Ads by Google X

رواية لحن الحياة الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية لحن الحياة الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم سهام صادق 

مذاق الحب(43)
*************

أخفى ابتسامته وهو يري عيناها تتحول من اللهفة  إلى حنق وضيق كاد ان يضحك عندما رفعت يداها لنرمين ترحب بها ولكنه كان يعلم أن بحركتها تلك توضح ملكيتها فيه ..اشتاق لها ولكنه قرر ان يحارب اشتياقه قليلا ..فألتف نحو نرمين معتذرا بعدما حركت رأسها بأماءة رقيقه مع ابتسامه صافيه ترحب بمهرة التي تجلس حانقه من رقتها
- نكمل كلامنا بعدين يانرمين 
صوته صدح بحزم ..فأنصرفت نرمين بتفهم ..ليغلق الباب خلفه مقتربا منها بهدوء 
- خير يامهرة هانم 
هتف ببرود جعلها تغمض عيناها قليلا كي تكمل مهمتها دون تراجع ونهضت من فوق مقعده وحملت الهديه مقتربه منه 
- جيت عشان اصالحك 
ومدت يدها بهديتها ..فنظر إليها ثم لما تعطيه له 
فأبتسمت بتوتر وهي تتمني ان لا يرفض ما تهديه ..واتسعت ابتسامتها بعد أن ألتقط منها الهديه  وزفرت انفاسها براحه ..فقد ذاب الجليد بينهم بعد تلك الفكره الرائعه وهتفت داخلها 
" أخيرا...."
ولم تكاد تكمل باقي جملتها ..فوجدته يتخطاها ووضع الهديه على مكتبه ثم نظر نحوها
- في حاجه تانيه 
لم تفهم معنى عبارته الا عندما اكمل بقسوة لا تعلم كيف يجيدها
- ورايا شغل مهم ..لو مافيش حاجه تانيه اتفضلي 
فحدقت به بصدمه اهذا هو ما كانت تنتظره منه 
وفي صمت حملت حقيبة يدها وخطت ببطئ مطأطأة الرأس تقضم شفتيها بقوة حتي لا تبكي ويري ضعفها 
ووقفت أمام الباب وهي تنتظر ان يجذبها إليه كما كان قلبها يخيل لها ولكن لم يتحرك ولم ينطق بشئ 
وقبضت علي يديها وهي تشعر كأن شئ يخنقها...فندفعت نحوه تضربها على صدره بغضب 
- أنا مش هصالحك تاني ... انت بتعاقبني كده ليه  .. أه ما انتوا بتخلونا نحبكم وبعدين تقهرونا 
وظلت تتحدث دون ان تعي ما تنطقه وهو يتركها تفعل ما تريد ويستمع إليها في صمت الي أن وجدها تبكي ...فضمها إليه فهو أصبح يعلم نوبات جنونها 
- اهدي خلاص 
فصاحت ببكاء 
- خلاص انا اعترفت بغلطي .. عايز أعمل ايه تاني 
وابتعدت عنه تدفعه بقبضتي يديها ..ليقبض علي يديها بحنق
- اهدي يامهرة وبلاش جنون هنا .. وكمان ده غلط عليكي انتي ناسيه انك حامل 
فأشارت نحو نفسها متسائله وقد نست كل ماقاله
- انا مجنونه 
فلم يجيب عليها ..ثم زفر أنفاسه بقوة 
- مبتكمليش حاجه للاخر صح 
فحدقت به بقوة ثم نظرت لعلبة الحلوى فأخذتها 
- مدام انا مجنونه ومبكملش حاجه للآخر ..هاخد بقي هديتي 
وانصرفت من أمامه...ليقف مذهولا مما فعلت وانفجر ضاحكا 
- مهرة خدي هنا ..مهرة 
وتابع وهو يحرك كفه على خصلات شعره
- انا اكيد بكفر بجوازي منك علي حاجه عملتها 
ووقف يفكر للحظات عن الشئ الذي فعله متذكرا النساء اللاتي وقعوا بحبه وفي النهايه كان نصيبه تلك الشرسه وتنهد بيأس 
- اعاقبها ازاي ديه 
واخذ يهندم سترته ويعدل رابطه عنقه من عاصفة جنونها التي اخرجتها عليه 
......................
خرجت من الشركه تحمل علبة الحلوى كما دخلت بها تزفر أنفاسها بغضب حتي أن مني تعجبت من خروجها من مكتبه هكذا دون ان تحادثها 
ورن هاتفها لتنظر إلى رقم ريم متذكرة موعدهم اليوم من أجل شراء فستان لها يناسب الحفل التي سيقيمها ريان بمناسبة احدي الصفقات التي حققها الفرع الجديد من الشركة الام والتي يديرها زوجها سيد بارد
أعجبها ذلك اللفظ عليه وابتسمت وقد نست أمر هاتفها الذي يصدح رنينه للمرة الثانيه ..ففتحت الخط سريعا
- ايوه ياريم ... هتتأخري ساعه .. خلاص هستناكي ...تمام اتفقنا 
وأغلقت معاها لتجد هاتفها يدق برقم رقيه التي هتفت على الفور
- مهرة انا محتاجه اخرج غضبي وخنقتي مع حد ومافيش غيرك 
فضحكت مهرة وهي تود ان تقول لها أنها هي الاخري ترغب بذلك وهتفت بصوت خافت
" اتلم المتعوس على خايب الرجا "
لتسألها رقية 
- بتقولي حاجه يامهرة
فتمتمت  وهي تبتسم 
- لاء متاخديش في بالك
......................
جلسوا  في احد المقاهي التي تطل علي مياة النيل وكل منهن تزفر أنفاسها ببطئ .. لتنظر رقية إلى العلبة التي فتحتها مهرة واصبحت الحلوى من نصيبهم 
فأشارت لها مهرة برأسها ان تبدء بالهجوم عليها لعلهم يخرجوا حنقهم فيها 
وألتهمت رقية واحده مستمتعه 
- شوفتي يامهرة يامراد بيتعامل معايا ازاي 
فألتقطت مهرة واحده وتمضغ بفمها أخرى 
- عمل ايه تاني مراد ..مش أجلتي ميعاد الفرح 
فحركت رأسها وهي تأكل الحلوى بشراسه 
- عايزنا نتجوز في الشقه اللي كان متجوز فيها قبل كده 
فهتفت مهرة بأستمتاع 
- طعمها حلو الشيكولاته ديه
لتنظر لها رقية مؤكده 
- اه جميله 
ثم تابعت بحنق 
- يامهرة ركزي معايا 
لتمضغ مهرة ما بفمها مستمتعه أكثر بطعم الحلوى 
- ما انا مركزه اه
ورفعت أحدي حاجبيها بضيق 
- انتي اللي محتاجه تركزي ..مش ده مراد اللي كنتي نفسك تتجوزيه حتي لو في خيمه ..ايه اللي فرق شقه من شقه ..وكمان ماتتفاهمي معاه بالعقل مش بالغضب والصوت العالي
واسترخت بجسدها بزهو متذكرة مافعلته مع جاسم ..فمن يسمعها الآن يري كل النضج بها وهي من تحتاج النصح 
- انتي ليه ديما مع مراد مش معايا يامهرة 
هتفت بها رقية بحرقه ..لتدفع مهرة اليها أحدي قطع الشوكولاته 
- اكدب عليكي وأقولك انك صح وتخسري حبك بالعند الطفولي اللي انتي عايشه فيه 
وعندما شعرت بحزن رقية .. دفعت نحوها بعلبة الحلوى كلها ونظرت نحوها 
- هي ريم اتأخرت ليه ... انا جعانه محتاجه اطلع غضبي في الاكل
لتحدق بها رقية بأعين متسعة 
- انتي زعلانه انتي وجاسم ..لو متخانقه معاه ومن غير ما تحكيلي انتي أكيد اللي غلطانه 
لتلوي مهرة شفتيها بأستياء 
- ياسلام ..ليه يعني
فأبتسمت رقية بأنبهار
- لا انتي مش عارفه قيمة جوزك خالص ...ده انا كل صحابي بيحسدوكي عليه ..يامهرة انتي مش متجوزه اي حد 
وضحكت وهي تنظر لمهرة التي كانت تطالعها بشر
- عندي احساس انك هتحدفيني بجذمتك
لتنظر لها مهرة بصمت..ثم جذبت علبة الحلوى التي أمامها 
- صحابك بيحسدوني عليه ..اومال محدش بيحسده عليا ليه
فأنفجرت رقية ضاحكه وحركت كتفيها بمشاكسه
-  ما انتي عارفه كل سيدات المجتمع كانت اما عايزه تتجوزه او تجوزه بنتها ..لاء انتي فعلا مش عارفه قيمة جوزك ووضعه وانا لازم اوعيكي وافهمك
واتسعت ابتسامة رقية وهي تجدها تضغط علي أسنانها بغضب 
- انا بقول اخد بعضي وامشي
فصرخت بها مهرة بعدما وجدتها تنهض 
- اقعدي عندك ..يعني تحرقي دمي وتمشي 
لم تكن رقية تعلم بخلافهم فضغطت علي الجزء الذي تخشاه بأن يفيق جاسم ذات يوما فيكتشف انه لم يتزوج الزوجه التي تليق به .. تخاف من ذلك اليوم  فهي عملت معه وتعلم مكانته ووضعه من يصدق ان الفتاه الشرسه التي كانت ترتدي ملابس غير مهندمه تشبه الصبيه ونظاره وتعقد شعرها كالناظرة تكون هي من نالته في النهاية 
أفكار سوداء بدأت تقتحمها وخاصة كلما تذكرت جمله والدتها عن والدها بعد ان عاد لزوجته
" كان بيعملني كويس اوى وانا حامل فيكي حتي قبل حملي ب ورد ..كان بيقولي انه عرف الحب معايا .. كان بيحبني يابنتي وفجأه كل حاجه ضاعت "
مازال صوت والدتها المنكسر الحزين يقتحم عقلها ..تخاف من ماضي عاشته أقرب من كانت إليها 
لتفيق على يد رقية الحانية تربت علي يدها ونبرة صوتها الدافئة 
- مهرة انا كنت بهزر معاكي ..انا اسفه ..متزعليش مني انتي عارفه انا بحبك اد ايه 
فأبتلعت مهرة غصتها ونظرت لها بشرود ثم ابتسمت وعادت إلى طبيعتها بعد ان امتلكت نفسها 
- لاء يارقية انا مش زعلانه ...متقلقيش 
فأبتسمت رقية بمحبه ثم غمزت لها 
- تعالي اقولك علي شوية نصايح حلوين.. ديه نصايح خالتو خدي بالك
ومالت نحوها هامسه 
- اسمعي مني بقي وقربيلي كده وركزي
فوضعت مهرة كامل تركيزها وعيناها متسعه 
- ديه نصايح خالتك 
فأخذت رقية تحرك رأسها ..وتكمل ما بدأت 
وبعد وقت لا بأس منه كانت ريم تتقدم نحوهم 
...............................
وقفت ريم تنظر إليهم متسائله عن نظرتهم للفستان الذي ارتدته...فنظرت رقية لمهرة تناقشها قليلا 
وعادوا ينظرون إليها مشيرين لها بالنفي 
فزفرت ريم أنفاسها بأرهاق ..فهذا هو الفستان العاشر الذي ترتديه  .. اليوم كان طويل ومرهق ولكن في النهايه اختاروا معها فستان أنيق ومحتشم حتي ان ريم كانت سعيده بالأمر بشده 
وعادت مهرة من جولتها بتعب شديد ..لتجد جاسم ينتظرها في غرفتهم ...  فألقت حقيبتها وخلعت حذائها بصمت ثم حجابها وتسطحت على الفراش دون ان تعيره اي اهتمام 
لينظر لها جاسم بضيق
- ممكن اعرف الهانم كل ده كانت فين 
فأغمضت عيناها بآلم ب ظهرها واقدامها 
- كنت مع ريم ورقية .. وبعتلك رسالة علي تليفونك لتقول اني  زوجه مش مسئوله
كان يعلم بوجهتها ولكن تأخيرها وهيئتها الآن زادت حنقه
- واخرت التنطيط ده ايه ..انتي ناسيه انك حامل 
ففتحت عيناها بعد ان استرخت قليلا 
- هي الحامل يعني مبتتحركش 
كان يود لو يهشم لها رأسها ... ولكن غادر الغرفة بحنق متمتما بوعيد 
- ماشي يامهرة ... الصبر ليه حدود
وكادت ان تغفو وفجأه رن بأذنيها نصائح رقية لها... لتتسع عيناها  
- ايه ده انا نسيت نصايح رقية 
ولكن جفونها أرتخت ..فغفت دون شعور
....................................
نظرت فريدة الي ورد بشكر لكل ما فعلته معها ..كانت تظن انها ستشمت بها في مرضها ولكن ورد راعتها وكأنها لم تهينها يوما
- هل يؤلمك شئ
فدمعت عين فريده وهي لا تشعر بساقيها
- ساقي ورد لا اشعر بهم... هل سأظل الباقي من عمري هكذا ..  نهايتي سأكون عاجزه
فدمعت عين ورد واقتربت منها تمسح دموعها برفق 
- ستشفي وستسيري مجددا وستعودي فريدة خانو التي نعرفها
فطالعتها فريدة بأمل حتي لو كان كذبا وظلت برفقتها بالمشفي الي ان اتي كنان 
كانت فريدة قد غفت ..فأنحني نحوها يقبل جبينها ثم نظر الي ورد التي اول ما رأته اشاحت عيناها بعيدا عنه .. تتمني داخلها ان تخرج فريده من المشفي لترحل حيث وطنها وجاء ما تمنت 
- ستخرج بعد يومين من المشفي 
لتنظر اليه ورد ثم ابتسمت وغادرت وهي لا تفكر في أحد سيساعدها غير ليليان 
.......................................
تمدت عائشة علي فراشها بشرود متذكرة حديث كنان معها اليوم... أخبرها أنه يعلم بالحقيقة ..كل شئ أصبح واضح تماما ..لو كانت الحقيقه ظهرت في وقت آخر لكانت ثارت عليه وعلى والدته تلك المرأة الماكرة ولكن الآن والدته عاجزه.. لأول مرة تشعر بالراحة منذ ان علمت بحقيقة نسبها سنون مضت وهي  بكنية رجلا آخر 
...............................
تسطحت علي الفراش بأرهاق ومدت يدها نحو بطنها تطمئن جنينيها ان كل شئ سيكون بخير ..ستصبح قوية من اجله 
لتنتبه لخروج كنان من المرحاض يجفف شعره ..فأزاحت يدها سريعا عن بطنها حتي لا يشك بالأمر ف الي الآن لا احد يعلم غير ليليان التي لم تعد تفهم سبب إخفائها 
وتسطح جانبها ثم مد يده نحوها ليقربها منه 
- سيقتلني صمتك ورد ..ما بكي أخبريني 
فأغمضت عيناها وهي تود ان تخرج كل ما بداخلها ولكن ستجعله يذوق مافعله بها ..كان يصمت وهي تتحدث تقترب تسأله عن ما يروقه... ولكن في النهايه ماذا حدث خانها وتركها في حيرة تبحث عن سبب بعده عنها 
وتنفست بصعوبه وهي تشعر بقبلاته على عنقها ويديه تضم خصرها بتملك 
لتترك له نفسها ..فلا بأس ان تمنحه جسدها الليله 
..........................
نظر ريان إلى ريم التي تعطيه أحد الملفات كي يوقعها... فطالعها ريان متسائلا
- ستأتين الحفل ريم أليس كذلك 
فرحكت ريم رأسها بأرتباك ..فلاول مره ستحضر حفل هكذا ف البداية ظنت ان والديها سيرفضوا الأمر لخوفهم عليها من ذلك العالم ..ولكنهم وافقوا فهم أصبحوا يشفقون عليها بعد ان أصبح كل شئ علي عاتقها 
فأبتسم ريان وناولها ماوقعها ..واسترخي بجسده يحدق بها وهي تغادر ويفكر في أمرها فريم لن تأتي إليه بسهوله .. ولن يتركها لغيره 
.............................
علمت منه لاخر لحظه بالحفل الذي هي مدعوة به معه ..حالهم كما هو ينام كل منهم بغرفة فيبدو ات فعلتها الاخيره زادت من رصيد غضبه عليها 
ووقفت امامه بعد ان هبطت الدرج ببطئ ونظرت إليه بتحديق وقلبها يدق بعنف وداخلها ألف سؤال 
هل هذا الرجل الوسيم هو زوجها ..ام حملها أصبح يظهره لها هكذا ..ام أصبحت عاشقه لتلك الدرجه 
واقتربت منه بخطي متمهله .. تنظر إليه ثم تذكرت نرمين والنساء اللاتي سيكونوا بالحفل 
- هو لازم نروح الحفله ديه 
فرفع وجهه عن هاتفه بعد ان كان مشغولا به
- لو تعبانه ومش عايزه تيجي مافيش مشكله 
فتعلقت بذراعه هاتفه 
- تعبانه ايه ده انا رجلي علي رجلك بعد كده
فضحك علي ظرافتها التي أصبحت تبهره بها 
- ظريفة ياحببتي
فأبتسمت بغرور وجذبته نحوه ..وقبلته على خده بتملك 
- مش هتصالحني بقي 
فحدق بها بجمود ..وابعدها عنه قليلا
- هو مين اللي يصالح مين يامهرة 
فعادت تقترب منه وتجذبه إليها 
- انت اللي تصالحني لانك جنتل مان ياحبيبي 
فأعجبه الحوار الذي يدور بينهم ..غامزا إليها 
- عايزه ايه يامهرة ..عشان هنتأخر على الحفله 
فلمعت عيناها بدهاء وكادت ان تطلب منه ان لا يذهبوا للحفل ولكن رنين هاتفه قطع كل شئ ... وانهي حديثه مع ريان...لينظر لها
- هتيجي معايا ولا..
وقبل ان يكمل باقي جملته ..تعلقت بذراعه وهكذا كانت إجابتها 
.........................
نظرت رفيف الي صديقتها ناريمان بضيق بعد ان  قصت عليها رفض عمار لعرضها ..لترتشف ناريمان من كأس عصيرها وعيناها مثبته علي ريان الواقف مع أحد ضيوفه ..فهتفت رفيف بحنق
- فكري معي ناريمان بالأمر . بدلا من تحديقك بأخي 
فتنهدت ناريمان ومازالت عيناها عالقة علي ريان 
- شقيقك أصبح بعيدا للغاية رفيف ..لم يعد ريان الذي عرفته 
وعندما وجدت ريم تردف للحفل بخجل وتنظر حولها وقد كانت تسير مع أحدي رفيقاتها بالعمل ..حدقت بها بقوة وهي تتذكرها وأشارت لرفيف تسألها
- ما اسمها تلك الفتاة رفيف 
كانت رفيف تتأفف بضيق فهي تفكر بعمار ولا صديقتها منشغله بتلك الفتاة وكي تريح فضولها 
- اسمها ريم ..ناريمان هل ارتحتي الآن 
لتشرد ناريمان في تلك الليله التي قضتها بين ذراعي ريان كان معها بجسده ولكن عقله كان مع تلك الفتاة ..فقد كان يهتف بأسمها وكأنها هي 
...............................
بدأت الحفل ووقفت مهرة بجانب ريم التي كانت تبحث عن شئ ..فنظرت لها مهرة بشك 
- بتدوري علي ايه 
فأرتبكت ريم وعندما لمحت رقية تسير بجانب مراد أشارت نحوهم فنظرت لها مهرة غامزه ثم اشارت نحو جه أخرى 
- وياسر اه
فأخفضت ريم عيناها ..لتبتسم مهرة هامسه 
- وعلي فكره هو كمان كان بيدور عليكي 
فنظرت إليها ريم وهي لا تصدق ولكن ابتلعت كلامها عندما وجدت رقية تقترب منها التي فور ان اقتربت منهم أشارت لمهرة بضيق 
- هي ديه النصايح اللي بتعملي بيها ... مين البنت الحلوه اللي واقفه جنب جوزك ديه 
فعضت مهرة شفتيها بضيق 
- ديه نرمين مديرة العلاقات العامه في الشركه 
فحركت رقية رأسها بحنق طفولي
- لاء محتاجه دروس مكثفه يامهرة ولازم تاخدي من خبرتي 
لم تشعر رقية بوجود مراد خلفها ..الا عندما ضحكت ريم واتبعتها مهرة ضاحكه 
- دروس وخبرات كمان
فألتفت نحوه رقية بتوتر وهتفت بتعلثم
- خبرتي في الحياه 
وعادت ضحكات ريم ومهرة تعلو ..ولكن زوج من عيون كانت تحدق بتلك التي أصبحت فاتنة اليوم ببساطتها وضحكتها 
ريان الذي كانت عيناه كالصقر على فريسته .. وياسر الذي وقف يتأملها بمشاعر غريبة عليه 
وابتعدت عنهم ريم وخرجت من القاعه كي تهاتف شقيقها وتخبره ان يخرج من منزلهم ويأتي إليها للمكان الذي أخبرته به من أجل ان يصطحبها في العوده لتأخر الوقت 
ولم تري ذلك الذي ترك كل شئ وخرج خلفها .. ولكن ناريمان كانت تقف تتابع كل نظرة منه نحوها... اما ياسر نفض تفكيره فيها ..ف الوقوع بفخ الحب نهايته معروفه زواج ثم عائله ثم حرمان كما حدث بالماضي 
.................
وقف ريان خلفها يستمع الي مكالمتها مع شقيقها لتلتف ريم عائدة إلى الحفل بعد ان انهت المكالمه
فنظر إليها مبتسما وهو يضع كلتا يديه في جيب سرواله 
- تبدين اليوم جميله ريم 
فخجلت ريم من مدحه بعد ان استعادت أنفاسها 
- شكرا سيد ريان 
فأقترب منها ريان خطوه هاتفا بهدوء وهو يتجول بعينيه علي ملامحها
- ريان فقط ريم 
وعندما رأى صدمتها ..ابتسم متابعا بتوضيح 
- ما دمنا لسنا بالعمل ..تناديني ريان 
.........................
وضعت ورد اختبار حملها فوق الفراش مع رساله تودعه فيها ..فقد اتت فريدة في الصباح وانتهى واجبها والان ستغادر حيث ليليان التي تنتظرها بسيارتها 
لا تصدق الي الآن ان كلام سيلا صحيح 
كانت تبكي وهي تحمل حقيبتها وتودع كل ركن من أركان المنزل ...فقد حان وقت العوده ..ستبتعد لتعلم اين هي مكانتها داخله ..هل كانت لمعان وقد انطفئ
ام أحبها مثلما احبته 
.............................
ابدلت ملابسها بغضب وهي تتذكر تلك الرقصة التي رقصها جاسم مع رفيف التي عرضت عليه ان يراقصها وطلبت ذلك أمامها ومنها بل واكملت طلبها ساخره منها 
" بالتأكيد مهرة لا تعلم الرقص جاسم "
سخريتها مازالت بعقلها تزيدها حرقه .لم يكفيها نرمين وأيضا رفيف الذي تعلم هدفها فلا تريد الا شئ واحد تذكرها أنه كان يوما خطيبها ويخططوا للزواج .. لم تأخذ الرقصه الا دقائق ولكن كانت تحترق بشده فلم تعد تتحمل الضغط العصبي الذي أصبحت فيه تلك الفتره .. 
ووجدت هاتفها يدق...فنظرت لرقم رقية للحظات ثم فتحت الخط لتهتف رقية بتحذير
- اوعي يامهرة تتخانقوا ..ده هدف رفيف علي فكره ..انتي مشوفتيش نظرة التحدي اللي كانت في عنيها ..ده جوزك انتي ..
وتابعت بعد ان سمعت تنفس مهرة البطئ
- مكنتش سامحتي ليها ترقص معاه ..جاسم كان مستني ترفضي بس انتي وقفتي ساكته..مهرة الليلة ديه صلحي اي خلاف بينكم 
واغلقت رقية الهاتف بعد ان علمت ان رسالتها قد وصلت 
وقررت ان تتزين له وتذهب إليه ناسية كل شئ  
.....................
نظر كنان الي الرساله وتلك الورقة التي علم منها بحملها..بحث عنها كالمجنون الي ان انتبه للرساله التي تركتها له .. نظر الي كل كلمه كتبتها له منذ ان أصبح يبتعد عنها وكيف كان شعورها ... نسي انها اتت معه لبلد وحياة غريبه من أجله ..خذلها جعلها اضحوكه ... أخبرته أنها تعلم بتلك التي تشبه شقيقته وبالتأكيد وجد معها الحب ..أخبرته عن لحظه رؤيته بالمطار وهو يحتضنها ... كان مع كل كلمه يقرأها يشعر بما عاشته ..فهو المخطئ ليجعله تعيش وسط تلك الشكوك والخوف من ان يأتي اليوم الذي يخبرها فيه أنه انتهي صلاحيتها لديه 
وقبض على الرساله بقوه ..متذكرا ليليان فمن غيرها تعرفها ورد هنا .. فبشير في رحلة عمل ولولا ذلك لكان هاتفه هو أولا ليسأل شقيقته 
- مرحبا ليليان ..أريد ان اسألك عن ورد 
خرجت الكلمات بصعوبه من حلقه ...ليسمع اخر شئ كان يريد سماعه
ورد رحلت لوطنها 
..............................
نظرت مرام للرساله التي بعثتها لها إحدى معارفها وقد  اكتسبت صداقتها من احدى الحفلات والمؤتمرات التب أصبحت تذهب إليهم 
كانت تخبرها في الرساله عن الموعد الذي اخدته لها من الطبيبه التي قد أجرت لها عملية إجهاض من قبل .. فزفرت أنفاسها براحه وهي تمسح الرساله مطمئنه بأن الموعد قد اتي مع رحلة كريم التي ستستمر لثلاثة أيام 
.............................
وجدته يقف أمام الشرفة يتأمل الظلام بسكون ...فأقتربت منه تفرك يديها بتوتر وخجل مما ارتدت 
- جاسم
فألتف إليها جاسم بصمت محدقا بها بهدوء ..ثم عاد يطالع ما كان يحدق به 
كان قد تخلي عن سترته واحل أزرار قميصه الاماميه مما زادها توتر .. واقتربت منه أكثر الي ان طاوقت خصره ووضعت برأسها علي ظهره 
- مكنتش عايزاك ترقص مع رفيف 
وأخيرا خرج صوته الجامد 
- ومرفضتيش ليه ... ولا انا في نظرك راجل عابث بحب الستات تبقي حواليا
فأتسعت عيناها وهي تتذكر ما هتفت به وهم عائدون لم تكن تشعر بما تقوله ولكن حدث ما حدث 
- مكنتش أقصد حاجه ..غصب عني معرفش قولت كده ازاي 
فهتف ساخرا وهو يتذكر عبارتها
- دلوقتي رفيف ونرمين ...فاضل مين هيظهر في حياتك
وزاح يداها عن خصره متمتما بضيق
- روحي أوضتك يامهرة ..لأن اي اعتذار منك دلوقتي ملهوش لازمه
فعادت تطوق خصره مجددا الا أنه نفر منها ..وابتعد عنها تاركا لها الغرفه بل الطابق بأكمله 
..........................
نظر ياسر الي هاتفه نحو الصور التي اخذوها برحلة شرم .. لم تكن عيناه تحدق بباقي الصوره الا عليها وكيف تبتسم ..واغمض عيناه متنهدا بيأس
- لازم تخرجي من تفكيري ياريم 
ووضع بيده علي قلبه وعاد ينظر إلي ملامحها 
- ده مات من زمان خلاص 
....................................
نظر لها وهي جالسة على الفراش تقضم الوسادة وكأنها تخرج غضبها منه فيها 
وأقترب منها وهو يشعر بالذنب ..متذكرا هيئتها المغرية التي مازالت عليها عندما أتته غرفته تصالحه ولكن نفرها رغم أنه يحترق من الداخل ليضمها بين ذراعيه 
- مهرة 
فرفعت عيناها التي اخفتها خصلات شعرها واشاحت وجهها بعيدا عنه ..تفعل كل شئ لترضيه وهو يعلم طبيعة ما كانت عليها فهي تتغير من اجله رغم ان التغير يحدث ببطئ ولكن تحاول ... تريد منه بعض الصبر الذي كان يمنحها اياه ببداية زواجهم 
اليوم  ادركت انها لم تعد مهرة القديمه التي كانت تقف صامده أمام حزنها 
وجلس جانبها علي الفراش يضمها إليه 
- هتفضل حياتنا كده لحد امتي ... 
وتابع وهو يمسح علي ظهرها برفق يسمع شهقاتها 
 - انا اختارتك انتي بعد ما كنت بحسب كل حاجه بالمكسب والخساره ..بس معاكي نسيت كل حساباتي ..نسيت اني في يوم كنت بفكر أتجوز جواز بيزنس ..أنا عارف ان الحياه اللي عيشتيها كانت صعبه بس انا مش والدك يامهرة مش هتخلي عنك زي ما اتخلي عن والدتك 
لم تشعر بنفسها الا وهي تدفن وجهها بين احضانه 
- غصب عني ..جاسم متسبنيش اوعدني انك مش هتسبني 
وابتعدت عنه تمسك كفه تضعه علي بطنها 
- مش هتسبنا مش كده 
لم يتحمل تلك النظره التي كان والدها هو السبب بها ..وعاد يضمها إليه بحب 
- عمري ما اتخلي عنكم ... انا عيشت احلم باليوم اللي هيكون ليا فيه عيله واعوض ولادي بالحياه اللي اتمنيت أعيشه
ولم تشعر بعدها بشئ الا وهي غارقة بين ذراعيه 
وأنعدمت المسافه بينهم حتي اختلطت انفاسهم وأخذ قلبها يدق بقوة وهي تهتف بأسمه 
- جاسم انت لسا زعلان
فمال عليها أكثر يطبع بقبلات رقيقه علي وجهها 
ثم ابتعد عنها قليلا متمتما 
- هووس خلينا مستمتعين ب الليلة ديه وانسي كل حاجه 
فأبتسمت وهي تعلم أنه سامحها اخيرا وشعرت بيديه علي ذراعيها فأرتجفت وهي تطالع وجهه الذي اشتاقت اليه بأدق تفاصيله 
ولثم جانب فكها بقبلة بطيئة تسير نحو شفيتها ولكن 
طرقات علي الباب اوقفت كل شئ وانقطع سحر اللحظه
- جاسم بيه
كانوا بعالم آخر لا يريدون الخروج منه ..وكاد ان يعود لما يفعله ونظر الي المهرة التي اخذت تحرك جفونها بخجل وهمس
- انا بقول نكمل مشوارنا 
فحركت رأسها إليه  ..فأبتسم لها ..فعاد صوت هدي يعلو 
- جاسم بيه ..اخوات مدام مهرة تحت ..أستاذ أكرم  ومدام ورد 
وهنا اتسعت عيناها ودفعته من فوقها تنظر اليه بهيئتها المشعثه
- ورد هنا ازاي 

يتبع بأذن الله
*************


 •تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent