Ads by Google X

رواية لحن الحياة الفصل الثامن و الاربعون 48 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية لحن الحياة الفصل الثامن و الاربعون 48 - بقلم سهام صادق 

لحظات(48)
**********

سحبها من عليه بقهر وهو يتمتم ببعض الكلمات الحانقه مشيرا للفستان الذي ترتديه بعد ان نهضت من فوق الفراش 
- الفستان ده متلبسهوش تاني .. ولا تعمليلي مفاجأت يامهرة 
ونهض هو الآخر من فوق الفراش متجها إلي المرحاض ووضع كامل رأسه أسفل الصنبور يغرق وجهه وشعره بالمياه البارده زافرا أنفاسه بقوه 
كانت مازالت تقف في مكانها تطالع الفراغ الذي تركه وتعذره علي ما يحدث وتذكرت أمر شقيقتها ..ففتحت الباب بلهفة وقلق حتي أنها نست هيئتها وقد مال جزء من الفستان علي كتفها غير السحاب المفتوح من الخلف .. كانت ورد قد ابتعدت عن الغرفه وتسير نحو الغرفة التي تقيم بها وانتبهت لصوت مهرة فركضت نحوها تعانقها دون ان تنتبه لهيئة شقيقتها
- بابا بيموت يامهرة وعايز يشوفنا 
هتفت ورد بتعلثم وبكاء واكملت بآلم وهي تتذكر قدومه لهم أمس وكيف كان سينحني ليقبل ايديهم ليغفروا له مافعله بحقهم 
- كأنه كان حاسس ان في حاجه هتحصله ..هيموت بعد ما سمحناه 
كانت ورد تتحدث ببكاء وخوف علي ان تكون تلك نهاية والدهم ومهرة تقف صامته شارده في أمس عندما اتي الي منزلها يطلب غفرانهم يخبرهم أنه نادم بشده علي مافعله بيهم ..نادما انه لم يكن أب لهم 
وابتعدت عنها ورد تنظر إليها بقلق ..صامته شاحبه حتي اهدابها لا تتحرك .. وهيئتها مشعثه وقد ادهشتها هيئة شقيقتها فخجلت من حالها لإنهاء ليلة شقيقتها مع زوجها وهتفت بأسمها مردده
- مهرة انتي سمعاني
هتاف ورد أخذ يتردد في اذنيها ولكن عقلها كان كالغائب في تلك اللحظه التي كان يقف فيها والدها ويتوسلها هي خصوصا بأن تسامحه..مازال حضنه لها هي وشقيقتها وهو يخبرهم ان لو الزمن عاد به ماكان فعل بهم هذا .. وبدء عقلها يعود لوعيه ويد ورد علي ذراعها تهزها وتهتف بأسمها 
ونظرت إلي شقيقتها تحرك شفتيها بصعوبه 
- مين اللي بيموت 
فأشفقت ورد عليها 
- مهرة أدخلي ألبسي هدومك عشان نلحق نروحله 
ودفعتها نحو غرفتها .. ثم اتجهت هي الاخرى لتبدل ملابسها 
نظر لها جاسم وهو يجفف شعره بالمنشفة ..ووجدها تجلس علي الفراش تهتف بثقل 
- بيموت... بعد ما حضنا هيموت
لم يفهم جاسم ماتتفوه به .. وجلس جانبها بعدما بدء القلق ينتابه فقد ظن ان ورد اتت من أجل شئ خاص بها مع كنان فهو يعلم طباع ورد الهاشة 
ولكن من هيئتها علم ان الأمر أكبر من ذلك فسألها بهدوء وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه
- مهرة مين اللي بيموت
فطالعته بتحديق وتمتمت وهي ترمي نفسها بين ذراعيه
- بابا ياجاسم بيموت ..هيموت بعد ما سمحته
لتتجمد ملامحه فليلة أمس لم تنم من اضطرابها بكل ما حدث وعدم تصديقها ان والدها اتي إليهم حتى انها بدأت تخبره عن ما اقترفه بحقهم ثم تعود وتخبره أنها لم تشاء يوما ان تري انكساره وانحناءه نحو يدها هي وشقيقتها ليقبلهما من أجل ان يسامحوه 
......................................................................
نظرت سهير الي زوجها الذي يرقد أمامها علي سرير  المشفي ويلتقط أنفاسه الاخيره ..فالطبيب أخبرهم أنها مجرد لحظات ليس أكثر فهم قد فعلوا كل ما بوسعهم ..كانت تتآلم وتبكي وهي تري حبيبها وشريك حياتها بتلك الحاله فروحه لا تريد الرحيل وكأنها خائفة وسمعت صوته الذي يخرج بصعوبه 
- فين بنات زينب 
كان يسأل عنهم وهو يلومها بعينيه .. لترتبك من نظراته فهي السبب في تفرقته عن بناته .. حبها له قد عماها يوما عندما رأته يميل لزينب وينساها .. لتركض الي خالتها التي اقترحت لها ان تسحر له بالمحبه لها وحدها ولا يري غيرها ..دفعت المال وهي تنتظر النتيجه وكانت النتيجه كما أرادت أصبح كالخاتم بين اصبعها لم يعد يري زوجته الأخرى وبناتها لم يعد يري الا غيرها 
وسمعته يخاطب أكرم الذي كان يقف بعيدا 
- فين اخواتك 
وبدء بالبكاء وهو يهتف 
- خلي بالك منهم ياأكرم وخليك جنب كرم ليضيع 
ونظر لسهير بعتاب 
- روحي مش راضيه تطلع ياسهير 
وعاد يلتقط أنفاسه بصعوبه 
- اوعي تاكلي حق بناتي في ورثهم فيا ..حقهم ياسهير 
رددها كثيرا .. وانتبهي أكرم لقدوم شقيقتيه يركضون في الممر الطويل ولكن مجرد ان ألتف لوالده يخبره أنهم أتوا كان قد رحل لتصرخ سهير بعويل وهي لا تصدق أنه رحل وتركها 
فوقفت مهرة و ورد علي أعتاب الغرفه ..لتبكي ورد بقوة ومهرة تستند علي جاسم الذي كان يطالع الموقف بحزن 
....................................................................
نظر ريان إلى ياسر بصدمه مما يخبره به من فعلت شقيقته وعشيقته وصدح صوته بجمود
- كنت عايز تفهم ده حصل ازاي... اظن كده الإجابة وصلتلك
لينظر إليه ريان وهو يتوعد داخله لشقيقته التي بات يمقت أفعالها والافعي الاخري ولكن كلمه ياسر اخذت تتردد في أذنيه هو وريم سيتزوجوا زواج صوري مؤقتا وانصرف ياسر بعدها حانقا من هجومه عليه ثم هدوئه ولكن قبل ان يصفع الباب خلفه 
- ريم  هترجع تاني تشتغل معايا 
ليضغط ريان علي أسنانه بقوه 
- اللعنه عليكي رفيف 
وخرج هو الآخر من غرفة مكتبه متجها إلي مكتب شقيقته ليتفاجئ بأنه فارغ 
....................................................................
سمعت صوته وهو يحادث صغيريهم عبر الهاتف الذي تحمله مربيتهم والصغيران يهتفان بأسمه ويهمهمان بكلماتهم المبهمه .. اشتاقت إليه ولم تعلم مرارة الخساره الا تلك الأيام ..علمت اليوم في الشركه ان رحلة عمله امتدت لايام أخرى واقتربت من غرفة صغيريها تقاوم دموع اشتياقها لزوجها وألتقطت الهاتف من المربيه
- كريم 
فور ان سمع صوتها تعالت أنفاسه وتمتم بضيق
- مع السلامه يامرام
وأغلق الخط بوجهها لتنظر للهاتف غير مصدقه ان كريم أصبح رجلا قاسيا .. لتطلب رقمه مجددا من هاتف المربية ولكن الهاتف قد غلق 
- لدرجادي ياكريم كرهتني 
ونظرت إلي اعين صغيريها شارده 
- بابا بقي يكرهني اوي 
فحدقت بها المربية بأشفاق .. لتغادر غرفة صغيريها سريعا وتهوي بجسدها علي فراشهما تبكي بحرقة علي ما كانت تظن انها لن تخسره 
........................................................
يومان مروا على وفاة والدهم وهم يأتون للعزاء كالاغراب متحملين نظرات سهير الممتعضه 
وقفت ورد بجانب سيارة جاسم الذي وقف مع أكرم وزوجها ... فقد اتي كنان اليوم معتذرا من شقيقها علي عدم وجوده أمس ..كانت تنظر إليه بأشتياق وحب حتي أنها لم تصعد السياره مع شقيقتها وفضلت الوقوف لرؤيته وكأنها تخبره بدعوة صريحه أنها هنا تريده... لم يقل كنان اشتياقا عنها ولكن قرر ان يتركها كما طلبت منه إلي ان تقرر العوده 
وسار كنان نحوها بعد ان صافح أكرم مخاطبا اياه اذا أحتاج لشئ فليخبره
وتقدم منها ببطئ حتي أصبح أمامها ومال نحو السياره ليقدم العزاء لمهرة التي كانت تود ان تقول لشقيقتها ارحلي مع زوجك 
ثم عاد يطالع زوجته التي ارتمت بين ذراعيه 
- كنان 
فضمها إليه بشوق يبثها حنانه وبعد لحظات ابتعدت عنه بخجل مدركة اين هي تقف ووجدت أكرم وجاسم يقتربوا منهم ..فنظرت إلى شقيقها الذي هتف وكأنه يترك لها الاختيار
- كنان طيارته بعد ساعه ياورد
فأتسعت عيناها ونظرت اليه ليشير له برأسه مؤكدا منتظرا منها لو تخبره أنها ستأتي معه ولكن كان صمتها هو الاجابه 
وأخفضت عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر ..فأنحني كنان نحو جبينها يلثمه بقبلة حانية وانصرف 
لتنظر هي الي خطاه ثم ضمها أكرم إليها بحب 
- مدام لسا حاسه نفسك مش قد قرار الرجوع خليكي ياورد 
وخرج أخيرا صوت جاسم بتأكيد 
- أكرم كلامه صح 
وأشار إليها بالصعود للسياره ..ليغادوا تحت نظرات أكرم الواهنة 
................................................................
فور ان تحركت السيارة بهم... ألتفت مهرة نحو شقيقتها تسألها 
- كنان هيسافر ولا هيفضل في مصر 
فطأطأت ورد رأسها بحزن متمتمه 
- هيسافر 
ثم تابعت وهي تنظر في عين شقيقتها 
- مهرة انا عايزه ارجع شقتنا القديمه اقعد فيها 
وقبل ان تهتف مهرة بشئ.. أتاها صوت جاسم معاتبا 
- ليه ياورد ..حد ضايقك في حاجه ..انتي عارفه اني بعتبرك اختي مش اخت مراتي 
فخجلت ورد منه .. فجاسم بالفعل يعاملها كالشقيقه حتي انه عرض عليها المال لجلب حاجتها مخبرا اياها انها شقيقة له والشقيق يلبي حاجات شقيقته ولكن اكتشف ان كنان يبعث لها المال وكل احتياجاتها من خلال معاذ الذي كان مدير سابق لها في المنتجع 
وهتفت بصدق وامتنان وانتهت 
- نفس شعوري ياجاسم .. انت بالنسبالي زي أكرم.. بس انا محتاجه اقعد في بيتنا القديم كل حاجه وحشتني فيه 
ونظرت إلي مهرة التي تطالعها بصمت إلي ان هتفت
- خلاص انا هاجي اقعد معاكي... مش هسيبك تفضلي لواحدك 
لتتبدل ملامح جاسم للجمود بعد قرار زوجته ..فلمحت ورد ذلك سريعا وهتفت بشقيقتها بنبرة مرحه بعض الشئ
- لاء انتي خليكي مع جوزك ..انا عايزه ارتاح منك شويه  تعاليلي الصبح .. وكمان انا بقول عايزه اكون لوحدي 
وكادت ان تفتح مهرة شفتيها وتعترض الا ان ورد تابعت حديثها تطمئنها
- متنسيش اني مش لوحدي في البيت ..استاذ عادل وابلة صفاء هناك 
وانتهت مناقشتهم بذهابها غدا مدام انها مصرة على ذلك
....................................................
تمددت على الفراش جانبه ..لتجده ألتف بجسده للناحية الأخرى فتعجبت من ابتعده عنها متسائله
- جاسم انت مديني ضهرك ليه 
فأغمض عيناه بحنق منها فلولا ماهي فيه الآن لكان حاسبها على قرارها الذي اتخذته وهم في طريق العوده 
- نامي يامهرة 
فأقتربت منه تميل نحوه تفكر بالشئ الذي فعلته واغضبه
- انا معملتش حاجه تضايقك .. وانت شكلك مضايق مني 
فأعتدل حانقا فهي حتي لا تتذكر خطأها ..تقرر الذهاب مع شقيقتها ناسية ان قراراتها هذه لا بد ان تناقشه فيها
- معملتيش حاجه ..علي العموم نامي يامهرة وعدي الليله ديه علي خير ..ولولا اني عارف اللي انتي فيه وأنك مش بوعيك كنا اتحاسبنا 
فلمعت عيناها بضيق وحدقت به 
- يعني بدل ما تاخدني في حضنك تقولي نتحاسب 
فزفر أنفاسه بقوة وهو يطالعها 
- يعني تاخدي قرار تروحي بيتكم القديم مع ورد وانا قاعد جنبك  كأني كرسي 
فأبتسمت بشحوب على تشبيه 
- كرسي
فتأفف من هدوئها 
- لاء انا بقول لانتي تنامي لا انا اسيب الاوضه كلها 
وكاد ان ينهض من فوق الفراش ليترك لها الغرفه الا أنها جذبته نحوه 
- متزعلش مني .. مكنتش أقصد ألغي وجودك 
وهتفت وهي تدفعه نحو الفراش 
- نام وخدني في حضنك وطبطب عليا 
فرفع حاجبيه يطالعها وهي تندس أسفل ذراعه وتضع رأسها على صدره 
- اطبطب عليكي وماله ياحببتي 
وابتسم وهو يجدها مسترخيه على صدره تخبره 
- انا عايزه اعيط ياجاسم ومش عارفه
ادهشه ما تخبره به فتنهد وهو يمسح علي ظهرها 
- عيطي ياحببتي 
فرفعت عيناها نحوه متذكرة ليلة أمس... تخبره أنها تريد ان تبكي ثم تنفجر في البكاء ..ولم تتعدي الدقيقة الا ووجدها تبكي وتدفن وجهها بين احضانه 
- أكرم حكالي عن وصيته علينا كان نفسه يلحق يوشفني انا و ورد 
وظلت تهذي بالكلمات وهو يربت علي ظهرها ويهدأها ويخبرها ان تدعو له بالرحمه الي ان مسحت دموعها وهدأت وعادت ترفع عيناها نحوه 
- جاسم انا مكتئبه 
لم يجد شئ يفعله الا أنه أغمض عيناه بسأم 
- نامي يامهرة عشان انا اللي بدأت اكتئب وضعطي بدء يعلي عليا
وكالعاده تنسي كل شئ وتمسك بأحدي عباراته
- هي في رجاله بتكتأب 
فزفر أنفاسه وهو يحدق بها بأستنكار 
- اه ياحببتي لما يكون في زوجه زيك لازم يكتأب وكلمه تانيه وهسيبلك الاوضه وانام في مكان تاني 
فطالعته بأمتعاض من حنقه منها وقلة صبره 
- خلاص هنام ..واريحك مني 
فتنهد براحه واغمض عيناه بأرهاق... ليجدها تفتح عيناها مجددا وتخبره 
- جاسم انا جعانه 
ولم تكن تكمل كلامها وتخبره ان الطعام هو ما ستخرج به اكتئابها فدفعها عنه ونهض من فوق الفراش هاتفا
- جاسم سايبلك الاوضه كلها 
وخرج من الغرفه وهو يفرك خصلات شعره بقوه 
..................................................................
نظر ريان لجاسم الذي يخبره أنه لم يعد يرغب بعمل رفيف معهم بعد فعلتها تلك ليتذكر ليلة أمس بعد ان صفعها على فعلتها وكانت إجابتها المؤلمه 
انها اراحت ريم من انانيته وان ياسر يحبها وهي تبادله نفس الشعور وأكثر ولا تنظر حتي اليه 
اوجعته الحقيقة التي يعلمها ولكن هو اعتاد إذا أراد شئ يحصل عليه 
- ريان بلاش ريم .. انا عارف حياتك كويس ياريان ..وعلي فكره ياسر أتقدم ليها رسمي وحددوا ميعاد جوازهم 
لينهض ريان بضيق من امامه متذكرا ناريمان التي لا يطيق حتى لقاءها 
وخرج من مكتب جاسم عازما ان يهاتف ريم من اجل مقابلتها فهي لم تعد تأتي للعمل ودق عليها وهو متجه نحو سيارته ولكن كالعاده الهاتف مغلق 
ليردف داخل سيارته بغضب متمتما 
- ناريمان العاهرة 
..........................................................
استيقظ على صوت طرقات قويه علي باب شقته وبعدها صوت شقيقته المصدوم من اقتحام الشرطه لمنزلهم ..صارخه بأسمه 
- عمار 
ليندفع عمار خرج غرفته متسائلا
- في ايه ياباشا
ليدفعه الضابط المسئول أمامه 
- انت عمار الدسوقي 
فهتف عمار مجيبا 
- ايوه 
ليصدح صوت الضابط بجمود مع بكاء شقيقته
- هتعرف دلوقتي  
وخرج أحد العساكر من غرفته ممسكا أسوار من الألماس وسترته 
- لقينا ديه يافندم
لتتسع عين عمار بصدمه 
...............................................................
جلست مهرة بجانب شقيقتها بعد ان نظفوا المنزل وقد اتت إليهم رقية لتعزيهم على وفاة والدهم ثم عاونتهم وبعدها سمعوا طرقات علي الباب فهتفت مهرة
- اكيد ديه ريم .. اتصلت بيا الصبح 
وذهبت لتفتح لها الباب وعندما رأتها ريم احتضنتها بقوة 
- انا اسفه اني جتلك متأخر اعزيكي .. بس انا 
وقبل ان تكمل كلامها همست لها مهرة 
- انا عارفه ياريم 
وقادتها نحو شقيقتها ورقية التي كالعاده تضيف لهم بعض المرح .. كانت ورد تبتسم علي حديث رقية ومهرة تحدق بريم التي تجلس منطوية على نفسها ومر الوقت الي ان أشارت مهرة لريم 
- ريم تعالي معايا ساعديني نعمل حاجه نشربها 
فنهضت ريم ببطئ وسارت خلفها .. وعندما أصبحوا بمفردهما بكت ريم بحرقة واخذت تقص لها كل شئ يثقل علي كاهلها
- هما ليه عملوا فيا كده يامهرة 
كانت مهرة تقف أمامها مذهوله من يوم ما هاتفتها واخبرتها ان يذهب جاسم لياسر الي اليوم الذي تحدثوا عنها بالشركه وحديث ياسر أنهم سيتزوجوا قريبا 
- انا مش عايزه أتجوز ياسر يامهرة ..انا بقيت اخاف منه 
فطالعتها مهرة بهدوء .. امنية ريم قد تحققت ولكن بطريقة مؤلمه تعلم أنها ستزول مع الزمن مدام ياسر ليس له ذنب كما تقول هي 
- اهدي ياريم 
فتابعت وهي تمسح دموعها
- مبقتش عارفه أروح الشركه ازاي .. قبل ما اجيلك كنت بدور علي شغل هو ده انسب حل ليا 
ولمعت عيناها وهي تتذكر صمت جاسم عن الأمر 
- ياسر مقلش ليكي مين ورا الحكايه ديه مع هناء 
فحركت رأسها نافية وعادت للبكاء مجددا ..لتضمها مهرة إليها 
- ياسر بيحبك ياريم 
..............................................
عادت للمنزل بوجه محتقن وهي تريد ان تعلم من فعل ذلك ..علمت من هدي انه عاد مبكرا من عمله ويجلس بغرفة مكتبه ..واردفت للغرفة واقتربت منه 
- مين اللي عمل كده ياجاسم في ريم 
فرفع عيناه ببطئ نحوها وقد علم أنها تحدثت معها 
- مش لازم يامهرة ..ياسر كمان ضحية لعبة قذره 
اعادت سؤالها مرة أخرى ولكن الاجابه كانت 
- مهرة قولتلك مش لازم .. مش لازم كل حاجه تعرفيها ..الوحيده اللي من حقها تعرف ريم وبس وده ياسر اكيد هيوضحه ليها امتي بقي ديه حاجه تخصهم
فعقدت ساعديها امام صدرها بعدما وجدته يعود لمطالعة الأوراق التي أمامه ومالت نحوه 
- جاسم حبيبي 
فضحك بتهكم 
- لاء شغل المحامين ده بلاش معايا 
فداعبت وجهه بأناملها 
- لاء ده شغل زوجه مع جوزها .. قولي مين وانا هسكت خالص 
فحدق بها مبتسما 
- مافيش اجابه هتاخديها مني 
وجذبها نحوه حتى اختلطت أنفاسهم 
- روحي ياحببتي شوفي اي حاجه اعمليها وسبيني اكمل شغل
وتركها كما جذبها برفق وعاد لمطالعة بعض الأوراق التي أمامه ..لتقف تحدق به بحنق واندفعت خارج غرفة مكتبه تتمتم بقلة حيلة 
- مهما اصريت مش هيقول 
........................................................
كانت علي موعد بأحدي صديقاتها.. لتردف للمطعم الذي قرروا تناول الطعام به والحديث لتجد صديقتها تشير إليها بالاقتراب ..فأقتربت رقية من صديقتها لتقف بعد عدة خطوات تطالع مراد الذي يجلس مع احداهن ويتناول الطعام معها ويتحدثون 
ونظرت للمرأة التي تعرفها ولم تكن اي امرأة فهي طليقته .. وخطت نحوهم ببطئ تستمع إلي طليقته التي تخبره أنها تطلقت من زوجها وانها تعلم أنه لم يتزوج الي الآن 
معني كلماتها كان واضحا .. وقبل ان يرد مراد عليها وجد رقية أمامه تحدق به بقوة منتظره إجابته 
.................................................
حدق ريان بهاتفه وهو يعاود الاتصال مرة اخري بريم ولكن نفس الرساله الهاتف مازال مغلقا .. ليترك الكأس الذي يرتشف منه الخمر بعد ان سمع رنين جرس المنزل وسار نحو باب الشقة يترنح في خطواته وعندما فتح الباب وجد ناريمان أمامه واردفت للداخل 
- لقد أتيت لك بنفسي ريان .. ماذا تريد 
قالتها ساخره ..ليجذبها ريان من خصلات شعرها المصفوفه
- لو كنتي تظني انني سأتزوجك بعد ما فعلتيه ..لن يحدث ناريمان 
فأبتسمت وهي تزيح خصلات شعرها من يده واقتربت منه تعانقه 
- لا أحد ينفعك غيري 
وقبلته ليدفعها عنه بقوة 
- اخرجي من هنا لا اريد رؤيتك 
فعادت تقترب منه تقبله مرة أخرى ..ومرة وراء مرة إلى ان أصبح يبادلها حتي ابتعدت هي عنه 
- أرأيت
ف فاق من نشوته وسحبها بقوة إلى ان دفعها خارج شقته 
..............................................................
ارتدت بسمه ملابسها بسعاده بعد ان علمت عودة كريم... وارتدت الخاتم الذي أخبرته انها ستشتريه لزواجهم .. كانت سعيده انه أخيرا اقترب موعد زواجهم فغد سيعقدوا قرانهم .. ونظرت لساعة معصمها وحملت حقيبتها لتغادر الشقة التي تقطن بها متلهفة لرؤيته 
وعلى الجانب الآخر كانت مرام تستعد للقاءه وهي تحضر بعض كلمات الاعتذار إليه .. وتخبر نفسها أنه أتي دور التنازل واما تخسر زوجها واما تستعيده مجددا 
.....................................................
تسطحت على الفراش بعد ان انعشت جسدها بحمام منعش وجلست تحرك قدميها بملل...الي ان وجدته يفتح باب الغرفه وينظر إليها ببطئ ثم أشار لتسريحة شعرها 
- ايه ده يامهرة .. مالك قلبتي على معزة كده
فأحتقن وجهها ووضعت بيديها علي عقدتي شعرها من الجانبين علي هيئة كعكة 
- معزه .. ديه قطتين
وأقترب منها مبتسما 
- قطتين 
فحركت رأسها مؤكده 
- اسم التسريحة كده ..والمفروض تجبر بخاطري مش تقولي معزه 
فضحك بمتعه وهو يفك خصلات شعرها 
- انت بتعمل ايه 
وازالت يده عنها ..ليجذبها إليه
- بفكلك المعزتين ..قصدي القطتين 
فمدت شفتيها بتذمر ليلاحظ المنامه التي ترتديها
- بيجامه سوده ومرسوم عليها ارنب بياكل جزره 
وتابع هو يتحكم في نفسه قبل ان ينفجر ضاحكا 
- ايه عالم الحيوان اللي انتي عايشه فيه النهارده 
فأبتعدت عنه ليلتقط الحذاء الناعم المنزلي الذي ترتديه في قدميها 
- لبسالي لكلوك علي شكل فار 
فنظرت لقدميها كما نظرت للارنب المطبوع رسمته علي  الجزء العلوي من منامتها
- في ايه .. ده طقم كامل هي البيجامه كده 
فتحرك فوق الفراش ليجذبها نحوه ثانية
- لا ده انا كده هتقهر 
ومال نحوها اكثر يداعب جانب وجهها بوجهه متمتما قبل ان يغرقها بدفئ ذراعيه 
- لو محدش قطع علينا اللحظه ديه ..انا هحب بيجامه عالم الحيوان اوى ب فارها وارنبها 

يتبع بأذن الله
************

 •تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent