رواية معدن فضة الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم لولي سامي
تأهب الجميع لحفل عقد القران وها قد جاء موعده فاليوم سيتم مراده الذى لطالما تمناه وحلم به .يخطط ويرتب لافكار خبيثة في مخيلته بل وتتفاقم مخيلته الي مدى توافقها واستجابتها معه في أحلامه تلك .ظل يرتدي حلته والإبتسامة تزين ثغره وبرغم وقوفه أمام المرآه إلا أنه لا يرى نفسه بل يتخيل كل ما يدور بعقله من احلام وامنيات.لم يعي للواقفه خلفه برغم انعكاس صورتها بالمرآه أمامه إلا أن شروده لم يجعله يراها حتى تنحنحت ثم قالت بلهجة تهكمية قاصدة استفزازه / متسرحش كتييير ده كتب كتاب بس هااااا.
وادعي أنه يعدي على خير لجل انا عارفه نحسكوا .وكأنه سقط من السماء السبع ليخرج من وسط أحلامه وامنياته علي صوتها الشاذ بالنسبة لإذنه وجملتها التي كانت بمثابة الصفعة له وكأنها ذكرته بسوء حظهم ومعاندة الزمان لهم وكأنه يتحداه فإذا كنت احبتها بسهولة فلم تحصل عليها إلا بعد شقاء وعناء.اغمض عينيه ثم فتحهم ليقيم حاله أمام المرآه وينثر عطره المفضل ثم استدار لأخته رأسما ابتسامة سمجة على شفتاه قائلا / والله انا شاكك أن النحس راكبنا من كتر ما انتي مركزة معانا كدة .تخصرت ماجدة أمامه قائلة بعصبيه/ قصدك ايه يا محمد ؟؟ قصدك أن انا عيني وحشة طب والله…امسك برأسها ومال عليها مقبلها ثم قال / بهزر معاكي يا ماجي متزعليش يا جميل،ثم انا اصلا عارف أننا منحوسين وهمتك معايا بقي يمكن ربنا يفك النحس.اتسعت ابتسامتها بعد أن كانت عابسه لتطبع قبلة على وجنته قائلة بكل حب وتمني / ربنا يتمملك بخير يا حبيبي بجد فرحنالك اوي ،ثم أكملت بانتشاء / وفرحانة في البت ماسة خدت حتة مقلب.بعد أن كاد يقبلها على كلماتها الجميلة ودعوتها المحببة لقلبة حتى أنهت جملتها بض*ربها على رأسها من الخلف فارتمت على صدره ليمسك بها من خلف عنقها قائلا / هو انتي يا بت مبتعرفيش تقولي كلمتين حلوين على بعض ؟؟لازم تبوظيها في الاخر !نظرت له وهي مبتسمة قائلة / الله مش بفكلك الاستريس الحق عليا يعني.ربت على كتفها ثم ازاحها قليلا للامام قائلا / اتكلي علي الله كملي لبسك علشان انا كمان اكمل لبسي بدل ما تروحي الحفلة بعاهة النهارده ،اتكلي على الله ربنا يكون في عون اللي هياخدك.نطق باخر جملته وهو يوجهها خارج الغرفة ثم أغلق الباب واستدار لينهي ارتداء ملابسه لتقتحم ماجدة الباب ثانية قائلا / والنبي ليجي ويتحايل عليكم وانا اللي اقول مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا.فرت هاربة فور رؤيتها لاشتعال نظراته متوجها إليها لتخرج واغلقت بنفسها باب الغرفة فيضحك ويدعي لها أن يحفظها لهم جميعاً.
تذكر عندما اخبرته ماجدة أن والدتها قد دعت جارتهم اخلاص فاقترحت عليه أن يقوم هو الاخر بدعوة چواد لحفل عقد قرانه ربما تعود المياه لمجراها ثانية ويكون سبب في إخراج ميار من حالتها النفسية تلك لذلك قام بدعوته فهو أيضا لم ينسى وعده له بأنه سيدعوه عندما ينول المراد وتتحقق الآمال ويقترن بمعشوقتهولكنه فوجئ باصرار چواد بالموافقة على نقله هو وعروسه من مركز التجميل للمنزل وبعد إلحاح كثير وافق محمد اخيرا الذي آثر أن لا يخبر چواد أن أخته مع العروس كما لم يخبر أخته بحضور چواد وفضل ترك الأمر تحت مسمى المفاجأة. فتمتم داخليا / ربنا يستر ويعدي اليوم ده على خير.على الطرف الآخر كان چواد يستعد بحلة جديدة تظهر مدي وسامته وبهائه حينما ولجت له والدته قائلة بحب ظاهر / بسم الله ما شاء الله ، الله يحرسك من العين يا ولدي.ثم ربتت على كتفه داعية له / الله يريح بالك وينولك مرادك يااارب.ابتسم چواد وانحني ليقبل رأسها قائلا / يارب يا امي عايزك طول اليوم بقى يا خوخه تدعي الدعوة ده ماشي يا جميل.ثم وجد چواد هاتفه يصدح باتصال من نضال الذى اصر علي ملازمة چواد كنوع من رد الجميل بعد أن أخبره باعجابه بماجدة .فاجاب عليه چواد ليخبره نضال أنه بالاسفل وبانتظارهم فطلب منه چواد أن يستضيف والدته بسيارته حتى يتسنى له استضافة محمد وخطيبته ويقلهم من مركز التجميلهبط محمد وتوجه مع چواد الذى كان ينتظره بالاسفل ثم توجها الي مركز التجميل التي به العروس ليقلها الي منزلها حيث المأذون والأهل لاتمام مراسم عقد القران بينما توجه عزة وتوفيق وماجدة الي منزل العروس مباشرة ماعدا ميار التي كانت ملازمة لماسة بمركز التجميل .وصلوا عائلة محمد والذى فور وصولهم انطلقت الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم لتستقبلهم والدة ماسة وعمها بكل سعادة وترحيب .بينما بمركز التجميل انتهت خبيرة التجميل من تزيين ماسة وميار التي أصرت على اصطحاب صديقة عمرها وخطيبة أخيها بيوم عمرها كما اصطحبتها بيوم زفافها من قبل .وصل محمد وهاتف أخته أنه بالاسفل لتستعد ماسة باستقباله وبالفعل توجه محمد الي مكان ينتظر العريس فيه عروسه ليرى من تهبط الدرج وهي بكامل زينتها وجمالها ظل ينظر لها وهي تهبط وبجوارها ميار التي كانت لا تقل جمالا وبهائا عنها بينما محمد لم يرى سوى حبيبته .هبطت ماسة وهي تشتعل خجلا تنظر للاسفل كالباحثة عن شئ ما .
بينما محمد ظل ينظر لها دون أن يتفوه بكلمة ولكن عيونه تشع سعادة اخيرا جاء يومه المنتظر .اخيرا سيقترن بحبيبته التى يشعر أنه جاهد كثيرا من أجل الظفر بهاظل يسافر بنظراته على ملامحها التي برغم حفظه لها إلا أنه لم يصدق حاله لتنحنح ميار عند إطالة الفترة بينهم قاطعة وصلة الاعجاب الصامت قائلة / احم …. انا معاكم للآخر بس خايفة المأذون يزهق ويمشي .هنا أدرك محمد كم التيه الذي انتابته ليرمش قليلا ثم نظر تجاه ميار بعيون متسعة وكأنه يؤكد المعلومة لنفسه قائلا / صحيح ده النهارده كتب الكتاب تخيلي يا ميار كتب كتاب مرة واحدة يااااه .وفجأة تقدم من ماسه حاملا إياها من خصرها يدور بها والأخيرة تشبثت برقبته واطلقت صرخة من هول المفاجأة.ضحكت ميار وتمنت لهم الخير حتى هدأت حركة محمد اخيرا وحاول انزال ماسه ولكن ببطئ شديد ونتيجة لاقترابهم المهلك لكلاهما ونظراتهم العميقة وانفاسهم المتداخلة لم يشعرا بحالهم وشفاههم تقترب من بعضهم.انسحبت ميار من الساحة لتترك لهم حرية التعبير عن حبهم وتوجهت للخارج تنتظرهم .فور ولوجها من مركز التجميل والإبتسامة والسعادة تزين ثغرها والتي كانت قد افتقدتها بالايام الاخيره وجدت أمامها من يرتكز على سيارته ويلعب بهاتفه ومن الواضح أنه ينتظر أحدا.علت الدهشة وجهها واخذت تفكر هل من المعقول أن يكون جاء من أجلها ؟فكرت أن تعود للداخل فاستدارت لتهرب من وجوده حتى وجدته ينادي باسمها فثبتت مكانها وارتعش جسدها من مجرد سماع اسمها منه لتغلق عيونها وينتابها الحنين الجارف إليه مع تزايد خفقان قلبها.تقدم چواد منها وهو لم يصدق حاله اخيرا رأها وقف خلفها مباشرة قائلا / بتهربي مني يا ميار؟؟التفتت ميار ببطئ شديد الي چواد والذى فور رؤيتها جحظت عيناه انبهارا بجمالها واشتياقا لملامحها التي قد بهتت بالاونة الأخيرة فهي جميلة دون أي شيء وازادت جمالا الان إضافة إلي راحتها النفسية التي اكتسبت القليل منها والذى كان يبدو علي وجهها الان ،رآها كما هي.
رآى جمال روحها وطيبة قلبها الذى لطالما احبهم بهارأى عيونها الجميلة التي تشع دفئا وحنانا .رأي سعادتها لصديقة عمرها أجل فهذه ميار التي تحمل الخير للجميع مهما تحاملت الدنيا عليها فلم ولن تكن لأحد غل أو حقداهذه هي الروح الذى احبها وتوق لمرافقتها طيلة حياته فحمد الله أنها لم يتغير بها شى سوى بعض الندبات الذى سيحاول على علاجها.ظل ينظر لها يملي عينيه بملامحها التي لم يتخيل أنه سيراها مجددا بيوم من الايام .خجلت ميار من نظراته تلك فنظرت للاسفل محاولة التهرب من نظراته برغم شوقها وحنينها إليه تريد أن تطيل النظر إلي وجهه المحبب لها ولكن لم تقدر على مجابهة نظراته الملتاعه بها حتى سمعت …..………………بالداخل لم يدرك محمد حاله الا وهو متلذذا بفاكهته التي لطالما تمناها وحلم بها فالتهم اخيرا شفاه ماسه التي غيبت عن الوعي ولم تدرك حالها الا باحتياجها للاكسجين فربتت علي صدره ليبتعدا اخيرا ساندين جبهتهم على بعضها يتبادلون الأنفاس فحاولت ماسة الهروب بعيونها من نظراته فهى لم تتوقع حالها بالاندماج معه هكذا بينما محمد تائه بجمالها ليهمس لها من بين أنفاسه المتلاحقة قائلا / بحبك …. بحبك اوي يا ماستي.ثم ينحني ليلتقط شفتاها مرة أخري ولكن ماسة تذكرت شيئا لتشهق قائلة / ميار…استعاد محمد وعيه وتذكر أن أخته كانت بصحبتهم الآن ليلتفت سريعا للخلف ولكنه لم يجدها فأطلق زفرة ارتياح ثم قال/ خضتيني يا شيخة ……………ما صحيح اكيد يعني مش هتفضل واقفة واحنا مع بعض كدة …………..هو احنا وقفنا لحد فين؟؟لترمش ماسة بأهدابها لتخفي خجلها بينما هو كاد يكمل ما كان ينوي فعله حتى تذكر وجود چواد بالخارج لتتسع حدقتيه وينطق بدوره / ميياااار.فسحب ماسه منطلقا للخارج التي لم تعي سبب تفاجأه هذه المرة الا عندما خرجت ورأت ما رأتهفقد رأوا ميار وچواد أمام بعضهم ليتجه محمد مباشرة يربت على كتف چواد قائلا / مش يالا بينا علشان الناس اللي مستنيانا دي.انتبهت ميار على حديث أخيها ليشير چواد لها ولاخيها وماسة بالتقدم للسيارة .
بعد أن فهمت ميار أن چواد الذى سيقيلهم الي مكان الحفل شعرت أنها بموقف صعب كيف ستستقل السيارة بچواره مرة أخرى أنه لأمر شاق ومجهد لأعصابها.فتح چواد باب السيارة الخلفي للعروسين حتى استقلا ليفتح باب السيارة الأمامي هامسا لها بنبرة تمني/ عقبال فرحنا .ارتفع صوت خفقان قلبها حتى طغى علي صوت السيارات المحيطة بها فلم تسمع سوى صوت دقاته والتى شعرت أنه هو الاخر يسمعها جيدا.تسمرت مكانها وقد شعرت أنها فقدت القدرة على الحركة حتى نطق چواد مجددا / اتفضلي يا ميرو .رمشت باهدابها ثم استقلت السيارة بهدوء ليهرول چواد للجهة المقابلة ويستقل مقعد السائق وهو يشعر بالسعادة الطاغية فقد شعر بأنه على بعد خطوات من تحقيق مراده.ليدير محرك السيارة وينطلق متوجها بالعروسان لمكان الحفل بينما كان ينتابه شعور جميل غريب وكأن هذا العرس هو عرسه هو .كانت اخلاص تنتظر بسيارة نضال أمام مركز التجميل ثم رأت مشهد چواد وميار كانت ستهبط من السيارة لتسلم عليها لولا أن أمسك بها نضال قائلا / سيبيهم براحتهم يا طنط………… هما محتاجين يبقوا لوحدهم شوية.أغلقت باب السيارة ورجعت لمكانها ثانيه وظلت تراقبهم والسعادة تكاد تقفز من عيونها وهي ترى ابنها المحبب قد نال مراده اخيرا .بينما نضال جلس يشاهد منظرهم ويتخيل نفسه مع ماجدة ولكنه رجع لعقله ناهرا نفسه متمتما لحاله/ بتتخيل ايه جتك نيلة !؟دانا لو وقفت قدام ماجدة الوقفة ده مش بعيد تديني بالبوكس …………. دبش بنت الايه.ثم ابتسم متذكرا ملامحها أثناء عصبيتها / بس قمر عليا النعمة.بعد أن انتهي المشهد وركب العروسان وچواد وميار انطلق نضال بسيارته خلفهم مطلقا أبواق سيارته بطريقة صاخبة محاولا التلاعب بالسيارة قليلا مع سيارة چواد التي كان يبادله الحركات مع انطلاق بعض الصرخات من قبل ماسه وفرحة محمد لتلذذه باقتراب ماسه منه واغتنامه الفرصه ليعلق لچواد قائلا / والنبي يا زين ما اخترت من اصحابك يا چواد.ليجيب عليه چواد وهو يوزع نظراته بين الطريق والمرآه / اي خدمة يا حمادة ……….. ….أن شاء الله هعرفك عليه وهتحبه اوي………….. ومش هتكون اخر مرة تتقابلوا .ربما أراد الإشارة لمراد نضال ولكن برسالة تحفيزية تاركا لنضال كيفية الاقتراب .بينما ميار حاولت التشبث بالمقعد الخاص بها وكتم فمها منعا من إطلاق صراخاتها.
……………………………….وصل العروسان للمنزل الذى قد تزين وتهيأ لاستقبالهم .صعدا محمد ممسكا بيدي ماسة وخلفهم ميار التي هرولت قبل أن ينتهي چواد من اصطفاف سيارته .اصطف نضال سيارته هو الآخر ليقترب من چواد الذي امسك بذراع والدته واكزا له وغامزا ثم همس له / اي خدمة يابو نسب ……………….يارب تكون عرفت تعمل حاجه ؟ليبتسم چواد وينظر له بطرف عينيه ثم قال / خليك في حالك ……………….ووريني شطارتك مع ماجدة.ثم ضحك مستهزأ وانطلق صاعدا الدرج حيث منزل العروسانطلقت الزغاريد فور وصول ماسة ومحمد وانهالت المباركات عليهم ثم انفصلا فتوجه محمد للصالون حيث يجلس المأذون في انتظارهم وجلس بجواره استعدادا لعقد القران ليدلف فؤاد خلفه مربتا على كتفه قائلا / معلش يا عريس هنأخر كتب كتابك انت شوية ونخليه بعدي علشان اضمن انك تشهد على العقد .ابتسم محمد واستقام ليجلس فؤاد مكانه قائلا بفرحة حقيقية / يا نهار ابيض ده شرف ليا يا عمي اتفضل طبعا.طلب فؤاد من والدة محمد استدعاء فاطمة لتتقدم فاطمة وهي تشعر بالخجل الشديد من موقف كهذا بينما جاهدت ماسة نفسها بالخارج أن لا تحزن فقد اختارت والدتها الحل الافضل لهم فدعت لها بدوام الصحة والسعادة.انتهى عقد قران فاطمة وفؤاد ليتقدم محمد واضعا يده بيدي فؤاد ويبدأ المأذون بمراسم عقد القران حتى استمعا جميعا للدعاء المشهور / اللهم بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير.لتنطلق الزغاريد والمباركات والتهنئاتبينما چواد انتهز الفرصة ليقترب من ميار ويسحبها خلفه حيث البلكون.اضطربت ميار ولكنها لم تستطع أن ترفض محاولته ليقول چواد / ميار انا لسه بحبك ومش قادر اتخيل حياتي من غيرك ارجوكي اديني فرصة تعوض اللي فاتني وصدقيني مش هتندمي.
ندم ايذكر الندم !!!فكل محاولات البعد هذا حتى لا تندم بالقرب المهلك .ظلت تنظر له لا تعرف بماذا تجيبه ؟!كيف تخبره أن افتراقهم بسبب حبها له؟هي تريد أن يظل حبه بقلبها حتى لا ترى منه ما يجعلها تكرهه.كيف تخبره أنها أصبحت معقدة نفسيا وخاصة من العلاقة الزوجية ؟كيف ستخبره أنها ستكون عقابا له لا جزاء لصبره وحبه؟بعد فترة من الصمت قالت / انا منفعكش يا چواد انا بقيت محطمة من جوة ………………..صدقني البعد لينا احنا الاتنين افضل.بعد وصلة التهنئات والمباركات تقدم محمد من ماسة طابعا قبلة دافئة أعلى جبهتها ثم قال/ مبروك عليا يا قلبي ،بجد مش مصدق أننا اتجوزنا ،والأهم اليوم عدى علي خير .ثم امسك يدها مقبلا كفها بنعومة طاغية أهلكت مشاعرها وكأنه دعا النحس ذاته لتسمع هي صوت تعرفه جيدا من خلفها صوت غاضب يندد ويهدد بأفعال تخلج قلبها .وبدأت الصيحات تتشابك صيحة والدتها التي تترجاه أن يمرر اليوم بخير وصيحة عمها الذي يقف متحديا بإفشال كل ما هدد به .انعقد حاجبي محمد وتمتم قائلا / انا برضه استغربت ازاي اليوم ده يعدي كدة.ثم اقترب من ماسة التي امتلأت محجريها بالدموع سائلا إياها / مين دول يا ماسة؟نظرت له ماسة نظرة استجداء وكانها تتوسله لإنقاذها لتزدرأ ريقها ثم قالت وشفتيها ترتعش من الرعب/ ده خالي وأولاده مكنش موافق على الجوازه وكان عايزني لحد من أولاده.
استوحشت نظرات محمد حينما نطقت بهذا الحديث الأخرق واشتعلت عيونه غضبا حين رأى دموعها ونظرة الرعب التي انتابتها ليحاول بث الطمأنينة بقلبها .فاحتضن وجهها بين يداه قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش/ انتي مراتي ومحدش يقدر أو يستجري يعملك حاجه فاهمة ده ؟……. فاهمة؟اومات برأسها وكأنها وجدت أمانها ليربت على وجهها بحنان طاغي مطمئنا إياها / خليكي هنا ومتخافيش .نظر يمينه فوجد ماجدة ووالدته اللاتي لم يفهما شيئا فقال لماجدة موصيا إياها / خلي بالك من ماسة يا ماجي ده في امانتك.ابتسمت ماجدة لتحيط ماسة بذراعها مربته عليها ومطمئنة لها ولاخيها بابتسامة مريحة وكأن لا يوجد من الأساس / متخافش مش في امانتي يبقى الموضوع خلص.اوما محمد برأسه وحاول الابتسام ثم انطلق لينضم لذلك الدرع الحامي الذي شكله كلا من فؤاد وفاطمة أمام خالها وأولاده الاثنان .بداخل البلكون استمعا چواد وميار للجلبة التي بالخارج فتوجه فورا ليري الأمر محتد لا يعى شيئا ولكنه توجه مباشرة لينضم بجوار محمد وانضمت ميار بديهيا الي ماجدة والتي رأتها تضم ماسة كمحاولة لتهدأتها لتسأل ميار عن السبب فتخبرها ماجدة بما عرفته لتحاول مع ماجدة تهدأة ماسة.بالخارج بعد أن دخل نضال وسلم على العروسان خرج قليلا ليدخن سيجارة ويفكر في طريقة لفتح حديث مع ماجدة وربما يحاول بطريقة أو بأخرى لمفاتحتها في طلب التقدم لها .ظل يضيق بعينيه يضع أكثر من سيناريو للحوار حتى فاق من شروده قائلا / انا نضال عمال اخطط وافكر ازاي هقولها بحبك مانا اروح اقولها بحبك وعايز اتجوزك وخلاص هي شغلانة !!ثم استمع للجلبة التي تحدث بداخل المنزل والتي لا تدل على مظاهر الاحتفال فانطلق الي داخل المنزل يرى ما الأمر ليجد ثلاث من الرجال يهددون ويتوعدون بإفشال كل ما يحدث لينضم بجوار چواد ويميل عليه سائلا / هو في ايه؟چواد بحيرة / مش عارف بس اللي فهمته أن دول قرايب العروسة ومش موافقين على الجوازة .احتد الموقف بين أحد من الرجال الثلاث ليمد يده على والدة العروس ليمسك بيده فؤاد محذرا اياه بلهجة صارمة وصوت عالى / اياك تمد ايدك على فاطمة والا ورحمة اخويا لواديك في داهية .لم يصمت أبنائه ليمسك أحدهم في تلابيب فؤاد ويحاول الآخر بتسديد لكمة له ليباغته محمد مسددا له لكمة بينما يسدد چواد لكمة للآخر والذى كان ينتوي الامساك بمحمد وبدأ النزال وتعالت الصرخات وحاولت فاطمة الامساك بفؤاد والحول بينه وبين أخيها ليجد نضال أن لا بد من تدخله برغم عدم تعلق الأمر به وعدم إدراكه للأمور فقرر التدخل بصفته الرسمية ليخرج مسدسه الذى تعود أن يحمله دائما حتى وهو خارج عمله مطلقا منه عيار بالهواء ليصمت الجميع وينتبه لوجود أحدا حاملا سلاح فتتوجه جميع الأنظار له مليئة بالرعب بينما نظرة واحدة هي من نظرت له بالسعادة والفخر وكأنه دائما منقذ كل المواقف والذى لطالما يتدخل بالوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
اقترب نضال ووقف بين الفريقين ونظر لكلاهما ثم وجه نظره تجاه فاروق يسأله باقتضاب / حضرتك مين وجاي تعمل مشاكل ليه؟قضب فارق جبينه ونظر لنضال نظرة استخفاف قائلا / حضرتك اللي مين؟وايه دخلك بين عيلة بتصفي خلافتها؟رفع نضال حاجبيها دليلا على دهشته قائلا باستهزاء / بتصفي خلافاتها وعيلة؟مشفتش ده في اسلوبك يعني !؟_ شئ ميخصكش .هدر بها فاروق في وجه نضال الذى تحولت تعابيره للغضب لينطق بصوت جهوري / لا يخصني ولو ممشتش حالا هقبض عليك بتهمة ترويع مواطنين وفي القسم بقي ابقى اعرفك علي نفسي كويس.انطلقت فاطمة تهدأ من عصبية نضال التي لا تعرف هويته حتى الآن ولكنه يبدو أنه من أصدقاء العريس فربتت علي كتفه محاولة تهدأته قائلة / مفيش حاجه يا ابني ده اخويا وهيمشي دلوقتي.ثم التفتت لفاروق الذي كان ينظر باعين مشتعلة وتحدي ضد نضال فقالت له / امشي دلوقتي يا فاروق وانا هبقى اكلمك ورحمة الغالين ما تبوظ ليلة بنتي.نظر لها فاروق لها قائلا بعصبية مفرطة ونظرات مخيفة / عاجبك اللي عملتيه ده يا هانم ،بس ملحوقة انا همشي فعلا بس انتي وبنتك معايا ……وهناك هنتكلم .تدخل محمد قائلا باستخفاف/ هي وبنتها ازاي لمواخذة ؟؟جيت متاخر يا فاروق بيه بنتها بقت مراتي على سنة الله ورسوله.شعر فاروق بصفعة قوية فتوقدت نظراته تجاه فاطمة التي ارتعبت من مجرد النظر له ليقبض على ذراعها ويسحبها بشده قائلا لها من بين اسنانه / عملتيها يا فاطمة طب ورحمة ابوكي مانتي شايفة بنتك تاني.ليتدخل فؤاد وينزع ذراع فاطمة ويخفيها خلفه واقفا أمام فاروق بكل ثقة وتحدي قائلا باستهزاء / يعز عليا انزل حلفانك الأرض ……………. بس اللي بتهددها ده تبقى مراتي ………
ومفيش حد له كلمة عليها غيري .شعر فاروق بالجنون فور استماعه لحديث فؤاد ليرفع يده غير متمالك أعصابه ويحاول تسديد لكمة له فتدخل نضال سريعا قابضا على ذراعه بقوة قائلا / أعتقد دلوقتي واضح أن وجودك غير محبب وتهنئتك وصلت يا باشا.وانا شايف يا تتفضل وتسحب جوز التي*ران دول وراك يا اتفضل انا واسحبكم كلكم للقسم……………وهناك بقي محدش يزعل.شعر فاروق بالخساره الفادحة وخاصة عند تواجد هذا الفؤاد والذي كان يهابه بمجرد وجوده بجوار أخيه مراد فما بالك لو كان هو الخصم الان.لينظر للجميع ودون أن ينطق ببنت كلمة انطلق خارجا وخلفه ابنائه يسحبون اثار الهزيمة خلفهم.ليستدير نضال ليطمئن من بالمنزل ولكنه فوجى بعيون تنظر له بفخر واعتزاز لينظر تجاهها بابتسامة ثم قال/ ما تشغلوا اغاني يا جماعة ولا الفرح ده هيفضل صامت كدة كتير .لم ينكر سعادته بنظراتها تلك .نعم هو يدرك حاله جيدا ويعرف قيمة ذاته ولطالما وجد نظرات الإعجاب إليه ولكن هذا ليس مجرد اعجاب بل هو فخر واعتزاز فلكم شعر بقيمة ما فعله من مجرد نظراتها برغم اعتقاده أنه لم يفعل شيئا ولكن بنظرتها تلك اشعرته أنه فعل كل شئ.…………………………………………..ظل مرارا وتكرارا يلح على أخيه طوال اليوم ويحاول اقناعة بفكرة التعجل بالزواج .وبرغم موافقة يزيد لاقتراح أخيه إلا أنه قلق جدا من ناحيته مما أثار الشكوك بعقله فلما التعجل هكذا ؟؟ليضيق عينيه ويسأله بريبة / هو انت مستعجل ليه يا يزن؟مش طبيعتك يعني!حرك يزن كتفيه للأعلى مدعي اللامبالاه ومحاولا التهرب من نظراته الكاشفه له فتحدث وهو يدعي النظر ببعض السجلات أمامه قائلا / يعني لاقيتك هتتجوز وچواد هيتجوز فبصراحة قولت يعني أنا الوحيد اللي هفضل لوحدي فغيرت وقولت اتجوز بقى والبنت بصراحة مش وحشه يعني ؟
أنزوى ما بين حاجبي يزيد ليسأل مندهشا / يعني انت عايز تتجوز غزل علشان غيران مننا وقولت تجرب وماله !؟وبعد شهر ولا اتنين تزهق وتسيبها!؟طب والبنت زنبها ايه ؟؟يعني أنا شوفتك بالرحلة غيران عليها فافتكرتك…….قطع يزن استرساله ناظرا له برعب وكأنه لا يريد أن يكشفه أحد فقال بتوتر ظاهر / افتكرتني………. افتكرتني اي ؟؟الموضوع كله أن كرامتي متسمحش تبقي خطيبتي وتتكلم مع رجاله ……………الناس يقولوا ايه؟مش مالي عنيها ولا انا لمؤاخذة يعني…استشعر يزيد أن اخيه يحاول الهروب من الاعتراف بحبها فحاول أن يضغط عليه لربما اعترف واستسلم ليهب واقفا مدعي الضيق قائلا بنبرة حادة / لا وانا ميرضنيش يتقال عليك كلمة واحدة.زي برضه ده تبقي اخت خطيبتي واللي من حقها عليا احميها حتى من اخويا .وعلشان كده انا هلغي الخطوبة وانت دورلك علي واحدة من معارفك تقبل تاخد الجواز تجربة .والتفت لينسحب لولا ايدي يزن الذي أمسكت بمعصمه قائلا / رايح فين بس يا يزيد احنا لسه بنتكلم !؟_ اسف انا خلاص عرفت نيتك ومقبلش لغزل تتجوز بالشكل ده حتى لو اخويا .نطق بها يزيد ليخطو بخطوة واحدة لولا يدي يزن التي أمسكت به مرة أخرى وهو مغمض العينين وكأنه يجاهد ذاته من اجل الاعتراف ووجد أنه لا يوجد بد من الاعتراف ، الاعتراف الذي لطالما أنكره أمام ذاته ليقر به الآن أمام الجميع.فتح يزن عيونه مقرا اخيرا بنبرة صادقة حانية نابعة من القلب / انا بحبها يا يزيد بحبها وعايز اتجوزها علشان بحبها ……والله بحبها .ابتسم يزيد ليوكز كتف أخيه قائلا / مانا عارف يا جحش
بس انت اللي كنت متعرفش.ابتسم يزن ثم أردف مكملا / طب ايه هنتجوز امتي ؟بنت الايه بتعمل فيا اللي محدش قدر يعمله ،ومش هعرف اخد بتاري واعمل اللي عايزة الا لما نتجوز ،بدل وربي اعملكم فضيحة انا بقولكم اهو .ضحك يزيد بملئ حنجرته ثم قال ليزن/ وعلى ايه احنا نجوزكم لبعض وانتوا حرين مع بعض بقى ،ثم غمز له بتحدي عينيه واستطرد قائلا/ بس خف اللعب مع البنت شوية ده صغيرة ومش قدك.تذكرها يزن فابتسم لمجرد ذكراها قائلا بحالمية / صغيرة ايه ؟؟ده مجنناني ومخلياني على ناااااار.ثم أدرك أنه يتحدث أمام أخيه ليتنحنح قائلا / ما تلفلك لفة كدة بالمحل بدل مانت واقف عاملي تنويم مغناطيسي وسايني ابعبع قدامك.خرج يزيد من مكتب چواد الذين كانوا يجتمعون به وهو يضحك بصوت عالي مقررا التحدث مع غرام لمحاولة إمالة تفكير غزل فهو يعلم أنها عنيده ويجب لها التمهيد اولا.أما بالداخل جلس يزن على المقعد متذكر چواد قائلا / زمانك متهني بالحفلة دلوقتي يا چواد وناسينا خالص ،يالا اهي حظوظ.ثم بدأ يفكر كيف له أن يقنع مجنونته بالاستعجال بالزفاف ثم لمعت عيونه بفكرة لينفض رأسه محاولا الهروب منها قائلا / لا لا لا ده اخليها في الاخر لو مقتنعتش ،اه انا اعمل اللي عليا واكلمها بالذوق الاول ،بالرغم أني عارف انها مبتجيش بالذوق ومش هتقتنع.ثم ابتسم وهو متخيل منظرها قائلا / بس ابقى عملت اللي عليا وهي وحرة بقى ساعتها .ثم ضحك بملئ حنجرته معلقا على فكرته / طب والنبي انا طيب.
…………………………..البارت الحداثة نااااار عايزة اشوف تعليقاتكم وريفيوهاتكم نااار زي البارت 🔥🔥🔥🔥احتمال البارت القادم يتأخر شوية لدخولنا فترة الامتحانات بس هحاول باذن الله أنجز فيه بدري دعواتكم وبالتوفيق للجميع يارب ❤️#معدن_فضة#لولي_ساميالبارت ٣٤تأهب الجميع لحفل عقد القران وها قد جاء موعده فاليوم سيتم مراده الذى لطالما تمناه وحلم به .يخطط ويرتب لافكار خبيثة في مخيلته بل وتتفاقم مخيلته الي مدى توافقها واستجابتها معه في أحلامه تلك .ظل يرتدي حلته والإبتسامة تزين ثغره وبرغم وقوفه أمام المرآه إلا أنه لا يرى نفسه بل يتخيل كل ما يدور بعقله من احلام وامنيات.لم يعي للواقفه خلفه برغم انعكاس صورتها بالمرآه أمامه إلا أن شروده لم يجعله يراها حتى تنحنحت ثم قالت بلهجة تهكمية قاصدة استفزازه / متسرحش كتييير ده كتب كتاب بس هااااا.وادعي أنه يعدي على خير لجل انا عارفه نحسكوا .وكأنه سقط من السماء السبع ليخرج من وسط أحلامه وامنياته علي صوتها الشاذ بالنسبة لإذنه وجملتها التي كانت بمثابة الصفعة له وكأنها ذكرته بسوء حظهم ومعاندة الزمان لهم وكأنه يتحداه فإذا كنت احبتها بسهولة فلم تحصل عليها إلا بعد شقاء وعناء.اغمض عينيه ثم فتحهم ليقيم حاله أمام المرآه وينثر عطره المفضل ثم استدار لأخته رأسما ابتسامة سمجة على شفتاه قائلا / والله انا شاكك أن النحس راكبنا من كتر ما انتي مركزة معانا كدة .تخصرت ماجدة أمامه قائلة بعصبيه/ قصدك ايه يا محمد ؟؟ قصدك أن انا عيني وحشة طب والله…امسك برأسها ومال عليها مقبلها ثم قال / بهزر معاكي يا ماجي متزعليش يا جميل،ثم انا اصلا عارف أننا منحوسين وهمتك معايا بقي يمكن ربنا يفك النحس.
اتسعت ابتسامتها بعد أن كانت عابسه لتطبع قبلة على وجنته قائلة بكل حب وتمني / ربنا يتمملك بخير يا حبيبي بجد فرحنالك اوي ،ثم أكملت بانتشاء / وفرحانة في البت ماسة خدت حتة مقلب.بعد أن كاد يقبلها على كلماتها الجميلة ودعوتها المحببة لقلبة حتى أنهت جملتها بض*ربها على رأسها من الخلف فارتمت على صدره ليمسك بها من خلف عنقها قائلا / هو انتي يا بت مبتعرفيش تقولي كلمتين حلوين على بعض ؟؟لازم تبوظيها في الاخر !نظرت له وهي مبتسمة قائلة / الله مش بفكلك الاستريس الحق عليا يعني.ربت على كتفها ثم ازاحها قليلا للامام قائلا / اتكلي علي الله كملي لبسك علشان انا كمان اكمل لبسي بدل ما تروحي الحفلة بعاهة النهارده ،اتكلي على الله ربنا يكون في عون اللي هياخدك.نطق باخر جملته وهو يوجهها خارج الغرفة ثم أغلق الباب واستدار لينهي ارتداء ملابسه لتقتحم ماجدة الباب ثانية قائلا / والنبي ليجي ويتحايل عليكم وانا اللي اقول مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا.فرت هاربة فور رؤيتها لاشتعال نظراته متوجها إليها لتخرج واغلقت بنفسها باب الغرفة فيضحك ويدعي لها أن يحفظها لهم جميعاً.تذكر عندما اخبرته ماجدة أن والدتها قد دعت جارتهم اخلاص فاقترحت عليه أن يقوم هو الاخر بدعوة چواد لحفل عقد قرانه ربما تعود المياه لمجراها ثانية ويكون سبب في إخراج ميار من حالتها النفسية تلك لذلك قام بدعوته فهو أيضا لم ينسى وعده له بأنه سيدعوه عندما ينول المراد وتتحقق الآمال ويقترن بمعشوقتهولكنه فوجئ باصرار چواد بالموافقة على نقله هو وعروسه من مركز التجميل للمنزل وبعد إلحاح كثير وافق محمد اخيرا الذي آثر أن لا يخبر چواد أن أخته مع العروس كما لم يخبر أخته بحضور چواد وفضل ترك الأمر تحت مسمى المفاجأة. فتمتم داخليا / ربنا يستر ويعدي اليوم ده على خير.على الطرف الآخر كان چواد يستعد بحلة جديدة تظهر مدي وسامته وبهائه حينما ولجت له والدته قائلة بحب ظاهر / بسم الله ما شاء الله ، الله يحرسك من العين يا ولدي.ثم ربتت على كتفه داعية له / الله يريح بالك وينولك مرادك يااارب.ابتسم چواد وانحني ليقبل رأسها قائلا / يارب يا امي عايزك طول اليوم بقى يا خوخه تدعي الدعوة ده ماشي يا جميل.
ثم وجد چواد هاتفه يصدح باتصال من نضال الذى اصر علي ملازمة چواد كنوع من رد الجميل بعد أن أخبره باعجابه بماجدة .فاجاب عليه چواد ليخبره نضال أنه بالاسفل وبانتظارهم فطلب منه چواد أن يستضيف والدته بسيارته حتى يتسنى له استضافة محمد وخطيبته ويقلهم من مركز التجميلهبط محمد وتوجه مع چواد الذى كان ينتظره بالاسفل ثم توجها الي مركز التجميل التي به العروس ليقلها الي منزلها حيث المأذون والأهل لاتمام مراسم عقد القران بينما توجه عزة وتوفيق وماجدة الي منزل العروس مباشرة ماعدا ميار التي كانت ملازمة لماسة بمركز التجميل .وصلوا عائلة محمد والذى فور وصولهم انطلقت الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم لتستقبلهم والدة ماسة وعمها بكل سعادة وترحيب .بينما بمركز التجميل انتهت خبيرة التجميل من تزيين ماسة وميار التي أصرت على اصطحاب صديقة عمرها وخطيبة أخيها بيوم عمرها كما اصطحبتها بيوم زفافها من قبل .وصل محمد وهاتف أخته أنه بالاسفل لتستعد ماسة باستقباله وبالفعل توجه محمد الي مكان ينتظر العريس فيه عروسه ليرى من تهبط الدرج وهي بكامل زينتها وجمالها ظل ينظر لها وهي تهبط وبجوارها ميار التي كانت لا تقل جمالا وبهائا عنها بينما محمد لم يرى سوى حبيبته .هبطت ماسة وهي تشتعل خجلا تنظر للاسفل كالباحثة عن شئ ما .بينما محمد ظل ينظر لها دون أن يتفوه بكلمة ولكن عيونه تشع سعادة اخيرا جاء يومه المنتظر .اخيرا سيقترن بحبيبته التى يشعر أنه جاهد كثيرا من أجل الظفر بهاظل يسافر بنظراته على ملامحها التي برغم حفظه لها إلا أنه لم يصدق حاله لتنحنح ميار عند إطالة الفترة بينهم قاطعة وصلة الاعجاب الصامت قائلة / احم …. انا معاكم للآخر بس خايفة المأذون يزهق ويمشي .هنا أدرك محمد كم التيه الذي انتابته ليرمش قليلا ثم نظر تجاه ميار بعيون متسعة وكأنه يؤكد المعلومة لنفسه قائلا / صحيح ده النهارده كتب الكتاب تخيلي يا ميار كتب كتاب مرة واحدة يااااه .وفجأة تقدم من ماسه حاملا إياها من خصرها يدور بها والأخيرة تشبثت برقبته واطلقت صرخة من هول المفاجأة.ضحكت ميار وتمنت لهم الخير حتى هدأت حركة محمد اخيرا وحاول انزال ماسه ولكن ببطئ شديد ونتيجة لاقترابهم المهلك لكلاهما ونظراتهم العميقة وانفاسهم المتداخلة لم يشعرا بحالهم وشفاههم تقترب من بعضهم.
انسحبت ميار من الساحة لتترك لهم حرية التعبير عن حبهم وتوجهت للخارج تنتظرهم .فور ولوجها من مركز التجميل والإبتسامة والسعادة تزين ثغرها والتي كانت قد افتقدتها بالايام الاخيره وجدت أمامها من يرتكز على سيارته ويلعب بهاتفه ومن الواضح أنه ينتظر أحدا.علت الدهشة وجهها واخذت تفكر هل من المعقول أن يكون جاء من أجلها ؟فكرت أن تعود للداخل فاستدارت لتهرب من وجوده حتى وجدته ينادي باسمها فثبتت مكانها وارتعش جسدها من مجرد سماع اسمها منه لتغلق عيونها وينتابها الحنين الجارف إليه مع تزايد خفقان قلبها.تقدم چواد منها وهو لم يصدق حاله اخيرا رأها وقف خلفها مباشرة قائلا / بتهربي مني يا ميار؟؟التفتت ميار ببطئ شديد الي چواد والذى فور رؤيتها جحظت عيناه انبهارا بجمالها واشتياقا لملامحها التي قد بهتت بالاونة الأخيرة فهي جميلة دون أي شيء وازادت جمالا الان إضافة إلي راحتها النفسية التي اكتسبت القليل منها والذى كان يبدو علي وجهها الان ،رآها كما هي.رآى جمال روحها وطيبة قلبها الذى لطالما احبهم بهارأى عيونها الجميلة التي تشع دفئا وحنانا .رأي سعادتها لصديقة عمرها أجل فهذه ميار التي تحمل الخير للجميع مهما تحاملت الدنيا عليها فلم ولن تكن لأحد غل أو حقداهذه هي الروح الذى احبها وتوق لمرافقتها طيلة حياته فحمد الله أنها لم يتغير بها شى سوى بعض الندبات الذى سيحاول على علاجها.ظل ينظر لها يملي عينيه بملامحها التي لم يتخيل أنه سيراها مجددا بيوم من الايام .خجلت ميار من نظراته تلك فنظرت للاسفل محاولة التهرب من نظراته برغم شوقها وحنينها إليه تريد أن تطيل النظر إلي وجهه المحبب لها ولكن لم تقدر على مجابهة نظراته الملتاعه بها حتى سمعت …..………………بالداخل لم يدرك محمد حاله الا وهو متلذذا بفاكهته التي لطالما تمناها وحلم بها فالتهم اخيرا شفاه ماسه التي غيبت عن الوعي ولم تدرك حالها الا باحتياجها للاكسجين فربتت علي صدره ليبتعدا اخيرا ساندين جبهتهم على بعضها يتبادلون الأنفاس فحاولت ماسة الهروب بعيونها من نظراته فهى لم تتوقع حالها بالاندماج معه هكذا بينما محمد تائه بجمالها ليهمس لها من بين أنفاسه المتلاحقة قائلا / بحبك …. بحبك اوي يا ماستي.
ثم ينحني ليلتقط شفتاها مرة أخري ولكن ماسة تذكرت شيئا لتشهق قائلة / ميار…استعاد محمد وعيه وتذكر أن أخته كانت بصحبتهم الآن ليلتفت سريعا للخلف ولكنه لم يجدها فأطلق زفرة ارتياح ثم قال/ خضتيني يا شيخة ……………ما صحيح اكيد يعني مش هتفضل واقفة واحنا مع بعض كدة …………..هو احنا وقفنا لحد فين؟؟لترمش ماسة بأهدابها لتخفي خجلها بينما هو كاد يكمل ما كان ينوي فعله حتى تذكر وجود چواد بالخارج لتتسع حدقتيه وينطق بدوره / ميياااار.فسحب ماسه منطلقا للخارج التي لم تعي سبب تفاجأه هذه المرة الا عندما خرجت ورأت ما رأتهفقد رأوا ميار وچواد أمام بعضهم ليتجه محمد مباشرة يربت على كتف چواد قائلا / مش يالا بينا علشان الناس اللي مستنيانا دي.انتبهت ميار على حديث أخيها ليشير چواد لها ولاخيها وماسة بالتقدم للسيارة .بعد أن فهمت ميار أن چواد الذى سيقيلهم الي مكان الحفل شعرت أنها بموقف صعب كيف ستستقل السيارة بچواره مرة أخرى أنه لأمر شاق ومجهد لأعصابها.فتح چواد باب السيارة الخلفي للعروسين حتى استقلا ليفتح باب السيارة الأمامي هامسا لها بنبرة تمني/ عقبال فرحنا .ارتفع صوت خفقان قلبها حتى طغى علي صوت السيارات المحيطة بها فلم تسمع سوى صوت دقاته والتى شعرت أنه هو الاخر يسمعها جيدا.تسمرت مكانها وقد شعرت أنها فقدت القدرة على الحركة حتى نطق چواد مجددا / اتفضلي يا ميرو .رمشت باهدابها ثم استقلت السيارة بهدوء ليهرول چواد للجهة المقابلة ويستقل مقعد السائق وهو يشعر بالسعادة الطاغية فقد شعر بأنه على بعد خطوات من تحقيق مراده.ليدير محرك السيارة وينطلق متوجها بالعروسان لمكان الحفل بينما كان ينتابه شعور جميل غريب وكأن هذا العرس هو عرسه هو .كانت اخلاص تنتظر بسيارة نضال أمام مركز التجميل ثم رأت مشهد چواد وميار كانت ستهبط من السيارة لتسلم عليها لولا أن أمسك بها نضال قائلا / سيبيهم براحتهم يا طنط………… هما محتاجين يبقوا لوحدهم شوية.أغلقت باب السيارة ورجعت لمكانها ثانيه وظلت تراقبهم والسعادة تكاد تقفز من عيونها وهي ترى ابنها المحبب قد نال مراده اخيرا .بينما نضال جلس يشاهد منظرهم ويتخيل نفسه مع ماجدة ولكنه رجع لعقله ناهرا نفسه متمتما لحاله/ بتتخيل ايه جتك نيلة !؟
دانا لو وقفت قدام ماجدة الوقفة ده مش بعيد تديني بالبوكس …………. دبش بنت الايه.ثم ابتسم متذكرا ملامحها أثناء عصبيتها / بس قمر عليا النعمة.بعد أن انتهي المشهد وركب العروسان وچواد وميار انطلق نضال بسيارته خلفهم مطلقا أبواق سيارته بطريقة صاخبة محاولا التلاعب بالسيارة قليلا مع سيارة چواد التي كان يبادله الحركات مع انطلاق بعض الصرخات من قبل ماسه وفرحة محمد لتلذذه باقتراب ماسه منه واغتنامه الفرصه ليعلق لچواد قائلا / والنبي يا زين ما اخترت من اصحابك يا چواد.ليجيب عليه چواد وهو يوزع نظراته بين الطريق والمرآه / اي خدمة يا حمادة ……….. ….أن شاء الله هعرفك عليه وهتحبه اوي………….. ومش هتكون اخر مرة تتقابلوا .ربما أراد الإشارة لمراد نضال ولكن برسالة تحفيزية تاركا لنضال كيفية الاقتراب .بينما ميار حاولت التشبث بالمقعد الخاص بها وكتم فمها منعا من إطلاق صراخاتها.……………………………….وصل العروسان للمنزل الذى قد تزين وتهيأ لاستقبالهم .صعدا محمد ممسكا بيدي ماسة وخلفهم ميار التي هرولت قبل أن ينتهي چواد من اصطفاف سيارته .اصطف نضال سيارته هو الآخر ليقترب من چواد الذي امسك بذراع والدته واكزا له وغامزا ثم همس له / اي خدمة يابو نسب ……………….يارب تكون عرفت تعمل حاجه ؟ليبتسم چواد وينظر له بطرف عينيه ثم قال / خليك في حالك ……………….ووريني شطارتك مع ماجدة.ثم ضحك مستهزأ وانطلق صاعدا الدرج حيث منزل العروسانطلقت الزغاريد فور وصول ماسة ومحمد وانهالت المباركات عليهم ثم انفصلا فتوجه محمد للصالون حيث يجلس المأذون في انتظارهم وجلس بجواره استعدادا لعقد القران ليدلف فؤاد خلفه مربتا على كتفه قائلا / معلش يا عريس هنأخر كتب كتابك انت شوية ونخليه بعدي علشان اضمن انك تشهد على العقد .ابتسم محمد واستقام ليجلس فؤاد مكانه قائلا بفرحة حقيقية / يا نهار ابيض ده شرف ليا يا عمي اتفضل طبعا.
طلب فؤاد من والدة محمد استدعاء فاطمة لتتقدم فاطمة وهي تشعر بالخجل الشديد من موقف كهذا بينما جاهدت ماسة نفسها بالخارج أن لا تحزن فقد اختارت والدتها الحل الافضل لهم فدعت لها بدوام الصحة والسعادة.انتهى عقد قران فاطمة وفؤاد ليتقدم محمد واضعا يده بيدي فؤاد ويبدأ المأذون بمراسم عقد القران حتى استمعا جميعا للدعاء المشهور / اللهم بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير.لتنطلق الزغاريد والمباركات والتهنئاتبينما چواد انتهز الفرصة ليقترب من ميار ويسحبها خلفه حيث البلكون.اضطربت ميار ولكنها لم تستطع أن ترفض محاولته ليقول چواد / ميار انا لسه بحبك ومش قادر اتخيل حياتي من غيرك ارجوكي اديني فرصة تعوض اللي فاتني وصدقيني مش هتندمي.ندم ايذكر الندم !!!فكل محاولات البعد هذا حتى لا تندم بالقرب المهلك .ظلت تنظر له لا تعرف بماذا تجيبه ؟!كيف تخبره أن افتراقهم بسبب حبها له؟هي تريد أن يظل حبه بقلبها حتى لا ترى منه ما يجعلها تكرهه.كيف تخبره أنها أصبحت معقدة نفسيا وخاصة من العلاقة الزوجية ؟كيف ستخبره أنها ستكون عقابا له لا جزاء لصبره وحبه؟بعد فترة من الصمت قالت / انا منفعكش يا چواد انا بقيت محطمة من جوة ………………..صدقني البعد لينا احنا الاتنين افضل.بعد وصلة التهنئات والمباركات تقدم محمد من ماسة طابعا قبلة دافئة أعلى جبهتها ثم قال/ مبروك عليا يا قلبي ،بجد مش مصدق أننا اتجوزنا ،
والأهم اليوم عدى علي خير .ثم امسك يدها مقبلا كفها بنعومة طاغية أهلكت مشاعرها وكأنه دعا النحس ذاته لتسمع هي صوت تعرفه جيدا من خلفها صوت غاضب يندد ويهدد بأفعال تخلج قلبها .وبدأت الصيحات تتشابك صيحة والدتها التي تترجاه أن يمرر اليوم بخير وصيحة عمها الذي يقف متحديا بإفشال كل ما هدد به .انعقد حاجبي محمد وتمتم قائلا / انا برضه استغربت ازاي اليوم ده يعدي كدة.ثم اقترب من ماسة التي امتلأت محجريها بالدموع سائلا إياها / مين دول يا ماسة؟نظرت له ماسة نظرة استجداء وكانها تتوسله لإنقاذها لتزدرأ ريقها ثم قالت وشفتيها ترتعش من الرعب/ ده خالي وأولاده مكنش موافق على الجوازه وكان عايزني لحد من أولاده.استوحشت نظرات محمد حينما نطقت بهذا الحديث الأخرق واشتعلت عيونه غضبا حين رأى دموعها ونظرة الرعب التي انتابتها ليحاول بث الطمأنينة بقلبها .فاحتضن وجهها بين يداه قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش/ انتي مراتي ومحدش يقدر أو يستجري يعملك حاجه فاهمة ده ؟……. فاهمة؟اومات برأسها وكأنها وجدت أمانها ليربت على وجهها بحنان طاغي مطمئنا إياها / خليكي هنا ومتخافيش .نظر يمينه فوجد ماجدة ووالدته اللاتي لم يفهما شيئا فقال لماجدة موصيا إياها / خلي بالك من ماسة يا ماجي ده في امانتك.ابتسمت ماجدة لتحيط ماسة بذراعها مربته عليها ومطمئنة لها ولاخيها بابتسامة مريحة وكأن لا يوجد من الأساس / متخافش مش في امانتي يبقى الموضوع خلص.اوما محمد برأسه وحاول الابتسام ثم انطلق لينضم لذلك الدرع الحامي الذي شكله كلا من فؤاد وفاطمة أمام خالها وأولاده الاثنان .بداخل البلكون استمعا چواد وميار للجلبة التي بالخارج فتوجه فورا ليري الأمر محتد لا يعى شيئا ولكنه توجه مباشرة لينضم بجوار محمد وانضمت ميار بديهيا الي ماجدة والتي رأتها تضم ماسة كمحاولة لتهدأتها لتسأل ميار عن السبب فتخبرها ماجدة بما عرفته لتحاول مع ماجدة تهدأة ماسة.بالخارج بعد أن دخل نضال وسلم على العروسان خرج قليلا ليدخن سيجارة ويفكر في طريقة لفتح حديث مع ماجدة وربما يحاول بطريقة أو بأخرى لمفاتحتها في طلب التقدم لها .ظل يضيق بعينيه يضع أكثر من سيناريو للحوار حتى فاق من شروده قائلا / انا نضال عمال اخطط وافكر ازاي هقولها بحبك مانا اروح اقولها بحبك وعايز اتجوزك وخلاص هي شغلانة !!
ثم استمع للجلبة التي تحدث بداخل المنزل والتي لا تدل على مظاهر الاحتفال فانطلق الي داخل المنزل يرى ما الأمر ليجد ثلاث من الرجال يهددون ويتوعدون بإفشال كل ما يحدث لينضم بجوار چواد ويميل عليه سائلا / هو في ايه؟چواد بحيرة / مش عارف بس اللي فهمته أن دول قرايب العروسة ومش موافقين على الجوازة .احتد الموقف بين أحد من الرجال الثلاث ليمد يده على والدة العروس ليمسك بيده فؤاد محذرا اياه بلهجة صارمة وصوت عالى / اياك تمد ايدك على فاطمة والا ورحمة اخويا لواديك في داهية .لم يصمت أبنائه ليمسك أحدهم في تلابيب فؤاد ويحاول الآخر بتسديد لكمة له ليباغته محمد مسددا له لكمة بينما يسدد چواد لكمة للآخر والذى كان ينتوي الامساك بمحمد وبدأ النزال وتعالت الصرخات وحاولت فاطمة الامساك بفؤاد والحول بينه وبين أخيها ليجد نضال أن لا بد من تدخله برغم عدم تعلق الأمر به وعدم إدراكه للأمور فقرر التدخل بصفته الرسمية ليخرج مسدسه الذى تعود أن يحمله دائما حتى وهو خارج عمله مطلقا منه عيار بالهواء ليصمت الجميع وينتبه لوجود أحدا حاملا سلاح فتتوجه جميع الأنظار له مليئة بالرعب بينما نظرة واحدة هي من نظرت له بالسعادة والفخر وكأنه دائما منقذ كل المواقف والذى لطالما يتدخل بالوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.اقترب نضال ووقف بين الفريقين ونظر لكلاهما ثم وجه نظره تجاه فاروق يسأله باقتضاب / حضرتك مين وجاي تعمل مشاكل ليه؟قضب فارق جبينه ونظر لنضال نظرة استخفاف قائلا / حضرتك اللي مين؟وايه دخلك بين عيلة بتصفي خلافتها؟رفع نضال حاجبيها دليلا على دهشته قائلا باستهزاء / بتصفي خلافاتها وعيلة؟مشفتش ده في اسلوبك يعني !؟_ شئ ميخصكش .هدر بها فاروق في وجه نضال الذى تحولت تعابيره للغضب لينطق بصوت جهوري / لا يخصني ولو ممشتش حالا هقبض عليك بتهمة ترويع مواطنين وفي القسم بقي ابقى اعرفك علي نفسي كويس.انطلقت فاطمة تهدأ من عصبية نضال التي لا تعرف هويته حتى الآن ولكنه يبدو أنه من أصدقاء العريس فربتت علي كتفه محاولة تهدأته قائلة / مفيش حاجه يا ابني ده اخويا وهيمشي دلوقتي.
ثم التفتت لفاروق الذي كان ينظر باعين مشتعلة وتحدي ضد نضال فقالت له / امشي دلوقتي يا فاروق وانا هبقى اكلمك ورحمة الغالين ما تبوظ ليلة بنتي.نظر لها فاروق لها قائلا بعصبية مفرطة ونظرات مخيفة / عاجبك اللي عملتيه ده يا هانم ،بس ملحوقة انا همشي فعلا بس انتي وبنتك معايا ……وهناك هنتكلم .تدخل محمد قائلا باستخفاف/ هي وبنتها ازاي لمواخذة ؟؟جيت متاخر يا فاروق بيه بنتها بقت مراتي على سنة الله ورسوله.شعر فاروق بصفعة قوية فتوقدت نظراته تجاه فاطمة التي ارتعبت من مجرد النظر له ليقبض على ذراعها ويسحبها بشده قائلا لها من بين اسنانه / عملتيها يا فاطمة طب ورحمة ابوكي مانتي شايفة بنتك تاني.ليتدخل فؤاد وينزع ذراع فاطمة ويخفيها خلفه واقفا أمام فاروق بكل ثقة وتحدي قائلا باستهزاء / يعز عليا انزل حلفانك الأرض ……………. بس اللي بتهددها ده تبقى مراتي ………ومفيش حد له كلمة عليها غيري .شعر فاروق بالجنون فور استماعه لحديث فؤاد ليرفع يده غير متمالك أعصابه ويحاول تسديد لكمة له فتدخل نضال سريعا قابضا على ذراعه بقوة قائلا / أعتقد دلوقتي واضح أن وجودك غير محبب وتهنئتك وصلت يا باشا.وانا شايف يا تتفضل وتسحب جوز التي*ران دول وراك يا اتفضل انا واسحبكم كلكم للقسم……………وهناك بقي محدش يزعل.شعر فاروق بالخساره الفادحة وخاصة عند تواجد هذا الفؤاد والذي كان يهابه بمجرد وجوده بجوار أخيه مراد فما بالك لو كان هو الخصم الان.لينظر للجميع ودون أن ينطق ببنت كلمة انطلق خارجا وخلفه ابنائه يسحبون اثار الهزيمة خلفهم.ليستدير نضال ليطمئن من بالمنزل ولكنه فوجى بعيون تنظر له بفخر واعتزاز لينظر تجاهها بابتسامة ثم قال/ ما تشغلوا اغاني يا جماعة ولا الفرح ده هيفضل صامت كدة كتير .
لم ينكر سعادته بنظراتها تلك .نعم هو يدرك حاله جيدا ويعرف قيمة ذاته ولطالما وجد نظرات الإعجاب إليه ولكن هذا ليس مجرد اعجاب بل هو فخر واعتزاز فلكم شعر بقيمة ما فعله من مجرد نظراتها برغم اعتقاده أنه لم يفعل شيئا ولكن بنظرتها تلك اشعرته أنه فعل كل شئ.…………………………………………..ظل مرارا وتكرارا يلح على أخيه طوال اليوم ويحاول اقناعة بفكرة التعجل بالزواج .وبرغم موافقة يزيد لاقتراح أخيه إلا أنه قلق جدا من ناحيته مما أثار الشكوك بعقله فلما التعجل هكذا ؟؟ليضيق عينيه ويسأله بريبة / هو انت مستعجل ليه يا يزن؟مش طبيعتك يعني!حرك يزن كتفيه للأعلى مدعي اللامبالاه ومحاولا التهرب من نظراته الكاشفه له فتحدث وهو يدعي النظر ببعض السجلات أمامه قائلا / يعني لاقيتك هتتجوز وچواد هيتجوز فبصراحة قولت يعني أنا الوحيد اللي هفضل لوحدي فغيرت وقولت اتجوز بقى والبنت بصراحة مش وحشه يعني ؟أنزوى ما بين حاجبي يزيد ليسأل مندهشا / يعني انت عايز تتجوز غزل علشان غيران مننا وقولت تجرب وماله !؟وبعد شهر ولا اتنين تزهق وتسيبها!؟طب والبنت زنبها ايه ؟؟يعني أنا شوفتك بالرحلة غيران عليها فافتكرتك…….قطع يزن استرساله ناظرا له برعب وكأنه لا يريد أن يكشفه أحد فقال بتوتر ظاهر / افتكرتني………. افتكرتني اي ؟؟الموضوع كله أن كرامتي متسمحش تبقي خطيبتي وتتكلم مع رجاله ……………الناس يقولوا ايه؟مش مالي عنيها ولا انا لمؤاخذة يعني…استشعر يزيد أن اخيه يحاول الهروب من الاعتراف بحبها فحاول أن يضغط عليه لربما اعترف واستسلم ليهب واقفا مدعي الضيق قائلا بنبرة حادة / لا وانا ميرضنيش يتقال عليك كلمة واحدة.
زي برضه ده تبقي اخت خطيبتي واللي من حقها عليا احميها حتى من اخويا .وعلشان كده انا هلغي الخطوبة وانت دورلك علي واحدة من معارفك تقبل تاخد الجواز تجربة .والتفت لينسحب لولا ايدي يزن الذي أمسكت بمعصمه قائلا / رايح فين بس يا يزيد احنا لسه بنتكلم !؟_ اسف انا خلاص عرفت نيتك ومقبلش لغزل تتجوز بالشكل ده حتى لو اخويا .نطق بها يزيد ليخطو بخطوة واحدة لولا يدي يزن التي أمسكت به مرة أخرى وهو مغمض العينين وكأنه يجاهد ذاته من اجل الاعتراف ووجد أنه لا يوجد بد من الاعتراف ، الاعتراف الذي لطالما أنكره أمام ذاته ليقر به الآن أمام الجميع.فتح يزن عيونه مقرا اخيرا بنبرة صادقة حانية نابعة من القلب / انا بحبها يا يزيد بحبها وعايز اتجوزها علشان بحبها ……والله بحبها .ابتسم يزيد ليوكز كتف أخيه قائلا / مانا عارف يا جحشبس انت اللي كنت متعرفش.ابتسم يزن ثم أردف مكملا / طب ايه هنتجوز امتي ؟بنت الايه بتعمل فيا اللي محدش قدر يعمله ،ومش هعرف اخد بتاري واعمل اللي عايزة الا لما نتجوز ،بدل وربي اعملكم فضيحة انا بقولكم اهو .ضحك يزيد بملئ حنجرته ثم قال ليزن/ وعلى ايه احنا نجوزكم لبعض وانتوا حرين مع بعض بقى ،ثم غمز له بتحدي عينيه واستطرد قائلا/ بس خف اللعب مع البنت شوية ده صغيرة ومش قدك.تذكرها يزن فابتسم لمجرد ذكراها قائلا بحالمية / صغيرة ايه ؟؟ده مجنناني ومخلياني على ناااااار.ثم أدرك أنه يتحدث أمام أخيه ليتنحنح قائلا / ما تلفلك لفة كدة بالمحل بدل مانت واقف عاملي تنويم مغناطيسي وسايني ابعبع قدامك.
خرج يزيد من مكتب چواد الذين كانوا يجتمعون به وهو يضحك بصوت عالي مقررا التحدث مع غرام لمحاولة إمالة تفكير غزل فهو يعلم أنها عنيده ويجب لها التمهيد اولا.أما بالداخل جلس يزن على المقعد متذكر چواد قائلا / زمانك متهني بالحفلة دلوقتي يا چواد وناسينا خالص ،يالا اهي حظوظ.ثم بدأ يفكر كيف له أن يقنع مجنونته بالاستعجال بالزفاف ثم لمعت عيونه بفكرة لينفض رأسه محاولا الهروب منها قائلا / لا لا لا ده اخليها في الاخر لو مقتنعتش ،اه انا اعمل اللي عليا واكلمها بالذوق الاول ،بالرغم أني عارف انها مبتجيش بالذوق ومش هتقتنع.ثم ابتسم وهو متخيل منظرها قائلا / بس ابقى عملت اللي عليا وهي وحرة بقى ساعتها .ثم ضحك بملئ حنجرته معلقا على فكرته / طب والنبي انا طيب.…………………………..
تأهب الجميع لحفل عقد القران وها قد جاء موعده فاليوم سيتم مراده الذى لطالما تمناه وحلم به .
يخطط ويرتب لافكار خبيثة في مخيلته بل وتتفاقم مخيلته الي مدى توافقها واستجابتها معه في أحلامه تلك .
ظل يرتدي حلته والإبتسامة تزين ثغره وبرغم وقوفه أمام المرآه إلا أنه لا يرى نفسه بل يتخيل كل ما يدور بعقله من احلام وامنيات.
لم يعي للواقفه خلفه برغم انعكاس صورتها بالمرآه أمامه إلا أن شروده لم يجعله يراها حتى تنحنحت ثم قالت بلهجة تهكمية قاصدة استفزازه / متسرحش كتييير ده كتب كتاب بس هااااا.
وادعي أنه يعدي على خير لجل انا عارفه نحسكوا .
وكأنه سقط من السماء السبع ليخرج من وسط أحلامه وامنياته علي صوتها الشاذ بالنسبة لإذنه وجملتها التي كانت بمثابة الصفعة له وكأنها ذكرته بسوء حظهم ومعاندة الزمان لهم وكأنه يتحداه فإذا كنت احبتها بسهولة فلم تحصل عليها إلا بعد شقاء وعناء.
اغمض عينيه ثم فتحهم ليقيم حاله أمام المرآه وينثر عطره المفضل ثم استدار لأخته رأسما ابتسامة سمجة على شفتاه قائلا / والله انا شاكك أن النحس راكبنا من كتر ما انتي مركزة معانا كدة .
تخصرت ماجدة أمامه قائلة بعصبيه/ قصدك ايه يا محمد ؟؟ قصدك أن انا عيني وحشة طب والله…
امسك برأسها ومال عليها مقبلها ثم قال / بهزر معاكي يا ماجي متزعليش يا جميل،
ثم انا اصلا عارف أننا منحوسين وهمتك معايا بقي يمكن ربنا يفك النحس.
اتسعت ابتسامتها بعد أن كانت عابسه لتطبع قبلة على وجنته قائلة بكل حب وتمني / ربنا يتمملك بخير يا حبيبي بجد فرحنالك اوي ،
ثم أكملت بانتشاء / وفرحانة في البت ماسة خدت حتة مقلب.
بعد أن كاد يقبلها على كلماتها الجميلة ودعوتها المحببة لقلبة حتى أنهت جملتها بض*ربها على رأسها من الخلف فارتمت على صدره ليمسك بها من خلف عنقها قائلا / هو انتي يا بت مبتعرفيش تقولي كلمتين حلوين على بعض ؟؟
لازم تبوظيها في الاخر !
نظرت له وهي مبتسمة قائلة / الله مش بفكلك الاستريس الحق عليا يعني.
ربت على كتفها ثم ازاحها قليلا للامام قائلا / اتكلي علي الله كملي لبسك علشان انا كمان اكمل لبسي بدل ما تروحي الحفلة بعاهة النهارده ،
اتكلي على الله ربنا يكون في عون اللي هياخدك.
نطق باخر جملته وهو يوجهها خارج الغرفة ثم أغلق الباب واستدار لينهي ارتداء ملابسه لتقتحم ماجدة الباب ثانية قائلا / والنبي ليجي ويتحايل عليكم وانا اللي اقول مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا.
فرت هاربة فور رؤيتها لاشتعال نظراته متوجها إليها لتخرج واغلقت بنفسها باب الغرفة فيضحك ويدعي لها أن يحفظها لهم جميعاً.
تذكر عندما اخبرته ماجدة أن والدتها قد دعت جارتهم اخلاص فاقترحت عليه أن يقوم هو الاخر بدعوة چواد لحفل عقد قرانه ربما تعود المياه لمجراها ثانية ويكون سبب في إخراج ميار من حالتها النفسية تلك لذلك قام بدعوته فهو أيضا لم ينسى وعده له بأنه سيدعوه عندما ينول المراد وتتحقق الآمال ويقترن بمعشوقته
ولكنه فوجئ باصرار چواد بالموافقة على نقله هو وعروسه من مركز التجميل للمنزل وبعد إلحاح كثير وافق محمد اخيرا الذي آثر أن لا يخبر چواد أن أخته مع العروس كما لم يخبر أخته بحضور چواد وفضل ترك الأمر تحت مسمى المفاجأة. فتمتم داخليا / ربنا يستر ويعدي اليوم ده على خير.
على الطرف الآخر كان چواد يستعد بحلة جديدة تظهر مدي وسامته وبهائه حينما ولجت له والدته قائلة بحب ظاهر / بسم الله ما شاء الله ، الله يحرسك من العين يا ولدي.
ثم ربتت على كتفه داعية له / الله يريح بالك وينولك مرادك يااارب.
ابتسم چواد وانحني ليقبل رأسها قائلا / يارب يا امي عايزك طول اليوم بقى يا خوخه تدعي الدعوة ده ماشي يا جميل.
ثم وجد چواد هاتفه يصدح باتصال من نضال الذى اصر علي ملازمة چواد كنوع من رد الجميل بعد أن أخبره باعجابه بماجدة .
فاجاب عليه چواد ليخبره نضال أنه بالاسفل وبانتظارهم فطلب منه چواد أن يستضيف والدته بسيارته حتى يتسنى له استضافة محمد وخطيبته ويقلهم من مركز التجميل
هبط محمد وتوجه مع چواد الذى كان ينتظره بالاسفل ثم توجها الي مركز التجميل التي به العروس ليقلها الي منزلها حيث المأذون والأهل لاتمام مراسم عقد القران بينما توجه عزة وتوفيق وماجدة الي منزل العروس مباشرة ماعدا ميار التي كانت ملازمة لماسة بمركز التجميل .
وصلوا عائلة محمد والذى فور وصولهم انطلقت الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم لتستقبلهم والدة ماسة وعمها بكل سعادة وترحيب .
بينما بمركز التجميل انتهت خبيرة التجميل من تزيين ماسة وميار التي أصرت على اصطحاب صديقة عمرها وخطيبة أخيها بيوم عمرها كما اصطحبتها بيوم زفافها من قبل .
وصل محمد وهاتف أخته أنه بالاسفل لتستعد ماسة باستقباله وبالفعل توجه محمد الي مكان ينتظر العريس فيه عروسه ليرى من تهبط الدرج وهي بكامل زينتها وجمالها ظل ينظر لها وهي تهبط وبجوارها ميار التي كانت لا تقل جمالا وبهائا عنها بينما محمد لم يرى سوى حبيبته .
هبطت ماسة وهي تشتعل خجلا تنظر للاسفل كالباحثة عن شئ ما .
بينما محمد ظل ينظر لها دون أن يتفوه بكلمة ولكن عيونه تشع سعادة اخيرا جاء يومه المنتظر .
اخيرا سيقترن بحبيبته التى يشعر أنه جاهد كثيرا من أجل الظفر بها
ظل يسافر بنظراته على ملامحها التي برغم حفظه لها إلا أنه لم يصدق حاله لتنحنح ميار عند إطالة الفترة بينهم قاطعة وصلة الاعجاب الصامت قائلة / احم …. انا معاكم للآخر بس خايفة المأذون يزهق ويمشي .
هنا أدرك محمد كم التيه الذي انتابته ليرمش قليلا ثم نظر تجاه ميار بعيون متسعة وكأنه يؤكد المعلومة لنفسه قائلا / صحيح ده النهارده كتب الكتاب تخيلي يا ميار كتب كتاب مرة واحدة يااااه .
وفجأة تقدم من ماسه حاملا إياها من خصرها يدور بها والأخيرة تشبثت برقبته واطلقت صرخة من هول المفاجأة.
ضحكت ميار وتمنت لهم الخير حتى هدأت حركة محمد اخيرا وحاول انزال ماسه ولكن ببطئ شديد ونتيجة لاقترابهم المهلك لكلاهما ونظراتهم العميقة وانفاسهم المتداخلة لم يشعرا بحالهم وشفاههم تقترب من بعضهم.
انسحبت ميار من الساحة لتترك لهم حرية التعبير عن حبهم وتوجهت للخارج تنتظرهم .
فور ولوجها من مركز التجميل والإبتسامة والسعادة تزين ثغرها والتي كانت قد افتقدتها بالايام الاخيره وجدت أمامها من يرتكز على سيارته ويلعب بهاتفه ومن الواضح أنه ينتظر أحدا.
علت الدهشة وجهها واخذت تفكر هل من المعقول أن يكون جاء من أجلها ؟
فكرت أن تعود للداخل فاستدارت لتهرب من وجوده حتى وجدته ينادي باسمها فثبتت مكانها وارتعش جسدها من مجرد سماع اسمها منه لتغلق عيونها وينتابها الحنين الجارف إليه مع تزايد خفقان قلبها.
تقدم چواد منها وهو لم يصدق حاله اخيرا رأها وقف خلفها مباشرة قائلا / بتهربي مني يا ميار؟؟
التفتت ميار ببطئ شديد الي چواد والذى فور رؤيتها جحظت عيناه انبهارا بجمالها واشتياقا لملامحها التي قد بهتت بالاونة الأخيرة فهي جميلة دون أي شيء وازادت جمالا الان إضافة إلي راحتها النفسية التي اكتسبت القليل منها والذى كان يبدو علي وجهها الان ،
رآها كما هي.
رآى جمال روحها وطيبة قلبها الذى لطالما احبهم بها
رأى عيونها الجميلة التي تشع دفئا وحنانا .
رأي سعادتها لصديقة عمرها أجل فهذه ميار التي تحمل الخير للجميع مهما تحاملت الدنيا عليها فلم ولن تكن لأحد غل أو حقدا
هذه هي الروح الذى احبها وتوق لمرافقتها طيلة حياته فحمد الله أنها لم يتغير بها شى سوى بعض الندبات الذى سيحاول على علاجها.
ظل ينظر لها يملي عينيه بملامحها التي لم يتخيل أنه سيراها مجددا بيوم من الايام .
خجلت ميار من نظراته تلك فنظرت للاسفل محاولة التهرب من نظراته برغم شوقها وحنينها إليه تريد أن تطيل النظر إلي وجهه المحبب لها ولكن لم تقدر على مجابهة نظراته الملتاعه بها حتى سمعت …..
………………
بالداخل لم يدرك محمد حاله الا وهو متلذذا بفاكهته التي لطالما تمناها وحلم بها فالتهم اخيرا شفاه ماسه التي غيبت عن الوعي ولم تدرك حالها الا باحتياجها للاكسجين فربتت علي صدره ليبتعدا اخيرا ساندين جبهتهم على بعضها يتبادلون الأنفاس فحاولت ماسة الهروب بعيونها من نظراته فهى لم تتوقع حالها بالاندماج معه هكذا بينما محمد تائه بجمالها ليهمس لها من بين أنفاسه المتلاحقة قائلا / بحبك …. بحبك اوي يا ماستي.
ثم ينحني ليلتقط شفتاها مرة أخري ولكن ماسة تذكرت شيئا لتشهق قائلة / ميار…
استعاد محمد وعيه وتذكر أن أخته كانت بصحبتهم الآن ليلتفت سريعا للخلف ولكنه لم يجدها فأطلق زفرة ارتياح ثم قال/ خضتيني يا شيخة ……………
ما صحيح اكيد يعني مش هتفضل واقفة واحنا مع بعض كدة …………..
هو احنا وقفنا لحد فين؟؟
لترمش ماسة بأهدابها لتخفي خجلها بينما هو كاد يكمل ما كان ينوي فعله حتى تذكر وجود چواد بالخارج لتتسع حدقتيه وينطق بدوره / ميياااار.
فسحب ماسه منطلقا للخارج التي لم تعي سبب تفاجأه هذه المرة الا عندما خرجت ورأت ما رأته
فقد رأوا ميار وچواد أمام بعضهم ليتجه محمد مباشرة يربت على كتف چواد قائلا / مش يالا بينا علشان الناس اللي مستنيانا دي.
انتبهت ميار على حديث أخيها ليشير چواد لها ولاخيها وماسة بالتقدم للسيارة .
بعد أن فهمت ميار أن چواد الذى سيقيلهم الي مكان الحفل شعرت أنها بموقف صعب كيف ستستقل السيارة بچواره مرة أخرى أنه لأمر شاق ومجهد لأعصابها.
فتح چواد باب السيارة الخلفي للعروسين حتى استقلا ليفتح باب السيارة الأمامي هامسا لها بنبرة تمني/ عقبال فرحنا .
ارتفع صوت خفقان قلبها حتى طغى علي صوت السيارات المحيطة بها فلم تسمع سوى صوت دقاته والتى شعرت أنه هو الاخر يسمعها جيدا.
تسمرت مكانها وقد شعرت أنها فقدت القدرة على الحركة حتى نطق چواد مجددا / اتفضلي يا ميرو .
رمشت باهدابها ثم استقلت السيارة بهدوء ليهرول چواد للجهة المقابلة ويستقل مقعد السائق وهو يشعر بالسعادة الطاغية فقد شعر بأنه على بعد خطوات من تحقيق مراده.
ليدير محرك السيارة وينطلق متوجها بالعروسان لمكان الحفل بينما كان ينتابه شعور جميل غريب وكأن هذا العرس هو عرسه هو .
كانت اخلاص تنتظر بسيارة نضال أمام مركز التجميل ثم رأت مشهد چواد وميار كانت ستهبط من السيارة لتسلم عليها لولا أن أمسك بها نضال قائلا / سيبيهم براحتهم يا طنط………… هما محتاجين يبقوا لوحدهم شوية.
أغلقت باب السيارة ورجعت لمكانها ثانيه وظلت تراقبهم والسعادة تكاد تقفز من عيونها وهي ترى ابنها المحبب قد نال مراده اخيرا .
بينما نضال جلس يشاهد منظرهم ويتخيل نفسه مع ماجدة ولكنه رجع لعقله ناهرا نفسه متمتما لحاله/ بتتخيل ايه جتك نيلة !؟
دانا لو وقفت قدام ماجدة الوقفة ده مش بعيد تديني بالبوكس …………. دبش بنت الايه.
ثم ابتسم متذكرا ملامحها أثناء عصبيتها / بس قمر عليا النعمة.
بعد أن انتهي المشهد وركب العروسان وچواد وميار انطلق نضال بسيارته خلفهم مطلقا أبواق سيارته بطريقة صاخبة محاولا التلاعب بالسيارة قليلا مع سيارة چواد التي كان يبادله الحركات مع انطلاق بعض الصرخات من قبل ماسه وفرحة محمد لتلذذه باقتراب ماسه منه واغتنامه الفرصه ليعلق لچواد قائلا / والنبي يا زين ما اخترت من اصحابك يا چواد.
ليجيب عليه چواد وهو يوزع نظراته بين الطريق والمرآه / اي خدمة يا حمادة ……….. ….أن شاء الله هعرفك عليه وهتحبه اوي………….. ومش هتكون اخر مرة تتقابلوا .
ربما أراد الإشارة لمراد نضال ولكن برسالة تحفيزية تاركا لنضال كيفية الاقتراب .
بينما ميار حاولت التشبث بالمقعد الخاص بها وكتم فمها منعا من إطلاق صراخاتها.
……………………………….
وصل العروسان للمنزل الذى قد تزين وتهيأ لاستقبالهم .
صعدا محمد ممسكا بيدي ماسة وخلفهم ميار التي هرولت قبل أن ينتهي چواد من اصطفاف سيارته .
اصطف نضال سيارته هو الآخر ليقترب من چواد الذي امسك بذراع والدته واكزا له وغامزا ثم همس له / اي خدمة يابو نسب ……………….
يارب تكون عرفت تعمل حاجه ؟
ليبتسم چواد وينظر له بطرف عينيه ثم قال / خليك في حالك ……………….
ووريني شطارتك مع ماجدة.
ثم ضحك مستهزأ وانطلق صاعدا الدرج حيث منزل العروس
انطلقت الزغاريد فور وصول ماسة ومحمد وانهالت المباركات عليهم ثم انفصلا فتوجه محمد للصالون حيث يجلس المأذون في انتظارهم وجلس بجواره استعدادا لعقد القران ليدلف فؤاد خلفه مربتا على كتفه قائلا / معلش يا عريس هنأخر كتب كتابك انت شوية ونخليه بعدي علشان اضمن انك تشهد على العقد .
ابتسم محمد واستقام ليجلس فؤاد مكانه قائلا بفرحة حقيقية / يا نهار ابيض ده شرف ليا يا عمي اتفضل طبعا.
طلب فؤاد من والدة محمد استدعاء فاطمة لتتقدم فاطمة وهي تشعر بالخجل الشديد من موقف كهذا بينما جاهدت ماسة نفسها بالخارج أن لا تحزن فقد اختارت والدتها الحل الافضل لهم فدعت لها بدوام الصحة والسعادة.
انتهى عقد قران فاطمة وفؤاد ليتقدم محمد واضعا يده بيدي فؤاد ويبدأ المأذون بمراسم عقد القران حتى استمعا جميعا للدعاء المشهور / اللهم بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير.
لتنطلق الزغاريد والمباركات والتهنئات
بينما چواد انتهز الفرصة ليقترب من ميار ويسحبها خلفه حيث البلكون.
اضطربت ميار ولكنها لم تستطع أن ترفض محاولته ليقول چواد / ميار انا لسه بحبك ومش قادر اتخيل حياتي من غيرك ارجوكي اديني فرصة تعوض اللي فاتني وصدقيني مش هتندمي.
ندم ايذكر الندم !!!
فكل محاولات البعد هذا حتى لا تندم بالقرب المهلك .
ظلت تنظر له لا تعرف بماذا تجيبه ؟!
كيف تخبره أن افتراقهم بسبب حبها له؟
هي تريد أن يظل حبه بقلبها حتى لا ترى منه ما يجعلها تكرهه.
كيف تخبره أنها أصبحت معقدة نفسيا وخاصة من العلاقة الزوجية ؟
كيف ستخبره أنها ستكون عقابا له لا جزاء لصبره وحبه؟
بعد فترة من الصمت قالت / انا منفعكش يا چواد انا بقيت محطمة من جوة ………………..
صدقني البعد لينا احنا الاتنين افضل.
بعد وصلة التهنئات والمباركات تقدم محمد من ماسة طابعا قبلة دافئة أعلى جبهتها ثم قال/ مبروك عليا يا قلبي ،
بجد مش مصدق أننا اتجوزنا ،
والأهم اليوم عدى علي خير .
ثم امسك يدها مقبلا كفها بنعومة طاغية أهلكت مشاعرها وكأنه دعا النحس ذاته لتسمع هي صوت تعرفه جيدا من خلفها صوت غاضب يندد ويهدد بأفعال تخلج قلبها .
وبدأت الصيحات تتشابك صيحة والدتها التي تترجاه أن يمرر اليوم بخير وصيحة عمها الذي يقف متحديا بإفشال كل ما هدد به .
انعقد حاجبي محمد وتمتم قائلا / انا برضه استغربت ازاي اليوم ده يعدي كدة.
ثم اقترب من ماسة التي امتلأت محجريها بالدموع سائلا إياها / مين دول يا ماسة؟
نظرت له ماسة نظرة استجداء وكانها تتوسله لإنقاذها لتزدرأ ريقها ثم قالت وشفتيها ترتعش من الرعب/ ده خالي وأولاده مكنش موافق على الجوازه وكان عايزني لحد من أولاده.
استوحشت نظرات محمد حينما نطقت بهذا الحديث الأخرق واشتعلت عيونه غضبا حين رأى دموعها ونظرة الرعب التي انتابتها ليحاول بث الطمأنينة بقلبها .
فاحتضن وجهها بين يداه قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش/ انتي مراتي ومحدش يقدر أو يستجري يعملك حاجه فاهمة ده ؟……. فاهمة؟
اومات برأسها وكأنها وجدت أمانها ليربت على وجهها بحنان طاغي مطمئنا إياها / خليكي هنا ومتخافيش .
نظر يمينه فوجد ماجدة ووالدته اللاتي لم يفهما شيئا فقال لماجدة موصيا إياها / خلي بالك من ماسة يا ماجي ده في امانتك.
ابتسمت ماجدة لتحيط ماسة بذراعها مربته عليها ومطمئنة لها ولاخيها بابتسامة مريحة وكأن لا يوجد من الأساس / متخافش مش في امانتي يبقى الموضوع خلص.
اوما محمد برأسه وحاول الابتسام ثم انطلق لينضم لذلك الدرع الحامي الذي شكله كلا من فؤاد وفاطمة أمام خالها وأولاده الاثنان .
بداخل البلكون استمعا چواد وميار للجلبة التي بالخارج فتوجه فورا ليري الأمر محتد لا يعى شيئا ولكنه توجه مباشرة لينضم بجوار محمد وانضمت ميار بديهيا الي ماجدة والتي رأتها تضم ماسة كمحاولة لتهدأتها لتسأل ميار عن السبب فتخبرها ماجدة بما عرفته لتحاول مع ماجدة تهدأة ماسة.
بالخارج بعد أن دخل نضال وسلم على العروسان خرج قليلا ليدخن سيجارة ويفكر في طريقة لفتح حديث مع ماجدة وربما يحاول بطريقة أو بأخرى لمفاتحتها في طلب التقدم لها .
ظل يضيق بعينيه يضع أكثر من سيناريو للحوار حتى فاق من شروده قائلا / انا نضال عمال اخطط وافكر ازاي هقولها بحبك مانا اروح اقولها بحبك وعايز اتجوزك وخلاص هي شغلانة !!
ثم استمع للجلبة التي تحدث بداخل المنزل والتي لا تدل على مظاهر الاحتفال فانطلق الي داخل المنزل يرى ما الأمر ليجد ثلاث من الرجال يهددون ويتوعدون بإفشال كل ما يحدث لينضم بجوار چواد ويميل عليه سائلا / هو في ايه؟
چواد بحيرة / مش عارف بس اللي فهمته أن دول قرايب العروسة ومش موافقين على الجوازة .
احتد الموقف بين أحد من الرجال الثلاث ليمد يده على والدة العروس ليمسك بيده فؤاد محذرا اياه بلهجة صارمة وصوت عالى / اياك تمد ايدك على فاطمة والا ورحمة اخويا لواديك في داهية .
لم يصمت أبنائه ليمسك أحدهم في تلابيب فؤاد ويحاول الآخر بتسديد لكمة له ليباغته محمد مسددا له لكمة بينما يسدد چواد لكمة للآخر والذى كان ينتوي الامساك بمحمد وبدأ النزال وتعالت الصرخات وحاولت فاطمة الامساك بفؤاد والحول بينه وبين أخيها ليجد نضال أن لا بد من تدخله برغم عدم تعلق الأمر به وعدم إدراكه للأمور فقرر التدخل بصفته الرسمية ليخرج مسدسه الذى تعود أن يحمله دائما حتى وهو خارج عمله مطلقا منه عيار بالهواء ليصمت الجميع وينتبه لوجود أحدا حاملا سلاح فتتوجه جميع الأنظار له مليئة بالرعب بينما نظرة واحدة هي من نظرت له بالسعادة والفخر وكأنه دائما منقذ كل المواقف والذى لطالما يتدخل بالوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
اقترب نضال ووقف بين الفريقين ونظر لكلاهما ثم وجه نظره تجاه فاروق يسأله باقتضاب / حضرتك مين وجاي تعمل مشاكل ليه؟
قضب فارق جبينه ونظر لنضال نظرة استخفاف قائلا / حضرتك اللي مين؟
وايه دخلك بين عيلة بتصفي خلافتها؟
رفع نضال حاجبيها دليلا على دهشته قائلا باستهزاء / بتصفي خلافاتها وعيلة؟
مشفتش ده في اسلوبك يعني !؟
_ شئ ميخصكش .
هدر بها فاروق في وجه نضال الذى تحولت تعابيره للغضب لينطق بصوت جهوري / لا يخصني ولو ممشتش حالا هقبض عليك بتهمة ترويع مواطنين وفي القسم بقي ابقى اعرفك علي نفسي كويس.
انطلقت فاطمة تهدأ من عصبية نضال التي لا تعرف هويته حتى الآن ولكنه يبدو أنه من أصدقاء العريس فربتت علي كتفه محاولة تهدأته قائلة / مفيش حاجه يا ابني ده اخويا وهيمشي دلوقتي.
ثم التفتت لفاروق الذي كان ينظر باعين مشتعلة وتحدي ضد نضال فقالت له / امشي دلوقتي يا فاروق وانا هبقى اكلمك ورحمة الغالين ما تبوظ ليلة بنتي.
نظر لها فاروق لها قائلا بعصبية مفرطة ونظرات مخيفة / عاجبك اللي عملتيه ده يا هانم ،
بس ملحوقة انا همشي فعلا بس انتي وبنتك معايا ……
وهناك هنتكلم .
تدخل محمد قائلا باستخفاف/ هي وبنتها ازاي لمواخذة ؟؟
جيت متاخر يا فاروق بيه بنتها بقت مراتي على سنة الله ورسوله.
شعر فاروق بصفعة قوية فتوقدت نظراته تجاه فاطمة التي ارتعبت من مجرد النظر له ليقبض على ذراعها ويسحبها بشده قائلا لها من بين اسنانه / عملتيها يا فاطمة طب ورحمة ابوكي مانتي شايفة بنتك تاني.
ليتدخل فؤاد وينزع ذراع فاطمة ويخفيها خلفه واقفا أمام فاروق بكل ثقة وتحدي قائلا باستهزاء / يعز عليا انزل حلفانك الأرض ……………. بس اللي بتهددها ده تبقى مراتي ………
ومفيش حد له كلمة عليها غيري .
شعر فاروق بالجنون فور استماعه لحديث فؤاد ليرفع يده غير متمالك أعصابه ويحاول تسديد لكمة له فتدخل نضال سريعا قابضا على ذراعه بقوة قائلا / أعتقد دلوقتي واضح أن وجودك غير محبب وتهنئتك وصلت يا باشا.
وانا شايف يا تتفضل وتسحب جوز التي*ران دول وراك يا اتفضل انا واسحبكم كلكم للقسم……………
وهناك بقي محدش يزعل.
شعر فاروق بالخساره الفادحة وخاصة عند تواجد هذا الفؤاد والذي كان يهابه بمجرد وجوده بجوار أخيه مراد فما بالك لو كان هو الخصم الان.
لينظر للجميع ودون أن ينطق ببنت كلمة انطلق خارجا وخلفه ابنائه يسحبون اثار الهزيمة خلفهم.
ليستدير نضال ليطمئن من بالمنزل ولكنه فوجى بعيون تنظر له بفخر واعتزاز لينظر تجاهها بابتسامة ثم قال/ ما تشغلوا اغاني يا جماعة ولا الفرح ده هيفضل صامت كدة كتير .
لم ينكر سعادته بنظراتها تلك .
نعم هو يدرك حاله جيدا ويعرف قيمة ذاته ولطالما وجد نظرات الإعجاب إليه ولكن هذا ليس مجرد اعجاب بل هو فخر واعتزاز فلكم شعر بقيمة ما فعله من مجرد نظراتها برغم اعتقاده أنه لم يفعل شيئا ولكن بنظرتها تلك اشعرته أنه فعل كل شئ.
…………………………………………..
ظل مرارا وتكرارا يلح على أخيه طوال اليوم ويحاول اقناعة بفكرة التعجل بالزواج .
وبرغم موافقة يزيد لاقتراح أخيه إلا أنه قلق جدا من ناحيته مما أثار الشكوك بعقله فلما التعجل هكذا ؟؟
ليضيق عينيه ويسأله بريبة / هو انت مستعجل ليه يا يزن؟
مش طبيعتك يعني!
حرك يزن كتفيه للأعلى مدعي اللامبالاه ومحاولا التهرب من نظراته الكاشفه له فتحدث وهو يدعي النظر ببعض السجلات أمامه قائلا / يعني لاقيتك هتتجوز وچواد هيتجوز فبصراحة قولت يعني أنا الوحيد اللي هفضل لوحدي فغيرت وقولت اتجوز بقى والبنت بصراحة مش وحشه يعني ؟
أنزوى ما بين حاجبي يزيد ليسأل مندهشا / يعني انت عايز تتجوز غزل علشان غيران مننا وقولت تجرب وماله !؟
وبعد شهر ولا اتنين تزهق وتسيبها!؟
طب والبنت زنبها ايه ؟؟
يعني أنا شوفتك بالرحلة غيران عليها فافتكرتك…….
قطع يزن استرساله ناظرا له برعب وكأنه لا يريد أن يكشفه أحد فقال بتوتر ظاهر / افتكرتني………. افتكرتني اي ؟؟
الموضوع كله أن كرامتي متسمحش تبقي خطيبتي وتتكلم مع رجاله ……………
الناس يقولوا ايه؟
مش مالي عنيها ولا انا لمؤاخذة يعني…
استشعر يزيد أن اخيه يحاول الهروب من الاعتراف بحبها فحاول أن يضغط عليه لربما اعترف واستسلم ليهب واقفا مدعي الضيق قائلا بنبرة حادة / لا وانا ميرضنيش يتقال عليك كلمة واحدة.
زي برضه ده تبقي اخت خطيبتي واللي من حقها عليا احميها حتى من اخويا .
وعلشان كده انا هلغي الخطوبة وانت دورلك علي واحدة من معارفك تقبل تاخد الجواز تجربة .
والتفت لينسحب لولا ايدي يزن الذي أمسكت بمعصمه قائلا / رايح فين بس يا يزيد احنا لسه بنتكلم !؟
_ اسف انا خلاص عرفت نيتك ومقبلش لغزل تتجوز بالشكل ده حتى لو اخويا .
نطق بها يزيد ليخطو بخطوة واحدة لولا يدي يزن التي أمسكت به مرة أخرى وهو مغمض العينين وكأنه يجاهد ذاته من اجل الاعتراف ووجد أنه لا يوجد بد من الاعتراف ، الاعتراف الذي لطالما أنكره أمام ذاته ليقر به الآن أمام الجميع.
فتح يزن عيونه مقرا اخيرا بنبرة صادقة حانية نابعة من القلب / انا بحبها يا يزيد بحبها وعايز اتجوزها علشان بحبها ……
والله بحبها .
ابتسم يزيد ليوكز كتف أخيه قائلا / مانا عارف يا جحش
بس انت اللي كنت متعرفش.
ابتسم يزن ثم أردف مكملا / طب ايه هنتجوز امتي ؟
بنت الايه بتعمل فيا اللي محدش قدر يعمله ،
ومش هعرف اخد بتاري واعمل اللي عايزة الا لما نتجوز ،
بدل وربي اعملكم فضيحة انا بقولكم اهو .
ضحك يزيد بملئ حنجرته ثم قال ليزن/ وعلى ايه احنا نجوزكم لبعض وانتوا حرين مع بعض بقى ،
ثم غمز له بتحدي عينيه واستطرد قائلا/ بس خف اللعب مع البنت شوية ده صغيرة ومش قدك.
تذكرها يزن فابتسم لمجرد ذكراها قائلا بحالمية / صغيرة ايه ؟؟
ده مجنناني ومخلياني على ناااااار.
ثم أدرك أنه يتحدث أمام أخيه ليتنحنح قائلا / ما تلفلك لفة كدة بالمحل بدل مانت واقف عاملي تنويم مغناطيسي وسايني ابعبع قدامك.
خرج يزيد من مكتب چواد الذين كانوا يجتمعون به وهو يضحك بصوت عالي مقررا التحدث مع غرام لمحاولة إمالة تفكير غزل فهو يعلم أنها عنيده ويجب لها التمهيد اولا.
أما بالداخل جلس يزن على المقعد متذكر چواد قائلا / زمانك متهني بالحفلة دلوقتي يا چواد وناسينا خالص ،
يالا اهي حظوظ.
ثم بدأ يفكر كيف له أن يقنع مجنونته بالاستعجال بالزفاف ثم لمعت عيونه بفكرة لينفض رأسه محاولا الهروب منها قائلا / لا لا لا ده اخليها في الاخر لو مقتنعتش ،
اه انا اعمل اللي عليا واكلمها بالذوق الاول ،
بالرغم أني عارف انها مبتجيش بالذوق ومش هتقتنع.
ثم ابتسم وهو متخيل منظرها قائلا / بس ابقى عملت اللي عليا وهي وحرة بقى ساعتها .
ثم ضحك بملئ حنجرته معلقا على فكرته / طب والنبي انا طيب.
…………………………..
البارت الحداثة نااااار عايزة اشوف تعليقاتكم وريفيوهاتكم نااار زي البارت 🔥🔥🔥🔥
احتمال البارت القادم يتأخر شوية لدخولنا فترة الامتحانات بس هحاول باذن الله أنجز فيه بدري دعواتكم وبالتوفيق للجميع يارب ❤️
#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٣٤
تأهب الجميع لحفل عقد القران وها قد جاء موعده فاليوم سيتم مراده الذى لطالما تمناه وحلم به .
يخطط ويرتب لافكار خبيثة في مخيلته بل وتتفاقم مخيلته الي مدى توافقها واستجابتها معه في أحلامه تلك .
ظل يرتدي حلته والإبتسامة تزين ثغره وبرغم وقوفه أمام المرآه إلا أنه لا يرى نفسه بل يتخيل كل ما يدور بعقله من احلام وامنيات.
لم يعي للواقفه خلفه برغم انعكاس صورتها بالمرآه أمامه إلا أن شروده لم يجعله يراها حتى تنحنحت ثم قالت بلهجة تهكمية قاصدة استفزازه / متسرحش كتييير ده كتب كتاب بس هااااا.
وادعي أنه يعدي على خير لجل انا عارفه نحسكوا .
وكأنه سقط من السماء السبع ليخرج من وسط أحلامه وامنياته علي صوتها الشاذ بالنسبة لإذنه وجملتها التي كانت بمثابة الصفعة له وكأنها ذكرته بسوء حظهم ومعاندة الزمان لهم وكأنه يتحداه فإذا كنت احبتها بسهولة فلم تحصل عليها إلا بعد شقاء وعناء.
اغمض عينيه ثم فتحهم ليقيم حاله أمام المرآه وينثر عطره المفضل ثم استدار لأخته رأسما ابتسامة سمجة على شفتاه قائلا / والله انا شاكك أن النحس راكبنا من كتر ما انتي مركزة معانا كدة .
تخصرت ماجدة أمامه قائلة بعصبيه/ قصدك ايه يا محمد ؟؟ قصدك أن انا عيني وحشة طب والله…
امسك برأسها ومال عليها مقبلها ثم قال / بهزر معاكي يا ماجي متزعليش يا جميل،
ثم انا اصلا عارف أننا منحوسين وهمتك معايا بقي يمكن ربنا يفك النحس.
اتسعت ابتسامتها بعد أن كانت عابسه لتطبع قبلة على وجنته قائلة بكل حب وتمني / ربنا يتمملك بخير يا حبيبي بجد فرحنالك اوي ،
ثم أكملت بانتشاء / وفرحانة في البت ماسة خدت حتة مقلب.
بعد أن كاد يقبلها على كلماتها الجميلة ودعوتها المحببة لقلبة حتى أنهت جملتها بض*ربها على رأسها من الخلف فارتمت على صدره ليمسك بها من خلف عنقها قائلا / هو انتي يا بت مبتعرفيش تقولي كلمتين حلوين على بعض ؟؟
لازم تبوظيها في الاخر !
نظرت له وهي مبتسمة قائلة / الله مش بفكلك الاستريس الحق عليا يعني.
ربت على كتفها ثم ازاحها قليلا للامام قائلا / اتكلي علي الله كملي لبسك علشان انا كمان اكمل لبسي بدل ما تروحي الحفلة بعاهة النهارده ،
اتكلي على الله ربنا يكون في عون اللي هياخدك.
نطق باخر جملته وهو يوجهها خارج الغرفة ثم أغلق الباب واستدار لينهي ارتداء ملابسه لتقتحم ماجدة الباب ثانية قائلا / والنبي ليجي ويتحايل عليكم وانا اللي اقول مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا.
فرت هاربة فور رؤيتها لاشتعال نظراته متوجها إليها لتخرج واغلقت بنفسها باب الغرفة فيضحك ويدعي لها أن يحفظها لهم جميعاً.
تذكر عندما اخبرته ماجدة أن والدتها قد دعت جارتهم اخلاص فاقترحت عليه أن يقوم هو الاخر بدعوة چواد لحفل عقد قرانه ربما تعود المياه لمجراها ثانية ويكون سبب في إخراج ميار من حالتها النفسية تلك لذلك قام بدعوته فهو أيضا لم ينسى وعده له بأنه سيدعوه عندما ينول المراد وتتحقق الآمال ويقترن بمعشوقته
ولكنه فوجئ باصرار چواد بالموافقة على نقله هو وعروسه من مركز التجميل للمنزل وبعد إلحاح كثير وافق محمد اخيرا الذي آثر أن لا يخبر چواد أن أخته مع العروس كما لم يخبر أخته بحضور چواد وفضل ترك الأمر تحت مسمى المفاجأة. فتمتم داخليا / ربنا يستر ويعدي اليوم ده على خير.
على الطرف الآخر كان چواد يستعد بحلة جديدة تظهر مدي وسامته وبهائه حينما ولجت له والدته قائلة بحب ظاهر / بسم الله ما شاء الله ، الله يحرسك من العين يا ولدي.
ثم ربتت على كتفه داعية له / الله يريح بالك وينولك مرادك يااارب.
ابتسم چواد وانحني ليقبل رأسها قائلا / يارب يا امي عايزك طول اليوم بقى يا خوخه تدعي الدعوة ده ماشي يا جميل.
ثم وجد چواد هاتفه يصدح باتصال من نضال الذى اصر علي ملازمة چواد كنوع من رد الجميل بعد أن أخبره باعجابه بماجدة .
فاجاب عليه چواد ليخبره نضال أنه بالاسفل وبانتظارهم فطلب منه چواد أن يستضيف والدته بسيارته حتى يتسنى له استضافة محمد وخطيبته ويقلهم من مركز التجميل
هبط محمد وتوجه مع چواد الذى كان ينتظره بالاسفل ثم توجها الي مركز التجميل التي به العروس ليقلها الي منزلها حيث المأذون والأهل لاتمام مراسم عقد القران بينما توجه عزة وتوفيق وماجدة الي منزل العروس مباشرة ماعدا ميار التي كانت ملازمة لماسة بمركز التجميل .
وصلوا عائلة محمد والذى فور وصولهم انطلقت الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم لتستقبلهم والدة ماسة وعمها بكل سعادة وترحيب .
بينما بمركز التجميل انتهت خبيرة التجميل من تزيين ماسة وميار التي أصرت على اصطحاب صديقة عمرها وخطيبة أخيها بيوم عمرها كما اصطحبتها بيوم زفافها من قبل .
وصل محمد وهاتف أخته أنه بالاسفل لتستعد ماسة باستقباله وبالفعل توجه محمد الي مكان ينتظر العريس فيه عروسه ليرى من تهبط الدرج وهي بكامل زينتها وجمالها ظل ينظر لها وهي تهبط وبجوارها ميار التي كانت لا تقل جمالا وبهائا عنها بينما محمد لم يرى سوى حبيبته .
هبطت ماسة وهي تشتعل خجلا تنظر للاسفل كالباحثة عن شئ ما .
بينما محمد ظل ينظر لها دون أن يتفوه بكلمة ولكن عيونه تشع سعادة اخيرا جاء يومه المنتظر .
اخيرا سيقترن بحبيبته التى يشعر أنه جاهد كثيرا من أجل الظفر بها
ظل يسافر بنظراته على ملامحها التي برغم حفظه لها إلا أنه لم يصدق حاله لتنحنح ميار عند إطالة الفترة بينهم قاطعة وصلة الاعجاب الصامت قائلة / احم …. انا معاكم للآخر بس خايفة المأذون يزهق ويمشي .
هنا أدرك محمد كم التيه الذي انتابته ليرمش قليلا ثم نظر تجاه ميار بعيون متسعة وكأنه يؤكد المعلومة لنفسه قائلا / صحيح ده النهارده كتب الكتاب تخيلي يا ميار كتب كتاب مرة واحدة يااااه .
وفجأة تقدم من ماسه حاملا إياها من خصرها يدور بها والأخيرة تشبثت برقبته واطلقت صرخة من هول المفاجأة.
ضحكت ميار وتمنت لهم الخير حتى هدأت حركة محمد اخيرا وحاول انزال ماسه ولكن ببطئ شديد ونتيجة لاقترابهم المهلك لكلاهما ونظراتهم العميقة وانفاسهم المتداخلة لم يشعرا بحالهم وشفاههم تقترب من بعضهم.
انسحبت ميار من الساحة لتترك لهم حرية التعبير عن حبهم وتوجهت للخارج تنتظرهم .
فور ولوجها من مركز التجميل والإبتسامة والسعادة تزين ثغرها والتي كانت قد افتقدتها بالايام الاخيره وجدت أمامها من يرتكز على سيارته ويلعب بهاتفه ومن الواضح أنه ينتظر أحدا.
علت الدهشة وجهها واخذت تفكر هل من المعقول أن يكون جاء من أجلها ؟
فكرت أن تعود للداخل فاستدارت لتهرب من وجوده حتى وجدته ينادي باسمها فثبتت مكانها وارتعش جسدها من مجرد سماع اسمها منه لتغلق عيونها وينتابها الحنين الجارف إليه مع تزايد خفقان قلبها.
تقدم چواد منها وهو لم يصدق حاله اخيرا رأها وقف خلفها مباشرة قائلا / بتهربي مني يا ميار؟؟
التفتت ميار ببطئ شديد الي چواد والذى فور رؤيتها جحظت عيناه انبهارا بجمالها واشتياقا لملامحها التي قد بهتت بالاونة الأخيرة فهي جميلة دون أي شيء وازادت جمالا الان إضافة إلي راحتها النفسية التي اكتسبت القليل منها والذى كان يبدو علي وجهها الان ،
رآها كما هي.
رآى جمال روحها وطيبة قلبها الذى لطالما احبهم بها
رأى عيونها الجميلة التي تشع دفئا وحنانا .
رأي سعادتها لصديقة عمرها أجل فهذه ميار التي تحمل الخير للجميع مهما تحاملت الدنيا عليها فلم ولن تكن لأحد غل أو حقدا
هذه هي الروح الذى احبها وتوق لمرافقتها طيلة حياته فحمد الله أنها لم يتغير بها شى سوى بعض الندبات الذى سيحاول على علاجها.
ظل ينظر لها يملي عينيه بملامحها التي لم يتخيل أنه سيراها مجددا بيوم من الايام .
خجلت ميار من نظراته تلك فنظرت للاسفل محاولة التهرب من نظراته برغم شوقها وحنينها إليه تريد أن تطيل النظر إلي وجهه المحبب لها ولكن لم تقدر على مجابهة نظراته الملتاعه بها حتى سمعت …..
………………
بالداخل لم يدرك محمد حاله الا وهو متلذذا بفاكهته التي لطالما تمناها وحلم بها فالتهم اخيرا شفاه ماسه التي غيبت عن الوعي ولم تدرك حالها الا باحتياجها للاكسجين فربتت علي صدره ليبتعدا اخيرا ساندين جبهتهم على بعضها يتبادلون الأنفاس فحاولت ماسة الهروب بعيونها من نظراته فهى لم تتوقع حالها بالاندماج معه هكذا بينما محمد تائه بجمالها ليهمس لها من بين أنفاسه المتلاحقة قائلا / بحبك …. بحبك اوي يا ماستي.
ثم ينحني ليلتقط شفتاها مرة أخري ولكن ماسة تذكرت شيئا لتشهق قائلة / ميار…
استعاد محمد وعيه وتذكر أن أخته كانت بصحبتهم الآن ليلتفت سريعا للخلف ولكنه لم يجدها فأطلق زفرة ارتياح ثم قال/ خضتيني يا شيخة ……………
ما صحيح اكيد يعني مش هتفضل واقفة واحنا مع بعض كدة …………..
هو احنا وقفنا لحد فين؟؟
لترمش ماسة بأهدابها لتخفي خجلها بينما هو كاد يكمل ما كان ينوي فعله حتى تذكر وجود چواد بالخارج لتتسع حدقتيه وينطق بدوره / ميياااار.
فسحب ماسه منطلقا للخارج التي لم تعي سبب تفاجأه هذه المرة الا عندما خرجت ورأت ما رأته
فقد رأوا ميار وچواد أمام بعضهم ليتجه محمد مباشرة يربت على كتف چواد قائلا / مش يالا بينا علشان الناس اللي مستنيانا دي.
انتبهت ميار على حديث أخيها ليشير چواد لها ولاخيها وماسة بالتقدم للسيارة .
بعد أن فهمت ميار أن چواد الذى سيقيلهم الي مكان الحفل شعرت أنها بموقف صعب كيف ستستقل السيارة بچواره مرة أخرى أنه لأمر شاق ومجهد لأعصابها.
فتح چواد باب السيارة الخلفي للعروسين حتى استقلا ليفتح باب السيارة الأمامي هامسا لها بنبرة تمني/ عقبال فرحنا .
ارتفع صوت خفقان قلبها حتى طغى علي صوت السيارات المحيطة بها فلم تسمع سوى صوت دقاته والتى شعرت أنه هو الاخر يسمعها جيدا.
تسمرت مكانها وقد شعرت أنها فقدت القدرة على الحركة حتى نطق چواد مجددا / اتفضلي يا ميرو .
رمشت باهدابها ثم استقلت السيارة بهدوء ليهرول چواد للجهة المقابلة ويستقل مقعد السائق وهو يشعر بالسعادة الطاغية فقد شعر بأنه على بعد خطوات من تحقيق مراده.
ليدير محرك السيارة وينطلق متوجها بالعروسان لمكان الحفل بينما كان ينتابه شعور جميل غريب وكأن هذا العرس هو عرسه هو .
كانت اخلاص تنتظر بسيارة نضال أمام مركز التجميل ثم رأت مشهد چواد وميار كانت ستهبط من السيارة لتسلم عليها لولا أن أمسك بها نضال قائلا / سيبيهم براحتهم يا طنط………… هما محتاجين يبقوا لوحدهم شوية.
أغلقت باب السيارة ورجعت لمكانها ثانيه وظلت تراقبهم والسعادة تكاد تقفز من عيونها وهي ترى ابنها المحبب قد نال مراده اخيرا .
بينما نضال جلس يشاهد منظرهم ويتخيل نفسه مع ماجدة ولكنه رجع لعقله ناهرا نفسه متمتما لحاله/ بتتخيل ايه جتك نيلة !؟
دانا لو وقفت قدام ماجدة الوقفة ده مش بعيد تديني بالبوكس …………. دبش بنت الايه.
ثم ابتسم متذكرا ملامحها أثناء عصبيتها / بس قمر عليا النعمة.
بعد أن انتهي المشهد وركب العروسان وچواد وميار انطلق نضال بسيارته خلفهم مطلقا أبواق سيارته بطريقة صاخبة محاولا التلاعب بالسيارة قليلا مع سيارة چواد التي كان يبادله الحركات مع انطلاق بعض الصرخات من قبل ماسه وفرحة محمد لتلذذه باقتراب ماسه منه واغتنامه الفرصه ليعلق لچواد قائلا / والنبي يا زين ما اخترت من اصحابك يا چواد.
ليجيب عليه چواد وهو يوزع نظراته بين الطريق والمرآه / اي خدمة يا حمادة ……….. ….أن شاء الله هعرفك عليه وهتحبه اوي………….. ومش هتكون اخر مرة تتقابلوا .
ربما أراد الإشارة لمراد نضال ولكن برسالة تحفيزية تاركا لنضال كيفية الاقتراب .
بينما ميار حاولت التشبث بالمقعد الخاص بها وكتم فمها منعا من إطلاق صراخاتها.
……………………………….
وصل العروسان للمنزل الذى قد تزين وتهيأ لاستقبالهم .
صعدا محمد ممسكا بيدي ماسة وخلفهم ميار التي هرولت قبل أن ينتهي چواد من اصطفاف سيارته .
اصطف نضال سيارته هو الآخر ليقترب من چواد الذي امسك بذراع والدته واكزا له وغامزا ثم همس له / اي خدمة يابو نسب ……………….
يارب تكون عرفت تعمل حاجه ؟
ليبتسم چواد وينظر له بطرف عينيه ثم قال / خليك في حالك ……………….
ووريني شطارتك مع ماجدة.
ثم ضحك مستهزأ وانطلق صاعدا الدرج حيث منزل العروس
انطلقت الزغاريد فور وصول ماسة ومحمد وانهالت المباركات عليهم ثم انفصلا فتوجه محمد للصالون حيث يجلس المأذون في انتظارهم وجلس بجواره استعدادا لعقد القران ليدلف فؤاد خلفه مربتا على كتفه قائلا / معلش يا عريس هنأخر كتب كتابك انت شوية ونخليه بعدي علشان اضمن انك تشهد على العقد .
ابتسم محمد واستقام ليجلس فؤاد مكانه قائلا بفرحة حقيقية / يا نهار ابيض ده شرف ليا يا عمي اتفضل طبعا.
طلب فؤاد من والدة محمد استدعاء فاطمة لتتقدم فاطمة وهي تشعر بالخجل الشديد من موقف كهذا بينما جاهدت ماسة نفسها بالخارج أن لا تحزن فقد اختارت والدتها الحل الافضل لهم فدعت لها بدوام الصحة والسعادة.
انتهى عقد قران فاطمة وفؤاد ليتقدم محمد واضعا يده بيدي فؤاد ويبدأ المأذون بمراسم عقد القران حتى استمعا جميعا للدعاء المشهور / اللهم بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير.
لتنطلق الزغاريد والمباركات والتهنئات
بينما چواد انتهز الفرصة ليقترب من ميار ويسحبها خلفه حيث البلكون.
اضطربت ميار ولكنها لم تستطع أن ترفض محاولته ليقول چواد / ميار انا لسه بحبك ومش قادر اتخيل حياتي من غيرك ارجوكي اديني فرصة تعوض اللي فاتني وصدقيني مش هتندمي.
ندم ايذكر الندم !!!
فكل محاولات البعد هذا حتى لا تندم بالقرب المهلك .
ظلت تنظر له لا تعرف بماذا تجيبه ؟!
كيف تخبره أن افتراقهم بسبب حبها له؟
هي تريد أن يظل حبه بقلبها حتى لا ترى منه ما يجعلها تكرهه.
كيف تخبره أنها أصبحت معقدة نفسيا وخاصة من العلاقة الزوجية ؟
كيف ستخبره أنها ستكون عقابا له لا جزاء لصبره وحبه؟
بعد فترة من الصمت قالت / انا منفعكش يا چواد انا بقيت محطمة من جوة ………………..
صدقني البعد لينا احنا الاتنين افضل.
بعد وصلة التهنئات والمباركات تقدم محمد من ماسة طابعا قبلة دافئة أعلى جبهتها ثم قال/ مبروك عليا يا قلبي ،
بجد مش مصدق أننا اتجوزنا ،
والأهم اليوم عدى علي خير .
ثم امسك يدها مقبلا كفها بنعومة طاغية أهلكت مشاعرها وكأنه دعا النحس ذاته لتسمع هي صوت تعرفه جيدا من خلفها صوت غاضب يندد ويهدد بأفعال تخلج قلبها .
وبدأت الصيحات تتشابك صيحة والدتها التي تترجاه أن يمرر اليوم بخير وصيحة عمها الذي يقف متحديا بإفشال كل ما هدد به .
انعقد حاجبي محمد وتمتم قائلا / انا برضه استغربت ازاي اليوم ده يعدي كدة.
ثم اقترب من ماسة التي امتلأت محجريها بالدموع سائلا إياها / مين دول يا ماسة؟
نظرت له ماسة نظرة استجداء وكانها تتوسله لإنقاذها لتزدرأ ريقها ثم قالت وشفتيها ترتعش من الرعب/ ده خالي وأولاده مكنش موافق على الجوازه وكان عايزني لحد من أولاده.
استوحشت نظرات محمد حينما نطقت بهذا الحديث الأخرق واشتعلت عيونه غضبا حين رأى دموعها ونظرة الرعب التي انتابتها ليحاول بث الطمأنينة بقلبها .
فاحتضن وجهها بين يداه قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش/ انتي مراتي ومحدش يقدر أو يستجري يعملك حاجه فاهمة ده ؟……. فاهمة؟
اومات برأسها وكأنها وجدت أمانها ليربت على وجهها بحنان طاغي مطمئنا إياها / خليكي هنا ومتخافيش .
نظر يمينه فوجد ماجدة ووالدته اللاتي لم يفهما شيئا فقال لماجدة موصيا إياها / خلي بالك من ماسة يا ماجي ده في امانتك.
ابتسمت ماجدة لتحيط ماسة بذراعها مربته عليها ومطمئنة لها ولاخيها بابتسامة مريحة وكأن لا يوجد من الأساس / متخافش مش في امانتي يبقى الموضوع خلص.
اوما محمد برأسه وحاول الابتسام ثم انطلق لينضم لذلك الدرع الحامي الذي شكله كلا من فؤاد وفاطمة أمام خالها وأولاده الاثنان .
بداخل البلكون استمعا چواد وميار للجلبة التي بالخارج فتوجه فورا ليري الأمر محتد لا يعى شيئا ولكنه توجه مباشرة لينضم بجوار محمد وانضمت ميار بديهيا الي ماجدة والتي رأتها تضم ماسة كمحاولة لتهدأتها لتسأل ميار عن السبب فتخبرها ماجدة بما عرفته لتحاول مع ماجدة تهدأة ماسة.
بالخارج بعد أن دخل نضال وسلم على العروسان خرج قليلا ليدخن سيجارة ويفكر في طريقة لفتح حديث مع ماجدة وربما يحاول بطريقة أو بأخرى لمفاتحتها في طلب التقدم لها .
ظل يضيق بعينيه يضع أكثر من سيناريو للحوار حتى فاق من شروده قائلا / انا نضال عمال اخطط وافكر ازاي هقولها بحبك مانا اروح اقولها بحبك وعايز اتجوزك وخلاص هي شغلانة !!
ثم استمع للجلبة التي تحدث بداخل المنزل والتي لا تدل على مظاهر الاحتفال فانطلق الي داخل المنزل يرى ما الأمر ليجد ثلاث من الرجال يهددون ويتوعدون بإفشال كل ما يحدث لينضم بجوار چواد ويميل عليه سائلا / هو في ايه؟
چواد بحيرة / مش عارف بس اللي فهمته أن دول قرايب العروسة ومش موافقين على الجوازة .
احتد الموقف بين أحد من الرجال الثلاث ليمد يده على والدة العروس ليمسك بيده فؤاد محذرا اياه بلهجة صارمة وصوت عالى / اياك تمد ايدك على فاطمة والا ورحمة اخويا لواديك في داهية .
لم يصمت أبنائه ليمسك أحدهم في تلابيب فؤاد ويحاول الآخر بتسديد لكمة له ليباغته محمد مسددا له لكمة بينما يسدد چواد لكمة للآخر والذى كان ينتوي الامساك بمحمد وبدأ النزال وتعالت الصرخات وحاولت فاطمة الامساك بفؤاد والحول بينه وبين أخيها ليجد نضال أن لا بد من تدخله برغم عدم تعلق الأمر به وعدم إدراكه للأمور فقرر التدخل بصفته الرسمية ليخرج مسدسه الذى تعود أن يحمله دائما حتى وهو خارج عمله مطلقا منه عيار بالهواء ليصمت الجميع وينتبه لوجود أحدا حاملا سلاح فتتوجه جميع الأنظار له مليئة بالرعب بينما نظرة واحدة هي من نظرت له بالسعادة والفخر وكأنه دائما منقذ كل المواقف والذى لطالما يتدخل بالوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
اقترب نضال ووقف بين الفريقين ونظر لكلاهما ثم وجه نظره تجاه فاروق يسأله باقتضاب / حضرتك مين وجاي تعمل مشاكل ليه؟
قضب فارق جبينه ونظر لنضال نظرة استخفاف قائلا / حضرتك اللي مين؟
وايه دخلك بين عيلة بتصفي خلافتها؟
رفع نضال حاجبيها دليلا على دهشته قائلا باستهزاء / بتصفي خلافاتها وعيلة؟
مشفتش ده في اسلوبك يعني !؟
_ شئ ميخصكش .
هدر بها فاروق في وجه نضال الذى تحولت تعابيره للغضب لينطق بصوت جهوري / لا يخصني ولو ممشتش حالا هقبض عليك بتهمة ترويع مواطنين وفي القسم بقي ابقى اعرفك علي نفسي كويس.
انطلقت فاطمة تهدأ من عصبية نضال التي لا تعرف هويته حتى الآن ولكنه يبدو أنه من أصدقاء العريس فربتت علي كتفه محاولة تهدأته قائلة / مفيش حاجه يا ابني ده اخويا وهيمشي دلوقتي.
ثم التفتت لفاروق الذي كان ينظر باعين مشتعلة وتحدي ضد نضال فقالت له / امشي دلوقتي يا فاروق وانا هبقى اكلمك ورحمة الغالين ما تبوظ ليلة بنتي.
نظر لها فاروق لها قائلا بعصبية مفرطة ونظرات مخيفة / عاجبك اللي عملتيه ده يا هانم ،
بس ملحوقة انا همشي فعلا بس انتي وبنتك معايا ……
وهناك هنتكلم .
تدخل محمد قائلا باستخفاف/ هي وبنتها ازاي لمواخذة ؟؟
جيت متاخر يا فاروق بيه بنتها بقت مراتي على سنة الله ورسوله.
شعر فاروق بصفعة قوية فتوقدت نظراته تجاه فاطمة التي ارتعبت من مجرد النظر له ليقبض على ذراعها ويسحبها بشده قائلا لها من بين اسنانه / عملتيها يا فاطمة طب ورحمة ابوكي مانتي شايفة بنتك تاني.
ليتدخل فؤاد وينزع ذراع فاطمة ويخفيها خلفه واقفا أمام فاروق بكل ثقة وتحدي قائلا باستهزاء / يعز عليا انزل حلفانك الأرض ……………. بس اللي بتهددها ده تبقى مراتي ………
ومفيش حد له كلمة عليها غيري .
شعر فاروق بالجنون فور استماعه لحديث فؤاد ليرفع يده غير متمالك أعصابه ويحاول تسديد لكمة له فتدخل نضال سريعا قابضا على ذراعه بقوة قائلا / أعتقد دلوقتي واضح أن وجودك غير محبب وتهنئتك وصلت يا باشا.
وانا شايف يا تتفضل وتسحب جوز التي*ران دول وراك يا اتفضل انا واسحبكم كلكم للقسم……………
وهناك بقي محدش يزعل.
شعر فاروق بالخساره الفادحة وخاصة عند تواجد هذا الفؤاد والذي كان يهابه بمجرد وجوده بجوار أخيه مراد فما بالك لو كان هو الخصم الان.
لينظر للجميع ودون أن ينطق ببنت كلمة انطلق خارجا وخلفه ابنائه يسحبون اثار الهزيمة خلفهم.
ليستدير نضال ليطمئن من بالمنزل ولكنه فوجى بعيون تنظر له بفخر واعتزاز لينظر تجاهها بابتسامة ثم قال/ ما تشغلوا اغاني يا جماعة ولا الفرح ده هيفضل صامت كدة كتير .
لم ينكر سعادته بنظراتها تلك .
نعم هو يدرك حاله جيدا ويعرف قيمة ذاته ولطالما وجد نظرات الإعجاب إليه ولكن هذا ليس مجرد اعجاب بل هو فخر واعتزاز فلكم شعر بقيمة ما فعله من مجرد نظراتها برغم اعتقاده أنه لم يفعل شيئا ولكن بنظرتها تلك اشعرته أنه فعل كل شئ.
…………………………………………..
ظل مرارا وتكرارا يلح على أخيه طوال اليوم ويحاول اقناعة بفكرة التعجل بالزواج .
وبرغم موافقة يزيد لاقتراح أخيه إلا أنه قلق جدا من ناحيته مما أثار الشكوك بعقله فلما التعجل هكذا ؟؟
ليضيق عينيه ويسأله بريبة / هو انت مستعجل ليه يا يزن؟
مش طبيعتك يعني!
حرك يزن كتفيه للأعلى مدعي اللامبالاه ومحاولا التهرب من نظراته الكاشفه له فتحدث وهو يدعي النظر ببعض السجلات أمامه قائلا / يعني لاقيتك هتتجوز وچواد هيتجوز فبصراحة قولت يعني أنا الوحيد اللي هفضل لوحدي فغيرت وقولت اتجوز بقى والبنت بصراحة مش وحشه يعني ؟
أنزوى ما بين حاجبي يزيد ليسأل مندهشا / يعني انت عايز تتجوز غزل علشان غيران مننا وقولت تجرب وماله !؟
وبعد شهر ولا اتنين تزهق وتسيبها!؟
طب والبنت زنبها ايه ؟؟
يعني أنا شوفتك بالرحلة غيران عليها فافتكرتك…….
قطع يزن استرساله ناظرا له برعب وكأنه لا يريد أن يكشفه أحد فقال بتوتر ظاهر / افتكرتني………. افتكرتني اي ؟؟
الموضوع كله أن كرامتي متسمحش تبقي خطيبتي وتتكلم مع رجاله ……………
الناس يقولوا ايه؟
مش مالي عنيها ولا انا لمؤاخذة يعني…
استشعر يزيد أن اخيه يحاول الهروب من الاعتراف بحبها فحاول أن يضغط عليه لربما اعترف واستسلم ليهب واقفا مدعي الضيق قائلا بنبرة حادة / لا وانا ميرضنيش يتقال عليك كلمة واحدة.
زي برضه ده تبقي اخت خطيبتي واللي من حقها عليا احميها حتى من اخويا .
وعلشان كده انا هلغي الخطوبة وانت دورلك علي واحدة من معارفك تقبل تاخد الجواز تجربة .
والتفت لينسحب لولا ايدي يزن الذي أمسكت بمعصمه قائلا / رايح فين بس يا يزيد احنا لسه بنتكلم !؟
_ اسف انا خلاص عرفت نيتك ومقبلش لغزل تتجوز بالشكل ده حتى لو اخويا .
نطق بها يزيد ليخطو بخطوة واحدة لولا يدي يزن التي أمسكت به مرة أخرى وهو مغمض العينين وكأنه يجاهد ذاته من اجل الاعتراف ووجد أنه لا يوجد بد من الاعتراف ، الاعتراف الذي لطالما أنكره أمام ذاته ليقر به الآن أمام الجميع.
فتح يزن عيونه مقرا اخيرا بنبرة صادقة حانية نابعة من القلب / انا بحبها يا يزيد بحبها وعايز اتجوزها علشان بحبها ……
والله بحبها .
ابتسم يزيد ليوكز كتف أخيه قائلا / مانا عارف يا جحش
بس انت اللي كنت متعرفش.
ابتسم يزن ثم أردف مكملا / طب ايه هنتجوز امتي ؟
بنت الايه بتعمل فيا اللي محدش قدر يعمله ،
ومش هعرف اخد بتاري واعمل اللي عايزة الا لما نتجوز ،
بدل وربي اعملكم فضيحة انا بقولكم اهو .
ضحك يزيد بملئ حنجرته ثم قال ليزن/ وعلى ايه احنا نجوزكم لبعض وانتوا حرين مع بعض بقى ،
ثم غمز له بتحدي عينيه واستطرد قائلا/ بس خف اللعب مع البنت شوية ده صغيرة ومش قدك.
تذكرها يزن فابتسم لمجرد ذكراها قائلا بحالمية / صغيرة ايه ؟؟
ده مجنناني ومخلياني على ناااااار.
ثم أدرك أنه يتحدث أمام أخيه ليتنحنح قائلا / ما تلفلك لفة كدة بالمحل بدل مانت واقف عاملي تنويم مغناطيسي وسايني ابعبع قدامك.
خرج يزيد من مكتب چواد الذين كانوا يجتمعون به وهو يضحك بصوت عالي مقررا التحدث مع غرام لمحاولة إمالة تفكير غزل فهو يعلم أنها عنيده ويجب لها التمهيد اولا.
أما بالداخل جلس يزن على المقعد متذكر چواد قائلا / زمانك متهني بالحفلة دلوقتي يا چواد وناسينا خالص ،
يالا اهي حظوظ.
ثم بدأ يفكر كيف له أن يقنع مجنونته بالاستعجال بالزفاف ثم لمعت عيونه بفكرة لينفض رأسه محاولا الهروب منها قائلا / لا لا لا ده اخليها في الاخر لو مقتنعتش ،
اه انا اعمل اللي عليا واكلمها بالذوق الاول ،
بالرغم أني عارف انها مبتجيش بالذوق ومش هتقتنع.
ثم ابتسم وهو متخيل منظرها قائلا / بس ابقى عملت اللي عليا وهي وحرة بقى ساعتها .
ثم ضحك بملئ حنجرته معلقا على فكرته / طب والنبي انا طيب.
…………………………..
•تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية