعبه وتمسد على خدوده بحب، إياد هو الشئ الوحيد اللي كسبته من جوازتها من صهيب، وهو كفاية..
وسـط جوازة مليانة صراعات وأختلافات، كان هو النقطة الإيجابية الوحيدة اللي هما أتفقوا عليها
- هتشوف بابا أنهاردة..
كملت بسخرية- إن منشغلش وفضل فاكر معاده طبعًا ياحبيبي
بصلها وهو بيردد وراها بصعوبة، بنبرة تساؤلية- بـا.. بـا؟
هزت راسها وهي بتميل تبوس راسه وبضحكة خفيفة- أيوة بابا اللي لا قعدت معاه قدي ولا شوفته زيي ونطقت اسمه قبلي ياخاين
في اللحظة دي رن فونها، برنته المميزة، أتنهدت وهي بترد عليه..
- الشخص اللي هياخد إياد مضمون؟
- أفتحي الباب يارقـة أنا جاي أخده بنفسي
قال كلامه وقفل علطول، بصت للفون بإندهاش قبل ما تقف بخضة، هو هنا؟
متوقعتش إنها هتتقابله، أكيد كانت هتقابله لكن مش بالسرعة دي..
بدأت تلف حوالين نفسها بتوتر قبل ما جرس الباب يعلى ويطلعها من حالتها، أتنهدت وهي بتروح ناحية الباب تفتح..
علشان يطل هو قدامها.. صهيب كما عاهدته
وسيم، جذاب، عشوائي..
كان باصص لتحت بشرود رفع عيونه أول ما فتحت الباب، بصوا لبعض للحظة قبل ما يبعد عيونه عنها ويحطها على ابنه سحبه من إيدها بمنتهى السهولة وبدأ يبوسه بشـوق وحب و- حبيب بابي وحشتني أوي
بدأ إياد يضايق من إندفاع صهيب معاه ويتململ بضيق وعصبية، مـد إيده يحاول يخربشه وهو بيزمزق..
بصله صهيب بدهشـة وبص لرقـة بإستفهام- في أية؟ الولا مش طايقني كدا لية؟ لحقتي تقلبيه عليا وأبوك عمل وأبوك سـوا..
بصتله بعدم تصديق من سخافة تفسيره وتفكيره
وبعتاب ولوم- دا علشان حضرتك بقالك أكتر من شهرين بعيد عنه وهو لسة طفل مخه مش دفتر علشان يفضل فاكرك وأنت مش معبره
- بتلوميني أنا دلوقتي؟
هزت كتفها ببراءة مصطنعة و- مش أنا.. دا ابنك اللي بيلومك، ودلوقتي زي ما شوفت إياد مش فاكرك يعني مش هيكون مرتاح معاك ومش هيعرف يقضي معاك يومين هاته بقى..
مـدت إيدها بإندفاع، رجع خطوة لورا وحضنه ليه بقوة و- بعينك، هاخده معايا يعني هاخده
- ولو عيط؟
- هسكته
- ولو جاع؟
- هرضعه
- ولو عمل حمام؟
- هغي.. قصدي هخلي عمار يغيريله
- أيوة عمار، هو عمار وراه غيرك؟ شـال مسئولياتك في الشغل، وكزوج وجـه الوقت علشان يشيل مسئولية أبوتك..
بصلها بعصبية وكان لسة هيرد لكن ظهرت المربية فجأة وفي إيديها شنطة صغيرة و- دي حاجات إياد اللي طلبتي مني أحضرها يارقة هانم
أخدتهم منها وشكرتها، أختفت البنت ورجعت تبص هي لصهيب اللي سحب الشنطة من بين إيدها ببعض العنف و- أنا ماشي، يومين وهرجعهولك وخلي في بالك كل أسبوع هيجي يقضي معايا يومين
- وأنت هتبقى فضيله؟
- دي مشكلتي مش مشكلتك..
قالها وهو بيديها ضهره ويمشي ورجعت هي تبص لمكانه بضيق وهي بتلعن نفسها، لية تفتح الماضي؟ تبين الأهتمام؟ والتأثر وهي اللي قررت تدفنه؟
قفلت الباب وراها ودخلت أوضتها والذكريات وراها..
بتحاوطها..
يتبع...
رقـة_وشـدة
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية