رواية لحن الحياة الفصل الخامس و الخمسون 55 - بقلم سهام صادق
وتمضي الأيام بسحرها (55)
*********************
تقدمت بخطوات متوتره نحو غرف النوم بعد أن سارت في باقي اركان الشقه منبهرة من روعتها وفخامتها.. وفتحت فمها كالبلهاء وهي تتأمل الغرفه الكبيره.. فدلفت داخلها تحادث نفسها
- معقول في شقق بالجمال ده
كانت الغرفه واسعه فهى غرفة النوم الرئيسيه.. وانتقلت بعيناها على الفراش الوثير.. فأتجهت نحوه تلمسه بأنبهار
- شبه اوض النوم اللي بشوفها في التليفزيون
واتجهت نحو كل ركن من أركان الغرفه.. تنظر لكل ما تقع عليه عيناها بتدقيق حتى كانت الصدمه أمام ملابسه واحذيته
ووقفت كالصنم بعد أن سمعت صوته خلفها
- اراكي تتجولين بمنزلي..ونسيتي حدودك هنا
هتف بنبرة خبيثه ليحرك لسانها الذي أشتاق إلى لذاعته
فجف حلقها وتسمرت قدميها.. فرغم سلاطة لسانها الا انها تخجل.. فهي في غرفته وأمام ملابسه.. لعنت نفسها وفضولها الذي اوصلها لهنا.. يكفيها عملها في منزله وهي تعلم أنه اعزب
- هل أكلت القطه لسانك انسه علياء
فأستدارت إليه ببطئ وهي تحرك لسانها على طرفي شفتيها وبتعلثم هتفت
- انا سمعت صوت.. فخفت يكون في حاجه..قولت اطمن
كانت عيناه تجول على خلجات وجهها المرتبك وكلماتها الكاذبه فهو يعلم أن الفضول هو من دفعها لهذا الأمر
وارخي ساعديه عن صدره واقترب منها محدقا
- تكذبين ياصغيره
فأستاءت من نظراته
- اكيد بكذب.. ما الحقيقه واضحه بتفرج على الشقه
وتابعت وهي تتخطاه
- اصل بفكر اشتري واحده زيها
ادهشه ردها بل واستطاعت أن تتلاشى توترها سريعا واخرحت نفسها من حصاره بكل بساطه جعلته يقف محتارا من أمرها
لا يظن انها تفعل كل ذلك بكنحه لجذب انتباهه.. علياء نوع لم يسبق أن صادفه يوما
وسار خلفها يرسم على ملامحه الجديه حتى وصل للمطبخ فوجدها توضبه سريعا قبل أن ترحل
- حضري الغداء قبل أن ترحلي.. واتمنى ان تكون طهيته جيدا لأنني افكر في استبدالك بطاهية اخري
وقبل أن تهتف بأعتراض.. انصرف نحو غرفته مجددا يبتسم ولا يفكر بشئ الا الاقتراب منها حتى يفك شفرات قلبه الذي أصبح راغب بشده بها ليس كرغبه جسديه إنما رغبه أخرى متلهفه
..........................
نصف ساعه قضتها في التعرف على بعض المدعوين من قبل خاله رقيه وعايده تنظر لها بضيق لا تعلمه فهي تفرض روحها المحبه سريعا .. ومن وقت لآخر تتذكر الشارب الذي كان على صورتها وتتمنى أن تعرف من فعلها.. أما مهره من حين للآخر تنظر لها مبتسمه بتحدي وكأنها تخبرها انها أقوي من أن تكون فأر جبان تقضي عليها بعض كلمات
إلى أن بدأت الندوه وكانت الكلمه الأول لرئيسه الجمعيه وبعض الأعضاء.. تصفيق وحماس ورغم كل ذلك مجرد كلام تعلم أن القليل من سيفعل به.. فهدف الندوة كان عن التنمر وكيف نصبح مجتمع واعي
وجاء دور كلمه " عايدة " والتي وقفت بفخر تسير بزهو نحو المنصه لتلقي كلمتها وعلى وجهها أروع ابتسامه.. وبدأت حديثها بشكر
- احب اشكر رئيسة واعضاء الجمعيه على الدعوه الجميله ديه.. موضوع فعلا يستحق اننا نسلط الضوء عليه
كلمات مرتبه ورائعه كانت تلقيها فمن يرى عايدة الان لا يظن انها امرأة خبيثه تمثل التعاطف والدعم لمن يعانون من ظلم المجتمع
كانت عين مهرة ثاقبة عليها تركز في كل كلمه تتحدث بها عن أشخاص دعمهم برنامجها التليفزيوني..الى ان بدء الحوار يذهب للمساواة ولا أحد يتميز عن غيره الا بعمله الصالح ثم اجتهاده الشخصي
اليوم فهمت معنى التنمق وعلمت لما الحيه تبدل جلدها كل فتره..عايده هانم تتحدث بالسلوك والأخلاقيات.. ترغب بالضحك ولكن مهلا لتنتظر إلى نهايه الحديث
وحملقت في أعين الجالسون منبهرين إلى أن فتح باب المناقشة معها.. كانت هذه فرصتها لتخرج كل مايقف في حلقها.. فتلك الندوه ما زادتها الا كرها للرياء
فرفعت يدها تطلب السماح لها بالسؤال.. فدار أعين الكثير نحوها منتظرين اول من ستبادر بالسؤال " لعايدة الدميتري" السعداء بوجودها.. فنظرت إليها عايدة بترفع
- اتفضلي اسألي سماعكى
وارتشفت من كأس الماء الذي جانبها ثم مالت نحو إحداهن تتحدث معها ثم عادت تنظر إليها منتظره بدء حديثها
- حضرتك قولتي في كلامك انك بتدعو للمساوه وضد العنصريه بكل أنواعها سوا اضطهاد معنوي أو مادي وانا كل متساوى .. بصراحه يامدام عايده تستحقي أن الكل يصقفلك
فأتسعت ابتسامه عايدة بترفع بعد أن سمعت تصفيق الحضور
- اشكركم جميعا
وتابعت مهره وهي تدقق النظر فيها وأكملت في رفعها لأعلى درجات الزهو والفخر
- عايده هانم الدميتري قدوه مشرفه في البلد
وابتسامه عايده تنير وجهها الي أن تلاشت فجأه
- عشان كده دلوقتى انا محتاجه اجابه لسؤالي.. مدام انتي مع كل الكلام اللي قولتيه ممكن نعرف سبب رفضك لجواز بنتك من مجرد شاب لسا على أول خطوات طريقه.. مع انه مستقبل كويس بس للأسف من عائله بسيطه
فتعالت همهمات البعض ووقعت عيناها على الفتاه الجالسه تحدق بها.. فهي علمت انها ابنتها
- مش لازم ندعم الشباب ونديهم فرص يختاروا طريقهم ولا انتي مع الفروق الطبقيه يامدام عايدة
فرفعت عايدة كأس الماء ترتشف منه وهتفت بتوتر تخاف أن تخطئ فهي دوما تستعد للمواجه ولا تستهان بخصمها ولكن اليوم سقطت في الحفرة التي صنعتها
- لاء طبعا انا كلامي بطبقه في حياتي قبل أي شئ
فأبتسمت مهره وهي تنظر للجالسين
- هايل وهو ده اللي احنا منتظرينه من اعلاميه كبيره زيك ورمز مشرف في البلد
ونظرت للاعين المحدقه بها
- اكيد احنا معزومين على خطوبة بنتك الانسه ميار
ونظرت للفتاه مبتسمه.. فبادلتها الفتاه بأبتسامه خجله فضحت مشاعرها فالكل الان تأكد من قصه الحب.. أما عايدة كانت تحدق بأبنتها تود لو أن تصفعها
الكل بدء بالتصفيق والمباركه لعايدة رغم أن سيدات المجتمع الجالسين أغلبهم يسيرون على قاعدتها الا ان مدام الأمر ليس معهم لا بأس أن يظهروا تحضرهم.. فالقليل هو من يعي كيف يكون التحضر قلبا وقالبا
وعندما وجدت عايدة انها محاصرة ببعض الاسئله وقد نفعها أن هناك بالفعل من يكرهها
- اكيد ياجماعه انتوا مدعوين
ونهضت من فوق مقعدها الذي كانت تجلس عليه بزهو وترفع.. لتغادر القاعه سريعا وكأنها تهرب من المأزق.. لتتجه ابنتها نحو مهرة تمسك يديها مبتسمه
- مش عارفه اشكرك ازاي.. شكرا
وانصرفت الفتاه خلف والدتها تلحقها.. لتتسلط أعين الجميع عليها
...................................
نظر لها وهي تتهادي في خطواتها تصعد الدرج بزهو.. ف للتو كان قد أنهى مكالمته مع عايدة التي هاتفته تخبره بفعله زوجته ووضعها أمام الأمر الواقع إلى الآن لا يصدق زوجته فعلت ذلك.. موقف لا يعلم ايضحك عليه ام ماذا يفعل
- مهره
فوفقت ترسم علي شفتيها ابتسامه واسعه وألتفت إليه
- نعم ياحبيبي
فأشار إليها أن تتقدم منه.. فعادت تهبط الدرج وعلمت أن الخبر وصل إليه
- حولتي الندوة لفرح يامهره
فطالعته ببرآة وهي تشير على نفسها
- انا اعمل كده.. انا بس وفقت راسين في الحلال.. مش عايدة هانم الدميتري مؤمنه ان مافيش فروق طبقيه وكلنا سواسيه
فرفع حاجبيه وهو يتفرس ملامحها
- يعني تروحي تحطيها قدام الأمر الواقع وتقوليلها توافق على خطوبه بنتها من الشاب اللي بتحبه
فضحكت وهي تتذكر حاله القاعه وماتحولت إليه من هرج ومرج وما نفعها أن الندوة كانت تضم بعض الصحافين اصاحب القلم الحر غير وجود ابنتها ومشاعرها التي أظهرت كل شئ
- انتي بتضحكي على ايه
قالها بهدوء وهو يطالع سعادتها
فصفقت بيداها بحماس
- الكوره اترمت في الملعب.. وجات قدامي اديها ضهري ولا اجرب حظي وادخلها في المرمى
فجذبها نحوه بحنق وضرب على رأسها بخفه
- دخلي وجيبي أهداف ياحببتي
.......................................
نظرت عايدة بقهر لابنتها التي تجلس على الاريكه أمامها تفرك يديها بتوتر ثم نظرت لشقيقتها التي تضمها
- على آخر الزمن انا اناسب ناس من الطبقه العامله
وحدقت بأبنتها بقوه
- ديما بتحبي الرمرمه زي ابوكي
لتطالعها نرمين بضيق عما تفعله
- خلاص عايدة.. مش عايزه توافقي متوفقيش ديه مجرد ندوه وكلام
فضغطت على شفتيها بغضب
- ده كان زمان.. لعبتها صح واختارت انسب توقيت ومكان
وتابعت وهي تحدق أمامها بشرود
- انتي ناسيه انتخابات مجلس الشعب واني هترشح فيها..
وتابع وهي تجز على اسنانها
- أول مره معملش استهان بحد.. البنت ديه مطلعتش سهله
فأبتسمت نرمين داخلها.. فهي ليست حانقه منها رغم أنها عاشقه لزوجها
وربتت نرمين على يد ابنه شقيقتها.. لتهتف عايدة بعد تفكير
- قولي للولد اللي انتي بتحبيه يجي يقابلني
فعادت نرمين تبتسم وهي ترى كيف ألتقطت ابنه شقيقتها الهاتف من فوق الطاوله وركضت لغرفتها كي تحادثه
....................................
انتهت اخيرا رحلة الزواج الذي لم يتذوق شئ من عسله.. حتى ليلة عودتهم قضوها في منزل زوج خالته السيد مسعود وقد قدر الأمر لأنه يعلم مدى تعلق رقية بوالدها.. ودلفوا لشقتهم
فأتجهت رقيه غرفتهما بتوتر.. حججها قد كثرت ومراد تحمل كثيرا ولكن هي خائفه حديث إلهام صداه مازال بأذنيها
وشهقت بفزع بعد أن شعرت بيد مراد على خصرها وشفتيه تقبل عنقها.. ولكن كالمعتاد ابتعدت عنه تلمع عيناها من الخوف
فحرك يداه على خصلات شعره بحنق
- لاء كده الموضوع في حاجه يارقيه.. لدرجادي خايفه مني.. هروبك وخوفك ده ليه أسباب وأنا صبرت كتير والنهارده لتقولي ايه اللي مخوفك لاما كل حاجه هتم حتى لو غصب عنك
فأرتجفت بخوف.. فتنهد بقلة حيله فجذبها إليه يضمها بحنان رغم اعتراضها
- انت ممكن تعمل فيا كده
فرفع وجهها إليه يمسح دموعها
- رقيه احنا قبل ما نتجوز عمرك ماخبيتي عني حاجه.. انتي بقيتي تداري عني حتي مشاعرك يارقيه.. انا مش شاكك في أخلاقك لأن انا عارف رقيه كويس.. بس فيكي حاجه قلقاني ولازم اعرفها
فأبتعدت عنه تنظر إليه طويلا لتفجر آخر شئ كان يتوقع أن يسمعه منها
- إلهام قالتلي انك سادي يامراد
الكلمه تردد على مسمعه كالصفعه رقيه صغيرته تظن به هكذا تراه بشع لتلك الدرجه تصدق حديث طليقته وتقف تبكي أمامه تنتظر منه الاجابه فبعد ابتعادها عنه طيلة الايام الماضيه يكون هذا هو السبب.. طلقه من زوجته ما كان الا انها امرأه خائنه
- انت كده فعلا يامراد.. انا مصدقتش كلامها بس انا خوفت
لتنفجر شفتيه بضحكه صاخبه تحمل الكثير من الآلم
- سادي.. انا فعلا سادي يارقيه
واقترب منها وهو يرى رعشة جسدها
- للأسف لتاني مره بأختار الزوجه الغلط
وانصرف بعدها ليتركها تنظر في خطاه بأعين باكيه فقد أخبرته بسبب خوفها بكل غباء وهي أكثر الناس علما بخبث طليقته
وقد اوقعته في اللعبه التي أرادت أن تثبتها له.. انه أخطئ في الزواج منها
.................................
وقف عمار يطالع كل من شقيقته وزوجته في المطبخ يعدون الطعام.. رفيف أصبحت تعتاد على حياتهم البسيطه حتي ملابسها تغيرت بأكثر حشمه خارج غرفتهما.. خوف سيطر عليه وهو يجد قلبه ينسى عيوبها.. فأغمض عيناه ينفض تلك الأفكار من عقله فلو احبها سيحترق بنيرانها.. وتنحنح بصوت صاخب لينتبهوا لوجوده
فألتفت رفيف على الفوز ثم ركضت إليه تعانقه وتقبل وجنتيه.. فأشاحت علياء وجهها خجلا عنهم
- مرحبا حبيبي
فطالعها عمار وابعدها عنه برفق... فشقيقته مازالت صغيره لتتفتح عيناه على تصرفاتها
- لقد أعدت نصف الطعام لك.. قولي له علياء
كانت تتحدث بحماس وسعاده.. جعلته يلعن اليوم الذي اوقعه في طريقها وفاق على صوت شقيقته مؤكده
- فعلا ياعمار رفيف بقت تتعلم بسرعه
ونظرت لرفيف تشاكسها
- والفضل يعود لخبرتي العظيمه.. واه بحاول أعلمها رغم غبائها
فزمجرت رفيف بشفتيها ثم وكظتها على ذراعها
- لن اعطيكي دروس في فن التسويق.. واذهبي لأخذ الكورسات
فوضعت علياء قطعه من الخيار بفمها
- كده يامرات اخويا ياجميله انتي
عادت مشاكستهم التي أصبحت روتين يومهم.. وهو يقف متعجب من تقبلهم واعتيادهم على بعض فقلب عيناه بينهم بملل
- ماشاء الله شايفكم اتعودتوا على بعض
فمدت علياء لرفيف تصافحها.. ثم احتضنوا بعضهم وانظروا إليه
- رفيف ديه مافيش منها اتنين.. جميله وطيبه وبنت ناس ده حتى الست الوالده اسمها جوليا
فحملق عمار بشقيتقتها..وضرب كفوفه ببعضهم
- والله انا اكتر واحد سعيد بتحالفكم ده .. بدل الصداع اللي انتوا عملينه ليا
وتركهم متجها لغرفته وفور أن أغلق باب الغرفه خلفه سمع صياحهم سويا.. فتأكد انهم لن يتفقوا أبدا
وبعد دقائق وجد رفيف تدلف للغرفه وما ادهشه انها ساعدته في خلع سترته وقميصه
- رفيف هانم بذات نفسها بتساعد جوزها في تبديل هدومه.. لاء وكمان بقت تتعلم الطبخ عشانه.. لاء مش معقول أن ده سحر الحب
قالها بتهكم جعل يدها التي عند آخر زر من ازرار قميصه تتخشب.. فأبتعدت عنه
- دوما تراني كريهه عمار..انت مغرور ومتكبر
وألتفت لتخرج من الغرفه الا انه امسك ذراعها ليدفعها نحو الخزانه وعيناه مسلطه نحو شفتيها.. وبدء السحر يتغلل في أعماقه رغم الحصون
.................................
مسحت بأكمام منامتها دموعها التي تنساب
- مراد مخاصمني من امبارح يامهرة.. اعتذرت منه ومسمحنيش قالي اني طفله ومينفعش اكون زوجه
فهتفت بها مهرة بحنو وهي تفرد ساقيها وتضع قدميها فوق الوساده وتعدل من وضع الهاتف على أذنها
- مش هيعمل كده من غير سبب يارقيه.. اهدي وفهميني عشان نلاقي حل
فصمتت.. وهنا علمت مهرة الاجابه.. رقيه المخطئه وبالطبع تصرفت كعادتها دون تعقل.. رقيه مثال مصغر لها في شخصيتها
- مدام سكتي يبقى أنتي الغلطانه
فهتفت رقيه
- ضحكت عليا إلهام
واخذت تقص عليها لقائها ب إلهام قبل عرسها بيومين.. لتزيد من خوفها من تلك الليله واثمر حديثها بل وجاء بوقتها.. فقبل لقائهم بأسبوع كانت تقرء عن الساديه
وانهت حديثها وعادت للبكاء
- من غير ما تأكدي على غلطي انا فعلا غلطانه.. خلي مراد يصالحني
فتنهدت بأنفاس مسموعه
- ركزي معايا واعقلي كده... واسمعي
فأعتدلت رقيه في رقدتها فوق الفراش تركز في الحديث الذي تخبرها به
- احنا هنلعب على المراد بحبه ليكي ك بنت خالته البنت الصغيره اللي رباها.. انسى انك مراته دلوقتى لأنه مش طايقك
وقبل أن تعترض على توبيخها أكملت
- تلزئي فيه مهما صدك.. تتكلمي معاه زي زمان وارجعي لحبك اللي كان بيظهر في عيونك يارقيه.. ولا احنا لما بنوصل لهدفنا بننسي قد ايه كنا بنتمني اللحظه ديه
اقتنعت بحديثها إلى ان جاء دور الملابس.. هل تكون له امرأه مثيره ام تظل له بالمنامات الطويله
- البس هيكون ايه في خطتنا
وعندما هتفت رقيه بملابس النوم القصيره
- لا احنا منفتحهاش اوي ولا نقفلها اووي.. البسي حاجات مغريه في نفس الوقت محترمه.. مراد هيصدك لما يلاقيكي دلوقتي فاكره تلبسي ليه وهياخدها على كرامته.. اتعملي معاه خطوه خطوه لحد مايصفي ليكي
كانت رقيه تستمع لكل كلمه إلى أن انتهت مهره في الحديث
- هنأجل الزياره ليكي بقى انا وريم لحد ما نقول مبروك بجد
فخجلت رقيه من مغزى الحديث.. لتضحك مهره بصخب
- ماشي يامهرة بكره تحتاجني
فهتفت مهرة بها قبل أن تنتهي المحادثه الهاتفيه بينهم
- نفذي الخطه بعقل يارقيه واحرزي الهدف
وألقت بالهاتف جانبها تزفر أنفاسها.. لتتسع عيناها على قهقة جاسم الصاخبه فقد دلف للغرفه على نهاية مكالمتهم
- انتي ايه حكايه الأهداف والخطط اللي بتعمليها الايام ديه
وجلس جانبها على الفراش
- قوليلي يامهره ياحببتي انتي كان حلمك تنضمي لفريق كرة قدم
ورغم استيائها من حديثه الا انها سايرت الأمر بهدوء
- تصدق رجعتني للأحلام القديمه.. تعالا احكيهالك
وجذبته إليها فضحك وهو يميل نحوها يقبل خدها
- سيبك من الأحلام وخلينا في الحاجات المهمه
فأنتبهت له ولكنه كالعاده كانت أهمية ما يريد أخبارها به.. هو عالمهم الصغير المفعم بالحب
....................................
طرقت طرقة خافته على باب غرفته ودلفت بعدها.. فوقفت مصدومه وهي تراه جزعه العلوي عاري ويجفف خصلات شعره والمياه تنساب على طول عنقه لتكمل سيرها على صدره.. تعلقت عيناها به للحظه واخفضت عيناها سريعا تفرك يداها بتوتر وانتظر أن يسمع صوتها ولكن
- في حاجه ياريم
وعندما رأي رأسها المنخفضه أدرك الوضع سريعا والتقط قميصه يرتديه سريعا
- خلاص لبست القميص ارفعي راسك.. ها عايزه تكلميني في ايه
وابتسم وهو يجدها ترفع رأسها نحوه
- انا كنت جايه ابلغك اني هروح بكره لرقية مع مهره بعد الشغل اباركلها
عيناه كانت معلقه على كل شئ بها حتي حركت شفتيها.. فأقترب منها مبتسما
- روحي مافيش مشكله.. محتاجه فلوس
وقبل أن تعترض أخرج لها المال ومد لها يده به.. فنظرت للمال
- بس انا معايا فلوس
فزفر أنفاسه ببطئ وهو يطالعها
- ريم خدي الفلوس من غير جدال انتي مراتي دلوقتي ومسئوله مني.. بلاش ديما تعترضي وتقولي معايا
فأبتمست وهي تعلم مدى ضيقه من تلك النقطه.. ولكن تلك المره كان تصرفها مختلف.. ألتقطت منه المال بمرح
- كده هجيب هديه أغلى وافلسك ومتجيش تحاسبني على الفلوس.. هخلصهم كلهم
ضحك من كل قلبه وهو يجدها تتحدث أمامه بتلقائيه دون تحفظ فيبدو أن الأيام أزالت الحواجز التي بينهم..ووجدها تقف على أطراف قدميها وتقبل وجنته كما أصبحت تعتاد
- شكرا
وانصرفت بعدما بعثرت مشاعره.. ليقف يمسح على وجنته يستشعر دفئ قبلتها التي ادمنها.. قبلة شكر أصبحت تهدم حصن وراء حصن... وهمس لنفسه
- هتعملي فيا ايه تاني ياريم
رغم أن عقله بدء يلح على انفصالهم بأسرع وقت قبل أن ينجرف وراء مشاعره لكن قلبه يقف مدافعا بكل قوته
" لا تكن جبانا "
................................
اتسعت عيناهم جميعا بعد أن علموا بالفيلم الذي اجتمعوا من أجله بل ودعتهم ورد لرؤيته بالسينما كان فيلم من أفلام ديزني
فنظر ا إلى ورد وجود الملتصقين ببعضهم يضحكون ويهتفون بصوت واحد
- يطلقوا نار علينا بأعينهم
فمال يشير نحو كنان وقد دعته ورد من أجل عائشه فمشاعرها اتجاه اصبحت واضحه الا كنان لم ينتبه بعد
- انت متأكد انها زوجتك وليست ابنتك كنان
فطالعه كنان بأسف
- لا أعلم
كانت ورد منتبها لحديثهم.. لترفع حاجبيها نحوهم.. فأبتعد بشير معتذرا
- اعتذر زوجه اخي قبل أن تأكلينا.. اذهبي لزوجك
وتعلقت عيناه بعائشه التي أخذت تتضحك.. ثم اشاحت بوجهها خجلا من نظراته
- ما تلك النظره كنان.. اكنت تطمح بمشاهده فيلم آخر
فوجد كنان كل من جواد وعائشه وبشير اتجهوا نحو قاعة السينما.. فحاوطها مبتسما
- لا حبيبتي
وتابع بكذب
- ماأجمل أن تعود مع زوجتك طفلا
كانت تعلم أنه يكذب.. فهو لا يستوي تلك الأفلام دوما يميل للأفلام البوليسيه..
وجلسوا بمقاعدهم.. بشير اختار المقعد المجاور لعائشه
هي وجواد اندمجوا على الفور اما هو جلس يعبث بهاتفه فهمست
- اعتاد حبيبي ستصبح قريبا ابا وستتولي كل شئ خاص بطفلنا
فعقد حاجبيه ساخرا
- وماذا ستفعلي أنتي ورد
فأبتمست وهي تتذكر المكان المجاور لمطعم ليليان وقد اشتراه له لتتشارك معها
- سأتفرغ لمطعمي وسأصبح سيده اعمال
فعبس بملامحه ولكن بنظره حانيه منها أدرك ان ورد لا يليق بها إلا دور الأم والزوجة الحنونه
..................................
نظرت مرام إليه بآلم وهو يحادث تلك المندوبه التي أتت لشركتهم لبضعه أشهر.. دوما يضحك معها.. وها هو الاجتماع الذي يترأسه هو ينتهي وهي تقف كالغريبه مثلها كمثل بقية الموظفين
متذكره كيف كان يفعل سابقا بعد نهايه اي اجتماع للشركة يتجهوا لغرفه مكتبه يمازحها قليلا ويقبلها وهي تضحك على أفعاله الصبيانيه ثم تفر منه متجها لمكتبها
كل شئ انسحب من تحت قدميها.. ورغم وقوفها جانبه لم ينظر
إليه قط وانصرف بعدها مع تلك المرأه تعلم أنها متزوجه ولكن هجره له وعبوسه بوجهها يؤلمها.. يضحك مع الجميع إلا هي
...............................
منذ تلك الليله التي أخبرها فيها مهرة أن تلتصق به وهي كالعلقه له.. يترك لها الفراش فتتجه خلفه لتندس بين ذراعيه.. بمنامتها القصيره التي رغم حشمتها الا انها تفصل جسدها.. حالهم منذ أسبوع.. وزفر أنفاسه بحنق
- رقيه كفايه شغل عيال بقى.. انا زهقت
فمسحت على وجه معتذره
- زهقت مني يامراد.. طيب قولي اعمل ايه عشان تسامحني..
وانزاحت من بين ذراعيه.. فكل يوم يجرحها بكلماته ونفوره منها ولكن تتحمل العقاب.. وقبل تهبط من فوق الفراش جذبها اليه
- رقيه انتي بقيتي زوجه دلوقتي.. لازم تفهمي أن حياتنا احنا اللي بأيدنا نبنيها وبأيدنا نهدمها ومهما كان الحب ممكن تضيع كل حاجه.. استغلي حبي ليكي صح يارقيه
كلماته كانت حانيه ذلك الرجل هو من أحبته في جميع مراحل عمرها... وسقطت دموعها وحركت رأسها إليه
- اوعدك يامراد اني هكون الزوجه اللي بتتمناه
فأبتسم واقترب منها يمسح دموعها بشفتيه.. لتبدء اول ليله يعلمها فيها كيف يكون الحب
..............................
دفع أكرم شقيقه نحو الحائط متسائلا
- بتشم بودره ياكرم
فدفعه كرم بعيدا عنه
- انت مالك بيا يااخي.. كل واحد وحر في نفسه
فعاد أكرم يجذبه إليه مجددا
- انا اخوك ياكرم واكتر حد يخاف عليك.. هعالجك مش هسيبك
وما كان من كرم الا ان دفعه بقوة كاد أن يسقط أرضا
- ابعد عني.. ديه حياتي وانا حر فيها
ليخرج من الشقه غير مصدقا تملك طريق الشيطان من شقيقه بتلك الدرجه
َ.............................
اصبحت سهير غائبه عن كل شئ يدور بحياه أولادها فكل ما أمامها الان هو العامل الذي ترى فيه الشباب.. طيله الليل تحلم به لتأتي للمتجر تطالع جسده بشهوه ورغبة
وكانت تلك هي بدايه.. النهايه
...............................
اصبح يأتي لمنزله قبل انصرافها ببعض الوقت...كانت تكمل مهامها بأرتباك.. أما هو أصبح لا يعلم لما هي يفكر بها طيلة الوقت دون هدف منه.. فريم كان لديه هدف منها اما علياء رغم أنها لا تناسب طبعه الا ان بها شئ خفي يجذبه ..
واتجهت إليه فحجرة الجلوس تخبره انها ستنصرف
- انا خلصت كل حاجه.. في حاجه تانيه مطلوبه مني
فتمتم ريان بشكر وهو يلقى الجهاز اللوحي الخاص به على الطاوله التي امامه
- شكرا ياعلياء
فأستدارت بجسدها كي تنصرف
- علياء
فعادت تلتف نحوه مجددا. فوجدته يعطيها مال.. فميعاد راتبها بقى عليه أسبوعا
- ايه ده
فهتف وهو يقترب منها
- راتبك
فحدقت بالمال الكثير ثم به
- لسا ميعاد المرتب فاضل عليه اسبوع
فأبتسم إليه
- لا بأس علياء.. خذيه قبل موعده
فوقفت تفكر قليلا وظن انها ستأخذ المال ولكن صدمه جوابها
- افرض حصلي حاجه قبل الأسبوع ده.. يبقى ليكي اسبوع عندي شغل... لاء هاخد حقي في وقتي
وانصرفت بعدها دون أن تنتظر رده. عيناه كانت تتابعها إلى أن غادرت شقته
..............................
اليوم كان ذكرى رحيل زوجته.. عاد بعد أن قضى بعض الوقت في المقبره أمام قبرها يعتذر منها أنه كان السبب في موتها فلولا ذلك المقال اللعين ماكان خسرها..
كانت تجفف شعرها بعد أن انتهت من استحمامها ولكن عندما استمعت لغلق باب الشقه.. خرجت من غرفتها راكضه إليه تطمئن على حاله
كانت هيئته مشعثه وعيناه حمراء
- ياسر انت فيك حاجه
كان صوتها يأتيه كصوتها عندما كانت تصرخ تستنجد به..واقتربت منه بقلق تربت على ذراعه
- انت فيك حاجه
فأغمض عيناه ثم طالعها
- انا كويس ياريم.. ممكن تسيبني لوحدي
وتركها تقف حزينه من بعده عنها.. فمهما تقدموا خطوة بعلاقتهما عادوا للبدايه من جديد ولكن قررت أن لا تتركه
فأتبعته لغرفته.. لتجده جالس على الفراش يضع بوجه بين كفوفه... فجلست جانبه
- انا بس عايزه اطمن عليك
لكن كان لا يأتيها الا صوت أنفاسه
ومر الوقت وهي جالسه جانبه تنتظر أن يخبرها بمصابه ولما هو هكذا.. ومع صمته نهضت مدام جلوسها لم يأتي بفائده
ولكن يده اوقفتها.. لتلتف إليها.. ومضت اللحظات ولم تشعر بعدها الا وهي تهوى فوق الفراش يسحبها معه لعالمه المظلم ومع لمساته ودفئ أنفاسه كانت تشعر وكأنها تحلق كالطير بالسماء
يتبع بأذن الله
**********
•تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية