Ads by Google X

رواية لحن الحياة الفصل الرابع و الخمسون 54 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية لحن الحياة الفصل الرابع و الخمسون 54 - بقلم سهام صادق 

وحياه داخلها حلم جميل (54)
***********************

فتح عيناه وهو يفرد ذراعه نحوها ليجد الفراش جانبه خالي.. فأعتدل في رقدته ينظر للظلام الذي يحاوط الغرفه ويفرك عيناه كي يفيق... ونهض بعدها من فوق الفراش هابطاً لاسفل يبحث عنها.. فوجدها متكورة على نفسها تحاوط جسدها بشال ثقيل وتجلس على احد المقاعد المطله على ساحه الحديقه وترتشف مشروب ساخن.. لايعلم إلى الآن ماذا حدث له منذ ذلك العشاء فبعدما أنهى مكالمته وعاد إليها كان الشحوب يحتل وجهها وصامته إلى أن عادوا للمنزل وهي علي نفس صمتها وسكونها
فقد بدء في الأوان الاخيره يشعر بأنطفاء روحها.. طبيعتها المشاكسه وتهورها بدأت شعلتها تنخمد وهذا ليس من شيم طباعها
واقترب منها بخطوات قلقه وعيناه لم تتحرك عنها إلى أن أصبح خلفها مباشرةً
- مهره ايه اللي مصحيكي 
وتابع وهو يسحب احد المقاعد الخشبيه ويجلس أمامها 
- الجو ساقعه عليكي دلوقتي.. قومي ندخل جوه 
فأبتسمت وهي ترتشف من مشروبها 
-  متقلقش عليا انا كويسه.. والجو جميل 
فرفع كفيه يضم وجهها بدفئ يداعب بشرتها البارده 
- لو مقلقتش عليكي هقلق على مين 
آلم جثم على قلبها.. خوف، اهتمام، قلق، حب، وشخصا هي مسئوله منه.. لم تختبر كل تلك المشاعر يوما 
لم تعش الدلال لم تفكر يوما بحالها.. وعندما بدأت الحياه تعطيها 
نظروا لما في يدها ولم يفكروا هل عوض الله يأتي من فراغ 
ووجدته يقترب بمقعده منها أكثر ومال بوجه نحوها حتى اختلطت أنفاسهم 
- فين زوجتي المشاغبه.. انا مش متعود على هدوئك ده
فقلبت عيناها وهي تحدق به 
- في سبات عميق 
فتعالت ضحكاته في سكون الليل 
- طب صحيها.. عشان قلبي بدء يقلق 
طيب اوجاعها وعادت معه بروحها المرحه رغم جروح قلبها الا ان كلمات سهير كانت دوما تقف في حلقها كالعلقم فلم تنسى يوم عزاء والدها ولا حديثها بأنها لا تري فيها الا والدتها وسيكون مصيرها مثلها.. امرأة هجرها زوجها فعاشت خلف الأطلال تبكي بصمت 
واندفعت نحو احضانه بعد أن كان يشاكسها قليلا 
- جاسم هو انا ليه حبيتك
قالتها ببكاء ..فأبعدها عنه وهو يعلم أنها ليست بوعيها 
- ينهار منيل يابنت زينب بتقولي لجوزك ليه حبيتك.. اومال عايزه تحبي مين انطقي 
فأبتعدت عنه ببطئ تنظر إليه وتحسست جبينه 
- منيل وينهار... انت متأكد انك جاسم جوزي 
فأنفجر ضاحكا 
- لاء مش متأكد ياحببتي.. يمكن اكون عفريته مثلا 
وانقلب الوضع في لحظات بسيطه لتجد نفسها تضحك وتشاكسه بل وأخذت تقبل وجنتيه بقوة 
- بقيت جميل اوي ياجاسم
وجاسم يضحك على طفولتها.. وكل يوم يدرك أن قلبه اختار من يراضيه ويسعده 
....................................
حملقت رفيف للاطباق الموضوعة بالحوض بحنق ثم نظرت لعلياء التي تقف جانبها تعد وجبة الغداء قبل أن تنصرف للمعهد الذي تدرس فيه 
- سأجلب خادمه تقوم بمهامي وسأدفع لها الراتب 
فألتفت إليها علياء حانقه 
- وايدك راحت فين.. ما انا واقفه جنبك بحضر الاكل اللي هاجي اطبخه 
فطالعتها رفيف بأستياء ثم عادت تنظر للاطباق التي بالحوض ولم تجلي أمس 
- انا لست خادمه هنا... انتي تريدي ان تكوني خادمه فالأمر لك اما انا لا 
لترفع علياء حاحبيها ثم صفقت لها بقوة 
- حلوه المحاضره ديه .. ما علينا هتغسلي الأطباق يارفيف.. انا كل يوم بقوم بشغل البيت بدالك وبضحك على عمار واقوله بتساعدني وانتي كل اللي وراكي يااما بتخرجي أو بتكلمي صحابك الفرافير 
فأتسعت عين رفيف بعدما سمعت نعت صديقاتها اللاتي يعدون من صفوة المجتمع 
- أصدقائي فرافير.. ماذا تعني فرافير علياء 
فوقفت علياء تفكر قليلا كي تشرح لها معنى الكلمه 
- افهمهلها ازاي ديه 
واقتربت منها تحاوط كتفيها بلطف 
- بصي يارفيف عشان نعدي الايام اللطيفه مع بعض.. انسى حياه هوانم جردن سيتي وعيشي حياتنا 
فحدفت بها رفيف بعينيها الزرقاء 
- لا أعرف كيف تعجبكم تلك الحياه 
فأبتعدت عنها علياء زافره أنفاسها بضيق 
- مالها حياتنا الحمدلله احنا احسن من غيرنا بكتير.. انا فقدت الأمل فيكي وهتتعلمي شغل البيت يعني هتتعلمي شغل البيت 
وقبل أن تدفعها للحوض نظرت إلى هيئتها 
- بذمتك ده منظر واحده هتشمر وهتقف علي الحوض.. روحي يابنت الناس اقلعي الماركات اللي بتلبسيها ديه وألبسي حاجه من عندي تليق بالمقام 
فتهجم وجه رفيف ونظرت لهيئة ملابسها التي لا تعلم أهي ملابس للبيت ام الخروج 
- انا ارتدى منك انتي 
فأغمضت علياء عيناها تهدء من روعها ثم عادت تفتحهما 
- امسكها من شعرها دلوقتي ولا اعمل ايه 
فمالت رفيف نحوها تسألها 
- ماذا تقولي علياء 
فحملقت بها علياء بسماجه 
- بقول كل خير.. عايزاكي زي الشاطره كده تحضري الغدا النهارده لجوزك 
واشارت لوجبة الطعام التي جهزتها للطهو 
- ورينا شطرتك النهارده 
وتحركت بعدها  تجمع كتبها وتضعها في حقيبتها وهي تستمع لسباب رفيف الذي لم تفهم معناه الا كلمه واحده تعلم ترجمتها تماما واغلقت باب الشقه خلفها وهي تهتف بنفاذ صبر
- انا غبيه يا ام لسان معوج ..ده انا اساس الذكاء 
.................................... 
نظرت سهير للطعام الموضوع أمامها على طاولة وأكرم ابنها يمدح فيما صنعته والدة ضحي...الطعام كان لذيذ وشهي ولكن مع سهير لم يروق لها شئ 
فمضغت سهير الطعام بأمتعاض وهي تستمع لوالدة ضحى تخبر ابنها ان ضحى من طهت الطعام 
- ضحي هي اللي طبخت الاكل كله 
فأبتسم أكرم لخطيبته التي تجلس أمامه متورده الوجه
- تسلم ايدك ياضحي 
فأزداد امتعاض سهير لتلوي شفتيها بتهكم 
- مش بطال الاكل.. بس المفروض مدام في ضيوف بنتك متجربش فيهم
فأحتقن وجه أكرم.. لتنظر والدة ضحي تجيب عليها  
- كلك ذوق ياست سهير .. بس انا بنتي مبتجربش في حد وحتى لو جربت هي بتجرب في ناس غريبه ما انتي في مقامي ولا أيه
فشعرت سهير بدلو ماء يسكب عليها ولم تعرف كيف تتحدث
وضاقت عين أكرم بغضب ونظر إلى والدته 
- ماما 
وتابع بلطف 
- انا اسف ياجماعه 
وأخذ يعتذر منهم وداخله يحترق من أفعال والدته.. فماذا سيفعل معها فقد فعل الكثير ولكن هي لا تتغير
وعبست ملامح سهير وهي تراه كيف يعتذر منهم ..وصمتت من أجله بحنق فلا شئ يأتي مع تلك العائله وكأن ابنها كان الفانوس السحري لهم
فشعرت ضحي بيد والدتها على يدها تربت عليها تدعمها تحمدالله أن زوجها ليس هنا.. فلولا حب ابنتها لذلك الشاب لكانت أنهت كل شئ بلحظتها ونظرت إلى أعين ابنتها الداعمه لاكرم الذي كان يطالعها بكل أسف واعتذار
.... ... ......................................
تذوق الطعام ببطئ وابتلعه بصعوبة وهو ينظر لرفيف التي تسأله كيف يبدو الطعام
- ما رأيك.. انا قد صنعته
فحدق عمار بها ثم بالطبق الذي أمامه وهو لا يعلم بماذا يجيبها
ليسمع صوت علياء وهي تتقدم نحوهم بعد أن أبدلت ملابسها وجلست على مقعدها 
- يادي الهنا اللي انا فيه.. رفيف عمله لينا الاكل
وفور أن وضعت المعلقه بفمها.. انسكب الطعام منه
- ايه ده
فطالعتهم رفيف وهي تتناوله
- ما رأيك علياء انه لذيذ أليس كذلك
فمسحت علياء فمها وأبتلعت أكبر قدر من الماء
- اسمها ايه الاكله ديه
فتحمست رفيف وهي تخبرها اسم الاكله ووصفتها بالفرنسيه.. لتطالعها علياء بأعين متسعه
- عمار هو مين اللي فتح نشرة الأخبار الفرنسيه
وانتفضوا الاثنان بعد أن ضرب هو الطاوله
- ساعه هدخل اريح لو ملقتش اكل يفتح النفس.. بلاش اقولكم هعمل فيكم ايه
ومال نحو رفيف يحدق بها بقوة وكأنه يخبرها أن الحديث لها
فأرتعش جسدها بخوف 
ونهض وهو يتمتم
- الواحد بقى يرجع من الشغل ملهوش نفس يدخل البيت
وعاد يدور بعيناه بينهم 
- صوت مسمعهوش.. مفهوم 
ودلف لغرفته.. لتفتح رفيف عيناها.. أما علياء نظرت لها بضيق
- انا مالي.. انتي مراته يشخط ويزعق فيكي براحته
ونهضت هي الأخرى.. لتركض خلفها رفيف
- علياء من سيطهو الطعام 
فنظرت لها علياء وقبل أن تخبرها انها هي من يجب تعده
- ارجوكي علياء حبيبتي.. انتي طعامك رائع
واخذت تمدح بها وبطعامها وجمالها ورقتها
فأبتسمت علياء بفخر وهي تنحني بطريقه دراميه 
- شكرا.. شكرا لا داعي للمدح زوجه اخي 
فقبلتها رفيف على وجنتها بعدما علمت بأي طريقه تكسبها 
- أنتي تستحقي ذلك علياء
.............................................. 
جلست رقية مندمجه مع عائلة ورد تقص عليهم كل جولاتهم بطرافه.. رغم انهم لا يفهمون العربيه بقوة الا انهم اندمجوا حتي فريدة اندمجت بل اعجبتها مرح رقيه ورقتها 
ومراد وكنان يجلسون بعيدا عنهم يتحدثون بأمور الأعمال والاقتصاد 
دعوة عشاء كانت لفته طيبه من عائله كنان الذي أصر على مراد كثيرا أن يدعوه في منزله ولكن مراد اعتذر بلطف
وانتبهوا على صوت الخادمه تخبرهم أن العشاء قد تم تقديمه 
فهمست رقية التي كانت ملتصقه بورد
- اخيرا أن نسيت اني هتعشا.. ياا انا جعانه بشكل 
فدفعتها ورد برفق متمتمه 
- انتي طول عمرك جعانه يارقيه 
فتذمرت رقية بطفوله لتضحك عليها ورد.. وأشارت بحماس نحو ليليان التي تتقدم منهم مع شقيقها بشير تبتسم لها بسعاده لأنها تلاقت بها مجددا
وبدئوا يتناولون الطعام بأنسجام ومراد من وقت لآخر ينظر لرقيه وداخله يود خنقها ولكن صبرا إلى أن يعودوا للوطن
ودفعت رقيه ساقها بساق ورد وعيناها تدور بين نظرات عائشه وبشير 
- شكلنا هنقول مبروك قريب 
فوكظتها ورد بذراعها ونظرت إلى عائشه التي ترتشف الماء بأرتباك 
- الله يعينك يامراد 
فأحتقن وجه رقيه بعبوس متمتمه بنبرة خافته قد سمعها مراد الذي يجلس جانبها 
- هو كل حد يقولي الله يعينك يامراد
فمال نحوها مراد مبتسما 
- الكل حاسس بالمعاناه اللي انا فيها 
وقبل أن يصدر ردة فعل منها.. وجدت فريدة تسألها عن مده إقامتها هنا وتطلب منهم أن يظلوا معهم للغد
.......................................
تجمدت عين نرمين بعدما أخبرها جاسم أن من ستذهب معه لمقابلة الشركاء الإيطالين هي زوجته.. كانت كلماته رسميه
وعاد جاسم يطالع بعض الملفات ثم رفع عيناه نحو نرمين 
- في حاجه تانيه عايزه تبلغيني بيها يانرمين 
فتمالكت دموعها وهي تحرك رأسها بالنفي متمتمه 
- لاء يافندم 
فأشار إليها بجديه وهو يعود لمطالعه ما أمامه 
- طب اتفضلي على شغلك 
فوقفت قليلا تطالعه بآلم.. فيبدو أن حلم الوصول إليه صعبا ولكنها تعشقه وستتحمل إلى أن تصل إليه حتى لو تزوجها سرا 
قلبها لم يعد يرى غيره.. وخرجت من غرفته مطأطأه الرأس تخشى أن تلاحظ مني عيونها الدامعه 
فرفع جاسم عيناه نحو الفراغ الذي تركته متنهداً.. فبدء يلاحظ  انها تأخذ تقديره وافتخاره بها بشئ آخر
...........................................
دلف ياسر للشقه بأرهاق فوجد ريم تجلس تشاهد احد المسلسلات الاجنبيه بحماس وعيناها ثاقبة على التلفاز.. فأنتبهت لقدومه وأغلقت التلفاز لتقترب منه بقلق 
- اتأخرت كده ليه 
كان قلقها ظاهر في عينيها الحانيه.. فأبتسم لها بلطف 
- مشاكل في مصنع الإنتاج
فلم يجد منها إلا حنانا رغم جرحه لها 
- ادخل غير هدومك وانا هحضرلك العشا 
واتجهت نحو المطبخ دون كلمه أخرى.. لينظر ياسر لخطاها بدفئ.. واضعا بيده على قلبه معاتبا 
- بدأت تتحرك.. بدأت تطالب بالأرتواء
ثم وضع يده على هديته المخفيه داخل سترته واتجه لغرفته يخلع سترته واتبعها بقميصه متجها بعدها للمرحاض لينعش جسده بالماء 
وبعد وقت لا بأس منه وجدها قد أعدت الطعام وتجلس تنتظره ليتناولوه سويا بصمت أو بعض الكلمات المختصره عن أحوالها بالعمل.. لتنهض ريم بعد أن شبعت تسأله 
- اعملك شاي 
فأبتسم ياسر وهو ينهض يحمل الأطباق معها كما اعتادوا منذ بدايه زواجهم 
- ياريت ياريم 
لتتحرك من أمامه بخفه تداري ارتباكها من نظراته.. فأحيانا تراه رجلا تريد أن تغرق بين ذراعيه تخبره انها تعشقه وتارة تريد الهروب من قسوته وبرودة عيناه
ووقفت تعد الشاي وتنظف الأطباق شارده.. لتأخذ أنفاسها بشهقة خافته وهي تجده يميل نحو عنقها ورائحة صابون الاستحمام تغزو رئتيها
- ريم انا عارف اني بأسي عليكي كتير... يمكن من ساعه ما عرفتيني وانا بأسي
كانت تغمض عيناها وهي تسمعه تود أن تفر منه هاربه.. فلم تعد تحتمل خفقان قلبها
وابتعد خطوه للوراء.. فشعرت بعدها بشئ بارد على جيدها لتفتح عيناها ناظره لما يطاوق به عنقها.. كانت سلسال من الذهب الأبيض على شكل فراشه.. فوضعت يدها على السلسال بعد أن اغلقه
- الهديه ديه ليا انا
هتفت بها بحماس وسعاده.. فأبتسم وهو يجيب عليها
- طبعا ياريم.. اتمنى انها تعجبك
فلم تعرف كيف تصف له فرحتها لتعانقه بتلقائيه
- شكرا.. انا بجد فرحانه
وابتعدت عنه قليلا تنظر للسلسال مجددا ثم عادت تطالعه بحب وعانقته ثانيه وهو يربت على ظهرها ضاحكا من تكرار شكرها له
- على فكره ديه هديه بسيطه.. انتي تستحقي أغلى من كده
فأنسابت دموعها وقلبها يخبرها أنه لا يريد شئ أكثر منه.. فهي لم تفرح بالهديه أكثر ما فرحت بتذكره لها
وعندما رفع وجهها إليه ودموعها تنساب على وجهها
- ريم أنتي بتعيطي
فحركت رأسها بالنفي رغم انسياب دموعها على وجنتيها ليضحك وهو يمسح دموعها بأنامله
- باين انك مبتعيطيش
فضحكت هي الأخرى
- اصل انا لما بفرح بعيط
فضمها إليه بقوة ممازحا
- انتي علطول بتعيطي ياريم
لتتملص من ذراعيه ولكن حصاره عن محكم عليها ومع رغبتها في دفئه  وضحكاتهم بدء اللحن ينساق ببطئ 
..................................
جلست نرمين بجانب شقيقتها مطأطأه الرأس تقص عليها نبذه لها في اللقاء الخارجي بالوفد الإيطالي ومعاملته لها في الشركه فحتى الملاطفه ومدحه الدائم لها تلاشى حديثه معها أوامر ليس أكثر.. فلو كانت رأت طفيفاً بسيطاً منه من قبل.. الآن أصبحت لا ترى إلا كونها موظفه لديه ليس اكثر حتى أنه بدء يتلاشها من الأعمال الخارجيه بالشركة ويصطحب سكرتيرته معه 
- انتي ليه خلتيني احلم يكون ليا ياعايدة... انا أضعف اني اتحمل كده.. آلم الحب صعب اوي 
فأحتدت عين عايدة بجمود
- فوقيلي كده وبلاش ضعف.. مراته مش سهله وباين عليها بتعرف تسيطر على كويس
وتذكرت مشهد يوم ان طعنتها ببعض الكلمات وانصرفت.. وعاد هو للطاوله وجدته يميل نحوها يمسك يداها بقلق وبعد دقائق نهضوا وهو يضمها إليه بتملك وعشق 
نيران أشتعلت داخلها.. تكره ان ترى أحدا يعيش بسعاده وخاصه الأزواج فهي فشلت في علاقتها بزوجها فما زال نعته لها بأنها لا تصلح أن تكون زوجه أو امرأه تحب يقتحم عقلها وقلبها
- بيحبها ياعايدة.. هو ده الحب اللي انا بتمناه نفسي اتحب زيها وتنهدت وهي ترفع عيناها نحو شقيقتها 
- جاسم هو فارس أحلامي بس للأسف فارس الأحلام طلع متجوز 
ترمقها عايدة بوجوم هاتفه 
- بكره يزهق منها.. بس بلاش تبقى خيبه وتنهزمي من اول محاوله 
وتابعت وهي تنظر إليها متذكره سائقها الذي لم تبقيه الا لتحصل على بعض المعلومات منه.. وقد عرفت اليوم منه حقيقه مجهوله عن سبب عملها معه قبل أن يتزوجها فشقيقها لم يكن إلا سارق ولكن مهلا للأمر 
............................................
وقفت في الشرفه تضع بيدها على بطنها تتنفس نسمات الهواء.. فوجدته يحاوط كتفيها بذراعيه ويضمها إليه بحب
- بما تفكرين حبيبتي
فأبتمست ورد وهي تتمايل بين ذراعيه
- استمتع كنان.. حقا المنزل رائع
وعادت تضحك وهي تتذكر عندما أخبرت رقيه للمره الخمسين انها تأكدت ان جنس المولد فتاه.. وهي تهتف لها
" لا اضحكي عليا"
ومال نحو خدها يلثمه
- لماذا تضحكين... اضحكيني معك 
فألتفت إليه تسأله بمشاكسه
- كنان لو رزقنا فيما بعد بولد واصبح شاب ورغب بالزواج من وطني.. ستوافق ام ما 
وضحكت وهي تطالعه
- الاجابه سريعا من فضلك
فنظر إليها ثم ضحك
- ما هذا التحالف ورد.. ستغزو وطنك بأولادي
فتعلقت بعنقه بدلال
- الغزو يثمر بثمار نافعه زوجي العزيز
وابتعدت عنه قليلا تشير على نفسها بزهو
-  تنكر أنني ثمرة نافعه
فضمها إليه وصوت قهقهته تعلو
- لا أنكر ولكن كفى انتي حببتي.. اتركي أولادي لوطنهم
فرفعت عيناها تنظر إليه بعبوس مصطنع.. فضحك على هيئتها 
- اصبحتي شرسه ورد
فدفعته عنها ضاحكة بعد أن زال عبوسها.. ليميل نحوها راغبا في تقبيلها ولكن توقف وهي يسمع صوت الصغير جواد
- ماذا تفعلون 
ليلتفوا نحوه... فكانت عين جواد محدقه بهم وكأنه يخبرهم انه منتظر الاجابه
......................................  
عادوا من ذلك العشاء وهو يضحك على أفعالها المرحه فطيلة عودتهم تخبره عن الدعوة التي أعطاها لها السيد الفونس بأن تزور إيطاليا وتكون تحت ضيافته فهم إلى الآن لم ينسوا حسن استقبالها لهم في الجوله السياحيه التي ارادوها داخل شوارع القاهره والبرنامج الذي فعلته لهم ولا أطباق الكشري الذي لم ينسوا طعم مذاقه 
- كفايه تمجيد في نفسك 
قالها ضاحكا وهو يدلفوا للمنزل سويا
-سيبني افتخر شويه في نفس.. بلاش تبقى عدو النجاح ياسيد جاسم 
فضحك جاسم وهو يحتوي خصرها بذراعه 
- افتخري ياحببتي.. انا لحد دلوقتي مش قادر اصدق انبهارهم العظيم بجولتك ولا بمعلوماتك التاريخيه اللي انا شاكك فيها 
فزمجرت بصوت حانق وهي ترفع عيناها نحوه 
- شوفت اه انت عدو النجاح.. وبتشكك في قدراتي 
فأبتسم وهو يرى عبوسها 
- وليه متقوليش اني بحب اشوفك كده 
ومسح بكفيه على وجنتيها برفق
- بشبهك بأمواج البحر..  من هدوئها بتسحرك وأول ما موجها يعلى بتغرق معها 
كان يتحدث بهمس وبنرة دافئه جعلها تميل برأسها على احد كفيه ليداعب وجنتيها اليمني بحنان 
- وايه كمان 
فأتسعت ابتسامته ثم قرص وجنتها بلطف 
- كفايه النهارده كده وخلي باقي الكلام الحلو ليوم تاني 
وضحك وهو يتأمل ملامحها الحانقه فضمها إليه 
- ممتعه ياحببتي ولذيذه ونفسي اكلك اكل 
وعض خدها.. فتأوهت 
- لاء انا عايزه رومانسيه وكلام حلو.. مش اتاكل 
ودفعته عنها برفق وهي تصعد أمامه الدرج 
- انت مش طالع معايا 
فحرك يداه علي وجهه وهو يتذكر احد الملفات التي يجب أن يدققها 
- للأسف ورايا شغل في المكتب ياحببتي.. اطلعي ارتاحي انتي 
فعادت إليه تسحب يده 
- شغل ايه.. واتضيع اللحظه الحلوه.. تعالا اما احكيلك عن خططي لما اسافر إيطاليا وممكن نجهز الشنطه من دلوقتي 
وبعد صراع داخله بين العمل واتباعها... ربحت هي وصعد معها 
وبعد وقت كان ينام على أقدامها وهي تمسح على خصلات شعره ومتكئه للخلف تحلم برحله إيطاليا بعد ولادتها 
- طبعا بعد ما أولد هاخد اجازه شهرين أو تلاته اقول اربعه واستجم مع نفسي.. عشان اقدر أعود للملاعب من جديد 
فرفع رأسه عنها 
- ملاعب.. انسى انتي هتخلفي من هنا هنجيب طفل تاني علطول هي سنه استجمام وحلو عليكي 
فحدقت به ببطئ 
- انت بتهزر.. ومستقبلي المهني.. اه اخلف واقعد في البيت 
وعندما وجدها تأخذ الأمر بمحمل الجد.. تنهد بهدوء واعتدل في رقدته 
- ومين قالك اني هلغي مستقبلك يامهره كنت عملت كده لما اتجوزتك.. مكتب المحاماة اللي وعدتك افتحولك بعد تدريبك مع الاستاذ فؤاد موافق وحتى مكتبك في الحاره موافق تكملي فيه بس مدام مافيش تأثير على حياتنا
وكادت أن تبدء بالجدال معه إلا أنه اوقفها بيده 
- مهرة انا سني بيكبر انا مش في العشرينات عشان اقول أجل الخلفه انا راجل في التلاتينات.. عايز يبقى عندي ولاد اعرف اربيهم في عمري واشوفهم بيكبروا قدامي 
لم تعلم كيف جعلها تصمت بل تفكر بالأمر وتقتنع.. فضحك على تعبيرات وجهها 
- حاولي تقتنعي ياحببتي عشان قلبي يرضى عنك 
ومن صمتها اخذ يتفرس ملامحها 
- نفسي اعرف ليه بتنامي في وسط الحوار 
ففاقت من شرودها فيما يناقشه 
- بفكر في كلامك
فضحك وهو يتأملها 
- هو انتي التفكير عندك كده.. انا بحس انك بتنامي مني 
فضاقت عيناها وهي تنظر إليه
- شوف انا كنت هرفع ايدي واقول اقتنعت.. بس بعد الكلمتين الحلوين اعترض وبشده.. ولو قولتلي بتعترضي على ايه هقولك معرفش بس اه بعترض وخلاص 
ولم تكاد تكمل ثرثرثتها فوجدت كفه على فمها 
-  كفايه اعتراض.. وخلينا في المهم 
وقبل أن تسأله عن الشئ المهم الذي يريده.. علمت الاجابه 
ف المهم لم يكن إلا الارتواء بين دفئ ذراعيه 
.......................................... 
كان اليوم الثاني لعملها ك طاهية.. كانت حانقه من الأمر في البدايه ولكن مع انفرادها بالمطبخ المتسع المجهز بكل شئ مثلما ترى في التلفاز.. أحبت عملها 
ونظرت إلى قائمه الطعام الاسبوعيه التي اعطتها لها سكرتيرته عندما اصطحبتها للشقه ثم اعطتها المفتاح أمر من ريان 
اتفاقهم كان ان تأتي لتطهو وتنصرف قبل ميعاد مجيئه وليس لها علاقه بباقي الشقه وجهتها المطبخ فقط 
رغم أن فضولها يقتلها أن تذهب للتأمل الشقه الا انها تمنع نفسها بصعوبه تركز على الوجبه التي ستصنعها اليوم.. واندمجت في المكونات التي يجب عليها أن تخرج منها وجبه رائعه رغم أنه لم يعلق أمس علي الطعام ليأتي ظنها دون محله.. فقد لمحت اخيرا الورقه الملتصقه علي الثلاجه لتجد فيها ملاحظته 
" الطعام مالح.. قللي الملح " 
فنظرت لمحتوي الورقه بأمتعاض.. لتقبض على الورقه بضيق 
- مافيش كلمه شكر.. عامل زي اخته.. ده ايه العيله اللي طلعتلنا في الشخت بخت 
......................................
مسح كريم وجهه بالمنشفه بعد أن اتنهي من حلاقه ذقنه.. فأنعكست صورتها بالمرآة.. فكانت تقف خلفه برداء نوم قصير قد اشتراه لها من قبل ولكن لم تبلى به أي اهتمام رغم أنها أخبرها عن رغبته في رؤيته به.. ووجدها تطوق خصره 
- امتى هتسامحني ياكريم.. انت عارف انا كام مره اعتذر منك
فأغمض عيناه وهو يشعر بملمس يداها على جزعه العلوي العاري.. مازال غاضب منها ومن نفسه قبلها وازاح يداها عنه وألتف نحوها
- انا مطلبتش منك اعتذار يامرام.. المفروض تعتذر لنفسك مش ليا.. بدايه نجاحك ظهرك ومتقلقيش هتبقى سيده أعمال ناجحه 
وتخطاها ثم وقف 
- مبروك على التريقه الجديده 
وكاد أن يكمل سيره.. فجذبت ذراعه تخبره بصدق 
- محستش بالنجاح من غير حبك.. وحشني حضنك واهتمامك.. انا مش عايزه النجاح ده من غيرك 
اهتزت مشاعره وهو يجدها تبكي.. أراد أن يضعف ولكن لو ضعف الان لن يحقق شئ.. وشعر بملمس شفتاها بجانب شفتيه 
وكأنها تدعوه لامتلاكها 
وبعد ساعه كان ينهض من فوق الفراش وهي تغطي جسدها مذهوله من ابتعاده عنها.. يرتدي قميصه وتحدق به.. حتى مشاعره أصبح يبخل بها عليها..فدوما كان معطاء حنون.. يحتويها بدفئ وحب وليس رغبه 
- كريم 
فندم أشد الندم على ضعفه واعطاها ظهره 
- لتقولي اني هجرك بعد المبادره اللي قدمتيها 
وغادر الغرفه لتسقط دموعها.. تدفن وجهها بين راحتي كفيها 
غير مصدقا انه اقترب منها ليلبي رغبتها به..وكان أول سؤال يقتحم فؤادها.. ألهذا الحد حياتهم وصلت لرغبات الجسد  
................................. 
تنهد مراد بسأم وهو يجدها تتثاوب بعد يوم طويل في التجول في شوارع اسطنبول والتصوير.. فهي لم تترك مكان الا وصورته 
- الواحد تعب بشكل.. بس صورت صور حلوه 
واتجهت إليه تسأله 
- مالك يامراد انت بتبصيلي كده ليه
فطالعها وهو يحرك يده على وجه 
- ببص عليكي من خبتي يارقيه 
فنظرت إليه دون فهم
- لاء انت فيك حاجه غريبه.. حتى ديما مخنوق مني هو انا مزعلاك في حاجه
فربت علي وجهها وهو يتودع لها داخله.. فهو سيتركها تنعم بالرحله كما تشاء
- حاولي تفكري كده وهتعرفي الاجابه لوحدك
وتركها متجها للمرحاض ينعش جسده من ارهاق اليوم متذكرا حديث والدته كلما هاتفته تسألها عنها.. فأما تكون نائمه أو تستحم وفي النهايه تختم والدته اتصالها
" براحه علي البنت يامراد"
وبعد دقائق خرج من المرحاض ينشق شعره بالمنشفه.. لتتسع عيناه عندما وجدها نائمه على الفراش بملابسها
- انا حاسس اني اتجوزت طفله
واقترب من الفراش ومال نحوها  يدفعها برفق على جسدها
- رقيه قومي غيري هدومك
ولكن كالعاده ذهبت مع أحلامها تتركه يكتوي طيله الليل وهو يطالعها كيف تتميل على الفراش إلى أن تصل لاحضانه فتلتصق به فيضمها إليه بحنو ويقبل رأسها
...........................................
استيقظت على رائحة فطوراً شهياً.. فأتجهت نحو المطبخ لتجده يقف يعد لها عجة البيض التي تعشقها
- صباح الخير
فألتف ياسر نحوها مبتسما
- صباح النور.. لحد ما تجهزي هتلاقي الفطار جهز 
فتقدمت منه وبتلقائيه اعتادت على فعلها مع والديها قبلته على خده برقه 
- تسلم ايدك
وانصرفت بعدها راكضه نحو غرفتها.. لتتجمد ملامحه ودفئ شفتيها على خده.. ولكن للحظه تبدل كل شئ بعد ملس على قبلتها.. ليبتسم وهو يهتف داخله يقنع قلبه 
" مجرد قبلة شكر لا أكثر"
..........................................
اليوم الخامس لها في عملها.. لتجد ورقه كل يوم لتقرأها بحنق
" قللي التوابل" 
فمزقت الورقه كمثيلتها 
- مافيش كلمه شكرا حتى 
وبدأت تندمج في وجبتها.. فالعمل ممتع فلا أحد يقف علي رأسها حتى أنها أصبحت تشعر بالراحه.. ف ريان لم تراه منذ اليوم الذي عرض عليها العمل
ومع مرور الوقت أنهت الوجبه سريعا.. لتنطر للوقت في هاتفها تفكر بالتجول في الشقه وخاصه غرف النوم فلم تعد تسيطر على فضولها 
........................................ 
ذهبت مهره للنادي بعدما تلقت دعوة ندوة ستقام تحت رئاسة الجمعيه التي تترأسها خاله رقيه ووقفت أمام الصاله التي سيتم فيها الحضور لتجد صورة "عايدة" فهي ضيف الشرف المستضاف.. فأحتقن وجهها بتهكم 
- لو كنت اعرف بوجودك مكنتش جيت 
كانت تحبها كوجه اعلامي تراه من خلف شاشه التلفاز ولكن بعد لقائهم أدركت كم هي منافقه وتيقنت من الأمر عندما علمت من رقيه انها رفضت أن تزوج ابنتها لمن تحبه لانه من اسره لا تناسب أسرتها العريقه 
وفتحت حقيبتها تخرج قلما ثم ألتفت حولها فلم تجد أحدا مهتما بمطالعتها.. ومالت نحو اللوحه المعلقه بها صورتها 
وبعد دقائق اتسعت ابتسامتها وهي ترى اللوحه الفنيه التي أصبحت عليها صورتها.. ودلفت للقاعه بثقه تكتم ضحكاتها على الشارب الضخم الذي فعلته لها

يتبع بأذن الله
***********


 •تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent