رواية لحن الحياة الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم سهام صادق
قرارات ومشاعر جديده (33)
*******************
لحظه انحسر فيها كل شئ مشاعر دفئ دقات رغبه
كانت أنفاسهم قريبة للغايه .. يحاصرها ببطئ وهي كالمغيبة من لمساته خبيره .. عيناه لم تفارق شفتيها ولكن كالعاده انتهت اللحظه وانقضت عليه تعانقه بقوه حتي شعر بالاختناق
- مهرة انا كده هتخنق
وحاول ازاحتها عنه ولكنها كانت متشبثه به بشده ..وابتسمت بمكر فعناق اوهن مما كان سيحدث وسيبدء
- لاء انا كده مرتاحه
فضحك وهو يجدها ترخي ذراعيها عنه بتمهل
- انتي مرتاحه بس انا هتخنق ..غير إم الحضن ده مش حضن زوجه لزوجها خالص يامهرة .. ده ولا كأني ماسكه حرامي
فضحكت وابتعدت عنه فبالتأكيد قد انتهت رغبته مما كان سينوي فعله بعدما تغير الوضع ... لترفع كتفيها وهي تطالع المكان حولها
- خلاص بعدت اه .. مش هتعلمني العوم بقي
فتنهد وهو يطالعها فقد ضاعت القبلة بحماقتها ولكنه هتف بمكر
- و الله انا نفسي أعلمك حاجات تانيه يامهرة
فحدقت به دون فهم ولكن عندما وجدت نفس النظرة التي رأتها في عينيه منذ قليل .. هتفت سريعا
- لاء انا عايزه اتعلم العوم بس
وبدأت رحله تعليمها ..رغم رقاحة جاسم في أغلب الوقت وتذمرها وحنقها الا ان تلك اللحظات ولدت مشاعر جميله بينهم
- جاسم أبعد شويه .. لاء هغرق مش عارفه
كان يضحك في كل لحظه معها من قلبه تارة تجعله يتركها وتارة أخرى تطلب قربه وتارة توبخه وأخيرا سمع ما جعلها ينفجر ضاحكا
- انت قليل الأدب ياجاسم
فضحك بأستمتاع وهو يجدها تنعته بقلة أدبه
- كل ده عشان بوسة كتفك
فأرتبكت وهي تتحاشي النظر إليه ..لتجده يجذبه بعنف نحوه وظل يقبلها علي كتفيها وهو يضحك بشكل وسعاده
- طب اه يامهرة
صدمها مايفعله فهل الرجال يفقدون صوابهم ومكانتهم الاجتماعيه في جولتهم الاستجمامية هكذا
فاليوم تري جاسم آخر عرفته اليوم تري رجلا جديدا ليس اليوم فقط بل منذ فترة زيجتهم
واخذت تتحرك من محاصرته بتذمر وضيق
- انت بتعمل ايه
ليتركها ضاحكا يزفر أنفاسه بقوه
- لاء ما انا صبري بدء ينتهي ... وبتقوليلي قليل الأدب
فلم تعلم كيف ابتسمت .. فهيئته فتلك اللحظه وتذمره هذا يشبه الأطفال وهتفت دون تصديق
- لاء انت غريب اوى النهارده
وضربت علي المياه بيديها
- انا شاكه ان المياه ديه فيها حاجه
فغمز له بعينيه مبتسما
- فيها مشاعر حلوه .. بس للاسف البعيده مبتفهمش او مبتحسش
فضاقت عيناها وقد نست بداية جملته وأمسكت في نهايتها
- تقصد مين اللي مبتفهمش ومبتحسش
ولم يجد مايفعله فغطس بكامل جسده أسفل المياه ..ليختفي عن انظارها .. فنظرت حولها بقلق
- جاسم .. جاسم انت فين
وشهقت بفزع وهي تجده يرفعها من أسفل ويهمس بدفئ
- مهرة ممكن تسيبي نفسك خالص .. حاولي تستمتعي من غير قيود ... انتي تستحقي تفرحي يامهرة
صوته الهادئ كان كالسحر ... لا تعلم ما يحدث لها عندما يحادثها برفق ولين تنسي كل عقدها قيودها تنسى كل شئ
وحركت رأسها ببطئ وهي تبتلع ريقها وعيناها في عينيه .. وتركت له نفسها
ضحكاتهم أصبحت تتعالا .. لم يتواقح معها لانه أصبح يعلم شفرتها
وابتسم جاسم داخله ... فكل يوم يفهمها أكثر وأصبح الان هدفه سيجعلها هي الراغبه بأتمام زواجهم
.....................................................
صدح صوت فريدة بضيق وهي تتحدث بهاتفها
- اين دورك سيلا ..الي الآن لم أرى منك ردت فعل
فأبتسمت سيلا وهي تتلاعب بخصلات شعرها .. فلا تعلم لما رغبتها بكنان قد انطفئت واتجهت صوب بشير .. بشير الذي كان من قبل يتمني نظره منها ولكن الآن ينفرها
هل حياتها الجديده ستسير علي قاعدة " كل مرفوض مرغوب "
وعندما هتفت فريدة بضيق
- أبدئي بأغواء كنان سيلا .. اين سيلا القديمه
فضحكت سيلا وهي تتذكر كيف اوقعت كنان...فسنوات تركض ورائه
- إغواء من كنان ... كنان والاغواء اضحكتني فريدة خانو .. كنان هو من يغوي النساء الي ان يجعلهم كالخاتم في أصبعه
توفرت فريدة أنفاسها بضيق
- اعلم هذا .. لذلك الي الآن لا اصدق كيف اوقعته تلك الفتاه في حبها
..........................................................
جلس كنان شاردا بين ضيوفه ولكن كان شرود ممتع الي الأن هيئة ورد وهي ترقص له بخجل تحتل عقله .. متعه وحب جارف لم يتوقع ان يجده يوما
ولكن ورد اعطاته كل مايحلم به اي رجل... زوجته الهادئه البريئة التي أصبحت تتفتح علي يديه
ووجد بشير يحدق به مستمتعا بشروده ومال نحوه بخبث
- ما بك كنان لم أراك يوما شاردا وتبتسم في نفس الوقت .. أنظر إلى الضيوف مستعجبين من هيئتك تلك
فتنحنح كنان بخشونه واعتدل في جلسته ناظرا للشركاء الجدد في صفقته الجديده ..عائدا إلي صلابته
فأبتسم بشير له .. وهو لا يصدق ان هذا هو صديقه
...........................................
سماء مظلمة ونجوم تلمع وليله في وسط المياه وهي وجاسم يتشاكسون وهم يعدوا طعام العشاء
كان يقف خلفها يحاصرها
- السلطه بتتقطع كده يامهرة
فكشرت بوجهها وهي تطالع سرعتها في تقطيع السلطه هاتفه بحنق
- ياسلام واللي انا بقطعها ايه ديه يعني
فأبتسم بمشاكسه
- سلطه برضوه بس انا بعلمك الطريقه الاوربيه في التقطيع
فأحتقن وجهها وانهي أخيرا التقطيع لترتبك من قربه هذا ف فالبداية اقنعت عقلها أنه اقتراب برئ ولكن جاسم يميل نحوه وانفاسه قريبة بشده .. وانتفضت وهي تجده يحاوط خصرها بذراعه
وازاحته عنها بتوتر
- انا سامعه صوت التليفون بيرن ..اكيد أكرم
رغم علمها ان لا يوجد شبكه هنا وهاتفها لا يرن ولم تسمع شئ الا أنها أرادت ان تهرب .. فهي لم تعد تقوي علي ما يفعله معها... عاشت حياتها كلها دون ان يهتم بها أحد دون ان يشعرها أحد أنها انثي مرغوب بها .. من اخبرها بكلمة أحبك يوما وجعلت قلبها يظن إنه مازال ينبض كانت يقصدها كالشقيقه وليس مافهمه قلبه
ولكن الآن هي تعيش حاله عجيبه عليها
وزفر جاسم أنفاسه بضيق ..فكلما أقترب ابتعدت وهربت
وخرج من المطبخ الصغير الذي يتواجد باليخت ووجدها تعد الطاوله وتبتسم أن بأرتباك
- الجو جميل أوي
فبادلها الابتسامه وهي يجلس علي احد المقاعد أمام الطاوله المستديرة
- فعلا
فطالعته وهو يجلس هكذا
- انت قعدت كده ليه .. هي خلاص مساعدتك خلصت
فحرك رأسه بأماءة صغيره
- بالظبط كده
وتابع مبتسما بخبث
- بس ممكن اساعد لو قدمتي ليا هديه
فتسألت دون فهم
- هديه ..
وضحكت بصخب
- ولما اجي اهادي جاسم الشرقاوي ده اهاديه ب ايه بقي ..عربيه مثلا
فأبتسم جاسم وهو يتذكر الحلوى التي جلبتها له امتنانا لما فعله معها ولكن هي يبدو ان نسيت ذلك وأراد تذكيرها
- افتكر أنك جبتيلي شيكولاتة قبل كده وكنت سعيد بيها جدا
فأرتبكت وهي تنظر لعينيه التي تلمع بوميض عجيب عليها وتذكرت هي أيضا ذلك اليوم
- هي الهديه عجبتك فعلا ولا كنت بتجملني
فنهض من فوق مقعده واقترب منها ومال نحو وجنتها يقبلها برقه وهو يخبرها بنفس الوقت
- عجبتني جدا يامهرة
فأتسعت عيناها وهي تجد نفسها كالمغيبه امامه وكاد ان يصل لهدفه الا أنها فرت من أمامه
- الاكل هيبرد ..
فضحك بأستمتاع وهو يحك ذقنه
- اهربي .. اهربي يامهرة
.............................................................
جلست ورد تفكر في عرض ليليان لها .. فاليوم وجدت ليليان تهاتفها وتطلب منها لقائها وبالفعل اتت ليليان واكتشفت أنها فتاة لطيفة للغاية فقد ظنت انها اتت لتذكرها بحماقتها يوم الحفل ولكن ليليان لم تتحدث في هذا الموضوع بتاتا ولكن عرضها كان غريب " ان تعمل معها في مطعمها الخاص وتصنع مأكولات شرقية".. فقد أخبر كنان بشير ان زوجته ماهرة بالطبخ بشده وتتعلم الأصناف سريعا ..فالطعام كما يقولون نفس ثم ذوق و ورود تمتلك الاثنان
وابتسمت وهي تشعر بقبلات كنان علي خدها ويهمس بدفئ
- اشتقت لكي حبيبتي
فطالعته ورد بسعاده وتعلقت بعنقه
- وانا أيضا
فمال نحوها يدفن وجهه في عنقها هاتفا تلك المره بوقاحه
- هل سترقصي لي الليله
وهنا جاءت الدفعه القويه من يديها
- لا والف لا كنان
فضحك كنان بمتعه
- ألف لا ورد ...اجعليهم مليون أفضل
فخبأت وجهها بين كفيها
- كنان أنسي أمر الرقص ارجوك ..
وفتحت كفيها قليلا عن عينيها
- اريد ان أخبرك شئ
فأنتبه كنان لجدية صوته ونهض ليبدل ملابسه
- اسمعك ورد
وبدأت تسرد عليه وهي تسير خلفه كل ما أخبرتها به ليليان
ونظر لها بتمهل فهي كانت متحمسه بشده فالأمر لا يروق له ولمكانته
- لست موافق ورد
وتخطاها وجلس علي الفراش بجمود
- افعلي كل الأطعمة التي ترغب بها لي ولكن العمل لا افضله
فتسألت بحزن
- لماذا كنان ارجوك لا ترفض ان متحمسه للامر
وجلست جانبه تمسك يديه بين يديها
- كنان تعمل أغلب الوقت وانا اجلس هنا بملل
فمسح علي وجهها برفق
- ورد جواد قريبا سيأتي وستصبحي منشغلة معه
فلم تعد تقدر علي تحمل رفضه .. فأبتعدت عنه وأتجهت من الناحيه الاخري للفراش بصمت لتنام
وسمعته يتنهد بقوة
- ورد انهضي ... لا تنامي باكية كالأطفال نحن نتناقش
وعندما لم تتحدث اقترب منها ووجدها تنظر له برجاء
- اجعلني اجرب الأمر كنان
فأبتسم لها بدفئ وهو يحرك رأسه بأستياء
- موافق ورد
فنهضت بحماس وهي تصقف بيديها وتقبله بسعاده
- يعيش كنان ابن كمال الدين... يعيش
فضحك كنان وهو يهتف
- كنان ابن كمال الدين سيضع شروطه عزيزتي الآن تمهلي
فجلست بأعتدال وعقدت ساعديها متسائله
- شروط ماهي
فنظر لها بتعمق وبدء يسرد لها شروطه
- لا تهمليني ورد .. راحتك اولا ثم العمل ... ومرة أخري لا تهمليني
فضحكت وهي تميل نحوه تقبل خده
- حاضر .. هل هناك شروط أخري زوجي العزيز؟
فحرك حاجبيه بمراوغة
- ارقصي لي
وهنا انتفضت من جلستها بل وأصبحت أمام باب الغرفة
- اللعنه علي الرقص ومرام وتلك الحفل كنان
وخرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة ..ليتسطح هو علي الفراش ويضحك بقوة مصدوما مما فعلته
..........................................................
جلست علي سطح اليخت بل وكتبت بجسدها ووضعت ذراعيها أسفل رأسها تنظر للنجوم بمتعه
فوجدت جاسم يتسطح جانبها
- بتفكري في ايه
فألتفت نحوه تطالعه
- في الحياه .. الدنيا غريبه اوي متعرفش امتي هتفرح وامتي هتنتهي فرحتك
فداعب وجنتها بحنان
- بلاش تشاؤم .. ديما عليكي شايفه النور حتي لو جاي من بعيد
اسعده كلامه فأبتسمت وتعمقت في النظر اليه
- انت غريب اوي
فأبتسم وهو يطالع ظلام السماء
- غريب ازاي يعني
فعادت لوضعها الأول وأصبحت مسطحه مثله تطالع السماء
- بتتغير بسرعه في كل حاجه ... ساعات بتبقي بارد أوي
وضحكت وهي تعتذر
- مقصدش حاجه
فطالعها مبتسما
- ولو مبتقصديش .. انتي قولتي خلاص اللي نفسك فيه كملي كملي عشان في النهايه الليله هتنتهي بعلقة لطيفه
فتسألت بجديه
- انت ممكن تضربني في يوم
وتذكرت إهانة والدها لوالدتها ودفعه لها بقوة حينما طلقها وكسرت والدته وهي جالسة أرضا تنتحب
فعاد يطالعها وهي يشعر ان حياتها لم تكن سهلة
- عمري ما امد ايدي عليكي يامهرة ... بس ده مش هيمنع برضوه ان اضربك براحه ياروحي عشان أقوم لسانك ده
فضحكت وهي تضع بيدها علي بطنها من شدة الضحك وعادت تعد له أطواره الغريبه
- اه وساعات بتهزر وتضحك وساعات يعني
وأرتبكت بخجل وهتفت بصوت خفيض
- بتبقي وقح
وهتفت بعدها سريعا
- مقصدش
فضحك وهو يجدها أخرجت كل ما بداخلها نحوه
- خلصتي يامهرة
فحركت رأسها واعتدلت في رقدتها هذه
- انا خلاص قولت كل اللي نفسي فيه
وشهقت بصدمه وهي تجده يسطحها كما كانت ويجثو عليها
- وقاحه بقي كل الصبر ده ووقاحة
فشعرت بسخونه وجهها وحاولت ان تزيحه عنها ولكن
- قولت مقصدش ... أبعد ارجوك
فأبتعد عنها بعد ان طبع قبلة علي أنفها
- تحبي تعرفي الوقاحه يامهرة
فهتفت وهي تبتعد عنه
- لاء .. خليك لطيف
فضحك وهو يراها تبتعد عنه
- دلوقتي لطيف
ومد ذراعها لها مناديا بدفئ
- تعالي نكمل فرجه علي النجوم ..اه افضل من مافيش
وبعد دقائق من التردد عادت تقترب منه وقلبها يخفق بقوة .. ومشاعر جديده بدأت تتعلمها
.............................................................
هاتفها لا يكف عن الرنين .. مراد كل دقيقه يتصل بها يخبرها أنه غير موافق علي تلك الخطبه.. لا يشعر بالراحة اتجاه ذلك العريس .. عيوب وعيوب اخرجها وهي تبتسم بسعاده أخيرا ذاق من نفس ما اذاقها
وفتحت الخط وبنبرة قويه مصطنعه
- انا كده مش عارف اخد قرار .. ديه حياتي وانا حره فيها علي فكره
وأغلقت الهاتف بوجهه ..لينظر مراد لهاتفه ثم ألقه بعنف علي الحائط
- غبي الطفله اللي ربتها كبرت وهتتجوز اهي ... كنت شايفها طفله وهي بتكبر قدامك
وحدق بالفراغ الذي أمامه وهي يتخيلها لرجل آخر
- هتكوني ليا يارقية
....................................................................
وقف أكرم بصدمه بعد ان سقط هاتفه أرضا ..ضحي ستتزوج ابن عمها صدمه قويه تلاقها انهت محادثتها معه باكية بعدما أخبرته أنه " جبان وضعيف"
كلمتان هزت رجولته وأدمت قلبه وطالع المحل والزبائن وكل شئ يحيطه وقرار يتخذه
الخروج من بطش والدته حتي لو خسر الرفاهية التي تهدده به
.................................................................
وقف كريم متعجبا من الضيفه التي يراها بشركته
فمدت بسمه يدها بلطف تصافحه
- أسفه علي الازعاج
فأبتسم لها كريم بملاطفه ورحب بها لتأتي مرام له
- بسمه شغاله معانا في الشركه اكيد اخدت بالك منها
فتمتم كريم هو ينظر لتلك الواقفة بأرتباك
- ممكن
وتسأل
- اطمنتي علي شهد
فتنهدت مرام براحه
- مش عارفه لولا بسمه كنت هعمل ايه شهد كانت سخنه أوي وتليفوني كنت نسياه علي مكتبي عشان كنت في اجتماع مهم بره الشركه ولولا بسمه اخدت بالها وردت علي المربيه وجات علطوول ليها وودت شهد للدكتور
فأحتقن وجه كريم بشده من أعمال زوجته وحاول ان يبتسم لتلك الواقفه تقديرا لما فعلته مع صغيرته
- مش عارف اشكرك ازاي ياانسه بسمه
فحركت بسمه رأسها وتمتمت بخفوت
- مافيش داعي للشكر
وحملت حقيبتها وهتفت
- عن أذنكم
وانصرفت بعد ان عرض عليها كريم بلطف تناولها العشاء معهم ..
ليحدق بزوجته الواقفه دون الإحساس بالذنب في تقصيرها بحياتهم
............................................................
اتسعت عين ريم امام تلك الوسامه التي تقف أمامها.. فخلع ذلك الواقف نظارته السوداء وهو يطالعها وقبل ان يهتف خرج ياسر من مكتبه مرحبا
- أهلا ريان بيه ..الشركه حقيقي نورت بوجودك
ليشيح ريان نظراته عن تلك التي تحدق به ببلاهي ..وصافح ياسر بحبور
- اهلين ياسر .. كيف حالك
فضحك وهو يتذكر جاسم صديقه
- اري ان جاسم أصبح مثقل عليك في العمل
فأبتسم ياسر وهو يشير له اتجاه المكتب
- الشغل ديما متعب...بس ده ميمنعش تتوسطلي عند جاسم بيه
فأبتسم ريان وتقدم منه نحو غرفة المكتب ... ليلتف ياسر نحو ريم بجمود
- ياريت تفوقي من التوهان اللي انتي فيه .. واطلبنا اتنين قهوه
وسار خطوه للأمام ثم عاد يلتف إليها وبقسوة هتف
- وانتي اللي تدخليهم
...................................................................
انتهت الرحلة وعادوا كما كانوا جدال في الصباح
- مش عجبني مروحاك كل شويه علي الحي
فتنهدت مهرة بضيق
- ومكتبي اللي هناك
فزفر جاسم بحنق
- يادي ام جحر الفار اللي مسمياه مكتب
فأشاحت وجهها بعيدا عنه تزفر أنفاسها بقوه
- مكتبي ومسمهوش جحر فار
وكاد ان يرد عليها ولكن رنين هاتفها جعله يصمت وهتف بسعاده
- كده تيجي مصر من يومين وتقابل كمان ياسر امبارح ومعرفش بوجودك
فضحك ريان وهو يتناول قهوته
- لم ارغب بأزعاجك صديقي ..فأنت كنت في شهر العسل
فأبتسم جاسم بحنق وهو يطالع مهرة وداخله يهتف بتهكم
" عسل أسود ومنيل عليا "
- قولي ان الخبر اللي سمعته صح وانك وقفتي تمسك الفرع الجديد مع ياسر
فصدح صوت ريان مع ضحكه رجوليه
- حقيقي صديقي سأظل فترة بمصر وأيضا رفيف ستأتي
وعندما سمع اسم رفيف نظر لمهرة التي اخذت تطالعه وتسأل ريان
- جاسم لا تقلق منها انت اخي أيضا وهذا الموضوع انتهي ورفيف اخبرتني انها جاءت لهنا من أجل شئ ما بعيدا عنك
فتمتم جاسم بهدوء
- انا كل اللي يهمني انت يا ريان
وعندما هتف ريان بأن لا شئ أثر علي صداقتهم... تنهد جاسم
- نتقابل في الشركه
وانتهي الاتصال وتسألت مهرة بلطافة عجيبه وتنهيده غريبه عليه
- اسمه ريان ...اسم جميل اوي ياجاسم
لينهض جاسم من فوق مقعده بحنق منها ومن تصرفاتها لتضحك بقوه وفجأة هتفت بآلم بعد ان ضربها علي رأسها ثم انصرف
لتضرب كفوفها ببعضهم
- انا عملت حاجه .. وتابعت بحماس
- اما أكمل فطاري اللذيذ
................................................................
وقفت ورد بمتعه في المطبخ وبجانبها ليليان وآخرين يعملون ... حماس شديد كان يمتلكها في ان تنجح بهذا المجال وليليان أيضا كانت تشجعها
........................................................
اخبرها انه سيتناول عشائه مع صديقه وان لا تنتظره .. فتناولت أحدي السندويشات السريعة واتجهت نحو غرفتها لتجد هاتفها يدق فوجدت مني وفور ان فتحت الخط هتفت مني
- بالتفاصيل الممله احكيلي عملتي ايه عمره و المادليف .. مرات جاسم الشرقاوي
فضحكت مهرة وهي تجلس علي الفراش
- كل يوم بسأل نفسي فين مني المرأه الجليديه اللي كنت بشتغل معاها
فضحكت مني هي الاخري
- لقد ذابت مع الجليد
وتابعت مني بأرهاق وهي تخبرها
- احلي حاجه جوزها خدمني فيها .. انه جاب مديرة للعلاقات العامه .. انا اتبهدلت الفتره اللي سافرتوا فيها ومحتاجه اجازه
وتابعت بأنبهار
- بس مقولكيش يامهرة بنت هايلة جمال وثقافه وتعليم في لندن ..لاء حقيقي جوزك بيعرف يختار الناس الصح اللي يشغلهم عنده
وصدح صوت خناقة نشأت بين أولاد مني لتهتف مني
- مهرة مضطرة أقفل أكيد انتي سامعه الدوشه
واغلقت مني وهي تصرخ بأطفالها غير مدركه ذلك القلق الذي احتل قلب الاخري ونظرت مهرة لهاتفها
- جمال وهايله مدام مني مبتشكرش ف حد غير فعلا لما بيكون كده
ونظرت أمامها بشرود وقررت ان تنفض تلك الأفكار من عقلها ولكن ستذهب اليه غدا في شركته
................................................................
رفعت مني عيناها علي الأوراق لتبتسم بسعاده وهي تجد مهرة أمامها .. فنهضت من فوق مقعدها علي الفور ترحب بها
- معرفتش اكلمك تاني امبارح
فحركت مهرة رأسها بتفهم
فغمزت لها مني بمكر
- بس ايه الجمال ده كله
فأرتبكت مهرة بشده .. فالجميع يخبرها انها جميله اليوم .. هي كما هي ملامحها نفس الملامح صحيح أصبحت ترتدي ملابس منمقة تليق بحجابها ولم تعد ترتدي النظارة الا أثناء عملها
وانتبهت على صوت مني الضاحك
- ارتبكتي كده ليه .. انك تحلوي بعد الجواز ده شئ عظيم
صداقتها بمني أصبح بها عشم شديد .. فمني تعدها شقيقة صغري لها وهي أيضا كذلك
فأشاحت وجهها هاربه بعينيها نحو الباب المغلق الخاص بغرفة جاسم متسائلا
- هو موجود ولا عنده اجتماع
فأبتسمت لها مني بود وعادت تجلس على مقعدها لتتابع عملها
- موجود ومعاه مديرة العلاقات العامه الجديده الأنسه نرمين
فحدقت بها مهرة بصمت ثم جلست تنتظر الي ان تخرج تلك المدعوة نرمين .. ومر الوقت وتبادلت الحديث مع مني ولكن فكرها كان منصب علي من بالداخل واتت اليوم من أجل رؤيتها
ونهضت وهي تزفر أنفاسها وتنظر للوقت في هاتفها
- عدت نص ساعه وعندي مشوار مهم مع أكرم ..انا هدخله يامدام مني
فطالعتها مني بأحترام فهي زوجة صاحب الشركه التي تعمل بها وأشارت لها مبتسمه
- انتي مراته دلوقتي ومش محتاجه تستأذني
شعور عجيب تغلل داخل روحها لا تعرف له تفسير ولكن هي سعيده به
وفتحت باب مكتبه لتقع عيناها علي جاسم وهو يجلس علي مقعده بأسترخاء يحادث تلك التي أمامه ببتسامه لطيفه
وثبت عيناه عليها دون ان ينهض
- أهلا يامهرة .. تعالي
دعاها ببرود قاسي ..فألتفت الأخرى لهم
هيئتها دون رؤية وجهها كانت تدل على انها امرأه رائعة الجسد وغاية في الأناقة والجمال
وعندما ألتفت بوجهها اتضحت الرؤية اكثر فهي جميله حقا
وتقدمت منه بصمت فأشار نحوها للجلسله أمامه
- مدام مهرة مراتي
فأبتسمت المرأة لها ونهضت تصافحها بحبور .. ولشعور بالغيرة اتجهت نحوه بعد ان قرر أخيرا جلالة الملك جاسم الشرقاوي النهوض من مقعده
وأتسعت عيناه وهو يجدها تقبله علي خده بلطف ونبرة رقيقه
- وحشتني ياحبيبي
فتمتم داخله
" حبيبي ووحشتني .. ده احنا لسا الصبح متخانقين كالعادي بتاعنا "
وركز عيناه عليها ليجدها تحدق بنرمين بغل...فضحك داخله فالأن عرف السبب
لتخجل نرمين من وقوفها هذا وانسحبت بلطف
- نكمل كلامنا بعدين يامستر جاسم
وفور ان خرجت وأغلقت الباب خلفها
دعست بقدمها علي قدمه ..ليصرخ جاسم بآلم
- انا قولت حبيبي والبوسه ديه مش طبيعيه
فأبتعدت عنه لتجده يجذبها نحوه
- على فين يامهرة هانم ...هتدفعي ضريبه رجلي
وأشار نحو قدمه .. لتدفعه عنها
- انا ماشيه
وشهقت بصدمه وهي تجده يدفعها علي سطح مكتبه يحاول تقبيلها .. وأنفتح الباب فجأه
يتبع بأذن الله
*********
فصل كبير وكده عوضت التأخير 😊 تفاعل وآراء بقي😂مش بكتب لنفسي😂
•تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية