رواية لحن الحياة الفصل التاسع و الثلاثون 39 - بقلم سهام صادق
كلمة بعثرة مشاعره(39)
****************
تجمدت عيناها علي هذا الموقف وصوت صدي ضحكاتهم مازال يتردد في اذنيها ..وقفت نرمين من فوق مقعدها عندما رأتها ..اما جاسم نهض بشوق ظاهر في عينيه وفتح ذراعيه لها
- مهرة ...تعالي ياحببتي
الغيره كانت تحرقها من الداخل حتي قدميها أبت ان تتحرك من مكانها ك عيناها التي مازالت تحدق بهم بصمت ...صحيح ان الوضع ليس به شئ مريب..ولكن هي تغار بشدة عليه .. وأخذت تتفحص نرمين المرتبكه من قمة رأسها لاسفل قدميها وتحركت ببطئ نحو جاسم حتي أصبحت أمامه فضمها بشوق هامسا
- وحشتيني ..لولا ان كان لازم اجي علي الشركه ضروري ..كنت جيت فورا علي البيت
وطبع بقبلة دافئة علي جبينها .. ونرمين مازالت تننظر أمر جاسم هل تظل ليكمل مطالعة العقود ام تنصرف
كانت مهرة تختلس النظرات نحوها بحنق وتتفحص ملابسها ورقة وجهها .. نرمين مثال للأنثي ذو الوجه الرقيق الذي يجذب الأعين
وتنهدت داخلها ستستخدم داهئها الأنثوي النابع من غيرتها
- وانت وحشتني أكتر ياحبيبي ..مقدرتش استني لما مني قالتلي إنك وصلت
وقبلته علي وجنتيه ثم داعبت عنقه بلطف ..ليبتسم جاسم وهتفت بدهشة مصطنعه بعدما ابتعدت عنه وركزت بنظراتها علي نرمين
- اوه مأخدتش بالي ان انسة نرمين موجوده معانا ياحبيبي
كان جاسم يحتوي خصرها ويكاد ان ينفجر من شدة الضحك .. فعيناها ستقتلع نحو نرمين وهي تقول له أنها لم تنتبه لوجودها وشعرت نرمين بالخجل من وجودها بينهم وخاصة بعد تلك الجمله فتمتمت معتذرة وهي تمد يدها نحو مهرة تصافحها
- منورة الشركه يافندم
ونظرت لجاسم برقتها الطبيعيه
- استأذن انا يافندم .. وهفضل موجوده في مكتبي أكمل الشغل اللي طلبته
فحرك جاسم رأسه بأعتراض .. واحدي ذراعيه كانت تضم تلك التي وقفت تطالعهم بملامح هادئة عكس ما بداخلها
- لاء روحي ارتاحي ..المفروض كنتي روحتي من المطار علطول .. حقيقي بشكرك يانرمين انتي اثبتي جدارتك في وقت قصير
وابتسم وهو يطالعها بتقدير
- هتبقي سيدة أعمال ناجحه
فأبتسمت له نرمين بخجل ..فأطرائه كان فخر لها
وكادت ان ترد عليه ولكن نظرات مهرة المتفحصه نحوها اربكتها ..فأخذت الأوراق التي كانت تناقشها معه وتمتمت وهي تنصرف
- شكرا يافندم
وأخيرا انتهي المدح والابتسامات اللطيفة .. وانغلق الباب...لتنفض مهرة ذراع جاسم الذي يحاوطها متسائله
- هو سؤال واحد وتجاوب عليه
فأبتسم جاسم وهو يعود لمقعده
- اسألي ياحببتي ..انا برضوه كنت شاكك في هدوئك واللطافه اللي كنتي فيها من شويه
فقبضت علي يديها بقوة ثم طرقت علي طاولة مكتبه بغضب
- نرمين كانت معاك
فطالعها ثم عاد يطالع الأوراق التي أمامه
- اه كانت معايا... وأكيد مش واخدها نتفسح ده شغل يامهرة
فتذكرت مديح نرمين للرحلة وسعادتها... فرفعت حاجبيها بضيق وقلدت صوتها بحنق
- ديه أجمل رحله انا روحتها
وتابعت بغيره
- ديه كانت رحلة عمل ولا فسحه بتستجموا فيها
فرفع جاسم عيناه نحوها بملل
- تعرفي انا بقالي يومين مبنمش ..ومش مستحمل يامهرة
وسألها بجمود
- انتي جيتي الشركه ليه ..مش المفروض تستنيني في البيت زي اي زوجه بتستني زوجها ولا جايه تحققي معايا
وقبض علي الأوراق التي أمامه بغضب ... فأرتخت اهدابها وقاومت دموعها وهي تتذكر سبب قدومها اتت لتخبره عن حملها عن الجنين الذي داخل رحمها عن سعادتها وترى سعادته بالخبر
وحملت حقيبة يدها بصمت ونظرت له وهو يحرك يده علي وجهه بأرهاق
- صح انا جيت ليه ..معلش قطعت شغلك المهم
وكادت ان تنصرف من أمامه .. فنهض يجذبها إليه بحنان
- مهرة ياحببتي بلاش التسرع اللي انتي فيه ده ... نرمين موظفه عندي لا اكتر ولا اقل وجودها كان لازم معايا ..ده شغل يامهرة .. الرحله عجبتها ف ده رأيها هي ... نرمين انسانه هايلة وعملية غيرتك منها ديه ملهاش داعي ولا اسباب
وابعدها عنه برفق وابتسم ثم مسح علي وجهها العابس
- روحي علي البيت يلا وانا هخلص شوية حاجات في الشركه وهاجي وراكي
بعد ان كان حديثه لطيف واهدء غيرتها انقلبت ملامحها مجددا ..فهو يمدح نرمين أمامها
ونظرت له طويلا ..ولم تجد شئ تخرج فيه غضبها ..فألتقطت قلمه الموضوع جانبا وكسرته بغل
ورحلت ليقف يحدق بها بيأس ثم انفجر ضاحكا
- يامجنونه
وتنهد بحب وعشق حقيقي
..............................................
خرجت من الشركه نحو السيارة التي خصصها لها جاسم حانقه منه وقد انطفأت فرحتها .. نرمين تلك التي تشغل بالها دوما ..وخاصه بعد مشكلة احدي زميلاتها في مكتب السيد فؤاد وما فعله زوجها وزواجه من اخري تعمل معه
طيلة الطريق عقلها شارد وهي تقضم أظافرها بضيق وتحادث نفسها
- هفضل احرق في دمي كده كتير ..لاء والبيه بيمدحها قدامي
وضغطت علي شفتيها بحنق ثم عادت تقضم أظافرها والسائق يطالعها من مرآة السيارة مندهشا
الي ان وصلت الفيلا ووجدت هاتفها يعلو رنينه برقم أكرم
- مهرة محتاج منك مساعده... بس عشان خاطري وافقي
فتنهدت وهي تردف لداخل المنزل وتصعد الدرج
- أنت مختار اليوم اللي انا مش تمام فيه وتطلب مساعدتي
ثم زفرت أنفاسها وهي تسقط بجسدها علي الفراش
- قول ياأكرم
فشعر أكرم بضيقها
- مالك يامهرة حد زعلك ..سيبك مني انا خالص دلوقتي
فأبتسمت لأحساس شقيقها بها وتمتمت بحب
- لاء قول محتاجني في ايه ..متقلقش عليا انا كويسه
فخجل أكرم من الأمر ولكن لا احد سيخدمه في ذلك الأمر الا هي .. فقد كان طلبه رفقتها ليوم كامل في منتجع كنان فقد اهداه كنان يومان يفعل فيهم مايشاء هناك هو وخطيبته التي فور ان علمت بالأمر رحبت به بشده فتلك فرصه ليلتقطوا صور خطبتهم هناك ويستمتعوا .. ولكن والد ضحي رفض الأمر فطلب منه ان ترافقه شقيقته كي تكون معهم ويطمئن قلبه
فلو ضحي كانت لديها شقيقها لأخذها
استمعت للعرض بصمت لم يروق لها الأمر في البداية ولكن عندما تذكرت جمله نرمين وسعادتها بالرحله
قررت ان تأخذ هي أيضا رحله لنفسها تستجم بها حتي لو ليوم واحد
- مهرة انتي معايا .. جاسم مش هيوافق صح ..انا عارف ان جاسم لسا مسافر الإمارات
لم يكن يعلم أكرم ان زوج شقيقته قد عاد من سفرته اليوم
- لاء متقلقش انا بس بفكر .. خلاص عدي عليا ياأكرم انا جايه معاك
فتهللت اسارير أكرم وضحي التي كانت تجلس بجانبه تنتظر كلمه الموافقه
................................................
وضع النادل الطعام أمامه ثم اتجه لعائشة التي كانت تطالع ماحولها بسعاده ..هذه هي حياة الترف التي حرمت منها وتمتع بها غيرها
كان كنان يطالعها بسعاده حقيقيه ..كانت تظن أنها وصلت لهدفها لاهتمامه بها الشديد هذه الايام ولكن لا تعلم ان كنان بات يعلم بكل شئ ولكن أراد ان يعوضها ثم يخبرها أنه لو كان علم بأمرها لبحث عنها
صحيح هو ابن فريدة ولكن تولي تربيته "جديه"
- مبسوطه عائشه
فأتسعت ابتسامة عائشه وحركت رأسها سريعا
- انا الي الآن لا أصدق أنني عملت كمساعده شخصية لك سيد كنان
فوضع كنان بيده علي يدها وأراد ان يقول لها ناديني بأخي ولكن تراجع عن الأمر
- كنان فقط عائشة
لترتبك عائشة من الوضع ..وأبتسمت داخلها بأن خطتها بدأت تنجح علي شقيقها وطأطأت رأسها متمتمه
- سيد كنان لا يصح هذا
فأبتسم لها كنان بهدوء ورفع يده عن يدها ليشرع في تناول طعامه
- نحن الان اصدقاء عائشة ولسنا بالعمل
وبدء يأكل ..مخاطبا لها
- هيا تناولي طعامك
فطالعته عائشة مبتسمه وبدأت تتناول طعامها ومن حين لآخر تختلس النظرات نحوه
....................................
بعثت له رساله تخبره أنها سترافق أكرم وخطيبته للمنتجع الخاص بكنان .. ثم أغلقت هاتفها وابتسمت براحه تعلم أنها ستقلب عليها حين تعود
وصعدت سيارة أكرم وصافحت ضحي التي كانت سعيده بالأمر ليسألها أكرم قبل ان يقود سيارته
- جاسم وافق
فأشارت له بأن يتحرك
- اطلع ياأكرم ومتسألش كتير
فنظر لها أكرم للحظات ثم تحرك بسيارته
- انا قلقان منك .. بس نطلع وماله حد يلاقي استجمام ويقول لاء
.......................................
نظر جاسم لهاتفه بغل وبغضب .. يعلم انها فعلت ذلك عنادا به وضغط علي أسنانه بقوه
- مش هتتغيري يامهرة بأفعالك المتهورة
وخرج من مكتبه بخطي سريعه ويهاتفها ولكن الهاتف أصبح مغلقا
وقبض علي هاتفه يتوعد لها بالعقاب .. وقرر ان يهاتف أكرم ولكن هاتفه لا يعطى اشاره
....................................
نظرت ليليان ل ورد التي تأكل طعامها بشرود ثم نظرت لشقيقها الذي يتناول طعامه بضيق من افعال صديقه ..فماذا كان سيحدث اذا أخذه زوجته معه
- ورد
فأنتبهت ورد لصوت ليليان التي تسألت بداعبه كي تجعلها تخرج من شرودها هذا
- لم يمر سوا ايام علي سفر كنان وانتي اصبحتي هكذا .. لهذه الدرجه ورد... المره القادمه تعلقي بعنقه كالطفله ولا تتركيه
فأبتسم بشير ..لتبتسم ورد هي الاخري
- تفعليها انتي ليليان مع زوجك مستقبلا
فحركت ليليان كتفيها بمشاكسه ونظرت لشقيقها
- نعم سأفعلها حتي لو دخلت داخل حقيبة سفره
فضحكوا ثلاثتهم ..ف ليليان تستطيع تغيري الأجواء بلطافتها وأخذوا يثرثرون وقد اندمجت معهم ورد وهي تعد الساعات لتعود للمنزل وتحادث كنان الذي لا يكلمها سوا دقائق ولكن هذا يكفيها فهي تعذره فالعمل بالتأكيد شاق عليه
.......................................
تجولت مهرة في المنتجع مع أكرم وضحي التي أكتشفت اليوم انها ذو طبع فكاهي وبشوشة الوجه الشمس قد اقتربت علي المغيب والظلام بدء يسدل ستائره
وبدأت تنسي حنقها من جاسم .. ومع المعامله الرائعة التي يتعاملوا بها كان كل شئ يروق لهم
- أكرم انا تعبت من المشي .. تعالوا نقعد ونتغدي ..انتوا مش جيبني عشان اجوع
فضحك أكرم عليها وضمها له
- عنينا ليكي ولا ايه ياضحي
فأبتسمت ضحي لهم هاتفه بسعاده
- طبعا ده لولا وجودها معانا بابا مكنش وافق علي الدعوه ديه
واتحمست ضحي بشده عندما وجدت عروس تزف في المجتمع ويبدو انها ستلتقط هنا صور عرسها
فالمكان فخم ورائع
وبعد دقائق كانوا يجلسون بالمطعم وأتي معاذ مخصوص لهم يرحب بهم وأخبرهم ان الغرف معدة لهم .. وانتبه أكرم لهاتفه الذي يرن برقم جاسم وعندما نطق بأسمه ..أرتجفت مهرة بخوف
- أيوه ياجاسم ...آه مهرة قاعده قدامي اهي .. مش عارف تليفوني ماله الظاهر انها من الشبكة
ثم تسأل
- انت رجعت مصر النهارده
ونظر إلى شقيقته بعتاب
- انا مكنتش أعرف أنك هتوصل النهارده ..لو كانت عارف مكنتش اخدت مهرة
كان الحديث يدور بين جاسم وأكرم الذي استشعر بوجود خطب ما بين شقيقته وزوجها ووضع أكرم هاتفه جانبا بعد ان أنهى مكالمته مع جاسم
- جاسم جاي المنتجع ربع ساعه ويوصل
فأتسعت عين مهرة ونهضت فزعا
- ايه جاسم جاي
وأخذت تلتف حولها.. فنظر لها أكرم بشك
- مهرة في ايه بينك وبين جاسم وعملتي مصيبة ايه
فأستاءت من آخر جملة نطقها شقيقها
- أكرم انا عايزه أروح اوضتي ارتاح
وسارت من أمامه متجها نحو الفندق وهي تتخيل ردة فعل جاسم لها
وحركت يدها علي عنقها .. وهي تهتف داخلها
- اكيد هيخنقني
فوقف أكرم يحدق بها متمتما بحنق من تصرفاتها وينظر إلى خطيبته
- اكيد في بينهم مشكله
...........................................
تفاجأت ورد من الضيوف الموجدين بالمنزل والموسيقي الصاخبه وصوت الضحكات تتعالا... كانت تمر جانبهم وهي تنفر من الحياة التي تعيشها والدة كنان والتبرج الذي لا تري فيه الحرام
ووقعت عين فريده عليها ..فأقتربت منها بضيق
- لا أريد رؤيتك في الحفل ...مفهوم ورد
فأشاحات ورد عيناها بعيدا عنها ... فهي تمقت الحياة التي تعيشها وتمقت حفلاتها واصدقائها ولولا خوفها من الله لكانت هاتفت كنان الان وأخبرته عن كل صغيره وكبيره تفعلها والدته ولكن تكتم داخلها حتي لا تزيد الفجوة بينه وبين والدته
- انا اكره حفلاتك فريدة خانو ..فلا تقلقي لن أخرج من غرفتي
فأبتسمت فريدة بزهو وتركتها لتذهب إلي أحد ضيوفها وتعلقت بذراعه ويد الرجل كانت تعبث في جسد فريدة التي أخذت تضحك
فوضعت ورد بيدها علي فمها تكتم صوت شهقتها وصدمتها ..وصعدت راكضه لأعلى واغلقت غرفتها عليها لتنهار بعدها في البكاء من تلك الحياه التي دخلتها بقدميها
وبعدما جفت دموعها قررت ان تهاتف كنان تطمئن عليه وتتحدث معه قليلا
- ورد حبيبتي ..مابه صوتك
فتنهدت ورد بضيق متذكرة مشهد فريدة المقزز
- لا شئ كنان ..اشتقت لك كثيرا
كان كنان يقف يحادثها وعيناه علي عائشة التي تبتاع أحد الأشياء لها ولكن أحدهم اقترب منها وحدث بينهم صدام
- سأغلق واهاتفك بعد قليل
واغلق دون ان يسمع ردها .. لتنظر ورد للهاتف بقلق
وقررت ان تنتظر مكالمته
..................................
فتحت له باب الغرفة سريعا ثم ركضت نحو الفراش تتسطح عليه وتسحب المفرش الذي يعلوه وتغطي به كامل جسدها
- انا تعبانه وهنام ..
وازاحت الغطاء قليلا عنها
- هنام تمام
فنظر لها جاسم بصمت ثم تقدم من الفراش وازاح عنها الغطاء بقوة صارخا
- قومي اتعدلي ... بقي انا يامهرة تعملي فيا كده وتخليني اجي لحد هنا
وتذكر رسالتها
- تبعتي الرساله وتقفلي تليفونك .. ومفهمه اخوكي ان الطرطور جوزك لسا مسافر
وجذبها من ملابسها والشر يتطاير من عينيه
- انا حاليا نفسي ارميكي في صندوق زباله .. ولا اقولك ارميكي من البلكونه وارتاح منك ومن عقلك اللي بيفكر زي الأطفال
نسيت توبيخه وكل شئ حتي تهديده وأشارت نحو نفسها
- انا عقلي زي الأطفال
فدفعها نحو الفراش ..لتسقط عليه متألمه من دفعته القويه
- عملتي كده ليه
فنظرت إليه ثم اشاحت وجهها عنه
- كنت مخنوقه ولقيتها فرصه
فسأم من ردودها التي تظنها تهدء الوضع
- لاء رد مبهر الصراحه .. ومستنتيش ارجع ليه من الشركه واختارتي اليوم اللي رجعت فيه من السفر تعملي كده فيه
وتابع بتهكم
- وطبعا عشان تعاقبيني
وكادت ان ترد عليه الا أنه أشار لها بأن تصمت
- مش طايق اسمع صوتك كل مبرراتك وتصرفاتك سخيفه انتي متنفعيش تبقي زوجه يامهرة
ضغط علي كلمته الاخيره كي يوجعها وبالفعل ظهر الألم علي محياها
- انا مينفعش ابقي زوجه ..طب اتجوزتني ليه وانت عارف شخصيتي كويس
فزفر أنفاسه بحنق وهو يطالعها
- كان عندي امل انك تتغيري ..بس كل يوم بكتشف انه مستحيل تتغيري ..حياتك لسا في إطار البنت اللي عايشه دور الراجل ..
وألتف بجسده ليرحل وهو يهتف بجمود
- خليكي مع اخوكي واتبسطي علي قد ماتقدري
لم تكن تصدق ان فعلتها ستصل بهم إلى هذا الأمر ...كانت تظن أنه سيتغاضي عما فعلت كما يفعل كالمعتاد
وفتح الباب ولكن كلمه واحده اوقفته ليقف يلتقط أنفاسه واغمض عيناه وهو يستشعر تلك الكلمه
- انا حامل ياجاسم
.................................
كانت ريم تتأكد للمرة العاشره عبر الرسايل من ياسر هل حقا سيذهب برفقة السيد ريان ام ما سمعته خطأ
وياسر يضحك علي تصرفها الطفولي ويرد عليها بلين غريب عليه
وبعث رسالته الاخيره والتي انتهت بجمله بالنسبه لها ك كلام العشاق
" المعلومات اللي وصلتك صح انا هكون معاكم في رحله شرم وهناء السكرتيرة بتاعتي واستاذ رحيم المحامي .. تصبحي علي خير ياريم "
نسيت كل ما كتبه واخبرها به .. وأخذت تردد بحالمية وهيام
- تصبحي علي خير ياريم
وضمت بعدها الهاتف بالقرب من موضع قلبها ..وأنتفضت بعدها ف الي الآن هي لم تخبر والديها ولم يتبقي سوا ثلاثة ايام علي رحلتهم تلك التي تم تأجيلها من قبل وقد فرحت كثيرا حتي تجد حلا ولكن عندما علمت بالموعد الجديد وان السيد ياسر سيكون برفقتهم تحمست للامر وقررت ان تخوض تلك التجربه وتترجي والداها حتي لو بكت لهم وتوسلت
.....................................
توسدت مرام صدر كريم الذي ضمها إليه بحب ثم طبع بقبلة دافئة بالقرب من شفتيها
- بشتقلك حتي وأنتي في حضني
فأبتسمت مرام ودفنت وجهها بصدره
- وانا كمان ياكريم
وطبعت بقبلة على صدره .. فأبتسم بحب وهو يداعب خصلات شعرها
- ايه رأيك ننزل مصر أسبوع تشوفي اهلك وانا اشوف جاسم
فأعتدلت من وضعة نومها ونظرت اليه برفض
- لاء انا مش فاضية الفترة اللي جايه ما انت عارف وضعي حاليا في الشركه ياكريم
وأتسعت ابتسامتها بزهو
- الأول كنت موظفه في القسم ..دلوقتي انا مديرة قسم
انقلبت مرام المرأة التي كانت منذ قليل بين ذراعيه مغرمة بلمساته وهمساته ..الي مرام العملية التي أصبحت تفضل عملها عن رؤية والديها
وألتف بجسده فأصبح ظهره لها
- اللي يريحك يامرام
فعادت تتسطح جانبه تتلاعب بخصلات شعرها
.....................................
تسطحت علي الفراش جانبه بعد ان انعشت جسدها بالماء الدافئ من هذا اليوم الطويل الذي كان بدايته حماس وترقب ثم شوق وسعاده وتحول لغضب وحنق وعتاب كان سينتهي بخصام
- جاسم أنت لسا زعلان مني
فتنهد بأرهاق وهو يطالعها بهدوء
- هبقي كداب لو قولت اني نسيت ... بس مش هضيع فرحتنا بالخصام والزعل
وجذبها نحوه برفق وحب
- انا سعيد جدا يامهرة فوق ماتتخيلي
وقبل رأسها بدفئ ثم ضمها إليه ويده تتحسس موضع بطنها
- عيشت أغلب حياتي لوحدى ... نعمه جميله يكون للواحد اسره وعيلة
شعرت بنبرة حزنه وهتف بصدق
- هعوض ولادي كل المشاعر اللي اتحرمت منها
كانت تشعر به فهو افتقد حنان والده الذي كان يبدو أب رائع عكس والدها
وافتقد حنان والدته حين تخلت عنه واتزوجت وأخذت معها كريم
مشاعر تفهمها لأنها عانت منها بسبب والدها ثم فقد والدتها الحنونه
وابتسم وهو يجدها تبكي ثم انحنت تقبل خديه بحب
- انا اسفه .. ثم اتبعت عبارة أسفها
- انا بحبك اوي
............................................
نظرت بسمه نحو كريم الذي تتعلق بذراعه مرام وتمشي جانبه بزهو وتباهي .. لم ينتبهوا لها لانها كانت تسير خلفهم علي بعد لا بأس منه
هيئتهم كانت تجعلها تتحسر علي حالها ..
ارادت العوده للوطن ولكن جمله قالتها لها والدتها امس زالت كل شوقها لوطنها
" هترجعلنا هنا بفضحتك ... أحنا مصدقنا الناس تنسى حكايتك .. وبصراحه كده يا بسمه جوزي ياحببتي ممكن يطلقني "
كلمات كانت كنصل السكين .. زوج والدتها الذي تخشي عليه امها هو من دمر حياتها وياليتها استطاعت ان تخبرها بالحقيقه وتصرخ بوجهها أنها هي من اضاعت حياتها
.........................................
اخذ كرم المخدر يستنشقه بلهفة ..الي ان استرخي جسده واغمض عيناه وهو يتلذذ من المتعه التي تسير بجسده من ذلك المخدر اللعين .. كان نادر يقف يطالعه مبتسما وجلس جانبه
- ارتحت دلوقتي
فهتف كرم براحه
- جدا
وكاد ان يخرج له المال ولكن نادر اوقفه يعرض عليه طلبا يريده
- اعتبر الاسبوع ده كله عليا ومش عايز تمن البودرة
فطالعه كرم منتظرا سماع طلبه ..فهتف نادر مبتسما
- اختك تتوسطلي عند جوزها يشغلني في فرع من فروع شركاته .. مش معقول يبقي صاحبي اخته متجوزه جاسم الشرقاوي ومش لاقي شغل
.........................................
تنهد بشير بضيق بعد ان كانت البسمه تعلو شفتيه مع شقيقته و ورد ..واشاح عيناه بعيدا عن سيلا التي تقدمت نحوهم مبتسمه
- لا اصدق أنكم تتناولون العشاء هنا
ونظرت إلي ورد
- اصبحتي تتعرفي علي مجتمعنا ورد
ونظرت إلي ليليان التي استاءت من وجودها
- كنان سيشكرك بالتأكيد ليليان لاهتمامك بزوجته في غيابه وانشغاله مع مساعدته الشخصية
ونظرت إلي بشير الذي حدق بها بقوة ولكن أكملت
- اتعلمي ورد ..مساعدته الجديده تشبه هازان شقيقة زوجك بشده
ثم طالعت ليليان التي لم تكن تعرف بالأمر
- حقيقة لم أراها غير مره واحده ..ولكنها فتاة رائعه
كنان هكذا سيعود لنفسه وذكرياته مع شقيقته وربما تصبح حبيبته
لم يتحمل بشير ماتنطقه سيلا وصدى كلماتها ظهر علي ملامح ورد التي أخذت تطالعه وكأنها تسأله احقيقة هذا ام كذب
وجذب بشير سيلا من يدها بقوه هاتفا
- هيا سيلا ..يبدو انكي لستي بوعيك
وألتفت اعين ورد وليليان نحو بشير الذي غادر المطعم بسيلا .. وارتعشت يد ورد وعيناها تجمدت نحو باب المطعم وهي لا تصدق ما سمعت
...............................
وقفت مهرة بعيدا بعض الشئ عن الحفل التي تحضرها مع جاسم ترتشف العصير وتطالعه بصمت وهو يقف وسط بعض الرجال ونرمين تقف معه تتحدث بلباقة وتلفت أنظار الرجال لها بجمالها..
وتقدم نحوها ياسر غير مصدقا أنها أخيرا قررت الظهور مع جاسم واعتذر منها كي يحادث أحد الأشخاص ..ثم ظهرت رفيف التي كانت عيناها مركزه علي أحد الأشخاص ويبدو أنهم رجال صاحب الحفل
كانت تطالع كل فرد بملل وداخلها يكاد ينفجر ولكن قررت ان تعقل
وسمعت صوت إحداهن الساخر
- انتي
لتلتف نحوها مهرة وتذكرتها فقد كانت نفس المرأة التي اسكبت عليها العصير بعد ان اهانت شقيقتها في عرس مرام
عاد شريط الذكريات يمر أمامها والاخري تقف تحدق بها بمكر .. كل منهم أخذت تطالع الأخرى بضيق
الي ان قررت مهرة ان تبتعد عنها وتذهب لجاسم فقد ملت
وخطت مهرة خطوة للامام لتسقط بعدها أرضا والاخري تقف تبتسم بزهو
يتبع بأذن الله
**********
•تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية