Ads by Google X

رواية لحن الحياة الفصل الثالث و الخمسون 53 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية لحن الحياة الفصل الثالث و الخمسون 53 - بقلم سهام صادق 

آهات خافته (53)
**************

عيناها لم تتلاقى الا بتلك التي ترغب بزوجها.. في البداية ظنت انها غيرة عمياء ولكن الآن ترى كل شئ بعينيها.. رغبه.. مشاعر
انبهار وانانية في امتلاك ماليس لها.. ومع تعلق عيناهم اشاحت نرمين عيناها بعيدا عنها كأنها لم تراها وبخطوات جامده وصوت يخفى خلفه الكثير 
- جاسم
ليلتف سريعا على سماع صوتها وكأنه وجد اخيرا ملاذه وابعد نرمين عنه ببطئ
- مهرة تعالى خليكي جنب نرمين لحد ما اشوف شهاب
فأرتبكت نرمين على سماع اسم شقيقها فهي لم تفعل ذلك لينتهي الأمر بقدوم شقيقها كانت تود أن ترحل معه هو وتشعر بأهتمامه الذي لا يخص به إلا زوجته وبأنفاس مضطربه هتفت
- انا كويسه ..مافيش داعي
فأختلس جاسم النظرات نحوها سريعا ولكنه انصرف لداخل القاعه التي يقام بها الحفل.. فوقفت مهره تتفحصها بتمهل ونرمين تتحاشا النظر إليها وتضع بيدها على جبينها تفركه بتوتر
- تعرفي انك تنفعي تبقى ممثله هايله يانرمين
واقتربت منها حتى تلاشت المسافه بينهم
- فوقتي ولا تحبي انا افوقك
فألتفت نرمين بجسدها دون كلمه
- مش عارفه تردي اكيد.. عارفه ليه لانك مش صاحبة حق
فعادت نرمين تحدق بها بأرتباك تخفيه خلف قناع هدوئها
- مدام مهره انا مش فاهمه انتي تقصدي ايه
وحركت يدها على خصلات شعرها المصففه
- اكيد انتي فاهمه حاجه غلط
فضغطت مهرة على شفتيها بحنق وهي لا تصدق نبرة البرآة التي تتحدث بها وفجأه
ووجدتها تميل عليها وتعود لضعفها.. فعلمت أن جاسم وشقيقها يتقدموا منها.. فأزداد غضبها.. لترفع يدها حانقه تلطم وجنتها بقوه
- نرمين فوقي ياحببتي 
ودفعتها نحو شقيقها الذي اقترب منهم 
- مش راضيه تفوق مش عارفه ليه 
كانت الدفعه قويه جعلت نرمين تشهق بفزع حتى شقيقها نظر لها بتحديق وضم شقيقته له يسألها عما بها 
لتنظر مهره لجاسم الذي وقف يطالع الموقف 
- لاء شكلها مش هتفوق كده 
فطالعها كل من جاسم وشهاب الذي أخذ يمسح على وجه شقيقته بقلق.. فألتقطت زجاجة المياه التي كانت بيد نرمين وفي لحظه لم يتوقعها احد.. نثرت المياه على وجهها دفعه واحده هاتفة بوداعه ولطف 
- هي كده هتفوق كويس اووي  
................................................
قهقهته العاليه تصدح حولها ولا تزيد منها الا قضم شفتاها بقوة لعلها تخرج حنقها منه هكذا
- عنيفة انتي ياحببتي 
فألتفت إليه بعد أن كانت تطالع الطريق 
- انا عنيفة ولا هي اللي بتتمسكن وبتدلع 
فأختلس بعض النظرات اليها ومازال يتذكر مشهد المياه على وجه نرمين لتجعلها تفيق وتابعت وهي تحدق به بشراسه 
- رد عليا ياجاسم انا عنيفة ولا هي اللي بتتمسكن 
فضحك بمتعه وهو يراها هكذا 
- لاء هي اللي بتدلع..انتى أرق من النسمه ياروحي 
فأسدلت جفنيها ببطئ وحملقت في الطريق 
- سوق بسرعه ياحبيبي عشان محتاجه ارتاح 
فأنتبه  لنبرة حديثها ورفع حاجبيه بقلق 
- مش عارف ليه مش مرتاحلك يامهرة.. ربنا يستر
...................................... 
دلفت ريم للشقة بأرهاق.. ونظرت إليه قبل أن تتحرك نحو غرفتها 
- محتاج مني حاجه قبل ما انام 
وقبل أن تستمع لرده هتفت وهي تتحرك 
- اكيد لاء.. يلا تصبح على خير 
لتجد يد ياسر تجذبها نحوه بحنق وغضب 
- طول الفرح بتوزعي ابتسامة للي رايح واللي جاي لاء وتقفي تتكلمي عادي مع أي حد ولا كأنك بتلفتي نظر اللي في الفرح ليكي.. ايه بتدوري على عريس ياهانم 
اوجعتها كلماته أكثر ما وجعتها قبضة يده على ذراعها.. فدفعت يده عنها بقوه 
- ايوه بدور على عريس وبلفت الأنظار.. شكرا انك شايفني كده 
ودمعت عيناها وهي تتذكر كيف كانت تبتسم للجميع لعلها تداري كسرتها وحزنها كلما وقعت عيناها على إحداهن تتعلق بذراع زوجها أو تقف جانبه ام هي كانت تقف تنظر إليه وهو منشغل عنها تخشى أن تقترب منه فمن هي لتقترب هي مجرد فتاه اشفق على سمعتها ليتزوجها 
فوقف يحدق بها بآلم فهو لم يقصد جرحها هكذا ولا احزانها ولكن كلما تذكر ابتسامتها وحديثها مع البعض واعين الرجال تلتف إليها لمرحها يزداد جنوناً.. وفاق علي اندفاعها نحو غرفتها 
ليزفر بضيق مما فعله واتجها خلفها.. فوجدها متكورة على نفسها فوق الفراش وتدفن وجهها بالوساده وصوت شهقاتها يعلو
فأقترب منها بهدوء وهو يرتب بعض الكلمات 
- ريم انتي عارفه اني مكنتش اقصد بكلامي اللي انتي فهمتيه.. بس متنسيش انك مراتي 
فرفعت عيناها الدامعه إليها تطالعه 
- لاء احنا اخوات و أصدقاء ده كان اتفاقنا اكيد لسا فاكر 
فتنهد بقوه وجلس جانبها يمسح دموعها بكفيه 
- بطلي بكى خلاص وياستي حقك عليا 
ومال نحو جبينها يقبله.. ولم يقدر على توقف تلك المشاعر التي يشعر بها معها.. فأخذت شفتاه تسير على وجهها إلى أن وجد يدها على صدره فأنتفض بعيدا عنها وهو لا يعلم كيف انساق نحو رغباته.. ونهض من فوق الفراش يطالع ذهولها فقد استسلمت له  ونظر إليها معتذرا 
- انا اسف ياريم 
وخرج من الغرفه دون كلمه أخرى.. لتدمع عيناها ويدها على فمها تكتم صوت شهقاتها.. فقد نبذها وما هي إلا عاشقه 
................................ 
وقفت مهرة تزيل احجابها بهدوء.. لتشعر بذراعيه تحاوطها ويميل نحو عنقها ينثر قبلاته عليه هامسا 
- وحشتيني 
وحرك يداه ببطئ على خصرها.. لتغمض عيناها وهي تصارع أفكارها الي أن وجدها فجأة تتملص من قبضتي يداه وتبتعد عنه 
- مالك يامهرة 
فلم يسمع الا صوت تحركاتها السريعه وهي تخلع فستانها ثم ارتدت منامتها وحذائها المنزلي واتجهت نحو باب الغرفه 
- اقولك مالي ماشي.. مالي اني زهقت من اني ابقى عاقله وأحسب كل تصرف بتصرفه عشان خاطرك واسكت واعدي برضوه عشان خاطرك
فطالعها بذهول عما تتحدث به.. إلى أن عادت إليه تضرب على كتفه الذي كانت تستند عليه نرمين 
- تخيل لو انت شوفتني مع راجل وواقفه حتى راسي على كتفه هتعمل 
فأحتدت عين جاسم بغضب 
- انتي اتجننتي..طب اعمليها كده يامهرة 
فوقفت تحملق به وعقدت ساعديها أمام صدرها 
- شوفت ردت فعلك ازاي..
فأبتسم بلطف وهو يحاول تهدئتها
- طب اهدي.. بعترف اني غلطان 
وتابع مازحا 
- حلو كده ياحببتي واه التاريخ يسجعل ان جاسم الشرقاوي بيعترف بغلطه 
وحاوط وجهها بكفه يداعبه بلطف 
- متضيعيش تخطيط الليله ديه بقى 
ومن نظرته فهمت مغزى كلامه.. لتنفض كفيه عن وجهها ودفعته بعيدا عنها 
- لاء الليله ديه هتقضيها لوحدك 
وألتقطت الوساده من فوق الفراش ووضعتها بين ذراعيه وتابعت 
- وتاخد المخده في حضنك وتغني ظلموه ياحبيبي
وخرجت من الغرفه تحت نظراته المتسعه لينظر للفراغ الذي تركته وللوساده التي وضعتها بين ذراعيه.. فألقي الوساده بعنف واتجه خلفها 
- مهرة خدي هنا...معندناش ستات تبات بره بيتها قصدي اوضتها وبعيد عن جوزها 
وصوب عيناه عليها وهي تعدل من وضع الوساده فوق الفراش في غرفة أخرى 
- اعقلي يامهرة بلاش جنان
فتحركت من أمامه للجهة الأخرى من الفراش.. لتشهق بفزع بعد أن حملها 
- نزلني ياجاسم.. نزلني 
فوضعها علي فراشهم وهو يحملق بها ضاحكا 
- انا على آخر الزمن تجريني وراكي بالشكل ده
ونظر للوساده التي ألقتها عليه قبل أن تندفع لخارج الغرفه 
- وتقوليلي اغني ظلموه.. لاء احنا هنغني سوا ياحببتي 
فنظرت إليه بفزع 
- انت اللي مفروض تتعاقب مش انا.. انت اللي غلطان 
وتابعت وهي تجده يقترب منها بنظرات جامده 
- انت مقرب كده ليه.. جاسم انا بحذرك
ومع كل خطوه يتحركها نحوها كانت تتحرك للخلف الا ان وجدته يلتقطها من منامتها مبتسما 
- نأجل العقاب والخناق لبكره... وسبيني انفذ خططي على مزاج 
...................................... 
اخذ يقضم كفه بغيظ من أفعالهايحدق بها وهي جالسة أمامه تتابع احد افلام الاسطوريه التي تعشقها.. فهذه هي ختام الليله مشاهده احصنه وسيوف وقتال الا يكفيه جلوسها أمامه بأسدال الصلاة والحجاب ووصل به الغضب لأعلى ذروة 
- رقية
صوته كان عاليا غاضبا.. جعل جسدها يرتعش فألتفت إليه تخفي خوفها منه وتهتف ببرآة 
- نعم 
فأقترب منها مراد حانقا 
- مش كفايه 
فنكمشت على نفسها برهبة 
- كفايه ايه مش فاهمه 
فأقترب منها مراد أكثر.. وجذبها إليه يضمها بحنو
- انتي خايفه مني يارقية
فحركت رأسها بين اخضانه بلا ثم حركتها بالإيجاب.. فضحك على ماتفعله وربت على ظهرها 
- افهم من كده ايه يعني 
فأبتعدت عنه تطالعه بخجل.. ليعود يضمها إليه ثانية 
- فين رقية أم لسان.. القطه أكلت لسانك الليله ديه 
وشعر بقبضة يداها على صدره تدفعه عنها فضحك بمشاكسه 
- قومي ننام يارقيه الليله خلاص باظت 
وكأنه انجدها اخيرا بقراره هذا.. فأزاحت ذراعيه عنها ونهضت من فوق الفراش تتثاوب 
- اه انا بقول كده احنا تعبنا اوي النهارده 
وفي لحظه وجدها تتركه وتجه نحو غرفتهما .. تندس تحت الغطاء دون أن تخلع ما ترتديه ويرى ما يخفيه عن مرئ عيناه 
لينظر لها مراد طويلا وهي تعطيه ظهرها ومال نحوها يسألها بحنق
- رقية أنتي نمتي 
فتمتمت وهي تتثاوب 
- اه نمت وبحلم كمان 
وأخذت تقص له على مواقف بعد نساء عائلتهم في زفاف إلى أن غفت وسمع صوت أنفاسها.. ليجذب الوساده التي تحتضنها ودفعها على رأسها ولكن لا حياه فقد أصبحت في عالم الأحلام 
......................................... 
اندست خلفه على الفراش وحاوطت خصره بذراعيها هاتفه بأسمه بنغمة رنانه 
- عمار 
فأغمض عمار عيناه بقوة وهو يطرد وسواس شيطانه.. الصمود أصبح صعبا مع امرأة فاتنه كرفيف الجميع في الحي الذي يقطن به وجيرانه يحسدونه عليها..ثرثرتهم أصبحت تصل إلى مسمعه نفور ونفرها حصار بالمنزل فعلوه ولكن هو يعلم هدفها الأساسي من كل ما تفعله هو وفقط حين تصل إليه وتغلل سمها فيه.. ستزول رغبتها وتعود كما كانت.. وشعر برائحة عطرها تنفذ لداخله فأزداد اضطرب أنفاسه ومن دون مقدمات إلى التف إليها لتتسع ابتسامتها فأخيرا أعطاها اهتمامه 
- انت تريديني مثلما أريدك عمار 
واقتربت منه أكثر حتي كادت تتلامس شفاهم..وفي لحظة خاطفه انسحب منها دافعا اياها 
- ليه مش عايزه تصدقي اني بقرف منك وبحتقر نفسي كل يوم عشان اتجوزتك ولولا خوفي على سمعت اختي مكنتش ربط اسمي بأسم واحده زيك
أصبحت كلماته كالسم تسري في عروقها حتي قلبها الذي لم يكن يتآلم يوما تشعر بواخزته اعتادت تحصل على ماتريد.. اعتادت أن ترى انبهار الرجال بها ورغبتهم ولهثهم خلفهم ولكن معه لا تجد إلا البغض والنفور
- لما لا تحبني عمار.. ماذا أفعل لك
وتحركت من فوق الفراش برداء نومها القصير وفور أن لمست يدها جسده.. نفرها كالعاده وهو يضحك ساخرا
- يعني يوم ماأحب.. أحب واحده كانت متاحه للجميع
ألقى بعبارته الاخيره ليتركها بعدها تنظر لخطاه بأعين شارده
.........................................
ضمها إليه بحب وهو يمسح على وجهها يقظها 
ففتحت عيناها.. تنظر إليه مبتسما... فقد انتهى غضبها منه وضحك عليها وانساها حنقه منه ومن موظفته الحسناء 
- صباح الخير 
فلمست وجهه بحنان 
- ضحكت عليا امبارح.. وخلتني اسامحك وانسى 
فضحك بصخب 
- ديه قدرات ياحببتي.. جاسم الشرقاوي مش اي حد 
وغمز لها بمرح.. فدفعته علي صدره برفق 
- ياغرور جاسم الشرقاوي 
ورفع يدها نحو شفتيها يلثم باطن كفها ببطئ 
- قلبك ابيض بقى ياحببتي 
وعاد يداعبها ويشاكسها بلطف وهي تضحك إلى أن اتسعت عيناها تسأله 
- هي الساعه كام دلوقتي ياجاسم 
وفور أن أخبرها بالوقت..ابتعدت عنه 
- كده هتتأخر عي شغلك... أنا كده كده النهارده اجازه من المكتب 
فضحك على اندفاعها بعيدا عنه.. فجذبها إليه بمزاح
-  انا اجازه النهارده... تعالي قربي هنا 
فضحكت وهو يعود لاحضانه 
- صاحب الشركه محدش قدك 
فتعالت قهقهته بقوه..ثم طبع بقبله طويله على رأسها 
- شايف الحقد في عيونك ياحببتي 
وتابع وهو ينظر لها برغبة لم تنطفئ 
- تعالى لما اقولك على الخطط اللي هنعملها..اسمعيني وركزي
........................................                     
أنهت اتصالها مع والدتها وهي لا تعلم كيف ستخبره بدعوة والديها لهم على الغداء بعد ما حدث أمس.. فمازال مشهد انتفاضه عنها يدميها.. وأخذت تدور بحجرتها قليلا تفكر مع نفسها فهي لا تريد الحديث معه ولكن اليوم جاء كل شئ ضد رغبتها وخرجت من غرفتها تبحث عنه بعينيها لتجده يقف كعادته في الصباح أمام الشرفه ويرتشف من فنجان قهوته 
فأقتربت منه تفرك يديها بتوتر وتخرج الكلمات من شفتيها سريعا 
- ماما عزمانا علي الغدا النهارده.. حاولت افهمها انك مش فاضي.. بس هي أصرت 
وابتسمت وهي تتذكر كلمات والدتها وعشمها الكبير في ياسر انه لن يكثر خاطرها
" قولي ل ياسر اكيد مش هيقول لاء.. جوز بنتي ميرفضش لحماته طلب" 
فأكثر شئ أصبح يكثرها بتلك العلاقه هم والديها وحبهم لياسر ولمعت عيناها بالدموع وهي تخشى عليهم يوم انا تعود لهم مطلقة.. فسمعت صوته الهادئ ومازال يقف على نفس وقفته يعطيها ظهره
-  تمام مافيش مشكله
لو كانت نظرات العين تقتل لقتلته بنظراتها العاشقه.. فخطت للامام تحكم قبضتي يدها ثم عادت بخطواتها نحو غرفتها.. تهوى علي فراشها تمسح دموعها
ليلتف بجسده بعد أن اغمض عيناه بقوه هامسا لنفسه 
- انت سجين لماضيك يا ياسر وهتفضل سجين لآخر العمر 
.........................................
نظرت نرمين لغرفة جاسم الفارغه.. وكادت أن تغلق باب الغرفه فوجدت مني تدلف لحجرة مكتبها متمته بعملية تجيدها 
- جاسم بيه مش جاي النهارده 
فطالعتها نرمين بتحديق ثم نصرفت بعدها بخطوات أشبه بالركض دون كلمه 
..........................................
وقفت في بهو الشركه تنظر إليه وهو يسير مع إحداهن يتحدث معها ويبتسم وهي تبادله الحديث بكل هدوء.. عيناها كانت تحملق بها بآلم.. كريم أتقن تجاهلها.. ولمعت عيناها بالدموع وهي تود أن تركض إليه تخبره أن ما يفعله بها حقا مؤلم.. فهي تعشقه ولكن عشقها كان كالمياه الراقده أراد من يحركها 
وها هي جاءت الحركه التي ادمت قلبها آلما 
ولمعت عيناها بأصرار.. هو لها وستعيد حبها لقلبه 
...........................................
نظرت علياء لمكتبه الفخم بأنبهار رغم أنها أتت إليه من قبل ولكن تلك المره لم تكن ترى أمامها الا خلاص شقيقها ونجدته.. ووضعت لها سكرتيرته العصير الذي لم تطلبه من اساس فشعرت علياء بقيمتها فنظرت للسكرتيره ببطئ تتفحص ملابسها المنمقه 
- نص ساعه وبشمهندس ريان يوصل 
هتفت كلماتها بضيق ثم خرجت لتلوي علياء شفتيها بضيق متسائله 
- مالها ديه.. ولا كأني مرات ابوها 
وألتقطت كأس العصير ترتشفه ببطئ وتلذذ واسترخت في جلستها وهي تنظر حولها مستمتعه بكل ماتراه كطفله صغيره 
ووقفت تتفحص كل ما يقابلها بأعين متسعه الي أن انتبهت لاحدي اللوحات الموضوعة على طاولة عريضه... فقد كانت إحدى لوحات مشروع ثم يتم إنشاء وحكت ذقنها بيدها مفكره 
- شكله مهندس معماري 
وظلت هكذا إلى أن انفتح باب الغرفه.. فوجدته يدلف هو وسكرتيرته خلفه.. فأعتدلت في وقفتها بأرتباك تنظر إلى نظراته المصوبه نحوها 
- انا كنت بتفرج على اللوحه... لاء طلعت فنان بجد هو انت اللي راسمها ولا مقلدها 
فأتسعت عين سكرتيرته وهي تستمع لما تتفوه به تلك الفتاه وكأنها علي علاقه وطيدة برئيسها 
- اتركينا الان هناء 
فطالعتهم سكرتيرته بصمت وانصرفت علي الفور مغلقه الباب خلفها ليحدق ريان بتلك التي تقف أمامها مبتسمه 
- مرحبا علياء 
فأتسعت ابتسامة علياء أكثر وهتفت مازحه 
- مرحبا كمان 
وتابعت بمداعبه 
- مبحبش الرسميات فقولك ريان 
فصدحت قهقهة ريان بقوه.. لم يقابل بحياته مثلها وأشار إليها 
نحو احد المقاعد 
- اجلسي علياء لنتحدث 
فأزداد حماسها.. فالأن ستعلم ماهي وظيفتها وجلست كما طلب منها فجلس أمامها يتفحص خلجات وجهها البشوش 
- أخبريني عما تجيده علياء... هل تجيدي لغة ما
فحركت رأسها بالنفي.. فهي لا لغه تجيدها.. هي الي الان لا تعلم إلى الآن ما الشئ الذي تجيده بحياتها 
فعاد يسألها عن أعمال السكرتارية  
- انا مينفعش اشتغل دوام كامل انا محتاجه شغل كم ساعه بس بالكتير ٤ ساعات
وطأطأت رأسها أرضا 
- عمار لو عرف مش هيوافق
ثم عادت ترفع رأسها ببرآة.. جعلت قلبه يخفق دون شعور 
- لو ساعدتني هيبقى ده سر بينا.. بس لو هتخون السر خلاص متساعدنيش 
كلمات أصبحت تحركه.. كلمات باتت تجعله يريد أن يلتقي بها دوما.. يعلم أن عقله قد جن ولكن هو سعيد سعاده لم بكر بها من قبل ووجد نفسه ينهض ويحملق بها 
- هل تجيدي الطبخ 
فحركت له رأسها اجابا.. فهي اجادة الطبخ بعد وفاة والدتها فالظروف حكمت عليها أن تتحمل مسئولية كامل من أجلها وأجل شقيقتها رغم قديما كانت مدلله لوالديها بمشاغبتها ومرحها المحبب 
فأبتسم ريان.. فقد وجد العمل الذي سيجعله يلتقيها كل يوم.. تطهو له ثم تغادر
.....................................
لمعت عين سهير بأعجاب.. وهي ترى العامل الجديد يقف وسط الزبائن مرحبا بهم بأبتسامه متسعه.. زادته جمالا على جماله 
قلبها بدء يرسم لها أشياء ذكرتها بشبابها.. واخرجت المرآة من درج المكتب الخاص بها.. وأخذت تتأمل تجاعيد وجهها ثم تحملق بالعامل الذي لم يتجاوز عمره الثلاثون
ليقترب منها يخبرها عن طلب الزبائن للحديث معها
- الزبون عايزك ياست الهوانم
فأبتسمت سهير ابتسامه لم تبتسمها من قبل ونهضت من فوق مقعدها بزيها الأسود وسارت خلفه تطالع حركته وجسده الشبابي
.....................................
وقف مراد يزفر أنفاسه بحنق وهو يحدق برقية النائمه.. ناظرا إلى هاتفه متذكرا حديث والدته معه منذ دقائق عندما أخبرها أن رقيه نائمه لتطلق ضحكه صاخبه تخبره بعدها
" براحه علي البنت يامراد" بل وعادت تقرر الجمله وهي تضحك
وزفر أنفاسه بقوة وجلس جانبها على الفراش يمسح على خصلات شعرها
- رقيه اصحى.. ميعاد طيارتنا بعد اربع ساعات وانتي لسا نايمه.. رقيه باباكي جاي بعد ساعه يطمن عليكي.. رقيه احنا داخلين على المغرب
حادثها بصوت هادئ ودافئ ولكن هي وكأنها في غيبوبة ونفذ صبره منها فصرخ بقوة جعلها تنتفض فزعا 
- رقية 
فنهضت تنظر حولها تغمض وتفتح عيناها 
- انا فين... انت بتعمل ايه هنا يامراد.. فين بابا 
ليلطم مراد وجهه براحتي كفيه 
- انا غلطتها مره وتوبة.. ليه لازم اقررها تاني.. مالها العزوبيه 
وعاد يستجمع صبره معها 
- ركزي يااخرة بختي.. رقية احنا في شقتنا ياحببتي وفرحنا كان امبارح 
فحملقت به بوجوم ثم عادت تضع برأسها على الوساده متمتمه 
- اه انا فاكره كل ده
وعادت تغفو ثانية إلى أن تآوهت بعد جذبها من ملابسها 
- قومي ياكائن الوطواط..لأحسن مافيش رحله شهر عسل ولا اقولك هسافر انا وخليكي انتي نايمه عقابا ليكي 
وعندما تذكرت رحلتهم التي سيقضوها بتركيا.. نفضت الغطاء الذي عليها ونهضت من فوق الفراش راكضه... لينظر مراد إليها 
- الصبر من عندك يارب 
................................... 
ايقظها بلمساته الحنونه على وجهها.. ففتحت عيناها بكسل تسأله وهي تفرض ذراعيها 
- ما الأمر كنان.. أريد أن انام حبيي
فضحك كنان وهو يتأملها وهي تغلق عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه 
- انا لم اصلي العصر 
فحدق كنان بها مبتسما.. منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها.. ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط.. غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه.. وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره 
- أين ورد خالو فقد تأخرت عليا 
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب 
- لم يتبقى الا ساعه 
جواد يصلي.. حقيقه لأول مره يكتشفها 
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه 
- لما لم تيقظني جواد.. عقابا لك اليوم لا يوجد حلوه 
فركض جواد اليها معتذرا 
- داده عظيمه قالت لي انكي نائمه ورد.. سأحفظ عدد آيات أكثر ولكن الحلوى لا 
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله.. فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها.. كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت 
-  كنان هيا صلي بنا 
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله 
- هيا خالو هيا حتي نكون بالجنه معا 
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه 
- أليس كذلك ورد.. سنكون معا 
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها 
- نعم حبيبي 
......................................... 
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم.. فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه.. عائله دفئها يذكره بوالديه 
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء..ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها 
- مالك ياريم.. طول القاعده وانتي سرحانه ياحببتي
هتفت والدتها بقلق.. لتنظر  لها بتوتر تضع بيدها على جبينها 
- ده إرهاق مش اكتر ياماما.. متقلقيش عليا 
فربتت والدتها على ظهرها بحب 
- ربنا يقويكي يابنتي.. طمنيني عليكي مع جوزك 
فدارت آلمها سريعا عنها 
- الحمدلله.. ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
لم تكن تعلم أن ياسر فتلك اللحظه كان متجها نحو المرحاض فأستمع إلى عبارتها المكسوره.. أي حنان يغمرها به هو
.....................................
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم.. في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم 
أرادت أن يكون مفاجأة لهم.. ولكن اليوم شعرت بحماس جاسم ورغبته في معرفة جنسه وجاء ما تمنت هي فكانت تتمنى أن ترزق بذكراً. كانت تسير تتباطأ بذراعه إلى أن جلسوا على الطاوله التي سبق وحجزها لتناول العشاء وقضاء أمسية ممتعه
- انا مبسوطه اوي النهارده ياجاسم.. لاء خلاص انا سامحتك ياحبيبي
فضحك وهو يداعب خدها برفق
- يارب ديما مبسوطه ياحببتي
ثم تابع مازحا
- ومسمحاني كده علطول
ومر الوقت وهم يضحكون ويتناولون الطعام ويتحدثون بخطط عن طفلهم وعنهم.. لتقترب منهم إحداهن مرحبه
- جاسم الشرقاوي مس معقول
فنهض جاسم يصافحها مبتسما
- ازيك ياعايدة هانم
كانت مهره عيناها عالقه علي تلك السيده التي تعرف هويتها فمن لا يعرف " عايدة الدميتري" الاعلاميه المشهوره فهي معجبه ببرنامجها وتعشق شخصيتها
فأشار لها جاسم مخاطبا
- مدام مهرة مراتي
فتفحصتها عايده ببطئ وصافحتها بأبتسامه هادئه.. لتتسع ابتسامه مهرة وهي تخبرها انها تعشقها ومعجبه بها
وجلست معهم عايده إلى أن تأتي إحدى صديقاتها
- عايده هانم يامهرة شقيقة نرمين
فأبتسمت عايده بزهو وهي تحرك يدها علي خصلات شعرها
- نرمين ديما بتتكلم عنك بفخر ياجاسم.. واخدك قدوة ليها وتابعت وهي تحدق بمهرة التي بهتت ملامحها من محاصرة نرمين لها حتى في الأشخاص
- رغم  شركاتنا الا ان نرمين عايزه تطلع السلم من أوله وتتعلم أصول السوق
مدح لم تكفي به عايده عن شقيقتها وجاسم يبتسم مؤكدا أن نرمين ستكون مستقبلا سيدة أعمال ناجحه
إلى أن جاء اتصال لجاسم فنهض عنهم معتذرا
- عن اذنكم
فنظرت نحوه مهره تتابع خطواته فوجدت عايدة تحدق بها بنظره متفحصه
- تعرفي كان عندي فضول اشوف مرات جاسم علي الطبيعه واتكلم معاها
ومالت نحو الطاوله
- أول مره يسئ اختياره.. مش معقول جاسم بذكائه يسيب كل بنات العائلات ويتجوزك انتي 
وعادت بجسدها تستند على ظهر مقعدها بترفع
- سوري ياحببتي بس انا اتعودت ابقى صريحه
وقبل أن تهتف مهرة بشئ وجدت جاسم يعود إليهم يطالع شحوب زوجته اما عايده نهضت تخبره
- اسيبكم انا بقى.. سهرة ممتعه
وانصرفت فتعجب جاسم من سكون زوجته وعاد يجلس جانبها يمسك كفيها بكفيه
- مهره فيكي ايه
كانت جامده شاحبه.. وعيناها تحدق به

يتبع بأذن الله
**********

 •تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent