Ads by Google X

رواية وشم على حواف القلوب الفصل الحادي و الاربعون 41 - بقلم ميمي العوالي

الصفحة الرئيسية

    رواية وشم على حواف القلوب الفصل الحادي و الاربعون 41 - بقلم ميمي العوالي 

فى منتصف الليل كان حكم قد استرد وعيه ، و وصل الضابط المسئول عن الحادثة و بعد ان علم ملابسات الحادث .. سمح لشيخون و من بصحبته بالتواجد مع حكم بعد ان اخذ اقواله التى افادت بان الحادث ليس اكثر من عيا.ر طائش و انها غير مقصودة
و ابلغهم الطبيب بأنه سيسمح لهم بالاطمئنان عليه فرادى لمدة دقيقة واحدة لكل منهم فقط لانه يحتاج الى الراحة


و لكن مع اصرار شيخون .. سمح له الطبيب بالبقاء معه كمرافقا مع انصراف الجميع على ان يعودوا فى اليوم التالى
و عند انصراف الجميع كان حكم قد عاد للنعاس مرة اخرى من تأثير الادوية .. حيث انه كان يعانى من بعض ارتفاع لدرجة الحرارة ، و لكن عندما سأل شيخون الطبيب بقلق .. طمأنه و اكد له ان ارتفاع الحرارة مع جراح حكم امر طبيعى للغاية
ليجلس شيخون و هو يراقب حكم بمكث و كأنه يعتذر له عما حدث له ، فهو يعلم تمام العلم ان الطلقة كانت موجهة الي صدره هو و ليس صدر حكم ، لولا تحرك حكم امامه تلك اللحظه ليفديه بعمره دون ان يدرى


ليتنهد شيخون بغضب كامن و هو يقول : ما ابقاش شيخون ان ما خدت تارك يا اخوى و اخليهم يبكوا بدل الدموع د.م ، مش هينجيهم من يدى غير ربنا وحده
ليسمع حكم و هو يهمس قائلا : شيخون
ليقترب منه سريعا ملبيا النداء و هو يقول : رقبتى يا اخوى .. انى جارك اها .. عاوز ايه قوللى
ليسمع حكم مرددا اسمه مرة اخرى .. ليكتشف انها هلوسة الحرارة التى قد بدأت فى الارتفاع مرة اخرى .. فعندما وضع كف يده على جبهته وجدها تتصبب عرقا من شدة حرارته و قبل ان يتحرك ليطلب المساعدة الطبية .. سمعه يهمس قائلا .. عشقك اتوشم على قلبى يا نجاة .. يا حبة القلب ، ليه يا جابر ، ليه يا خوى .. نجاة .. شيخوون .. ورد .. ياسمين .. نجاة .. نجاة .. نجاة


شيخون و هو ينظر الى رفيقه بأسى : ما ابقاش شيخون ان ما جمعت قلوبكم على بعضيها من تانى و خدت تارك و تار خايتى من كل الواغش اللى محاوطيننا من كل يامة دولى يا صاحبى


ثم اسرع باستدعاء احد فريق التمريض لاسعافه من الحرارة
اما بدار بكر .. فقد كان يجلس بحديقة داره و هو يندب حظه و يدق على قدميه بأسى قائلا : ااه يا حكم الكلب ، انت السبب ، بدى اعرف ايه اللى خلاك تتحرك قدامه وقتيها و تتلافى الطلقة مكانه
طب لو حبينا نعاودها من تانى نعاودها كيف و ميتى ، و الفلوس اللى امى دفعتها دى كلاتها و راحت على الفاضى


ليسمع صوت هاتفه ينبئه بمهاتفة امه له .. لينظر الى الهاتف بامتعاض و هو يشير الى شاشته قائلا : هى .. هى امى .. اكيد بتحدتنى لجل تشيلنى الطين و تمسحه فى راسى .. كنى انى اللى غلوطت فى النشان
ليجد ان الهاتف قد توقف عن الرنين فيقول : و الله يا امة عملتى طيب انك فوتتينى بحالى الليلة دى
و ما كاد ينهى كلمته حتى سمع رنين الهاتف مرة أخرى فيمتعض قائلا : ييييه .. مش هتوسكت انى خابر ، ليجيبها مضطرا و يقول.. ايوة يا امة
عزيزة بغل : كتك مو اما يلهفك .. هو انت غطسان فى انهى مصيبة
بكر : عاوزانى اعمل ايه بس يا امة .. انى روحت دارى ، هروح وين يعنى
عزيزة باستنكار : بقى فرح خايتك يقلب بغم و انت تروح تقعد فى دارك يا حزين

بكر: اومال عاوزانى اعمل ايه عاد .. اتحدتى على طول من غير ماتظروفينى اكده
عزيزة : تطل على خايتك ، و اللا حتى تطل على الراجل اللى نقلوه المستشفى ده
بكر بامتعاض : راجل مين ده يا امة اللى رايدانى اطل عليه ، يعنى نطخه و نروح نعاوده
عزيزة بغضب : و هو مين يعرف ان احنا اللى ورا اللى حوصل ده يا ابو مخ تاخين ، و بعدين يعنى اشحال ان ماكنتش موصياك من امبارح ان الطلقة لما تصيب شيخون لازما تبقى مع عياله و ماتفوتهمش واصل
بكر : بس اهى ماجاتش فى شيخون و جت فى صاحبه ، اروح انى لعيال شيخون اهبب ايه
عزيزة : اهى يا مرى من غباك ده ، لازما برضك نبان اننا معاهم و جارهم ، مش نفوتهم اكده و اكننا بنقول لهم ايوة احنا اللى ورا الطلقة اللى جت فى ولد الزيات
بكر : طب انتى رايدانى اعمل ايه دلوك
عزيزة : من النجمة .. تروح تطل عليه فى المستشفى و تشوفهم فهموا ايه و متهمين حد و اللا لاا
بكر : طب ما تخلى ابويا هو اللى يروح يا امة ، على الاقل مش هيبان عليه حاجة
عزيزة و قد فاض بها الكيل : هو انت مافيش منك رجا ابدا .. امسك روحك هبابة و انشف اكده ، اومال لو كانت صابت شيخون صوح زى ما كنا مخططين كنت عميلت ايه ، هم ماشافوهمش و هم بيقت.لوه قاموا شافوهم و هم بيتاووه و اللا ايه

ليضحك بكر بشده ثم يقول : حلو يا امة .. حلو قوى المثل ده .. ماشى ، هروح اطل عليه الصبح
عزيزة : و تمسك حالك اكده ، و ياريت ماتعلقش يافطة على صدرك بالعملة اللى عميلناها و اللى ياريتها نفعت
بكر : خلاص يا امة بقى .. ماتقعديش تبكتى فيا كل شوية اكده .. بزهق انى من الحديت ده
عزيزة بتهكم : ماشى .. اما اشوف اخرتها
لتغلق عزيزة الهاتف و تصعد الى الاعلى و هى لا تعلم ان زين قد سمع كل ما قالته ، فهى لم تعلم من الاساس ان تهامى قد طلب منه ان يبيت ليلته بدارهم حتى يتجهون من الصباح الباكر للاطمئنان على حكم
فجلس زين و الدموع تملأ عينيه صدمة مما سمعه و هو يتسائل بجنون .. لم ، لم يتفق ابيه مع جدته على قت.ل زوج عمته
سؤال ظل يتردد بين جنباته حتى الصباح دون ان يجد له اى اجابة
اما نجاة .. فما ان عاد احمد من المشفى حتى هرولت اليه بلهفة قائلة : ها يا احمد .. طمننى يا حبيبى و قوللى ايه الاخبار
احمد باشفاق : ماتقلقيش يا عمة .. عمى حكم فاق و بخير الحمدلله .. و حتى الظابط اتحدت معاه و سمح لنا اننا نشوفه ، بس الحكيم خلانا كلاتنا نمشى و قاللنا ماينفعش نفضلوا هناك
نجاة باستنكار : يعنى فوتتوه كلاتكم لحاله اكده و هو متصاب
احمد : لااا يا عمة ، ابوى صمم انه يفضل وياه ، و الحكيم وافق

نجاة بلهفة : طب حكم لما فاق .. كان بيتحدت زين اكده و حاسس باللى بيدور حواليه
احمد : يعنى .. بس الحكيم قال انه مديه علاج ينيمه
نجاة بتردد و كانها تخجل من الاستمرار فى الاسئلة : طب يعنى ابوك ما قاللكش تقوللى حاجة اكده و اللا اكده
احمد : لاا يا عمة .. بس هو قاللى انه هيحدتنا الصبحية قبل ما نروح له عشان لو محتاج حاجة ناخدهاله ويانا
لتمسك نجاة احمد من ذراعه باستجداء و كأنها تريد التأكد من سلامة حكم : بس حكم زين .. صوح يا احمد .. مش اكده
احمد بابتسامة اطمئنان : ايوة يا عمة .. احلفلك انه بخير الحمدلله و كمانى سالنى عليكى
نجاة بلهفة : سالك عليا كيف .. قال لك ايه
احمد بابتسامة ماكرة : كان بيتطمن عليكى انك زينة يعنى و اكده
نجاة بقلة صبر : ايوة يعنى .. قالك ايه بالظبط
احمد : قاللى عمتك زينة ، فقلت له انك زينة و انك كنتى موجودة بس روحتى
نجاة بامتعاض : ماقلتلوش ان ابوك اللى صمم يروحنى
احمد و هو يقبل راس نجاة : قلتله يا عمة .. ماتقلقيش .. قلتله
لتربت نجاة على صدر احمد قائلة : ماشى يا حبيبى .. اطلع ياللا غير خلقاتك عشان تعرف تناملك شوى ، و اللا جعان

احمد : لاا .. اكلت مع رامى ، روحى انتى نامى
اما جابر .. فما ان قام بالدخول الى داره حتى وجد سميحة تأتى إليه بلهفة قائلة : حمدالله على السلامة يا جابر .. طمننى صاحبك اخباره ايه
جابر بجمود : الحمدلله انها جت على كد اكده
سميحة : طب الحمدلله .. اومال مالك بقى مزاجك متعكر اكده
جابر و هو يجلس الى احد المقاعد و يخلع حذائه : عاوزه صاحبى ينطخ بالنا.ر و مزاجى ما يتعكرش ، كيف يعنى
سميحة : طالما انه بخير .. يبقى تحمد ربنا
جابر : الحمدلله على كل شي
سميحة : طب مش هتقوم ياللا تغير خلقاتك
جابر : لاا .. ماليش كيف
سميحة بتردد : طب مش هتنام
جابر : لااا .. انى عاوز اقعد لحالى هبابة .. روحى انتى نامى
سميحة بامتعاض : دى اول ليلة ليا فى دارك يا جابر .. هتفوتنى انام لحالى
جابر بوجوم : روحى انعسى يا سميحة و فوتينى دلوك ، و فوتينى لحالى .. اللى كنت ناوى اعمله الليلة دى .. مابقاليش دماغ لجل اعمله

سميحة بغنج : الايام و الليالى لسه قدامنا كتير يا جابر ، بس برضيك ماتفوتنيش ابات لحالى اكده فى اول ليلة
جابر و هو يكتم غضبه : انى قلت مشى انعسى يبقى تمشى تنعسى .. مافياش حيل انى للمناهدة كتير ، و قلتلك سابق الكلمة تنقال نوبة واحدة و ماتنعدش تانى .. مشى ياللا من قدامى
لتهرب سميحة من امامه و هى غير مستوعبة ما حدث و تتسائل بين جنبات نفسها .. ان كانت تلك البداية .. فكيف هى التتمة 🤔
ليقول جابر بخفوت : الطلقة الطايشة دى نجدتك من تحت يدى الليلة يا بت عزيزة ، بس معلش .. الجايات اكتر من الرايحات .. انى بس افوقلك و اخليكى تندمى على اليوم اللى لمحتى فيه توبى
اما الصباح .. فكان صباحا مختلفا على الجميع
ففى دار عزيزة .. ما ان صحت من نومها و اتجهت الى الاسفل الا و وجدت تهامى جالسا بصحبة زين فقالت : اصباح الخير
و بعدما ردوا الصباح اكملت بريبة : هو فى حاجة و اللا ايه .. ايه اللى جابك بدرى قوى اكده يا زين
تهامى : لا هو انتى ما شفتيهوش غير دلوك و اللا ايه ، زين بايت اهنا من امبارح
عزيزة : بايت اهنا فين
زين و هو ينظر اليها بجمود : فى المندرة .. يا ستى
عزيزة بشك : كيف يعنى و انى ما شفتكش و لا حسيت بيك ، و من ميتى يعني بتبات عندينا

تهامى : قلتله يبات اهنا عشان يروح معايا نتطمن على الجدع اللى انطخ امبارح ده ، اتسند عليه
لتنظر عزيزة لزين بريبة لتجده ينظر اليها نظرة مليئة بالاحتقار فقالت بفضول : و كنت بايت وين على اكده
ليشير زين بعينيه الى غرفة تطل على صحن الدار قائلا بتهكم : ما قلتلك فى المندرة .. جارك اهنا يا ستى
فتنظر لهما عزيزة بغضب تحاول كبته و تعاود الصعود الى الاعلى مرة اخرى ، فيقول تهامى بتعجب : اللاا .. انتى مش كنتى رايحة تعملى الفطار ، رجعتى فى كلامك و اللا ايه
عزيزة دون ان تنظر اليهم : نسيت حاجة فوق .. هجيبها و اعاود من تانى
ليقول زين بسخرية : ابويا تلاقيه لساته نايم يا ستى
لتنظر اليه قائلة : و انى مالى و مال ابوك دلوك
زين بتهكم : انى بس قلت اقوللك .. انك لو حبيتى تحدتيه دلوك هتلاقيه لساته نايم
لتنظر له و هى تضغط على ضروسها من الغضب ، و لكنها لا ترد باى كلمة و تكمل طريقها الى الاعلى ، و ما ان دخلت غرفتها الا و اغلقت الباب خلفها و قامت بمهاتفة بكر مرة بعد مرة حتى رد عليها من بين نعاسه قائلا : ايوة يا امة .. حوصل ايه تانى عشان تحدتينى الساعة دى
عزيزة بلكنة غاضبة و هى تحاول خفض صوتها : انت كنت خابر من امبارح ان ولدك زين بايت حدايا
بكر و هو يحاول التذكر : ايوة .. حدتنى و قاللى امبارح ان ابويا رايد يتعكز عليه فى مشوار اكده

عزيزة و هى تكاد تموت كمدا : طب و لما هو قال لك يا ابن المركوب ماقلتيليش ليه ، مانى كنت بحدتك بالليل
بكر : و هو يعنى يا امة ماعندكيش مكان تنيميه فيه عاد و اللا ايه ، فيها ايه يعنى .. ايه اللى حوصل لكلات ده
عزيزة بغيظ : فيها انه سمعنا و احنا بنتحدت بالليل يا ابو المفهومية ، و شكله اكده عرف كلات شي و ان احنا اللى ورا اللى حوصل لابن الزيات و اننا كمانى كنا قاصدين شيخون بس جت بالغلط فى ابن الزيات
ليعتدل بكر و هو يزيح الغطاء من فوقه قائلا : يا سنة سوخة يا اولاد ، و هو كان فين و سمع كلات الحديت ده يا امة
عزيزة : كان بايت فى المندرة يا فالح
بكر : طب هو قال لك ايه يعنى لجل تقولى انه سمع
عزيزة بحدة : هو لازما يقول يعنى ، سحنته باينه من وقت ما اصطبحت بيه و هو قاعد مع ابوك
بكر : طب و العمل يا امة .. هنعمل ايه دلوك ، لو الولة قال اى كلمة اكده و اللا اكده لحد من خواته و اللا امه .. هبقى قدامهم قتا.ل قت.لى
عزيزة بأمر : نص ساعة و الاقيك واقف اهنا قصادى و تاخد ولدك و تتحدت وياه و تعرف منيه هو سمع و فهم ايه بالظبط
بكر و هو يندب حظه : ايه الوقعة المربربة اللى على الصبح دى
عزيزة : اخلص و ابقى كمل ندب بعدين
و ما ان وضع بكر الهاتف من يده الا و ظل يدب بيدبه فوق قدميه و هو يقول : هى مالها عماله بتغفلق اكده

لينتفض على صوت بدر قائلة بترصد : هو انت لساك شفت غفلقة يا بكر
ليقول بكر برعب : سلاما قول من رب رحيم
بدر بتنمر : لا و انت تعرف ربنا قوى عشان يرحمك ، بقيت شيخ منصر يا بكر ، بقيت من ولاد الليل و المطاريد و ماشى تق.تل فى خلق الله
بكر باستنكار : ايه اللى انتى بتقوليه ده با مخبلة انتى
بدر : انى برضك اللى قلت و اللا انت و امك اللى محدتاك من النجمة و بتندب حظها ان زين ولدى سمعكم ، بقى بتطخ جوز خايتك .. ليه ، عمل فيكم ايه شيخون عشان تطخه بيدك
بكر بانكار : ما حصولش ، جيبتى الحديت ده منين
بدر بتوعد : ماتجننيش يا راجل انت ، و تعالى معايا دوغرى احسنلك ، ماهو انى لا يمكن اكدب ودانى ، و انت عارف ودانى بتسمع الكلمة من البر التانى
بكر باحباط : انتى هتقوليلى
بدر : انطق و قول على طول بتطخ جوز خايتك ليه
بكر لقلة حيلة : مش انى ، ده احنا كاريين عليه
بدر : كمانى .. و هى يعنى تفرق ، انطق و قوللى كاريتوا عليه ليه
بكر و هو يزدرد لعابه بصعوبة بالغة : اصله .. اصله ….

بدر بحدة : اصله ايه ماتنطق
بكر : هقول لك .. بس سيبينى اروح اشوف زين الاول
بدر بغضب : مش هتتعتع من اهنا قبل ما تقوللى الحكاية كلاتها
بكر بقلة حيلة : اصله عرف الموال القديم كلاته
بدر بفضول : موال ايه ده
بكر : اقول لك .. ماهى بقت خربانة خربانة ، روحى بقى للبيبة و هى تقول لك الموال كلاته من اوله لاخره .. و سيبينى انى اروح لولدك
بدر بصدمة : لبيبة 🙄
اما فؤاد فقد استيقظ هو الاخر مبكرا ، و كان يتناول افطاره و قهوته مع ثريا دون اشتراكهم فى اى حديث ، عندما انضمت اليهما مى قائلة : صباح الخير .. ايه يا بابى .. حضرتك نازل المكتب بدرى النهاردة و اللا ايه
فؤاد : لأ انا مش نازل المكتب .. انا مسافر لحكم
مى بلهفة : بجد يا بابى .. خلاص هتخلص كل حاجة مع حكم و تخطب لرامى
فؤاد بنفى : لأ يا مى .. حكم انصاب بطلق نا.ر امبارح
ثريا بلهفة متطلعة : و حصل له ايه

فؤاد بترصد و هو يعلم نية ثريا : الحمدلله .. جت سليمة
مى بصدمة : ايه الكلام ده ، هو عيلته عليها تار و اللا ايه
ثريا بتهكم : اومال انتى فاكرة ايه ، و لسه ياما هنشوف
فؤاد موجها حديثه لمى و هو يتجاهل ثريا تماما : كان فى فرح و كان فى ضر.ب نا.ر زى ما بيجاملوا بعض كده ، و الظاهر عيار طايش جه فيه
مى بتعاطف : يا عينى .. طب هو كويس
فؤاد بكيد لثريا : زى الفل
مى : يعنى حضرتك مسافر دلوقتى على طول
فؤاد : ايوة .. هخلص القهوة و هاخد شوية اوراق و هتوكل على الله على طول .. تحبى تيجى معايا
مى : هو ينفع
فؤاد : ااه طبعا .. لو تحبى تيجى معايا استناكى تجهزى
مى : انا جاهزة ، هكلم بس المركز اعرفهم انى مش رايحالهم النهاردة ، و اكلم شهاب كمان اعرفه
فؤاد : ماشى .. اما تخلصى فطارك .. انا مستنيكى فى المكتب
مى : ماشى .. مش هتأخر

و بعد مغادرة فؤاد .. نظرت ثريا بامتعاض لمى و قالت : ممكن اعرف هتسيبى مركزك و شغلك و تروحى الصعيد تعملى ايه
مى : اتطمن على حكم .. ده ابن عمتى ، يعنى واجب
ثريا : و ما اخوكى الشملول هناك ، و ابوكى كمان رايح .. لزمتك انتى ايه
مى بلا مبالاة و هى تتناول طعامها : اسمه باباكى على فكرة مش ابوكى
ثريا : احنا فى ايه و اللا فى ايه دلوقتى ، ماتسيبيش المهم و تتكلمى فى حاجة هايفة
لتضع مى الطعام من يدها و تقول : الحاجات الهايفة دى .. اللى حضرتك اتحججتى بيها فى يوم من الايام و رفضتى بسببها البنت اللى رامى كان عاوز يتجوزها ، رفضتيها لانها كانت بتقول ابويا و امى ، و اللا نسيتى
ثم انا من فترة و انا نفسى اشوف البلد و الصعيد كلها ، فهعتبرها فسحة و ابقى مع بابى ، و بالمرة اتطمن على حكم .. ها .. تحبى تيجى معانا
ثريا برفض : اكيد لأ
لتقول مى بصوت عالى : انا جاهزة يا بابى ، ثم تنظر لثريا قائلة بتمنى : نفسى حضرتك تقتنعى ان احنا اللى صح مش حضرتك
ليأتى عليهم فؤاد وهو يحمل بيده حقيبة اوراق و يقول لمى : طالما جاهزة ياللا بينا
ثم التفت لثريا قائلا لها بكيد : انا بلغت القسم انى مسافر ، يعنى لو الانذار ضرب عندهم المرة دى هيبجوا يهجموا و يضربوا فى المليان على طول ، انا قلتلك و عملت اللى عليا ، عشان ماتقوليش انى ماحذرتكيش .. ياللا يا مى

لتلحقه مى و هى تكبت ضحكتها حتى جلست بجانبه بالسيارة لتفرج اخيرا عن قهقهاتها العالية و هى تقول بمرح : انت بقيت شرير اوى كده ازاى يا بابى
فؤاد بمرح مماثل : من عشرتى لامك
مى : حضرتك عامل لها رعب بالإنذار ده
فؤاد : كل ما افتكر منظرها و هى واقفة و واخدة الخزنة فى حضنها ببقى نفسى افتح دماغها عشان اعرف كانت بتفكر فى ايه
مى : اكيد كانت هتكسرها
فؤاد : و هو كسر الخزن بالساهل كده
مى : هى تخيلت كده
فؤاد : ما علينا .. كلمتى شهاب و الشغل
مى و هى تخرج هاتفها من حقيبتها الخاصة : هكلمهم دلوقتى على طول
فؤاد : تمام .. بعد ما تخلصى .. كلمى رامى و عرفيه اننا على الطريق
اما نجاة .. فلم تغمض لها عين ، و ظلت طوال الليل ما بين صلواتها و دعواتها لله بأن ينجى حكم و يطمئن قلبها ، و ما ان انتهت من صلاة الفجر .. حتى حاولت ان تشغل وقتها بتجهيز الصغار لمدارسهم ، و قد عانت كثيرا فى تهيئة الصغيرتين الللتين افتقدتا ابيهما كثيرا هذا الصباح ، و الحتا على نجاة كثيرا طالبتان مهاتفته و سماع صوته او الذهاب اليه دون مدرستهما

و لكنهما اقتنعتا اخيرا بالذهاب الى مدرستهما حتى لا يغضب منهما ابيهما على ان تذهبا اليه بعد عودتهما
و ما ان ودعت نجاة الصغيرتين و صغيريها ايضا جلست تراقب عقارب الساعة و هى تتمتم بدعائها و توسلها لله ، و ما ان دقت الثامنة .. اخت.طفت الهاتف و قامت بمهاتفة شيخون و ما ان اجابها حتى قالت بلهفة : صباح الخير يا اخوى
شيخون : صباح الخير يا خايتى .. كيفكم كلاتكم
نجاة : كلاتنا بخير .. انتو كيفكم .. طمننى
شيخون بابتسامة ماكرة : بخير يا خايتى فى نعمة
نجاة بقلة صبر : و حكم كيفه دلوك .. فاق و اللا لساه ما فاقش برضيك .. طمننى
شيخون بتنهيدة صغيرة : اتطمنى يا خايتى .. حكم بخير ، بيفوق و بيتحدت كمانى ، بس لسه بيدوه حاجات تنيمه ، بس ان شاء الله يفوق كمان هبابة اكده
نجاة بتردد و هى تزدرد لعابها : البنات قعدوا بعيطوا كتير و ما كانوش رايدين يروحوا المدرسة ، و ما راحوش غير لما قلت لهم انى هوديهم يطلوا عليه بعد ما يرجعوا
شيخون : ماشى .. اما يرجعوا ابقى ابعتيهم مع ..
نجاة بمقاطعة : لاا .. انى ما امنش عليهم مع حد ابدا ، انى هجيبهم و اجى
شيخون بخبث : و ليه بس الشحططة دى يا بت الناس و تتعبى حالك ليه

نجاة : انى مش تعبانة يا شيخون ، انى بخير ، و على ما يعاودوا اكون عيملت لكم لقمة تسند قلبك و قلب اللى راقد ده
شيخون : ماشى يا خايتى .. اللى يريحك اعمليه
اما بدار جابر .. فما ان صحت سميحة من نومها .. الا و ظلت تتجول بعينيها فى معالم الغرفة ، حتى سمعت حركة بالخارج ، فعدلت من هندامها و خرجت من الغرفة ، فوجدت جابر يحتسى كوبا من الشاى .. فقالت : صباح الخير
جابر : الله اعلم
سميحة باستغراب : هو ايه ده .. انى بقولك صباح الخير تقوم تقوللى الله اعلم
جابر : الله اعلم .. عشان لسه مش عارفين ان كان هيوبقى خير و الللا لاا
سميحة : و ليه بس مايوبقاش خير كفانا الشر
جابر : ده بقى .. على حسب اللى انتى هتقوليهولى دلوك
سميحة بتردد : انى مش فاهمة حاجة
جابر و هو ينهض من مكانه : انى هفهمك كلات شى
لينقض عليها فى لحظة واحدة و يمسكها بشدة من شعرها قائلا : بسم الله .. الله اكبر

يتب 

google-playkhamsatmostaqltradent