رواية الوشم السائر الفصل السادس 6 - بقلم اسماعيل موسى
وانا قاعد مع الغفير بنشرب الشاى سألته عن الشقه ولم يكن فى جيبى سوى مائتى جنية ولا انتوى مطلقآ تأجير الشقة
وقلت للغفير نشرب الشاى ونتفرج على الشقه، ماهو مكنش ينفع امشى كده من غير سبب، الشقه كانت فى الدور التانى، تلت غرف وصاله وحمام ومطبخ وانا بتفرج الباب كان مفتوح
وشفت شروق خارج من شقتها، للصدفه شقتها كانت فى وش الشقه الفاضية، عملت نفسى مش واخد بالى وقلت للغفير انا هفكر وارد عليك؟
بس يا ريت متضيقش لما تشوف وشى تانى
الغفير ضحك وقال مطرحك ومكانك فى اى وقت يا عونى بيه
طلعت مية جنيه من جيبى واديتها للغفير وسبته وانا بدعى الحق شروق ومن حسن حظى انها كانت ماشيه على الرصيف ولسه مركبتش مواصله
مشيت ورا شروق لكن بعيد عنها شويه وجعلت اتأملها، كانت فى نفس طول اختها، خجوله لكنها تمشى واثقه من نفسها
والنوع دا محير بالنسبه ليا، عندما تنظر فتاه تجاه الأرض وهى تمشى واثقه عليك أن تحذرها أكثر من مجرم
وكانت ملابسها عاديه رغم اناقتها وجسدها مضبوط فى الجيبة والبلوزة رغم نحافتها
قليلة النظر فى الجوار مما يعنى انها حذره، يدها لا تلمس تحجيبتها ولا تحرك حقيبتها كل خمس ثوانى
تمشى بسرعه متوسطه، مش مستعجلة وسألت نفسى إلى أين تراها ذاهبه؟
وقررت ان اتوقف عن مراقبتها على أول الشارع فمن المستبعد ان يحدث شيء مثير للشك قرب بيتها
ومكنتش اعرف ان فيه منتزه قريب من بيتها وان فيه شخص منتظرها هناك قاعد على الاريكه وسط المنتزة
ودا خلانى ابدل رأى واقف اراقبها من بعيد
وولعت سيجاره حتى لا أثير الشكوك لأن الأمر قد يطول
لكن إلى حصل فاجأنى
شروق طلعت حاجه من الشنطه اديتها للراجل، الراجل اخدها ومشى على طول، انتهى اللقاء فى دقيقه
نيره رجعت على البيت والراجل قطع الطريق فى الاتجاه المقابل، مشيت ورا الراجل إلى كان حاطط ايده فى جيبه
بعد شويه ولع سيجاره وواصل المشى
مشينا اكتر من عشر دقايق واول اتوبيس وقف طلعنا فيه سوا
كان شاب ثلاثينى لا يثير الأنتباه فكل ملامحه تقول انه عادى
لكن نظرته عميقه عمق بئر وهاديء جدا
وانشغلت بالماره الزحمه حتى وجدت يقف جوارى، قال معاك ولاعه يا استاذ؟
قلتله التدخين فى الاتوبيس ممنوع
اه صح ، همس وهو بيبعد عنى ولما وقفت اول ست قعد مكانها، وفضلت منتظره ينزل لكن المحطات فاتت ورا بعضها وهو قاعد
وبداء الاتوبيس يفضى من الركاب وتركب ناس جديده وكنت مضطر انزل علشان ميشكش فيه
نزلت السلم واول ما االاتوبيس وقف نزلت ولقيته نزل ورايا
شكيت انه متابعني او لاحظ حاجه لكن اول ما وقفت وولعت سيجاره عدانى من غير ما يقف ولا حتى يبص عليه وواصل مشيه.
تخليت عن فكرة مراقبته، الولد دا كان مثير للشك بالنسبه ليا
مش مجرد انسان عادى ولا سهل
استنيت اول اتوبيس وركبته ارجع شقتى وتأكدت انه مش موجود فى الاتوبيس
نزلت قبل سكنى بمحطه كنت محتاج اشترى شوية حجات
اخدت وقت طويل اشترى حاجه على قد فلوسي ولما رجعت الشقه مهدود الحيل، لقيت الشقه كلها مقلوبه
المقاعد والهدوم والكتب كله على الأرض
فتحت الباب بسرعه وصرخت على لبنى صاحبة العماره
ياست لبنى، ياست لبنى
فتحت لبنى الباب، فيه ايه يا عونى مالك بتصرخ كده؟
قلت فيه حد دخل الشقه فى غيابى، همست لبنى هو انت حيلتك حاجه تتسرق؟
حشره، بعوضه، جرذان مطعم، قلت لدى ما هو أهم من المال يا ست لبنى
قالت لبنى عونى والنبى نقطنى بسكاتك ومن فلسفتك انا مشفتش حد دخل الشقه عايز تبلغ الشرطه بلغ
وبعدين فين إيجار الشهر الى فات؟
قلت احنا فى ايه ولا في ايه يا ست لبنى؟
عونى انا مش هصبر اكتر من كده فيه اكتر من مستأجر عايزين الشقه وبعدين طالما انت زعلان كده غير كلون الباب
بدل ما كل واحد ينفخ فيه ينفتح
كانت لبنى محقه، قفل الباب عندى بايظ واى حد بيسند عليه بأيده بينفتح
عونى لو كنت عامل لعبه علشان الإيجار فأنا مش هصبر اكتر من كده
منحت لبنى نظره غاضبه، انتى اتنجننتى يا ست لبنى
عونى؟ ليس الشخص الذى يقوم بتلك الحماقات القذره
بكره فلوسك تكون عندك
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الوشم السائر) اسم الرواية