رواية رقه و شده الفصل الرابع 4 - بقلم زينب سمير
4..
تاني يوم، في أوضة التحضير الخاصة بصهيب، دخل عمار لقاه قاعد على كنبة باين عليه الشرود ومعاه كورة بينططها لفوق ويمسكها
- أنت لسة على حالتك من ساعة ما سبتك أمبارح؟ قوم أجهز يابني ورانا تصوير
- ما تلغيه؟
شـد عمار في شعره وبصدمة- أحنا رجعنا لنلغيه تاني؟ للأيام دي تاني، دا أنا قولت خلاص عديناها وأتعدلت، أيام بداية مسيرتك المنيلة ولـت..
- حاسس إني مش في المود و..
كمل عمار وكأنه حافظ الإسطوانة- ومش رايق وأنت عارف أي شغل بيحتاج الإنسان يكون في كامل روقانه علشان يآدي.. بس أنسى، هتقوم يعني هتقوم
وقرب يشـده بالعافية و- بعدين أنا محضرلك مفاجأة، رقـة إنهاردة اللي هتكون حاضرة
بصله بلهفة- بجد؟
قبل ما ترجع ملامحه للامبالاة تاني بسرعة و- وأنا مالي!
برفعة حاجب- وأنت مالك؟ أية اللي اتغير!
- ولا حاجة، بنت وعجبتني وخلاص خلص وقتها
- وأنا اللي قولت هتكون مختلفة! خاصةً بعد ما شوفت ملامحك أمبارح لما حضنت الراجل وكنت جاي أفرحك وأقولك طلع أبن خالتها وأخوها في الرضاعة وهو على فكرة هيقابلنا في شغلنا كتير الأيام اللي جاية.. عارف شركة *** الفرنسية للأزياء اللي كلمتك عليها؟ هو المسئول عن فروعها في الوطن العربي.. فببساطة ممكن تقول هو هنا علشانك
كل اللي قاله مدخلش في دماغه
جملة واحدة علقت معاه 'ابن خالتها وأخوها في الرضاعة'
البهوت اللي ملاه فجأة راح، بحماس ونشاط قام و- أطلع ناديلي علا بسرعة يلا مستني أية
- انت مش كنت..
زقـه من مكانه و- أنت لسة هتتكلم انجز لا تؤجل عمل اليوم
- مين بيتكلم؟ مؤسس نادي كل تأخيرة وفيها خيرة!
خرج وشوية ودخلت علا- نبدأ؟
****
بعد شوية كان في جلسة التصوير وحرفيًا تركيزه مشتت وعيونه على الباب وبس، مستني أي لحظة تدخل فيها، لكنها مجتش!
- أستـوب، في اية ياصهيب أنت تعبان؟ مش مركز خالص يعني! تحب ناخد بريك؟
بعصبية مكتومة- لا أنا تمام، خلينا نكمل
حاول يركز أكتر وينسى أي حاجة تانية لحد ما خلص تصوير، طلع من الجلسة وهو بيفك الكرافتة بخنقة وعصبية
متعصب إنها مأثرة فيه للدرجادي وشاغلة باله، أزاي واحدة تعمل فيه كدا، وبالسرعة دي، ومن غير أي جهد منها حتى
أي هالة فيها جذبته؟
أية المميز فيها؟
جمال؟ سافر بلدان كتير، شاف بنات أكتر، أحلى وأجمل منها آلاف المرات، لكنه منجذبش لحد زيها
دخل عمار عليه الأوضة وبقلق- صـ..
شاورله يسكت و- ولا كلمة سيبني..
عمار فكره زعلان كالعادة لإعتبارات شكلية، إنها محضرتش وقلت بيهم، لكن الموضوع عنده المرة دي كان مختلف!
هو بيروح لمكان مش عارفه لأول مرة، بيغرق في بحر وبرضـاه!
عودة للحاضر..
فتح صهيب باب بيته ودخل ماسك حاجات إياد في أيد والتانية شايل إياد وسانده على كتفه، خرج عمار من المطبخ وهو لابس مريلة وماسك معلقة خشب في إيده و- أنت جيت ياأستاذ؟ أسخنلك الأكل.. اية دا إيدو
قرب منه بفرحة ولسة هيمد إيده وقفه صهيب وبقرف- أنت عايز تمسك الواد وكلك ريحتك توم وبصل؟ أبعد عنه
- ياصهيب الواد وحشني بقى
- لا دا أمانة، أمه تيجي تشوحنا أنا وأنت.. أنت عارفها
رجع خطوة لورا بقلق و- طيب شيل بس الطاقية اللي مغطي بيها وشـه دا ووريني ملامحه
مشى بيه من قدامه و- هو مش عايز يشوفك، هروح أقعد بيـه في الصالة لحد ما تخلص، ويارب ننجز إنهاردة مكانتش غدوة دي
- أحيانًا بحس إني الخدام بتاعك
- أحيانًا!
دخل صهيب الصالة نام على كنبة وحط إياد على صدره يقعده ويخليه يواجهه، بدأ يلاعبه وهو بيبتسم بفرحة حقيقية وإنبساط يمكن بقاله كتير محسش بيه
- حبيب بابا اللي واحشني
ملس على خدوده بحب وبزعل- عارف إني قصرت معاك، شهرين كتير أوي علشان أسيبك فيهم، بس مكنتش قادر ياإياد.. أقعد في مكان أمك فيه ومن غير ما نكون سـوا، تعاملني زي الغريب.. تبصلي بصاتها دي، أنت معاها ومجرب أمك دي تخرج أي حد عن طوعه
إتنهد بحرارة و- كنت محتاج أخد فاصل، أستجمع نفسي بدل ما أروحلها وأخرب الدنيا
رفع نفسه شوية علشان يبوسه و- دا خلاني جيت عليك أنت بس متخفش هعوضك.. هخلي عمو عمار يـ..
جاله صوت عمار- أنسى..
لف يبصله لقاه ساند على حيطة وراه وباين إنه موجود من زمان
- أنت هنا من أظتى؟
- من زمان..
وكمل بفخر- أدخل شوف نزلت أية على حسابك
بصله بتعجب قبل ما يحط إيد على ضهر إياد يسنده بيها والتانية يمسك فونه يفتحه و.. ظهر على أكونته فيديو ليه وهو بيلاعب إياد على موسيقى لطيفة، الفيديو نازل يادوب من خمس دقايق بس محقق تفاعل لطيف
- يخربيتك، لحقت تصوره أمتى وتنزله أمتى وليه تنزله أصلًا
- لعدة أسباب.. أولًا سمعتك بقيت زي الطين من ساعة طلاقك فبحاول أرجعها نقول حتى لو إنك جوز عرة فأنت أب مثالي
- عرة مين ياحيوان أنت
- مش قصدي دا كلام الناس، ثانيًا اللحظات دي بتجيب مع الناس أوي، ثالثًا متقلقش مأظهرتش إياد، جبته من ضهره وصوت ضحكته بينتها
أدخل كدا شوف التعليقات
' - هو صح راجل عرة بس حنين
- ياسكر ابنهم عسول أوي
- خسارة فيه
- هموت وأعرف واحدة زي رقـة الجّمال أزاي وقعت فيه؟
حد رادد عليها- رسم عليها الحب لحد ما وقعها
كانت بالنسباله نوع جديد
- واحد زيك في حلاوتك ووسامتك أية اللي مانع دبلتي تكون في إيدك؟
- والله خسارة في بنت الجّمال بعقدها دي، دا واحد فرفوش ورايق عايز واحدة تبسطه مش تنكد عليه
- مش قادرة أستوعب إنه بقى أب لدلوقتي '
وتعليقات كتير.. مفيش فيها حاجة صادقة، ترسم حكايتهم، تدل عليها حتى، بس هما خدوا القشرة، رسموا الحكاية من غير ما يعرفوا الحقيقة
حقيقة علاقتهم، طبيعتها، نوعها..
بعصبية وهو بيرمي الفون على التربيزة- متخليش زفت حد يعلق على البوستات بعد كدا
- مينفعش أنت لازم..
- أنا مش هلم ريتش، أو هعمل تريند على حساب ابني أو حياتي الشخصية ياعمار.. حياتي مش مادة لكدا، زمان لما كنت لوحدي مكنش بيهمني.. اي زيطة دايس فيها، لكن دلوقتي مبقاش ينفع
لف يبص لإياد اللي بيبصلهم بإهتمام وهو ماسك في صوابع أبوه، باس راسه بحنان و- أي حاجة ممكن تآذي ابني من أي نوع أنا مش عايزها
- أنا فاهمك، لكن لا أنت ولا رقـة روحتوا للناحية دي بأي شكل، عمركم ما حولتوا تخرجوا حياتكم أو مشاكلكم لبرة، الفيديو لطيف.. وعادي.. أنت كأب من حقك تحتفظ بأي ذكرى لطيفة ليك مع ابنك.. يبقى متلومش نفسك على كلامهم
هز راسه بإيجاب ورجع يلاعب ابنه
****
تاني يوم، في شركة الجّمال، ماسكة رقـة الفون وبتشوف الفيديو- بدأنا بقى
درة ببسمة خفيفة- بس والله سكر، مشيفاش ضحكة إياد بس سمعاها والله
رقـة بغيظ- والله فيه الخير إنه لسة مهتم بكلامي ومأظهرش وشـه
- يارقـة بطلي خوفك دا
- درة أنتِ مش فاكرة هو كان عايز أية؟ يخليه أصغر عارض أزياء في التاريخ قال، وكان عايز يصمم كولكشن لأطفال عمرها يوم ويعرضها عليه أول ما يتولد! دا عبيط!
ضحكت درة لما أفتكرت الذكرى دي
كملت رقـة- فلازم أحطله خطوط حمرا كتير، علشان لما يعدي واحد ولا أتنين نفضل لسة في أمان.. منعملش زي غلطات زمان، أسكت لحد ما ألاقي نفسي لا ليـا صوت ولا رأي ومجرد حاجة بيحركها هنا وهناك على مزاجه
أنتبهت إنها رجعت تفتح مواضيع مش عايزة تفتحها فـ- كفاية كلام فاضي بقى ويلا علشان نكمل شغل
أتنهدت درة وهي بتبص لصديقة عمرها، تفتكر أزاي هي كانت معاها خطوة بخطوة في الحكاية دي
في العلاقة دي..
أزاي بدأت تحبه وتتعلق بيـه من غير ما تحس و..
من أربع سنين:
باصة رقـة للفون برفعة حاجب، انتبهت درة لشرودها وإنها كل شوية تبص للفون وسط ما بيتكلموا و- في أتصال مهم مستنيـاه ولا أية؟
-هـا؟ لا بس.. الراجل اللي اسمه عمار دا مدير أعمال صهيب فاروق، مكلمكيش أنهاردة؟
بصت درة لفونها و- لا مرنش، لية بتسألي لية؟
- غريبة، أنهاردة لا أنا ولا أنتي ولا حد من الشركة راح ومتصلش بينا يزعق زي كل مرة بتقلوا مني.. بتقلوا مني
ضحكت درة و- قصدك على صهيب؟ يابنتي سيبك أنا عرفتك شخصيته قبل ما نبدأ معاه، هو تصرفاته صبيانية شوية وبيحب الأهتمام والأنتباه يكونوا عليه ولما ملقاش دا منك أتعصب..
- اه، أنا أمبارح شوفته في الحفلة، كان بيبصلي بنظرات غريبة وكأنه عايز يقتلني
- تلاقيه كان مستنيكي تسلمي عليه ولا حاجة وأضايق إنك معملتيش كدا
- معقولة تافه للدرجادي؟
- وأكتر مما تتخيلي، بس سيبك أنتِ..
غمزت ليها و- ربع ساعة بتتكلمي عنه، أية؟
- أية اللي أية؟
- الصنارة غمزت ولا أية، أول مرة أشوفك مهتمة بحد كدا
- عادي يعني دا نوع عميل أول مرة أقابله فبحاول أفهمه
- صدقت طبعًا
قالتها بسخرية وهي بترجع تبص في الورق هي ورقـة اللي مثلت الإنشغال، لكن كل شوية كانت بتبص ناحية الفون بتلقائية..
بعد تلت أيام..
مقر شركة صهيب، الدنيا مقلوبة فيه وهو متعصب على الأخر، دخل عمار بيجري عليه و- الشركة هتنزل تكذيب حالًا و..
- البنت دي أزاي وصلت بيتي؟ أزاي دخلت كدا وصورت بيتي.. أنت متخيل أية اللي حصل؟ وحدة مجنونة وصل بيها الأمر إنها تتنكر وتدخل بيتي علشان جالها الفضول تشوفه، ومش بس كدا دي حاولت تزيف الخبر إنها حبيبتي وإني أنا اللي أستضفتها! أزاي حاجة زي كدا تفوت عليك ياعمار؟
- مش هتتكرر تاني، هغير شركة التنضيف وبعد كدا هيبقى في حراسة
أتنهد صهيب وهو بيقرأ التعليقات، الكل مش مستغرب!
- أية الكلام اللي بيتقال دا؟ أنا من أمتي كنت كدا ولا أظهرت حاجة توضح إني بتاع كدا؟ من أمتى ظهرت مع أي واحدة
- الشائعات..
- أديك قولت شائعات عمرها ما إتأكدت، لية يعتبروها أمر مسلم بيه!
- أنت من أمتى بتهتم برأي الناس يابني؟ ما كانت بتعجبك الهوجة دي وبتقول أهي شهرة
أستوعب الأمر ووقف للحظة يفكر هو لية مضايق
لقى تفكيره راح لعندها.. رقـة
ماذا لو شافت الأخبار دي؟ هتصدقها زيهم، وهتاخد عنه فكرة مش عايزها تاخدها أبدًا
ومش عارف لية!
عند رقـة..
كانت بتقرأ المجلة ودرة جنبها بتمضيها على ورق، أنتبهت للي بتقرأه و- فضيحة تانية لصهيب فاروق صح؟
- تانية!
- أه دي الصحف مورهاش غيره، هما بياكلوا عيش غير على قفاه؟ كل يوم والتاني مع واحدة شكل.. كل ما يصور مع موديل يرتبط بيها
- أية المعلومات اللي زي الزفت دي، ولما هو كدا تجيبيه يمسك شغلنا لية ياهانم
- علشان رغم كل الزوبعة اللي حواليه دي، مفيش حاجة قدرت تهد شهرته ولا تبعد الأنظار عنه، لسة رقم واحد.. ولسة مطلوب وبأسعار بتزيد مش بتنقص، يابنتي صهيب ماشي في ناحية إنه يكون من أكتر تلت عارضين أزياء مشهورين في العالم!
ووسـامته.. تشفعله بقى
قالت أخر كلماتها بغمزة وخدت الورق وخرجت، بقيت هي بتبص للخبر وصورته بملامح مش مفهومة و..
يتبع...
رقـة_وشـدة
لـ زينب سمير
•تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية