رواية لحن الحياة الفصل السابع و الثلاثون 37 - بقلم سهام صادق
أنثي رقيقة(37)
*************
كلمة نطقت في اوهج لحظات حنقه منها.. فرفع كفيه يمسح علي وجنتيها بهدوء متنهدا بيأس
- سبحان الله حتي يوم ماتنطقي وتعبري عن مشاعرك .. مختاره اكتر لحظه انا عايز اخنقك فيها
فنفضت كفيه بعد سماعها عبارته واشاحت رأسها بعيدا عنه تتنفس بغضب ..فأمسك جاسم يدها لينزلها من فوق الفراش ثم ضمها اليه رغم اعتراضها
- هش خلاص
وربت علي ظهرها بحنو
- مهرة حياتنا لازم يبقي فيها ثقة أكتر من كده
وعندما أرادت ان تبتعد عنه ..ضمها أكثر إليه
- يعنى ازاي اشوفك في المطعم واسيبك وامشي ..انتي مراتي يامهرة عارفه يعني ايه ..يعني لو انا مش عايزك في حياتي هتجوزك ليه ..هكمل جوازنا ليه
فرفعت عيناها نحوه تتسأل
- روحتوا فين بعد ما سيبتوا المطعم
فضحك وهو يعلم أنها تنتظر تلك الإجابة فقط وأخذ يخبرها بتوضيح كي يريح عقلها وقلبها من الغيره
- نرمين نسيت ملف المناقصه في العربيه ..ولما خرجنا نجيب الملف جاني إتصال من مني بلغتني ان الوفد الإيطالي غير مكان اللقاء ده كل حاجه حصلت
ولطم خدها برفق ثم ضرب جبهتها
- فهمتي يا ام عقل خارق
فلمعت عيناها بغل من تذكرها اقتراب نرمين منه ثم اشاحت وجهها بحنق وهي تهتف
- هي لازم نرمين ديه تكون علطول معاك ..فين ياسر او جيب اي راجل وخلاص
فضحك بمتعه وهو يري غيرتها المفضوحه
- انت بتضحك علي ايه
فعادت تتعالا صوت ضحكاتها فتمتم وهو يشاكسها بمتعه
- بضحك عليكي ياحببتي .. قولي انك بتغيري وخلاص
فعادت تطالعه بحنق وهتفت بصياح
- مبغرش
وكلمه منه ثم منها الي ان صرخت بتأفف
- ايوه بغير ارتحت
فأبتسم جاسم ثم جذبها اليه لتشهق وهي تجده يقبلها بلطف ةيخبرها
- بحبك يامجنونه
.................................................
بعد ساعه كان يتمدد علي بطنه معطيا لها ظهره العاري هاتفا بأرهاق
- خيفي أيدك شويه يامهرة
فدلكت ظهره بقوة.. فتآوه بآلم
- ماله النادي الصحي والناس المتخصصه
فدبت علي ظهره بعند
- سيبني اركز وبلاش توجيهات .. ده مساج
ولمعت عيناها بحماس
- اوعي تنسي أنك هتعلمني السواقه
فضحك بأستمتاع وهو يرفع عيناه نحوها
- مستغله ياحببتي
فحركت كتفيها بزهو
- ده مش استغلال..ده اسمه هات وخد
وهنا انفجر ضاحكا بقوة حتي بدء يسعل
- يعجبني فيكي مصطلحاتك ياحببتي
وتآوه مجددا
- انتي بتعجني عجين يامهرة
لتنظر الي موضع يديها ثم اليه
- شوف بتتريق عليا ازاي ... بدل ما تقولي تسلم إيدك
فأبتسم بأستياء
- كملي يامهرة بس بحنية ..ها حنية
وبالفعل وضعت كل تركيزها علي عضلاته المتشنجه وأخذت تدلك بزيت عطري مخصص ..الي ان هتفت أخيرا
- حلو كده
فأعتدل من وضعه ونظر إليها مبتسما
- تسلمي ياحببتي علي أسوء مساج اتعملي في حياتي
فأتسعت عيناها وهي تجده ينهض من فوق الفراش ويرتدي قميصه
- أسوء مساج
ورفعت يداها نحوه
- انا يتقالي كده ..طب ايه رأيك انك هتعلمني السواقة النهارده
فضحك بمتعه ومد أنامله نحو وجنتيها
- هجيبلك مدربة تعلمك ياحببتي .. يابتاعت هات وخد
وخرج من الغرفة دون كلمة أخري متجها لأسفل نحو غرفة مكتبه مبتسما
............................................................
ابتسم كريم بلطف وهو يري سعادة بسمه مع طفليه ..فبعد ما حدث لها وعلم قصتها تعاطف معها بشده .. وأخذ يزفر أنفاسه بقوه وهو يتخيل مرام بين أولادهم... فرحلة أمريكا طالت لبضعة ايام أخري ولم يلاحظ اي حزن او اشتياق منها اليهم كل ما لاحظه اشتياقها إلي أحلامها ان تكون سيدة أعمال يوما
مرام حبيبته أصبحت امرأة أخري امرأة لم يتمناها
وسمع ضحكات بسمه مع صغيريه لتستع ابتسامته واقترب منهم يشاركهم ما يفعلوه
لتنظر اليه بسمه بلمعان وتمني لو كانت هي زوجته ..اما كريم كان ينظر لها بشكر وامتنان لاهتمامها بصغيريه
.....................................................
نظر كنان الي عائشة وكيف تتصرف معه وهو غارق في متابعة كل تفاصيل حركتها لا يعلم هل انجذابه لها كشقيقة لما تحمله من ملامح شقيقته ام حب
وهنا تجمدت عيناه هو لا يتخيل حياته من دون ورد من دون رقتها وطيبة قلبها وفاق علي صوت عائشة
- سيد كنان لديك موعد بعد ساعه
فحرك كنان رأسه وهو يتسأل وقد تجاهل ما أخبرته به
- أليس لديك اخوة عائشة
فلمعت عين عائشة بوميض يحتله الماضي لتحدق به وهي تريد ان تصرخ به تخبره
- أنه شقيقها .. أنها توأم هازان .. انها ابنه كمال الدين وابنة الخادمه التي أقام معها علاقه نتج عنها طفلتين إحداهن أخذتها فريدة وعاشت في ترف وحياه يحلم بها الكثير وأخرى عاشت في ضيعة نائية وحياه قاسية ..ماضي مر بتفاصيله ولم تعلم حقيقته الا من خالتها قبل ان تتوفي
- عائشه
خرج صوته منبها لها .. لتفيق من شرودها معتذرة
- معذرة سيد كنان .. هل استطيع الانصراف مبكرا اليوم
ليطالعها كنان بهدوء ثم أشار لها بالموافقه وهو يحدق بالفراغ الذي تركته
لتنصرف فتلمع عيناها بكره فهي اتت لتعمل معه كي تجعله يقع بحبها ثم تلقي عليه الحقيقه الصادمه أنها شقيقته
............................................
وقفت ليليان تطالع ورد بعد ان صبغة شعرها وأعطاها مظهر مبهر وهتفت بحماس
- التغير جميل ورد
فتسألت ورد بأمل ان يكون شكلها أصبح جيد
- ما رأيك ليليان
فهتفت ليليان بدفئ
- رائعة .. بل فوق الرائعة
فضحكت ورد علي كلماتها ..لتنظر لها ليليان هاتفه
- سينبهر كنان اليوم
............................................
وقف كنان مبهورا وهو يري ورد بهيئتها التي سرقت أنفاسه ..ليجد ورد تقترب منه بدلال تخلع له سترته تخبره بصوت رقيق
- اشتقت لك حبيبي
حفظت خطواتها بدقه ورغم خجلها الا أنها من اجله قررت ان تسيطر على كل شئ وتعيد شغفه بها ..وهذا كان بفضل ليليان اللي أخبرتها بأن اعين الكثير علي زوجها ولا بد ان تجعله يجن بها كل ليلة
ووقفت علي أطراف قدميها وتعلقت بعنقه
- ما رأيك بلون شعري الجديد
فأمسك كنان خصلاتها ثم نظر الي ما ترتديه متسائلا
- ما الأمر ورد
فعبست بطفولة
- هل يوجد دوما أمرا اذا تدللت الزوجه علي زوجها
فأبتسم لها كنان وقد نسي كل تشتته ليجذبها إليه معتذرا
- اعلم أنني ابتعدت عنك الأيام الماضيه
ومسح علي وجهها ليجدها تدفن وجهها بصدره
- لا تؤلم قلبي كنان
................................................
تنهد بشير بسأم وهو يري تصرفات سيلا من اغرائها له .. وأنتفض من فوق مقعده بعدما وجدها تميل نحوه تخبره
- كفي عقاب بشير
ليدفعها بشير عنه بضيق
- سيلا انا وانتي انتهينا منذ زمان
وتابع بجمود
- سأخبر كنان بأن لا عمل لنا معا
لتتجمد ملامح سيلا نحوه وتقترب منه تعانقه ولكن كما اعتادت منه ..ينفرها ويدفعها بعيدا عنه
- لم تحصلي علي كنان ..فقولتي اعود لبشير المغفل
لتهتف سريعا وهي تري نفوره المؤلم لقلبها
- كانت غلطة بشير وندمت عليها
فضحك بشير ساخرا
- لا يوجد غلطات في الحب سيلا .. وياليت تعودي لمكتبك فأنا اشمئز من رؤية وجهك حولي كثيرا
فوقفت مصدومه مما سمعته ..هل هذا هو بشير الذي أحبها بشده فيما مضي وعادت تتقدم منه
- بشير أعطيني فرصه واحده
وصعقت من رحيله من غرفة مكتبه ..تاركا لها المكان كله
..................................................
خرجت من السيارة تضحك علي وجه جاسم الذي وقف يحدق بها
- انتي متحاوليش تسوقي او تفكري في الموضوع ده تاني
لتزداد ضحكات مهرة
- أنت اللي مبتعرفش تعلم
فأقترب منها جاسم زافرا أنفاسه بضيق
- لاء حقيقي ايه كمية الذكاء اللي عندك ديه يامهرة
فوضعت اصبعها على موضع عقلها قائلة بفخر
- ذكائي ذكاء خارق
ليضمها إليه بحنان وهو يضحك
- هصبر واعلمك تاني ..بس هو شهر يامهرة وبعد كده خلاص
فأبتسمت بمتعه وهي بين ذراعيه ليتسأل
- انتي قولتيلي أنك كنتي بتسوقي قبل كده صح
فرفعت عيناها نحوه ضاحكة وهي تعلم ان إجابتها ستصدمه
- اه كنت بسوق العجلة بتاعتي
فوقف جاسم مصدوما مما يسمعه
- ماشاء الله .. لاء كل يوم بتبهر اني اتجوزتك
فصدح صوت ضحكاتها عاليا ..ليدفعها جاسم أمامه بحنق
- الصبر يارب
لتتحرك أمامه وهي تضحك .. وأردفوا داخل المنزل فوجدت هدي تستقبلهم بوجه حزين لاحظته مهرة
..................................................
انصدم كنان من فعلت عائشه وهي تهندم له قميصه وسترته قبل ان يخرج لغرفة الاجتماعات... وابتسمت له وهي تبتعد عنه تنظر لعيناه الغائمة في مطالعتها
- لم أقصد شئ سيد كنان
فأبتسم لها كنان بحنو وتخطاها متمتما
- لا عليكي عائشة
لتقف عائشة تنظر لخطاه بلمعان ورغبة في الصراخ وهي تريد تخبره بالماضي ومافعله والده ووالدته السيده فريده بوالدتها
ثم عادت تشرد في حياة كنان فهي تعلم أنه متزوج
.............................................
جلست ورد يراودها الشك ..كنان عاد يغدقها بحنانه ولكن لا تشعر أنه معها وكأنه واجب يؤديه لتتذكر خطوبة شقيقها أكرم فأبتسمت وهي تظن أن كنان بالتأكيد سيأخذها حتي لو لم تطلب هذا
لتقف فريدة أمامها تنظر لها بتشفي
- أرى انكي اصبحتي زوجة تعيسة ورد
وانصرفت من أمامها وهي تهتف بسخرية
- انتبهي لحالك عزيزتي
وانصرفت فريدة نحو وجهتها حيث طبيب التجميل الذي حدثتها عنه احدي صديقاتها وقد وقعت في غرامه
.................................................
جلست رقية تقص لمهرة ما تفعله مع مراد ..لتضحك مهرة بصخب
- كده انتي هتشليه قريب ..كفايه عليه
لتهتف رقية وهي ترتشف من كأس العصير خاصتها
- لازم انتقم منه
فضحكت مهرة بلطف واقتربت منها تنصحها وكالعاده تنصح وتنسي نفسها
- بس لعبة القط والفار ساعات بتبوخ يارقيه ..واه مراد اعترف بحبه وانه كان غبي واعمي
فحركت رقية رأسها مؤكده علي كلامها
- اه غبي واعمي
لتطالعها مهرة مبتسمه ثم ضحكت
- لاء احنا عايزين نرجع لرقية الهاديه الرقيقه وبعد ما تتجوزيه انتي حره
لتضحك رقية في تلك اللحظه ناظرة حولها
- هو جاسم في مكتبه صح
وأشارت لمهرة كي تقترب منها ...فأقتربت منها مهرة متسائله
- مالك بتبصي حواليكي كده
لتهتف رقية بهمس
- هو ايه النظام بينك وبين جاسم ..زي الأفلام والمسلسلات
كده ولا الطبيعي بتاعنا
وغمزت لها رقيه لترتبك مهرة ..فضحكت رقية علي ارتباكها مصفقة
- لاء شكلك أستاذه يامهرة ..اديني يلا نصايح
وبدأت مهرة تنصحها ورقية مندمجة معها ولم ينتبهوا لاقتراب جاسم منهم والذي ألتقطت أذنية تلك الجمله
- خليكي انثي رقيقه
وهنا انتفضوا هما الاثنان ولم تكمل مهرة باقي حديثها ..لتنهض رقية فورا هاتفه بخجل
- معلش ديما عمللكم إزعاج
ليحدق جاسم بمهرة التي وقفت مرتبكه
- تنوري في اي وقت يارقية
وأشار نحو مهرة
- ممكن دقيقه بس ياحببتي
فسارت مهرة خلفه ..ووقفت رقية تنظر لهم بحالمية ثم ابتسمت وهي تتذكر مراد
وقف جاسم يحدق بمهرة بصمت لتتسأل
- في حاجه ولا ايه ياجاسم
فهتف جاسم بهدوء
- لاء متقلقيش بس كانت عايز اقولك ..ان ريان جاي يتعشا معانا النهارده
فحركت رأسها بتفهم
- تمام هبلغ مدام هدي وفوزية
وكادت ان تنصرف .. ليجذبها إليه هامسا بمكر
- انثي رقيقة يامهرة ..طب انصحي نفسك ياحببتي واشفقي على جوزك الغلبان
لترفع اصبعها نحو صدره
- انت غلبان
وانصرفت من امامه ولكنه عاد يجذبها مجددا
- طب انا عايزك كده .. دلعيني شوية بدل ما كل الناس بتتدلع الا انا
فعادت تحدق به ثم رفعت يدها نحو جبينه تتحسسه
- لاء مش سخن
فأبتسم وهو يجذبها إليه مرة أخرى
- جاسم انت هتعمل ايه
لتلمع عين جاسم بمكر
- وحشتيني
فدفعته عنها ثم انصرفت لتذهب لرقية التي تنتظرها ..فوقف جاسم يحدق بها مبتسما
- مراتي بتنصح وهي محتاجه اللي ينصحها
.................................................
عادت مرام من رحلة عملها ولم تفكر ان تسأل عما فعلوه صغيريها في غيابها كل ما فعلته انها اخذت تقص له عن انبهارها
- مؤتمر كان رائع ياكريم ..وقبلت فيه شخصيات كتير مهمه
وظلت تثرثر وتثرثر الي ان مل وهتف
- مرام ممكن تنسي شغلك شوية في البيت .. المفروض ده وقتي ووقت أولادنا
فأقتربت منه بدلال وعانقته
- ما انا متحمسه اوي وعايزه اشاركك حماسي
فمسح علي وجهها برفق
- انا مبسوط أنك بتنجحي يامرام ..بس ده ميمنعش اني مفتقدك
فلمعت عيناها وهي تدفن وجهها بصدره
- اوصل لحلمي بس ياحبيبي وابقي سيدة أعمال وأنا كلي ليك
...................................................
وقفت سهير امام أكرم في بيت غريمتها ورغم حنقها من وجودها هنا الا أنها أتت كي تعيده لها ..فعندما علمت بمساعدة مهرة له اشتعلت الغيره داخلها وخشيت ان تسرقه منها وقررت ان تتقبل هزيمتها تلك المره علي ان يبتعد عنها أولادها
- كده ياأكرم تهون عليك امك حببتك
جاءه صوتها ضعيف منكسر مما جعله يتراجع للخلف لتدخل الشقه تنظر حولها بأمتعاض ولكن أخفت امتعاضها كي تعود به
- اتفضلي ياماما
لتجذبه سهير لأحضانها سريعا وهي تبكي
- موافقه ياحبيبي خلاص علي جوازك من البنت اللي بتحبها .. مدام ده هيريحك
ثم هتفت بقلة حيلة وهي تتمني ان لا تتم تلك الخطبه
لتتهلل اسارير أكرم بحبور
- بجد ياماما
لتلوي سهير شفتيها وهي تري مدي سعادتها
- مالك فرحان اوى كده ياابن بطني .. هي البت ديه عملالك ايه
فضمها اليه فمهما كان هي امه حتي لو بها جميع خصال الدنيا السيئه
- بحبها ياماما
فظهرت الغيرة علي وجه سهير ولكن تمالكت نفسها ومسحت علي شعره وهي تهتف داخلها
- كانت فاكره بنت زينب أنها تقدر تاخد ابني مني ..وتبقي هي الشهمه الحنينه
..............................................
وقفت ريم في غرفة الإجتماعات تعطي ريان الأوراق المطلوبه وعيناها صائبة علي ياسر الذى تجلس جواره رفيف تحاوره بعمليه محكمه ..كانت تنظر إليه بهيام وشرود وعندما رفع ياسر عيناه نحوها .. حدق بها للحظات ثم اشاح عيناه بعيدا عنها معنفا نفسه عما فعل
وفاقت ريم من شرودها على طرقعت اصابع ريان
- ريم
لتنتبه ريم له وأرتبكت وهي تتسأل
- افندم ريان بيه
فأبتسم لها ريان معطيا لها الملف
- انسخي منه نسخه من فضلك
لتنصرف من امامه سريعا ..فألتف ياسر نحو ريان الذي أخذ يحرك يده ببطئ علي ذقنه وهو لا يفهم سبب لرقة تعامله مع ريم ..رغم تعامله القليل مع ريان الا أنه يعلم أنه ليس لين في طباعه مع احد وخاصة لو كانت موظف لديه
..............................................
جلست مهرة بجانب هدي الباكية تستمع لقصتها مع ابنها العاق الذي طردها من شقتها من أجل زوجته ..فربتت مهرة علي يدها لتسمع صوت فوزية الحزين
- كل النار ديه جواكي ياست هدي
ولوت شفتيها بأمتعاض وهي تقلب الطعام
- اللي يعيش ياما يشوف
اما مهرة كانت تنظر لها بتعاطف لا تعلم كيف تساعدها ...فترجتها هدي
- نفسي اشوفه اوي يامهرة ..سمعت انه باع الشقة واخد شقة تاني
فطالعتها مهرة بحنو
- بعد كل اللي عملوه معاكي..عايزه تشوفيه
فأخفضت هدي رأسها بحزن
- بكره لما تبقي ام هتعرفي يابنتي
فأخذت تحدق في هدي إلي ان سمعت صوت جاسم يهتف بأسمها وفور ان خرجت من المطبخ ..وجدت معه نرمين تحمل حقيبة بها حاسوبها فيبدو أنها سترافق جاسم لهنا أيضا
فأقترب منها جاسم وعانقها بحب
- لسا تعبانه
فحركت رأسها بنفي ..ليمسح على وجهها بدفئ
الي ان تنحنحت نرمين بخجل...فهتف جاسم
- اتفضلي يانرمين لغرفة المكتب
فوقفت مهرة تنظر الي نرمين التي نفذت ما أمر به
- حببتي في أوراق مهمه لازم اراجعها
فأمتعضت مهرة منه
- وايه جاب الآنسة نرمين
فضحك جاسم عليها
- شغل ياحببتي
واتجه نحو غرفة مكتبه هاتفا
- بلغي هدي تعمل أتنين قهوة
وترك الباب مفتوحا وبدأت نرمين تعطيه بعض الأوراق وتناقشه فيها وهي وقفت تنظر لهم الي ان انصرفت عائدة للمطبخ تطلب من هدي صنع القهوة
ولكن ثلاث فنجاين وليس اثنان فهي سترافقهم
وبعد عشرون دقيقه كانت تتقدم بفنجانين القهوه...لينظر جاسم للفنجان الثالث وقبل ان يتسأل وجدها تجلس علي الأريكة وتهتف ببرآه
- معلش هقعد معاكم اشرب قهوتي واقرء كتاب
فأبتسم جاسم علي غيرتها ثم طالعتها نرمين بأرتباك
ومر الوقت الي ان انصرفت نرمين... ووقق جاسم يحدق بمهرة التي وضعت أحد الكتب امام عينيها كي تداري نظراتها نحوهم
فجذب منها الكتاب ضاحكا
- طب ماكنتي اخدتي قهوتك وقعدتي في الجنينه
فلمعت عيناها ونهضت بهدوء
- لاء القاعده هنا كانت لطيفة
فطالعها جاسم مبتسما وطاوق خصرها
- اي مكان انتي قاعده فيه ياحببتي لازم يبقي لطيف وجميل
فأتسعت أبتسامتها وطاوقت عنقه بدلال
- النهارده درس السواقه بتاعنا
فأبتعد عنها جاسم هاربا
- كان أسوء عرض عرضته عليكي ..وانا اللي بدفع تمنه
فضحكت وهي تضرب كفوفها ببعضهم
- انت مش بتصبر عليا ..يومين وزهقت مني مع اني بفهم بسرعه
فطالعها جاسم غامزا
- بتفهمي بسرعه والعربيه اللي دمرتيها .. نسيتي ولا افكرك
فطأطأت رأسها وهي تفكر في حيلة
- كنت مرهقة ومش مركزه
فصدحت ضحكات جاسم بعلو وهو يعانقها
- تعالى نأجل درس السواقه .... وناخد درس تاني مهم ومفيد
وعندما فهمت مغزي حديثه دفعته عنها بخجل
- جاسم
فأبتسم بمكر
- عيونه
......................................
الي الآن لما يحادثها كنان بأمر ذهابهم لخطبة شقيقها التي ستتم بعد أسبوع من الآن فقررت ان تسأله وهي نائمة علي صدره
- كنان اريد ان أذهب لخطبه أكرم
ليهتف كنان بهدوء مخبرا إياها
- لن نسافر ورد ..فأنا سأسافر ل إيطاليا وسأظل شهر هناك
لتتسع عين ورد
- شهر وانا كنان
وكانت إجابته ما لم ترغب في سماعه بل وصدمتها
- ستظلي هنا ورد مع والدتي
.........................................
هبطت مهرة من البناية التي يعيش بها ابن السيدة هدي وهي تعرج فقد دفعتها زوجته من باب الشقة فألتوي كاحلها علي الدرج .. وعندما لمحها السائق
اقترب منها سريعا يعطيها هاتفه
- جاسم بيه عايز حضرتك يامدام
وناولها الهاتف لتتذكر ان هاتفها قد انتهي شحنه فور ان هاتفت هدي واخبرتها عن عنوان ابنها الحالي
كان املها ان يرق قلب ذلك العاق ولكن مثل والدها يسير خلف زوجته
وألتقطت الهاتف من السائق ..فصدح صوت جاسم الغاضب
- انتي فين
فأرتجف جسدها ونطقت بخوف
- انا كنت في مشوار كده
ليهتف جاسم بجمود
- تيجي علي البيت حالا
وأغلق الخط بوجهها لتقف تنظر للهاتف برجفة داخلها
ثم نظرت للسائق لتجده ياتقدم أمامها
وبعد نصف ساعه كانت تصعد بعض الدرجات وتمسك حذائها بيدها وتعرج علي قدمها بآلم
لتردف للداخل .. فوجدت جاسم ينتظرها في بهو المنزل يضع كلتا يديه في جيب سرواله ويحدق بها بهدوء شديد وعيناه مركزه علي خطواتها وهيئتها الغير مرتبة
يتبع بأذن الله
**********
•تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية