رواية الماسة المكسورة الفصل السادس و الثلاثون 36 - بقلم ليلة عادل
[بعنوان: تملكني بعشقه]
توجهت سارة نحو الباب ونظرت من العين السحرية وهنا وجدت صافيناز تقف! اتسعت عيناها برعب ركضت عند عماد وهي تقول.
سارة بتوتر: عماد صافي على الباب.
نهض عماد بتوتر وخضة: إيه.
تنهدت سارة وفكرت للحظة وهي تشير بيدها بقوة: أهدى خالص، أقعد مكانك وخليك ريلاكس
(رفعت صوتها) وقالت: حاضر جاية.
عماد بقلق: هتعملي أيه؟
سارة بمكر: هتشوف.
ركضت مسرعة على أحد الغرف وعادت تحمل بين يديها شنطة أسعاف أولية ووضعتها على الطاولة التي تتوسط الأنتريه، وتوجهت عند الباب بهدوء فور فتحها ارتسمت على شفتيها إبتسامة عريضة.
سارة بتملق: صافي حبيبتي إيه المفاجأة دى اتفضلي.
قبلا بعضهما.
صافيناز بجمود: عماد فين؟
أثناء دخولهما قالت سارة بمزاح: جوة يا ستي، مشغلني ممرضة كنت بغيرله على الجرح، بقولك إيه إنتي تيجي تقعدي مع جوزك.
توقف عماد لاستقبال صافيناز بإبتسامة عريضة: حبيبتي تعالي.
اقتربت منه وضمته.
عماد بتساؤل: اتأخرتي كدة ليه؟
صافيناز: روحت جبت شوية حاجات من السوبر ماركت دخلتهم الشقة مالاقيتكش.
جلس عماد بتوضيح: الممرضة اللى بتيجى تغيرلي تعبت قولت أرخم على سارة، الصراحة سارة مش سيباني فطار غدا عشا خدمة ٧نجوم.
جلست صافيناز ونظرت لسارة بإبتسامة امتنان: ميرسي يا سارة تعبتك.
سارة: مافيش تعب إنتي أختي وعماد أخويا هعملك قهوة.
_ توجهت إلى المطبخ.
نظرت سارة للخادمةوقالت بالإنجليزية: استفاني لا تجعلي مازن يخرج للخارج مهما حدث، أذهبي الآن.
هزت الخادمة رأسها وتوجهت سارة إلى الخارج.
تنهدت بإرتياح فلم تشك صافيناز بها،ثم توقفت أمام البوتجاز لعمل القهوة.
_ الرايسبشن
عماد بتساؤل: هتباتي ولا هتمشي؟
صافيناز: هبات كم يوم.
عماد بابتسامة: طب كويس إنتي وحشتيني، ها أحكيلي بقى ملاك عيلة الراوي عاملة إيه؟ وروميو عمل إيه لما اتخطفت.
صافيناز تنهدت بضجر: أسكت يا عماد دي كانت ليلة سودا القصر كله اتكهرب.
عماد: بس أكيد فايزة هانم كانت مبسوطة.
صافيناز: ده شيء مفروغ منه، أنا ماروحتش هناك فضلت في القصر، بس فريدة قالت سليم كان زعلان أوي، حتى الباشا اتعصب وكلم ناس كتير، أما عن السنيورة ماسة عادى تخطت اللي حصل بسرعة غريبة !
تساءل عماد: سليم قتل محمود ورجالته كلهم ؟؟
صافيناز بغرور ونرجسية: كلهم مخلاش فرد، الصراحة يستاهل نسي نفسه، متتنساش إن إللي عمله محمود غلط فى حقنا، آه هو خطف ماسة، بس للأسف الشديد هي أصبحت مننا، اسمها بقى محسوب على اسم العيلة، فـطول ما هي على اسمنا ماينفعش حد يقرب منها، لإنه بكدة يبقى بيغلط في العيلة مش فى فرد بعينه، إللي عمله سليم وتعاون الباشا معاه صح، حتى أنا لو كان بإيدي حاجة كنت عملتها، كدة الكل عرف أحنا مين وهيفكروا ألف مرة قبل مايعيدوها.
عماد بسخرية: الآنا بتاعت عيلة الراوي تُدرس.
نظرت له صافيناز بتعجب وتحدثت (بأرستقراطية وبخنافة من طرف أنفها) قائلة وهي تمرر عينيها عليه بغرور: متنساش إن إنت فضلت تجري ورايا سنين عشان اسم العيلة ده! إنت كمان اسمك دلوقت على اسم العيلة واللي يمسّك يمسّنا، والأهم من ده إنك كمان بتعادي سليم الراوي بنفسه عشان تقعد على كرسي عرش الراوي مظبوط.
عماد بحقد مبطن قائلا بتعظيم وبإبتسامة كاذبة:
ـ هو أنا قولت حاجة؟ ليكو حق تبقى الأنا عندكم عالية للسما، وتفتخرو باسم العيلة، أمال أنا اتضربت فى إيدي رصاصتين ليه؟! عشان أكون اللقب نفسه مش جزء منه.
صافيناز بتنبيه وجبروت: ابعد عن سليم، قولتلك مليون مرة هلاكه ببعده عن ماسة، نشتت دماغه، ووقتها كل تركيزه هيكون معاها، ووقتها الملعب هيفضالك على الآخر، أنزل ووريني مهارتك.
عماد بثقة: هبهرك.
🌹_____♥️بقلمي_ليلة عادل ♥️_______🌹
_ قصر الراوي العاشرة مساء
_ نرى ماسة تجلس أمام التسريحة تضع كريم مرطب على وجهها، وترتدي قميص أبيض طويل من الحرير وفوقه روب طويل، وتترك شعرها منسدلا على ظهرها، رشت عطرها فى أماكن النبض .. خرج سليم من المرحاض وهو يرتدي ملابس منزلية، (تيشرت بكم وبنطال) اقترب منها حتى توقف خلفها أحاط بأحد ذراعيه أعلى صدرها بإنضمام وعينه مسلطة عليها فى المرآة بإبتسامة جذابة، ثم أحنى ظهره ووضع قبلة طويلة على رأسها من أعلى بحب ..رفع رأسه وأخذ يدقق النظر بها بعشق وشغف.
انتبهت له ماسة ونظرت له في المرآه وقالت معلقة: بتبصلي كدة ليه؟
تبسم سليم بحب: بحب أبصلك أوي، ومهما بصيتلك عينيا مابتشبعش منك ( بتساؤل) ماستي الحلوة إنتي فعلاً تخطيتى إللي حصل ولا لسة!
إلتفتت ماسة بجسدها في زاويته ورفعت عينيها لأعلى وقالت بتأثر خفيف: لا هو مش تخطي بالمعنى الحرفي، طبعاً لسة الموضوع مأثر فيا، يعني صعب إن الموضوع ده يتنسي بسهولة ده خطف
بنبرة مهتزة وعينين اغرورقت بالدموع أضافت:
-أنا شوفت قصاد عيني مسدسات وكلها عليا أنا وأختي، شوفت أختي بتنضرب على راسها ومعرفتش أعملها أي حاجة، سمعت واحد حقود، وحش فى صورة إنسان، بيهددني بقتلي وقتلك وقتل أختي، شوفت ناس بتموت، صوت الرصاص لسة بيرن في وداني، كل ده مش سهل أنساه في يوم وليلة …
تبسمت وأمسكت يده وواصلت بثقة:
-بس متأكدة طول ما أنت معايا وجنبي هانساه بسرعة، يعني أسبوع أتنين شهر بالكتير وهنسى.
جلس سليم على قدميه أمامها (وضع القرفصاء) وهو يدقق النظر فى ملامحها، امسك يدها قائلا بنبرة عاشقة حالمة: مكنتش أتمنى أبداً إنك تتعرضي لده، بس دي هتكون أول وأخر مرة، تأكدي يستحيل أسمح إن ده يتكرر تاني.
ماسة بثقة وابتسامة جميلة: وأنا بثق فيك.
سليم ضم وجهها بكفيه وقال بحب وهو يدقق النظر داخل عينيها: وأنا قد ثقتك دي..
قبلها من جبينها قبلة طويلة بحب هبطت يده ونظر لها متسائلاً: زعلانة عشان إللي حصل وقت الغدا؟
ماسة وهي تضيق عينيها:تقصد عشان اتعصبت عليا.
سليم بتأثر هز رأسه بنعم:اممم
هزت ماسة رأسها بإبتسامة: تؤ مش زعلانة.
هبط سليم عينيه لأحد يديها، وأمسك ذراعها ورفع كم الروب ظهرت كدمة زرقاء مسح عليها بكفه وضم شفتيه بضيق من نفسه.
سليم بضيق وهو مازال ينظر للكدمة: بس أنا زوج وحش أوي.
نظرت ماسة محل نظراته قائلة بنفي وبإبتسامة: بس أنا مش زعلانة فعلاً.
رفع سليم عينيه لها وقال وهو يضيق عينيه بشك:متأكدة.
هزت ماسة رأسها بتأكيد:اممم.
سليم وهو يمرر ظهر أصابع يده على خدها بنعومة وحنان قائلا بإستغراب: إزاي بتقدري تنسي بالسرعة دي وتعدي إزاي قلبك صافي كدة؟!
أجابته ماسة ببراءة وحب وهي تداعب لحيته بأصابع يدها: إللي بيحب بجد بينسى بسرعة، وأنا عارفة إنك غيور موت وعصبي حبتين ثلاتة فـامزعلتش يا كراميلتي… قبلته من عينه.
تنهد سليم بابتسامة ونظر خلفها مد يده وفتح درج التسريحة وأخذ انبوبة مرهم، عدل من جلسته وجلس على ركبتيه، أخرج من الأنبوبة القليل على أصابعه ووضعه على الكدمة وأخذ يمسح عليها بحنان وهو يقول.
سليم وهو عينيه على الكدمة ويضع عليها المرهم:
ـ أنا مصدق إنك مش زعلانة، بس حاسس إنك لسة متأثرة لو شوية صغيرين.
نظرت ماسة إلى الكدمة وهي تهز يدها وهي بين يديه قالت متسائلة: إنت أكيد تقصد عشان دي.
رفع سليم عينه لها وهو يهز راسه بإيجاب .. أكملت ماسة موضحة: بص أنا مش زعلانة، بس أنا فكرت.
ركز سليم النظر فى وجهها بإستغراب وهو يعقد حاجبيه ويتك على كلمة: فكرتي !!!
هزت ماسة رأسها عدة مرات بإيجاب: آه فكرت يعني ااا ..
ضمت شفتيها بإستغراب ممزوج بإستنكار: يعني فكرت في إللي حصل، واللي إنت عملته، يا ترى هو يستاهل رد الفعل ده؟!
رفعت معصمها وهي تلوح بيدها أمام عينه تطلعه عليها بتعجب!!!
سليم بإستشفاف بنبرة مكتومة: ووصلتي لإيه؟
ماسة تنهدت بتذكر: افتكرت مواقف حصلت قبل كدة، حاولت أجمعها، لقيت يعني ردود أفعالك ماكنتش في محلها فيه حاجات كتير، يعني !! زيادة عن اللازم.
سليم باقتضاب: من وجهة نظر مين بالظبط.
ماسة بعقلانية: من وجهة نظر المنطق، يعني أنا شايفة لو حد قالي فستانك حلو، شكلك حلو، أو أنا قُلت على واحد دمه خفيف، أو قعدت مع حد من اهلك في مكان مادام الباب مفتوح ووسطكم، ده شيء عادي، لكن إنت وقتها اتعصبت جداً وكنت عنيف معايا، وأنت بررت رد فعلك وقتها إنه حب وغيرة، بس هو مش حب ولا غيرة هو اا
قاطعها سليم: تملّك.
هزت ماسة رأسها باعتراض تبسمت بتفسير: لا، ما إحنا مِلك لبعض، هو زى ماقولتلك، ردود أفعال أكبر من موقفها، ماتستهلش منك إللي إنت عملته، إنك تتعصب وتزعق وتمد إيدك بس.
تنهد سليم وتبسم وهو يمرر عينه عليها بتعجب على طريقة كلامها وفهمها لشخصيته لهذا الحد الذي يخيفه إلي حد ما ثم قال معلقاً بتعجب: إنتي فعلاً يتخاف منك!
نظرت له بإستغراب وهي تعقد حاجبيها، فرد سليم على تلك النظرة وقال بعقلانية مفسرا: فاكرة لما قولتيلي منصور بيه قالي إنتي يتخاف منك !! وسألتيني ليه قالي كدة يا سليم بيه؟ قولتك وقتها أول ما أعرف هقولك.
ماسة تبسمت باندهاش: يــــــاا يا سليم إنت لسة فاكر.
سليم بابتسامة: أنا مابنساش حرف قولتيهولي، عارفة ليه قالك كدة؟!!.
رفعت عينيها له بنعومة وتركيز .. واصل حديثه بهدوء وعقلانية: عشان إنتي ذكية، انتي ذكية بالفطرة يا ماسة وده شيء مفروغ منه، وذكائك قابل للتطور بسرعة مهولة، ومع تعليمك وتعاملك مع الطبقة المخملية خلاكي تقدري تفسري الأشياء والأحداث بشكل صحيح، وتوصلي إن إللي عملته معاكي ده مش غيرة ولا حب !!! انما أي حاجة تانية، بس إنتي لسة ماوصلتيش للمعنى !!!!
( بصوت داخلي بتوتر قال: وده شيء يخوف)
تبسم وأكمل:
فأكيد بتقولي عليا مختل عقلياً ومش طبيعي ووحش.
تبسمت ماسة باعتراض لطيف: أنا هاعارضك في الرأي شوية، حتى لو كنت عملت كدة معايا زمان، قبل ما أتعلم وأتعامل معاك ومع الطبقة المخملية إللي بتتكلم عليها، واكتسب منها مفاهيم جديدة، كنت هقول عليك نفس الشيء، مش هغير رأيي فيك، لإن لورين كانت بتعمل كدة، ومنصور والبهاوات اللي كانوا بييجو، ده حتى رشدي وصافي ووالدتك رد فعلهم بيكون غريب وكبير، وبيتعصبو أوي على حاجات تافهة، يعني افتكر مرة غصب عني وقعت الدبدوب بتاع لورين، ضربتني تصور !!! ومرة منصور كان بيتكلم في التليفون نديت عليه عشان العشا زعقلي وشتمني وخاصملي مرتب شهر !!! والله كنت بقعد أضحك وقول ( تحدثت بطريقتها القديمة ) أيه الناس اللى زعلها على مناخيرها دي، مالهم كدة كارهين نفسهم، دي الدنيا أبسط من كدة، المجنانين فى نعيم صحيح.
ضحك سليم بعلو صوته… تبسمت وعادت لطريقتها في الحديث بعقلانية: بالنسبالي دي كلها ردود أفعال أكبر بكتير من الفعل ذات نفسه، فـحتى لو كنت عملت معايا كدة زمان كنت هقول عليك كدة برده، إنك بتدي الموقف أكبر من حجمه، مش مجنون ولا مختل عقلياً ولا حتى وحش، ممكن نقول عليك شخصية انفعالية بزيادة عصبي جداً أيه رأيك.
تبسم سليم بعقلانية وهدوء قال: بصي يا ماسة أنا قولتهالك وهاقولهالك تاني، أنا غيرتي وحشة أوي، وزي ما قولتي ردود أفعال بعض الشخصيات بتكون أكبر من الفعل ذات نفسه، وإللي حصل كان غصب عني، أنا غيور، مريض غيرة، من وأنا صغير وأنا كدة ..
بنظرات تملك وإضطراب أضاف:
محبش حاجة ملكي حد يبصلها أو يقرب منها
رفع عينيه بتذكر وأضاف:
مرة رشدي لعب بالطيارة بتاعتي لمسها وجري بيها وخدها في حضنه، لما شوفته حسيت وقتها بنار بتاكل فيا وتعصبت جداً،
(وهو يجز على أسنانه) كسرتها مليون حتة وضربته .. (تبسم ) وبعد ماعملت كدة ندمت حسيت إني غلطان بس ماقدرتش أعتذر، لإن هو كمان كان بيعمل كدة بس مكنش بيقدر يضربني لاني كنت أقوى منه..
..(نظر لها بتركيز ) وحاجات كتير شبه كدة …
واصل بحيرة من أمره أخرج شفتيه السفلية للخارج:
ماعرفش ليه بعاقب الطرفين، بالرغم إن فيه طرف مظلوم مالوش علاقة، زيك كدة، رشدي اللي أتكلم وإنتي تصرفك كان طبيعي من وجه نظر المنطق زى ما بتقولي !!! بس أنا بحس بالغيرة، وإن سكوتك أو ابتسامتك إللي بنية صافية أو إتيكيت ، هو تقبل للكلام، فايتّرجم عندي إنه خيانة، فلازم تتعاقبي، بيقولوا إن إللي أنا فيه ده مرض !!! لإني أحيانا بأذي وببقى عنيف زى ما عملت معاكي، بس أنا مش مريض ..
وضع كفه داخل شعرها من الخلف وقربها منه وهو يركز النظر في عينيها بحب وباتساع عينيه بنكران وعشق جامح يريد ان يقنعها ان ما يفعله هو عشق ليس شيئا آخر:
ـأنا بحب، بحب أوي من جوة قلبي، أنا بحافظ على حبيبتي من الكل ، بخاف عليها من نسمة الهوا، بحميها، ده عشق، عشق كبير أوي، أنا كل مابتعلق بشخص حبي بيزيد، وجنوني بيه بيزيد، فببقى عايزه ليا لوحدي، وأنا عشقي ليكي كبر، وبيكبر، عدى حدود المنطق وصح، أنا عايزك ليا لوحدي يا ماسة، ماحدش يسمّعك كلام ولا يشوفك غيري، حتى إنتي كمان ماتشوفيش غيري، ولا تسمعي غير صوتي، إنتي ملكي زى ما أنا ملكك، يعني أنا يستحيل أشوف بنت بفستان حلو وأقولها الله ده جميل، ولا عينيها تكون حلوة، وأقولها عينكي تسحر ، لإن الكلام ده ملكك إنتي، دى خيانة ليكي، حتى لو بقولها مجاملة، والعكس صحيح لو جت بنت وقالتلي كدة، هصدها وهتكون قليل الذوق معاها، لاني هخاف على مشاعرك وإحساسك، ده الحب، أنا مش مريض، انا بحبك.
تبسمت ماسة وأمسكت يده وقالت بحب وتفهم برقة: ـ وأنا قولتلك ماعنديش مشكلة بطريقة حبك، وإني كمان بحبها ..
بدلال يليق بها تبسمت أكملت: بس حاول ماتضربنيش، أو تبقى عنيف معايا، أصلك بتوجعني أوي وعينك بتبقى شريرة خالص
ضحكت بخفة أكملت بنعومة وعقلانية: أنا أبويا بيضرب أمي لما بيتعصب بس إنت حاجة تانية، إنت متعلم وسافرت بلاد كتير وعارف إن الضرب غلط، وحاجة وحشة، فامينفعش تعمل كدة، زي ما قلت لك قبل كدة يا سليم، انا بشوفك حاجة كده زي الملاك
ماينفعش تبقى زيهم، زي ماما وبابا ولورين منصور وكلهم.
امتلأت عينا سليم بالدموع ارتسمت على شفتيه ابتسامة لم تصل لعينيه امتزجت بخزي هز رأسه بإيجاب فهي محقة في كل شيء.قالت له، تريده يظل كما تراه ملاكها الحارس.
سليم بإعتذار وقهر من نفسه أنبه قلبه مؤيدا لها: دي إنتي صح فيها، بس والله العظيم بيبقى غصب عني زي مافهمتك، حقيقي مش ببقى شايف أنابعمل إيه؟ ببقى أعمى حرفياً..
قبلها من ظهر كفها بإعتذار ثم رفع عينه لها:
ـ حقك عليا يا ست البنات ويا أغلى الناس على قلبي، ماتزعليش مني، وأوعدك إني هحاول أسيطر أكتر على نفسي وعلى غضبي، إنتي كمان زى ما اتفقنا قبل كدة، قولي حاضر وطيب، حتى لو مش مقتنعة، لحد ما أهدى، وبعدها اتخانقي معايا أو اتناقشي معايا براحتك زى دلوقتي كدة ببقى لذيذ.
ضحكت ماسة بخفة وحب وضعت كفها على خده:
ـ إنت على طول لذيذ يا كراميل، إلا لما بتتعصب، وإنت بصراحة مش بتتعصب إلا من حاجة معينة، ماتعتذرش عادي أنا فاهمة كل إنسان زي ما فيه طباع حلوة فيه طباع وحشة، وأنا أكيد فيا طباع وحشة، وأنا فهمت طبعك ومش زعلانة بس إنت حاول يعني.
تبسم سليم ومسح دموعه وهو يمعن النظر بملامحها وعلى طيبتها وتفهمها: أكيد هحاول، أنا بحبك أوي يا ماسة، بحبك اوي إنتي بقيتي وتيني.
تبسمت ماسة بحب: وأنا كمان بحبك أوي أوي يا سليم.
تبسما لبعضهما إبتسامة عريضة وضما بعضمها بقوة، قبلها سليم من رأسها بحب .. وهو يسند رأسه على أعلى رأسها …
أخذ أنفاسا عميقة بإرتياح فالبرغم من عدم اعترافه وإنكاره بأنه مريض وتصوره إن ذلك هو عشق جنوني لها !!! لكنه يتمنى أن يتغير وأن يصبح أهدى أو حتى لا يستخدم العنف فى رد فعله عندما يغضب ..لأنه يعلم جيداً من داخله بأنه إذا ظل هكذا سيفقدها يوماً ما لعدم تحملها ! وهذا الذي لن يقبل به مهما حدث.
تنهد تنهيدة طويلة ثم أبتعد عنها قليلاً وهو يمسح على خدها بيده بنعومة وبابتسامة جميلة قائلا:
ــ بس في حاجه لسة محتاجة تتظبط عندك، بالرغم من عقلك الكبير الناضج اللي سابق سنك ده.
ماسة بإستنكار: إيه هي بقى!!
سليم: ماعندكيش فن الرد، سرعة بديهة فى الرد مع الناس إللي بتتكلم بكيد.
ماسة بتعجب: أنا !! إزاي؟!
سليم:يعني لما صافيناز علقت على لبسك سكتي مع إنها كانت بتسخر منك مش بتجاملك زي ما باين.
ماسة باعتراض: لا كنت هارد.
سليم: كنتي هتقوليلها ايه أحم ( قلدها ) يعني مش بالسرعة هتخطاها أكيد، بعدين الموضوع مالهوش علاقة باللبس يا صافي (ضحك ) بذمتك مش ده إللي هتقوليه.
ارتسمت على شفتي ماسة ابتسامة عريضة جميلة بإتساع عينيها بإندهاش وهي تقول: إيه ده يا سليم أنا كنت هقول كدة فعلاً بالظبط ههههههه.
تبسم سليم بمزاح: حافظك،(أكمل بعقلانية) …أنا عايزك تعرفي إزاي تردي عليهم، مش هقولك تكوني وقحة في ردك أو قليلة الذوق، بس على الأقل تتعلمي توقفي كل واحد عند حده، تخلي كل واحد يعملك حساب، يكون عندك شخصية قوية، براءتك جميلة أنا بعشقها، بس مش في البيت ده ولا مع الناس دي، ولا مع الطبقة دي، لازم تتعلمي يا ماسة إمتى تكوني ماسة البنوتة الجميلة الرقيقة البريئة، (أكمل بنظرات قوة وجبروت )وإمتى تكوني ماسة سليم الراوي اللي يتعملها ألف حساب، وأنا هعلمك، ومتأكد إنك هتتعلمي بسرعة، مش بس إزاي تردي لما حد يكلمك بالطريقة دي، كمان لما تبقي في موقف محتاجة ردود تخرجك من مواقف واقعة فيها، كمان هعلمك ضرب النار ، وإزاي تدافعي عن نفسك لو حصل أي حاجة زى إللي حصلت، وإن شاء الله مش هتحتاجي بس خلينا في الأمان.
تبسمت ماسة وداعبت أنفها بأنفه: أنا ملك إيدك علمني اللي إنت عايزه يا مسيو سليم ..
أكملت بدلال يليق بها: بس أنا مش عايزة أتعلم أمسك مسدس، أنا مابحبش القتل ولا الدم مابحبش الحاجات دي ولا بحبك إنت كمان تعمل كدة خلينا بعيد ياسليم وحياتي.
سليم وهو يمسح على خدها بنعومة قال كأنه يتحدث مع طفلته المدللة: معلش عشقي مضطرين، بعدين وهو إحنا ماشين بنقتّل فى الناس، حد جه وعايز يقلتنا مش لازم ندافع عن نفسنا صح؟
ماسو ببراءة: ماشي مادام إنت شايف كدة أنا معاك يا كراميل.
تبسم سليم ونهض وهو ينظر لها بإبتسامة واسعة، مد يديه ليوقفها تبسمت له ماسة ومدت يدها ووضعت كفها في كفه ونهضت ..حملها سليم متوجها بها نحو الفراش ووضعها عليه برفق .. ثم فتح الكومودينو وأخرج منه كيس شيبسي لايون بالكاتشب قدمه لها ،أخذته منه بإبتسامة واسعة .. تمدد بجانبها وفتح ذراعه خلف ظهرها، أسندت رأسها على صدره.
ماسة بسعادة طفولية:ده أحلى حاجة جيبتها.
سليم:ألف هنا يا عشقي.
ماسة:
ـ تاخد واحدة ؟!
هز رأسه بنعم بإبتسامة جذابة.طب يلا أفتح بوقك.
فتح فمه أخذت تبعدها وتقربها وهي تضحك ثم أطعمته، أخذت تتناول شرائح الشيبسي وتطعمه البعض منها وهما يتبادلان الأحاديث بحب.
🌹_______♥️بقلمي_ليلة عادل ♥️_______🌹
منزل لورجينا العاشرة مساء
_ نشاهد رشدي متوقفا أمام الباب من الخارج ويمسك بوكيه من الورد الأبيض،ضرب الجرس بعد ثواني فتحت لورجينا توقفت للحظة تنظر بإستغراب.
لورجينا بتعجب وهي تعقد حاجبيها: رشدي !!!
رشدي بإبتسامته السمجة قائلا ببلاهة: چوچااا.
لورجينا باقتضاب: إيه إللي جابك؟
رشدي بسماجة: دي مقابلة تقابلي بيها أصدقائك القدام ! بعدين أنا جاي أباركلك على شغلك الجديد اللي بسببه هتفضلي فى مصر اتفضلي …(قدم لها الورد)
لورجينا بتعجب: عرفت منين؟
رشدي بغرور: إحنا عيلة الراوي.
تركته وتوجهت للداخل تحدثت وهي تعطي له ظهرها بجمود: عايز إيه؟
دخل رشدي خلفها وأغلق الباب: ما قولت جاي أبارك لك بس.
إلتفتت له لورجينا بإستغراب وعدم تصديق: بس!
هز رشدي رأسه بإيجاب: آه بس، إنتي عارفة أنا نفسي أطلعلك من إمتى؟ من وقت مارجعتي مصر، من سنتين بس مش بقدر لحد ماعرفت إنك خلاص نويتي تستقري فى مصر وهتشتغلي فى شركة المنافسين قولت لا لازم أباركلك بقى.
لورجينا وهي تنظر له من أعلى لأسفل، فهى تعرف أنه ثعبان سام، قالت باقتضاب: وبعدين ؟
رشدي بدفاع وتصنع البراءة: هو إنتي ليه مش مصدقاني.
نظرت له لورجينا ثم ارتسمت على شفتيها إبتسامه لم تصل إلى عينيها حاولت أن تجاريه لكي تصل لغرضه الدنيء قالت بمراوغة: أنا مصدقاك بس عايزة أعرف إيه اللي ورا الاهتمام الزيادة ده؟
تبسمت رشدي بشماتة: إنتي عارفة إني بحبك وإنك المفروض تكوني معايا، لكن اخترتي سليم، أهو إللي اختارتيه وسبتيني علشانه سابك وراح اتجوز حتة بت خدامة فلاحة عندها 15 سنة، ماكنتش بتعرف الفرق بين( أ )و(ب)، وخلاها هانم يتعملها ألف حساب، ودخل في عداوات مع أكبر العائلات علشانها، ومش بس كدة !! حملت منه، وسمحلها تكمل الحمل، وإللي بيقولها حرف بيرفع مسدسه في وشه، لو كنتي اخترتيني زمان، كان زمانك دلوقتي معاكي طفلين (اشار بيده ) قد كدة، وبقيتي هانم، وحاربنا سو على كرسي العرش، بس إنتي اخترتي سليم وسابك وإنتى حامل ومسألش فيكي ولا بص وراه، رماكي زي ما بيرمي أي زbالة.
تبسمت لورجينا فهي تفهمه جيداً، وتعرف أنه يريد إغاظتها واستفزازها لكنها لم تناوله مراده قالت بهدوء وعقلانية: رشدي إنت عارف كويس إن أنا بحب سليم من زمان و..
قاطعها رشدي بقوة: بس أنا حبيتك قبله.
لورجينا بإستنكار: مش مهم مين حبني فيكم قبل الثاني! المهم أنا حبيت مين! وكنت عايزة مين!، بعدين ده موضوع وإنتهى، جاي تتكلم فيه بعد سنين ليه؟ تفتكر أنا ممكن دلوقتي أتغاظ أو أندم؟ أو ممكن يكون فيه بينا حاجة؟
رشدي تبسم بسخرية: لا طبعاً استحالة ما باخدش فضلات حد، (بضجر ) بس أنا لسة بحبك للأسف وبهتم لأمرك و…
قاطعته لورجينا باعتراض: لا إنت ما بتحبنيش، ولو كنت بتحبني زمان!! فحبك اتحول لكره لما اخترت سليم، أنا عارفاك كويس، عارفاكم كلكم، كلكم محتاجين مستشفى العباسية، صدقني أنا مش زعلانة إن سليم سابني، بالرغم إني لسة بحبه، بس اقتنعت إن الصح إنك تحب سليم من بعيد، لأن قربك منه يقتلك! حبه هلاك
رشدي بضيق شاعرا بالظلم: للأسف كلكم ظالمنّي بالرغم إني مش بميت وش زي سليم.
لورجينا بإستغراب: أنا نفسي أعرف سليم عاملّك عقدة ليه؟ مش إنت بس، كلكم، بتغيروا منه بشكل مش معقول ولا قادرة استوعبه.
رشدي بإستنكار: على أساس هو اللي بيحبني؟!
لورجينا بهدوء: سليم فعلاً مابيحبكش، بس مش بيكرهك ولا عمره فكر يئذيك أو يئذي حد فيكم بالرغم إني متأكدة، إن لو جتلكم الفرصة، هتعملوها من غير تفكير لحظة، أنا بخاف عليه منكم برغم إنه جبروت بس مش خاين لإخواته.
رشدي بهروب: ده مش موضوعنا. أنا كنت جاي بس أقولك إن أنا معاكي لو عايزة حاجة، وإنك لسة بالنسبالي جيجي،( قدم لها البوكيه ) اتفضلي الورد.. أخذته منه ثم قال ..سلام.
تحرك بعض الخطوات ثم توقف عند سماع حديث لورجينا.
لورجينا بتهكم وإتهام: إنت كدبت عليا لما قولتلي اتصلت بيه !!! سليم قالي إنه ميعرفش حاجة ولا حد إتصل بيه ! (بغيظ تسالت )كدبت ليه؟ ليه يا رشدي؟
إلتفت لها رشدي بهدوء قال: وصدقتيه؟
لورجينا بثقة تامة وهدوء أجابت: لأنه مابيكدبش عشان مابيخافش وإنت عارف.
رشدى بغل: أيوه ماتصلتش بيه، عشان كنت عايزك تكرهيه وتبقي ليا، بس بردو بعد كل إللي حصلك اخترتيه هو و..
قاطعته لورجينا بجدية وحسم: لو رجع بيا الزمن برضو هاختاره هو.
جز رشدى على أسنانه وهو يقلب عينه وتوجه إلى الباب وخرج وهو يشعر بنار الغيرة تأكله وهو يقول بصوت داخلي:
ـ غبية وأنا إللي كنت حاسس بالندم وضميرى وجعني عشان إللي عملته فيكي زمان غبية، (بسخرية ) لسة بحبه وهختاره بعد كل ده.
(( فلاش بااك قبل سنوات))
_ أمريكا
_ إحدى المستشفيات الحادية عشر صباحاً
_ كان رشدي يقف مع رجل يبدو أنه الطبيب كان يرتدي زي العمليات و يتحدث بالإنجليزية.
الطبيب بعملية: لقد تم الأمر أين النقود؟
أعطاه رشدى مبلغا كبيرا من الدولارات وابتسم بخبث.
رشدي: أخبرني ماذا ستقول عن السبب؟
الطبيب بهدوء: لقد خدث لكي نزيف حاد أثناء إجراء العملية، ولهذا السبب قمنا بإزالة الرحم.
رشدي تبسم: هذا جيد اذهب.
رحل الطبيب.
توقف رشدى وهو يبتسم بشماتة
_ بعد وقت \ فى إحدى الغرف
_نشاهد لورجينا مستلقية على الفراش بتعب يعصف بكيانها وعيونها محمرة من شدة البكاء أثر سماعها الخبر، وكان رشدي يجلس على المقعد بجوارها.
لورجينا بنبرة متحشرجة: عرفت سليم؟
هز رشدى رأسه بإيجاب قائلا بأسف: قالي وأنا مالي وقفل في وشي.
لورجينا بدموع وضعف تحدث نفسها بأن هناك أمل عندما يعرف ما حدث لها: طيب قولتله إني شلت الرحم بسببه؟
رشدي بمكر ثعالب: أصلاً ما أدنيش فرصة.
لورجينا ببكاء وخذلان: للدرجة دي.
رشدي محاولا بث السم برأسها: قولتلك بلاش سليم أهو أتخلى عنك سيبك منه..
نهض وجلس بجانبها وأحاط ظهرها بذراعيه:
ـ خلينا سوا وهاتجوزك ونحرق قلب سليم.
رفعت لورجينا عينيها نحوه بضيق قالت بجدية:
ـ شيل إيدك يا رشدى وخليك واثق مستحيل يكون بينّا حاجة، فاهم، أطلع برة عايزة أبقى لوحدي.
توقف رشدي ونظر لها بحقد:أوكيه.
_ باااك
_ مازال رشدي متوقفا في ممر شقتها، يتذكر ما فعله معها في السابق ..
فتضح أنه من تسبب بحرمانها من الأمومة بسبب حقده وكرهه لسليم، وجعل لورجينا تعتقد أن سليم المتسبب الأول في ذلك لكي تكرهه وتحقد عليه لكن مخططه فشل.
رشدى بشماتة:تستاهلي إللي حصلك، أنا إللي غبي قال لسة بتحبه قال…
وتوجه للمصعد…
بقلمي ليلة عادل (◕ᴗ◕✿)🌹
_ فيلا مجاهد الثانية عشر صباحا
_ غرفة سلوى
_ نشاهد سلوى تتمدد على الفراش وهى تضم العروسة التى أهداها لها مكي وتبتسم بسعادة غامرة من القلب وتضع هاتفها على أذنها مع تبادل الصورة بينها وبين مكي الذي يجلس وهو يربط ذراعه أثر الطلقة.
سلوى وهي تضحك من قلبها: يانهار أبيض إنت إزاي واخد الموضوع عادي كدة وبتضحك ده رصاص يا مكي.
مكي بإستنكار: آخده إزاي يعني.
سلوى وهي تضحك: يعني أتوتر شوية حتى.
مكي: أنا متعود من زمان، أنا بامسك مسدسات من وأنا ١٢سنة
سلوى ببراءة: بس بردو ،كدة هتخليني أخاف عليك أكتر ماتشتغل أي حاجة تانية.
عدل مكي من جلسته قليلا قائلا بإهتمام: إنتي قولتي هتخافي عليا؟
توترت سلوى وقالت بتلعثم: امممم طبعا مش إحنا أصحاب وأخوات إنت زى عمار ويوسف.
مكى حمحم: آه طبعاً.. مش ها أعرف أشتغل غيرها.
سلوى بلطف: طب ممكن تاخد بالك من نفسك.
مكي تبسم بحب: حاضر،
ساد الصمت للحظات بينهما حمحم مكي وأكمل بمزاح: تعالي بقى أحكيلك لما كنا مسافرين ورشدي عاكس بنات، وكنت أنا وسليم لوحدنا وفجأة دخل علينا يجي ٧ رجالة طول بعرض كتف الواحد بيا أنا وهو ورشدى اختفي باعنا ههههه في لحظة.
سلوى: كل الحكايات فيها رشدي.
مكي: ده مجنون عيلة الراوي، بتاع مشاكل وقارف سليم والباشا.
سلوى بإشمئزاز: أنا طول عمري مش بحبه، وقح أوي وبتاع بنات، كان بيفضل يرازي فيا أنا وماسة لما كنا بنشتغل عند منصور، ويعاكسنا، إنت عارف إن بسببه ماسة اتعرفت على سليم لإنه اتهجم عليها وسليم أنقذها.
مكي: آه كنت موجود حضرت الموقف، بصى الصراحة دي أحلى حاجة عملها لإن بسببها اتعرفت عليكي.
تبسمت سلوى بخجل: فعلاً صح وماسة كمان اتعرفت على سليم وحولت حياتنا من خدامين لهوانم.
مكي: رُبّ ضارة نافعة.
سلوى: صح.
مكي بغيرة مبطنة بنبرة رجولية: بس هو لسه بيضايقك أصل ماسة استحالة، هيخاف من سليم؟
سلوى: بصراحة لا، أنا مش بروح كتير إلا لما ماسة بتكون في القصر، الصراحة بيني وبينك، أهل سليم صعبين، ولما بكون هناك بيكون محترم بس بيقولي، يا أم نمش.
مكي بنبرة رجوليةوبغيرة: بيقولك يا إيه؟
سلوى ببراءة: يا أم نمش.
مكى: إنتي مبسوطة؟
سلوى برفض: لا طبعاً ده رخم وكلامه يلطش بيتريق على شكلي.
مكي بنبرة رجولية: لا ده بيعاكسك يا أستاذة، لإن نمشك مميز …
تبدلت نبرته تدريجياً لنعومة يبدو أنه على وشك الاعتراف بحبه أكمل: ومخليكي جميلة أوي ومميزة، والواحد ما بعرفش يشيل عينه من جمال تفاصيل وشك، إنتى جميلة أوي يا سلوى، فيكي جاذبية غريبة من وقت ماعرفتك وأنا أنا …
عدلت سلوى من جلستها فقد شعرت بالسعادة لإنه كاد أن ينطق: إنت إيه؟
صمت مكي لثوانى يبدو إنه نسى نفسه ابتلع ريقه فهو مازال لا يود أن يعترف عن عشقه لها فتصنع أن الطبيب دخل عنده.
مكي: أيوه حاضر لحظة.. طب سلوى لازم أقفل أصل الدكتور جه يغير على الجرح.
سلوى: هستناك.
مكى بتوتر: لا أصل العلاج فيه منوم وممكن أنام.
سلوى بحزن: ماشي تصبح على خير.
مكي: وإنتى بخير سلام.
سلوى: سلام.
أغلق مكي الهاتف بضيق من نفسه وهو يجز على أسنانه ويقول:مكي فيه إيه مش هينفع عيلة لسة ١٦ سنة مش هتعيد غلطة سليم مهما حصل.
على الآتجاه الآخر
جزت سلوي على أسنانها بضيق وتنفخت وهى تقول: ـ هتنطق إمتى بقى أوفف بس فيه أمل هتصل بـماسة أحكيلها بس زمانها نامت، خلاص بكرة.
أمسكت العروسة وضمتها بشدة وبسعادة نهضت توقفت أمام المرآه بوجه كالبدر فى سماه من السعادة والفرحة، لامست نمشها بحب وهي تقول:
أول مرة أحبك كدا …
تنهدت وهي تضع يدها عند قلبها: بحبك أوي.
♥️_______❤️بقلمي_ليلةعادل❤️________♥️
قصر الراوي الثالثة صباحا
جناح ماسة وسليم
نرى ماسة وسليم مستلقيان على الفراش في سبات عميق واثناء ذلك اهتزت ماسة وهي تقول بعض الكلمات ليست مفهومة وفجأة صرخت صرخة قوية، أستيقظ سليم بفزع وقلق وفتح الأباجوره ونظر لها بحنان وهو يربت على خدها وشعرها ويركز النظر في ملامحها كي يهدئها فحتى الآن لم تستطع ماسة تخطي ما حدث معها، أخذت تبكي محاولة أخذ أنفاسها بصعوبة.
سليم هو يربت على شعرها كتفها بحنان: متخافيش انا جنبك.
ماسة ببكاء وهي تهز رأسها كالمجنونة برعب: انا خايفة ياسليم.. مش عارفة ولا قادرة أعدي كل اللي حصل، حتى لو شفتهم كلهم بيموتوا قدام عيني بس أنا خايفة.
نظر لها سليم ودقق النظر داخل عينيها: مش انتي قلتيلي قبل كده أنا مستحيل أخاف وانا جنبك انا مش بس جنبك انا ماسك في ايديكي
سحبها بين أحضانه قائلا: وواخدك جو حضني مستحيل حد ياخدك من حضني تاني.
أخذ يربت على ظهرها بحنان أضاف باعتذار فهو المتسبب الوحيد في كل شيء حدث لها يشعر بالذنب والغضب من حاله: انا آسف ياماسة اللي خذلتك بس كان غصب عني.
ابتعدت ماسة وهى تنظر له مسح دموعها بيده ردت ماسة قالت بتوضيح بابتسامة: أنت ماخذلتنيش ولسه في عيني سليم، مستحيل اخاف وانا جوه حضنك وجنبك بالعكس انت بعد اللي حصل ده أثبت إنك قد ثقتي، كل الحكاية إني لسه بشوفهم جوة حلمي
تبدلت نبرة صوتها تدريجيا لخوف وضعف:
بياخدوني، بيضربوا اختي بسمع صوته وهو بيهددني، صوت رصاص، وأنا شايفة الناس بتموت قدام عيني منظر مخيف بشع كأني جوه فيلم.
مسح سليم شعرها بتفهم وهو يشعر بالأسى مسح على قدميها امسك يديها بانضمام بين كفيه: انا فاهم ومقدر شعورك طبيعي هتاخدي وقت عشان نتجاوز الموضوع ده، بس أنا عايز أطلب منك طلب لما حد يتكلم معاكي هنا في البيت أو حتى انا، قولي أنا تخطيت، حتى لو نوع من الكذب، لما بتفضلي تقولي الكلام ده كثير وأنتي مصدقاه عقلك وقتها بيصدقه فبعد وقت بينسيكي كل اللي حصل فعلاً، مش كلام وبس وبعدين انا جنبك بتثقي فيا ولا لا
ماسة: أكيد.
سليم: خلاص اعملي كده وبعد كم يوم قولي لي تخطيتي بنسبه قد ايه.
ماسة: ماشي.
سليم بحنان: ايه رأيك نتوضى ونصلي ركعتين تهجد ونقرأ قران استني انتي قولتيلي اسمها فاكر (بتذكر ) وتر وننام أكيد هترتاحي شوية.
ماسة عندك حق.
وبالفعل قام سليم وماسة بالوضوء والصلاة ثم قراءة ورد القران و قراءة الأذكار والخلود للنوم لم تستيقظ ماسة من نومتها حتى الصباح.
_ اليوم التالي
ــ السفرة
_ نشاهد كلاّ من عزت وفايزة يجلسان على السفرة لتناول الفطار وأخذ الخدم بوضع الطعام والشاى، وفي نفس اللحظة كان يقترب الأبناء منهم ويصبّحون عليهم ويجلسون في أماكنهم.
اقتربت ماسة بالتركي:صباح الخير.
عزت: صباح النور فين سليم؟
ماسة: بيجري زى كل يوم.
فايزة: العادة إللي استحالة يبطلها من وهو صغير.
فريدة بإطمئنان: عاملة إيه يا ماسة دلوقتي.
ماسة: تمام.
فريدة: إيه رأيك نروح النادي سوى النهاردة؟
كادت أن تنطق قاطعتها فايزة: فريدة أنا عايزاكي النهاردة في مشوار.
ماسة ببراءة: خليها مرة تانية أصلاً سليم معتقدش يوافق.
بعد دقائق دخل عليهم سليم:صباح الخير.
اقترب من ماسة توقف خلفها مباشرة وهو يداعب شعرها بلطف، رفعت ماسة عينيها له بإبتسامة جميلة.
ماسة: تعال أقعد.
سليم: تؤ هطلع آخد شاور وألبس.
عزت: طب خلص وتعال أفطر معانا.
سليم: لا مش هافطر هاشرب عصير برتقال، عشقي ممكن تصبيلي.
ماسة:حاضر… صبت العصير في الكوب وقدمته له.
ماسة: اتفضل.
سليم وهو يأخذه من يدها:تسلم إيدك (قبلها منها).
عزت وهو يتناول الطعام: سليم هتسافر النهاردة السويس ولا أروح أنا.
سليم: خلي رشدي أو طه يروح انا هروح أخلص الإجتماع مع المهندسين.
عزت: أنا مسافر بكرة چنيف، مستر أرون ابراهام عايز ٢٠٠سبيكة دهب وكيلو ألماظ عايز أظبط السعر.
سليم وهو يحتسى العصير: المنجم الجديد هيغطى الكمية دي، وأنا هظبطلك الموافقات الأمنية مع فاضل.
عزت: كنت عايز أسافر من كام يوم بس جت مشكلة ماسة ولا إنت محتاجني هنا ؟
رفع سليم عينيه له وتبسم فهو يعرف أنه مسافر مع نانا قال: سافر يا باشا وانبسط وأنا موجود ومتقلقش
وضع الكوب ثم قبل ماسة من أعلى رأسها:
ـ هطلع أنا كملي فطارك ماتجيش ورايا.
( بعد وقت )
هبط سليم الدرج وهو يرتدى ملابس خروج، حين شاهدته ماسة ركضت عليه.
ماسة: حبيبي هتمشي خلاص.
سليم: اممم بس مش هتأخر هخلص شوية حاجات ورجعلك عشان نبدأ التمارين.
ماسة: طب هروح لماما وخدني وانت راجع
سليم: لا خليها هي تيجي.
ماسة برجاء: مش بتحب تيجي هنا خليني أروح وحياتي.
تنهد سليم وهو يدقق النظر في ملامحها لوهلة فاذا أصر على رفضه ربما يشعرها بالخوف والقلق فهو يريد ان ينسيها ما حدث ويعيشان حياتهما مثل الأيام السابقة هز رأسه بإيجاب: طيب روحي هبعتلك عشري عايزة تروحي عالساعة كام؟
ماسة: 10 مثلاً.
سليم:طيب 10 بالظبط هيكون عندك ( بتنبيه ) بس مافيش خروج برة القصر مفهوم ولا الفيلا هناك.
ماسة بإستسلام: حاضر.
قبلها من خدها وضمها: يلا سلام يا عشقي خدي بالك من نفسك.
ماسة:وإنت كمان سلام.
أخذت تنظر لآثارة بابتسامة، توجهت إلى الحديقة وجدت فريدة وفايزة تجلسان لكنها توقفت عندما استمعت دون قصد لحديثهما.
فايزة بضجر تتحدث (بأرستقراطية وبخنافة من طرف أنفها): عايزة تخرجي مع الخدامة دي وتروحي معاها النادي !! اتجننتى يا فريدة؟ إنتى ناسية كل أصحابنا هناك وعائلات كبيرة، عايزة يفضلوا يلقحو بالكلام علينا، ونبقى التسلية بتاعتهم، أنا من وقت جواز سليم مابروحش النادي فضحنا الله يسامحه.
فريدة بتهكم: مامي ماسة مرات سليم مش خدامة، بعدين إيه المشكلة هي أول مرة أخرج معاها؟! محنا عملنا حفلة كبيرة والكل حضر خلاص بقى.
زفرت فايزة بإختناق: فريدة أنا لما باشوفها قصادي بحس إني متعصبة، مش قادرة أتحمل وجودها، كمان تخرجي معاها والناس تشوفها يقولوا فريدة الراوي خارجة مع ماسة الخدامة لا لا.
فريدة بعدم رضى: والله إللى إنتو بتعملوه ده حرام.
فايزة بأمر: هى كلمة واحدة عايزة تخرجي معاها براحتك بس النادي لا.
فريدة بحسم: مامي انا آسفة انا هخرج مع ماسة في اى مكان خروجي معها مش عار أبداً
كانت تستمع لهم ماسة بعين اغرورقت بالدموع وتهز رأسها بأسف و تقول: للأسف مافيش أمل.
مسحت دموعها وتوجهت إلى غرفتها كالعادة وظلت تحبس نفسها بها حتى يأتي عشري لأخذها.
_ مجموعة الراوي الساعة٩ص
_ مكتب سليم
_ نشاهد سليم يجلس خلف مكتبه وكان يقف أمامه عشري وعرفان.
سليم بعملية: عشري الساعه ١٠بالظبط تكون عند ماسة توديها عند أهلها، وهتعدى على الحسابات هتاخد شيكات بمليون ونص، كل شيك ب ١٠٠ الف هتديهم لأهالي الحراس إللي اتقتلت وتقولهم كل شهر فيه مبلغ هيجيلهم لحد عندهم، وأديهم رقمك لو عايزين حاجة يكلموك على طول وإن باب سليم بيه مفتوحلهم أي وقت أوكيه.
هز عشري رأسه بنعم ..
فتح سليم الدرج وأعطاه مبلغ و ورقة مد يده ..
خد دول فيه منهم عنده أولاد جبلهم ألعاب، الورقة فيها كل واحد عنده كام طفل بأعمارهم خد معاك كام حارس.
عشري وهو يضع النقود والورقة فى جيب جاكيت البدلة: النهاردة كله هيتم بس هاروح لمكي الأول عشان هيخرج.
سليم: لا أنا هروحله خلص إنت ده، فى منهم فى محافظات .. (وجه نظرته لعرفان) أما إنت دورلي على فيلا تكون دورين بجنينة خلفية وأمامية واسعة وحمام سباحة داخلي وخارجي والأهم تتأمن كويس عشان إللي حصل مايتكررش، شوف الخلل وصلحه، عاد بظهره للخلف وقال … إنت مش كنت ظابط فى القوات الخاصة ورينى خبراتك.
عرفان بثقة: هخليهالك ولا تأمين سجن العقرب، النملة مش هتدخل.
عشرى: بس إحنا محتاجين رجالة بدل إللي ماتو لأن إللي معانا مش كفاية.
سليم: عارف أبو عمار هيبعتلنا كام واحد وأنا هجيب كام واحد، وحراس الباشا فيه جزء معانا، و طبعاً هيتحطوا تحت الأختبار لفترة، يلا روحوا إنتو.
دخلت السكرتيرة أثناء خروجهم ..
نور بعملية: سليم بيه المهندسين جم مستنين حضرتك برة.
سليم: تمام خليهم يدخلوا وأعمليلنا قهوة سادة.
نور:
ـ تحت أمرك يا سليم بيه.
سليم: ظبطتي تذاكر السفر والحجز.
نور: طبعاً يا فندم وهبعتهم لحضرتك بعد الاجتماع
سليم: تمام ميرسي يا نور.
خرجت نور وبعد ثوانى دخل مجموعة من المهندسين والمهندسات استقبلهم سليم بإبتسامة جميلة
سليم: أهلاً بيكم اتفضلوا أقعدوا ..
جلسوا وجلس سليم وهو يرجع بظهره للخلف تحدث بكبرياء وعملية: أنا اختارتكم بالاسم ال cv بتاع كل واحد فيكم بيقول إنه مهندس مخضرم وقوي في شغله، أنا داخل مشروع جديد، أول مرة مجموعة الراوى تدخل فى مجال المقاولات، وطبعا مش محتاج أقول مين هي مجموعة الراوي، عايز أدخل المجال وأنافس وأنا قوى، عايز تصميمات لمدن وعمارات تنافس أوروبا مش حتى الشركات إللي هنا ، وصدقوني كل ما انبسط منكم أكتر…. إنتم هتنبسطوا أكتر تمام.
هز الجميع رؤوسهم بإيجاب، مر سليم بعينه عليهم ليستنبط مدى ذكائهم وفطنتهم، ثم قال وهو يعدل من جلسته.
سليم: خلينا بقى نتكلم في التفاصيل.
_ فيلا مجاهد الحادية عشر صباحاً.
_نشاهد ماسة تتوقف أمام الباب وهي تحمل علبة حلويات شرقية فاخرة وكان خلفها عشرى ومجموعة من الحراس.
فتحت إحدى الخادمات الباب.
التفتت ماسة لعشري وقالت: روح إنت وأنا لما أخلص ها اتصل بسليم.
عشري: أمرك يا ماسة هانم عن إذنك .. شاكر مع حضرتك.
هزت رأسها بنعم رحل عشري وأغلق الباب خلفه.
تقدمت ماسة بعض الخطوات وهي تعطي العلبة للخادمة وسألتها : ماما وإخواتي وبابا فين.
الخادمة بإحترام:في الجنينة.
ماسة بلطف: طب اتفضلي إنتي.
توجهت ماسة حيث الحديقة.
_ الحديقة
_ كانت جميع العائلة يجلسون في الحديقة يحتسون الشاي.
ماسة بمرح وهي تقترب: السلام عليكم وحشتوني.
نظرت سعدية لها بسعادة: إيه المفاجأة الحلوة دي، ماقولتيش إنك جاية.
ماسة:عادي وحشتيني يا ماما (اقتربت منها) .
وقبلتها من خدها وضمتها، أخذت تصافح أشقائها ووالدها.
جلست ماسة في المنتصف بين سلوى ووالدتها.
مجاهد بحنان: عاملة إيه يا حبيبتي كويسة؟
ماسة: الحمدلله يا بابا
وجهت نظراتها لعمار ويوسف: ها يا عمار إنت ويوسف بتذاكرو والا لا..
يوسف: آه بنذاكر.
ماسة: وإنت يا عمار.
عمار: بذاكر على قد ماقدر.
ماسة بتهكم: بالله عليكم ذاكرو وخدوا الشهادة والمدرسة بتاعة الآتيكيت اسمعوا كلامها لو بتحبوني.
عمار: والله ماشين معاهم ماتقلقيش.
مجاهد: كنا هنجيلك أنا وأمك وإخواتك نقضي اليوم معاكي إمبارح، بس سلوى قالت إنكم في القصر.
ماسة بتوتر خفيف: أيوة فعلاً في القصر، أصل سليم هيبيع الڤيلا وهيجيب واحدة غيرها.
يوسف: ليه ڤيلتكم حلوة فيها حمام سباحة أكبر من بتاعنا، كنت مستني الصيف عشان أنزل فيه؟
ماسة:معرفش سليم عايز كدة.
سعدية: بقولك إيه يا بت ياماسة هي ايه الحراس الكتير اللي سليم جابهم دول؟ هو فيه حاجة يا بت ولا إيه؟
نظرت ماسة لها بتوتر خفيف تبادلت النظرات مع سلوى:احمم مش عارفة، أنا عرفت منك دلوقتي حالاً.
حاولت سلوى تغيير الحديث مسرعة، لإنها تعلم لماذا سليم فعل ذلك.
سلوى: ماسة إنتي فطرتي.
ماسة: آه فطرت بنفطر من الساعة ٧ الصبح.
صمتت ماسة وهي تنظر أمامها بدون تحدث.
دققت سعدية النظر في وجه ماسة تشعر أن هناك شيء ما بها تساءلت: مالك يا بنتي شكلك زعلان، متخانقة مع سليم.
ماسة وهي تهز رأسها بنفي: لا خالص مافيش حاجة …(تبسمت بتصنع) … أنا كويسة الحمدلله سليم مابيزعلنيش.
مجاهد: أمك عندها حق شكلك متضايق حد مزعلك من إللي في القصر
ماسة بنبرة حزينة قليلا بوجه عابس: هما مش مزعلني ولا حتى بيحاولوا يزعلوني كل واحد في حاله، أغلب الوقت بكون في الأوضة بتاعتي، والفترة إللي فاتت أصلاً كلها كنا قاعدين في الڤيلا زي ما إنتم عارفين.
عمار بتعجب: إنتي لسة عايشة معاهم كدة، دى مش حياة دي.
ماسة: لسة
سعدية بحنان: مالك يابنتي أحكي إحنا أهلك، قوليلي فضفضي شكلك زعلانة منهم، شكلهم عملوا حاجة قولي.
نظرت ماسة لها بصمت لدقيقة فهى لا تعرف هل تروي ما حدث ؟! أم تظل صامتة، فهى موجوعة مما سمعت، تنهدت وقررت أن تروي لعلها ترتاح قليلاً، قالت بحزن:فريدة الصبح وإحنا على الفطار يعني قالتلي تعالي نخرج شايفاني مابخرجش على طول يا عندكم يا في أوضتي فـحبت يعني تخرجني.
مجاهد: كتر ألف خيرها طول عمرها بنت أصول ومش متكبرة.
أكملت ماسة: مظبوط بس فايزة هانم قالتلها لا عشان هيروحوا مشوار.
سعدية بتهكم خفيف: وفيها إيه يا ماسة !! عادي إيه المشكلة؟ حاجة ماتزعلش يعني، أمها وعايزاها ماتبقيش نكدية يا بت.
سلوى بتهكم: ماتسبوها تكمل كلامها.
سعدية: طب يا أم لسانين.
أكملت ماسة بحزن: المهم يعني بعد ماوصّلت سليم عند الباب وأنا راجعة سمعتهم من غير قصد فايزة هانم وهي بتقول لفريدة إزاي تخرجي معاها دي خدامة إنتي عايزة تفضحينا ..
امتلأت عيناها بدموع الحزن واصلت بقهر:
ـ هما ليه بيعملوا كدة؟ ليه مش قادرين يتقبلوني لحد اللحظة دي؟ مع إني اتغيرت عشان أليق بيهم، عشان يحبوني، لدرجة إني مابقتش البنت الفلاحة الجاهلة إللي ابنهم اتجوزها من حوالي سنتين، أنا ساعات ببص في المرايا مابعرفنيش!! من كتر ما أنا اتغيرت !!! ليه مش قادرين لحد اللحظة دي يبصولي بصة إحترام واحدة ؟ نظرة حب واحدة؟ دايما شايفينّي الخدامة اللي ماينفعش تظهر في أي تجمعات ولا تروح النادي معاهم، و لما ييجي ضيوف يزوروهم بينبهوا عليا مانزلش كأني هعرهم… (هبطت دموعها بحسرة) .. هم حاسين كأني فعلاً عار، إزاي ابنها متجوز واحدة زيي، حتى لو سعيد معاها.
ربتت سعدية على قدميها بحنان وحزن قالت بحكمة: ـ بصي يا بنتي لازم تفهمي حاجة واحدة وتحطيها حلقة في ودانك، العالم دي ما بيفكروش غير في المظاهر والفلوس، العواطف والمشاعر مايفهموش فيها، إنتي هتفضلي طول عمرك فى عينيهم ماسة الخدامة إللي خطفت ابنهم من حضنهم، وخلته يسيبهم ويتجوزها عِند فيهم، ومش بس كدة !! ده بسببك خِسروا فلوس ياما والسمعة إللي بنوها من سنين ضاعت بسببك، وأضطروا يتحايلوا على سليم عشان ينقذهم، إنتي في نظرهم إللي كسبتى، فوزتي بالحرب دي.
ماسة بذهول وهى تمسح دموعها: حرب؟
سعدية بعقلانية:أيوه حرب، إنتي جوازتك مش عادية ياماسة، ده سليم بيه ابن الباشا الكبير والهانم، (بتوتر ) يابنتي دول كويس إنهم مش بيوضبولك مكايد، كويس إنهم سايبينك فى حالك، وإذا كان مش بيقعدوكي مع اصحابهم ومعارفهم يا شيخة بلا قرف ما إنتى عارفاهم كلهم بيتكلموا من مناخيرهم وحواجبهم إللي عايزة تتقص، دول مش شبهك يا ضنايا، لو قعدتى معاهم هتحسي إنك بعيدة دول بيتكلموا على عمليات تجميل على فلوس ومشاريع وانتي مالكيش في حوراتهم، فماتزعليش يابت، يابت إنتى إللي كيداهم وإللى بيعملوه ده حلاوة روح، أمال إيه !! مش دخلتى القصر عِند فيهم، ومش عارفين يقولوا حرف، علشان سليم، ربنا بس يكفيكى شرهم العقارب دول.
مجاهد بحكمة: أمك صح مادام مش بيئذوكى نحمد ربنا، لإن ناس غيرهم كانوا دبرولك حاجة وخلوكي تتطلقي من سليم.
ماسة بتوتر: أطّلق؟ هم ممكن يعملوا كدة.
سعدية بتأييد: وأبو كدة كمان، أمال أنا عايزاكي تخلفي منه ليه بسرعة، بس القسمة بقى، إنتى أسمعي كلام سليم، وخليكي فى حالك والأحسن أوعي تختلطي بيهم نهائي ولا تسمعيلهم.
ماسة ببراءة: حاضر بس دي مش حياة كدة، دول معايا فى نفس القصر بناكل على سفرة واحدة بيتقفل علينا باب واحد.
مجاهد بعقلانية: بصي يا ماسة المهم إن سليم بيحبك وبيتعامل معاكي كويس، عايزة من أهله إيه؟
ماسة بحزن: عايزة ولادي لما ييجوا في المستقبل لما جدتهم تبص لمامتهم تبصلها باحترام وحب، إنتم مابتشفوش بتبصلي إزاي !! عينيها لوحدها بتقول كل حاجة نفسها تقولها بس مش قادرة.
سلوى بتأييد: أيوة بيبصلنا بصات وحشة عىشان كدة مابحبش أروح لما بتروح القصر، فاكرة يا ماما لما روحنا قبل كدة واتعزمنا عندهم كلمونا إزاي؟ وعملوا ايه؟
سعدية: طبعاً فاكرة.
وجهت نظراتها لماسة و ربتت على ظهرها قالت:
بقولك إيه شيلي من دماغك إنهم يحبوكي، وما اعتقدش إن سليم هيفضل قاعد في القصر لحد ماتجيبوا عيال ويكبروا، متأكدة إنه هياخدك ويمشي، إنتى بس كبري دماغك.
عمار: ماتقولي لسليم.
ماسة برفض: لا مش عايزة أحكيله، مش عايزة أشيّله منهم، ويكرهوني أكتر، ويحطوني في دماغهم فعلاً زي ما أمي مابتقول، مش عايزة أكرهه فيهم هما أصلاً علاقتهم مش تمام، يعني أنا بس بفضفض معاكم، الناس دي وحشة أوي مهما اتغيرت وحاولت مستحيل يدوك فرصة، كأن أنا إللي اخترت أكون فقيرة، وفقري بقى وصمة عار بأدفع ثمنها.
مجاهد بحكمة وقهر: الفقر مش عار، العار في دماغ الناس إللي مش شايفة غير الملايين، وبتقيس الناس بالفلوس إللي معاهم في البنوك، وكل ما يكون معاك أكتر يحبوك ويحترموك أكتر، مش بيقيسوها بأخلاقهم واحترامهم ، بس مش كل الناس زي فايزة وصافيناز ومنصور والعالم دي، فيه ناس كويسة زي سليم وفريدة، بيدوا فرص وفاهمين إن إحنا بني ادمين زينا زيهم، كلنا ولاد تسعة وكلنا آخرنا متر فى متر.
جميعهم ردو:عندك حق.
سعدية: بعدين مش قولتي صافيناز بقت كويسة معاكي.
ماسة: الصراحة كلهم كويسين، وفي حالهم إلا فايزة هانم حتى الباشا بقى كويس أوي وقالي قوليلي بابا عزت.هم مش شبهنا انا حاسة اننا مش في بيت واحد الظاهر تحت سقف واحد بس حقيقة كل واحد عايش بشقته وفي دنيته.
مجاهد: الناس دول كدة مش زينا نسيتي عيلة منصور ، بعدين مش الباشا بيعاملك حلو! عايزه ايه تاني واذا كان على فايزة ادعي ربنا يهديها.
ماسة: يارب.
اقتربت سلوى وأحاطت رقبتها بذراعيها وقالت: روقي بقى.
وضعت قبلة على خدها تبسمت ماسة وضمتها.
(بعد وقت)
_ غرفة سلوى
_ نشاهد سلوى وماسة وهما تجلسان على الأريكة.
سلوى بحماس: ماسة مكي اا…
ماسة بمقاطعة: إيه نطق ؟
سلوى بضيق: كان هينطق بس الدكتور دخل؟
ماسة بمزاح: حظك فقر، طول عمرك بومة.
سلوى بسعادة: بس أهو نطق اتفقنا نتقابل النهاردة بس ما اتصلش؟
ماسة: عند بتاع العصير؟
هزت سلوى رأسها بنعم:اممم.
ماسة بقلق: أنا خايفة عليكي خدي بالك من نفسك.
سلوى: ماتقلقيش.
بقلمي ليلةعادل (. ❛ ᴗ ❛.)❤️
مجموعة الراوي
مكتب عزت الراوي الثانية مساءً
نشاهد عزت يجلس على مقعد مكتبه وهو يقوم بالإمضاء على بعض الأوراق، كانت تقف بجواره نانا تعطيه الأوراق.
عزت وهو يقوم بالإمضاء وعينه علي الأوراق: سليم خلص اجتماعه مع المهندسين والا لسة؟
نانا: خلص من نص ساعة.
رفع عزت عينه لها مستغرباً: طوّل أوي الساعة ..(نظر في ساعته) .. الساعه ٢؟
نانا بتوضيح: هو اتفق مع المهندسين علي كل حاجة واتكلموا في جميع التفاصيل، يعنى موعد تسليم المشروع، وتسليم التصاميم كمان، اجتمع مع المحاسبين واتكلموا مع بعض، حتى قعد مع المحامين عشان الإجراءات القانونية والتصاريح.
عزت بمرح: عمل اجتماع متكامل عايز يخلص بسرعة تمام …
(تبسم لها) قائلا .. حجزتي الطيارة.
نانا بدلال أنثوي: طيارتي كمان ساعتين هستناك هناك .. (وغمزت له بإغواء) … بس إنت أوعى تغير رأيك وماتجيش.
عزت: هاجي أنا مستني السفرية دي من سنة.
_ في المستشفى التى يمكث بها مكي أربعة مساءً
نشاهد مكى وهو يقف مع الممرضة وتساعده فى تجهيز نفسه للخروج، وبعد دقائق طرق الباب دخل سليم.
سليم بمرح: وحش عيلة الراوي
مكي بسعادة: سليم.
سليم بمزاح وهو يحتضنه: عامل أيه يا أبو أيد ونص (خبطه عليها).
مكي بألم: آاه كويس بطل هزرك التقيل ده.
سليم: عايزك تجمد كدة وتخف بسرعة عشان نلعب سوا ماتش بوكس
وجه نظراته للممرضة بتهذب وقال: اتفضلي إنتي، أنا معاه.
هزت الممرضة رأسها بإيجاب وأعطت الجاكيت لسليم وخرجت وأغلقت الباب خلفها.
أخذ سليم بمساعدة مكي بإرتداء الجاكيت.
مكي: عشري الندل فين؟
سليم: أنا بعته مشوار يخلص شوية حاجات.
التفت له مكي بتساؤل: مشوار إيه ؟
سليم: تعويضات للرجالة إللي ماتوا، المهم إنت كويس والا لسة تعبان، مش عايز مخاطرة وجنان لو لسة قول وخليك.
مكي بغل وهو يجز على أسنانه: الرصاص مش فى دراعى دا فى قلبي، اتخانا يا سليم، وصلوا عندى زي الأشباح من غير ماحد يحس بيهم.
سليم تساءل:ومافيش واحد فيهم وقع؟
مكي: معرفش، أنا لقيتهم قصادى فجأة، بس عثمان وقّع واحد بس مات.
سليم: هندخله ونسأله يمكن عارف حاجة.
مكي هو يجز على أسنانه: أسمع لما نوصل للخاين سيبهولي أنا.
سليم باستهجان: لو مكنش اتصفيَ يستحيل يسيبوه عايش.
مكي: أكيد حد من الحراس الجداد زغللو عينيه بالفلوس أو هددوه بعيلته وقالهم عن أماكنّا.
سليم بتأييد: أكيد اتهدد ..تعال نشوف عثمان.
أمسك سليم الشنطة قبل أن يمسكها مكي وهو يربت على ظهره: يلا.
خرجا للخارج وتوجها لغرفة عثمان ومكي يستند على ذراع سليم.
_غرفة عثمان.
_ كان عثمان متسطح على الفراش وهو مُعلق محاليل، فور دخولهما الغرفة حاول عثمان الوقوف .
عثمان: سليم بيه!
سليم هو يمد يده: أقعد مكانك.
مكي بمزاح: حمدلله على السلامة، تعيش وتاخد غيرها.
سليم: عثمان عندك معلومة؟
عثمان: و الله يا سليم بيه أنا كنت في الحمام خرجت لقيتهم مرفعين مكي، سحبت مسدسي وضربت رصاص على واحد ووقع بس أخدت رصاصتين على طول ووقعت.
مكي: قولتلك دخلو زي الأشباح وصفونا كلنا.
سليم: طب ارتاح يا عثمان، لو عايز حاجة كلم عشرى الحساب مدفوع.
عثمان: كتّر خيرك يا بيه.
سليم: سلام.
مكى وهو يربت على قدمه: هكلمك بالليل.
خرجا ….
كان ينظر عثمان لأثارهم بتوتر فور خروجهم أمسك الهاتف وقام بعمل مكالمة.
عثمان: ألو…يومين ونفذ إللي اتفقنا عليه
(أغلق الخط).
_ سيارة سليم
_ نشاهد سليم يقود السيارة ومكي بجانبه.
مكى: هترجع المجموعة؟
سليم: آه هوصلك الأول وأرجع لأني مسافر بكره عايز أخلص كل الشغل.
مكي بتعجب: سليم مش وقت جنان؟
سليم بقوة وكبرياء: يستحيل أوصلّهم إني خايف وأفضل مقفل على نفسي وأخليهم يذلوا سليم، أنا هسافر وهجيب فيلا وأعيش حياتي ولا كأن حاجة حصلت، أنا خلاص قتلت محمود.
مكي: مش وقت غرور، أعرف مين إللى ساعده الاول، محمود يستحيل يعمل كل دا لوحده، حتى لو اتقتل بس نعرف مين شريكه.
سليم بغرور لا يليق إلا به: أنا هسافر وإنتو دوروا عليه، عشري هيبقى معايا، عايزك هنا مع إسماعيل وعرفان، بكرة في رجالة هتيجى بدل اللي راحو هتستلمهم وتحطهم تحت عينيك.
مكي بعدم رضىٰ: سليم يستحيل يتغير.
رن هاتفه كانت سلوى نظر للاسم ولم يرد .. انتبه سليم للأسم.
سليم: رد عليها.
مكي برفض: لا.
سليم: ليه.
مكي بضعف: كنت هغلط واعترف امبارح، مشاعري مابقتش ملكي بقت ملكها مش هينفع أضعف.
سليم: لسة مُصِر على إللي في دماغك.
مكي بحسم: مصر لفترة على الأقل.
سليم بجدية: إنت كمان عنيد، بس تاني بقولك أنا مش هاصبر كتير على الغلط إللي بيحصل، أنا لو مش بثق فيك كنت دفنتك أول ماعرفت، ولأني عارف إنت إيه وعلى إيه، سايبك بس مش هسيبك كتير فضلك شهر، شهر من النهاردة.
هز مكى رأسه وهو ينظر أمامه بالموافقة.
احد الكافيهات السادسة مساءً
نشاهد ياسين يجلس على إحدى الطاولات يحتسي فنجان القهوة الساخنة بهدوء. بعد دقائق، اقتربت منه هبة، ويبدو عليها القلق.
هبة بصوت قلق: في إيه يا ياسين؟ مختفي بقالك يومين، خضتني عليك. وبعدين ما فهمتش حاجة من الرسالة اللي بعتها.
ياسين بجدية: ماسة اتخطفت.
اتسعت عينا هبة بصدمة وقالت بصوت عالٍ: اتخطفت!
أشار ياسين بيده وهو ينظر حوله: وطي صوتك، فضحتينا.
هبة بدهشة وصدمة: أوطي صوتي؟ إنت بتقول لي مرات أخوك اتخطفت! عايزني أكون عاديّة؟ اتخطفت إزاي؟
ياسين بتوتر: أعداء هجموا على الفيلا، خطفوها وقتلوا كل الحراس.
هبة بصدمة: يا نهار أسود! خطفوها من جوه الفيلا كده بكل بساطة؟
نظر ياسين حوله مرة أخرى، ثم قال: مش ملاحظة إن صوتك عالي؟ اهدي شوية.
ردت هبة بانفعال: أهدى إيه؟ أنا مش مصدقة. طب هي فين؟ عاملة إيه؟ جبتوها؟ اتكلم.
ياسين مطمئنًا: أكيد جبناها. يعني أنا قاعد قصادك إزاي؟ سليم جابها في نفس اليوم.
وضعت هبة يديها على جبينها، ثم أعادت شعرها للخلف بصدمة، قائلة: طب الحمد لله.
نظر ياسين إليها لوهلة دون أن يعرف ما يقول، ثم نادى الجرسون وطلب لها كوبًا من الليمون. بعدها قال: هبة، لازم تعرفي إن دي أول مرة تحصل لنا. عندنا مشاكل، بس بتبقى خاصة جوه المجموعة. ممكن يسرقوا مننا مخزن أو يحرقوا شحنة، لكن توصل لخطف حد؟ دي أول مرة. مش عايزك تقلقي.
هبة بأسف:أنا ما فكرتش في الموضوع ده، بس زعلانة على ماسة. الشيء صعب. هي صغيرة وأكيد يا عيني مرعوبة.
ياسين: مش عارف. إحنا ما بنتكلمش كتير. هي أصلاً عازلة نفسها عننا، بس أكيد هتبقى كويسة.
سألت هبة: هو ينفع أشوفها؟
ياسين: استني هشوف إذا كانت موجودة ولا لأ.
رفع ياسين هاتفه واتصل. بعد قليل، أتى صوت ماسة من الطرف الآخر.
الو ياسين، إزايك؟
ياسين: الحمد لله. إنتِي عاملة إيه؟
ماسة: تمام.
سأل ياسين: هو انتي فين في القصر.
ماسة: لا انا كنت عند ماما وخلاص هركب العربية وراجعة.
ياسين: طب كويس عشان هبة بس عايزة تيجي تشوفك.
ماسة: خلاص أعتقد عقبال ما آجي تكونوا وصلتوا
ياسين: خلاص ماشي.
أغلق الخط ونظر لهبة: هي راجعة من عند مامتها نشرب الليمون ونتحرك.
هبة: طب إنت عامل ايه؟؟؟ انت كويس؟؟
ياسين: تمام وإنتي؟؟
جاء الجرسون وضع المشروب وغادر
هبة: الحمدلله وأنا تمام.
قصر الراوي.
غرفة استقبال الضيوف الثامنة مساءً
نرى هبة وياسين يجلسان و يتحدثان
ياسين: أنا بلغتهم هتنزل حالا.
هبة بخجل: أنا مكسوفة أوي يعني جيت من غير ماتعرف عيلتك.
نظر لها ياسين وهو يبتسم: إيه العبط ده إنتي تيجي هنا في أي وقت مافيش حاجة اسمها طلب إذن.
أثناء حديثهم اقتربت منهم فايزة التي كانت تنظر بإستغراب تبسمت: إنتي هنا أزيك.
وقفت هبة وصافحت فايزة بإحترام: إزاي حضرتك.
فايزة: أنا الحمد لله.. كدة يا ياسين ماتقولش إن هبة هتيجي كنا استقبلناها بطريقة تليق بيها.
هبة: الحقيقة هي جت صدفة كنا في النادي بنتكلم ولما عرفت إن ماسة حصل لها موضوع الخطف فحبيت آجي أطمن عليها وخصوصا إني نفسي أتعرف عليها فأعتقد ده أنسب وقت.
نظرت فايزة لها وهي تعقد ما بين حاجبيها بإنزعاج فيبدو أنها لم يعجبها ماتريده هبة بالتعرف على ماسة قالت: يعني إنتي جاية هنا بس علشان تتعرفي على ماسة؟
هبة: بالظبط.
نظرت لها فايزة لوهلة وهي تمرر عينيها عليها فلم يأتي في مخيلتها للحظة أنها من هذا النوع الذي من الممكن أن تتقبل ماسة وتحب أن تتعامل معاها وليس مثلهم.. قالت بالإنجليزية( enjoy ) استمتعوا عن إذنكم
قالت كلماتها تلك وبدأت بالتحرك وأثناء خروجها تقابلت مع ماسة رمقتها من أعلى لأسفل وتحركت
اقتربت ماسة من هبة بينما هبة نظرت لها بإبتسامة مشرقة.
ماسة بلطف وهي تصافحها: إزيك عاملة إيه؟؟
هبة: تمام حمد لله على سلامتك. أول حاجة علشان البيبي ثاني حاجة علشان موضوع الخطف الصراحة أنا أول ما عرفت باللي حصل قلت لازم أجي أشوفك.
ماسة بلطف: أنا كمان من زمان نفسي أتعرف عليكي بس الفترة إللي فاتت حصل فيها حاجات كثير كدة ورا بعض ( أشارت بيدها ) اتفضلي اقعدي
جلستا لكن بقي ياسين متوقفا نظر لهما قائلا: طب خليكوا إنتم مع بعض وأنا هاشوف أي حاجة أعملها لما تخلصي رني عليا يا هبوش ماشي.
ماسة: ما تخليك معانا.
ياسين: لا خليكم على راحتكم.
تحرك ياسين إلى الخارج وظلت هبة مع ماسة
هبة: عارفة لما ياسين حكالي على قصتك مع سليم وكلامه عنك يعني كنت شغوفة جداً أتعرف عليكي مش عارفة ليه.
ماسة تبسمت: يمكن عايزة تتعرفي على الخدامة اللي اتجوزت ابن البشوات عاملة إزاي
هبة بتوضيح: لا خالص والله العظيم أنا حبيت أتعرف على البنت اللي ياسين مش بيبطل يتكلم كلام حلو عليها.
ماسة: ياسين برده حد جميل ومحترم جدآ وأنا والله نفسي أتعرف عليكي وقت ما كلمتك في التليفون بس زي مقولتلك في حاجات كتير حصلت لنا الفترة إللي فاتت، ورا بعض شغل سليم وتعب الحمل والإجهاض، والدروس والامتحانات والخطف عارفة أنا حاسة من ساعة مارجعت مافيش راحة بس كل حاجة بتحصل في معادها بتبقى حلوة.
هبة: أكيد أنا بصراحة قلت خلاص بقى مابديهاش بعد إللي حصل ده لازم أجي أشوفك أنتي إحساسك بعد حوار الخطف ده تخطتيه فعلا ولا.
ماسة بتوضيح بنوع من الأنين: مش تخطي بالمعنى التخطي، لسة جوايا خوف، تجربة صعبة وقاسية جداً، ربنا مايكتبها لحد، يمكن إللي مقويني شوية إن سليم جنبي وبيدعمني، وإني شفت الشخص إللي خطفني مات
مدت وجهها بشفتيها بعدم معرفة وحيرة: مش عارفة يمكن أنا قوية وأنا مش واخدة بالي.
هبة بعقلانية: بصي هي تجربة أكيد صعبة، بس جميل إنك ماعشتيش فيها أكتر من اللازم وأكيد إنتي قوية.
هبة بحماس: المهم إيه رأيك نبقى أصحاب ونخرج سوا
ماسة: موافقة جداً أنا أصلاً نفسي يبقى ليا أصحاب أخرج معاهم تعرفي أنا ما ليش أصحاب خالص هنا، بس الفترة دي صعب… سليم مانع عليا الخروج خايف عليا جدآ.
هبة: حقه بس مش لازم الفترة دي، لما الموضوع يعدي بس ليه مالكيش أصحاب أمال بتخرجي إزاي بتعملي إيه في يومك؟
تنهدت ماسة بملل: والله ملل على طول عند ماما أو في الدورس وبخرج مع أختي سلوى.
هبة بتودد: لا خلاص إنتي بس سليم يفك عنك الحصار ويبقى مطمن عليكي ونخرج وأعرفك على أصحابي هتحبيهم خالص.
ماسة: موافقة جداً ( تساءلت على استحياء) هو أنا ممكن أسألك يعني عاملة إيه مع ياسين مبسوطه.
هبة بتودد: اسألي أي حاجة إحنا مش اتفقنا هنبقى أصحاب، والله أنا وياسين علاقتنا تمام وكل مدى علاقتنا بتقوى.
ماسة: على فكرة ياسين من الشخصيات الكويسة جداً حد محترم أوي هو أول واحد اتعرفت عليه في القصر لإنه كان بيجي المزرعة طول عمره إنسان خلوق ومحترم وطيب.
هبة: ده حقيقي تعالي بقى اعرفك عليا.
وأخذتا تتبادلان الأحاديث المختلفة وكانت فايزة تراقبهم من أعلى الدرج بإختناق فهي لا تريد هذه العلاقة.
❤️ـــــــــــــ بقلمي ليلة عادل ــــــــــــــــــــ ❤️
قصر الراوي الحادية عشر مساء
_الحديقة
نشاهد ماسة تجلس فى الحديقة وهى تستمع إلى موسيقى هادئة بالقرب من النار فى أجواء باردة وهي تقرأ كتاب.
اقترب منها سليم بابتسامة جذابة وهو يقول:
سليم بمغازلة: قاعد لوحدك في البرد ليه يا جميل؟
تبسمت ماسة والتفتت برأسها له، اقترب حتى توقف خلفها مباشرة عدل لها الشال الذي تضعه فوق فستانها الشتوي، قبلها من أعلى رأسها، وتحرك وجلس بجانبها.
أمسك سليم يدها وقبلها منها وهو يقول: وحشتيني يا قطعة السكر عاملة إيه؟
ماسة تساءلت: الحمدلله، خلصت شغل أخيرا؟
سليم وهو يهز رأسه بنعم: قولت أضغط نفسي النهاردة عشان أخدك ونسافر كام يوم من بكرة إيه رأيك؟
اتسعت عينا ماسة بسعادة: بجد يا سليم ولا بتهزر.
سليم وهو يهز رأسه بإيجاب بإبتسامة: أيوة بجد، هو أنا عمري هزرت في الحاجات دي..
هزت رأسها بنفي وبحماس .. أكمل سليم بتفسير: هو أنا مش كنت واعدك بعد ماتخلصي امتحانات هوديكي سيوة ! إنتي عارفة طبعاً الأحداث إللي حصلت، فحبيت نخطفلنا كدة كام يوم قبل ما المشروع الجديد ياخد كل وقتي ها !! جاهزة … (قرصها من خدها بمداعبة) .. يا ماستى الحلوة.
ماسة بحماس: أناجاهزة من ساعة ماخلصت امتحانات، بس الباشا مسافر عادي ولا هيكلموك ونرجع زي إسكندرية؟
سليم بلطف: مش بتثقي فى جوزك وكلامه ووعوده.
ماسة وهي تقبله من خده: بثق طبعاً يا كراميلتي.
سليم: بس فيه حاجة صغيرة هنغيرها.
ماسة بترقب:إيه؟
سليم: هنروح الأقصر وأسوان بدل سيوه.
ماسة بتذمر طفولي:إشمعنا بقى؟
سليم:عشان أحنا في الشتا ياروح سليم.
ماسة: سيوة مشتى يا أستاذ.
سليم تبسم: عارف والله بس هل حضرتك هتمسكى نفسك ومش هتنزلي ميه! ولا هتفضلى تتحايلى عليا تنزلي وتعيطى وتتنططي؟!
ماسة بإعتراض: أنا ما بعملش كدة هو أنا طفلة.
ركز سليم النظر فى عينيها بمعنى (إنتى مابتعمليش كدة ؟؟)
تبادلت معه تلك النظرة وتبسمت واعترفت
ماسة: ماشى خلاص باتحايل عليك بس مش بقعد أخبط فى الأرض، وبعمل زى العيال الصغيرة (ضحكت) مش مهم سيوة نروح أسوان حتى لو كوكب زحل، أي حاجة المهم نسافر مع بعض..
سليم بحماس: وهنسافر فى المركب كمان إيه رأيك؟
ماسة: الله حلو أوى أنا اتحمست أوي.
فردت يدها بحماس وأحاطت رقبته بذراعيها وضمته بشدة وقبلته من خده، ابتعدت قليلا ومسكت يده باهتمام تساءلت:حبيبي أحضرلك العشا ؟
سليم: توء اتعشيت في المجموعة أوعي تكوني مستنياني !
ماسة تبسمت بطفولة: الصراحة لا كنت جعانة أكلت.
سليم وهو يداعبها من أنفها: بس إحنا ممكن نشرب حاجة مع بعض إيه رأيك؟
ماسة بحماس: ماشي .. (نهضت وهى تنظر له) تحب تشرب إيه؟
سليم نهض وهو يخرج شفتيه السفلية: مش عارف تعالي نعمله مع بعض.
حركت رأسها بالموافقة، أحاطت خصره بذراعها و أحاط هو رقبتها بذراعه من الخلف وتحركا وتوجها إلى المطبخ.
وأثناء ذلك تحدثت ماسة: على فكرة ماما سألت على موضوع الحراس وإن إحنا هنبيع الفيلا، قولتلها إني معرفش وإني مابسألكش وإني لسة عارفة منها.
سليم:كويس إنك قولتلها كدة.
_ المطبخ
_ كان هناك ثلاثة من الخادمات يقومن بإعداد بعض الأطعمة للغد، فور دخولهما توقفا بجانب بعضهم..
إحدى الخادمات :سليم بيه حضرتك عايز حاجة؟
سليم بتهذب: لا لو سمحتم أخرجوا برة سيبونا لوحدنا.
هزو رؤوسهم بإحترام وخرجوا.
وجه سليم جسده فى زاوية ماسة: تشربي إيه يا قطعة السكر؟
ماسة وهى تضم شفتيها: مش عارفة.
سليم: هعملك نسكافيه برغوة وأوعدك إني مش هاكتر اللبن.
ضحكت ماسة: ماشي أنا هقعد أتفرج عليك.
وبالفعل بدأ سليم بعمل النسكافيه، كانت تشاهده ماسة بابتسامة جذابة وتبادلا الضحكات، بعد الإنتهاء اقترب سليم منها و هو يحمل المج ويقدمه لها
سليم بحب: اتفضلي يا مولاتي
تناولته منه واحتست القليل.
سليم تساءل: ها مظبوط والرغوة كتيرة.
ماسة: يجنن يا كراميلتي …
(قبلته من شفتيه قبلة صغيرة)
سليم بتوسل طفولي يليق به: واحدة كمان بليز بليز.
ماسة: فوق طيب.
سليم بإعتراض طفولي: لا حالا ماليش دعوة.
ماسةوهى تضحك: طيب بس بتعمل كدة ليه ههههه؟
اقتربت منه وقبلته قبلة خاطفة، وقبل أن تبتعد جذبها سليم عليه كاد أن يقع النسكافيه عليهما، وأخذ يلتهم شفتيها بعشق بعد دقائق ابتعد وهو يقول.
سليم: هى دى البوسة مش التطعيم بتاعك.
ضحكت ماسة: إنت فظيع، يلا خلينا نطلع أوضتنا
وأحكيلى هنعمل إيه بقى أكيد محضر برنامج.
سليم: طبعاً.
أمسكا المجات وتحركا وصعدا الدرج حيث غرفتهما..
اليوم التالي
_ نشاهد بعض الحراس يهبطون الدرج وهم يحملون حقائب سفر، كانت تجلس فايزة وفريدة فى الأسفل، رفعت عينيها نحوهم، ثم نهضت وتوجهت لهم.
فايزة بتساؤل: إيه الشنط دى؟
أحد الحراس: شنط سليم بيه وماسة هانم.
فايزة بتعجب وهى تتك على كلمة: سليم !!
وأثناء ذلك هبط سليم ومعه ماسة.
فايزة :مسافر إزاي دلوقتي؟
سليم بجدية: إيه المشكلة أنا مظبط كل حاجة في المجموعة متتقلقيش، المهم ماتعملوش حاجة من دماغكم.
فايزة: ما اقصدش المجموعة إنت إزاي هتسافر بعد حادثة الخطف ده مافاتش يومين.
سليم بلا مبالاة توقف أمامها على آخر درج: بردو فين المشكلة؟
اقتربت فريدة: مامي عندها حق ماينفعش تسافر دلوقتي.
سليم بإستنكار: بالعكس ده أفضل توقيت.
فايزة بشدة: بطل عناد عايز تقتل نفسك.
سليم بكبرياء وغرور لا يليق إلا به، قرب وجهه من وجهها: أنا لو فضلت هنا هيفتكرونى خايف، وأنا مابخفش، أنا سليم الراوي ابن عزت الراوي وفايزة رستم آغا صح.
هزت فايزة رأسها بإيجاب : يستحيل حد يراجعك عن إللي في دماغك.
سليم:بالظبط.
تبسم سليم ابتسامته المستفزة، اقترب منها
رفعت عينيها نحوه بترقب ووضع قبلة على خدها وابتعد بنبرة، وقال بنبرة سايكو: باااي يا فايزة هانم.
شبك كفه بكف ماسة وتحركا للخارج.
فايزة وهى تنظر لآثاره: أخوكي اتجنن على الأخر.
فريدة وهى تنظر لإثارة تبسمت: ماهو طول عمره مجنون …
لفت بجسدها فى زاوية فايزة أكملت بعقلانية:
ـ بس أوعي تنكري إنه أنضف ولادك الشباب،كفاية إنه مش طماع.
إلفتت فايزة بزاويتها بهدوء وأجابتها: عمري مانكرت ولاهنكر، عشان كدة اخترته يكون الكبير بعد عزت، لإني متأكدة إنه مش هيطمع ولا هيخون بالعكس هيكّبر الفلوس، بس عنده وغروره مشكلة، سليم ما بيسمعش غير سليم وده هيوقعه في مشاكل كتير أوي.
فريدة: إن شاءالله مش هيحصل حاجة.
فايزة: أتمنى.
بقلمي ليلة عادل ʘ‿ʘ♥️
((خلال 3 أيام ))
في أماكن مختلفة وأوقات متفرقة بين مدينتي الأقصر وأسوان،
حيث تتجلى عظمة الحضارة المصرية القديمة وسحر الطبيعة الخلابة.
مظهر عام للأقصر وأسوان، نرى المدينة تحتضن نهر النيل في صورة مهيبة، حيث تنتشر المعابد الفرعونية كالشواهد على عظمة الماضي. يظهر معبد الكرنك الشهير بصفوف أعمدته الضخمة، ومعابد فيلة التي تحتضنها المياه، ووادي الملوك والملكات المليء بالأسرار، وجزيرة إلفنتين بأطلالها الساحرة.
كما نشاهد سليم وماسة وهما يتجولان بين المعابد الفرعونية. كانت ماسة مبهورة بكل تفاصيل تلك الأماكن، إذ لم يسبق لها زيارة هذه المواقع العريقة. تقف أمام الأعمدة المزخرفة بإبداع، تتلمس النقوش البارزة على الجدران، وتشعر وكأنها عادت إلى زمن الفراعنة.
أخذا يلتقطان الصور معًا وسط أجواء من السعادة والانسجام. ركبا مركبًا شراعيًا في نهر النيل، يستمتعان بالمناظر الطبيعية التي تحيط بهما. جربا ركوب الجِمال والأحصنة والكرِتة، وزارا الأماكن الترفيهية المليئة بالفرح. عبر الجبال المحيطة، انطلقا في مغامرة على المطاط، ثم تجولا بين البازارات السياحية، حيث اقتنيا تذكارات تعكس عظمة المكان.
على الاتجاه الآخر، تظهر سلوى وهي تحاول الاتصال بمكي، لكنه لا يجيب. بدا واضحًا أنه يحاول التهرب من المواجهة. كان مكي يشعر بصراع داخلي عميق؛ قربه من سلوى أشعره بأنه يقترف خطأ بحقها وبحق نفسه، فهي لم تتجاوز السادسة عشرة بعد. تلك المشاعر التي يحملها لها بدت ثقيلة عليه، كأنه يعيش خطًا لا يستطيع تقبله.
على اتجاه اخر، نشاهد عزت الراوي وهو يعيش أجمل أوقاته في عاصمة السحر والجمال، باريس. يظهر مع عشيقته الحسناء نانا، حيث يستمتعان بليالٍ مترفة بين الأضواء والمقاهي. عزت، في مراهقته المتأخرة، يبدو مستمتعًا بهذا الحلم الذي يعيشه مع فتاة في عمر ابنته فريدة، غير مكترث بالتناقضات التي تحيط به.
( بعد مرور ثلاث أيام )
مدينة أسوان
معبد أبو سمبل، الثانية عشرة ظهراً
تحت أشعة الشمس الساطعة، تظهر عظمة معبد أبو سمبل بتماثيله الضخمة المنحوتة على الجبال، حيث يقف سليم وماسة وسط هذا المكان الساحر، يرتديان ملابس مريحة مناسبة لأجواء الرحلة.
كان المرشد السياحي يروي لهما قصة المعبد العظيم، يحكي عن الملك رمسيس الثاني، وعن روعة تصميمه الذي يتناغم مع أشعة الشمس مرتين في العام. ماسة تنظر حولها بانبهار، وكأنها تحاول حفظ كل تفاصيل المكان في ذاكرتها.
بعد فترة، تركهما المرشد بمفردهما ليستكشفا المكان على طريقتيهما.
ماسة، وقد أمسكت يد سليم بابتسامة عريضة، قالت بسعادة غامرة: المكان حلو أوي يا سليم. كل الأماكن اللي روحناها مش هنا بس، حتى الأقصر كانت جميلة جدًا. خلينا شوية كمان، أكيد فيه أماكن لسه ما روحناهاش، ولا إيه؟
نظر إليها سليم مبتسمًا وقال: أكيد لسه فيه أماكن كتير. أنتِ عايزة نزور كل حاجة مرة واحدة؟
ضحكت ماسة وقالت: طبعًا! مش عارفة ليه حاسة إن الأماكن دي مش مجرد آثار، دي بتتكلم وتحكي عن زمان، عن ناس عاشوا هنا وتركوا كل ده ورحلوا.
قال سليم وهو ينظر نحو المعبد: عندك حق، بس جمال المكان الحقيقي هو إنك هنا معايا أنا مبسوط ان رحلة عجبتك
ماسة بتأييد: جداً…. خصوصاً لما جينا بالسفينة زي فيلم حرامية في كجي تو.. خلينا نروح بيها كمان..
.
سليم وهو يضحك ويقلب عينه لأعلى بيأس: يادي الأفلام إللي مش هتبطلي تاخدي منهم معلومات.
زمت شفتيها بتذمر طفولي: بس ماتنكرش إن فيه حاجات كتير فادتني.
ضحك سليم بجاذبية وأحاط خصرها بذراعيه وقربها منه: طبعاً ماقدرش أنكر يا أحلى قطعة سكر، خصوصاً لما لبستي بدل الرقص (غمز لها وقبلها من عينيها)
ضمته ماسة بشدة وقالت وهي بين أحضانه: عارف الكام يوم دول حسيت إننا رجعنا للسنة اللي عشناها لوحدنا، كانت كل حاجة فيها حلوة حتى إنت.
أبعدها سليم قليلاً وهو ينظر لها بتركيز ويضم بكفيه كتفيها قال بإستغراب:حتى أنا !!!
هزت ماسة رأسها بتفسير وضيق خفيف: آها كنت أهدى بكتير، هنا حساك مش مرتاح، حتى لو بتقولها بلسانك أنا تمام، بس عينيك بتقول غير كدة..
مسحت بظهر أصابع يدها على لحيته بنعومة وواصلت حديثها: عيونك، بتقول إنك تعبان، مهموم، حتى إنت هنا عصبي أكتر، هناك كنت هادي ورايق حتى كمان متخانقناش ولا مرة، هنا بنتخانق كتير وبيحصل حاجات تعصبك.
تبسم سليم بنعومة ووضع كفه على كفها الذي على خده بإنضمام وقبلها منه بحب وهو يمسح بأصابع يده الأخرى على وجهها، قبلها من أحد عينيها وعاد بخصلات شعرها للخلف وقال بنبرة جميلة عاشقة؛
-أنا تمام ياقلبي طول ما إنتي معايا وجنبي أنا تمام، أنا مش بلاقي مسكنى غير بوجودك، إنتى بوصلِتي، البوصلة إللي بتورينى طريقي الصحيح، اعترفلك إعتراف، أنا مش أول مرة أمسك مسدس وأضرب لما قتلت محمود، بس عمري ماقتلت غير دفاع عن النفس، ومن وقت ما عرفتك عاهدت نفسي إني مستحيل أمسكه تاني، ولا حتى بحب أخليكي تلمحيه، بس للأسف اضطريت أرجع تاني بسبب إللي حصل معاكي ومع أهلي، لكن عارفة أنا فهمت حاجة …
نظرت له وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم، فأكمل سليم ورد على نظراتها: وقتها عرفت إنك الوحيدة إللي قادرة تخلي سليم واحد تاني، بني آدم طبيعي، سليم إللي بحبه وهو معاكي، معاكي وبس يا ماسة.
دققت ماسة النظر فى ملامحه بإتساع عينيها برجاء:
طب خلينا نرجع، خلينا نمشي ناخد ماما وبابا واخواتي ونرجع
سليم بوعد: هعمل كدة قريب أظبط بس للباشا كل حاجة زي ماكانت وأفهم إخواتي أصول الشغل، وبعدها أخدك ونرجع، أنا أصلاً مش مرتاح هنا و عايز نكمل هناك، عايز أخدك ونمشي يبقى لينا حياة لوحدنا، عيلة صغيرة أنا وإنتي وبنتين وولدين وأعملك بيت صغير و.
قاطعته ماسة بحماس: وقصاده جنينة كبيرة أوي زي الشاليه بتاع سويسرا، زي ما اتمنيت زي البيت اللي كان نفسي..
أكمل سليم وهو يهز رأسه بإيجاب بإبتسامة جميلة : بالظبط زي بتاع سويسرا، بنفس تفاصيل البيت إللي بتحلمي بيه الخشبي، إللي أثاثه خشب وفرشه بالشكل البدوي أنا فاكر مش ناسي، بفكر كمان نعيش هناك على طول، إنتي حبيتي المكان هناك، أحلامي مش إني أفضل هنا مع العيلة تؤ، عايز أبعد وأعمل بيزنس خاص بيا، شركة السياحة إللي اتفقنا عليها، وتيجى تشتغلي معايا تبقي مديرتي الحلوة، ( بنوع من الحسرة و الوجع أكمل ): عمري ما كنت بحس إني بنتمي ليهم، دايماً بحس نفسي بعيد وغريب عنهم، مش عارف ليه؟ برغم إن بابا وفايزة دايماً يقولولي إنت الملك إنت القائد إنت اللي هتقعد على الكرسي، إنت كبير العيلة بعد عزت، بس أنا مش عايزها، عايز نبعد ونأسس الحياة إللي نستحقها، خلينا نتحمل شوية 5 سنين بالكتير
اتسعت عينا ماسة بصدمة: 5.
سليم تنهد:بصي السنة دي هفضل شوية مضغوط بعد كدة الدنيا هتتظبط.
ماسة بإستغراب: طب مادام هى سنة ليه قولت خمسة؟؟ الأربعة التانين دول ليه؟
سليم بتفسير: محتاج أقَوي مركز العيلة وأقوي ياسين عشان هخليه ياخد مكاني،هو الصغير بس هو إللي يستحق، عملت دراسة كدة ولقيتهم خمسة بالكتير، ممكن أقل شوية بس مش أكتر.
ماسة بتعجب: طب ليه ياسين ده الصغير كمان بحسه طيوب قوي وغلبان بحسه شبهي.
تبسم سليم وقال بتأييد و عقلانية: هو فعلاً شبهك أنظف حد في عيلة الراوي، الكبير يا ماسة لازم يبقى عنده مواصفات معينة غير القوة والهيبة والذكاء، لازم كمان يتميز بالحنية والعفو والمغفرة والصبر والحكمة والهدوء، وتكون عينه مليانة مش طماع ولا أناني ولا عنده استعداد يدوس على الكل عشان يوصل لأهدافه، عارفه يعني إيه كلمة كبير؟ بإنك بتجمع العيلة أيد واحدة، سند لبعض، وياسين أنسب واحد للموضوع ده برغم إنه صغير عموماً..
تبسم وهو يضمم وجهها بكفيه قال بحب: يا أحلى قطعة سكر في المجرة، مش هاييجي جاسر إلا وإحنا فى بيتنا بسويسرا.
ماسة بدلع وهي تتمايل بين يديه: حور, هتبقى حور عشان تاخد بالها من جاسر وتبقى زي فريدة معاك.
سليم تبسم:وأنا موافق وتكوني خلصتي دراسة وقدمتي في الجامعة.
ماسة تنهدت بتمني: اااها يااااا ياسليم إمتى بقى.. (ابتعدت قليلا) يلا خلينا نكمل رحلتنا.
سليم قبلها من خدها قال بغزل؛ يلا يا ام احلى عيون بكون
ابتسمت ماسة بخجل وهي تسحب سليم لمواصلة جولتهما بين النقوش والجدران المهيبة، مستمتعين بكل لحظة في هذا المكان الذي يحمل بين جدرانه قصصًا خالدة.
ـ القاهرة
الشارع المؤدي إلى فيلا عائلة ماسة، الواحدة ظهرًا
نشاهد سلوى تسير، وتحمل بين يديها أكياس طعام، يبدو أنها عائدة إلى المنزل بعد جولة تسوق، وعلامات الإرهاق تبدو على وجهها من حرارة الجو.
على بُعد خطوات، يظهر مكي متخفياً خلف إحدى الأشجار، يراقبها بصمت. كانت عيناه ممتلئتين بالشوق والقلق، وهو معلق ذراعيه الذي لم يندمل تمامًا. منذ خروجه من المستشفى قبل خمسة أيام، لم يلتقِ بها كما وعد، ولم يجب على اتصالاتها. كان يحاول الابتعاد عنها خوفًا من أن يصبح أضعف أمام مشاعره، لكنه لم يستطع مقاومة رغبته في رؤيتها، حتى لو كان ذلك من بعيد.
أثناء انشغاله بمراقبتها، انحنت سلوى لتعيد ترتيب أكياس الطعام التي كادت تسقط من يدها، لكنها لم تنتبه إلى سيارة مسرعة تقترب منها.
في لحظة خاطفة، استعد مكي للركض نحوها، وهو يصرخ بصوت عالٍ: “سلوى! انتبهي!”
التفتت سلوى بسرعة باتياع عينيها وووووو
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الماسة المكسورة) اسم الرواية