Ads by Google X

رواية ديجور الهوى الفصل الحادي و الستون 61 - بقلم فاطمة طه

الصفحة الرئيسية

            


 رواية ديجور الهوى الفصل الحادي و الستون 61 -   بقلم فاطمة طه

لم يجد منير حل سوى بـالقبول في النهاية، بأن يأتي شريف وعائلته، واعطاهم موعد مناسب وها هنا يجلس الجميع في الخارج..
تجلس شمس في الغرفة ترتدي فستان من اللون الرمادي وحجاب يجمع من اللون الرمادي والأسود والأبيض، كانت معها بشرى وملك التي رغبت في وجودها بعدما توطدت العلاقة بينهما جدًا -اقترب زواج ملك وهي الآن مخطوبة إلى مراد-
لم تنسى شمس أن تتحدث قمر في الهاتف وترسل لها صورة أخيرة بعدما انتهت من التجهيزات..
ووالدتها تقف في المطبخ مع الحاجة زينب…

أما نرمين لم تحضر تلك الجلسة من الأساس هي ليس لها مكان بها……
أردفت شمس معترضة:
-مش كنت لبست حاجة بيضاء كده فأل حلو ويمكن كنا كتبنا الكتاب.
ضحكت بشرى التي تحمل ابنتها بين ذراعيها مغمغمة:
-ما أنتِ جيتي تلبسيه السوستة اتقطعت..
هتفت شمس باختناق:
-انا شكلي تخنت يمكن شوية الفترة الأخيرة مش عارفة، هما جم صح؟!.
قالت ملك بهدوء حينما رأت لهفتها الواضحة في سؤالها الأخير:
-ايوة جم برا من بدري..
تحدثت شمس بنبرة جادة:
-شوفتيه وعرفتي لابس ايه؟!.
أردفت بشرى ساخرة:
-هيكون لابس ايه يعني وبعدين اهدي شوية بابا على تكة أصلا ويطردنا كلنا..
غمغمت ملك بانزعاج جلي:
-هو ابوكي دايما مش طايق حد ولا طايقني اكمني بخلص له خزين الشهر..
ثم وجهت حديثها وهي تنظر إلى شمس بضيقٍ:
-أنا مش عارفة ادي دروسي لشمس مش عارفة انجح مع اختك يا بشرى كل شوية اقولها اتقلي على الواد متعرفيهوش أنك بتحبيه وهي ملهوفة بشكل هيجلطني..
قالت شمس معترضة:
-اتقل أيه؟!! ده خايفة لما اشوفه واقعد معاه اروح راقعة زغروطة تجيب البلد كلها، ده حبيبي أنا عايزة المأذون وأنتِ تقوليلي اتقل أنتِ فاكراني زيك…

تمتمت ملك بلهجة غاضبة ومتشجنة وكأنها طفلة صغيرة:
-وايه يعني فكراني زيك دي هو أنتِ شايفاني أيه ما تتكلمي ياست بشرى؟!…
ردت بشرى عليها وهي تهدهد صغيرتها بين أحضانها:
-هو أنتم عالم مجنونة؟! واحدة خايفة تبان بتحبه وبترد عليه بالقطارة حتى بعد الخطوبة والتانية مش عارفة تتقل عليه لو فتح بقه هتبوسه، أنتم اتصاحبتم ازاي؟!!!..
أردفت شمس بنبرة محبة:
-أنا بحبها عموما وهي معاها حق لازم اتقل شوية..
ثم تحدثت بنبرة ثائرة وحماسية من الدرجة الأولى وفي الوقت نفسها لم تنسى تفعيل خاصية الندب:
-بس يا جدعان أنا بموت فيه اتقل ايه؟! انا لغايت دلوقتي والله ما مصدقة أنه اتقدم ليا أصلا، بجد أنا فرحانة اوي حاسة أن من الفرحة وعلشان أنا نحس قلبي هيقف وهتكل على الله اصل أنا عارفة حظي كويس أنا فقرية..
تمتمت بشرى بعتابٍ:
-بعد الشر عليكي يا شمس…
من يصدق بأن شمس تشعر بـ تلك المشاعر..
ظنت بأن حبها سيظل مجرد مشاعر هي وحدها التي تشعر بها وحتى لو شعر هو الأخر لن يفعل، ليس هناك أي شخص قد يُقدم على تلك التضحية والزواج منها، تحديدًا شخص مثله، لكنه فعل..
من يصدق بأن في اليوم التي ظنت شمس بأنه من سابع المستحيلات أن يحدث ولو حدث لن يكون لها أب وعائلة وأخت تقف بجانبها…
أعطاها الله أكثر مما تستحق….
ابتسمت لها شمس ثم مرة واحدة اختفت ابتسامتها وهي تسألهما بانزعاج:
-تفتكروا هو ممكن يغير رأيه لأي سبب من الأسباب؟!..
قالت ملك بلهجة حادة:

-لا كفايا سلبية بقا، انا هروح اخدلي سندوتش كفتة وارجع تكوني هديتي أختك…
ثم غادرت ملك من الغرفة وهنا ابتسمت بشرى إلى أختها ووضعت طفلتها التي على ما يبدو نامت بين ذراعيها على الفراش وهي تغمغم برفقٍ:
-مش هيغير رأيه يا شمس هو بيحبك وجاي علشانك، وبابا خلاص اقتنع انه يوافق وبإذن الله مفيش أي مشاكل هتحصل وهتبقى حياتك زي ما أنتِ عاوزة واحسن واحلى مع الراجل اللي بتتمنيه..
هتفت شمس بنبرة مرتجفة رغمًا عنها:
-خايفة، عمري ما اتمنيت حاجة وحصلت، لما بتحصل بخاف اني بعد ما أدوق حلاوتها تروح مني، لاني دوقتها وشوفتها وحسيتها بعد فقدان أمل..
-أنتِ اهدي بس وكده وخليكي مبتسمة علشان لما تخرجي تقابليه وتقابلي عيلته تكوني كده فايقة ومركزة وهادية، وصدقيني كل حاجة هتعدي وبعدين هو بيحبك وأنتِ بتحبيه وتستحقوا أنكم تعيشوا حياة سعيدة..
أردفت شمس بنبرة جادة:
-عارف اني بحبه وانه مدام خد الخطوة ده اكتر حاجة تثبت انه بيحبني ووقوفه جنبي زمان وكل حاجة، بس غصب عني خايفة، يمكن خايفة لأن شريف كتير عليا، وراجل تتمناه أي واحدة..
قالت بشرى معترضة من هذا التفكير السلبي:
-وأنتِ مش قليلة أبدًا حتى برغم اللي عملتيه كفايا قلبك، وكفايا حبك للي حواليكي وتمسكك بيهم رغم الضرر اللي بيسببوه ليكي إلا أنك جدعة مش بتتخلي عن حد، ده هو اصلا اللي ميطولش ياخدك..
نهضت شمس واحتضنت بشرى بحب كبير هي أستطاعت أن تصيبها بالراحة قليلًا، ابتعدت عنها بعد وقت….
كانت بشرى رائعة تحتويها بشكل كبير في تلك اللحظة وكأنها هي الأكبر سننًا وخبرة في الحياة..
ولم يدوم تأثرهما طويلًا بسبب حديث شمس:
-ياختي من ساعة ما اتجوزتي جوزك وأنتِ بقيتي بتتكلمي زيه كده، وكلامك هادي ورأسي..
ضحكت بشرى متمتمة بـخفةٍ:

-مهوا أكيد لازم اتعلم منه علشان ميفضلش يغلبني على طول التلميذ أوقات بيتفوق على المعلم..
________________
في الخارج كانت الجلسة منذ بدايتها غريبة…
كان منير مرنًا معهما أكثر مما كان في وقت زواج بشرى وهلال، الحقيقة أنه وجد الحديث بينه وبين توفيق، بكر وكمال كان رائعًا وشعر بارتياح كبير تجاهم…
حتى شريف رغم تحفظه الواضح على الأمر، كانت معهما من النساء أفنان بالطبع، وفردوس التي أصرت على الحضور حينما علمت من كمال بأنه بالتأكيد سيجد رفضًا بسبب ما حدث في حياة شريف وسِجنه وجاءت كزوجة لشقيقه أولا وثانيًا من أجل الإجابة على أي سؤال يخص هذا الأمر -أمر شقيقها- لكن الحقيقة لم يدعه توفيق أو بكر الفرصة له في الحديث في تلك النقطة…
وذهب بهما الحديث إلى الكثير من الأمور، لم تأتِ منى أخبرتهما بأنها ستأتي في المرة الثانية عند قراءة الفاتحة حينما يتم القبول من جهتهم…
في الواقع هي تشعر بالقلق من السفر إلى تلك المسافات الطويلة تحديدًا لأناس اول مرة تراهم وهي بتلك الحالة وتفهم شريف حساسية موقفها..
وسيأتي الجميع عند قراءة الفاتحة ان شاء الله….
بعد وقتٍ جعلتها جدتها “زينب” تخرج من الداخل مع شقيقتها، رغم القلق والترقب، والخجل، الارتباك الكثير من المشاعر الغريبة إلا أن شريف استطاع رؤية السعادة التي تكاد تجعلها تصرخ من فرطها، لأول مرة يتأملها بتلك الطريقة ويشعر بالفعل بأنها سعيدة…
جلست في النهاية بجانب شقيقته وفردوس على الأريكة، أما بشرى جلست على أحد المقاعد بجانب مقعد زوجها الذي أتى مرافقًا لصديقه…..
علم منير من طريقة الجميع بأن لا احد يعلم بـ ماضي شمس كاملًا سوى أمر انفصاله عن والدتها فقط، كان هذا مريحًا نوعًا، أخبرهما بأنه سيفكر ومازال هناك وقت قبل أن يعطي قراره النهائي…
تحدث وقتها شريف مخبرًا أياه بأنه معه الوقت الذي يحتاجه كله وهو على أتم الاستعداد على الموافقة على أي شيء يطلبه..
أتت الفقرة التي ظن شريف بأنها لن تأتِ بسبب عدم موافقة منير الواضحة على الأمر هو مازال يريد الوقت ولكن بسبب والدة منير جلس الجميع في القطعة الثانية من الاستقبال وظل شريف في مكانه وشمس في مكانها ظل الأمر صامت تمامًا أول ثلاث دقائق وتقريبًا أول ما قاله شريف:
-عاملة ايه؟!

-الحمدلله في أحسن حال.
لأنك هنا..
منعت نفسها من قولها بصعوبة بالغة…
هل أثرت ملك بها ياترى؟!..
ختم شريف تلك المحادثة التقليدية:
-يارب دايما.
هل انتهى الحديث؟!.
هل انتهت الكلمات أم أنها لا تصدق حقًا تلك الخطوة، حاول شريف الحديث في أي شيء بدلا من شرودها الواضح الذي يصاحبه ابتسامة لا تختفي..
-ابوكي لسه هيسأل عني وبعدها يا هيرد يا بالقبول يا بالرفض.
هتفت شمس بلهفة:
-لا لا ان شاء الله مفيش رفض ولا حاجة هيوافق ان شاء الله.
ابتسم لها ومن حماسها الواضح لم تتغير كثيرًا على الأغلب:
-ان شاء الله.
بدأت تشعر بالثقة قليلا وهي تتفوه:
-شوفت مش قولتلك هتيجي وكفايا تقل وكلام ملهوش لازمة..
ولم يستطع أن يفعل كما كان يفعل في السابق وهو محاولته إنكار كل ذلك بل ابتسم في وجهها برزانة:
-اهو شوفتي طلع معاك حق..
ثم أبتلع ريقه وتحدث بسخافة كعادته:
-او يمكن عملتي ليا عمل علشان انا حاسس بحاجة غريبة.

عقدت شمس ذراعيها بجدية متحدثة:
-لا والله دي الحاجة الوحيدة اللي مجتش على بالي معاك، انا بس كنت بدعي..
قال شريف بنبرة مرحة:
-بركاتك يا شيخة شمس.
تحدثت شمس بملل:
-مش حابب تتعرف عليا؟! تقولي شروط هما بيعملوا ليه في القعدات اللي زي دي؟! قول ما أنتَ قعدها كتير..
لمحت بشكل غاضب في أخر حديثها ليغمغم شريف بنبرة خافتة:
-قولي أنتِ ليكي شروط؟!.
كيف تخبره بأنها تود عقد قرأنهم الآن؟!
عن أي شرط يتحدث؟!!.
فكرت في تلك النقطة رُبما من الممكن أن تكون شرطًا..
-اه ليا شرط.
عقب شريف على حديثها بهدوء:
-احب اسمعه..
-امي..
تمتم شريف بنبرة عادية:
-مالها الحجة سوسن فوق رأسي والله، حد جه جنبها؟!.
هتفت شمس بتردد من طلبها:
-امي لازم تكون معايا انا مقدرش اعيش بعيد عنها، رغم كل حاجة ورغم اننا يمكن طول الوقت ماسكين في شعور بعض الا اني مقدرش اعيش من غيرها ولا اسيبها لوحدها..

-الحجة سوسن دي حبيبتي وحماتي عن قريب ان شاء الله متقلقيش عموما انا وهي على وفاق مع بعض..
أردفت شمس تسأله ساخرة:
-ده وفاق من أي اتجاة؟!.
قال شريف بنبرة خافتة:
-وفاف محدش يعرفه ولا انا شخصيا، انا موافق يعني، المهم حاجة مهمة حابب اقولك عليها لو هنمشي في الموضوع ده.
هتفت شمس بفضول وهي تسمعه باهتمام واضح:
-حاجة ايه؟!.
-الجيم ده متروحيش تاني فيه.
شعرت بالقلق الشديد حتى أنها لم تفهم!!
تمتمت شمس بعدم استيعاب:
-هو أنتَ عرفت منين؟!
تحدث شريف بثقة واضحة وهو ينظر لها نظرة ذات معنى:
-خديها قاعدة علشان نعمر مع بعض انا مفيش حاجة مبعرفهاش.
هو بالفعل أراد أن يعرف عنها بعض المعلومات في البداية ويعرف كيف يسير يومها، فضول بعدما منع عنه هلال معرفة اي معلومة، يبدو انه راقبها..
صمتت شمس لثواني ثم حاولت تغيير الموضوع مرة أخرى:
-أنا ليا شرط تاني..
-اتفضلي سامعك.
قالت شمس بفظاظة:
-أنا مش واحدة من اللي اتجوزتهم هتتجوزها كام شهر وهطلقها وتشترط عليا مخلفش زي ما كنت بتعمل، وشهرين وتطلقني لو حاسبني منهم انا من الاول بقولك بلاش..

رغم حماسها ورغبتها الشديدة للزواج منه؛ بل هو حلم حياتها لكنها لن تقبل أن تكون مجرد أشهر في حياته….
وهي تخاف جدًا من تلك الفكرة…
-يعني انا جاي اتقدملك وجايب اهلي وشايفاني جاي ألعب بيكي يعني؟! شايفاني عيل صغير يعني؟!.
تمتمت شمس بنبرة مترددة:
-أنا مش قصدي.
هتف شريف منهيًا هذا الحوار:
-أنا عايز أكمل حياتي معاكي ونبدأ أنا وأنتِ من الصفر بعيدًا عن أي حاجة قديمة، وللعلم انا مش هعمل فرح لو ده كان شيء يهمك هو كتب كتاب بس.
______________
‘الموافقة’
كانت هي الرد الصادر من منير بعد مدة تخطت أسبوعين قضاهم في التفكير والسؤال عنه وجمع معلومات عن شريف وعن تلك العائلة…
وكان ضغط شمس عليه من جهة مخبره أياه بأن هذا حلم عمرها لم ترغب في أي شيء في الدنيا سوى العيش في أمان في كنف رجل تحبه ويحبها، يحترمها رغم التجربة المريرة التي مرت بها…..
اقتنع منير أخيرًا حينما لم يجد أي شيء بعد سؤاله عنه وعن العائلة قد يجعله يرفض تلك الزيجة، ولا يرغب في أن يكون شخصٍ يحرم ابنته التي لم تنل أي شيء في الدنيا من حقوقها لسنواتٍ عدة الزواج من رجل تريده وهو أقل حقوقها…..
ذهب الجميع لقراءة الفاتحة أمس في منزل والدة منير في بني سويف على أن يكون الزفاف بعد ستة أشهر، واليوم يجلس شريف مع جده يتناول الفطور وكان يخبره بما يرغب فيه من تجهيز شقته بالإضافة تجهيز غرفته وغرفة أخرى في منزل العائلة…..
-انتَ ليه عايز كده يا ابني؟! لو على حماتك ممكن نجهز ليها الشقة اللي في الدور الأخير لو ده هيريحك..
كان هذا رد توفيق عليه بعد تصريحه بأنه يرغب في العيش في منزل العائلة السابق لكنه سيقوم بقضاء أولى الأيام هنا في شقته من أجل أن تفرح شمس بشقتها الجديدة كعروس وستكون أيامه بين هنا وهناك…

الأمر الذي أدهش توفيق كان يظن بأن أكثر الجميع رغبة في ترك المنزل السابق هو شريف…..
هتف شريف بنبرة بسيطة:
-كل حاجة في حياتي وقفت لما بعدت عن البيت ده، وكل حاجة انتهت عنده وعلشان أبدا من جديد لازم اتصالح معاه وأنا وفردوس مينفعش نكون طول الوقت في نفس المكان وهي تغصب على نفسها تكون متحملة وجودي
تمتم توفيق بهدوء في النهاية وهو يحاول فهم منطقه الغريب:
-والله يا ابني اللي يريحك اعمله هنا بيتك وهناك بيتك، بس برضو خد رأي عروستك في الموضوع ده.
أردف شريف بنبرة عادية وهو ينظر له وفنجان القهوة بين يديه:
-هاخد رأيها طبعا وبعدين اول فترة في جوازنا هتكون هنا ان شاء الله انا بس حبيت أعرف حضرتك يمكن متوافقش.
وضح توفيق وجهه نظره له:
-انا ايه اللي هيخليني موافقش؟! انا لما أصريت أن كلنا ننقل في العمارة هنا علشان كل واحد فيكم يتخطى اللي فات وفي نفس الوقت يكون له خصوصية عن البيت القديم..
هتف شريف بنبرة خافتة:
-ساعات علشان نتخطى لازم نتصالح مع الماضي مش نتجاهله…
تمتم توفيق بصدقٍ وهو ينظر له بحنان:
-اللي أنتَ عايزه واللي شايفه صح اعمله انا مش عايز غير راحتكم يا ابني..
ثم غير مجرى الحديث وهو يسأله:
-صحيح هتعملوا ايه في بقيت الشبكة؟! هتجيبها الاسبوع الجاي؟!.
-معرفش شمس عايزة تلبس بقيت الشبكة كلها يوم كتب الكتاب هي دلوقتي لابسة الدبلة والمحبس والباقي عايزاني البسهولها بنفسي يوم كتب الكتاب بتقولي ملهاش لازمة دلوقتي نجيبها وابوها قال براحتك مش عارف اعمل ايه..

هتف توفيق بنبرة حكيمة:
-لا هاتها الاسبوع ده وخليها عندهم وتلبسها يوم كتب الكتاب ان شاء الله علشان ابوها يفهم أنك شاري ومش بتأجل لمجرد كلمة خرجت من بنته..
ابتسم له ثم قال مسترسلًا حديثه:
-ما شاء الله عليها البت بشوشة كده وشكلها بتحبك ربنا يهدي سركم ونفرح بيكم ويتمم ليكم على خير ان شاء الله….
بادله شريف مبتسمًا:
-ان شاء الله.
_________________
‏كُلما قلت لها : أُحبكِ تَداعت الفَراشات إلى خُدودِها.
#مقتبسة
كلَّما نظرتُ لوجهك قلَّ إحباطي
أتعرفُ معنَى أن تشعرَ بأنّكَ مُنتصرٌ
على العالمِ بسببِ عينان..
#مقتبسة
لمَاذا هِي..؟!
لا أعرِف؛ ولكنَّها تُساهِم مُساهمة فعَّالة في شفائي، أستطيع أن أصفَ قلبي بشكلٍ دقيق عندما أنغمس في الحديث معها؛ أنَّه يُضيء!
#مقتبسة
بعد مرور ثلاثة أشهر تقريبًا..
الأيام الماضية كانت من أصعب الأيام التي مرت عليهما…
بعد إلحاح طويل من أفنان وإقناعه بأن يذهبا إلى أكثر من طبيب بخصوص أمر الإنجاب لعل هناك حل، أو طريقة، ووسيلة كانت ترغب في أن تعطيه كل شيء ويحصل على كل ما يستحقه رجل مثله…

من كثرة الحب الذي تولد بداخلها تجاهه أصبحت تسعى لإرضاءه في كل شيء دون مبالغة…
وأخيرًا رحلة استمرت لمدة عشرين يومًا في القاهرة خضعت أفنان إلى عملية الحقن المجهري بعد فترة طويلة استمر الاثنان فيهما على عدة أدوية كتبها الطبيب وعدة إجراءات…..
لم تستطع ترك فهد ذهب معهم في تلك الرحلة لكن دون التصريح بسبب الرحلة الحقيقي سوى أن والدته شعرت ببعض المرض وعليها الراحة وأتت من أجل المتابعة واقتنع الصغير..
في تلك الرحلة رغم تحضيرات زواج، شمس وشريف إلا أن شريف كان يرافقهما في بداية الرحلة، وكان يذهب يومين ثم يأتي في الثالث وتمنى بالفعل بأن تنجح العملية…
وأتى كمال في احدى الأيام أيضًا…
جميع من يعلم لم يكن تنقطع دعواته أبدًا أن يرزق الله داغر بـ طفل، لكن للأسف النتيجة كانت سلبية..
استقبل داغر الخبر بهدوء على عكس أفنان التي شعرت بالحزن الشديد من أجله وعاد الاثنان إلى الشرقية مرة أخرى تحديدَا منزل عائلة داغر..
نصحهما الطبيب بتكرار العملية مرة أخرى بعدما تمر فترة معينة…
وفي أحدى الليالي بعد نوم فهد، أنهت أفنان ما كان يقع على عاتقها من مهام، توجهت إلى غرفة النوم لتجده يغلق حاسوبه ويبدو أنه انتهى من العمل….
هو يعمل لعدد ساعات طويلة جدًا في المنزل، وكانت تلك هي الفرصة التي أتيحت له العمل في المنزل والسفر لمدة شهرين تقريبًا، مع مراعاة بأنه في أي وقت في العام إذا طلبوا حضوره بأن يسافر لأي شيء عاجل…
وضع الحاسوب على الطاولة ثم عاد مرة أخرى على الفراش يراقبها وهي تمشط خصلاتها…
ما يزعجها بأنه بعد ظهور النتيجة لم يعد كالسابق هو غاضب على اتفه الأسباب…
لا يتحدث كثيرًا، ويبدو أنه يخرج طاقة حزنه بشكل مختلف، حتى أنه لم يتحدث في الأمر أبدًا..
أنهت أفنان تمشيط خصلاتها ثم ذهبت لتجلس بجانبه على الفراش متمتمة بنبرة خافتة:
-خلصت شغلك؟!..

رد عليها داغر رد مختصر جدًا:
-اه خلصت…
اقتربت منه أكثر والتصقت به تقريبًا وغمغمت بهدوء:
-ممكن نتكلم؟!.
سألها بانزعاج:
-هنتكلم في ايه؟!.
قالت أفنان برجاء حقيقي هي افتقدت أحضانه واشتاقت لزوجها المحب الذي كان يغير من خصاله لأجلها لا تريد هذا الجانب منه رغم أنها تتقبله ولكنه ليس الجانب المفضل بالنسبة لها، هي تترجاه بالفعل بنبرتها الحنونة والخافتة تلك:
-هنتكلم في أي حاجة مضايقاك بس الأول تاخدني في حضنك وأنا بكلمك..
لم يرغب بأن يكن فظًا معها..
منذ أيام وهو غاضب ومرتبك لذلك لا يريد ازعاجها أكثر من هذا لكنه محطم..
رفع يديه وضمها إلى أحضانه بأنفاس عالية ومتوترة، غمغمت أفنان بنبرة عفوية:
-مش ملاحظ أننا المفروض نتكلم…
قاطعها داغر بنبرة واضحة:
-بلاش نتكلم في الموضوع ده يا أفنان انا مش حابب أتكلم فيه واعتقد ده واضح من ساعتها..
أردفت أفنان وهي تضع يدها على صدره وترفع نظرها إليه:
-ايوة بس مفيش حاجة تتحل وأنتَ متعصب ومش طايق نفسك ولما تتجاهلها ومتتكلمش فيها معايا.
تحدث داغر بنبرة مختنقة:
-أنتِ السبب عمومًا في اللي أنا فيه.

رددت أفنان كلمته بعدم فهم:
-أنا!!..
تمتم داغر مؤكدًا:
-أيوة أنتِ اللي فضلتي تقنعيني نحاول، وفضلتي تزني على دماغي، وبعد ما كنت مش حاطط الموضوع في دماغي رجعت أحطه بسببك، فضلتي تديني أمل على الفاضي…
رأت في نبرته انكسارًا واضحًا..
هذا ليس بشيء هين على أي رجل..
تحديدًا رجل كـ داغر..
أردفت أفنان بنبرة خافتة وهادئة:
-أحنا كنا بنحاول وعادي ومفيش نصيب، في ناس بتعمل بالعشر مرات وبيفضلوا يحاولوا، أنا عملت كده مش علشانك بس وعلشاني أنا وأنتَ وكنت بدعي لربنا بأن يرزقنا بطفل تاني أنا وأنتَ، ودي كانت أرادة ربنا عالم الخير فين، ومحصلش حاجة تضايقك العملية دي نسبة نجاحها حتى في الناس السليمة أقل من خمسين في المئة الواحد بس بيحاول يأخذ بالأسباب لا اكتر ولا أقل..
تنهدت ثم حاوطت عنقه قائلة بنبرة لطيفة:
-علشان خاطري متزعلش وفك كده، هو نصيب يا داغر، وأنا والله مكنش قصدي أضايقك ابدًا..
ترك قبلة على رأسها ثم غمغم بهدوء:
-حاضر يا أفنان؛ اهم حاجة متفتحيش الموضوع ده تاني علشان خاطري ولا تسمعي كلام الدكتور أننا نكرر الموضوع بعد كام شهر، دي إرادة ربنا؛ لو كاتب هيحصل حمل من غير اي وسيلة، غير كده ده مش رزقي علشان متحاوليش في الموضوع ده علشان بتجرحيني من غير ما تقصدي، أنا فهد هو ابني وعوضي…
هزت رأسها متفهمة كلماته ووجعه؛ لذلك رغم رغبتها في تكرار الأمر مرة أخرى لأجله إلا أنها تراجعت الآن على الأقل!!!!!
وحاوطت عنقه ليحاوطها بحبٍ، وكان أحمق احتضانها وحده يكفي ليجعل جروحه تلتئم لا أن يبتعد عنها…

سمعها تهتف بنبرة هامسة:
-أنا بحبك..
ترك داغر قُبلة حارة على جبهتها وتحدث بصدقٍ:
-الحب كلمة قليلة انها توصف اللي جوايا ليكي او تكون رد عليكي يا أفنان.
_____________
مرت أشهر الخطبة سريعة جدًا..
كان شريف يقوم بتجهيز كل شيء وفقًا لما تريده شمس، لم يفرض رأيه في أي شيء تركها تعيش الأجواء كأي عروس….
كانت تلك النقطة تعجبها جدًا ولم تكن أمرأة متطلبة بل كانت طبيعية جدًا في أي طلب تطلبه هي لا ترغب في الأساس سوى أن تكون معه وبعد ذلك يأتي أي شيء أخر…
لم تغضب بسبب شرطه بعدم إقامة حفل زفاف رُبما هي مثله لا تشعر بأن هذا الأمر مهم إلى حد كبير يكفي أنها سوف ترتدي فستان زفافها وتخضع إلى جلسة تصوير معه ومع العائلة وعقد القرآن في أحدى دور المناسبات…
كانت ترتدي فستانها الأبيض ومن خلفها والدتها تشعر بالسعادة الكبيرة لأجلها بأن حديث شمس كان صحيحًا تجاه هذا الرجل وحلمها قد تحقق أخيرًا…
هي تتزوج من الرجل الذي لطالما راهنت عليه بأنه يختلف عن معشر الرجال، يختلف عن الجميع وأنه يستحق أن يكون الرجل الأول والأخير ها هو يتزوجها ويعقد قرانه عليها بحضور الجميع….
لم يعطها وعد ولكنه وفى بألف وعد لم يصرح به…
كانت زوجة منير (نرمين) اليوم حاضرة على غير العادة ولكنها حضرت ولا تدري السبب الحقيقي الذي دفعها للحضور..
” بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير”
انتهى عقد القرآن وأصبحت شمس زوجة شريف كما رغبت وتمنت..
بعد عقد القرآن وجلسة التصوير…

أتى وقت الرحيل كان شريف يبحث عن هلال الذي اختفى مرة واحدة، كان على وشك أن يخرج من القاعة للبحث عنه ليجده أمامه وهو يحمل قهوة وعلى مسافة بعيدة كان داغر يحمل قهوته هو الأخر..
-أنتَ فين يا ابني؟!.
تحدث هلال بنبرة هادئة:
-روحت اجيب قهوة انا لسه عندي طريق سفر طويل ولقيتك عايز قهوة فروحت اجيب واخدت داغر معايا..
أنهى حديثه ليتناولها شريف منه شاكرًا أياه، ثم بعد دقائق بدأ الجميع في الرحيل متوجهين صوب المنزل لتوصيل العروسين وسوسن عادت إلى بني سويف مع العائلة على أن تأتي بعد ثلاث أيام لرؤية ابنتها…
وبعد فترة مناسبة أخبرتها شمس بأنها سوف تنتقل إليها للجلوس معها..
العودة من المسجد إلى المنزل كانت شمس صامتة من الخجل والحماس، السعادة، هي تعرف أسباب صمتها لكن لما هو صامت لا تعرف..
كان شريف صامتًا يشعر بثقل رهيب؛ يرغب في النوم، صداع يفتك برأسه..
حتى أنه أول كلمة قالها حينما ولج إلى الشقة..
” أنا داخل اخد مسكن وجاي”
نظرت له شمس بتفهم رغم هو وغد لا يحاول حتى أن يكون رجل لطيف…
عليه أن يتجمل في يوم هكذا..
جلست على الأريكة بعدما حملت فستانها الضحم وحاولت الجلوس بـطريقةٍ ما، وأخذت أنفاسها اليوم كان طويلًا وجميل جدًا…
كانت لثواني تحاول مراجعة حديثه بما يشعر حتى يتناول مسكن؟! لما لا تسأله؟!..
مر ما يقارب عشر دقائق ولم يأتِ راودها الشك انتظرت لعدة دقائق أخرى ثم نهضت من مكانها بقلق وسارت بضعة خطوات ثم توجهت صوب الغرفة لتشعر بالصدمة…
شريف نائم في منتصف الفراش دون أخذ وضعية مناسبة حتى…

يبدو أنه نام دون تحضير، هل هذا مقلب؟!
نادت شمس عليه أكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادي هو نائم نوم عميق لولا انتظام انفاسه لشعرت بأنه حدث له شيء….
فتحت الخزانة وأخذت ملابسها وكل ما تحتاجه على مراحل لم تستطع حمله على مرة واحدة بسبب فستانها الضخم وبالرغم من الضجيج الذي كانت تحدثه لم يستيقظ…
…قُـــرب الــعــصــر…
في اليوم التالي بدأ شريف يتحرك في نومته ويتنفس بشكل أسرع فتح عينه وجد الضوء مشتعلًا وهو نائمًا بشكل غير طبيعي والاغرب أنه يرتدي حليته السوداء…
ما الذي حدث هو لا يتذكر شيء أبدًا، اعتدل في جلسته وحاول الجلوس غي نصف جلسة يفرك عينه بقوة، كيف ينام ليلة زفافه؟!
كيف غلبه النعاس بهذا الشكل؟!
أهتز هاتفه في جيبه بعد وقت طويل من التساؤلات أخرجه من بنطاله ليجد المتصل هو هلال..
أين شمس؟!
هل سافرت مثلا لهم وقامت بالشكوى عليه؟!
أجاب شريف عليه بحذر لكن صوته كان ناعس بشكل لم يستطع إخفاءه:
-الو.
-الو ازيك يا عريس..
تحدث شريف باستغراب:
-الحمدلله..
– أنا عموما مرضتش اتصل من بدري علشان مضايقكش ولا اصحيك من النوم اكيد نايم من بدري…
ضيف شريف عيناه فهناك شيء غير مفهوم أو غير منطقي في الجملة بالنسبة إلى شريف..
ثم سأله سؤال مباشر وهو يحاول أن يكتم ضحكاته:
-ايه شرفتنا ولا رفعت رأسنا ولا شكلك نمت؟! وعلى العموم الطب اتقدم هنلاقيك حل…

كان شريف هناك احتمالين في رأسه..
الاحتمال الاول شمس الذي يجهل مكانها قامت بفضحه ونشر الخبرفي القنوات الفضائية…
الاحتمال الثاني أن هلال فعل به شيئًا ليلة أمس هو استيقظ في وقت متأخر جدًا بعد الظهر تقريبًا غير نومه مبكرًا قبلها بـ ليلة، كان يستعد لهذا اليوم ولم يتخيل أن يخلد إلى النوم وكأن هناك شيئًا قد أجبره…
هنا تفوه شريف بعفوية وكأن أفكاره قد خرجت من فمه:
-القهوة..
-عليك نور، ده صاحبي الذكي اللي دايما أنا عارف أنه بيجبها وهي طائرة.
كاد شريف أن يصرخ وهو يخبره:
-أنتَ حطيت ليا أيه في الزفتة؟!.
عاتبه هلال ببرود شديد:
-والله عيب عليك يا شريف دي نعمة ربنا اتقي الله شوية، وبعدين عادي منوم حسيتك مرهق ومحتاج تنام….
الآن يسمع هلال من شريف ما لا يرضيه الآن وكلمات يستحقها وبشدة….
تمتم هلال بنبرة عفوية:
-يا شريف أنتَ نسيت اني قولتلك اني هردها ليك..
تمتم شريف بغضب وهو يخرج من الغرفة ورأي باب أحدى الغرف مغلق يبدو أن شمس خلفه…
عاد مرة أخرى إلى الغرفة متمتمًا:
-ايه جاب دي لدي؟! يعني انا خليتك تتجوز تقوم منيمني ليلة فرحي؟!!
-مهوا الانتقام لما بيجي مش بيترد بنفس الموقف لا بالعكس بشوف ايه اللي يشلك ويجننك واعمله وبعدين ليلة تفوت ولا حد يموت، انا مش زعلان من اللي عملته انا بس لسه شايل شوية من التدبيسة.

-تدبيسة ايه مهي كانت على هواك مش عايز اسمع صوتك تاني…
أنهى المكالمة وأغلق الخط بوجهه بعدما استمع إلى ضحكات هلال…
أخذ ملابس له ثم أخذ حمام دافئ وبدل ملابسه وقام بتمشيط خصلاته بعدما قضى فرضه وهو مازال يشعر بأن ذلك الشيء يؤثر عليه ولكنه يقاوم…….
صنع فنجان من القهوة وتناوله ثم توجه إلى باب الغرفة المغلقة وطرق الباب وبعدها حاول فتح الباب وعلى ما يبدو أنه مغلق من الداخل
-شمس..
سمع صوتها تصرخ من خلف الباب:
-مش عايزة اسمع صوتك روح كمل نوم..
كان صوتها مرتفعًا وعاليًا بشكل أذى أذنيه رغم أن الباب مغلق..
-متصوتيش بس اخرجي نتكلم.
هتفت شمس بصوت باكي:
-وأنا مش عايزة اسمع صوتك ولا اتكلم معاك.
احتقن وجهه متحدثًا باختناق وهو يكاد يلعن هلال:
-حقك عليا.
سمعها تتحدث متهكمة:
-رايح اخد مسكن ده أنتَ اخدت منوم، لو كنت عايز تنام مكنتش هقولك حاجة يعني، كنت قولت مش تسيبني وتدخل وادخل الاقيك نايم…
لماذا الشك؟!
هو تناول “منوم” لكن دون علمه…
-طيب اخرجي نتكلم ونفطر طيب انا جعان.
هتفت شمس بعند:

-كُل لوحدك أنا مش عايزة أكل.
قال شريف بنفاذ صبر:
-اخرجي يا شمس بدل ما اقسم بالله اجيب المفك والشاكوش واجي اكسرلك الباب ودي مش حاجة حلوة تحصل في أول أيام جوازنا نكسر في الشقة..
لم يجد منها رد وبعد دقائق…
أتى هلال بمقعد خشبي ووضعه في الرواق منتظر أن تخرج متحدثًا أثناء فعله ذلك..
“أنا جايبلك الكرسي وقاعدلك علشان نشوف اخرتها ايه قدامك ربع ساعة لو مخرجتيش قسما بالله هكسر الباب لو متعرفيش اني لما بقسم انا بعمل اديني بقولك”
نهض من مكانه وأتى بالأدوات الذي عليه أن يستخدمها ثم جلس على المقعد منتظرًا الإجابة…..
____________
‏لم يتبقى مني جزءً صغير، إلّا وامتلئ حُباً بكِ.
#مقتبسة
فَراشات داخلي َتتصاعد عندما أكون مَعك !
#مقتبسة
“جاءَ حُبُّهُ نورًا يَشعُّ فِيّ”.
#مقتبسة
” الــقــاهــرة ”
لم يذهب هلال اليوم إلى المكتب في الصباح كما أعتاد، عاد هو وزوجته وابنته في وقت متأخر جدًا بعد الفجر تقريبًا…..
وذهب الجميع في نوم عميقٍ، وقبل العصر كانت بشرى تحضر الفطور والغداء سويًا لأن هلال لا يستطيع تناول الغداء دفعة واضحة قبل أن يشرب (الشاي باللبن) وشطائر الجبن المختلفة وبعدهما القهوة، غير تلك المراحل لا يستطيع أبدًا بدأ يومه…
بعد مكالمة مع شريف خرج من مكانه في مزاج رائق جدًا ليبحث عن زوجته وجدها في المطبخ وبجانبها العربة المتحركة الخاصة بالصغيرة والتي موضوعة فيها بجانب الثلاجة وهي نائمة ويبدو أنها نامت حديثة وجعلتها بشرى بجانبها حتى تشعر بها عند استيقاظها مرة أخرى…

التفت بشرى لتجده يداعب الصغيرة بأصابعه، وضعت الأكواب وبعدها الشطائر على الطاولة التي تتوسط المطبخ…
-سيبها يا هلال لسه نايمة وهتصحى سيبها نايمة على الأقل لغايت ما أخلص الغداء..
تركها بالفعل هلال ثم جاء وجلس على الطاولة وقبل أن يتناول أي شيء جعل مقعدة على مقربه منها جدًا وسمعها تعقب بفضول شديد:
-كنت بتكلم مين سمعاك عمال تضحك يعني؟!.
ضحك مرة أخرى لم يتمالك نفسه وهو يخبرها:
-أبدًا كنت بكلم شريف..
سألته بشرى بعفوية:
-طب وايه الضحك ده كله؟!
هتف هلال بهدوء:
-عادي حاجة بيني وبين صاحبي ايه الاسئلة الكتير دي؟!..
-عادي فضول المهم هما كويسين؟!.
-اه الحمدلله كويسين.
ثم أسترسل حديثه وهو يضع كفها بين كفيه متمتمًا بنبرة هادئة:
-انا عيد ميلادي بعد بكرا وهنسافر يوم الخميس كام يوم كده..
هتفت بشرى بانزعاج واضح هي تعاتبه كون هذا هو يوم مولده الثاني تقريبًا التي تقضيه معه بعد زواجهما:
-هلال بجد انا مشوفتش واحد بيخطط يوم ميلاده هيعمل ايه زيك، وبيبقى فاكره مش مدي اللي قدامه فرصة يخطط أو يفكر يعمله ايه فيه..
تمتم هلال بنبرة عفوية:
-عادي أنا يوم عيد ميلادي بحب ابسط نفسي وبحب ابسط اللي حواليا وبعتبره أجازة.
هي معتادة منه أن يكون له فكر مختلف ومزعج في بعض الأحيان لكن الأهم من ذلك بأنها تقتنع بالنهاية وهو ماهر جدًا في تلك النقطة…..

تحدث هلال بانزعاج:
-وبعدين مفيش كل سنة وأنتَ طيب يا حبيبي وكل سنة وأحنا مع بعض وكل سنة وأنا بحبك أكتر، ايه اغششك اكتر من كده طيب؟!..
ابتسمت له متحدثة بنبرة خافتة يكاد يسمعها:
-كل سنة وأنتَ طيب ويارب العمر كله مع بعض يارب والسنة الجاية تكون دايما في تقدم وتحقق اللي بتتمناه….
سألها بتريث بعدما وجدها صامتة:
-بس كده خلصتي؟! في حاجات ناقصة..
تنهدت ثم غمغمت بخجل يلازمها دومًا رغم كل شيء هي لا تعترف بحبها له كثيرًا، لا تنطقها بصراحة ووضوح إلا في أوقات قليلة جدًا:
-لسه ناقص حاجة أنا بحبك برغم علاقتنا اللي كانت غريبة أساسًا ومازالت، بس أنا بحبك وعموما أنتَ عملت اللي محدش قدر يعمله اتجوزت وخلفت في مدة زمنية قياسية بعد ما كنت مش عايزة اتجوز أصلا..
عقب هلال على حديثها مبتسمًا وهو يقترب ويضع قُبلة على وجنتيها دافئة ورتقية مثله:
-وأنا بحبك يا بشرى ومحبتش حد قدك ولا غيرك..
احتضنته بحب ليبادلها وبدلًا من أن تسمع غزل واضح منه في تلك الأوقات الحميمية والشاعرية بينهما سمعته يهتف باستغراب:
-في ريحة غريبة..
ابتعدت عنه تنظر له بعدم فهم ومازالت قريبة منه وفي أحضانه هي تعلم مزاحه السيء في كثير من الأوقات لذلك قالت بـ فصحى مميزة:
-رائحة الحب ؟!.
ثم هتفت بانزعاج وهي تشعر بالحرج هل بها رائحة غير لطيفة مثلا:
-هو أنتَ قصدك عليا؟!
-في ريحة شياط…
هتفت بشرى ساخرة:

-شوف مين بقا اللي فصيل فيا؟! وبعدين ريحة شياك هتيجي منين يعني انا مش مولعة البوتجاز لسه كنت بتبل الحاجة بس…….
ثم صرخت وهي تنتفض وتبتعد عنه:
-يالهوي أنا نسيت سندوتش الجبنة اللي كنت بسيحها في السندوتش ميكر…
_______________
تُصبح كل الاشياء بجواره آمنة مطمئنة وهادئة ، حتى قلبي..
#مقتبسة
تسألين/ لماذا أنتِ .. لأنكِ لامِعة مثل قمرٍ في سماء
‏وغزيرة
‏مثل يومٍ ماطِر
‏لأنكِ واضحة
‏مثل شمس النهَار
‏وحنونة
‏مثلَ قلوب الأمهات
‏لأنكِ اجودية
‏مثل البدو
‏وهادِئة
‏مثلَ مكانٍ مألوف
‏لأنكِ شُجاعة
‏مثل امرأة بألف جيش.

#مقتبسة
‏”كان يكفي أن تنظري لعيناي لتعلمي كم أنا مليئٌ بك”
#مقتبسة
ولم تمر سوى سبع دقائق من تهديده، وكانت شمس تفتح الباب وتخرج بأعين متورمة تقريبًا قضت ليلتها في البكاء، كانت ترتدي منامة من الحرير لونها أسود عبارة عن قميص طويل، ومئزر من اللون ذاته ليعقب شريف بنبرة متهكمة:
-اسود؟! ده اختيار امك اكيد ده؟!.
صرخت شمس في وجهه:
-ملكش دعوة بأمي هي امي اللي خليتك تنام؟! وخليك في نفسك وبعدين هو ده اللي عندي، عايز تتكلم في أيه؟!.
كاد أن يتحدث لتنفجر باكية وهي تتحدث بنبرة مرتجفة:
-ده أنتَ ولا كأنك واخدني تخليص حق ولا مغصوب عليا يا شيخ، بقولك طلقني العيشة معاك مش نافعة..
ضحك وتألم على هيئتها في الوقت نفسه رفع أنامله يمسح دموعها بأنامله متحدثًا بحنان:
-ملحقناش نعرف تنفع ولا متنفعش، خلاص متعيطيش ياستي هاتي دماغك ابوسها.
مال عليها ولكنها وضعت يدها على فمه متحدثة بانزعاج:
-لا شكرًا، اللي ما هان عليك تقولي اهلا بيكي في بيتك، تقولي مبروك تقولي اي كلمة؛ روحت نايم زي الفسيخة..
هتف شريف بنبرة مقتضبة:
-مش ملاحظة كفايا تعليقات على نومي بقا وكفايا احراج والله غصب عني..
تحدثت شمس بانزعاج واضح وهي تنظر له بأعين غاضبة وصوت مرتفع:
– اسكت ده انا همسكها عليك العمر كله، وبعدين هو ايه اللي كان غصب عنك؟! حد رفع عليك السلاح في أوضة النوم وقالت نام بدل ما اغزك يعني؟!.
وضع يده على فمها متحدثًا بغيظٍ واضح:

-يابت وطي صوتك شوية انا مبكرهش قد الصوت العالي، ما أنا قدامك اهو بتعلي صوتك ليه؟!.
أبعد يده عنها معطيًا لها المساحة للحديث:
-كده علشان مفروسة ومضايقة…
لم تنهى كلماتها ولكنها توقفت مرغمة حينما وجدته وضع وجهها بين كفيه أثناء حديثها وترك قُبلة على جبتها وعلى وجنتيها متحدثًا بنبرة هامسة:
-خلاص أنا أسف ياستي والله معلش النوم سلطان.
هتفت شمس بطاعة تناقض نبرتها المرتفعة منذ دقيقة واحدة:
-ماشي…
ثم تحولت مرة أخرى إلى ملامح شرسة وصوت مرتفع:
-خلاص تقولي كلام حلو تعترف قد ايه أنتَ بتحبني يمكن اسامحك وانسى، واحضر الفطار.
تحدث شريف بنبرة متشنجة:
-ماشي وطي صوت أمك ده بس بدل ما أخلع حنجرتك دي، وبعدها نتفاهم، ولو أن ده مش وقت تحضير فطار..
-اتفضل قول.
تمتم شريف بنبرة واضحة:
-هقول ايه يعني أنتِ مش عارفة أنتِ بالنسبالي ايه؟!.
قالت شمس بثقة لا تدري مدى اكتسبتها:
-لا عرفني معرفش، قولي ازاي أنتَ بتحبني وازاي كنت هتموت وتتجوزني..
رفع يده متحدثًا بنبرة صادقة لم يرتب كلماته حاول أن يجعل قلبه يتحدث بدلًا منه لعله يخبرها بشكل أوضح:
-أنتِ استثناء وضد أي قاعدة أو حدود أو أي فكرة جت في بالي اتحديت نفسي فيها ومشيت ورا مشاعري علشانك يا شمس ونفسي تطلعي لغايت أخر يوم في عمري قد الثقة دي…

تمتمت شمس بجدية ومشاعر فياضة وواضحة وضوح الشمس مثلها:
-وأنا قدها، ومش هعمل اي حاجة تحسسك بعكس كده…
ثم قالت بعنجهية وكأنها تحولت إلى أمرأة أخرى في ثواني:
-وبعدين أنتَ يعني بدل ما تقول كلام كويس تتكلم كأنك اتنازلت وانك اتجوزتني؟! على فكرة أنا اللي اتنازلت يا استاذ شريف أنتَ second handبالنسبالي..
-ايه ؟!.
هتفت شمس بنبرة خافتة وقلقة وبدأت تدرك فظاعة ما تقوله:
-ايوة يعني مستعمل واتجوزت قبلي تلاتة..
-ايه؟!.
هتفت شمس وهي تردد كلمته ببسمة مرتبكة:
-ايه؟!.
انخفض شريف بمستواه إلى الأرض الذي كان يضع فوقها (الشاكوش) واعتدل بجسده مرة أخرى متحدثًا بسخرية وهو يرفعه بمسافة ليست بعيدة عنها:
-واضح أن التفاهم الدبلوماسي مش نافع ما بينا..
قالت شمس بقلق:
-لا والله حقك عليا انا اصلا عبيطة ومعرفش انا بقول ايه..
ترك الآلة الموضوعة بين يديه على المقعد الخشبي متحدثًا:
-الاعتراف بالحق فضيلة وأنا بحترمه عمومًا.
هتفت شمس بجدية وهي تسأله:
-ماشي سيبك من ده كله، أنتَ قعدت تقولي انا استثناء وانا ضد القاعدة وضد الحشرة وضد الفأر وانا الكلام ده بصراحة مش بفهمه كلمني كده كلام يدخل مخي يعني سيبك من الكلام اللي واضح اي حد بيدخل حقوق بيقعد يقولها كلمني عربي..

تمتم شريف مستنكرًا:
-اومال انا بكلمك صيني؟!.
تحدثت شمس بنبرة واضحة:
-يعني قول أنا بحبك يا شمس قبل ما أنا أقولها علشان لازم انتَ اللي تبادر ومبقاش مدلوقة عليك يعني لاني أقل من خمس دقائق وهقولها زي ما قولتها قبل كده كتير…
ضحك شريف وهو يحاوط خصرها متمتمًا بنبرة هامسة تذيبها:
-أنا بحبك يا شمس، وبحبك لدرجة متجيش في بالك، ووالله العظيم عمري ما قولتها لواحدة غيرك حتى لو من باب المجاملة…
حاوطت عنقه في لحظتها وكانت تبكي وتضحك كالمجنونة وكأنها حتى الآن لا تستوعب بأنها معه، زوجته، في منزلهما كل تلك الأشياء صعبة على قلبها…
همست بجانب أذنه بنبرة صادقة غير مصطنعة:
-والله انا لغايت دلوقتي ما مصدقة أننا مع بعض، وان كل حاجة في حياتنا خلصت وعدت ده أجمل من اللي اتخيلته في دماغي حتى…
رفعها من فوق الأرض باتت لا تلامسها وسار بها بضعة خطوات وهو يضع بضعة قُبلات متفرقة على عنقها:
-اللي بينا مكنتش ايام وخلاص، دي سنين ان شاء الله لسه بتبدأ وانا هخليكي تصدقي عمومًا…..
حاوطت عنقه بحب حقيقي تاركة نفسها بين أحضانه لمصيرها وأن تتذوق الحب معه كيفما تشاء، وأن تشعر بأنها تستحق أن تكون أمرأة ذات قدر واحترام، شأن..
أن تكون انسانة صالحة له ولها..
لاطفالهما في المستقبل…
حسنًا رُبما سمحت للبعض في وقت من الأوقات ان يغزو جسدها بنظراته أثناء رقصها، وجعله يتخيلها بأبشع الأوضاع لكنها سيكون أول رجل في حياتها رجل يستحقها ورجل يستحق أن تكون أنثى صالحة من أجله هو سبب لكنه ليس الأساس هي تغيرت كثيرًا وأدركت الطريق الصحيح وكان هو من يدلها عليه في البداية…..
كانت دومًا تقرأ أو تسمع جملة “الدار أمان” على لسان الكثير ولكنها لأول مرة تستشعرها بأنها في أمان لأنها معه وله، يصل إلى كل خلية بها معلنًا لها بأنها تحت حمايته وسلطانه…

شمس شريف…
هي شمسه وبدايته رغم الماضي المتروك والمعبأ بالديجور…..
هو يشرق بها ومعها لم يندم أنه سار وفقًا لمشاعره أبدًا…
_____________
‏”كان ينطق الأحرف بطريقة خاصة ومختلفة قليلاً.. هذه القليلاً كلفتني قلبي.
#مقتبسة
• ‏سَيَبقَىٰ قَلبِي سُنبُلَة مَائِلَة نَحوَ شَمسِك دَائِمًا .
#مقتبسة
إنها تلك العينين
‏التي تنظر إليها مرّه واحدة
‏وتبقى شارداً فيهما للأبـد
#مقتبسة
تتنفس بصعوبة وقلقٍ وهي تراقب الاختبار المنزلي، تنتظر النتيجة لا تعلم كم من الوقت تتخذ ولكنها قلقة جدًا على عكس المرة الفائتة كان الحماس يقتلها لا تعلم لما رُبما لأن طفلها مازال صغيرًا جدًا..
كبر حجمه قليلًا عن يوم ولادته ولكن هذا لا ينفي أبدًا كونه مازال صغيرًا جدًا، هي لا تعلم متى كبر بين يديها؟!
مازالت تتذكر أول يوم حملته بين ذراعيها..
…عودة إلى الماضي…
نائمة على الفراش في المستشفى تشعر بالتعب الشديد والإرهاق لكنها تنتظره بفارغ الصبر، تنتظر رؤية طفلها هي وكمال….
ومنذ أن رحل مفعول التخدير ورأت كمال جالس معها في الغرفة تحديدًا كف يدها بين أصابعه الحنونة ومعهما دعاء، (نجوى) ومنى والدة كمال بينما الباقي كان يجلس في الخارج يعطوها الخصوصية الكاملة..

كل ما كانت تتفوه به:
-عايزة اشوفه يا كمال دلوقتي..
ترك قُبلة على رأسها تحت ابتسامة الجميع متمتمًا:
-حاضر قولتلهم واكيد زمانهم جايين بيه هما بس بيتأكدوا أن كل حاجة كويسة..
سألته فردوس بلهفة حقيقية:
-أنتَ شوفته يا كمال؟!.
-شوفته من بعيد لما كانوا شايلينه..
هتفت دعاء مخففة من توتر فردوس الواضح:
-مكنش فاضي يشوفه ياست فردوس كان مشغول بالمزة الكبيرة اكتر، وهتشوفيه دلوقتي…..
بعد دقائق كانت تدخل الممرضة وهي تحمله بين ذراعيها ملفوفًة بعناية بغطاء من اللون الأبيض تم كتابة اسمه عليه بخيوط من اللون الأزرق الفاتح طلبتها فردوس من صفحة متخصصة في مثل هذه الأشياء، تحدثت منى من بعيدًا وهي تراقب الوضع وهي جالسة على مقعدها المتحرك:
-بسم الله ما شاء الله، ربنا يحفظه ويتربى في عزكم يا ولاد..
قال الجميع في صوتٍ واحد:
-آمين..
كانت نجوى تلتزم الصمت قليلا إلى أن ينتهي هذا الترحيب من قِبلهم بطفلهما أولا وبعدها هي سوف تنهض لتبارك لفردوس التي تستحق السعادة جدًا..
مدت فردوس يدها بلهفة وقتها وقد تكون أخذته عنوة من الممرضة هي لا تتذكر اللحظة نفسها كل ما كانت تريده فقط حمله بين يديها…
كان صغيرًا بـشكلٍ وعيناه مغلقة ويده موضوعة فوق بعضها، كل تفصيلة به كانت لذيذة وجميلة جدًا كان كمال يجلس بجانبها على طرف الفراش يراقبها ويراقب تأملها للصغير أما دعاء كانت تلتقط لهم بعض الصور الفوتغرافية توثيقًا للحظة دون أن ينتبها وقتها…
كانت فردوس تنظر له بانبهار حقيقي..

تنظر إلى حياة جديدة..
هو يرمز إلى حياتها الجديدة وولادتها مرة أخرى بصدقٍ بعد سنوات عَوِيصة وشاقة إلى أقصى درجة قبلت رأسه والدموع تنهمر من عيناها، ورغم أن كمال كان لديه مشاعر تفوقها بالكثير والكثير إلا أنه في تلك اللحظة مسح دموعها:
-بلاش عياط يا أم أسر بقا..
ضحكت فردوس بإعجاب بالاسم من وسط بكائها رغم أنه غريبًا بأن تنادى بـ أم فُلان بدلًا من اسمها…
سمعت صوت دعاء تقول:
-يلا بطلي عياط علشان اصوركم صور حلوة كده…
….عودة إلى الوقت الحاضر….
فاقت من ذكرياتها التي لم تكن بعيدة بل تقريبًا عام واحد مر على عذا اليوم الذي لا يقدر بثمن أبدًا وهي تنظر إلى الشريط…
شهقت رغمًا عنها حينما وجدته بالفعل يظهر لها بأنها تحمل جنينًا في أحشائها مرة أخرى…
بكت ولا تعلم لما بكت هل من سعادتها؟!!
أم من قلقها الطفيف من المسوؤلية التي سوف تتضاعف وطفلها مازال يحتاج اهتمامها ورعايتها..
ماذا عليها أن تفعل الآن؟!..
قامت لإجراء اختبار أخر ولم يعطِ سوى النتيجة نفسها…
هي عليها أن توقظه، توجهت صوب غرفة النوم وكانت طفلها مازال نائمًا لحسن الحظ وجلست بجانب كمال على الفراش واضعة يدها على كتفه بطريقة افزعته بعض الشيء:
-كمال اصحى، كــمـال!!
فتح كمال عينه وتقلب في نومته، كانت الرؤية في البداية مشوشة وغير متزنة، لكن الرؤية بدأت تضح وكان وجهها يتواجد بالقُرب منه تقريبًا رأي عيناها الباكية لذلك تحت بقلقٍ وهو يعتدل على الفراش:

-في حاجة يا فردوس ولا ايه؟! أنتِ كويسة؟! آسر كويس؟!.
هزت رأسها بإيجاب والدموع تهبط من عيناها بغزارة بعد سؤاله وهنا تحدث بذعر:
-في حد في البيت حصله حاجة؟!.
هزت رأسها نافية ليبدأ يشعر بالطمأنينة قليلًا وهو يسألها باستغراب:
-اومال في ايه بتعيطي ليه؟!..
قالت فردوس مخبرة أياه الأمر وهي تمسح دموعها التي لا تعلم هل هي قلقة بحدوث الأمر مرة أخرى بتلك السرعة أم أنها سعيدة..
رُبما اختلطت مشاعرها سويًا..
-كمال انا شكلي حامل..
لحظة حاول أن يستوعب الكلمات مداعبًا أياها:
– ده شك الدكتورة دعاء؟!.
هتفت فردوس بعدما ابتسمت رغمًا عنها من وسط بكائها:
-لا دعاء متعرفش حاجة أصلا، أنا عملت الاختبار اللي بيكون في البيت ده مرتين وطلعت حامل بس بيقولوا انه مش بيكون أصح حاجة، أنا مصدومة بجد..
لم يفهم كمال سر صدمتها ليعقب بصوتٍ ناعس:
-مصدومة من أيه احنا متجوزين!!..
نظرت له ساخرة من تعقيبه وتلك المعلومة التي لم تكن في ذهنها ليصدمها وهو يسألها باستغراب:
-فردوس هو اصلا مكنش فيه اي احتياط اصلا فأنك تكوني حامل ده شيء طبيعي..
نظرت له بجدية وكأنها ترغب في سؤاله:-حقًا؟!
ولكنها صمتت يبدو أن تعقيبه منطقي لا هو ولا هي استعملا اي نوع من الموانع إذن لما الصدمة؟!!.
كانت أجابتها رائعة وغريبة من نوعها:

-ايوة بس انا كنت بدعي اني محملش غير لما يكمل ابني سنتين وشوية مثلا او كنت حاسة وكنت بعمل…
قاطعها كمال نظر لها بسخرية شديدة:
– الدعوة مكنتش مستجابة معلش، يلا يا فردوس نامي ربنا يهديكي ولما نصحى نروح عند الدكتور او اي معمل تحاليل..
سألته فردوس بجدية وهي تنظر له:
-هو أنتَ بقيت قاسي عليا يا كمال ليه بجد؟!
ضيق عينه وهو يسألها بعدم فهم:
-بقيت قاسي عليكي ازاي؟!.
سألته بنبرة منفعلة وهي تعقد ساعديها:
-يعني أنتَ مش شايف طريقتك؟! وبعدين العصر خلاص يأذن أنتَ طولت في النوم..
-لا مش شايف حاجة استني عشر دقائق كده وهحاول اشوف..
صمتت في طاعة وهي تنتظر عشر دقائق لعله يدرك فيها خطئه، خرج من الغرفة متوجهًا صوب المرحاض غسل وجهه وأسنانه ثم توضأ وقضى فرضه ولم تسنح له الفرصة أو الوقت الذهاب إلى المسجد يبدو أن هاتفه قد نفذت بطاريته لذلك لم يسمع الأذان…
عاد مرة أخرى بجانبها متمتمًا:
-صباح الخير يا فردوس عاملة ايه؟!.
-الحمدلله بخير.
ابتسم كمال وهو يترك قُبلة على وجنتها:
-الف مبروك يا حبيبي علينا..
ردت عليه بعدم فهم يبدو وكأنه تبدل خلال تلك الدقائق:
-الله يبارك فيك..

غمغم كمال بنبرة هادئة:
-ايه اللي مضايقك طيب دلوقتي؟!.
-التوقيت.
-ده النصيب يا فردوس خلاص افرحي ربنا بيعوضنا عن كل اللي حصل السنين اللي فاتت.
أنهى حديثه وأخذها بين أحضانه وهنا بدأت تشعر بأنها يجب عليها أن تتوقف عن البكاء أو الصدمة ورُبما هو العوض الحقيقي بالفعل….
بدأت أنفاسها تنتظم رُبما تلك المرة مختلفة لأنها على وشك أن تنجب طفلها الثاني من الشخص الذي تحبه والذي حتى الآن كذب عليها في أمر فهد…
فردوس ليست غبية أبدًا..
عقلها دائمًا يعمل في كل الأوقات تقريبًا حتى لو عادت عاطفتها تشغل جزء كبير عن عقلها مؤخرًا لكن هذا لا يمنع بأنها لا تحب أن تكون مغفلة، كان الأمر الذي يأتي على عقلها دومًا لما لم تنجب أفنان مرة أخرى طفل بعد فهد؟! تعلم بأنه نصيب ولكن هذا السؤال كان دومًا يشغل عقلها…
ليس أمر طبيعي تحديدًا الطفل تخطى ثماني سنوات، وعلى حسب ما ترى علاقتها بـ داغر اصبحت جيدة بشكل كبير يستطيع الجميع ملاحظته…
ومن كثرة أفكارها لم تستطع التعايش مع الشك للأبد كما كانت تظن، في مرة المرة كان فهد يجلس مع ريم، أخذت كنه دون أن يلاحظ اي شخص، خصلات من شعره….
وهو كان بطبيعة الحال يحب الجلوس مع ريم في أغلب الأوقات في شقة دعاء واللعب بالصغيرة ابنة دعاء وبكر، وحتى طفلها الذي كان فهد معجب به كثيرًا أو رُبما لأنه ذكر مثله…
انتظرت طويلًا أن تظهر النتائج بينها وبينه، ليخبرها الطبيب على الهاتف بأن هناك صلة قرابة واضحة بينهما…
ووقتها لم يحدث لها أي تغييرات وكأن من كثرة شكوكها كان الأمر يقينًا بداخلها…
والنتيجة لم تكن سوى اثبات..
حتى لم تتغير معاملتها بالنسبة إلى كمال الذي لم يلاحظ عليها أي شيء مختلف بل ظلت العلاقة بينهما طبيعية جدًا….
لأول مرة تنجح في إخفاء مشاعرها تجاهه لأنها لم تغصب منه، وجدت أن تصرفه كان صحيحًا هل هي علمت الحقيقة؟! وما الفارق؟!!
لا شيء ولا تستطيع فعل أي شيء..

رُبما الوضع القائم هو الأفضل للجميع..
فقط الآن تكون بحياكة شال صوفي إلى فهد وريم، ستظل تحبه كـ طفل وسوف تنسى أنه ابن شقيقها بتلك الطريقة البشعة…
-فردوس روحتي فين أنا بكلمك؟!.
تنهدت متمتمة بنبرة خافتة:
-معاك يا حبيبي معاك خلاص انا بس اتوترت يمكن لما عرفت بس يعني الحمدلله على كل شيء، والحمدلله على أي رزق من ربنا.
-الحمدلله.
ثم سألها باهتمام:
-أنتِ منمتيش خالص من امبارح ولا ايه؟!.
هتفت فردوس بنبرة عادية:
-نمت بعدك بعد الفجر بس أسر صحي الساعة ستة الصبح فضل صاحي ساعتين وبعدين نام ومن ساعتها وأنا معرفتش انام تاني فقولت اعمل الاختبار..
جعلها تستكين بين أحضانه ونظر لها متحدثًا بنبرة جادة:
-مش ملاحظة حاجة يا فردوس؟!.
سألته فردوس بفضول:
-حاجة ايه؟!
تحدث كمال موضحًا وهو ينظر إلى عيناها:
-أصلك تاني يوم من اي فرح بتصحيني علشان تعرفيني أنك حامل، هل هما وشهم حلو علينا مثلا؟!
تمتمت فردوس بصوتٍ ناعس:
-مش عارفة أنا أصلا نسيت اللي حصل اول مرة، ده فعلا كان تاني يوم فرح هلال..
هتف كمال بانزعاج:

-يعني انا اخدت النهاردة اجازة علشان انام براحتي بعد الفرح تروحي تنامي أنتِ مني..
-مش قادرة عايزة انام، أنتَ نايم اكتر من تسع ساعات…..
هتف كامل وهو يجذب الغطاء فوقهما:
-أنتِ ثلاث أربع حياتك معايا نوم يا فردوس..
حاوطت عنقه متحدثة بصوتٍ ناعس لكنها كانت صادقة الحقيقة الوحيدة التي تعرفها أنها سوف تظل تحبه إلى الأبد وهذه هي الحقيقة الوحيدة الملموسة:
-أنا بحبك..
-وأنا كمان بحبك…..
الــهـوى سيظل مرافقهما سواء أن اقترن بالديـجـور أو بالـنـور سيظل القلب هاويًا حتى لو نزف بدل المرة ألف مرة….
هناك عشق يموت وأنتَ تحيا من جديد وتبحث عن غيره، وهناك عشق تموت ولا يموت يظل هو حيًا للأبد في الأساطير، وفي عبق الماضي وفي طيات الزمن…
وتذكر يا عزيزي بأن محو الديجور بالكامل ليس مستحيلًا لكن استمرارك فيه هو قرارك…
وهنا تم اختيار النور بعد فترة طويلة مكث الجميع بها في الديجور..
___________تمت بحمد الله_________
   
google-playkhamsatmostaqltradent