رواية لحن الحياة الفصل الستون 60 - بقلم سهام صادق
رسائل ( 60)
***********
تراجعت بخطوات مرتعشة وهي تري بقعة خافته من مصباح صغيرمسلط ضوئه علي جزءً ما بالغرفه ..أدركت ان الظل الذي رأته أعلي حقيقه ولم تكن تتخيل ..فكتمت صوت أنفاسها
وكلما تراجعت خطوه للخلف أخذت تدور بعينيها في كل ركن وهي تلهث من شدة خوفها .. حتي وصلت لباب الفيلا الداخلي تفتحه كي تركض نحو البوابه الخارجيه تستنجد بالحارسان
ورفعت هاتفها علي اذنها ولم تفكر الا ب أكرم ..ومجرد ان فتحت الباب لتخطو للخارج .. سحبتها ذراع بقوه
- رايحه فين ياحلوه
كمم فمها فسقط هاتفها من يدها
- اعقلي كده وبلاش مشاكل
صوته كان مكتوماً بعض الشئ ..وهي تتقلب بين ذراعيه وتزيحه عنها وتآن بضعف
- حركتك ديه هتخليني اعمل تصرف ميعجبكيش ..وخافي علي نفسك
فأرتعش جسدها من الخوف ..لتهبط بذراعيها سريعا نحو بطنها تحمي جنينها ..فصدرت ضحكاته ساخراً بعد ان لاحظ فعلتها
- كويس انك بتفهمي
وصدح صوت رنين هاتف .. لتسقط عيناها علي هاتفها المُلقي علي الأرض .. ليبتسم نادر بشر وهو يميل بجسده قليلا
وعلي أثر ذلك الصوت كان كرم يرتعش بالداخل وهو يجمع الاموال النقدية التي بالخزانه .. وبالأعلي كانت "لولا " تجمع كل ما تراه ثمين حتي وقعت عيناها علي حقيبة سوداء ففتحتها لتجد اموالا بها
الثلاث كلما منهم كان يعرف خطواته بأتقان
ولكن نادر كانت مهمته اكبر وهو يزيحها عنه صارخاً بعد أن قضمت كفه ثم صفعها بقوه علي وجهها
- يابنت العضاضه
كانت عيناه الغاضبه هي من تظهر لها .. فقد كان ملثم ينظر لها بشراسه وكادت ان تركض للخارج ولكنه جذبها بغضب
- خدي هنا
فسقطت علي الأرض وهو تتأوه من الألم ..ولكن آلمها الاكبر كان علي جنينها عندما أقترب منها نادر ورفع قدمه ليركلها علي بطنها ولكن في اللحظه الاخيره تمالك نفسه عندما سمع باب غرفه المكتب يفتح فعلم ان كرم انهي مهمته واتفاقهم كان لا يأذي شقيقته لا الي سيقلب كل شئ عليهم وعلي نفسه
لاول مره بحياتها تشعر بالعجز والخوف ..فسقطت دموعها بأنين
- انتوا عايزين ايه
سؤال بلحظته يحمل معني الغباء ولكن من هول ما تعيشه بظلام ولا تري الا أعين تحدق بها .. جعلها تتسأل وهي تتراجع بجسدها بخوف .. الي ان لمست يدها الهاتف الساقط ارضاً وعاودت الرنين بأكرم بعد أن ألتف نادر نحو كرم يحرك له رأسه بالصمت ويحذره
كان أكرم يفتح سيارته وهو يشعر بالقلق بعد ان وجد رقمها بساعه متأخره وعند معاوده مهاتفته لها لم ترد ..شعور غريزي هو من قاده ولكن عندما عاد الاتصال وسمع صراخها
لم يكن نادر غبياً .. فقد تعلقت عيناه بالهاتف الذي تداريه خلف ظهرها وفي لحظه كان الهاتف مُحطم ويلتقطها من ملابسها ويديرجسدها ولكن كرم وقف يحول بينهم بعد ان شعر بشر نادر اتجاهها يخبره بعيناه انهم لم يتفقوا علي ذلك
ألتقت عيناها بعين كرم بصدمه .. فمهما اخفي وجهه عنها علمت لما الاخر لم ينفذ بها تهديده او يقتلها ..فأقتحام المنزل ماهو الا سرقه دبرها شقيقها معهم
- كرم
نطقت أسمه بذهول وضياع وكان صوتها قد بح من اثر الصراخ
وفجأه وجدت شئ يهبط علي رأسها .. ثم تلاشت الرؤيه امام عينيها .. لتنظر اليهم لولا التي اقتربت منهم
- هتفضلوا واقفين تبصلهم كده ..يلا اتحركوا بسرعه
فدفع كرم نادر بغل
- عارف لو جرارها حاجه هقتلك .. احنا متفقناش علي كده
فأعتدل نادر في وقفته وطالعه بشر وكاد ان يقترب منه ويخنقه الا وقوف لولا بينهم
- انت شايفها ماتت .. انت فعلا عيل
فصرخت بهم لولا متذكره امر الحرس والنوم الذي وضع في الطعام بعد اتفاقهم مع عامل خدمه التوصيل
- افضلوا اتخانقوا لحد ما نتكشف
وانسحبت من امامهم .. لينسحب نادر هو الاخر خلفها قبل استيقاظ الحارسان وهدم كل شئ
فأنحني كرم نحوها يتحسس نبضها ويري الدماء تسيل فوق جبهتها .. وشفتاها تنزف
- سامحيني يامهرة
.................................................
أبتسمت وهي تري والدتها تقترب منها تمسح علي وجهها بحنان تهمس لها قبل ان تختفي من حلمها الجميل
- قومي يابنتي
ففتحت عيناها ببطئ لتجد جاسم منحني نحوها يلامس وجهها بملامح خائفه .. واكرم يقف مسند ظهره علي الحائط عاقداً ذراعيه امام صدره
- انا فين .. ابني
ووضعت بيدها علي بطنها خائفه
- ابننا بخير يامهرة .. محصلش حاجه ليه
فلمست بطنها المنتخفه ودمعت عيناها وهي تتذكر ماعاشته ..وصدمتها بشقيقها وسمعت صوت أكرم القلق
- انتي كويسه يامهره
فطالعته بتحديق .. ثم طالعت الغرفه التي بها والابرة المعلقه بكفها
صمت جاسم ونظراته الحاده جعلتها تخاف ان يكون علم بهوية السارق ولكن
- حقك هخدهولك ياحببتي ..بس اعرف مين اللي عملها واتعدي علي بيتي .. وكان ممكن انتي وابني تموتوا
هتف بوعيد وهو ينهض من جانبه ف الي الان لا يُصدق ماحدث .. عاد من سفره قبيل الفجر ليجد الشرطه بالمنزل وسيارة الاسعاف تنقل زوجته المشفي واكرم يقف منحني الجسد مازال مصدوماً عندما وجد شقيقته ملقاه علي الارض والدم تسيل من جبهتها وقمة رأسها ووجهها شاحب كالموتي
وخرج جاسم بعد ان صدح رنين هاتفه .. ليقترب أكرم من مهره يأخذها بين ذراعيه
- كرم اللي عملها يامهرة مش كده
واخرج من جيب سترته سلسال من الفضه كان يعلقها كرم برقبته كانت ملقاه بجانب شقيقته ..فطالعتها السلسال بحزن
- دخلته بيتي يااكرم ..شوفت عمل فيا ايه .. جاسم مش هيسكت لو عرف انا عارفه جوزي كويس .. ديه تاني مره يسرقه
وتذكرت امر السرقه لتسأله
- فلوسك كانت في الفيلا .. الفلوس اللي ادتهاني اشيلهالك .. كانت بشنطتها
فطالعها اكرم بأسف لما فعله به توأمه
- حتي وانتي كده بتفكري في فلوسي .. وفلوس جوزك ومجوهراتك يامهرة
فتذكرت الهدايا الباهظه التي كان يجلبها لها كي لا يجعلها لا تنقص شئ .. وسقطت دموعها ببطئ
- انا ليه دخلت حياته .. كان يستحق زوجه احسن مني .. يتباهي بيها وسط الناس مش واحده جايه عليه بخساره واخوها ..
لم تستطع اكمال عباراتها .. ومع دخول جاسم شحب وجهها وابتعد أكرم منها خائفاً ان يكون جاسم أستمع للحديث
- مافيش بصمات ليهم .. كل حاجه كانت مترتبه صح ..هتجنن
فتعلقت عين أكرم بشقيقته التي نظرت اليه تستنجده ان يفعل شئ
وترك اكرم الغرفه وداخله يلعن شقيقه متوعداً له حتي لو سيدخله السجن بيديه
.....................................................
فتحت ورد عيناها بنشاط ..لتجد كنان مائل علي جانبه يطالعها بحب .. أمس جعلها تشعر وكأنها عروس وكأن اول ليله لهم معاً
ومد كفه نحو وجهها يمسح علي وجنتها اليمني بدفئ
- نمتي جيداً
فأبتسمت بخجل وهي تتذكر ساعات الليل التي قضوها ينعمون بحبهم بطريقتهم الخاصه الي ان أشرقت الشمس وغفوا بعد عاصفة عشقهم ومع حركة رأسها له بالتأكيد ..سحبها نحوه مبتسماً
- مازلتي تخجلين ورد
فدست وجهها بعنقه
- كنان
فأبتسم وهو يحتويها
- انتي قلب وروح كنان ورد .. من دونك لا أستطع ان اكمل الحياه
شعور داخلها يخبرها أن هناك شئ قادم سيجعلها تتآلم متي وما هو لا تعلم .. ونهضت من جانبه تبحث بعينيها عن هاتفها عندما شعرت بمهرة وترجمة احساسها نحوه
- أين هاتفي كنان
فطالعه وهو يعتدل في رقدته ... ونظر لها بقلق
- ما الامر ورد
فألتقطت هاتفها بعد ان وجدته
- مهرة كنان .. اشعر بالقلق عليها
وضغطت علي زر الاتصال بها .. لتبعد الهاتف عن أذنها بعد ان وجدته مغلقاً وتعلقت عيناها به
- هاتفها مغلق .. شقيقتي بها شئ
وظل تدور بالغرفه الي ان نهض من فوق الفراش وحاوطها بذراعها
- أهدي ورد ... لا يوجد شئ حببتي من الممكن ان لا يوجد شبكه او شحنه أنتهي .. نتصل بجاسم كي نطمئن أكثر
وشاكسها حتي يجعلها تهدأ
- أخشي ان يكونوا برحلة ونقطع عليهم لحظاتهم السعيده
ضحك فضحكت علي دعابته التي يعلم مقصدها .. ووضعت الهاتف علي أذنها بعد أن بدء هاتف جاسم بالرنين
كان جاسم يسطح مهرة علي الفراش بعد ان عاد بها من المشفي
وابتعد عنها ثم أخرج هاتفه ..لتطالعه بقلق خائفه ان يعلم بهوية السارق .. كل ما كان يدور بعقلها ماذا سيفعل ان علم ان السارق شقيقها فقد حذرها كثيراً منه
- ديه ورد
هتف وهو يمسح علي وجهه بأرهاق
- اوعي تقولها حاجه ياجاسم
قالتها بلهفه وخوف علي شقيقتها .. ليفتح الخط فهتفت ورد بقلق وهي تأخذ انفاسها ببطئ
- جاسم ..مهرة كويسه
فنظر لمهرة التي حركت له رأسها بأن يطمئنها اولا ثم يعطيها الهاتف
- ازيك ياورد
فشعرت ورد بالخجل من بداية حديثها المندفع معه دون أن تسأل عنه
- بخير ياجاسم .. انت عامل ايه .. طمني علي مهرة
فأبتسم رغماً عنه
- اهي معاكي
فألتقطت الهاتف منه وهتفت
- مالك ياورد قلقانه كده ليه
فتنهدت ورد براحه
- انتي كويسه يامهرة .. فيكي حاجه وجعاكي .. اوعي تكوني ولدتي من غيري
فضحكت وهي تتحسس علي بطنها .. فرغم كل ماحدث جنينها مازال متمسك بالعيش داخلها لا يريد الخروج للحياه قبل موعده
- لا متخافيش لسا مولدتش .. انتي ميعادك قبلي ..المفروض انا اللي اقلق عليكي
حنانها الطاغي علي صوتها وملامحها جعله يقف مدهوشاً منها .. رغم ما يحل بها الا انها تبقي صامده امام من تحب
وتنهد بفتور واتجه نحو الشرفه يُفكر في كلام الضابط بعد ان عاينوا الفيلا واستجوبوا الحارسان بل حتي استعدوا فوزيه الخادمه للتحقيق معها هي والسيده هدي التي جاءت صباحاً وانصدمت بما حدث بل وبكت علي تركها لها
وشعر بخطواتها خلفه بعد ان انهت حديثها مع ورد وطمئنتها عليه
- جاسم
فألتف نحوه وابتسم بدفئ بعد ان تمالك جمود ملامحه
- قومتي من علي السرير ليه
فأندفعت نحوه تحتضنه
- خوفت اوي ياجاسم .. متسافرش وتسبني تاني .. انا هسمع كلامك بعد كده
تجاربه الكثيره وسنوات عمره جعلته يشك بجملتها الاخيره .. منذ الصباح وهي شارده حتي اجابتها مع الضابط الذي جاء المشفي ليأخذ اقوالها كانت وكأنها تخرجها من صراع قوي داخلها
وضمها بذراعيه وانحني نحوها حتي لامست ذقنه رأسها
- متخافيش انا معاكي اه .. والفيلا هتتأمن اكتر من كده .. اوعدك حقك مش هسيبه يامهره
وابعدها عنه يضع بيده علي الضمادة التي تلف رأسها .. ثم شفتيها المجروحه ..فضغط علي أسنانه وهو يود صفع من فعل بها ذلك
- انا كنت خايفه عليه أكتر مني
فنظر الي ما تنظر اليه .. فمد كفه يلامس بطنها
- الدكتور طمني علي وضعه .. ابننا طلع قوي واستحمل
كان يطمئنها بثبات رغم ان داخله الغضب يمتلكه ..ف للحظه تخيل ان اصابهم مكروه ... للحظه أدرك ان العالم يصغر من حوله .. لحظه علم فيها شعور ياسر عندما كان يخبرها أن الالم والخوف يتضاعف حين تشعر انك مسئول عن أناس تتعلق بعنقك " زوجً او أبً "
وعاد يضمها اليه يربت علي ظهرها بحنو ..يخبرها انه معها
ومع كل كلمه كانت دموعها تتساقط من أصعب جرح قد ذاقته بحياتها غدر شقيقها
.................................................
أجلسها علي الاريكه بعد جهد كبير معها بأن تؤجل نزهتهم .. ويظلوا بالمنزل كي يتحدثوا قليلا
- كنان انت جئت بي لهنا ..من اجل ان نتجول ونقضي الوقت بالخارج ... لا للجلوس
هتفت بتذمر طفولي جعله يبتسم رغم صعوبه ما به الأن وما يرتبه من كلمات
- بعد ولادتك أشيري نحو المكان الذي ترغب به وسأخذك .. سنتجول كثيراً وسأتفرغ دوماً لكي
فحدقت به بأعين متسعه ثم ضحكت
- سأحاول أن أصدقك كنان ... انك تعشق عملك حبيبي
وتحركت شفتيه اخيرا بعد ان فرك يديه بتوتر ..فلم يعد وقت الحقيقه ستكون منه افضل من ان تعرفها من احد
- ورد انا ..
فأنتبهت اليه بتركيز بعد ان شعرت بوجود خطب ما
- تكلم كنان .. انا بدأت اشعر بالقلق ..هل تزوجت علي اخري
ضحكت وهي تتفوه بأخر كلماتها ..فتجمدت ملامحه وكاد ان يخرج كل ما يؤرق مضجعه
ولكن رنين هاتفه قطع كل شئ .. لتنظر اليه
- هاتفك كنان
كان يتخيل ثورتها حين يخبرها .. ولكنه فاق فهو لم يخبرها بشئ
واخرج هاتفه من جيب سرواله بتوتر ..وحدق بالرقم ثم نهض من جانبها وهي تُطالعه ..وابتعد عنها ليأتيه صوت ايلا الباكي
- كنان ..ايهم قد صدمته سياره
................................................
دلف للمنزل ليلاً بعد ان قضي طيلة الوقت يبحث عن شقيقه ..فسمع صوت والدته الضاحك وهي تتحدث بالهاتف وتجلس امام التلفاز وعندما انتبهت لقدومه ..اغلقت مع من تحادثه قائله بتوتر
- كنت بتكلم مع صاحب المصنع ..بلغي شحنه الاجهزه عشان مفيش سيوله بالبنك
لم يكن سيىسألها عما تفعل ..فالحديث لم يعد يجدي بنفع ..والدته لا تري الا المال والخير الذي يعيشون به الا ملكها وهي السبب بحياتهم تلك ..فلولا ارثها من والدها ما كان والده رحمه الله اصبح تاجر له اسم بين التجار ..رغم ان والد تعب بأن يصبح لديهم بدل المتجر اربعه
- مكنتش هسألك بتكلمي مين ياسهير هانم
فأنتبهت سهير لصوته الساخر وخشت ان يكون علم بهوية من تحادثه وما بينها وبين كمال
- انت بتكلم امك كده يا اكرم
هتفت بصوت قوي كي تخفي ضعفها عن مرء عينيه ..ليقترب منها
- امي .. انا مش عارف ازاي الكلمه ديه ليها معني كبير وعمري ماحسيتها
فصرخت بوجهه
- لا انت أكيد شارب حاجه .. او خطيبتك قومتك عليا ماهي مش عايزه تيجي تسكن معايا بنت الحسب والنسب
قالتها بأستهجان وتهكم .. فطالعها بمراره
- كرهتي اخواتي البنات وقولت ماهو برضوه بنات ضرتها وحبها لابويا كبير .. مات ابويا وبعد اسبوع رجعتي تاني اقوي مشوفتش حزنك عليه حتي .. لا احترمتي شرع ربنا وعدتك ولا حتي وصيته ليكي انك تدي مهرة و ورد حقهم .. اقولك كرم بيضيع تقوليلي ده شاب سيبه يستمتع بحياته زي باقي الشباب .. اخوك مبيعملش غلط
وأخذ أنفاسه ودموعه تتساقط بعجز
- انت بتكره اخوك من صغرك .. انت مبتحبش غير نفسك
أنصدمت سهير من هيئته وهو يتحدث الي ان اقترب منها يمسك ذراعيها يحركها بيديه بقهر
- ليه يا أمي .. ليه عملتي فينا كده .. لينا بنيتي حياتنا علي الظلم .. ربنا رضاكي بينا بعد سنين صبر ورجاء وفي الاخر تنسي فضله عليكي .. ذنب مهرة و ورد وامهم جيه في ابنك .. ابنك بقي مدمن وضايع .. ابنك سرق اخته .. مكفهوش اللي عمله فيها قبل كده راح يسرقها
فلم تتحمل سهير أتهامه علي شقيقه رغم انها للحظات تزلزلت داخلها ولكن ..صفعه قويه سقطت من كفها علي وجهه ثم شهقت بعدها بصدمه عما فعلته
- اخرس متتكلمش كده عن اخوك .. كرم اخوك بنات زينب لاء مش اخواتك
توقفت عيناه عليها وتحركت يده نحو وجنته يُلامس صفعتها
ومرت اللحظات وهو واقف هكذا .. لتنظر له بندم
- اكرم حبيبي متزعلش .. انت عارف انا بحبك انت واخوك اد ايه وبعمل كل ده عشانكم .. اخوك كويس ياكرم بنت زينب هي اللي من ساعه ماقربت منها وبدأت تمل دماغك عن اخوك
فضحك كالمجنون وكأنه فاق من سكونه .. ودار حول نفسه وهو يلتقط انفاسه من اثر الضحك
- النهايه قربت ياامي
.................................................
طالع ريان عمار الذي دلف من باب المطعم للتو .. ليقترب منه عمار بهدوء ثم جلس قبالته
- قول اللي عندك عشان مش فاضي
فتنهد ريان وقبض علي كفه الممدوده ، وجلس ثانية علي مقعدها
- مازال طلبي قائم عمار .. اريد الزواج من علياء
فتجمدت ملامح عمار وهو يسمع اسم شقيقته
- قولتلك طلبك مرفوض .. ولو كنت فاكر عشان أختك مراتي يبقي هوافق ..انا لو هجوز علياء لاي حد انت لاء
فضاقت عين ريان وهو يتمالك نفسه من فظاظة اسلوبه
- ما السبب عمار
فألتوت شفتي عمار بتهكم
- السبب سمعتك يا بشمهندس ولا انت فاكرني مش عارف
وقبل ان يهتف ريان بشئ مدافعاً عنه حاله
- عندي اجوز اختي لواحد علي اد حاله بيخاف ربنا .. افضل مليون مره من واحد زيك من كتر فلوسه مضيعها علي الخمره والقمار والستات .. تحب أكمل
لاول مره يشعر بثقل الاهانه .. من قبل ان كان يفتخر بحب النساء له وحياته الماجنه .. ام الان تغير كل شئ
- عمار انا تغيرت منذ صدقني .. اعطيني فرصه وبعدها سأقبل بكل شئ منك .. حتي لو سأترك مصر
رغم صدق كلامه الا انه نهض وهو يركز عيناه عليه
- متحاولش تعرض طلب تاني
................................................
تجمعت كل من ريم ورقية بجانبها فوق الفراش .. يتسألوا عن الحادثه
- تعرفي يامهرة انا لو مكانك كنت موت فيها
قالتها رقية بمشاغبه .. لتهتف ريم بأسي
- صعب اللي عيشتيه
كانت تسمعهم بشرود الي ان تذكرت حمل ريم فأبتسمت
- مبرووك علي الحمل ياريم
فأبتسمت ريم وهي تعانقه
- الله يبارك فيكي
ولم يعلموا كيف أنفجرت شفتيهم بضحكه عاليه بعد ان هتفت رقيه
- كله عمال يقول مبروك ..مبروك وانا مش بيتقال ليا ليه .. انا عايزه كمان ابقي حامل
فهتفت ريم بطيبه
- ان شاء الله ربنا هيرزقك يارورو
فوكظتها مهرة بساقها
- مستعجله علي ايه ..اعقلي الاول بس
وقبل ان تبدي رقيه ردت فعل .. صدح رنين هاتف ريم فنظرت اليهم
- ياسر بيرن عليا
وأنصرفت بعد ان قبلتهم .. متجها لاسفل حيث ينتظرها ياسر
واقتربت رقيه من مهرة تهتف بعبوس
- هحكيلك علي حاجه بس اوعي تزعقيلي ..بس انتي كويسه الاول
فضحكت مهرة وهي تربت علي رأسها
- احكي يارقيه عشان شكلك ميطمنش
وبدأت تقص عليها الرسائل وشكها بأمر طليقة مراد ولكن
- حاولت اجيب بيانات الرقم من الشركه .. طلع متسجل برقم واحده كانت جارت مراد في شقته القديمه وكانت صاحبة إلهام تفتكري كان مراد علي علاقه بيها وهو متجوز إلهام
وتابعت وهي تضع بيدها علي قلبها
- مراد هيطلع خاين وبتاع ستات
ولم تجد مهرة الا الوساده الموضوعه خلف ظهرها ..لتدفعها نحوها
- امشي يارقيه من هنا .. انتي لو قاصده تولديني قبل ميعادي مش هتعملي كده .. انتي عبيطه ولا هبله
فهتفت رقيه بعد ان ألقت الوساده جانبها
- هبله وعبيطه زيك يامهره
فنظرت اليها بمراره كلما تذكرت الصفعه الاخيره التي تلقتها
- وديه حقيقه مكدبتيش فيها
فشعرت رقيه بالمراره في صوتها
- مهره انتي فيكي حاجه
فتنهدت وهي تعاود لتماسكها
- رقيه أعقلي وفكري كويس .. اللي زي إلهام وشخصيتها اللي حكتيلي عنها تقدر تعمل اي حاجه .. احكي لمراد متخبيش عليه وتابعت بهمس
- متعمليش زيه
..............................................
تسطحت علي الفراش ومازالت في صدمتها لا تعلم اتخبره الليله ام لا .. وتذكرت حديث ناريمان معها اليوم عندما ألتقط بها بعد ان ذهبت لعيادة الطبيب لتتأكد منه
" ستضيعي حياتك من اجل طفل رفيف .. سيربطك به اكثر .. الم يكن عمار مجرد نزوة بالنسبه لك .. ام احببتيه بصدق "
والحقيقه التي لم تكن تعلمها انها بالفعل احبت عمار ولكنها كانت تبرر تصرفها من اجل وجهتها كأمرأة ذات طبقه رفيعه راقيه انها تزوجته لتُجرب حياة البسطاء وان يكون لديها زوج لا يعيش الا علي راتب عمله
وشعرت بأنفاسه بالقرب من عنقها ثم لامس جسدها
- خلتيني احبك ليه يارفيف
فطالعته وقبل ان تحسم قرارها وتُخبره بحملها كان يغرقها في بحور عشقه بعد ان هدمت بسحرها جميع حصونه
..............................................
نظر اليها بصمت بعد ان اخبرته بكل شئ عن الرسائل وبحثها وراء من تفعل ذلك بل وقصت عليه ظنونها بكل غباء ليقترب منها مراد متسائلاً
- وانتي صدقتي مش كده
فطالعته بأرتباك وهتفت بتعلثم
- انا حاولت ادور علي الحقيقه
فعاد يسألها وعيناه مُسلطه عليها
- ردي عليا صدقتي اني ممكن اكون علي علاقه بالست ديه ..صح يارقيه
وصرخ بعد ان ضاق صدره من تعلثمها
- لولا نصيحة مهرة مكنتيش جيتي قولتيلي
فهتفت به
- انا كنت محتاجه حد يفهمني
فأبتسم وهو يرفع حاجبيه ساخراً
- محتاجه حد يفهمك ..انتي طفله يارقيه حتي تفكيرك سطحي .. بداية جوازنا شوفتيني راجل سادي هيعذبك قبل ما ياخد حقوقه منك .. ودلوقتي راجل بتاع ستات وبيخونك
فطأطأت رأسها بندم
- انا اسفه يامراد .. اوعدك هتغير
فضحك وهو يبعدها عنه بنفور
- الاطفال ما بيتغيروش يارقيه غير لما يترحموا من الحاجه اللي بيحبوها .. وانا هعمل معاكي كده
فأتسعت عيناها بصدمه وهي تخشي حديثه
..............................................
استيقظت بخوف تنظر حولها .. لتجد نفسها بين ذراعيه يضمها اليه .. فرفعت يدها نحو وجهه
ظلت للحظات تحرك كفها علي ملامحه .. الي ان فتح عيناه بنعاس
- مالك يامهرة ... فيكي حاجه وجعاكي
فأشاحت عيناها بعيداً عنه
- صحيت خايفه
فحرك وجهها نحوه ثم مسح علي خدها ببطئ
- متفتكريش اني ساكت ..قريب اوي هعرف مين اللي اتجرء وعمل كده ..متقلقيش ياحببتي
فحركت شفتيها تُريد ان تبوح له ولكنه انهي كلماتها حين قبلها ثم ابتعد عنها
- نامي ياحببتي .. انا جانبك
...........................................
فتح ياسر عيناه وهو يلتقط أنفاسه مُتذكراً صراخ زوجته الراحله وهي تستنجد به وتناديه .. العرق أخذ يتصبب من فوق جبينه وهو مازال يلهث من فرط ما عاشه في كابوسه .. ونهض من فوق فراشه متجهاً اليها في غرفتها فقد أصبحت هي من تفرض عليه حدود علاقتهما بدلال
وابتسم وكأنه عاد للحياه وهو يجدها غافية علي الفراش براحه ..فأقترب منها يجلس علي طرف الفراش ينظر لملامحها بحب هامساً
- انتي دوائي ياريم
فتلملمت من فوق الفراش .. وبعثرت الغطاء فأنكشفت ساقيها وقد أنحسر ثوبها لاعلي .. فزفر متنهداً
- انتي بتعذبيني كده ليه
ولم يعد قادر علي قوانينها ووعده انه لن يقترب منها الا عندما تصفح عنه .. فأندس جانبها وجذبها نحوه يدفن وجهه بعنقها الدافئ
ففتحت عيناها بأتساع لتجد نفسها محاصره بذراعيه
- احنا متفقناش علي كده
تملصت من تطويقه القوي ثم بدأت تخور قوتها في بعده عندما سمعت صوته الراجي
- ريم انا محتاج حضنك بس .. ارجوكي
فأغلقت عيناها بآلم وهي تعلم انه مازال يُصارع الماضي .. وشعرت بملمس يده أسفل بطنها وهمس بتثاقل قبل ان يغفو
- مش هخسركم انتوا كمان
.............................................
وقفت خلفه تستمع لمكالمته مع جاسم الذي يقنعه بأن يعود لكندا بعد انتهاء علطته بدبي التي ستنتهي غد
- مينفعش ياجاسم .. مش كفايه انا اخر من يعلم بلي حصل لمهرة
فأتسعت عيناها بخوف تسأله
- مالها مهرة
فأكمل حديثه مع شقيقه الي ان اقنعه انها بخير ولم يحدث شئ لها وللطفل وان الاعمال تحتاجه واغلق معه متنهداً
فعادت مرام تسأله
- مالها مهرة .. رد عليا ياكريم
فزفر انفاسه ثم اخذ يقص عليه الحادث .. لتُحرك رأسها بأسي
- ياحببتي يامهره .. الحمدلله عدت علي خير .. هتصل أطمن عليها
وابتعدت عنه متجها نحو الغرفه تبحث عن هاتفها .. وقبل ان تمتد يدها الي الهاتف وجدته يعلن عن وصول رساله
لتفتح الرساله وعيناها مثبته عما تقرأه
.......................................
وقفت علياء تنظر حولها بخوف امام المعهد الذي تدرس فيه ثم نظرت لريان الواقف امامه
- يجب ان نتحدث علياء
فحدقت به ثم بصديقتها التي أشارت لها برأسها ان تعطيه فرصه ليتحدث
- انا وعدت عمار
وكادت ان تسير من أمامه ..فأمسك ذراعها ثم تركه معتذراً
- أسف .. علياء انا سأعود لكندا
فبهتت ملامحها بآلم وهو يخبرها برحيله
- هتسافر .. هو انت كده بتحبني
فتنهد بأسي فلم يعد يطيق البلد بأكملها .. تذلل لعمار لاول مره بحياته يتذلل لشخصاً ان يعطيه فرصه ..حتي هي لا تعطيه فرصه يثبت لها انه صادق بحبها
- تعالي معي علياء ونتزوج
فأتسعت عيناها وهي تستمع لطلبه الذي صدمها وسقطت دموعها
- انت جبان .. لو بتحبني هتعمل عشاني المستحيل
وانصرفت من امامه تمسح دموعها .. فوقف يحدق بها وصدي كلماتها تتردد بأذنيه
................................................
طالعت عايدة الرساله النصيه التي بُعثت اليها بأعين متسعه ..اخبرتها نرمين بكل ما حدث في اخر لقاء بينهم حتي انها تعجبت منها بعد أن اخبرتها ان تنظر حولها ولا تعلق عيناها علي امل ضائع
حقدها مازال قائم علي مهرة ولم تحبها ولكن أصبحت تشفق علي شقيقتها من ذلك الحب البائس .. فقد فعلت كل المحاولات وانتهت بالفشل
.........................................
دققت ورد عيناها بجسد كنان بعد ان غادرت غرفة الطبيبه التي تُتابع معها حملها بالمشفي .. كان متجهاً نحو احد الممرات وتسير جانبه أحداهن تشعر وكأنها رأتها من قبل .. فتعلقت عيناها بهم وهي تسير خلفهم ثم تذكرتها هاتفه بأسمها " ايلا "
..............................................
طالعها بنظرة غامضه يبحث عن الحقيقه في عينيها بعد أن أنهى اتصاله مع الضابط المسئول عن القضيه واقترب منها يتمعن في النظر إلى رأسها التي مازالت ملفوفه بالشاش الطبي
- الظابط المسئول عن القضيه لسا مكلمني.. ومستغرب من طريقه السرقه وكأن الشخص فاهم كويس مداخل الفيلا ودارس المكان
فأشاحت عيناها تهرب منه.. هل تخبره أن شقيقها كان احد اللصوص.. فقد ضربها أحدهم على رأسها ولا تعلم من اين اتت الضربه لتفقد الوعي لبعض الوقت ليتمكنوا من الهروب
- مهره انتي شوفتي شكل حد من الحراميه
فأنتبهت لسؤاله الذي تكرر كثيرا اليوم
- قولتلك لاء.. انت مش مصدقني ليه
فتعلقت عيناه بعينيها الهاربه
- مش معقول مش هصدقك يامهرة.. بس انتي مش شايفه الموضوع غريب.. الحارسين اللي بره اتحطلهم منوم في الأكل.. الحرامي كان عارف خطواته جوه البيت وعارف انك لوحدك
وعندما شعرت أن كل شئ بدء بالظهور.. عضت شفتيها بقوة واغمضت عيناها قبل أن تخبره بكل ما اخفته عنه منذ ماحدث من يومان
ولكن رساله نصية بعثت علي هاتفه جذبت انتباهه.. فأخرج الهاتف من جيب سترته.. ناظرا لها ثم للهاتف.. لتستقر عيناه على الرساله
يتبع بأذن الله ( انتظروا النهايه ^_^ )
*********
•تابع الفصل التالي "رواية لحن الحياة" اضغط على اسم الرواية