رواية الماسونية والكائنات الفضائية الفصل الخامس 5 - بقلم مصطفى جابر
بعد أن أمسك آدم بالكأس، الضوء الأزرق المائل للبنفسجي الذي ملأ الغرفة بدأ يتسارع في حركته. كانت الأرض تهتز تحت قدميه، وكأنها تعيد تشكيل نفسها. كان هناك شعور غير مريح في الجو، وكأن قوة عظمى تحاول أن تكشف له شيئًا كان مخفيًا عنه منذ الأزل. لم يعد بإمكانه التمييز بين العالم الذي كان يعرفه والعالم الذي اكتشفه حديثًا.
آدم شعر بشيء غريب، كأن عقله قد انفصل عن جسده. كان يرى في لحظات قليلة ملايين السنين تتجسد أمامه، كما لو أنه كان يشاهد تاريخ الكون نفسه. كانت الكائنات الفضائية تظهر له عبر الومضات الضوئية، لكن هذه المرة لم يكن فقط يشاهدهم. كان يتواصل معهم. كانت أفكارهم تتدفق إلى ذهنه، رسائل قديمة، تحذيرات من المستقبل، وحقيقة لم يكن مستعدًا لمعرفتها.
“الوقت قد حان لنكشف لك السر الأكبر.”
كان الصوت يأتي من كل مكان، محاطًا به من جميع الاتجاهات. ثم ظهرت صورة في عقله، صورة كانت واضحة كالشمس: الماسونية لم تكن مجرد منظمة سرية، كما ظن سابقًا. كانت هي نفسها الوسيلة التي تحافظ على التوازن بين العوالم. ولكن هذا التوازن كان مهددًا الآن.
“لقد اكتشفنا أننا لسنا وحدنا في هذا الكون. نحن، والكائنات التي تسكنه، جميعنا مرتبطون بمصير واحد. لكن هذا الرابط بدأ ينهار. نحن هنا لحماية البشرية، وحمايتك أنت، لأنك قد تكون آخر أملنا.”
آدم شعر كما لو أنه أصبح جزءًا من شيء أكبر، ربما أكبر من أي شخص آخر في تاريخ الأرض. كانت هناك قوة جديدة تتدفق فيه، قوة يمكن أن تغير مجرى التاريخ. لكنه شعر أيضًا بتهديدٍ يقترب. الماسونية، التي كانت تحافظ على هذا التوازن طوال آلاف السنين، قد تواجه خطرًا داهمًا.
ثم، ظهر أمامه شيء غريب، كائن فضائي يتخذ شكلًا بشريًا، لكنه كان يتوهج بضوء داخلي غريب. لم يكن مثل الكائنات الفضائية التي رآها سابقًا. كان يبدو أقوى وأقدم، وكأن عمره يمتد عبر الكون بأسره.
“آدم، نحن هنا لنقدم لك خيارًا. إذا قررت أن تكون حارسًا لهذا الكأس، فستكون لدينا القدرة على إيقاف التدمير، لكن عليك أن تحمل عبءًا أكبر مما تتخيل. وإذا قررت رفض القوة التي منحناها لك، فإنك ستدافع عن البشرية، ولكن ضد قوى قد لا تستطيع هزيمتها.”
آدم بدأ يشعر بتسارع الأحداث، وعقله يملأه بالكثير من الأفكار. كان يدرك تمامًا أن هذه اللحظة ستكون المفترق بين مصيرين مختلفين. القوة التي منحها إياه الكأس كانت هائلة، لكن هل كان هو الشخص الذي ينبغي أن يحمل هذه المسؤولية؟ هل سيكون قادرًا على تحمل العبء الذي سيأتي مع اتخاذ القرار؟
“نحن نعلم أنك غير مستعد لما ستواجهه.”
صرحت الكائنات الفضائية بصوت واحد، وكانت تلك الكلمات بمثابة صدمة له. لم يكن يعلم إذا كان يجب أن يكون سعيدًا لهذه المعرفة أو قلقًا.
ثم تلاشت الرؤى، وأصبح المكان مظلمًا تمامًا، إلا من ضوء خافت ينبعث من الكأس الذي كان لا يزال في يده. وعندها شعر بشيء غير تقليدي: كان هناك بوابة أخرى، هذه المرة كانت بوابة تم فتحها أمامه. كانت عبارة عن نفق ضوئي يمتد إلى الفراغ. كان النفق يبدو وكأنه يخرج من العدم، وكأن المكان الذي يقف فيه كان في نقطة تلاشي الزمان والمكان.
“الاختيار الآن بين يديك.”
كانت الكلمات الأخيرة التي سمعها من الكائنات الفضائية. هل سيدخل في هذا النفق؟ هل سيقبل أن يصبح الحارس، ويكتشف سره الحقيقي، أم سيقرر مواجهة التهديدات التي ستجلبها القوى الفضائية؟
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الماسونية والكائنات الفضائية) اسم الرواية