Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل الثاني و الثلاثون والاخير 32 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل الثاني و الثلاثون والاخير 32 - بقلم سهام صادق 

الــــفـــصـــل الأخــــيـــــر

تسير بنا الحياه .. لنسير معاها وسط سراباً لا ندركه إلا عندما نفيق علي صرخه تضوي بين أعماقنا .. وكأنها صرخة الصحوه .. ولكن ليست الصحوه دائماً تأتي كالأنذار ولكن احيانا تأتي وكأنها تريد ان تخبرنا بأن لا وقتاً أمامُنا .. فالوقت قد أذن بالرحيل وأعلنت الحياه صافرتهاا وهي تُودعنا ولكل منٌا وداع .. وفي النهايه نحن من نختار كيف يكون وداعُنا ... لترحل النفس وترحل معاها القلوب، متأمله كل شئ حولهاا لتبقي العبرة في النهايه .. والعبره لا تُصنع بدوننا .. فاليختار كل منٌا عبرته كما يشاء.. ولتتورث دروس عبرتنا لغيرنا .... 
كانت تسير مثل الغريب الذي قد ضل طريقه ، لتشرد في سنين عمرهاا القادمه .. وقد نسيت ما مضي وكأن الحياه لا تُريد لهاا للحظه بأن تصحو من غفلتهاا .. فالنهاية قد صنعتها هي بأعمالهاا وقرر الزمن بأن يُكافئهاا بها حتي ترحل لعالم لا ينفع فيه مالا ولا بنون .. عالم سنسأل فيه عن حياتنا فيما قد فنيناها ، أحست بأن عيناها لا تستطيع الرؤيه لتبقي الصوره مشوشه امامها .. لتتشبث في موقد سيارتهاا وهي تضغط علي فراملهاا وكأنها تضغط علي زر النهايه .. حتي تفقد صوابها وتنجرف بها السياره لتنحدر لأسفل .. لتضوي اخر صرخاتهاا حتي تنفجر السياره .. لتسقط نانسي ويسقط معها كل شئ .... 

.................................................. ............

امسك هاتفه بألم ، وهو يتأمل كل شئ حوله بشرود
ليدخل عليه اخاهه وبصوت هادئ : سمعت الخبر يا ادهم
أدهم بشرود : مكنتش متوقع ان نهاية نانسي هتكون كده يا أياد
اياد بأسي : ربنا يرحمهاا .. احنا المفروض نروح نستلم جثتها ، متنساش انها كانت مرات ابونا الله يرحمه 
ليتطلع له ادهم .. وهو يحرك رأسه بالأيجاب 

لينظر اليه أياد بتسأل : انت كويس يا أدهم !!

.................................................. ...........

عاد بعد ان قرر الرحيل للنهايه .. ولكن قد خانه الرحيل وعاد به ثانية .. عاد به لكي يقف علي قبرهاا وهو يبكي لا يعلم لماذا يبكي ولما الان البكاء .. ليجلس بجانب قبرها بألم قائلا : انتي الي اختارتي الطريق ده يانانسي ، قولتلك بلاش ، حبك للدنيا عماكي .. وعمتيني معاكي كان لازم اصرخ فيكي واقولك لاء بس للأسف كنت ضعيف زيك .. ولما فوقت سيبتك لوحدك بدل ما أفوقك معاياا .. مخفتش عليكي من نفسك .. سامحيني ياحببتي، ايوه حببتي يانانسي والله كنت بحبك بس انتي الي نسيتي حُبنا ، وحولتيه لمجرد مصلحه كنت بتقطع من جوايا وانا شايف رجولتي بتتلغي قدام حبي ليكي .. كرهتك وكرهت نفسي .. فكرت اني هفوقك لما روحت لجوزك وقولتله علي حقيقتك .. بس كنت غبي وسيبتك وسافرت ودلوقتي رجعت عشان اشوفك هنا 
ليظل يتطلع الي المكان الذي حوله بأسي ، حتي يسمع صوت أحدهما وهو يقول له : انت كويس يا استاذ 
لينظر له شادي بألم وهو ينهض .. مودعا ايهاا وهو يقول : هبقي اجي ازورك تاني !!

.................................................. ..............

جلست بجانب زوجهاا بحب لتقول بصوتها الحاني : مالك يا ادهم بقيت ديما سرحان
ليظل هو يجول بنظره بعيداً حتي يقول : مش عارف يامريم ، حاسس اني تعبان 
لتضمه اليها بحنان قائله : مالك ياحبيبي ، فيك ايه 
ادهم بشرود : تفتكري حياتي ممكن تنتهي زيهم كده ، تفتكري أن حياتي صح 
لتبتسم اليه بحب قائله : طول ما احنا بنفكر كده .. صدقني حياتنا هتبقي احسن ، عاتب نفسك ديما وأسألهاا انا صح ولا فاكر نفسي صح.. وساعتها هتعرف اذا كانت فعلا حياتك ماشيه صح ، ولا لازم تغيرهاا 
ليتطلع اليها ادهم بحب :برتاح اووي لما بلاقي نفسي تايه ،وأجي أترمي في حضنك وأشكيلك همي .. نعمه جميله اووي لما تلاقي الراحه في اقرب الناس ليك .. ليجذبها الي حضنه ويضمها بشده قائلا : ربنا يخليكي ليا يا ملاكي !! 

.................................................. ............

أيام لا تُمحي من الذاكره قد قضوها سويا ، لتزيل ذكريات كنا نظن بأنهاا لا تُنسي ، ولكن لكل شئ وقت ويتنهي ، حتي الحياه سيأتي يوما ونرحل جميعا من عليها ، فكيف للذكريات التي نصنعها لا تُنسي ، نعم يظل أثر ريحها يحاوطنا ولكن ليبقي منها العبره او الحنين لما قد مضي..
وقفت بجانبه ، وهي تبتسم برؤية حب قد أخفاهه أحداهما ، ليعيش بيه سنين طويله ، والأخر قد ظل طيلة حياته يبحث عنه ، لينظرالقلب لنفسه متعجبا علي غبائه فالحب الذي بحث عنه لسنوات كان أمام أعينه ، ولكن ليس كل شئ نريده تبصر به العين ... ولكن الحياه قد لعبت لعبتها معهم ايضا ، لتكشف لهم حباً قد أخفاه الزمن ربماا قد خُفي من المجهول ، او ربما لم يكن الوقت قد حان ليعلن الزمن عنه .. ولكن في النهايه أجتمعت القلوب وتلاقت الأعين 
أدهم : يستهلوا بعض فعلا
مريم بشرود: ربنا يسعدهم
أدهم : طيب ماتيجي نباركلهم بقي ، ولا هنفضل واقفين بعيد كده
ليتطلع اليهم جلال باسما وهو يقول : انا مبسوط اووي أنكم قبلتوا دعوتي ، متشكر اووي يا أدهم
ليبتسم له أدهم قائلا : مبرووك ياجلال، ربنا يسعدك أنت والبشمهندسه !
لتقترب أيمان من مريم بحب قائله : متشكره اوي يامريم ، لولاكي كان حبنا هيفضل ضايع بسبب أن كل واحد فينا مستني من التاني يتحرك خطوه ، بس بسببك أنتي الخطوه أتحركت وخلتيني أعمل حاجه عشان حب عمري بدل ما أنا عايشه وحاسه ان قلبي مقسوم نصين ، نص مستني وصابر علي يوم ممكن يجي او ميجيش ، ونص تاني الامل الي جواه قرب يضيع مع السنين
مريم بحب : متشكرنيش يا أيمان ، انا معملتش حاجه ، هي ديه كانت نهاية حبك وكان لازم تعيشيهاا .. والحمدلله النهايه جات زي ما انتي اتمنيتي
لتبتسم لها أيمان بحب ، وهي تمسك في يدهاا طفلاا ، لتقترب منه مريم قائله : مش عايزه تسلم علي طنط مريم
ليقترب منهاا مروان : أنا بحبك اووي ياطنط مريم ، لو بابا وماما جابوا بنت هخليهم يسموهاا مريم ، وهدعي ربنا انها تكون زيك
لتضحك ايمان وتهبط لمستواه وتحتضنه : من عنيا ياحبيبي ، اوعدك ان اول بنوته هنسميهاا مريم 
لتقع نظرة جلال عليهاا باسما ، وكأنه يشكرها بأمتنان

.................................................. ..............

جلست أمام الطبيبه بخوف قائله : ها يادكتوره طمنيني 
لتتطلع اليها الطبيبه مبتسمه : مبرووك يامدام مريم ، حضرتك حامل وفي الشهر التاني كمان
لتنظر اليهاا مريم بفرحه قائله : بجد !
الطبيبه مبتسمه : اه بجد ، انتي مش مصدقه ليه ، لازم ترتاحي كويس وتخلي بالك من نفسك ، مفهوم 
مريم بفرحه : حاضر
لتنهض هي بحلماا قد باتوا يحلموا به سوياً ، لتعود بذاكرتهاا الي يوما قد أمحته هي مع الماضي .. ولكن للقلب حنينُ أحيانا لذكريات تُزعجنا ، لتبتسم بحب قائله بداخلها : الحمدلله !
لتذهب اليه في عمله ، وتبتسم وهي تراه جالس علي كرسي مكتبه منهمكا في بعض الاعمال ، حتي يقول أحمد : نورتي الشركه يامريم
ليرفع بوجه بعيدا عن الأوراق التي أمامه وبصوت هادئ: ايه المفاجأه الحلوه ديه ياحببتي
ليرحل احمد تاركهم ، حتي يقترب هو منها وبصوت حنون : وحشتك ، زي ماوحشتيني صح، حتي يتطلع اليها بحب مُقبلاً أيها 
لتبتسم له بخجل : أدهم عيب 
ادهم : عيب ليه ،طب عشان عيب ديه بقي أنسي هاخدها يعني هاخدهاا
لتبتعد هي عنه قليلا ، حتي يجذبهاا اليه بحب : ليقبلهاا قبلة طويله قد ذابت هي معها ونسيت كل شئ .. حتي يبتسم لها قائلا : مريم أنتي روحتي فين .. لتفتح هي عيناهاا ببطئ .. ليتطلع اليها ضاحكا ، حتي ينحني ثانية ليقبلهاا بحب 
ليقف بهم الزمن للحظات ، ويسير بهم لعالم قد خصص اليهم فقط ... حتي نسوا كل شئ حولهم 
ادهم بحب : انتي خطر عليا بجد ، انا بقول بلاش شغل النهارده
لتضحك هي قائله : مش ملاحظ ياحبيبي انك مبقتش تحب الشغل خالص ، بعد ماكان عشقك الاول والاخير
ادهم ضاحكا : ده كان زمان ، بس دلوقتي مبقاش حد يقدر يشاركك في حاجه
لتدعابه مثل الاطفال قائله : احمممم ، ميرسي ميرسي يادكتور
أدهم ضاحكا : ههههههههه أنا لو كنت بفكر ارجع لمهنة الطب من تاني ، دلوقتي مينفعش أفكر نهائي في الموضع ده ، ماهو ماينفعش دكتور القلب يعالج المرضي ، ويسيب نفسه
مريم ضاحكة : سلامتك ياحبيبي 
لينهض هو من علي الكرسي الذي أمامها قائلا : مريم انا عندي اجتماع بعد ربع ساعه ، يلا ياحببتي علي البيت ، شكلي هيبقي وحش اووي لما رئيس مجلس الاداره يروح متأخر لاء وكمان هيبقي سرحان ..
لتقترب هي منه بزعل مصطنع : طيب مش هقولك علي المفاجأه الي أنا جايلك عشانها يا أستاذ ، ومقدرتش أصبر، وقولت لازم جوزي حبيبي اول حد يعرف
ليتطلع اليها قليلاا وهو يقول : مريم انتي روحتي للدكتوره ، وقالتلك انك ...
مريم بحب : حـــــامــل يا أدهم في أبننا او بنتنا
ليضمهاا اليه بحب قائلا : وكل ده وقاعده ساكته ، حسابك معايا بعدين بس بعد ماهو يجي بالسلامه 
مريم : فرحان يا أدهم 
ليضمها اليه ثانية : فرحان بس ديه كلمه قُليله علي الي أنا حاسس بي دلوقتي ، سامحيني يامريم أني حرمتك وحرمت نفسي من السعاده ديه قبل كده ، كنت خايف ربنا يحرمني من النعمه الي بدل ما كنت احمده عليها، فكرت للحظه اني أتخلص منها ، يااا الحمدلله 
لتبتعد عنه قليلا وهي تضع أناملها الصغيره علي وجنتيه لتمسح تلك الدمعه لتقول بصوت حاني : انا مبسوطه اووي يا أدهم وفرحانه عشان كل حاجه كنت بحلم بيها بقيت بتتحققلي ، فعلا أحلامنا بتتحقق بس لازم نصبر الاول 
ليمسك يدهاا بحب ليقبلهاا : بـــــــــحــــبــــــك يا اجمل حاجه في حياتي ، يانور عيني
ليقطع عليهم تلك اللحظات دخول أياد مبتسما : شكلي جيت في وقت مش مناسب ، انا بقول أمشي أحسن 
ليلتف ليغادر وهو يقول : الاجتماع بدء علي فكره ، ومستنين رئيس مجلس الاداره ، انا هقولهم مش فاضي ، وراه حاجات مهمه 
لتضحك هي علي حديث اياد قائله : لاء انا خلاص همشي .. عشان معطلكمش 
أدهم بحب وهو يتأملها : قولهم رئيس مجلس الاداره مش فاضي ، يلاا يامريم
ليعود أليهم أياد : بقي ادهم باشا ، مش فارق معاه الشغل ، عملتي ايه فيه يابنت عمي ، لاء انتي بقيتي خطر علي أخوياا
ليضحك أدهم علي حديث اخوه الصغير : بقيت أب ولسا معقلتش ، وهتبقي عم وبرضوه زي ما انت
ليتطلع اليه أياد بفرحه : عم !! يعني مريم ..
أدهم : ايوه ياسيدي ، وبعد 7 شهور بالتمام والكمال ، هخليه هو الي يعقلك وهسيبله المهمه ديه .. بدل ماشاهي مش قدها
أياد بحب وهو يحتضن أخاهه : ياا يا أدهم ، ده اجمل واحلي خبر سمعته ... 
لتتلاقي أعينهم ضامة حباً عاني منه القلب بسبب سطوة عقل صاحبه ، حتي أعلن القلب بأن السطوه له هو وفقط...

.................................................. .............

أصبحت للحياه هدنه قد اعلنتها معهم ، ليصبح الدفئ والسعاده هما رفيق دربهم ، ولكن للدرب رفقاء اخرين ، فلا حياه بسعادة كامله ، ولا حزنا تدوم به الحياه
تعالتُ ضحكاتهم ، لتقترب هي منه هامسه : أنا عايزه أركب خيل يا أدهم 
لتسمع ألهام همساتهم قائله : تاني يامريم ، طب أعمليهاا كده ، ولو هو وافقك علي جنانك ده انا الوحيده الي هقفلكم 
ليضحك أدهم علي زوجته قائلا : اه وتيجي بليل تقوليلي أه يا أدهم هموت ، وهولد ، انتي نسيتي يوم ماقررتي أنك ترجعي تشتغلي معايا، يوم واحد وقولتي مش قادره وطلع كله علياا بليل ، استهدي بالله كده ياحببتي وانا هعملك كل الي أنتي عايزه ، بس لما عبدالله يوصل بالسلامه ان شاء الله
ليأتي اليهم أحمد ضاحكا : تقريبا احنا مسبناش شجره ، لغير ماجمعنا منها فاكهتها
لتأتي هبه من خلفه وهي تمسك احد سلات الفاكهه قائله : يا أحمد لسا فاضل الشجره ديه مجبتش منهاا ، أنا بحب التين اوي يا احمد قوم بقي
أحمد ضاحكا علي منظرها : أقعدي ياحببتي وانا هخلي سعد يجبلك كل الشجر لحد عندك وانتي اختاري ، ما هو انا اصل مبقاش فيا حيل امشي وراكي 
ليتطلع اليهم أدهم ضاحكا : هو أحنا فاكرنا نتجوز ليه يا أحمد ، ده انا مكنش فيه زي ، كنت أشخط الشخطه الكل يترعب ، اما دلوقتي للأسف ..
مريم بطفوله : قصدك ايه يا أدهم ، هو أنا بخوفك
أدهم بدعابه : هو انا بقدر اتنفس قدامك ، مبقولش غير حاضر ، يعني تصحيني بليل تقوليلي عايزه اتكلم يا ادهم انا زهقانه ، وفي الاخر تسيبيني وتنامي 
لينظر أحمد الي زوجته : طيب هي عايزه تتكلم ، اما الي عندي ما بتفكرش غير في الاكل ...
لتضحك ألهام عليهم بسعاده : مصدقتوا تطلعوا كل الي جواكم ، تقريبا كده هتستنوا العاصفه الليليه
ليتطلع كل منهما الي زوجته .. حتي يقولوا في صوت واحد : ربنا يستر !!
ليأتي صوت أياد أليهم من الخلف .. وشاهي تضحك من خلفه وهي حامله طفلهاا واياد يسير بتعب قائلا مقلدا أيها : عايزه اطلع فوق الشجره يا أياد ، لحد ما في الاخر بسبب الهانم اقولها انزلي تقولي خايفه ، ساعه بقولها متخافيش ياحببتي ، هنزلك زي ماطلعتك تقولي طب امسك أدهم كده وانا هنزل لوحدي ، لينظر الي طفله : عشان لما قولك يا ابني أن امك مجنونه ، ابقي صدقني ، ربنا يهديكي ياشاهي يابنت أسعد 
لينظروا جميعا اليهم ضاحكين ، وهم يرونه يحمل حذاء طفله الصغير ، ويتطلع الي زوجته بغيظ
ليصبح يوماا ،لا يُنسي وكل منهما ذكري قد حفرهاا بنفسه في ذلك المكان 
ليأتي الليل ليعلن هدوئه وهدوء نسماته ،ليظل سحر الظلام سحرا خاصا ،تستكين به النفوس 
لتقف بشرود وهي تتأمل ذلك النجم الساطع قائله بصوت حاني : ياريت نفضل عايشين هنا في المزرعه يا أدهم
ليقترب منها ليضمها من الخلف وهو يتحسس بطنهاا المنتفخه : وانا كمان بحب المزرعه ديه ، عشان ليها ذكريات عندي كتير ، لتلتف اليه بخجل قائله : الجو جميل اووي ، ماتيجي ننزل نتمشي 
ليتطلع اليها أدهم باسما : انسي ، مش هتنازل عن الليله الي وعدتيني بيها ، الي بسببها لغيت كل اجتماعاتي ، وجبتك زي ماطلبتي المزرعه ، واتحججتي وقولتي ، عايزين كلنا نروح سواا ،جبتهملك وقولت مش مهم ، يلاا بقي
لتبتعد بوجهها بعيدا عنه قائله : يا ادهم !
ليحملها هو للداخل : الدكتوره قالت مافيش اي خوف 
ليضعهاا برفق علي الفراش ، وهو يتطلع اليها مبتسما ليقترب منها بحب :وحشتيني اووي !!
لتنطفئ الانوار ، ويبقي نور القمر وحدهه ساطعاً، بين سواد الليل واحلام العشاق ، تاريكين لنا الخيال سارحا بنا معهم .. ويبقي للحب طعما أخر لا يعرفه الا من تذوق طعمه بنفسه

.................................................. ............

وعلي كابوسا أخذ يصارعها ، فتحت عيناها بخوف وهي تتطلع اليه ، لتنظر اليه بألم ، حتي يضوي صوت أذان الفجرفي كل مكان .. لتضع هي يدها برفق عليه قائله :أدهم اصحي الفجر أذن
ليتطلع اليها بحب :ماشي ياحببتي ، انا نازل اصلي في المسجد 
لتتطلع اليه بوهن : خلي بالك من نفسك !
ليضحك عليها قائلا : ده انا رايح المسجد يامريم
لتقول بصوت مرتجف : استودعك الله الذ لا تضيع ودائعه
ليتطلع اليهاا بحب .. وهو يبتسم 
لتضع هي يدها علي بطنها قائله بضعف : يــــاربــــ
ليهبط من علي درجات السلم ، وهو يتطلع الي اخاهه مبتسما :بكون مبسوط اوي ، وانا ماشي جنبك ورايحين نصلي ، ياا الدنيا ديه غريبه اووي ، من حال لحال ، الحمدلله ان ربنا اختارلنا الحال الاحسن
ليبتسم له أياد بحب : (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )
ليتأمله أدهم مبتسما : وديه أجمل هدايه ، القرب من ربنا راحه جميله اوووي 
ليسير أياد بجانبه بحب .. حتي يدخلوا من باب المسجد علي نفس الخطي... وعلي نفس الخُطي يخرجون
لتضوي صوت رصاصه عاليا ، حتي يسقط أدهم بوجع : انا كويس يا اياد متخفش ، لو حصلي حاجه خلي بالك من مريم ومن أبننا
ليبكي أياد : لاء يا ادهم ، انت الي هتربي أبنك أن شاء الله
وعلي صوت صرخا ، قد أتي من غرفتها ، أتجهت أليها ألهام بخوف : اتصلي بالأسعاف ياشاهي ، بسرعه 
لتظل تجول بنظرهاا باحثة عن هاتفها : أحمد ، متكدبش عليا ، أدهم فيه حاجه أنا حاسه انك بتكدب عليا ، ومريم بتولد
أحمد بألم وهو يتطلع الي وجه أياد الذي يجلس أمام احدي الغرف : متقوليش لمريم حاجه دلوقتي ، مش هتستحمل الصدمه ، ادهم في غرفة العمليات أدعيله
لتضع ألهام يدها بوجع حتي تكتم صوت شهقاتها : كنت حاسه أنه فيه حاجه ، ليسقط الهاتف من يدهاا حتي تجلس علي أقرب مقعد قائله : يــــاربـــ ، رجعه لينا يـــارب 
ويصرخ طفلا معلناا الحياه ، ليحي بوجوده روحا أخري قد كانت في عداد الموتي .. ليبقي الله رحيما بقلوب عباده 
أخذت تجول بنظرهاا بتعب ، لتبحث عنه قائله بصوت متعب : أدهم فين ياشاهي ، وماما ألهام كمان فين
شاهي بألم : أدهم كويس يامريم ، بس جاله شغل مستعجل واضطر انه يسافر
مريم بخوف : لاء ياشاهي ، ادهم فيه حاجه ، انا حلمت بيه وهو بينادي عليا .. وبيقولي هرجعلك تاني متخافيش
لتبتعد شاهي عنهاا حتي لا تري دموعهاا : انا هروح أندهلك الدكتور
لتخرج شاهي .. وتفر من عيناهاا هي دمعه حتي تقول بصوت واهن : يــــــاربــ خيب ظني ، ورجعهولي يــاربــ 
ليخرج الطبيب معلناا بوجه متعب : لو تعرفوا ، ان كان بينه وبين الموت خط رفيع اووي ، مش هتصدقوا ، ديه معجزه ان ربنا يكتبله عمر جديد ، والرصاصه متدخلش القلب
لتبكي ألهام : الحمدلله ، الحمدلله، محدش هيربي أبنك غيرك يابني 

.................................................. ............

وبعد أياماا قد مضت بأحزانهاا .. أرتسم الفجر من جديدا ، ولرب الكون حكما عظيمه نتعظ منها
جلست بجانبه وهي تتكئ برأسها علي صدرهه بحب قائله : ورجعتله أرضه 
ادهم : ايوه ، للأسف ابويا ظلمه واخد أرضه منه ، يمكن الي حصلي كان أنذار من ربنا عشان ارجعله حقه ..
مريم بحب : وهتتنازل عن حقك يا ادهم ، ده كان هيموتك
أدهم بشرود : أنا كنت مستني لحظه عقابي يامريم ، عشان أعرف ان ربنا خلاص سامحني 
مريم بدموع : أنت كنت هتروح مني 
ليضمها اليه بشده : وربنا رجعني ليكي تاني ، انتي وأبننا .. ليتطلع الي الطفل الذي يتوسطهم بحب قائلا : اوعي تطلع زي بابا ياحبيبي ، وتعيش حياتك كلها بقلب تايه 
لتضع هي قبله حانية علي كفه الممسكه به قائله : أنت ليه محكتليش عن فرح !!
ادهم : وانتي عرفتي فرح منين ..
مريم : مامتهاا لما عرفت الي حصلك جتلك عشان تطمن عليك ، أنا دلوقتي فهمت أنا ليه شوفت بنت صغيره كانت وقفه بتضحكلك وهي بتمد أيديهاا ليك ، وانت بتقولي هرجعلك تاني يامريم متخافيش
ليبتسم اليهاا أدهم بحب : فرح يوم ماشوفتها ، فاكرتني بيكي اووي ، شوفت الطفله الي في عينيكي فيها ، نظرة عينيها فيها جمال حاسسني ان في الحياه لسا فيه مريم تانيه ، واكيد هيكون فيه نسخ كتير منك عشان يبقي للوجود معني .. بس في مريم واحده وبس هي الي بتاعتي ولياا .. هي حبي الي فضلت ادور عليه طول حياتي .. ويوم مالقيته لقيت النور 
لتبتسم له بحب : ادهم ، انت الي كتير علياا
ليتطلع اليها بشوق : جمال الروح بيفضل طول العمر ليه ضوء ساطع ، ضوء بيجمع كل الناس حواليه .. عشان ينور ليهم حياتهم .. وانتي كنتي الضوء بتاعي بروحك وطيبتك ونقائك .. أنا محبتش مريم كأنسانه بشكلها .. أنا حبيتها كروح .. 
ليفتح طفلهم عيناهه ضاحكا ، وكأنه كان يسمع والدهه وهو يتغزل في أمه ....

.................................................. ...........

ليسير العمر ، وتسير الحياه ،راحله بلحظات قد بعثهاا لنا الزمن كغفوه ، محمله لنا بغيرهاا معلنه بأن له حكايا وقصص كثيرة قد عصفت بنا ومازالت ستعصف .. لنظن ان العاصفه دائما تكون محمله بالأتربه .. وقد نسينا أن بعد العاصفه أيضا مطرا .. تطيب به ارواحناا ونحن نستنشقه .. وتعشقه العين عند رؤيته 
لحظه قد سقطت فيهاا دموعهم .. وكل منهم تنظر لأبنائهاا وهي تراهم يكملوا مسيرة حبهم ، حباً قد أعلنته الحياه لهم دون مشاقه ، وكأن الزمن أراد ان يزرع بذورهه اولا عند أبائهم ... ليجمعوا هما تلك الثمار
وقف مازن وهو يضم زوجته الباكيه ليقول بحب : الولاد كبرونا ياصافي ، مازن ورهف اتجوزوا
لتتطلع الي اولادها الاثنان وهي تري فرحتهم قائله : كبروا يامازن ، يااا انا حاسه اني شايفه نفسي معاك دلوقتي يوم ما أتقبلناا واحنا شباب .. قبل 
ليقطع حديثها هو : قبل ايه .. لاء الفتره ديه انسيهاا خالص ، احنا عمرنا أبتدا من اول يوم بقيتي ليا انا وبس 
لتقترب منهما فتاه تشبه أمها كثيرا وبصوت طفولي يدل علي مرحها : انتوا قاعدين هنا بتعيدوا في ذكرياتكم ، وسيبين العيال لوحدهم .. يلاا بقي عشان نتصور معاهم
ليضحك مازن علي ابنته .. التي كانت ثمرة حبهم ليقول : شايفه بنتك ياصافي 
لتبتسم صافي له بحب : مش بنتي لوحدي بنتك انت كمان خد بالك
ليقف المصور وهو يلتقط صورة لهم .. ومن هنا قد أصبح للزمن ذكريات اخري سيجنيهاا 

.................................................. ................

ونسير بُخطانا ، لنري قلوباً أخري ، ليجمعنا بهم الزمن في مكان، تشتاق له العين كثيراا مهما أستمرت في رؤيته
وقفوا وهم يودعوا بأعينهم أخر يوم سيقضونه ، امام بيت الله الحرام .. لتتطلع أعينهم للكعبه محمله بحباا يملئ جميع القلوب ..
لينظر لها جلال بحب : ياا بحس براحه متتوصفش ، ربنا يكتبهالنا في كل سنه باقيه من عمرنا
أيمان بحب : يـــاربـــ ياجلال 
لتمتد يدهه بحب وهو يمسك يدهاا ، حتي يسيروا سويا وهم يغادرن الحرم .. تاريكين قلوبهم هناا 
ليقف شاباا وفتاه ، ناظرين حولهم ليتأملواا كل الوافدين .. حتي يقول الشاب : ماما وبابا اهم ، يامريم
ليقتربوا منهم بحب .. ليحتضناهم هم
وينحني كلا منهما ليقبل يد والديه .. ليتطلع جلال الي زوجته باسماا وهو يري نظرت عيناهاا لولده الذي أحبته وكأنه أبننا لم تنجبه واحدة غيرهااا ، ليقترب من أبنته ويضمهاا اليه
لتكتمل صورة الحب .. في صورة اخري 
.................................................. ..........

ومع كل لحظه قد أحس فيها بشيبته ، كان يراها بأبنته الصغيره ، حتي بعد أن انجبوا مولودهم الثاني ، التي قد سمياها ليلي .. 
ليقف بجانبه بحب وهو يمسح دمعتها بكفه بحنان : بتفرحي بتعيطي ، وبتزعلي برضوه بتعيطي ، ياحببتي ديه بنتنا النهارده بتتجوز
مريم ببكاء : هتوحشني اووي يا أدهم 
ادهم بحب : ماشاهي اهي ، مبسوطه ، عيطت دلوقتي يعني علي فراق أدهم 
لتلتف اليه مريم بحزن : هتلي بنتي منهم يا أدهم ، انا لغيت الجوازه ديه 
ليضحك ادهم علي زوجته حتي يضمهاا اليه بحب : ماهي ديه سنة الحياه ياحببتي 
ليقترب منهم شاباا يشبه والدهه كثيرا ، وبصوت ضاحك : طب جوزوني انا كمان واخلصوا مني ، عشان الجو يخللكم 
ليضحك أدهم : انت مستعجل علي ايه ياواد أنت ، ده انت عندك 25 سنه ده أنا اتجوزت امك علي ال 30
لتضحك مريم قائله : قصدك 32 ياحبيبي 
ليتطلع أدهم لها بخبث : ولسا عندي صحه علي فكره.... حتي يقترب منهاا قائلا : بقولك ايه ماأتفق مع أحمد دلوقتي ، وأخلص من الواد ابنك كمان ، وتفضلي لياا انا وبس ياجميل ، واحلي شهر عسل في الغردقه
ليقترب منهم أياد بضحك : ابو العروسه مبقاش معانا خالص ، المأذون وصل عشان كتب الكتاب ولا انا هبقي وكيل العيال ، وهتخلع يا ادهم
أدهم ضاحكا : ولد أخرس ، انت بتكلم اخوك الكبير كده أزاي
ليضحك أياد قائلاا : ده أحنا خلاص قربنا نبقي جدود ، ونشوف احفادنا وبنجوز ولادنا النهارده ، وبرضوه لسا ولد واخرس .. أنا وربنا خايف علي ابني منك 
لتضحك مريم بشده علي زوجهاا وهي تتطلع اليه
حتي ينحني لها ليقبل يدهاا بحب : كنتي وهتفضلي الوحيده الي ببقي معاهاا انسان مختلف ، بكون زي المراهق الي لسا بيحب... حتي يضع بكفه علي رأسه ليتحثث ذلك الشيب الذي أصبح يكسوهه 
لتبتسم له هي بحب .. لتفر دمعه من عينيها قائله : كنت بتقولي لو فضلت طول عمري اسعدك مش هقدر للحظه اعوضك عن الي فات ، ده انت عوضتني وبزياده كمان يا أدهم..
حتي تلتف الي أبنتهاا بفرحه قائله : قمر ماشاء الله عليكي ياحببتي
حتي تأتي اليهاا شاهي وهبه مُبتسمين : هتفضلي واقفه بعيد كده يامريم ، ده انتي حتي النهارده أم العروسه 
لتسير معهم ، وهي تتطلع الي اعين زوجهاا ، لتري في عيناهه حب سنين طويله قد بدء صامتاا .. حتي أتت لحظه قد ظنت فيها بأنهاا تعيش حلما ستفيق منه ، لتتزوجه بدون ان تشعرمتي وكيف حدث ذلك .. لتدخل معه سجنا قد صنعه هو لها .. لتكشف الحياه لهم أنتقاماا قد نال منهم الكثير ... حتي تنتهي بهم الحياه بل قصتنا الي يوم قد أجتمع فيه الحب بدموع الفرح 

وتبقي القلوب دائماً تائهه...

النــهـــايـــه

*******

لقراءة و متابعة روايات جديده و حصريه انضم الينا هنا:- اضغط هنا 

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent