رواية رقه و شده الفصل الخامس 5 - بقلم زينب سمير
5..
بعد كام يوم، في جلسة تصوير تانية خاصة بإعلان الجّمال، كان قاعد صهيب بيتناقش مع المخرج، دخلت رقـة ومعاها درة، أنتبه لما عَلى صوت الترحيب بيها، أول ما سمع اسمها لف بلهفة يبص وراه..
أنتبه لحركته فرجع يبص قدامه في اللحظة اللي هي بصت ناحيته، قربت منهم أخيرًا- مساء الخير
المخرج ببسمة خفيفة- مساء النور يارقـة هانم.. نورتينا
قعدت معاهم شوية وصهيب متجاهلها تمامًا، حد نادى على المخرج فسابهم ومشى
- بخصوص الإشاعة اللي طلعت ا..
لف لها وبهجوم- أعتقد حياتي الشخصية ملهاش دعوة بالشغل
بتحدي- لو سمعتك هتأثر على سمعتنا فأكيد من حقي أتدخل
- متقلقيش شغلكم مش هيتأثر
- أتمنى، عمومًا نصيحة متثقش دايمًا في الفانز، دا في لحظة ممكن يبيعك، ولا الشركات اللي بتجري عليك.. كلهم ممكن يتخلوا عنك في لحظة لما تحصل مشكلة كبيرة، وقتها كل الإشاعات اللي مرت مرور الكرام هتطلع.. والكل مش هيسيبك
- شكرًا على النصيحة
قالها وهو بيقف علشان يمشي، بصتله برفعة حاجب
بص حواليه و- أنتي عارفة أنا مصدر جذب للشائعات تخيلي حد يصورنا سـوا دلوقتي؟ مع بعض؟
- محدش يقدر يقول عليا حاجة
بغرور- بس يقدروا يقولوا عليا، معروف بسحري، أي سـت مهما أستعصت على غيري.. مبتتعصيش عليا
بضيق وهي بتقف علشان تواجهه- متحطنيش في مقارنة مع الستات دي، بعدين أنت أزاي بتتكلم عن الموضوع بالفخر دا وكأنه إنجاز!
- وأنتي أية مضايقك بس هي حياتك ولا حياتي!
بصتله بدهشـة، معاه حق، هي أية دخلها!
هو من لحظات وقفها عند حدها، بس هي مصّرة
فضلت تبصله للحظات من غير رد قبل ما تسيبه وتمشي
أول مرة دفـة الحديث تميل لصالحه..
بدأوا يجهزوا للتصوير وهي المرة دي معاهم، الإعلان عن تصوير قصة تعارف حاصلة في الكامبوند الجديد لمجموعتها..
قرب عمار وبحماس- عارف مين الفنانة اللي هتصور معاك الإعلان ياصوب؟ نيرفانا سعد يابن المحظوظة!
وسع عيونه بفرحة ومسكه من كتافه يهزه بقوة و- بجد؟ المزة دي؟
سمعته رقـة اللي واقفة قريب منهم بصتله للحظة قبل ما تبعد راسها عنه بـ ضيق!
- أشش وطـي صوتك هتفضحنا
دخلت نيرفانا الموقع وكل العيون التفت عليها كالعادة، قربت رقـة من درة و- مين دي؟ العارضة اللي أخترناها أتغيرت لية؟
- نيرفانا كانت هي الأوبشن الاول لينا، في الأول أعتذرت لكن لما رجعت وافقت لغينا مع العارضة طبعًا، شهرة نيرفانا مع شهرة صهيب هتضرب أكتر
- كويسة يعني؟
- أشهر فنانة شابة مصرية على الساحة حاليًا
رجعت تبصلها تاني، جمالها ملفت، طلتها حلوة، هي أول مرة تحس بهالة حد غيرها..
قربت نيرفانا من صهيب ودار بينهم حديث باين ممتع وهما بيبتسموا ويضحكوا سـوا
قربت منهم- مساء الخير..
تدخل عمار و- نيرفانا دي رقـة الجّمال صـ..
قاطعتها وهي بتمد إيدها ليها تسلم بخفة- عرفاها طبعًا، مساء النور، نيرفانا سعد
أبتسمت ليهت بلطف، بعد ما كانت جيالها وهي مليانة ضيق
صوت المخرج- يلا ياجماعة، خمس دقايق وهنبدأ
بصت نيرفانا لصهيب و- صهيب ممكن دقيقة؟
اخدته على جنب وعيون رقـة متبعاهم..
حوار لطيف تاني داير بينهم، بسمة واسعة قد كدا مرتسمة على ملامح صهيب..
لحد ما رجعوا وبدأوا يصوروا سـوا..
كانت مستنية تشوف قرب بينهم مزعج ومسخرة، لكن لقيته محترم عكس ما توقعت! وحاطط حدود، وبيحاول يخدع الكاميرا بقرب محصلش
- كات، هايل نيرفانا، هايل ياصهيب، بريك ربع ساعة ونرجع
خلص يوم التصوير على كدا ومشيت وهي جواها مشاعر مختلطة ومختلفة مش لاقيالها حل
****
كترت التجمعات، ولقطات تصويره مع نيرفانا غصب عنها بيضايقها قربهم سـوا وهزارهم، جالها أتصال مهم فدخلت أوضة وقفلت الباب وراها علشان الهدوء، خلصت ولسة هتلف اتفتح الباب ودخل صهيب وهو فاكك أزرار قميصه وبيخلعه..
صرخت وهي بتديه ضهرها- أنت بتعمل أية؟
بصلها بدهشة و- أنتِ اللي بتعملي أية هنا؟
ضيق عيونه بخبث وقرب منها خطوتين- جاية لحد أوضتي لية؟
- هيكون لية يعني؟ كنت عايزة أعمل تليفون ودخلت هنا بالصدفة معرفش إنها أوضتك أصلًا
- اه كلهم بيقولوا كدا
- برضوا هيقول كلهم، بقولك إية أنا هطلع أحسن قبل ما نفتح حوار جديد هننهاد فيه على الفاضي
عدت من جنبيه علشان تطلع سحبها بسرعة من دراعها علشان ترجع تقف قصاده، خبطت فيه تآوهت من الخبطة ورفعت راسها تبصله..
تلاقت عيونه بعيونها، شردت نظراتهم سـوا للحظات.. طويلة
قبل ما تبعد بإرتباك وينطق هو بحرج- أستني متطلعيش من الأوضة دلوقتي، ممكن حد يفكر غلط
- لا متقلقش كل أفكارهم دلوقتي عنك أنت ونيرفانا
بتعجب- نيرفانا!
- اه والكيميا اللذيذة اللي ما بينكم
أبتسم بخفة لما حس بغيرتها وضيقها- والله ياريت أطول بس للأسف مينفعش
- وأية اللي منفعهوش؟
قرب منها خطوة ونزل على ودنها يهمس- نيرفانا متجوزة
وسعت عيونها بدهشـة، حاجة متوقعتهاش
- متجوزة سيف الدين عراب أزاي متعرفيش؟
- هي دي الممثلة اللي..
- اه، تريند الشهر اللي فات
هزت راسها وراحة مش مفهومة غمرتها
حط خبط على الباب، وقبل ما تستوعب رقـة الأمر فتح باب الحمام وراها وزقها جواه وهو معاها، دخل وسندها على الحيطة وكتم بوقها بإيديه
- أستاذ صهيب خلصت؟ المخرج بيستعجلك
- عشر دقايق وطالع ياعلا
صوت الباب بيتقفل، نزل إيده عن بوقها و- على فكرة أنت مكبر الموضوع على الفاضي ما عادي لو شافونا سـوا! متنساش إن بينا شغل
- دا لو في مكان عام، مش في أوضة لوحدنا والباب مقفول والشيطان تالتنا..
أنتبهت للموقف فعلًا فبعدت عنه و- أنت.. أنت..
بصتله بغيظ ومشيت وقعد هو يضحك، رقـة وقشرتها الخارجية بدأت تتكسر معاه، بدأ يشوف فيها جوانب تانية أحلا
زي غيرتها مثلًا!
فاقت رقـة من أفكارها وهي بتفكر أن خلال كام جلسة التصوير دول أتغيرت كل حاجة، أتعلقت بيه من غير ما تحس، قويت العلاقة بينهم، أتكسرت الحواجز..
وكثرت اللقاءات!
- بتحبها!
ردد عمار بدهشـة قبل ما يكمل- كنت حاسس، بس مفكرتش هتعترف بسهولة كدا، فكرتك هتقاوح
طيب وأية خطتك؟ هتقولها؟
- مش عارف، خايف
- خايف؟ صهيب باشا فاروق خايف دي محصلتش في حياتك ابدًا
- علشان هي أول واحدة أنا اللي هروحلها، أول واحدة أنا عايزها، حاببها، فخايف أي خطوة تبعدني عنها
- اية اللي ودانا بتسمعه دا، دي لحظات تاريخية، طيب وناوي على أية؟
بحيرة- مش عارف، قولي أنت، أقولها ولا أستنى شوية؟
- برأيي قولها، الأنتظار مش هيفيدك
وقد كان، عزمها على العشاء أعترف بحبه..
قبلت بحبه، وأعلنوا علاقتهم للعامة..
'خطبة تجمع بين عارض الأزياء الشهير وسليلة عائلة الجّمال، بعدما تقابلوا في إحدي صفقات العمل التي جمعتهم، حيث كان هو ممثلًا للحملة الإعلانية الخاصة بمجموعتها و..'
كان بيقرأ الخبر وهو مستنيها بعربيته تحت الشركة، فتحت الباب وبمرح- سوري أتأخرت عليك
قفل فونه ولف يبصلها، مسك إيدها يبوسها و- أستناكِ عمري كله
رغم كرهه الشديد للإنتظار، شغل العربية و- ها تحبي ناكل أية؟
- أي حاجة، وديني أكتر مكان أنت بتحبه
هز راسه ورجع يسوق- إنهاردة كان أخر يوم تصوير
- اه درة قالتلي
- كان ممكن يكون أتعس يوم في حياتي
بصتله بتعجب، مسك إيدها وضغط على مكان دبلتها و- بس دي اللي صبرتني.. وقلبت الموازين
ضحكت و- الحقيقة أنا متوقعتش أن دي هتكون نهايتنا، أنا وأنت؟ مش راكبة
هز راسه و- عارف.. عارف، شيفاني تافه ومستهتر وعيل..
- بس مش مهم، حباك زي ما أنت
بصلها ومتكلمش، بنفسها هتكتشف إنه مش زي الكاميرا ما بينته، هيكون مختلف.. يمكن زي ما هي طامحة إنه يكون!
يمكن..
****
عودة للحاضر، الساعة واحدة بالليل، عمار وصهيب بيلفوا حوالين نفسهم وإياد بيعيط،
عمار- طيب عايز إية؟ أكل وأكلت، تركيع وركعت، غيار وغيرت..
بص لصهيب بإتهام و- اوعى تكون معملتلوش تمرين الغازات
صهيب بسرعة- عملته والله
- أومال ماله؟
أخده من أيد صهيب وبدأ هو يلف بيه يحاول يسكته ويهديه بس مفيش خالص، بص لصهيب وبتردد- نكلم رقـة؟
صهيب بنفي- هتهزقنا ومش هترضى تسيبه معايا تاني.. بص تعالى ننزل نكشفله، يمكن تعبان؟
- أديته دوا التقلصات، وقسـت حرارته، مفيش حاجة
- صهيب بغباء- يمكن عايز ينام؟
- كان نام ما أحنا بقالنا ساعتين بنحاول ننيمه
الفون رن وقطع عليهم كلامهم بص صهيب للفون وبفزع- بسم الله دي رقـة!
بص عمار حواليه وبقلق- مركبة كاميرات دي ولا أية؟
رماله صهيب الفون وسحب منه إياد و- رد عليها أنت
رجع يرميه و- لا يابا مليش دعوة..
فضلوا يرموه على بعض لحد ما الأتصال فصل، أتنهدوا براحة قبل ما يرن تاني
- مفيش مفر
قالها إياد وخد نفس عميق وبصوت نعسان مصطنع- أيوة يارقـة
جاله صوتها الحرج- عارفة إني بتصل في وقت متأخر بس إياد وحشني ياصهيب، ممكن تجيبه؟
حن ليها وأشفق عليها من صوتها اللي باين عليه الحزن
غير مش هيقدر يقاوح ضد مصلحة ابنه، بتنهيدة- حاضر يارقـة هجبهولك
بفرحة كبيرة- شكرًا ليك بجد، أنا عارفة إني هتعبك و..
- أنتِ ياما تعبتيني يارقـة
- أنا!
بإستنكار، بهوجة وكإنها جاهزة للخناق
- أنـا!
رددت تاني..
حس عمار اللي واقف من بعيد إنه إنذار لشجار جديد فدخل بسرعة وظهر صوت إياد الباكي، رقة بلهفة- دا إياد بيعيط لية كدا؟ أنا كنت حاسة إنه فيه حاجة غلط، هاتوه أرجوك ياصهيب
- قولتلك هجيبه
قالها بعصبية وقفل.. إتنهد عمار- برضوا رجعت لعادتك القديمة، عصبيتك اللي ملهاش مبرر دي واللي بتظهر فجأة.. أمسك
مدله إيده بإياد وشنطته- وديـه لأمه
صهيب بضيق شديد- أنا مش عاجبني الحال دا، مش عجباني العيشة دي ولازم تتغير
جملة كإنها إتقالت قبل كدا
إتسمعت في علاقتهم..
كان الناطق؟ ولا هي!
يتبع...
رقـة_وشـدة
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية