رواية معدن فضة الفصل الثاني والاربعون 42 - بقلم لولي سامي
تهدجت أنفاسه اثر صعوده وهبوطه مرارا بحثا عنها لا يعلم أين ذهبت.
أعاد الاتصال بها للمرة التي لا يعلم عددها ولكن الإجابة كما هي (هذا الهاتف ربما يكون مغلقا).
ازداد الرعب بين جنيباته مع تزايد هواجسه.
كان يريد أن يجدها دون إثارة الزعر في نفوس أهلها بليلة كهذه ولكن بعد بحث طويل لم يجدها ولم يعد أمامه إلا اخبار ذويها ربما عرف أحد مكان تواجدها .
وقف بوسط بهو الفندق يتلفت حول ذاته رافعا يده على رأسه مدعي تصفيف شعره ولكن إذا دققت النظر تجده يشد شعره شدا وكانه يخرج به كم غضبه.
زفر نفسا يحمل كم الغضب بداخله وهو يردد جملة واحدة فقط / رحتي فين بس يا ماجي ؟
وكأن القدر قد استمع لسؤاله ليجيبه بطريقة ما فوجد رجل يبدو عليه الهيبة وأنه ذو شأن بهذا الفندق يهرول باتجاه قاعات المناسبات ويهرول خلفه مجموعة من الرجال يبدو من توحد زيهم أنهم يعملون بهذا الفندق .
توجهوا جميعهم باتجاه واحد وقد علىٰ صوت أحدهم وهو يخبر ذو الشأن العالي بجملة التقطتها اذان نضال / اول ما بلغونا بالمصيبة ده بلغنا حضرتك فورا يا فندم .
عقد نضال جبينه واتبع حدسه البوليسي متمتما بداخله / مصيبة وفي قاعة الافراح ربنا يستر……… شامم ريحتك في الموضوع يا ماجي .
اتبع نضال هذا الجمع ليستمع فور اقترابه من قاعة المناسبات صخب عالي يدل على امتزاج عدة اصوات لأشخاص متعددة ولكن هناك نبرة صوت ميزها جيدا بين كل هذا الصخب ليقطب جبينه ويهرول محاولا تخطي هذه الحوائط البشرية التي حجبت عنه الرؤية في البداية ولكن عند وصوله المنتصف جحظت عيناه مما رآه واستمع إليه وبدون اي مقدمات أو ذرة تفكير هجم على أحدهم وخلصه من ايدي من يحتجزوه ليلكمه بوجهه لكمة أطاحت به عدة خطوات للخلف ولولا تواجد من لحق به بالخلف لكان مفترشا أرضا أثر هذه اللكمة القوية .
……………………………………..
من قوة الصدمة وتشتت عقلها بين ما تعلمه وما سمعته ظلت مكانها لم تعي لاقتراب خطواتهم حتى وجدتهم أمامها قاطبين جبينهم متعجبين من توقفها بهذا الشكل وبمفردها بهذا المكان فتحدث چواد سائلا والشك والقلق ينتابه / خير يا خوخه!!….
ايه اللي موقفك هنا كدة؟ ؟……….
حاولت اخلاص بالكاد اصطناع البسمة التي لاحظها وفهمها چواد فتلفتت حولها يمينا ويسارا تحاول تذكر ما كانت والجه من أجله حتى تذكرت اخيرا فنظرت لچواد قايلة / ااه……. كنت …… كنت بدور عليك يا چواد.
ثم لفتت نظرها تجاه مايسه لإبعاد الشك عنها ولكنها للاسف أكدت ظن چواد فقالت لها / صحيح مبروووك لاخوكي يا حبيبتي عقبالك عن قريب يارب.
ابتسمت ميار وأمنت خلفها ليسألها چواد مضيقا عيونه / خير يا خوخه كنتي عايزاني في ايه؟
شعرت اخلاص بجفاف حلقها فبللت شفتيها قائلة / كنت عايز اعرف عملت ايه في هدية العرسان ؟
شعر چواد أنه لابد من إنهاء هذه الوقفة وان والدته تريده علي انفراد فتحمحم قائلا / طب تعالي معايا يا ماما اوصل ميرو الاوضه واقولك عملت ايه.
خطى بكليهما نحو غرفة الفتيات لتدلف ميار الي الغرفة بينما چواد سحب والدته برفق وحاول الابتعاد عن المكان لولا نفاذ صبر اخلاص فسحبت يدها منه ووقفت أمامه وعيونها تتغرغر بالدموع ظنا منها أن ابنها الوحيد خدعها وكذب عليها لتستجوبه قائلة / انا عايزة افهم حاجه واحدة بس…..
انت قولتلي أن ميار اتطلقت علشان جوزها ضربها ضربه سقطت فيها .
ازاي سقطت وازاي مبتخلفش ؟
ولا من السقوط شالت الرحم ومبتخلفش وانت ضحكت عليا ؟
لم يعتقد چواد أن والدته ستدرك الأمر بهذا الشكل فتلفت حوله ثم قال لها بصوت هامس/ ممكن نتكلم في مكان تاني عن هنا لو سمحت !؟
ودون انتظار ردا منها تأبط زراعها ساحبا اياها معه متوجهين الي مطعم الفندق للابتعاد عن مسمع اي شخص.
فور هبوطه من الغرف لبهو الفندق هو والدته استشعر حركة غريبة تنم عن حدوث مشكلة ما ولاحظ أن الجميع يتجه نحو قاعة المناسبات فاوقف أحدهم يسأله ليخبره الأخير أن هناك مشكلة بين عميل يقرب للعريس ومهندس الديكور بقاعة المناسبات فاوقف والدته قائلا / ثواني يا ماما ليكون محمد في مشكلة .
أخرج هاتفه ليجري اتصالا بمحمد الذي اجابه على الفور ويبدو من صوته أنه بخير ليعقد چواد حاجبية ويسأله للاطمئنان/ في حد عندك مش موجود؟؟
كلكوا تمام ؟
لاحظ محمد اختفاء نضال لفترة فقال لچواد / لا نضال مش موجود….
تقريبا مشفتوش من ساعة ما رجعت ليه في ايه ؟
جحظت عيون چواد وتذكر نضال وأنه تركه مع ماجدة ربما حدث شئ ليجيب محمد قائلا/ اصل في مشكلة في قاعة الأفراح بيقولوا حد قريب العريس هروح اطمن وابقى اكلمك.
أغلق چواد الهاتف واعتذر لوالدته طالبا منها العودة لغرفة الفتيات للاطمئنان على وجود ماجدة بالاعلى لتخبره أنها لم تأتي حتى هبطا معا فأكد عليها العودة حتى يطمئن على الوضع وانطلق لقاعة المناسبات .
بينما محمد لم ينتظر اتصال چواد بل اتخذ قراره واسرع والجا الي قاعة المناسبات للاطمئنان بنفسه .
……………………………
فور ترنح هذا الشخص من لكمة نضال أصبح العراك القائم بين نضال وهذا الشخص الذي لا يعرف نضال كينونته ولا سبب لكمته له حتى الآن .
لولا أنه رآه يتطاول بالحديث علي ماجي التي كانت تقف خلف سد بشري من حرس الفندق الذي تركوا منع ماجدة وتدخلوا فورا للفصل بين نضال وهذا المهندس .
وقف نضال رافعا يده للأعلى مانعا أحد أن يلمسه أو يتجرأ عليه قائلا / محدش يلمسني ياما والنعمة اطربقلكوا الفندق علي اللي فيه .
استدار نضال تجاه ماجدة ليقربها إليه ويضعها تحت ابطه وكأنه يرسل رسالة للجميع أنها تخصه ولا يستطيع أحد المساس بها .
كما أنها لم تعترض على فرض سطوته.
حاول الحرس إسناد المهندس ليعتدل بوقفته بينما توجه مدير الفندق الي نضال بوجه غاضب ليقرأ نضال تعابير وجهه فقبل أن يتفوه المدير بحرف كان نضال يقدم نفسه بكل ثبات / مع حضرتك المقدم نضال واكيد مش هسكت لما الاقي حد بيتطاول على خطيبتي .
مدير الفندق ببعض من الضيق ولكن حاول أن يتحلى بالدبلوماسية عند معرفته بكنونة نضال فقال ببعض الكياسة / خطيبة حضرتك محدش مسها بالسوء….
ثم حضرتك مسألتش سبب الشجار من الأساس….
واعتقد كان في أسلوب افضل من كدة .
كادت ماجدة أن تنطق مدافعة عن ذاتها فقالت / لما يعاكسني ويحاول يمسك ايدي يبقى ممسنيش بالسوء.
فور أن استمع نضال لسبب الشجار حتى اشتعلت عيونه حمرة وتعالت وتيرة أنفاسه حتى تكاد تقسم أنه سينفث دخانا الان .
لاحظ مدير الفندق قتامة نظرة نضال واتجاه أنظاره تجاه مهندس الديكور ليحاول اللحاق بالموقف ولكن سبق السيف العزل فلم يشعر نضال بذاته وهو يتقدم ممسكا بتلابيب هذا السفيه مكررا جملة واحدة / بتمد ايدك على خطيبتي يا ابن ………
ده انا مش عارف أمسكها لحد دلوقتي يا بن………
وظل يلكم اياه عدة لكمات متتالية مع محاولات من امن المكان الفصل بينهم ولكن فشلت محاولاتهم .
تزامنا مع دخول چواد ومحمد للقاعة ومشاهدتهم للموقف فحاولا بشتى الطرق ابعاد نضال عن هذا الوغد .
واخيرا تم الفصل بينهم وحاول مدير الفندق اصطحابهم جميعا الي مكتبه حتى ينهى الموضوع بطريقة دبلوماسية.
بالخارج صعدت اخلاص لغرف النساء لتخبرهم بالوضع فشهق الجميع وهرولوا جميعا ماعدا غرام وغزل لعدم جاهزيتهم للولوج من الغرف بينما سبقتهم ميار وماسة لتقف بجوار اختها وصديقة الأخيرة تشد من ازرها .
لتخبر غزل وغرام يزيد ويزن بما تم ليوقفا كل شئ وتوجها مباشرة لمكان المشكلة .
بعد محاولات من مدير الفندق بتهدأة الوضع مع التشدد بعدم دخول المكتب لأي فرد خارج المشكلة حتى لا يتوسع الأمر فنصح محمد باقي النساء بالعودة لغرفتهن لحين الانتهاء من الوضع.
كما انتظر يزيد ويزن بخارج المكتب تحسبا لاحتدام الموقف.
بعد الجلوس بمكتب مدير الفندق وتقديم عصير الليمون لتهدأة الأعصاب حاول المهندس إبراء ذاته فقال ناكرا / انا طبعا ممكن اعمل محضر تعدي على موظف أثناء تأدية عمله بس هتنازل عن حقي ده…..
علشان مش عايز اكبر الموضوع برغم اني معملتش حاجه للانسة.
عقد نضال حاجبيه ثم وضع قدم على الأخرى قالا بسخرية / لا وانا مش عايزك تتنازل عن حقك…..
ده لو كان حقك فعلا.
ثم انزل نضال قدمه ومال بجذعه تجاهه مضيقا عيونه كالصقر قائلا وكأنه يحذره / ثم إن خطيبتي مبتكدبش… فأحنا ممكن نعمل محضر تحرش …..
وبما أن التحرش قبل الضرب فهنشوف حق مين اللي هيجي ساعتها.
اضطرب المهندس من نظراته ووعيده فحاول التحدث موضحا / احم …… صدقني يا باشا هي فهمتني غلط….
كان ليها بعض التعديلات على الكوشه ولما رفضتها زعقت.
جحظت عيون ماجدة من رؤيتها لكذبه فهبت واقفة تقول باعتراض / كداب .
ثم وجهت حديثها لنضال وكأنها أولت له مسؤولية الدفاع عنها قايلة / انا فعلا قولتله على بعض التعديلات في الكوشة بس هو رد عليا رد وقح وقالي تؤمريني يا جميل يعرفني منين ده علشان يكلمني بالاسلوب ده !؟
ولما تجاهلت طريقته بالكلام وكنت همشي لاقيته مسك ايدي وبيقولي تعالي بس نتفاهم رحت مدياله بالقلم .
انتفض محمد واقفا يقول معاتبا لها / مقلعتيش اللي في رجلك ليه وادتيه بيها .
وكاد أن ينقض ثانية على المهندس لولا تدخل چواد ومدير الفندق وبعض الحرس الذين بالكاد اجلسوه .
ولم يتحرك نضال أنشاّ واحدا ولكنه رأي أنه نال ما استحقه ليظل جالسا بمقعده محذرا اياه بفحيح الافعى قائلا / عارف ! ……..
قسما بالله لولا ليلة زمايلي اللي مش عايز ابوظها انا كنت قطعت عيشك النهارده…………
أشار له بسبابته متوعدا / بس تعدي بس من قدامك عينك في الأرض على طول………
اشوفك ترفع عينك فيها ليلتك مش هتعدي …….
بعد انتهاء الجلسة والتي أسفرت علي إكمال المهندس لعمله واصرافه على الفور بعد الانتهاء منه مباشرة صعدا الثلاث رجال تسبقهم ماجدة في الامام وفور وصولهم للغرف دلفت ماجدة الغرفة ليستقبلها الجميع ويحاولون الاطمئنان عليها ودلف خلفها أخيها ونضال وچواد فتقدم محمد بدون مراعاة لوجود اي شخص ممسكا بذراع ماجدة ناهرا إياها أمام الجميع قائلا بطريقة حادة/ انا تحت دافعت عنك…………… وكنا كلنا هنروح في داهية بسببك …………………
والليلة كلها كانت هتبوظ بس لازم تعرفي أن اللي عملتيه كان غلط .
اتسعت حدقتي ماجدة وترقرقت الدموع بعيونها وهي تنظر لأخيها ولحديثه أمام الجميع غير مصدقة حديث أخيها لتقول بعدم استيعاب / غلطت اني ضربته بالقلم بعد ما اتجرأ عليا!
كان الجميع يقفون حولهم البعض يحاول تهدأة ماجدة والبعض يحاول تهدأة محمد بينما نضال واقفا يبدو عليه الضيق فهو غير محبذ لفكرة نهر ماجدة أمام الجميع ليتدخل قائلا بكل لطف محاولا توضيح الأمور التي احتدت / محمد ميقصدش يا ماجي ………………..
محمد قصده لما نزلتي تحت للقاعة لوحدك وشغال فيها عمال لسه ……………
لو عايزة أي تعديلات قوللنا واحنا هنوصل وجهة نظرك…..
ظلت ناظرة لأخيها مع محاولاتها الجاهدة في عدم إسقاط دموعها لتحاول التحلي بالثبات .
ثم ادارت انظارها لنضال قائلة/ انا كل اللي فكرت فيه أن اعمل حاجه حلوة وجديدة للعرايس……..
ومجاش في بالي أنه هيمد أيده عليا ويعمل كدة .
لم تريد تبرير موقفها بقدر ما أرادت اشعار أخيها بخطئه في مجرد حديثه معها بهذه الحدة وأمام كل هذا الجمع .
فإذا كان أخيها من يقول هذا فماذا ترك للغريب ؟
أدارت نظرها تجاه محمد وبدأت الدموع التي حجبتها تتساقط تحاول إرسال رسالة مبطنة تقصد بها عتابه قائلة بحشرجة / واكيد مقصدش اوديكوا في داهية ……………
ولا ابوظ الليلة كلها………
شعر محمد بالضيق من حاله فقد أدرك خطأه ولكنه لم يستطيع تمالك اعصابه ليغمض عينيه محاول اصلاح ما اقترفه فاقترب منها يحتضنها معتذرا ومربتا على ظهرها قائلا / حقك عليا يا ماجي انا مقصدش ،
انا بس من خوفي عليكي اتنرفزت ……
حقك عليا،
وادي راسك ابوسها
بينما نضال ظل واقفا مكانه يشعر بالغضب والغيرة الساحقة من محمد ومن الظروف ،
ظل يجز علي اسنان حتى تكاد تقسم أنها تهشمت يتمنى لو ان له الصلاحية في احتضانها لكان ذرعها بين ضلوعه ولم يسمح حتى لأخيها أن ينهرها هكذا أمام الجميع .
………………………………………
بدأ حفل الزفاف بدلوف غرام فقط مع خالها بينما ينتظرها يزيد بداخل القاعة ليتقدم خالها ويقدمها ليزيد الذي تقدم وقبل وجنتيها ثم تأبط ذراعها وتقدما معا لمقعدهم المخصص لهم وأغنية طلي بالابيض تصدح بالمكان وجميع من بالقاعة يصفقون بحرارة مرحبين بالزوجين.
وبرغم هذا كان الجميع متعجب من عدم دلوف غزل معها والذي كان حالهم لا يختلف عن حال غزل نفسها التي تم إيقافها من طرف خالها وحاول إقناعها أنه سيعود إليها مرة أخري ليدلف بها القاعة منفردا وبالكاد وافقت غزل لتنتظر خارج القاعة .
بينما يزن كان قد عقد اتفاق بين خالها أنه يريد أن تكون لها زفة مميزة ومنفردة كما اتفق مع مشغل الموسيقى بأغنية بعينها .
بعد أن سلم الخال غرام ليزيد توجه مرة أخري لباب القاعة وخرج ليري غزل تقف منتظرة بحماس منقطع النظير تتأهب للحظة ولوجها مع الخال .
وبالفعل فور خروجه أسرعت نحوة متأبطة ذراعه ساحبه اياه بكل حماس / يالا بقى يا خالي عايزة الحق الفرح من أوله .
قطب الخال جبينه قائلا بسخرية / فرح ايه يا بنتي اللي عايزة تلحقية!! …..
ده فرحك يا ماما….. ومش هيبدا من غيرك متخافيش …..
ثم توجه بها لطريق اخر فتعجبت سائلة / انت رايح فين يا خالي مش هندخل القاعة ؟
ربت الخال علي كفها مطمئنا لها / هندخل يا حبيبتي بس عريسك مجهزلك مفاجأة وعايزك تدخلي من الباب الخلفي كاختلاف يعني.
ازداد حماس غزل وظلت تفكر يا ترى أي مفاجأة أعدها لها يزن .
فور أن انفتح الباب الخلفي وجدت اضواء القاعة كلها اطفأت نظرت تجاه خالها الذي اومأ برأسه وحثها على التقدم
ففور ان وطأت غزل باقدامها داخل القاعة وجدت الاضواء موجه تجاه يزن الذي كان ممسكا بالميكروفون وبدأت الموسيقى ليغني لها يزن وهو يقترب منها ماددا لها يده / ايه ده …؟؟
هو انتي جيتي؟
مكنتش مستني بس انتي بجد بهرتيني!
ايه ده خلاص انتي my lady
وكل ما تيجي أيوة هحبك من تاااني.
بدأ الجميع يصفق بتجاوب مع الأغنية بينما غزل لم تتوقع أن يغني من أجلها وضعت يدها على فمها تحاول مداراة خجلها ولكنه تقدم منها ممسكا بيدها وقبلها ثم قبل جبينها وسحبها تجاه ساحة الرقص مرددا باقي كلمات الأغنية وبدأت غزل بالتفاعل والتجاوب معه /
داخلة العروسة
ماما رقعت زغروطة
خلاص سلموها لي في إيدي، وكل حاجة مظبوطة .
بدأ الجميع يلتفون حولهم يصفقون ويتجاوبون مع الموسيقى والكلمات .
وكأنه اختار الأغنية الصحيحة ليشير يزن إليها مرددا /
إحنا مش جوازة صالونات
واللي يخش بينا يتشاط
أصل انتي كاريزما، أول ما شوفتك نسيت كل البنات.
ظلت غزل مبهورة وسعيدة بالمفاجأة وتقفز تتراقص أمامه حتى انتهت الأغنية ليلهث كل منهم من فرط سعادتهم.
فتقدم چواد للفرقة الموسيقية يخبرهم بشئ ما بينما تقدمت اخلاص على ساحة الرقص ممسكة بالمايكروفون وقبل أن يذهبا غزل ويزن لمقعدهم أشارت لهم بالثبات وأشارت ليزيد وغرام بالتقدم ثم بدأ صوت زغروطتها يصدح بالمكان تزامنا مع دخول فرقة شامية ممسكة بالسيف والتراس وبدأوا يصطفون صفين لينتصف العريسان بعروساتهم بالمنتصف ويرقصون الدبكة مع الصلاة على النبي ثم صمتوا حين اقتربت اخلاص من يزيد لتقف امامه وبدأت هي تشدو قائلة / هاهاي حصنتك ب يسن .
هاهاي يا زهر البساتين
ويا مسبحة لولو بايدين السلاطين.
ثم تطلق زغروطة شاركتها بها ماجدة وكانت كوصلة مبارزة وتحدي بين الزغروطة الاقوى والاطول.
ثم ذهبت اخلاص لتقف أمام غرام فهي اعتبرت نفسها والدة لهم جميعا وبدأت تشدو قائلة / بياضك يا عروستنا بياض الورقة
حمرة خدودك وشفافك من الرب خلقة
يا سعد ياللي اخدك
يا عروستنا يا شاطرة ويا لبقة
لبستك الوردي
خيطته بيدي
وابعدو يا نجوم خلو عروستنا القمر تعدي
ثم أطلقت زغروطة والتي شاركتها بها ماجدة مجددا والتي لم تستطع أن تفعل أكثر من ذلك ليقف الجمهور مبهورين بجمال الزفة السوري التي أصرت اخلاص وچواد عليها كهدية للعرسان.
ثم ذهبت أمام يزن وبكل وجه بشوش وعيون تلتمع بالحب كانت تشدو قائلة / يا عريسنا ريتو مبارك
وعاروستك تفتل دور مندارك
ويطعمك الله الخلفية الصالحة
ينطوي ويلمزو بأرض ديارك.
لتطلق زغروطة كما تعودت خلف كل انشودة تحاول ماجدة مجابهاتها ثم تتحرك خطوة لجهة الشمال حتى تصبح أمام غزل ممسكة بيدها وتبدأ وصلة الانشاد قائلة / محلا الخاتم بايدك
ويسلم ياللي لبسك اياه
الله يعطيكي ويزيدك
وتتهني انتي وياه.
عروستنا احلى عروسة
انكتب كتابا واتغير نفوسا
وعريسنا غرف قلبه عليها
عضو نضركن د يلفا ويبوسا
لتقبل عليهم مقبلة إياهم جميعا لتنطلق بعدها الزغاريد من كل حدب ودرب بالقاعة والرجال يصفقون بحرارة انسحبت اخلاص للخلف لتبدأ الفرقة بفقرتها وعرضها الشامي الذي يبدأ بالصلاة على النبي يقولون صلوا ….
تتهافت القاعة بالصلاة على النبي لتبدأ الفرقة بالغناء
اول ما بدينا ، اول ما بدينا
عالنبي صلينا ، عالنبي صلينا
يرفعوا أيديهم بالسيوف للأعلى ويكملون
وعلقنا أيدينا ، وعلقنا ايدينا
قبل السلام عليكم ، قبل السلام عليكم
جينا الليلة نهنيكم ، جينا الليلة نهنيكم
نهنيكم من حييكم، نهنيكم من حييكم
ظلت العارضة الشامية تقدم فقرتها التي تحمس الجميع معها كثيرا واشتعلت القاعة بالتصفيق
بنهاية الفقرة اقتربت اخلاص تحتضن العرائس والعرفان مقدمة لهم التهنئة ليقبل كلا منهم رأسها ويدها جراء الهدية والمفاجأة الجميلة التي اعددتها لهم
انسحبت الفرقة الشامية لتبدأ وصلة الرقص الثنائي
ليتقدم كل ثنائي لساحة الرقص يتراقصون على اغنية ( من اول دقيقة )
فأمسك يزن بخصر غزل مقربا إياها منه فحاولت التهرب من نظراته لشعورها الدائم بالخجل من مجرد قربه ليهمس لها قائلا/ مفيش هروب خلاص بقيتي my lady .
مختيش بالك طنط اخلاص قالت ايه في اخر جمله .
صمتت علي غير عادتها ونظرت غير متفهمة مقصده ليقبلها هو من وجنتها مستغل انشغال الجميع حوله لا يعرف أن الجميع منشغلا به وكل النظرات منصبه عليهم لتشهق غزل هامسة بخجل جم / يزن …….
كدة عيب.
قلب يزن عينيه .
وزفر انفاسا ساخنة .
لا تعرف ماذا فعلت به بهذا الصوت الرقيق الهامس ونطق اسمه بهذه الحرارة.
بانفاسا ملتاعة قال / يا نهاااري علي يزن وسنين يزن .
………….. يقبرني هالجمال.
ثم حملها من خصرها لتشهق وتتمسك بعنقه فظل يستدير بها يشعر بأنه يريد أن يطير من الفرحة بينما هي شعرت وكأنها ريشة ترفعها نسمات الحب.
صفق الجميع لهم ليفيق يزن من ولهه وأدرك أنه مازال وسط جمع من الناس ولولا انتباهه لذلك لكان التهم شفتاها التي نطقت باسمه بحرارة الهبته وغيبت عقله.
…………………………..
توسط بها ساحة الرقص وعيونه تخبرها عن كم شوقه لها
يضع يده بخصرها فيؤكد احتواءه لها.
لتضع هي يدها على كتفه لتؤكد اعتمادها وثقتها به .
بدأ يتراقصون مع نغمات الموسيقى وكلمات الاغنية تأثرهم وكأنهم بعالم بمفردهم غير عابئين بمن حولهم .
شعرت غرام أن كل العيون مسلطة عليها فأرادت الانعزال عنهم أو الاستمتاع ببعض الخصوصيه ففعلت بتلقائية ما زاده هو لهيبا .
فقد أحضرت جزء من طرحتها ووضعتها على رأس يزيد حتى تحجب الرؤية عنهم برغم علمها بشفافية الطرحة ولكن حتى تشعر بالقليل من الخصوصية ليصبحوا كلاهما أسفل الطرحة فاشتغل لهيب الرغبة لديه عند شعوره بانعزالهم عن العيون ليقترب مقبلا إياها من شفتاها عدة قبلات رقيقة متفرقة بينما غرام من فرط خجلها كادت أن تتعثر بخطوات رقصها لولا شدد هو بذراعه على خصرها ليزرعها أكثر بين ضلوعه لينتعش أكثر بقربها ويتمنى لو يطول قربهم هذا طوال الدهر.
……………………………….
حاول أثناءها عن فكرة الرقص ولكنها أصرت لاسترجاع ذكريات عرسهم .
كانت تلتصق به أكثر عن رقصة عرسهم واضعه يدها حول عنقه مقربه وجهها من وجهه تنظر بداخل عيونه نظرة سعادة وحب .
نعم لم يمر على زواجهم الكثير ولكن اليوم تنظر له نظرة مختلفة نظرة السند والاحتواء نظرة يملؤها البهجة والحبور باحتفالهم بخبر حملها .
فقد رأت به نعم الاب التي تمنته لأولادها
ناهيك عن الزوج الحنون والحبيب المتيم والرفيق الودود .
اقترب محمد منها يحتويها بين ذراعه هامسا لها بكل ما يحمله من مشاعر متذكرا افضل ذكرياتهم / فاكرة ليلة الدخلة .
ابتسمت ماسة موجهه نظرها لاتجاه بعيد عن مرآه .
ولكنه تتبعها بنظراته الخبيثة قائلا / شوفتي نتيجته حلوة ازاي .
رفعت حاجبيها باندهاش ليكمل هو بوقاحة غامزا بعينه / احنا لازم نأكد على الحمل النهارده.
واردف مازحا / تحبي انتي اللي تكسبي ولا تخسري .
داعبته بارنية أنفها وهي مبتسمة ثم قالت / والله يا حبيبي انا مش شايفة فرق……
اكسب اخسر النتيجة واحدة .
اصطنع الجدية بالحوار قائلا / معلش بس انا بحب الديمقراطية ومحبش اغش في اللعب بالذات .
لتطلق هي ضحكة حاول هو اللحاق بها وكتم فمها محذرا بزغرة من عينيه ثم سحب يده من على فمها مقبلا جبينها قائلا بحنان / الف مبروووك يا روحي عقبال العيل العاشر .
انقلبت ملامحها الهادئة للصدمة ليهمس مكملا / مش وقته نقاش هنتفاهم في الموضوع ده في البيت .
ليكملا رقصتهم بمداعباته الخفيفة المتناغمة مع روحها الجميلة .
……………………………………
رفضت بالبداية متظاهرة بالصرامة ولكن هو كان يعلم بخفاياها ويعلم مدى خجلها التي تواريه تحت شعار الجدة والرصانة .
بالواقع هي كانت تخشى اقترابه فمجرد قربه يضعفها بل يفتت حصونها فما بالك من التحامهم برقصة تهدد ثباتها الوهمي .
لم ييأس نضال كعادته بل سحبها بالقوة لساحة الرقص حتى أنها من قوة سحبه اصطدمت بصدره ليستغل هو الفرصة ويحتضنها بذراعه متعللا بخوفه عليها من الارتداد للخلف .
جف حلقها واضطربت انفاسها .
حاولت التهرب من نظراته ولكن كان لها بالمرصاد اينما ذهبت نظراتها ليعيدها مجددا إليه حتى يأست من ملاحقة عيونه بها لتنزوي بين حاجبيها زاعمة الغضب / يووه هتفضل تبصلي كتير .
_ لحد ما تبصيلي وتقولي بتهربي مني ليه ؟
نطق بجملته بكل هدوء وسعادة من اصتباغها بحمرة الخجل لتتهرب قائلة / انا مبهربش منك….. انت اللي بجح .
غمز بعيونه ثم قال بوقاحة / ده شهادة حلوة في حقي علي فكرة.
ثم مال على أذنها هامسا / الراجل البجح رزق اسمعي مني .
اشتعلت عيونها بالغضب لتعلق قائلة بصوت اقرب للبكاء من شدة خجلها التي تحاول أن تواريه / وكمان قليل الادب .
لتتسع ابتسامته أكثر وكأنها تمدحه قائلا بكل برود وهدوء لها / ده حاجه كويسة جدا…… بس انتي لسه مش فاهمة.
لا تعلم ماذا تفعل معه فقد استنفذت كل حيلها في الهروب لتلجأ للحل المباشر فنظرت له سائلة بكل جدية / انت عايز ايه دلوقتي بالظبط؟
سافر بنظراته على ملامحها مما جعلها تشتعل خجلا مبتلعه لعابها بصعوبة ثم قال / السؤال صعب إجابته اوي….
علشان اللي عايزه كتيييير .
ثم أطلق تنهيده حارة مكملا بوقاحة / بس للاسف مش هينفع دلوقتي.
_ نضال .
نطقت باسمه بتعجب جم من وقاحته كمحاوله منها لاعاده وعيه قبل أن يفقد صوابه بفعل ما …
فقد استشعرت بالضياع الكامل بنظراته ونبرة صوته .
ليجيبها وهو هائم بها / قلب نضال …..
وعيون نضال والله.
لتطبق على شفتيها فلم يعد لديها سبيل سوى الاستسلام لجرف مشاعره .
فاراحت رأسها علي كتفه رافعة رأيه الاستسلام مطلقة تنهيده راحة بقربه منها ليستنشق هو عبيرها عن قرب ويستشعر بقربها المهلك لكيانه.
…………………………………….
سحبها لساحة الرقص باشتياق لحضنها الدافئ
لتستجيب هي لدعوته بلهفة اليه .
كانت بالأمس القريب تراه فارس أحلامها
واليوم تراه كل أحلامها
فمن غيره سيكمل كل نقص بها .
حينما وضع يده على خصرها بحنان
شعر وكأنه امتلك الدنيا وما بها
بينما هي شعرت باكتمال والتئام شتاتها.
من يراهم يعتقد أنهم يتراقصون على الحان الموسيقى
بينما هم لا يشعران بتلامسهم للبسيطة
ينتابهم شعور بالسعادة جعلهم يحلقان في نعيم العشق
جعلهم لا يشعران بوجود بشر حولهم
نظراتهم تغنيهم عن الحديث باللسان
فالعين تروي ما يعجز اللسان عن البوح به
انتبها كلاهما على تصفيق الجمع معلنا انتهاء فقرة الرقص الثنائي لتخجل ميار من إطالة النظر لچواد بينما الاخير زفر تنهيدة راحة وكأنه باح بكل ما يجيش به صدره .
استمرت فقرات الحفل حتى انتهى على خير وذهب العريسان لمنزل الزوجية وتبعهم الأهل والأصدقاء لاصالهم لمحطتهم الاولى في حياتهم المستقبلية .
وصل اسطول من السيارات أمام البناية مطلقا أبواقا تخبر المنطقة بأكملها بوصولهم .
اصطفت سيارة يزيد وغرام اولا أمام بوابة البناية ليهبطا العريسان وهبط الجميع لتهنأتهم والدعاء لهم .
كادت أن تبكي غرام عند السلام الحار الذي جمع بينها وبين والدتها لولا يزيد الذي بث بها الطمأنينة قائلا / خلاص يا حبيبتي كلها ساعات الليل وطنط هتيجي من الصبح .
ثم أدار وجهه لحماته مؤكدا حديثه / مش كدة يا طنط.
مسحت دموعها المنهمرة لتجيبه بأنفاس متقطعة / طبعا يا حبيبي من النجمة هكون عندكم .
اصطنع الابتسامة فلم يقصد أن تأخذ عبارته على محمل الجد ليتأبط ذراع غرام ويحثها على التحرك ومع اولى خطواته استدار هامسا لحماته / مش من الفجر اوي يا طنط يعني ممكن بعد ثلاث ايام عادي جدا.
كفكفت حماته دموعها وربتت على كتفه داعية لهم / ربنا يهنيكوا يا حبيبي .
صعدا يزيد وغرام الدرج حتى وصلا حيث شقتهم ليدخل مفتاحه بالمكان المخصص ويديره لينفرج الباب ولكن قبل أن تخطو غرام خطوة واحدة وجدت نفسها مرفوعة للأعلى لتشهق مطلقة صرخة بسيطة ثم تمسكت بعنقه تنظر له بخجل ليخطو هو بها داخل شقتهم وعيونه لا تفارق عيونها .
أغلق الباب خلفه بقدمه لتضع هي رأسها بصدره قاضمة شفتيها قائلة بخفوت شديد بالكاد سمعها / كنت عايزة اوصل اختي الاول .
وصل بها الي غرفة نومهم لينزلها علي الفراش برفق شديد ويرفع رأسها المنسدل للاسفل بسبابته مسافرا على ملامحها قائلا بلهفة وشوق/ يزن هيوصلها متقلقيش عليها .
……………………………..
بعد أن هبط يزيد وغرام من سيارتهم تحرك اسطول السيارات للامام لتستقر سيارة يزن وغزل أمام البوابة انتظرا داخل سيارتهم حتى سلم الجميع على غرام وصعدت مع زوجها لتقطبت غزل جبينها معترضة على ما تراه أمامها حين وجدت اختها تصعد الدرج مع يزيد قائلة / ايه ده ازاي تطلع السلم .
لم يعي يزن مقصد غزل ليحين ترجلهم من السيارة لتنطلق الزغاريد مرة أخري بهبوط العريسان وتبدأ وصلة التهنيئات والدعوات مرة أخرى .
كما بدأت وصلة البكاء التي طالت قليلا عن غرام بسبب بكاء غزل الحاد في حضن والدتها ليقلب يزن عينيه منتظرا انتهاء حالة الحداد تلك هامسا لنفسه / هو انا هاكلها وانا مش واخد بالي .
ثم ربت على ظهر غزل قائلا بابتسامة صفراء وتحدث من تحت أسنانه / مش يالا بقى يا حبيبتي ولا هنفضل في الشارع كتير .
حاولت غزل تنظيم انفاسها وكفكفت دموعها واستقامت موجهه حديثها لوالدتها / خلاص يا ماما هستناكي الصبح بدري ، تعدي عليا انا الاول قبل غرام .
_ من النجمة يا حبيبتي هكون عندك متقلقيش.
ليتهكم يزن داخليا متمتما لذاته / ابقى شوفي مين هيفتحلك اصلا .
فور أن انتهت غزل اخيرا من وصلة البكاء مد يزن ذراعه كدعوة لتتأبط ذراعه لتقطب جبينها معارضة ثم قالت / لا طبعا أنا مش هطلع السلم انت هتشيلني.
اتسعت حدقتي يزن ووضع يده تلقائيا على ظهره وازدرأ ريقه محاولا إثنائها عن قرارها / ما ……. ما يا حبيبتي هشيلك وانا داخل الشقة ….
وكمان احنا في الدور التاني يعني هطلع دورين!!
حاول الجميع كتم ضحكته بينما هي رفعت كتفيها باعتراض قائلة/ انا مش هطلع السلم وانا عروسة …..
هتشلني ولا اروح مع ماما ؟
نظر لها نظرة بلهاء ثم قال مقررا / ماما !؟
ماما مين ؟ …………
دانا يا قاتل يا مقتول الليلة دي …. تعالي.
وانحنى سريعا لتجد نفسها مرفوعة بخفة سعدت بها لتتعلق بعنقة كالطفلة سعيدة وفرحة.
بينما هو انشغل بالدرج الذي لا يراه أمامه من اتساع دائرة ثوبها داعيا الله أن يصل بخير دون أي عواقب وخيمة.
وصل بالكاد الي باب الشقة لينزلها حتى يتسنى له فتح الشقة بينما هي اعترضت ليطمئنها قائلا / هفتح بس الشقة واشيلك تاني متخافيش .
متمتما لحالة / ايه يا ربي ده هو انا متجوز عيلة .
وبالفعل فتح باب الشقة ثم انحنى ثانية ليرفعها شاعرا بالم في ظهره ليدلف سريعا للشقة مغلقا بابها بقدمه ثم تقدم الي غرفتهم ليسقطا سويا على الفراش مطلقة هي صرخة الم من سقوطها فجأة بينما هو أطلق اااه من شعوره بوخزات بظهره ممسكا ظهره قائلا بحنق / الله يسامحك يا شيخة ازاي دلوقتي..
……………………………….
عاد الجميع الي منازلهم بعد يوم مليئ بالاحداث .
صعدا چواد الدرج مع ميار ووالدته التي كانت طوال الطريق تخبره بنظراتها أنها تريد أن تتحدث معه اليوم لا غدا .
ظل چواد في حيرة من أمره لا يعلم ماذا عليه أن يفعل؟
كان لا يريد أن يصل الأمر لهذه المرحلة.
ففضل أن يخفي على والدته أمر صعوبة حملها.
ولكن اليوم وقد عرفت كيف سيهنأ ثانية؟
من المؤكد أن والدته لم تصمت ولم تقبل أن ابنها الوحيد من المحتمل أن لا ينجب.
كما أنه لا يريد لزوجته أن تشعر بالتدني أو مجرد الاحساس بالنقص.
ايخبر والدته بكل شئ ؟
ام ينكر ما استمعت إليه ويراوغها في الحديث !؟
………………….
•تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية