Ads by Google X

رواية معدن فضة الفصل الخامس و الاربعون 45 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

 

   رواية معدن فضة الفصل الخامس و الاربعون 45 - بقلم لولي سامي

معدن فضة 

لولي سامي

البارت ٤٥

غيرتي كالبركان الخامل وقد ساعدتي على إصهار حممه يا صغيرة

اذا فلتتحملي ابخرته وغازاته المنبثقة التي قد تحرق الاخضر واليابس إذا لم تتجنبيها .

ظل جالسا أمام شاشة الحاسوب بمكتبه بالجامعة شارد الذهن مشتت الفكر.

ينظر ويدقق في كل امرأة عاملة تغدو وتعود 

ليرى المحترمة ويتخيلها مثلها وبالرغم من هذا لم تسلم من أنظار مرضى الاخلاق والقلوب .

ويرى المتساهلة التي أخذت من العمل والزماله حجة لتقبلها وتجاوبها مع بعض الأفعال المشينة من قبل الآخرين .

لا ينكر خوفه من ارتداد بعض أفعاله إليه فهو يؤمن جيدا أن كل شىء سلف ودين 

ولكنه يبرر لحاله أنه لم يتجاوز حدوده الا مع من قبلت بل ودعته لذلك .

هو ليس ضد عمل المرأة ولم يكن يوما بهذا التعصب 

ولكن معها الأمر تغير تماما 

ولا يعرف سبب كل هذا التشدد لمجرد طرحها للفكرة .

حتى أنه لم يناقشها ولا يعرض اسباب رفضه غير كلمة واحدة عبرت عن كل مكنونات قلبه / الغيرة .

نعم هو يغير عليها حد الجنون ، كلما تخيل شخص آخر ينظر لها نظرات حيوانية يشيط غضبا 

فأقسم مرات عديدة لذاته أن لولا أن تعليمها ضرورة قصوى من أجلها وأجل أبناءه منها لكان له رأي اخر.

بل أنه حاول مرات عديدة النقل لكليتها ولكن محاولاته باءت بالفشل ليسلم للأمر الواقع ويكتفي بايصالها صباحا وبعد إنهاء يومها ومتابعة يومها تليفونيا .

ظل يستمع للأغنية ويتجاوب مع كلماتها ( يا حبيبي انا كلي حيرة ... ونار.... وغيرة وشوق اليك .

نفسي اهرب من عذابي نفسي ارتاح بين ايديك)

قطع شروده طرق علي باب مكتبه متماشي مع نغمات الأغنية التي يستمع إليها لينتبه ويرفع رأسه فيرى چواد يدلف لداخل المكتب متهمكا على حاله / يا عيني تصدق اتاثرت .

_ چواد !! 

نطق بها نضال متعجبا من زيارة چواد لمقر عمله فقلما ما يفعل الاخير ذلك ليضيق نضال عيونه وهو يدعوه ويشير له بالجلوس قائلا / تعالى اقعد ..... بالرغم أن مش بالعادة يعني شكل زيارتك مش بريئة .

ثم سخر من حاله متسائلا / تكونش متخانق مع ميار وجايلي اتوسطلك عند ماجي علشان تسامحك!!

ضحك متستهزأ بحاله وأكمل متهكما /  احب اقولك جيت للشخص الغلط في الوقت الغلط.

ابتسم چواد محركا رأسه يمينا ويسارا ثم قال / لا وانت الصادق انا جاي بواسطة من ميار علشان تصالح ماجي ، قولي بقى مالكم ؟؟

ميار بتقولي أن ماجي بتبعتلك وتحاول تكلمك وانت تقلان عليها والحنة بكرة .

قلب نضال عينيه وعلق قائلا / اسمها ماجدة يا چواد وبعد الجواز اسمها المدام.

اجابه چواد مبتسما / ماجدة يا سيدي مش موضوعنا.

طرق نضال على المكتب أمامه بغضبا محاولا كبت الوحش الثائر بداخله قائلا وهو ينتفض واقفا  / لا موضوعنا يا چواد .......

موضوعنا........ 

ظل يدور بالمكتب ذهابا وإيابا كالثور الهائج يتحدث بعصبية مفرطة / 

لما يبقى بغير عليها لو حد قال اسمها قدامي يبقى موضوعنا....

تخيل الهانم جاية قبل الفرح باسبوع بتفاجأني بقرار أنها هتشتغل قال ايه علشان تشغل وقتها ؟؟

بالرغم أنه مكنش في بالها اساسا موضوع الشغل ولا عمرها اتكلمت عنه .......

اخرج كل ما يجوب بصدره بشكل عصبي وكأنه كان ينتظر من يسمح له بذلك .

ظل صدره يعلو ويهبط دليلا على نهجانه من أثر حدة الحديث.

تركه چواد يخرج ما يشعر به ليحاول تهداته قائلا / طب ممكن تهدى وتفكر معايا بالعقل .

امسك نضال رأسه وكأنه يمنع عقله من  الذهاب معلقا بتيهه / انا مبقاش فيا عقل يا جواد .....

اكمل محللا ذاته / نا مش عارف؟؟

انا عمري ما كنت كدة !!

عمري ما فكرت اساسا إذا كانت مراتي هتشتغل ولا لا !!

ولا كان من شروطي موضوع عدم عملها ده!!

انا عمري ما كنت فاكر نفسي غيور للدرجة ده يا چواد  !!

معرفش في ايه ..... معرفش .

_ علشان بتحب بجد ..... بتحب وعمرك ما تخيلت نفسك تحب ......

علشان كده عمرك ما كنت تتخيل انك غيور كدة .....

ولا عمرك فكرت في مواصفات الست اللي هتحبها أو تتجوزها اذا كانت طموحة وعايزة تشتغل ولا لا.

علل چواد سبب حالة نضال ليكمل قائلا/ ده غير اللي كنت بتعمله مع البنات قبل ما تعرفها وخايف يتردلك....

بالرغم انك عارف ان ماج.... ماجدة محترمة جدا ومبتسمحش باي تجاوز ويمكن ده اللي شادك ليها.

معلش يا صاحبي انا لازم اكون صريح معاك.

حاول نضال التبرير لذاته مرة أخرى قائلا/ انا عمري ما فرضت نفسي علي بنت ......

انت نفسك عارف انهم هما اللي كانوا بيجروا ورايا .....

واكيد مفيش واحدة محترمة هتعمل كدة .......

_ اه بس ده مش مبرر للغلط.......

انت عارف انك غلطت فمتحاولش تنكر ده .......

ومتحاولش كمان تطلع غضبك وخوفك عليها.

واجهه چواد بحقيقة خوفه ليستطرد حواره مكملا / ثم تعالى هنا من امتى وانت ضد عمل المرأة .............

وكمان مانا قدامك اهو ميار بتشتغل ..........

وانا واثق فيها جدا هل كدة مش بغير عليها ؟ 

جلس نضال بالمقعد المواجه لجواد معلقا على حديثه وهو يلوح بيده قائلا / انا مش ضد عمل المرأة يا سيدي..........

متودنيش في داهية ....

انا بس مش متخيلها تبقي في شغل وتكلم فلان وعلان ولو على سبيل حوار عمل ......

أو حد يحاول مجرد المحاولة أنه يستظرف عليها ....

حاسس ساعتها اني هرتكب جريمة ...

ثم إن ده مش قلة ثقة فيها بس انعدام ثقة بالمحيطين ....

انت محترم يا چواد ومتعرفش الاشكال ****** بتفكر ازاي .

وهي حلوة ...... حلوة اوي بصراحة..... 

اسكت يا چواد اسكت الله لا يسيئك.

ابتسم چواد على حال صديقه ليحاول الوصول لحل لهذه المعضلة / طب ايه هتفضل زعلان منها وانا شايفها بصراحة مغلطتش ده .......

ده غير أنها بتحاول تصالحك كل شوية.

احتدت ملامح نضال مرة أخرى ليقول / مغلطتش !!!

يعني لما اقعد اتحايل عليها اوصلها واجبها وارحمها من المواصلات وقرفها وهي تصمم تبهدل نفسها وتروح وتيجي مواصلات يبقى مغلطتش.

أغلق چواد عيونه ثم فتحهم معلقا / ميار قالتلي فعلا على الموضوع وبصراحة أنا كمان يوميها اضايقت  ......

بس كمان متنكرش أنها عرفت غلطها وبتبلغك كل يوم......

وانت يا جبار بتبعتلها العربية بالعسكري ومش بترد علي رسايلها .

طب يا عم الغيور مبتغيرش وانت بتبعت العسكري .

انتفض نضال صائحا / يقدر يبصلها دانا كنت خزقت عينه .

انا ببعت العسكري وعارف انها مش لوحدها وميار وماسه معاها.

نظر نضال لچواد مضيقا عيونه بتشكك / قولي الحقيقة يا چواد هي اشتكت منه في حاجة؟ ..........

قولي لو بصلها بس  والله لاطلع عينه ......

ربت چواد علي كتفه مهدأ اياه / أهدى يا عم هتشيلني ذنب راجل ليه ؟ 

ولا اشتكت ولا الراجل عمل حاجه انا بس بقولك خف علي البنت شوية وراعي أنها في اسبوع الفرح واعصابها مشدودة ومتوترة .

لوح نضال بيده بعدم تصديق قائلا / مشدودة ومتوترة ايه ؟

ده ماجدة يا عم مش ميار .

ابتسم چواد مؤكدا حديثه / لا متوترة واوي كمان .....

ميار بتقولي أنها بتمثل دور القوية بس الدموع ماليه عنيها...

خف عليها يا نضال البنت مش قدك .

رق قلب نضال واختلجت روحه فلم يتصور أنها ستتأثر بخصامه لهذا الحد.

تخيل أنها صلبة كما عهدها دائما لدرجة عدم تأثرها ولكن اتضح أنه كان مخطئ وعلق ساخرا / مادام مش قد العفريت بتحضره ليه .

استقام چواد عندما استشعر ليونة حديث صديقه معلقا وهو بجوار باب المكتب / معلش يا عم العفريت خليها عليك المرة دي .

ابتسم نضال لجواد وفهم الآخر نظراته ليهم خارجا من المكتب ويعتدل نضال ممسكا بهاتفه مرسلا رسالة محتفظا فيها بعزة نفسه / ميعاد الكوافير امتى علشان اجي اوديكي ؟

لتجيبه بعد لحظات وكأنها تنتظر رسالة واحدة منه / كتر خيرك تقدر تبعت العسكري على الساعة ١١ قبل الظهر.

حاول تبرير اختفاءه الفترة السابقة دون التطرق للموضوع مرة أخرى فقد أجل المناقشة فيه ربما أصبح اهدأ فيما بعد فدون رسالة يعتذر على استحياء دون اعتذار / علي فكرة الاسبوع ده كان دمار .............

الشغل كان كتير جدا ومكنتش فاضي اهرش ........

وقولت اخلص كل اللي ورايا علشان اخد اجازة الفرح وانا مخلص شغلي ومطمن أنهم مش هيستدعوني لاي سبب.

إجابته إجابة مختصرة لم ينتظرها / ربنا يعينك.

قطب جبينه فقد خذلته اجابتها ليحاول تغيير مجري الحديث وفتح احاديث اخرى ودون معلقا / بتعملي ايه دلوقتي ؟

جاء الرد قولا وفعلا فأرسلت رسالتها التي دونت بها / بنام تصبح على خير.

وأغلقت التطبيق وربما الهاتف كله ليصعق من رد فعلها فتمتم ساخرا / هي ده اللي متوترة ومشدودة يا چواد!! 

ده مشدودة عليا انا .

ثم تمتم متوعدا / ماشي يا ماجي ورحمة امي ليطلع عليكي كل ده بعد بكره.

وعلي ذكر ليلة زفافهم أراح ظهره للخلف ورفع قدميه أعلى مكتبه وارجع رأسه للخلف مغلقا عيونه ومطلقا لخياله العنان لما سيتم بليلة الزفاف ليبتسم تلقائيا كلما تخيلها اخيرا بين ذراعه وملك يمينه.

...........................

بالجهة المقابلة التفتت ميار بجسدها ناحية ماجدة فقد اتفقت مع جواد أنها ستبيت ليلتها مع اختها لتعد معها اخر الاشياء بليلة الحنة وسألتها / مين كان بيبعت رسائل وانتي بتردي عليه ؟؟

نظرت ماجدة لميار وأغلقت الأغنية التي كانت تستمع لها بعد رسائل نضال ( لا ده فاته لاصاله ) وقالت بملامح واجمة / ده نضال ........

البيه بيبررلي عدم وجوده أو اتصاله الفترة اللي فاتت .....

وعايز يقولي أنه مكنش زعلان قال ايه لا كان مشغول البيه  ...... 

عرفت ميار أن چواد تحدث مع نضال كما اتفقت هي مع زوجها من أجل تهدأة الحال بينهم .

حاولت ميار الوقوف بصف نضال ربما هدأت ثورة اختها فقالت / طب ما يمكن حقيقي يا ماجي.....

والراجل مسحول .........

وخاصة علشان هياخد اجازة جواز .

رفعت راسها رافضة تحليل ميار ومصدقة حدسها / لا ......

قلبي بيقولي غير كدة ........

وخاصة اللي حصل ده بعد خناقنا .

ثم التفتت ماجدة لأختها مكملة / ثم تعالي هنا ......

ما كان بيرد علي رسايلي لما بقوله انا نازلة.......

أطلقت صوت معبرا عن تهكمها ثم أكملت / ويكتبلي جملة من كتر تكرارها حسيت أنه بيحطها كابي (العسكري هيجيلك بالعربية ).

ده كان زعلان البيه .......

بالرغم المفروض أن انا اللي ازعل ......

وبالرغم من كدة سمعت كلامك وبعتله بس هو اللي عندي.

ربتت ميار علي اختها بحنان معلقة / وخلاص بعت واتكلم واعتذر كمان .

رفعت ماجدة رأسها بشموخ ورفض / لسة معتذرش اعتذار صريح ......

مش انا اللي يزعلها ويرجع يتكلم عادي وكأن مفيش حاجه حصلت.

_ وبعدين يا ماجي ده الفرح بعد بكره ومش عايزين نكد.

تسطحت ماجدة متوعدة / ومين قال إني هنكد انا هعمل زي ما قولتي هستمتع واهيص كمان ......

لكن هو مفيش كلام الا لما يعتذرلي صريحة ويبوس راسي كمان.

تسطحت ميار بدورها وهي تكتم ضحكتها وتمتم قائلة بصوت مسموع لماجدة / من ناحية هيبوس فهو هيبوس بس ابقى لاحقي بقى.

ضربت ماجدة اختها على كتفها مزمجرة بها / بس يا قليلة الادب مش قصدي بوس قليل الادب قصدي بوس على راسي .

ضحكت ميار ساخرة وربتت قائلة / نامي يا ماجي نامي .

.........................

عاد نضال الي منزله بوقت متأخر من العمل فمنذ بداية التجديد بالشقة تعود أن يعود متأخرا حتى يتسنى للعمال إنهاء التجديدات ليتابعهم بنهاية اليوم ويملى طلباته قبل انصرافهم.

ومؤخرا بعد أن تم فرش الاثاث الجديد وتهيأة غرفة النوم لاستقبال العروس منذ يومين تم اغلاق غرفة النوم والاحتفاظ بمفتاحها لدى أهل العروس وكأنها سر حربي لا يجوز له أن يطلع عليه .

اخذ يسخر فور دلوفه للشقة وجلوسه على المقعد الجديد هامسا لذاته / والله كتر خيرهم أنهم سابولي مفتاح الشقة والا كان زماني بايت في الشارع .

امسك ظهره وهو يتذكر أنه حان ميعاد نومه وينظر الأريكة شزرا موجهها حديثه إليها كأنها انسان ينتبه اليه  / طب بذمتك مش خايفين على مستقبل بنتهم .............

انا بقالي اسبوع كامل ببات عليكي ...........

انا ظهري اتقطم وربنا ............

يعني كنت هاكل من السرير حتة ...........

ربنا يستر ومتطلبش اشيلها يوم الدخلة زي مرات يزن .

وعند تذكره لواقعة يزن اتسعت حدقتبه وابتلع لعابه قائلا / يا وقعة سودة يعني ابقى نضال باشا واجي قدام العالم ده كله وأمسك ظهري في موقف زي ده!!

حرك رأسه رافضا ثم استقام وسحب الأغطية التي تركت له وإزاح المنضدة قليلا تجاه الأريكة ثم افترش الأغطية أرضا مقنعا ذاته / انام النهارده علي الارض علشان تعدل ظهري شوية وبكرة كدة كدة هنام عند چواد احسن ما اتفضح.

تسطح أرضا ووضع ذراعه خلف رأسه يفكر في من سلبت فؤاده وفعل من أجلها الافاعيل وتحمل ما لا يتوقع أن يتحمله من قبل.

لينظر تجاه باب غرفة النوم وابتسامة حالمة يهنئ ذاته على اقتراب موعد الوصال ولسان حاله يقول 

ياه من خطفتي لب فؤادي

وأصبح قلبي متيما

فقدت في عشقك التدبير 

ليصبح عقلي خاويا 

صبرا فقد لاح الوصال 

لاروي عشقا قد ظمأ

حسبي بعد الوصل أُسدى

ويعود رشدي وانعمَ 

........................................

منذ دراسته بكلية الشرطة وهو يستيقظ منذ بزوغ الشمس مع زقزقة العصافير وكأن صوتها ناقور يصدح في أذنه تململ علي الفراش الذي أعده علي الارض عند تهيأه لاستماع صوت رنين جرس الباب .

لم يعطي اهتماما بالبداية فأعتقد أنه وهما أو شخص ما عند الجيران فتقلب للجهة الأخرى يكمل نومه ولكن إعادة صدوح الرنين مرة أخرى لوقت أطول مصاحبا لبعض الطرق على الباب جعله يقطب جبينه ويفتح عينه ثم مد يده يمسك بهاتفه الذي على المنضدة بجواره ليرى أن الساعة الرابعة قبل الفجر .

لم يأخذ وقت للتفكير فقد اعتبر من يطرق علي الباب مخطئ وسيتركه لحين الإنتباه لذلك وعاد للنوم مجددا فهو ليس لديه وقت لمعرفة الطارق فجسده يحتاج لكل الوقت للراحة ولكن حين استمع من ينادي باسمه وبنبرة يعرفها جيدا اعتدل سريعا وهندم من نفسه واتجه سريعا للباب يفتحه باندهاش تام ليرى چواد أمامه إذا ما استمع إليه لم يكن وهما ففرك عينيه وافسح له المجال قائلا بتعجب / چواد .......

ادخل .........

ايه اللي جابك دلوقتي.........

لم يخطو چواد خطوة واحدة بل أشار له قائلا/ لا انا مش هدخل انت اللي هتغير هدومك وهتيجي معايا علشان ام محمد وميار وماسة تحت بالعربية قولتلهم هصحيك وهاخدك وبعدين يطلعوا هما.

أنزوى ما بين حاجبيه متسائلا بعينيه ولسانه سائلا بلهجة حزينة اقرب للبكاء/ ليه ؟

انا ملحقتش انام ........

ابتسم چواد محاولا اخفاء ضحكته قائلا/ معلش بقى يا عريس هتيجي عندي تنام وتاخد راحتك علشان هما كمان هيظبطوا اخر حاجه بالشقة ويقفلوها علشان وراهم حاجات كتير لسه ......

_ يالا ادخل غير وهات كل حاجتك ومتنساش البدلة علشان مش هترجع تاني الشقة غير بكرة بعروستك أن شاء الله.

هنزل استناك معاهم تحت علشان الدنيا لسه ضلمة ومينفعش اسيبهم لوحدهم .......

يالا متتأخرش..

أطلق فاجعته وانصرف ليترك خلفه شخص مذبهل متسع العينين لا يدرك ما طُلب منه .

أحقا سينصرف الآن ويجمع كل متعلقاته !!؟

الم يكمل نومه وأحلامه التي كان ينعم بها !!؟

أغلق الباب وتوجه لتجميع متعلقاته ثم تذكر اخر حوار مع ماجدة لم تذكر به شئ من هذا القبيل .....

لماذا لم تخبره بحضورهم قبل الفجر ليستعد !!؟

أكانت تقصد مفاجأته ام تكديره !!؟

لم يريد أن يظلمها بظنه السئ ربما حاولت الاتصال به وهو نائم ، أو ارسلت رساله تخبره فيها عن خططهم .

ليتوجه حيث هاتفه يفتحه ويبحث عن أي اتصال او رسالة ولكنه لم يجد شئ ليكاد أن يخرج دخانا من أنفه ويزيد من رصيدها لديه فيكمل سلسلة توعده لها ثم يخرج ويغلق الباب خلفه ويهبط يسلم على حماته ثم ميار وماسه مسلما المفتاح لحماته ثم اوقف ميار قبل صعودها خلف والدتها وماسة سائلا إياها / ثواني يا ماسة لو سمحت هي ماجي ليه مبلغتنيش علشان استعد يعني واكون مجهز حالي بدل ما انتوا تستنوا بالشارع كتير !؟

رمشت ميار لاهدابها تنظر لچواد طالبه إنقاذها من الموقف ليتدخل چواد قائلا/ اكيد ميار متعرفش إذا كانت ماجدة بلغتك ولا لا ده حاجه بينكم يا نضال .

ثم وجه حديثه لزوجته / يالا يا ميار اطلعي خلصوا اللي وراكم وقبل ما تخلصوا ا اتصلوا عليا اجي أخدكم.

كالذي انتظرت خلاصها لتنطلق علي الدرج محاولة الاختفاء من أمام ذلك المشتعل داخليا .

فور انصرافها استدار نضال يضيق عيونه لچواد قائلا / ايه ؟؟

حبيت تنفذها يا رميو.

قلب چواد عيونه محاولا اخفاء ابتسامته ثم نظر لنضال وهو يربت على كتفه / كبر دماغك يا عريس ويالا علشان تلحق تريح قبل سحلة الحنة والفرح .

ثم وكزه بكوعه يكمل حديثه الخبيث وبغمزة عين قال /  عايزينك ترفع راسنا ورأس الداخلية كلها ولا ايه ؟

نظر له نضال باستياء وتقدم من السيارة واستقل المقعد الأمامي ليحرك چواد رأسه ويستقل بمعقد السائق منطلقا الي شقته التي فور وصول نضال بها توجه مسرعا الي الغرفة الذي أشار له چواد بها مستلما الفراش بكل بهجة واشتياق .

بمنزل العريس أنهوا كل شىء فى غضون ساعات قليلة فلم يتطلب منهم الأمر سوى خمس ساعات ليتصلوا بجواد الذي حضر لهم ليقيلهم ثانية الي منزل العروس ثم يعود لصديقه لتجهيزه والوقوف على استعدادات الحنة .

دخلوا بكل سرور وابتهاج مطلقين الزغاريد لتستيقظ ماجدة على صوتهم ووجهها يملؤه السعادة .

اعتدلت بجلستها علي الفراش تستقبل تهنئتهم وقبولاتهم لتسحبها ميار قائلة / يالا يا عروسة علشان تلحقي تاخدي شاور وتروحي الكوافير .

تمطعت ماجدة بكسل ظاهرة محاولة اخفاء حماسها / هي الساعة كام دلوقتي؟؟

اجابتها ماسة التي كانت تعد ملابسها التي سترتديها / الساعة عشرة ونص يا جميل يعني يا دوب تاخدي شاور وتفطري عقبال ما اصحي محمد علشان يوصلنا للكوافير.

ثم وجهت نظرها لميار تكمل حديثها قائلة/ عارفه يا ميرو لولا چواد انقذ محمد من مشوار الصبح كان هيفضل مكشر طول اليوم ومزاجه مش تمام علشان ماخدتش نومته.

اجابتها ميار بابتسامة/ أيوة عارفه اخويا وكمان بصراحة ده كان اقتراح چواد علشان نضال صاحبه وهو اللي هيصحيه لكن محمد كان هيتكسف أو هيكون موقفه حساس شوية ، ده غير أن چواد شاف يعمل معايا المشوار ده ومحمد باقي مشاوير اليوم .

اخذت ماجدة تدير رأسها بينهم تحاول أن تفهم ما يتحدثون عنه حتى أدركت عن ماذا يتحدثون فشهقت لتنجذب إليها كل الأنظار سائلة بشغف / هو انتوا رحتوا شقة نضال ؟

التفتت لها ميار معاتبة تقول / اه اسكتي يا ماجي حطتينا في موقف وحش اوي مش انا قولتلك بلغيه أننا هتكون عنده من الفجر!؟؟

حركت ماجدة رأسها بالنفي وعليها ملامح الذعر وهي تقول/ لا انتي قولتي هتروحوامن اربعه علشان تلحق ا تخلصوا بدري وتقدروا تيجوا معايا.......

وقفت كلامها حين فهمت مغزى الجملة لتكملها ميار سائلة ومجيبة ومفسرة بنفس الوقت / ها نيجي معاكي فين ؟؟

الكوافير  ....

يعني اكيد أربعة الفجر مش أربعة العصر ........

وضعت ماجدة يدها على شفتيها من أثر الصدمة قائلة بتييه/ انا...... انا مفهمتش كدة .....

انا ..قولت هبلغه وهو بيوصلني للكوافير على اعتبار انكوا هتروحوا بعد ما هو يروح يستعد عند چواد .

نطقت ماسة موضحة الموقف / اسكتي يا ماجي ده نازل مبهدل خالص وعينه كلها نوم ...

وبرضه كان باين عليه متنرفز جدا ....

ربنا يكون في عونك بقى النهارده ميطلعهوش عليكي .

فور تصورها لهيئته المبعثرة وهو يحمل متعلقاته كالمهاجرين وعيونه تتقد غضبا ضحكت بملئ فمها بشماته صريحة قائلة من بين شهقاتها الضاحكة / مش متخيلة منظره ......

وهو نازل زي المهاجرين .......

لتعلق ميار وهو تبتسم / طب يا اختي ابقى ورينا هتعملي ايه لما يسالك مقولتلوش ليه ؟

دانا وقفت تنحت لما سألني لولا چواد انقذني مكنتش عارفه أقوله ايه!!؟

بدأت تستعد لليلتها وهم يتسامرون حول ما تم بهذا الموقف وما فعلوه بالشقة وما وجدوا له من آثار حتى جاء موعد ذهابها لمركز التجميل .

.........................

كان يغط في نوم عميق ينعم بحلم رائع بين أحضانها يغرقها بقبلاته العذبه وهي تتجاوب معه بكل اشتياق .

حتى انتفض على صدوح رنين منبه هاتفه يذكره بموعد اقالها لمركز التجميل فيمسح على وجهه متمتما / هو ليه كل حاجتك بتيجي في الوقت الغلط ؟؟

وقعة سودة ليكون هو ده الجواز مفيش حاجه حلوة فيه بتكمل.

جز على اسنانه ممسكا بهاتفه يجري اتصالا بها لتجيب عنه بكل برود وعنجهية / نعم .

استاء من طريقة اجابتها عليه وعلم أنها مازالت غاضبة ليجيب بكبرياء اعتاده / اجهزي نص ساعة واعدي عليكي .

_ حاضر .

إجابته بخنوع لم يعتاده منها توجس خيفة من خنوعها وانهي المكالمة ليستعد .

بالجهة الأخرى اغلقت الهاتف وانطلقت ضحكتها وضحكات من يجاورها لتتوعد له بالبرودة التام قائلة / ولسه .....

علشان يبقى يسيبني البيه اسبوع بحاله ويعمل نفسه زعلان.

لم تكتمل النصف ساعة وقد هبط من البناية المواجهه لهم والتي بها شقة چواد وقد استعار سيارته ثم هاتفها ليخبرها أنه بانتظارها بالاسفل .

استقلت بجواره السيارة كلا منهم يحمل سيل من الكلمات والمعاتبة 

كلا منهم يدور بذهنه حوار كامل بين اتهامات واعتذارات دون أن يتفوه لسانهم بكلمة

فقد آثر كل طرف على الصمت وكانهم اتفقا على ذلك.

حتى وصلا الي المركز وقبل أن تهبط امسك بمعصمها سائلا / مبلغتنيش ليه أن مامتك واختك جايين من الفجر ؟

حركت كتفها بلا مبالاه تخبره بكل بساطة أنها أدركت خطأ فقالت / هما قالوا الساعة أربعة محددوش امتى بالظبط كنت فاكرة العصر فكنت هقولك وانت بتوصلني.......

وكمان انا كنت مخنوقة فمركزتش ......

هكذا بكل بساطة سردت له أسبابها وشعورها معا وهو متاكد انها لم ولن تكذب عليه......

ليظل ينظر لها يملي عيونه من ملامحها فقد اشتاق اليها كثيرا منذ خاصمها ولم يراها .

اخذ يتشرب من جمالها بينما هي بدأ الخجل يتسرب اليها واحمرار وجنتيها من تحديقه بها فابتلعت لعابها بصعوبة سائلا باستحياء / انت....... انت بتبصلي كدة ليه؟

لم بجيبها سوى بكلمة واحدة بصوت عذب وخافت يحمل من الاشواق جبال / وحشتيني ....

رمشت باهدابها تنظر للاسفل لتنطق بما لا تريد أن تنطق به / مش انت ...... اللي كنت زعلان.

نطقت بالمعاتبة التي واعدت نفسها كثيرا بعدم التحدث فيها ومعاملته بكل برود ليمسك هو كفها ويقربه من فمه يلثمه بكل رقة ويردد من بين قبلاته / بحبك ..... بحبك اوي يا ماجي.....

بحبك وبغير عليكي جدا.

بين كل جملة والاخرين سيل من القبلات التي اذابتها فلم تستطع سحب كفها أو الرد عليه لتغلق عيونها تغوص في عالم من المشاعر والأحاسيس لم تجربها من قبل .

كاد أن يلتقط شفتيها لولا الطرق على نافذة السيارة التي إعادته لأرض الواقع فانتبه لحاله كما انتبهت هي وسحبت كفها بسرعة .

يجز هو على اسنانه ينظر لمحمد ويزجر له الذي طرق علي نافذته بينما الآخر يشبك يده قائلا / لسه بكرة يا خفيف متستعجلش .

كتمت ضحكتها لتهبط بخجل لم تستطيع رفع عيونها بوجه أخيها لتنقذها ميار وتسحبها لداخل المركز بينما نضال هبط يحدث محمد من بين أسنانه / شكرا للمعلومة وغلي العموم مفرقتش النهارده من بكرة .

ابتسم محمد بخبث وشماته كانه عدوه اللدود قائلا بهدوء وكيد / عندي تفرق كتير .

ثم اقترب من أذنه يحذره / عيني هتبقى عليك طول الحنة ..

عدي ليلتك علشان النهارده وبكرة انا مش طايقك اصلا......

رفع نضال حاجبيه لهذا العداء الغير مبرر ولكنة ابتلع حديثه واجابه موضحا أنها بالنهاية له / هانت ...... كلها بكرة أن شاء الله وتبقى في بيتي...

جز محمد علي أسنانه فقد شعر بالغيرة الشديدة منه خاصة عند رؤيته قريب لهذه الدرجة من أخته نظر له شزرا ثم توجه لسيارته وانطلق عائدا لحين العوده لجلب العروس واخته وزوجته.

........................................

حل المساء وتجهز بزينته الشبابية التي أضافت الي وسامته قدر اخر فأصبح يخطف الأنفاس .

صمم على ارتداء قميص ابيض به  شريط رفيع باللون الرمادي وبنطال رمادي اقرب للفضي حتى يتناسب مع لون فستانها الفضي وأصر على ارتداء نظاره لإكمال عنوان الوسامة والشياكة .

انتهى من اعداد حاله ليستمع الي صفير عالي يأتي من خلفه ليلتفت فيرى يزن من أطلق الصفير تعبيرا على اعجابة بذوقه الرفيع احتضنه مباركا له كما احتضن يزيد الذي ربت على ظهره 

قدم لهم چواد بعض المشروبات التي أعدتها والدته قبل الذهاب لمنزل العروس لتظل بجوار عزة تساعدها في يوم حنة ابنتها  ثم بدأت الشباب يشعلون الشقة ببعض الاغاني والرقص ولا يسلم الأمر من بعض التراشق بالايحاءات المبطنة لحين وصول العروس .

انتبها جميعهم على صوت ارتفاع مكبر الصوت معلنا عن قدوم العروس وبدأت الموسيقى تعزف لحنا مناسب لحضورها.

هندم نضال حاله واستعد للهبوط لولا تجمع الشباب عليه ومنعه قليلا حتى نجح في الإفلات من أيديهم .

فور ظهورها علي الساحة توجهت إليه الأنظار والأضواء مطلقين صفيرا وتصفيقا عاليا فانتبهت ماجدة التي كانت تجلس على مقعدها لا تعلم ما كل هذا الخجل التي تشعر به كانت تظن أنها ستشعل الفرح رقصا ولكنها الان تريد أن تختبئ من أنظار هؤلاء .

لا تعرف عن نفسها هذا الكم من الحياء والكسوف لطالما تعودت أنها لم تخجل مادامت لم تفعل شئ خاطئ ولكنها لم تجرب أن ينصب عليها هذا الكم من الأنظار ويحسبون عليها كل هفوة وحركة لتقرر عدم التحرك حتى التفتت لترى الي اي شئ توجهت الأنظار عنها .

فرأته وتغزلت به في نفسها ، شعرت بالشموخ والفخر بمجرد ارتباطها بهذا الوسيم الذي خطف انفاسها قبل انظارها .

نظرت له تتأمل كل جزء به......

الهذا الحد وسيم وجذاب !؟

الهذا الحد له هيبة وطلة تخطف الألباب !؟

الهذا الحد سحره طاغي يلغي حتى وجود الاحباب !؟

بادلها النظرات وهو يقترب منها يشرأب بين الجموع ليراها دائما ويسافر على ملامحها 

يحمد ربه علي هذه النعمة ويتمنى عدم زوالها.

كاد أن يصل إليها بعد خطوتين ليجد صف من الشباب التف حوله مانعين اياه من التقدم خطوة واحدة وبالتالي التفت الفتيات حول ماجدة بعد أن سحباها لساحة الرقص وبدأ الحفل بين شد وجذب ومحاولة الوصول إليها وحتى إن وصل لم يستقر معها عشر دقائق على الأكثر وتأتي الشباب الذي لعنهم الف مرة حتى الآن باجتذابه للرقص وسطهم  .

وفجأة بدأت تتجمع الأنظار والعيون تجاه التي اقتحمت دائرة الشباب ليقف البعض مصعوق مما يراه والبعض الآخر يعلو تصفيقه وصفيره حيال هذه التي جذبت انتباه الجميع بملابسها الفاضحة وتمايلها الزائد علي نضال .

لتصعق ماجدة ويحمى وجهها غضبا وتخبر غزل بشئ لتستجيب لها غزل وتنفذ مطلبها التي كانت هي الاخرى تستشيط غيظا من زوجها الذي كان في أوج فرحه وهو يصفق ويصفر لهذه الشمطاء ويشجعها لتزيد من رقصها ودلالها .

حتى انتبه نضال ويزن لما بدأت ماجدة وغزل على فعله 

ف..............

...........

بارت طويييل وجميل متنكروش ومليان غيرة ونار من حمم سي نضال

  •تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent