رواية قلوب تائهة الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم سهام صادق
الـــفـــصـــل الـــواحـــد والـــثـــلاثـــــون وقبل الاخيــر
أنتهت حفل الزفاف ، وبدأت القلوب تعلن عن دقاتهاا وسرحت العين بين الخيال والواقع ، وأستوقف العقل نفسه ليترك كل شئ بين رغبات القلب ، لتبدأ الهدنه وتبدأ الحياه باحثه عن الحاضر معلنه سطوتهاا علي ذكريات قد مضت ، تاركه لنا ذكريات اخري ولكن لم تصنع بعد
اجتمع قلبان قد بدأت لعبتهم من القدر ، أعلن رغبته بالزواج منهاا وهو يظن ان عقله هو من أراد هذا من دافع الهجران ، نعم هجران ماضي قد نال منه ما أراد ... لتكشف اللعبه لنا أرواقهاا لتخبرهه الي متي سيظل يدفن الحقيقه خلف مشاعرهه .. ليدرك بأن كل هذا كان من حباً قد وضع عليه الماضي غبارهه ، ولكن قد نسيا ان للغبار وقتا تزيله الرياح .. لترينا هل ما نظنه لا يكون سوا ظنا ، اما حقيقه قد أدركهاا عقلنا بفطنته ... ولكن للقلب شئ أخر قد أعلنه ... ليثبت له ان كل ماحدث كان هو يريدهه وليس للقلب والعقل دورا غير الأرشاد ... لتكون هي قصة قربهم التي صنعتها الحياه لتخبرهم بأن قلوبهم كانت تائه .. ولكن اليوم قد عادت لرشدهاا ....
وقف أحمد يضم زوجته بحب وهو يتذكر يوم أن ظن بأن ما تفوه به لسانه ليس اكثر من هروب ، ولكن اليوم قد ضحك علي غبائه نعم فقد كان هروبا ولكن هروبا من السراب الي النور
احمد بحب : اوعدك ان كل الحب الي جوايا مش هيكون غير ليكي انتي وبس ، انا النهارده اول مره أندم بجد علي كل لحظه أفتكرت فيها ان الحب مجرد كلمه وبس ، الحب الي بجد الي شوفته في عيونك ياهبه
لتبتسم هبه بخجل قائله : احمد انا حاسه انك كتير عليا اووي ، انا مكنتش فاكره أن الاحلام ممكن في يوم تكون حقيقه ، انا حاسه ان كل لحظه حلمت بيها واتمنتهاا .. اتحققت ، عارف بقي أنا دلوقتي اول مره اندم علي ايه
لينظر لها أحمد متأملاا .. حتي تقول هي : ندمانه علي كل مره سيبت شيطاني يصورلي ، ان الحب ممكن يجي بالتصنع ، بالتغيِر من شكلنا ، من الاهتمام بنفسك عشان تلفت نظر الي قدامك ، ندمانه علي كل لحظه أفتكرت ان فارس الاحلام مش هيجي غير لما أنسي ان زينتي هي عفافي وحيائي وان نصيبي هيجي سوا كان عاجلا ام اجلا ..
ليجذبهاا احمد الي حضنه ثانيه وبصوت هامس : كنتي بتضيقيني اووي ، في كل مره أشوفك في الشركه بتحولي تقلديهم، كان بيبقي هاين عليا اجي اصرخ فيكي واقولك افضلي زي ما انتي ، انتي كده احسن بجمالك البسيط ..
لتخرج هي من بين أحضانه : لما اتخطبنا وقولتلي أنك كنت مستغرب من تغيري وفكري الي أتغير بسبب حبي للمظاهر ، بس يوم ما قولتلي كده أتضيقت وفرحت ، عارف فرحت وأتضيقت ليه
ليتطلع اليها احمد متسألا .. لتقول هي : أتضيقت عشان الانسان الي اتمنيته وحبيت الفت نظرهه بكل حاجه جميله ، واكون ديما جميله قدامه ، مكنتش بزود قربه مني سوا البعد ، وفرحت عشان رجعتني هبه القديمه الي كل حاجه فيها كانت بسيطه من غير تكلف زي ما أتربيت قبل ما أطلع لعالم كل حاجه فيه مظاهر كدابه ، والقوي فين الي ميتأثرش غير بلي يرضي ربه ونفسه ودينه
ليمسك أحمد يدهاا بحب : طب يلا عشان نصلي سوا ، ونرتاح شويه قبل ما نسافر ..
لتبتسم له هبه بعفويه ،وتقترب منه وتضع قبله حانيه علي أحد وجنتيه
.................................................. ...............
اما هما الاثنان ، كانت قصة قربهم الاغرب ، مجرد لعبه بدأت من أجل رغبات قلبه التائه الذي لا يعرف عن الحب سوا نزوه يتخدها الانسان لتسير حياته ، ويصبح كل شئ أمامه مجرد وقت وسينتهي بعد أن يحصل علي كل مايريد ، لتمل العين وتبحث عن شئاً اخر.. لتسير بهم الايام وينقلب كل شئ بين أريد ولا أريد ، بين الانانيه وبين البحث عن النفس ، بين الواجب والمفروض .. حتي تصل بيهم الي زيجه تمت من أجل طفلهم ... وتبدء رحله الحياه معهم حين تكشف لهم أوراقها وكل منهم منهمك في البحث عن نفسه بين طيات حياته الماضيه التي لم تصنع منه سوا شخص تائه في عالم قد نفرهه القلب منذ الزمن ولكن أصبح قد أعتاد عليه ، ام العقل قد تأقلم تاركاً كل شئ ليوم سوف يصبح التغير حدثاً في حياتهم
ابتسمت شاهي بحب وهي تنظر في عين زوجهاا وهو يداعب طفلهم لتقول بصوت حاني : أدهم بيعاندك يا أياد ، كنت عمال تقولي نيمي الولد وتعاليلي .. دلوقتي هو الي شكله هينيمك
ليبتسم لها اياد بحب وهو يداعب طفله قائلا : شوفت يا استاذ ادهم ، اه انت بوظت السهره ليغمز لشاهي ويقول : وضيعت عليناا ليله ولا من الف ليله وليله يلاا امري لله
لتقترب منهم شاهي لتلاعب طفلهاا ،لتتخلل ايديهاا الصغيره بيديه حتي يقترب هو منها ويقبلهاا قبله طويلة بعث فيها الزمن كل شئ ، حتي يبتعدوا ضاحكين وعيناهم تتطلع الي طفلهم الذي بدء يداعبهم بقدميه الصغيره .. وكأنه يريد ان يقول لهم .. لست وحدكم ايهاا العاشقين
.................................................. ................
جلست بجانبه وهي غاضبه كالطفل الصغير ، لتتأمل المكان حولهاا لتقول : يا أدهم أنت واخدني علي فين ، بقالك ساعه سايق العربيه ومش راضي تقولي أحنا رايحين فين ، انا تعبانه وعايزه اروح
ليتطلع ادهم الي ساعة يدهه بأبتسامة خبيثه قائلا : فاضل ساعه وهتعرفي
لتضم هي ايديهاا كالأطفال قائله : ماهو أنا لازم أعرف أحنا رايحين فين ، وليه الهام مرضتش تركب معانا العربيه
ليتأملها أدهم قليلا حتي يضحك : عشان هي عارفه الي فيهاا ، اصل انا قولتلها يالولو ياحببتي ، انا هخطف مريم يومين وانتي ظبطيلي الموضوع
لتدير هي وجهها له بغضب : أممممممم ، عشان كده كانت بتضحك هي وشاهي ، عشان عارفين ان انا المغفله الوحيده
ليضحك أدهم : ما أنتي لازم تبقي مغفله في القاعده ديه ، عشان اعرف أخطفك وانتي بكامل أرادتك
لتتكئ هي بظهرهاا للخلف كي تسترخي قليلاا وتغمض عيناها وهي تاركه كل شئ حولهاا ، ليتطلع هو الي هدوئها الذي يعشقه ويبتسم
.................................................. ...............
اما هما الاثنان ، كانوا يقضون أحد ليلاتهم المحرمه بعقول غائبه ، لتنهض نانسي من جانبه كي تغطي جسدهاا قائله : أنت هتسافر بكره
ليتطلع اليهاا وهو يدخن سيجارته بشرود : بتقولي ايه ياحياتي
لتقترب منه ثانية قائله : هو انت مسافر باريس ليه يافهمي
فهمي بأرتباك : عادي يانانسي ، مجرد رحله علاجيه ، عايز اطمن علي صحتي
نانسي بشك : ليه هو انت تعبان ياحياتي
فهمي : مش ملاحظه ان أسألتك كتير النهادره يانانسي
لتصمت هي قليلاا ، ليجذبهاا اليه ثانية ويذهبوا معا في عالمهم الذي سيظل دائماا زائف بسبب قلوب أصحابه
.................................................. .........
بعد وقتا ليس طويلاا ، وقفت السياره أمام أحد المزارع الكبري ، ليتطلع هو اليها ليجدهاا نائمه ، وبعد أن أردف اليه الحارس سريعاً قائلا : اهلا أدهم بيه نورت المزرعه يا باشا
لتستيقظ هي علي صوتهم قائله : احنا وصلناا .. لتظل عيناها تجول في المكان لتجده مكان هادئ يبدو انها في أحد القري الريفيه .. لتتطلع امامها لتجد منزلا يشبه القصور القديمه
أدهم بحب : يلاا ياحببتي ، احنا وصلنا
لتتأمله قليلا وهي قابعها في مكانها : احنا فين يا ادهم
ادهم بحب : في مزرعتنا ، قصدي في مزرعتك
مريم بشرود : مزرعتي !
ليجذبها ادهم من يدها برفق : يلاا بينا يا أميرتي
لتسير هي بجانبه حتي تردف بقدميهاا لدخل هذا المكان الجميل ، لتتطلع لكل شيء حولها قائله : جميل اوي المكان ياأدهم
أدهم بحب : انا عاملت فيه شويه تعديلات ، عشان لما تيجي يعجبك المكان
مريم بشرود : ده البيت الي اتولدت فيه مامتك صح
ادهم بصوت حاني : والي هيتولد فيه حبنا من جديد ان شاء الله ياحببتي
مريم بدموع : حبنا انت الي حطيت فيه حواجز يا ادهم ، يوم ما اخدتني بذنب مش ذنبي ، يوم ما أكتشفت انك اتجوزتني عشان خايف علي اخوك مني لأبوظ صفقاتكم ، يوم ما وهبتلك نفسي مع انك كنت ساجني في سجنك بس اديتك كل حاجه حلوه في حياتي، وللاسف دمرتني في أجمل يوم في حياتي وانا مستنياك عشان اقولك خبر حملي في أبننا
ليبكي أدهم امامها : وانا مُت صدقيني مع كل لحظه من دول ،حياتي كانت فاضيه ومفيهاش حاجه لحد ماجيتي انتي خليتي ليها معني ، حبي ليكي قبل ما كان بيعذبك كان بيقتلني
لتقترب منه مريم قليلا : الحقيقه كانت أكبر صدمه لينا كلنا ، انا مش قادره انسي بحاول بس للأسف مش عارفه كل حاجه ديما بفتكرهاا ..
ادهم بضعف : وانا بطلب منك انك تديني فرصه يامريم ، خلي مريم الطفله الي حبتني هي الي ترد
لتبتسم هي بعفويه : زي ادهم الانسان كده !
ادهم بحب : أدهم مبقاش فعلا أنسان ، لغير بوجودك انتي ، عايزه بقي تسبيه وتتخلي عنه بعد ما رجعتيه لنفسه من تاني
لتصمت هي قليلا وبصوت هادئ: انا عمري ماحبيت حد ، ويوم مافكرت احبك لقيت نفسي دخلت في سراب ماضي ، مكنش ليا ذنب فيه
ليقترب هو منها ويحتضنها بحب : مش كفايه بُعد بقي ، هتفضل لحد أمتا حياتنا كده ؟؟
لتبتعد هي عنه قائله : لازم أعذبك شويه يا أدهم
ليضحك هو علي صراحتهاا : طب قولي لقلبك ، هاهون عليه يعمل فيا أكتر من كده
مريم بطفوله : اه ، وهيحاول كمان ميضعفش .. يلا روحني بقي
ليقترب هو منها ثانية : الطفله الي جواكي ، هي الي رجعتني ادهم من تاني ، جواكي كل حاجه جميله يامريم زي الاطفال
لتتطلع هي اليه قليلاا وبصوت هادئ : والطفله ديه انت حبستهاا ووجعتها ، وبقيت تخاف منك ، تفتكر هتقدر ترجعها ليك من تاني
أدهم بحب : أوعدك اني هحافظ علي طفلتي ، عشان حياتي من غيرهاا ملهاش معني .. عارفه احلي حاجه في حياتنا ايه
لتنظر له مريم بتسأل .. ليقول هو : انك مهما بيحصل وبتحاولي تتصنعي انك اتغيرتي ، بتفضلي مريم الي لسا فيها كل حاجه جميله مضاعتش مع الزمن
لتسير هي بجانبه بخطوات بطيئه وتقف أمام أحد الصور قائله : ديه صورة ماما ليلي صح
أدهم بحب : انتي شبها أوي يامريم ، حتي حياتكم زي بعض بحس فيكي بروحها ، وعارف أني كنت ظالم زي بابا وبندم علي كل لحظه وجعتك وجرحتك فيها ، ولو فضلت حياتي كلها أحاول اسعدك برضوه مش هقدر أعوضك
لتتطلع هي الي ملامحه المرهقه وبصوت حاني : مريم الطفله سامحتك ، مش انت طلبت منها هي الي تسامحك خلاص قالتلك مسامحاك .. بس مريم البنت الكبيره هتفضل موجوده ولو زعلتهاا ....
أدهم بضحك : عمري ما هزعلهاا اوعدك .. وسيبي مريم التانيه ديه ملناش دعوه بيهاا
لتتطلع اليه بخوف : هتبقي حنين وعمرك ماهتزعلني ولا هتقسي عليا تاني
ليقترب منها ليضمهاا اليه بحب : هفضل ليكي طول العمر الاب مش الزوج
لتتأمل عينيه قليلاا حتي يقول هو : عشان حب الاب ديما بيكون عفوي ، وانا عايز حبي ليكي يكون كده ، افضل ادي من غير ما أطلب مقابل ...
لتبتسم اليه بحب وبصوت هامس : حاولت كتير ابعد واكرهك .. بس للأسف أتحكم عليا افضل طول عمري بحبك
ليضمهاا اليه بشده : ربنا يخليكي ليا ، وتفضلي الهديه الي ديما بحمد ربنا انه وهبها ليا
لتتلاقي القلوب بعد هجراناً لم يدم طويلاا ، ولكن لكل قلب حكاياا ... ويبقي الحب دائماا هو من يسيطر علينا مانعاً اي شئ يقف عاقباً له .. ولنقل بأن لكل حكايه قصه تختلف
.................................................. ...........
وعلي نسمات الهواء العليله وصوت الطيور وجمال الخُضرا التي تبهر العين ، وقف يضمهاا اليه بشده وبصوت هامس : صباح الخير يا احلي ورده في الكون
لتلتف اليه باسمه : اممممم ، ادهم الشاعر رجع من تاني شكله
ادهم ضاحكا : ومش هكون شاعر غير ليكي ومجنون غير بيكي انتي وبس
لتضحك هي حتي تدمع عيناها قائله : لاا انت اكيد فيك حاجه يا ادهم
ادهم بحب : طول ما انتي جنبي بيكون فيا حاجات مش حاجه واحده
لتتطلع اليه باسمه : طيب يلا ياشاعري العزيز ، نفطر وبعدين تاخدني تفسحني في المزرعه كلهاا
.................................................. ..............
جلس بشرود امام طبيبه المختص ليقول بصوت ضعيف : يعني ايه مافيش امل اني اخف ، ازاي
الطبيب : مستر فهمي ، للاسف لحد دلوقتي الطب مش قادر يوصل لعلاج لمرضك ، وانتوا كمجتمع شرقي المرض ده بالنسبه ليكوا للاسف مش زي اي مرض .. حياتكم بتتوقف عليه .. مع ان عندنا المرض ده عادي وبنقدر نتعايش معه ومش بيسبب لينا اي مشكله
فهمي بألم : بقالي سنين بتعالج ، وبرضوه التأثير سلبي ،انا هفضل كده لحد امتا
لينظر له الطبيب بأشفاق : ربنا معاك مستر فهمي !!
.................................................. ..........
وقفت تتطلع الي الرجل الذي امامهاا بألم ، لتمنع دموعهاا من الفرار حتي لا تشعرهه بشفقتها عليه
ليقترب ذلك الرجل وهو يجلس علي كرسيه المتحرك وبصوت باكي : لما عرفت انك في البلد جيت اشوفك يابنت اخوي
لتقترب هي منه : عمي منصور !
منصور بألم : مستغربه ان عمك الي مكنش في حد بصحته بقي كده ، سامحيني يابنت اخوي
مريم بألم : مال عمي يابكر
لينظر لها بكر : عمك حصلتله حادثه يامريم من 4 شهور ، وبعدها صمم يرجع يعيش في البلد هنا
منصور بأسي : جوزك ربنا يباركلك فيه رجعلنا بيتنا الي هنا ، ابقي تعالي زوري عمك يامريم اوعي تنسيه
لتقترب هي منه لتقبل يدهه : انت الي مش تنساني ياعمي ، ولو كنت اعرف انك رجعت تعيش هنا من تاني ،كنت جيت ازورك سامحني ياعمي
منصور بدموع : مين ياسامح مين يابنت أخوي ، انتي الي سامحيني ، لينظر الي ابنه يلا ياولدي روحني البيت
لتتطلع هي الي عمها حتي يقترب منها ادهم بحب : كنت هاخدك ونروحله ، بس هو صمم يجيلك بنفسه
لتبكي هي قائله : انا قولت بس ربنا يسامحه ، مدعتش عليه مكنتش فاكره ان عمي الي ديما بشوفه بهبته وقوته هيبقي كده ، صعبان عليا اووي يا ادهم
ليضمها اليه بحب : خلاص امسحي دموعك بقي ، عشان خاطري
مريم بحب : حاضر !!
.................................................. .............
مرت ايام طويله ، كان لكل شخص حياته يعيش فيهاا لتسير بهم الحياه ، حتي تنتهي بهم رحلتهم .. ولكن للرحله أيضا مايعكر صفوها ، لم تكف نانسي للحظه عن ماتفعله لتدمير سمعتهم ، لتبدء أسهمهم تهتز في السوق ولكن ظل أسمهم يتصدي أي خبر كاذب ، حتي انهاا حكت عن بعض حياتهاا مع زوجها السابق عزت ، واتهمت ادهم بالطامع الذي أحتد علي ثروت والدهه وكان ايضا سبباً في موته الذي لم يكن أحد سببه سواهاا هي !!
وقفت تتأمل منظر المياه بشرود ، ليأتي هو من خلفهاا يضمهاا بحب وبصوت حاني : حبيبي سرحان في ايه
مريم بشرود : في حياتنا ياحبيبي ، تفتكر هتفضل جميله كده ، وهنفضل ديما مع بعض
أدهم بحب : ونسيتي الي مرينا بيه قبل كده ، هي الحياه كده ياحببتي ، شويه فرح وشويه حزن واه الحياه بتمشي
لتضحك هي قائله : فكرتني بماما
ليتطلع اليهاا أدهم قليلا وبصوت طفولي : وماما بقي قالت ايه ياست مريم
مريم بضحك : كانت ديما تقولي ، عمر الحياه ماهتكون كلها فرح ، لازم هتقابلنا حاجات ممكن تعمل منا ناس اول مره نشوفهم ، وممكن تهد حيلنا ومنقدرش نقوم من تاني ، والشاطر فينا الي هيعرف ان هي الدنيا كده يوم هيبقي ليك ويوم عليك .. بس الي بيتقي ربنا في كل حاجه بيعملها ، عمر ربنا ماهيخذله أبدا وديما ربنا هيجعله من كل ضيق يسرا
أدهم بحب :عارفه يامريم أنا دلوقتي أفتكرت ايه
لتتطلع اليه مريم بتسأل حتي يقول هو : كان ليا صديق أيام الجامعه كنت ساعات اروح اذاكر معاه ، كانت والدته ست طيبه اووي ، كانت بتضحك لوحدهاا كنت ديما اقول لصاحبي يابختك بيهاا ، عارفه كانت لما تيجي تدعيلي كانت ديما تقولي ربنا يرزقك ببنت الحلال الي تكون ليك خير متاع الدنيا
كنت انا وصاحبي نضحك ، كنت أستغرب اشمعنا الدعوه ديه ، مع ان ممكن تدعيلي بأي حاجه تانيه .. كان صاحبي يقولي ، ماهي عارفه حياتكم والوسط الي عايشين فيه ، اكيد انت محتاج الدعوه ديه أكتر ... وفعلاا الدعوه اتحققت ، لو أم صاحبي فضلت عايشه لحد النهارده ، كنت روحت شكرتها وقولتلها اهي دعوتك اتحققت
لتقترب منه مريم بحب ، حتي تمسك أحد كفوفه وبصوت هادئ : وانا بحمد ربنا أني حبيتك انت واتجوزتك انت ، وكل الايام الي مرينا بيها هفضل أشوفهاا انها كانت أختبار واقدرنا ننجح فيه
ليجذبهاا هو اليه بحب : عندي ليكي مفاجأه حلوه
مريم بدعابه : أممممممم ، مفاجأه واحنا في الغردقه ونفس المكان ، اكيد انا عرفت المفاجأه
أدهم بحب : ما انا حابب نعيد ذكرياتنا الحلوه سوا ، ونزودها كمان لحد ما نعمل لينا قصه نحكيها لولادنا واحفادنا
لتبتسم هي له بحب .. حتي يحاوطها بين ذراعيه ليسيروا سوياا علي مياه الشاطئ
.................................................. ..........
وكما أعتادت كل يوم ،جلست تتطلع الي بعض الاخبار التي ستعلنها مجلتهاا اليوم ، لتبتسم عند رؤية ذلك الخبر معلنه فيه بالتشكيك في بعض منتاجات مصانعهم ، لتظل تجول بكرسي مكتبها وهي تضحك عندما تتخيله يقف امامهاا ينهرهاا كما جاء اليهاا سابقا لتتلذذ وهي تراهه يفقد صوابه امام اعينهاا ... لتردف سكرتيرتها اليها لتعطيها أحد الظروف المقفله قائله : الظرف ده لاستاذ فهمي بس هو مش موجود في مكتبه وانا جيبته لحضرتك
لتنظر نانسي لذلك المظروف ، وهي تري ختم أحد المستشفيات ، لتتطلع الي ما بداخله : اما نشوف يافهمي انت سافرت فرنسا ليه ، والتحاليل ديه بتاعت ايه
لتظل تقرء حتي تسقط بعينيهاا علي شئ ، لتقف تائه وسط صادمه وهي تردد : فهمي مريض ، بالأيدز
لتغلق ذلك المظروف بشرود وهي غير مصدقه ، حتي تخرج سريعا من مكتبهاا لتصطدم به ليقول : نانسي فين الظرف الي جالك
نانسي بألم : فهمي انت عندك ..
ليجذبهاا فهمي للداخل وبصوت مُرتبك : أنا هقولك كل حاجه يانانسي
نانسي بغضب : هتقولي أيه ، هتقولي انك مريض ، هتقولي ليه لحد دلوقتي أنت متجوزتش ..
فهمي :وانا فيا ايه غير اي راجل ، ما انا بصحيتي ومافيش حاجه تعيبني ، ولا انت تنكري
لتتطلع اليه بضيق قائله : انا بقيت زيك يافهمي صح
فهمي بشرود: معرفش !!
لتصرخ هي في وجهه : متعرفش أزاي ، هاا أزاي .. يعني انا بقي عندي الأيدز ، لاء انا مش مصدقه
فهمي :يانانسي هنعيش سوا ، وهنتجوز كمان ايه رئيك
لتضحك هي بسخريه : ونجيب أطفال ، عندهم نفس المرض ، ويبقوا منبوذين من المجتمع زينا، عايز تقولي ان مرضك ده مكنش عاقبه ليك أنك تتجوز من زمان ويبقالك حياتك
لينظر لها بألم :انتي ليه مكبره الموضوع
لتقف أمامه بهستريه من الغضب : انت حقير يافهمي ، انت احقر انسان شوفته في حياتي
فهمي بسخريه : مابلاش انتي بقي تتكلمي عن الحقاره يانانسي ، كنتي عايزه ابن جوزك ولما ملقتيش فايده منه اتجوزتي ابوهه وخونتيه مع حبيبك الأولاني .. ولا الحقاره ليها ناس وناس ، وكمان انا بمارس حياتي الطبيعيه ومحدش ضربك علي ايدك ..
لتظل تجول ببصرها في كل مكان : انا ممكن اكون سليمه صح
ليتطلع اليها بأسف قائلا : للاسف لاء ، المرض زمانه أنتشر في دمك
لتظل تضحك بهسترياا وبصوت باكي : منك لله ياشيخ ..
حتي ترحل من أمامه وهي لا تعلم أين ستذهب
لتقف بسيارتهاا امام احد البنايات ، وبعد وقتا طويلاا
نظر اليها الطبيب بأشفاق : للأسف يامدام ، انتي بقيتي مصابه وده بسبب...
لتنظر للطبيب .. بدموع حتي يتوقف عن الحديث : طيب انا مينفعش أتعالج
الطبيب بأشفاق : العلاج بطئ ، وبيكون صعب ، ومرحلتك أتقدمت اووي ، المرض انتشر في دمك .. بس ممكن تكملي حياتك وتعيشيهاا عادي ، بس انا شاكك في حاجه
ليتطلع الي وجهها بشك : انتي بتشربي كحولات
نانسي بشرود : ايوه
الطبيب بأشفاق : ممكن تعمليلي التحاليل ديه
نانسي بخوف : ليه ، هو انا عندي حاجه تانيه
الطبيب بأسف : انا شاكك ان عند حضرتك كانسر في الدم
لتقف هي أمامه.. وبصوت ضاحك : من ساعه كنت بضحك ، وانا بشمت فيه دلوقتي هو الي هيشمت فياا ، انت أكيد كداب .. انا مش عيانه
ليتطلع اليها الطبيب بألم : مدام نانسي ، انتي كويسه!!
لتظل هي تجول بنظرهاا علي كل ركن في أنحاء الغرفه حتي تسقط علي الأرض لتبكي علي حالهاا ، لتنطق بكلمه واحده قائله : هو انتي كنتي فاكره ايه ، ولا انتي نسيتي كل حاجه عملتيهاا ،لتتذكر وجه والدتهاا المريضه وهي تقول لها : اوعي تنسي اخرت الشر والطمع يابنتي
لتكون نهاية شرهاا وطمعها المرض
ولكل منا نهايه ، سيحصدهاا ولا نعلم كيف ومتي ستكون النهايه ، فالنتذكر دائما تلك النهايه حتي نتقن زرعتنا قبل الحصاد ...........
يتبع بأذن الله
********
•تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية