رواية معدن فضة الفصل السادس و الاربعون 46 - بقلم لولي سامي
البارت ٤٦
الماضي ليس ورقة تمزقها فتنتهي
ولا قرارا تتخذه فيمحي ما مضى
قد يكون تاريخه ولى
ولكن تظل أحداثه شبح يطارد مستقبلك
فور رؤية ماجدة بمن تتمايل وتتراقص امام نضال بل وتحاول جذبه للتراقص معها والآخر لم يمنعها أو ينهرها بل صامت وكأنه علي رأسه الطير وقد شعرت ماجدة باشتعال نيران بقلبها بل وشعرت وكأن السنتها ستطول الجميع
سحبت ماجدة يدي غزل التي رأت اشتعال نظراتها بحدقتيها منذ رؤيتها ليزن وهو يتفاعل مع رقص هذه الدخيلة تهمس بأذنها لتلتمع الفكرة بعيون غزل وتذهب بالفعل لتنفيذها .
كل الأنظار كانت تتناقل ما بين ما يحدث بدائرة الشباب وما يظهر على وجة الفتيات من ردود فعل .
حتى عائلته التي تعودت منه عدم التدخل بحياته كانت تقف تشاهد المنظر عن كثب بعضهم يلومونه بسبب بعدهم عنهم واختيار حياة الوحدة مما أوقعه بشر أعماله والبعض الآخر ينظرون بشماته ويحفظون تفاصيل الموقف وكأنه عرض سيسردون أحداثه فور عودتهم ومن ضمنهم عمه الذي اقترب منه بملامح واجمة برغم السعادة الشامتة البادية بعيونه بسبب رفضه الزواج بابنته ليهمس بجوار أذنه / تحب نلغي الليلة دي قبل الفضايح ما تزيد يابن اخويا ؟؟
نظر نضال بعيون متقدة بالغضب لعمه وكأنه يريد أن يقول له لم ينقصني الا انت !!
ليرد بجملة ناهية / انا هتصرف يا عمي استريح انت.
عاد عمه بجوار عائلته الذين ينتظرون اللحظة الحاسمة لإشعال الموقف أكثر بينما حاول نضال النظر تجاه محمد بنظرة استجداء ربما لحق بالموقف وحاول تهدأة أخته ولو قليلا لحين المرور إليها .
كان الجميع متعجب لنظرة النصر والشراسة التي تبدو بملامح ماجدة غير منتبهين لما تفعله غزل .
ظل نضال ينقل نظراته بين من تتراقص أمامه وتمسك بلياقة قميصة وبين ماجدة التي كلما حاول المرور إليها سحبته صاحبة التعنخ ناحيته وتهمس بإذنه بتوعد قائلة بدلال زائد / كدة تسيبني يا نضال !!؟
ربت نضال علي كتفها وهو يزجرها بنظراته ويحدثها من بين أسنانه وسط ابتسامة صفراء منه / انا موعدتكيش بحاجة....
ثم إن انا متجوزش امثالك........
ثم دفعها عنه قليلا فقد كانت وكأنها ملتصقه به .
قبل أن يلتفت باحثا بانظاره عن ماجدة التي اختفت لحظات عن أنظاره صدح بالانحاء صوت اغنية ( لذاذة لحكيم) لتقفز بعقله صورة ما يحاول نفيها فاستدار لتتسع حدقتيه وتتعالى وتيرة انفاسه يحاول جاهدا التحكم باعصابه الذي يكاد يجزم أنها ستنفلت بعد دقيقة اثنان ثلاثة ......
وكل ما يدور بخلده إفساد كل هذا وقلب الحفل رأسا على عقب وإحضار هذه الغبية وتلقينها درسا على وقاحتها التي تتحداه بها .
اتسعت حدقتي كلا من ميار وغرام وماسة حين وجدوا صدوح الأغنية ووقفوا كأنهم أصنام تملكتهم الصدمة فلم يستطيعوا التصرف
بينما بدأت غزل وماجدة تتراقص على انغام الموسيقى غير مبالية بما ينتويه نضال .
في ذلك الوقت حاول چواد ومحمد إنقاذ الموقف فتوجه محمد مباشرة تجاه أخته ليمسك يدها ويصطنع الرقص معها وبينما في الأساس هو يقيدها من عدم الحركة ،محكما على يدها وخصرها يحدثها من بين أسنانه/ اعقلي وبطلي جنان.
زفرت بوجهه وكأنها ستخرج لهيب قلبها فقالت وهي تحاول الإفلات من قبضته / يعني مش شايف جنانه وجاي تحاسبني على جناني انا.
حاول التحلي بابتسامته بينما كان بالكاد يحدثها / هو اتحط في موقف سخيف من بنت أسخف ومفيش قدامه طريقة يخلص بيها منها لكن انت بنت ناس ازاي تعملي كدة؟؟
وخصوصا قدام أهله !!
نظرت له بغضب على تبريره لموقف نضال ثم قالت / الموقف ده من أفعاله السوده اللي قبل كدة والنبي لاطلع عينه.
بدأت تهدأ اثر قوله / أيوة اهدي كدة وانا معاكي نطلع عينه لكن منقلش مننا .......سامعه!؟
اومأت على مضض ليربت محمد علي ظهرها ساحبا اياه تجاه مقعد لتهدأ قليلا.
بنفس التوقيت توجه چواد مسرعا ليزن الذي كان بعالم اخر مع الدخيلة عديمة الضمير والأخلاق وكزه معنفا اياه قائلا باستياء من افعاله / انت يا زفت ركز مع مراتك بدل ما الليلة شكلها هتقلب.
قطب يزن جبينه ليلتفت ويرى غزل تتراقص لتستوحش نظراته وقبل أن ينطلق تجاهها امسكه چواد من عضده مروضا أفعاله قبل أن يفسد الليلة قائلا بعصبية مكتومة / براحة يا عم البصباص علشان الليلة متخربش .......... اسحبها براحة زي محمد بيكلم ماجدة براحة.
زفر يزن أنفاسه ليلتفت متوجها لها بينما امسكه چواد مرة اخرى مؤكدا حديثه/ يزن متنساش انك اللي غلطت الاول.
اومأ يزن دون التفوه بكلمة وتوجه مباشرة الي صاحبة الافاعيل الشيطانية ليجذبها من خصرها فترتطم بصدره لتنظر له معاتبه قائلة بشراسة / سيبتها ليه مش ........... كنت بتصقفلها يا بيه ؟؟
وعجباكم وعينك هتطلع عليها!؟؟
حسس على ظهرها بحنان ناظرا داخل عيونها مبررا موقفه / كنت فاكرها تبع نضال فكنت بشجع نضال مش هي .
ثم هي لو عملت كدة دي متخصنيش .........
ده بتاعة كله يا غزل ........
لكن انتي تخصيني ومحبش حد يبصلك بصورة وحشة.....
شعرت بالخزي من نفسها فاخفضت نظرها لينتهز شعورها بالذنب ويهمس بجوار أذنها قائلا بوقاحة / هتتعاقبي في البيت بس قبل العقاب هترقصيلي لوحدي......
ختم حديثة بغمزة لتقلب عيونها بسعادة تحاول اخفاء ابتسامتها ثم أحاطت عنقه ليكملا الرقص سويا .
فور رؤية نضال لمحمد وهو يحاول اصلاح الموقف ابعد التي تتمايل أمامه من طريقه ليحاول الذهاب تجاه ماجدة ولكن امسكه كلا من چواد ويزيد يحاولون تهدأة حاله فسحباه لأقرب مقعد حتى يهدأ من انفعاله.
اضطرب الحفل وانتشرت شحنة التوتر لتحاول والدة ماجدة استغلال الأمر وتوزيع المشروبات الغازية علي المتواجدين حتى هدأ الأمر قليلا فتوجه نضال إلى ماجدة وجلس بجوارها ساحبا كفها ولكن الأخيرة سحبت كفها من بين يده بعنف ليقترب من أذنها هامسا اعتذاره / حقك عليا .......
انا معزمتهاش ......
واصلا علاقتي بيها انقطعت من زمان .......
معرفش جت ليه.........
صدقيني.......
نظرت إليه ورأسها للأعلى قائلة بامتعاض / مش مهم اصدقك دلوقتي.....
المهم اطمن لك بعد كدة......
ثم استقامت وقبل أن تخطو خطوة امسك بمعصمها وحدثها من خلفها قائلا بغرور / هتطمني ...... واوي كمان.
ثم سحبها لتقف مواجهه له فبدأ يتراقص معها على انغام الموسيقى فاجتمع حولهم كل الأهل والاحباب المحبين لهم ليصنع دائرة حولهم واشتعل الحفل مجددا بين تصفيق وصفير لتنتهي الليلة على خير وكلا منهم يحمد ربه بعدم فسادها .
في حين هبطت سعادة الشامتين ورأوا أنه لا مجال لهم سوى التهنئة ومحاولة اخفاء شعورهم المقيت حتى لا يظهروا بمظهر سئ وعودتهم للخلف مرة أخرى .
بينما تراجعت هذه الدخيلة عندما رأت فشل مخططها فكانت تحلم بإفشال الزيجة حتى يعود نضال إليها ولكنه صدمها بحقيقتها أن أمثاله لم يتزوجوا من أمثالها اللآتي تنتقلن من رجل لآخر بغرض اختيار الأفضل ولكن الافضل لن يختار منهن لدنو وانحطاط قيمتهن ......
......................
اجتمعت العصافير مع سطوع شمس الصباح علي نافذة العروس لتقوم بعملها بكل احترافية فتطلق زقزقتها لتسبق الجميع في مراسم الاحتفال بالزواج.
استيقظت ماجدة وهي تتمطع لتلاحظ عدم وجود اختها بجوارها علي الفراش .
انعقد جبينها أنها استيقظت مبكرا ولكن من الواضح أن اختها قد سبقتها .
اعتدلت بجلستها وأخذت تفكر هل حقا اليوم اخر يوم لها بهذه الغرفة ؟؟
هل سيكون لها منزلا مستقلا ولا يوجد من يوقظها مبكرا ؟؟
سعدت بهذة الافكار كثيرا ولكنها عبست حين تذكرت نضال لتخجل من مجرد تخيلها أنها ستنام بجواره.
وهل من الضروري أن تنام بجواره ؟
لا ليس من الضروري .
ستقنعه اليوم بهذا وربما كان من محبي النوم بمفرده علي الفراش .
لمعت عيونها حين توقعت عنه هذه العاده فمن المفترض أنه تعود على ذلك ومن المؤكد أنه لن يتنازل عن هذه الميزة.
ثم تذكرت الملابس التي أصرت اختها ووالدتها وماسة على شراءها حاولت إقناعهم أنها لم ولن ترتدي هذا النوع من الملابس الشفافة فلما التكلفة ولكن كان لهم رأي اخر.
وبرغم من تعجبها من تفكيرهم بأن كيف ستظهر أمام هذا الغريب بهذه الملابس وتعجبت أكثر حين حاولت ماسة وميار إقناعها أنهم يفعلون ذلك ولكنها غير مقتنعة برؤياتهم لذلك تركتهم ينتقون ما يحلو لهم وستفعل هي ما يحلو لها فهي تفضل البيجامات بالصيف والشتاء
ذوقها لا يختلف سوى بنوع القماش المتلائم مع الطقس أو بطول أو قصر التصميم ليس إلا.
ظلت تفكر في أمور عدة حتى ولجت ميار عليها الغرفة فوجدتها جالسة على مخدعها وعليها ملامح التفكير لتقارب بابتسامة قائلة / مبروووك يا قمر.......
الليلة ليلتك يا جميل .......
ابتسمت ماجدة ونظرت لأختها بامتنان ثم احتضنتها قائلة / ربنا يخليكي ليا .....
ثم خرجت من أحضانها تخبرها / بس خلي بالك يوميا يا اما هاجي عندك يا اما هتيجي عندي مليش دعوة.
أمسكت ميار بكفي اختها قائلة بكل سعادة/ اشبعوا بس انتي ونضال من بعض الاول وبعدين نشوف موضوع الزيارات.
ثم همت بالقيام قائلة / يالا قومي خدي شاور العروسة اللي كان نفسك تاخديه عقبال ما اعملك احلى فطار يا قمر.
تحدثت ماجدة بانشراح / اه والنبي يا ميرو بسرعة لحسن جعانة اوي.
انقضت ساعات النهار ليحل الليل وتبدا مراسم حفل الزواج فتوجه نضال الي مركز التجميل بعد أن تهيأ بافضل صوره والتقط لنفسه عدة صور أمام المرآه مزهو بحاله .
كانت ماجدة انتهت من زينتها وانتظرت ذلك المغرور الذى وصل متأخرا .
هيأتها الفتيات بساحة استلام العريس لعروسه ليدلف نضال بهيئته الجذابة ويخطو بخطى سُلحفية وكأنه كان يخطو فوق قلبها فمع كل خطوة كان يرتجف قلبها توترا واضطراب .
وقف خلفها تماما ليقترب بوجهه من جانب وجهها فلثم وجنتها اليمني فشعرت بافاسها تتسارع لتغمض عيونها محاولة الثبات.
ثم أدار وجهه الجهه الاخرى ليلثم وجنتها اليسرى لتشعر بأن قدمها لم تعد تتحملها .
أدارها ببطئ اذابها حرفيا لتتجلى هي أمامه بهيئنها التي اسرته وشفتيها المرتعشة وكأنها دعوة صريحة تدعوة لطمأنتها
اخذ ينظر لها بانبهار من رأسها حتى أخمص قدميها لتشتعل بقلبه الغيرة فكل ما سيطر على فكرة ايراها غيره بهذه الهيئة ؟
هز رأسه رافضا شيطانه ومهدأ لثورة عشقه المجنونة فهي لها حق الاستمتاع بزفافها إذا فلينتظر قليلا لينعم كثيرا وبرغم ذلك استغل كعادته اغماض عيونها ليقترب ويمطرها بوابل من القبلات على ملامحها كلها حتى شعر بارتجاف جسدها فاحاط خصرها بين ذراعه وثبت رأسها بكفه من الخلف والتهم شفتيها بتلذذ واستمتاع حتى شعر بحاجتها للهواء فابتعد قليلا مسندا جبهته على جبهتها هامسا لها/ مبروووك يا حياتي.
اومأت برأسها وحتى الآن لم تفتح عيونها ليبتسم قائلا / طب مش هتفتحي عيونك بقى ولا هسحبك كدة؟
همست بصوت لم يسمع برغم قربه هذا ليعقد حاجبيه ويقرب أذنه حتى كاد أن يلصقها بشفتيه قائلا / ايه؟؟
بتقولي ايه ؟
_ ابعد شوية علشان افتح عيني.
بالكاد نطقت بجملتها ليداعب أنفها بأنفه قائلا بوقاحة / دانا النهارده مش بس هقرب........
داحنا هنبقى واحد يا قمر.
لم تدرك جملته ولكنها فتحت عيونها فور شعورها ابتعاده قليلا ثم توحشت نظراتها وكأنها لم تشتعل خجلا منذ قليل تقول له بغضب / يعني لازم قلة الادب من اولها .
غمز لها بعيونه وثغره تزينة ابتسامة حالمة قائلا / فين قلة الأدب ده يا حبيبتي أنا كنت بجرب الروج قبل ما نطلع من الكوافير بس طلع نوعه حلو من اللي بيثبت .
اتسعت حدقتيها اثر وقاحته ليثني هو ذراعه بكل بساطه فتتأبطه ثم توجهوا إلى السيارات التي ستقلهم للحفل.
وصلوا للقاعة بعد وصلة من المداعبة بالسيارات الذى أصر أن يفاجأها بأنه هو من يقود السيارة التي وقف علي زينتها لاستقبال عروسه فأخذ يمرح مع اصدقائه بالسيارات بالطريق غير عابئين بالسيارات الأخري والاخرين متجاوبين معه وتعالت صراخ الفتيات كلا بسيارته مع فتاته المدلله .
ترجل من السيارة ماددا يده لعروسة التي كانت ترتجف من وصلة جنانه بالسيارة ليمسك بكفها وسحبها خارج السيارة قائلا بافتخار / لا اجمدي كدة ده الليلة طويلة ومحضرلك مفاجات ... ضرب نااااار.
أحقا يوجد مفاجات اخري!!؟؟
أكانت تستهين به كضابط!!؟؟
لا هي لم تتحمل أكثر من ذلك.
تأبط ذراعها وتوجه لناحية أخرى غير الذي دلف منها أصدقائه لتساله باستفسار / احنا سبناهم ليه ؟؟
مش داخلين معاهم القاعة !؟
وفين الزفة!؟
سألها باستنكار / واحنا برضه هندخل زيهم كدة من الباب عادي !؟
ولا زفتنا زي العرايس العادية !؟
تؤ احنا لازم تكون حاجتنا كلها مميزة يا جميل .....
وده تاني مفاجآتي ...
قوليلي الاول بتحبي الملاهي؟
تعجبت من سؤاله الذي لا يتناسب مع المكان أو التوقيت لتجيبة على كل حال / اه بحب الملاهي بس مش الالعاب العالية ..... ليه !؟
أجابها وهم يصعدا بالمصعد حتى وصلوا لمكان ما قائلا / لا متقلقيش مش عالية اوي .
_هي ايه ده ؟
سألته بغير إدراك ليشير باتجاه ما قائلا / اهي.... هي ده .
استدارت لتنظر نحو إشارته لتجد مقعد كبييير علي شكل قفص مزين اعمدته بشرائط زينة ومعلق به كثير من البلالين ذات الألوان المبهجة لتسعد به في البداية وتشيد بجماله وبهاءه وقبل أن تسأله عن كيفية انتقاله لصالة الاحتفال انتبهت لذلك الأسلاك المتصلة به من أعلى من جميع الاتجاهات ولاحظت انه يرسو على حافة الطابق لتتسع حدقتيها حين أدركت طريقة انتقاله لتلتفت إليه مذعورة قائلة / ايه ده يا نضال؟؟.....
انت مقولتليش على ده !!
بكل ابتسامة هادئة / امال تبقى مفاجأة ازاي يا حبيبتي تعالي متخافيش .
سحب يدها والتي كانت تحاول تأخير أقدامها ليسحبها خلفه وكأنه يسحبها تجاه الهاوية ولما لا فهي ستصبح بعد قليل حقا أعلى الهاوية.
وصلت عند المقعد الذهبي ليفتح العامل بوابته فيدخل نضال ويجذبها بشده محاول إقناعها بعدم الخوف لتتمسك به مرددة / خلاص يا نضال مش عايزة اتجوز .....
خلاص والله .....
هنقع عليهم .
حاول تهدأتها فوضع ذراعه حول كتفها حتى اصبحت باحضانه ليسعد كثيرا بقربها منه بينما هي تزرع نفسها أكثر به فيسعد أكثر ومع اغلاق البوابه وبداية التحرك أطلقت صرخة مدوية ثم أصبحت حرفيا على قدميه ليطلق هو ضحكة هوجاء ثم قال بوقاحة وما زال المقعد يتحرك ببطئ / انزلي يا حبيتي الكلام ده مش هنا .......
هندخل القاعة دلوقتي وكله هيشوفك كدة ....
بالكاد أصبحت بجواره ولكن ملتصقة به بشدة حتى استمعت لصدوح موسيقى افتتاحية تقترب ودخان كثيف يحيطهم ثم استمعت لصفير عالي وتصفيق يأتي من اسفلهم لتبدأ بالتجاوب مع المفاجأة وابتعدت قليلا عند رؤية كل هذه الجموع أسفلها فالانظار توجه إليهم بتركيز عالي.
همس نضال باذنها قائلا / اجمدي بقى متخافيش قولت .......
واضحكي وأعمللهم باي باي ....
يالا شكلك هيبقى وحش بالتصوير.
تبا لهذا التصوير لحظت ارتكاز عدسات تصوير القاعة عليهم من جميع الاتجاهات علاوة على جميع الهواتف المحمولة من الاسفل لتحاول تصنع الابتسامة والتلويح بيدها لهم وهي تردد قولا واحدا من بين اسنانها وما زالت محتفظة علي ابتسامتها / هنقع عليهم ...... هنقع عليهم ..... هنقع عليهم.
ظلت ترددها ووجها غير متماشي مع قولها ونضال يكاد يقهقه من شدة موقفها الفكاهي حتى هبطا اخيرا ببطئ أيضا لتتنفس الصعداء ويحاول هو إيقافها لتجيبه قائلة / مش قادرة اقف خلينا نكمل الفرح مكانا .
حاول قمع ضحكته بصعوبه ثم قال لها/ الكرسي هيتحرك كمان خمس دقائق لو منزلتيش هترجعي تاني بيه.
وهنا قفزت من مكانها تسحبه هي خلفها وقد تملكتها قوة المحافظة على الحياة .
فور هبوطهم من المقعد المتحرك ورجوعه فارغا تجمع حولهم كل زوجين مشكلين دائرة كبيرة ونضال وماجدة بالمنتصف لتبدأ صدوح أول أغنية يتراقصون عليها اغنية (fly me to the moon )
ليحيط خصرها بذراعه بينما هي تحيط عنقه بذراعها .
ينظر بداخل بحرها الازرق الذي غرق في أمواجه
بينما هي تسافر على ملامحه الذكورية الوحيدة التي جذبت انتباهها بل وسيطرت على تفكيرها حتى أصبح شغلها الشاغل
اقتربت تهمس له بما يدور بذهنها فمن عادتها الا تخفي رأيا فقال معلقه على حاله / البدلة جميلة اوي عليك .
ابتسم بسعادة طاغية ظهرت بمقلتيه قبل ثغره واجبها بغروره المعتاد / البدلة بس ؟؟
انا كلي النهارده وسيم مفيش كلام.
رفعت حاجبيها متعجبة بكم افتخاره بحاله قائلة / مغرور اوي .
ليغمز بإحدى عينيه قائلا / ده ثقة بالنفس يا قمر.....
علشان عارف قدراتي.
تعجبت من وقاحته الزائدة اليوم لتزجره قائلة / نضال عيييب.
قضم شفتيه السفلى ثم قال/ ده الفرح ده كله معمول على شرف العيب نفسه.
حدقت به غير مصدقة لتمتم بصوت مسموع له / شكلي مش هكمل الجوازة دي .
ليجيب بابتسامة عريضة / دانا قتيل الجوازة دي النهارده.
دب الذعر بقلبها فابتلعت لعابها بصعوبة تبحث بانظارها عن اختها حتى انتهت الأغنية وعادا الي مقعدهم لتتوالى عليهم المباركات والتحيات .
وحين وصلت ميار سحبتها ماجدة للاسفل فهمست بأذنها / انا عايزة اروح ......
نضال طلع قليل الادب وعايز حاجات عيب.
حدقت ميار باختها فهي تعرفها جيدا فشخصيتها الصلبة وأسلوبها الفظ الشديد جعلها ترفض دائما احاديث الفتيات وترى أنها اشياء مخجلة لا تستحق الحديث بها .
متخذه اسلوب الذكور الصلب أسلوب حياة .
نظرت ميار تجاه نضال التي تبدو عليه السعادة الشديدة وشعرت كأنه يريد أن يطير من السعادة ونظرت تجاه اختها التي ولأول مرة ترى على ملامحها اثر الرهبة لتربت على كتفها قائلة / بصي يا ميار متخافيش ومتقلقيش.........
انتي اسمعي كلام نضال وهو هيعرفك كل حاجه...........
ثم زجرتها بنظرة منها لتعلق قائلة / مانتي لو كنتي سمعتيليي كان زمانك فهمتي دلوقتي .........
زاغت نظراتها برعب خفي بين اختها ونضال لتبدأ خفقات قلبها في التزايد وبدأ عقلها يستعيد كل المشاهد الرومانسية التي كانت تلتقطها عيونها ببعض الافلام .
هل ستكون معه في تلك الأوضاع المخلة
هل ستكون بتلك الاريحية كالممثلات .
لا ستحاول جاهدة ابعاد هذه الأفكار المخجلة عن ذهنها حتى ولو لفترة لحين التعود والانسجام بينهم فهذه الأفكار تحتاج لجرأة تفتقدها الآن.
انتبهت حين وجدت بعض من زميلاتها يسحبوها تجاه ساحة الرقص يرقصون ويتراقصون معها وحاولت بصعوبة التحكم بذاتها كما اوصلها نضال بعدم التمايل بشكل حرفي كما شاهدها من قبل.
انشغلت باصدقائها اللاتي اخرجوها من شعورها بالتوتر لتنسجم معهم ومعه حتى انتهى الحفل وتوجهوا الي منزلهم بنفس طريقة ذهابه للحفل يتبعه اسطول من السيارات تم التلاعب بينهم حتى وصلا إلى منزلهم وتبدأ فقرة الوداع التي لم تكن تعلم ماجدة أنها بهذه الصعوبة ليرتجف قلبها حزنا على فراق أهلها وخوفا من حياة جديدة .
بينما نضال كان بغاية السعادة يضحك هنا وهناك يسلم على أهله بطريقة عادية جدا كل ما يميزها التراشق ببعض الالغاز التي لم تعى الأم يرمون .
كانت تنظر له من بين سلامتها متعجبة حالها من حاله ثم أعطت له ظهرها تؤكد على اختها ضرورة التواجد في الغد مبكرا لتشهق عندما تشعر بنفسها ترتفع من علي الارض لتدرك أنها أصبحت فوق ذراعيه نظرت له بوجل لينظر لها بابتسامة لم ترها على وجهه من قبل.
ابتسامة من ظفر بحربه ليزداد تسارع نباضتها ويعلو خفقان قلبها وقبل أن تهم بالاعتراض كان قد اختفى لداخل منزله وأصبح أمام شقته لا تعلم متى حدث هذا ولكنه انزلها ببطئ وما زال ينظر بعيونها قائلا / هطلع المفتاح.
هل كان يطمئنها أنه سيحملها مرة أخرى ؟
لم تستطيع إعطاء أي رد فعل من أثر اضطرابها الزائد التي لم تشعر به من قبل.
بالفعل فتح الباب وحملها مرة أخرى وكأنها دمية خفيفة يلعب بها.
دلف الشقة بها مغلقا الباب بقدمه ليتجه بها مسرعا الي غرفة النوم والتي كانت مفتوحة على مصرعيها .
دخلت الغرفة وهو يقول / عارفه طول الاسبوع اللي فات باب الاوضة كان مقفول وكان متحرم عليا ادخلها .......
بس دلوقتي عرفت ليه كانوا عاملين كدة .......
علشان فعلا احساس حلو جدا وانا داخلها معاكي.
لم تستمع لاي حرف مما قاله كان عقلها يعمل بسرعة عالية علي التفكير في كيفية إقناعه بتمرير هذه الليلة بدون اي شئ وعدم ملازمتها للفراش والصبر عليها حتى تتعود عليه .
حتى انتبهت انه توقف عن الحديث إذا فقد أنهى حديثة لتصطنع الابتسامة واومأت برأسها وهي لم تسمع أو تعي حرف مما قاله.
اقترب منها محتضنا وجهها بين كفيه محاولا التحكم بذاته فقال بصوت رخيم اسرها أكثر / عارفه يا ماجي انتي الفرحة اللي جاتلي بعد سنين عجاف بدأوا بوفاة ابويا وامي وبرغم اني متعود بعدي عنهم علشان شغلي كظابط لكن حسيت أن مجرد نفسهم في الدنيا كان فارق معايا جدا وخاصة بعد وفاتهم وظهور وشوش ونفوس مكنتش اتخيل أنهم بالشكل ده وانتهت بسفر اخويا مع مراته واللي كنت بشوف فيه السند بس الغربة بتغير النفوس.
سحب نفس عميق وكأنه يريد دفن ما تبقى من ذكريات سيئة ليرسم الابتسامة الماكرة مجددا قائلا / المهم دلوقتي عايز نصلي بالبدلة والفستان زي ما احنا .......
حلمت أنك بتصلي ورايا بفستان الفرح فعايز احقق كل اللي جه في الحلم من اول الصلاة لحد اللي حصل بعدها.
عقدت حاجبيها بتعجب وسألته بدون إدراك وبراءة تامة / ايه اللي حصل بعدها ؟
اتسعت ابتسامته العابثة ثم قال/ لا ما ده ميتقالش ده يتعمل بس.....
يالا بس نصلي الاول وهقولك على كل حاجة وبالتفصيل الملل انا ورايا غيرك يا قمر انت.....
أقام الصلاة وآم بها ليجد أنه احساس في غاية الروعة والجمال وكم اشعره بالرضا بالنفس وراحة البال.
ثم استدار واستقام ليمسك يدها ويساعدها على الوقوف بهذا الفستان .
تقدم منها وما زال ممسكا كفيها معتذرا / انا اسف اني خليتك تصلي بالفستان اكيد تقيل وكنتي بتقومي بالعافية .
إجابته باطمئنان / لا بالعكس الصلاة بالفستان جميل جدا وكنت فرحانة اوي.
اقترب اكثر ليرتفع لديها هرمون الادرنالين يخبرها باقتراب خطر بينما هو مال برأسه وعيونه مسلطة على كريزتها هامسا وهو يقترب / وانا كمان كنت فرحان اوي.
التفتت مسرعة تحاول تهدأة انفاسها من التوتر لتطرأ بعقلها فكرة ربما نجحت فقالت وهي معطيا له ظهرها / نضال عايزين نتكلم شوية علشان نبقى على نور.
استشعر جديتها بالحوار ليعقد حاجبيه متعجبا فقال متهكما / نتكلم !؟
ودلوقتي!؟
النهارده مش يوم الكلام خالص يا حبيبتي.
امسك بكتفها فأسرعت بالهروب منه وتوجهت حيث الفراش تجلس عليه قائلة باقتضاب واضح على ملامحها / لا لازم نتكلم وخصوصا في كل الأخطاء اللي حصلت بالخطوبة من الاول لحد جوازنا دلوقتي .
نظر لها باستهجان وسخرية ثم علق متهكما لربما أدركت ما تقوله / نتكلم في كل اخطأنا اللي عملناها طول السنة ونص ؟
دلوقتي!!
ادعت الجدية وقد رأت مؤشرات الفكرة تشير للنجاح فهي تريده أن تضغط عليه حتى يغضب فيفقد أعصابه وينهرها ليصبح كل فرد بغرفة بمفرده .
فقالت بعملية تامة / أيوة طبعا يعني ابدا معاك حياتي وانا بغشك وقلبي شايل منك ......
لا احنا لازم نصفى علشان نروق.
فهم حالها وتوترها من رعشة كفيها ليقترب ويجلس على الفراش أمامها ممسكا بيدها وقال بهدوء ورصانة / ماشي يا حبيبتي قولي كل اللي في قلبك.........
متخليش حاجه ابدا مضايقاكي
بصي عايزك تصفي خالص وملكيش دعوة بيا انا صافي لوحدي .
_ بص هنتكلم في اكبر مشكلة واخر مشكلة وناخدهم واحدة واحدة كدة ......
بصراحة أنا اضايقت جدا من البنت اللي رقصت بالحنة ومش علشان قولت كلمتين هتضحك عليا بيهم عايزة اعرف كنت تعرفها منين وازاي جت الحنة وعملت كل ده ......
انت بتعمل ايه؟
تركها تخرج كل ما بصدرها ليستقيم هو ويلتفت خلفها يحاول فك طرحتها ليجيب قائلا / بفكلك الطرحة يا حبيبتي كملي انتي انا سامعك ....
لم تشعر بضيق في نبرة صوته بل بدأت تشعر باطرافه تتغلغل بشعرها لتحاول تنفيض ما تشعر به عن بالها وتكمل في مسيرة الذكريات السيئة ربما جفل منها فقالت معاتبة / انا اللي مضايقني انك حتى مبعدتهاش عنك لا كنت بترقص معاها عادي .
اقشعر بدنها أكثر حين انساب شعرها علي ظهرها وادخل أنامله بين جزيأته ليزيح شعرها ويضعه علي كتفها ثم شعرت بحرارة أنفاسه تقترب من مؤخرة عنقها فلثمها قائلا بنبرة حنونة / حقك عليا...... مكنتش اقصد
اضطرب قلبها وازدادت ضرباته بشدة وكأنه يعلن عن قيام حرب هوجاء لتتقدم للامام قليلا فيجلس خلفها مباشرة محتضنا خصرها بين يداه ويكمل سيل القبلات بداية من جيدها صعودا الي وجنتها اليمنى .
التفتت تواجهه بشكل مفاجئ لينظر لها بهيام وكأنها فعلت ما أراده لتكمل هي حديثها ولكن بتلعثم / بجد يا نضال ....
انا اضايقت اوي.....
ارجوك متسمحش للي كنت تعرفهم قبل كدة يقربوا مننا تاني .
اومأ برأسة واقترب يلثم وجنتيها برفق وتروى حتى ذابت بين يداه ونسيت ما كانت تتحدث به لتمتد يده لظهرها محاولا فتح سحاب فستانها ببطئ شديد وحرفية طاغية لم تشعر هي به .
هبطت قبلاته حتى وصلت إلي كتفها ولم تستطع التحكم بذاتها بل ازدادت ضربات قلبها لتتسارع انفاسها فيعلو ويهبط صدرها حتى شعرت بقبلانه قد وصلت لمقدمة صدرها ولم تشعر بشئ يكسوها فانتبهت لحالها واتسعت حدقتيها فدفعته عنها مطلقة صرخة تبعتها جملة / اه يا قليل الادب والنبي لروح لبابا واقوله .
كادت أن تقف وهي ترفع ثوبها عليها حتى سحبها للاسفل بسرعة فافترشت الفراش ليعلوها قائلا / ابوك عارف والنعمة.....
تعالي بقى هتهديني .
وقبل أن تعترض كان قد اطبق شفتيه علي شفتيها مبتلعا حديثها واضطرابها بالكامل ويده تجول عبثا بجسدها حتى شعر باستسلامها ليرفع شفتيه عنها فتأخذ انفاسها وما زالت مغمضة العينين ليسحبها لعالمة حتى يحقق حلمه الذي لطالما تمناه معها.
.....................
بعد أن تركت اختها محمولة على ذراعي نضال ذهبت مسرعة تستقل سيارة زوجها الذي كان مازال يهنأ نضال ويرد التحيات هنا وهناك .
شعر بعدم وجودها ليذهب الي السيارة ليجدها منهارة من البكاء التفت مسرعا يستقل السيارة بجوارها يحاول تهدأتها أو حتى معرفة سبب كل هذا البكاء حتى اتت اخلاص وجلست بالمقعد الخلفي متعجبة من حالتها اخذت تطمئنها على اختها وتدعو لها بدوام السعادة والذرية الصالحة .
ولكن لم تتوقف ميار عن البكاء هي سعيدة لأختها حقا ولكنها تشعر برغبتها الملحة في البكاء
ربما اتخذت من أختها سببا ولكن في الواقع لم يكن هناك سببا سوى شعورها بالاختناق والرغبة بالبكاء .
حاولت تهدأة روحها حين هرع والدها ووالدتها واخيها عليها فطمأنتهم وبررت بكاءها قائلة / اصل ماجي هتشوحني اوي ...؟
وانا خايفة عليها جدا .
عاملة نفسها شجاعة وهي بالمواقف ده أخيب خلق الله اسألوني انا .
ربتت والدتها على كتفها مطمأنة إياها / انا جايالها من بدري علشان اطمن عليها تحبي تيجي معايا وبعدين نبقى نجيلها الصباحية علي المغرب كدة.
أراد چواد أن يترك فرصة لصديقه أن يهنأ بزوجته فنطق مسرعا / بدري ايه يا طنط ده الساعة واحدة ونص دلوقتي!! يعني كمان ساعتين الفجر هياذن مش هيلحقوا يناموا......
هي ميار محتاجة ترتاح وهتبقى زي الفل أن شاء الله ....
بصي كلنا هنروح نرتاح ونسيبهم هما كمان يرتاحوا ونجلهم أن شاء الله بعد العصر كدة ....
ولا ايه رايك يا ميرو ؟؟؟
وزعت ميار نظراتها بينهم لتومأ برأسها تحاول طمأنتهم فقالت / فعلا يا ماما يمكن محتاجة ارتاح شوية .
استقل چواد مرة أخرى سيارته وفور ان انطلق بها مبتعدا عن تجمع الأهل حتى بدأت ميار في البكاء مرة أخرى وبصورة هستيرية حتى فقدت الوعى .
ليفزع چواد واخلاص ويتوجهوا فورا لأقرب مشفى مخبرا ذويها بوجهتهم حين هاتفوه ليسألوا عن تغيير وجهته عن محل سكنه .
منطلقين جميعهم وقلوبهم تكاد تخرج من بين ضلوعهم خوفا عليها.
وصلوا للمشفى فترجل چواد مسرعا واستدار يحملها ويهرول بها داخل المشفى صارخا باعلى صوته / دكتووووور .....
دكتووور بسرعة.
هرولت الممرضات اليه تشير له عن مكان الكشف ليهرول الطبيب خلفهم ويطلب من الجميع الخروج من غرفة الكشف ماعدا زوجها .
ليقيم الكشف المبدأي والذي فور انتهاءه منه وأخبار چواد بنتيجة الكشف تسمر چواد مكانه فاقد النطق والتعبير واتسعت مقلتيه لتنهمر منها دموع لم يذق طعمها من قبل.
•تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية