Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل السادس 6 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل السادس 6 - بقلم سهام صادق 

الفـــصـــل الســادس

نظرت لتتأمله قليلاا ، فلم تجدهه نفس الشخص الذي اجري معها المقابله الاولي ، اشاحت بوجهها سريعا ، وظلت تنتظر ان ينتبهه لوجدهاا 
ارخي بجسدهه قليلا وبدء يتأملهاا ، فلم تمر امامه مثل هذا النوع من الفتايات ، ظلت عيناهه تتفحصها بأعجاب شديد، الي ان اشاح بوجهه وامرهاا بالجلوس 
اياد : انسه مريم صح
مريم بهدوء : ايوه يافندم 
اياد بأبتسامه وهو ينظر لملفها : طبعا انتي عارفه انك اتقبلتي في الوظيفه ، بس الي متعرفهوش انك هتكوني تحت ادارتي
مريم بتسأل : هو انا هشتغل سكرتيره لحضرتك
اياد : لاء مش سكرتيره ، بس هتكوني الوسيط بيني وبين مدير الحسابات ، هترجعي الحسابات وبعدين ان هتطلع عليهاا ،يعني ممكن نقول كده سكرتيره تانيه ليا 
نظرت له مريم بتفهم ، ولم تعقب
أياد : اتفضلي دلوقتي ، والسكرتيره هتفهمك كل حاجه 
مريم : عن اذن حضرتك
خرجت من امامه ، وظل نظرهه عالقاا بهاا .. الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه
اياد : اقول ماساء الخير ، ولا صباح الخير ياحياتي
.................................................. .......
انا هبه سكرتيرة بشمهندس اياد
مريم : مريم ، الموظفه الجديده
هبه :تشرفت ، ها ابدء اشرحلك طبيعة شغلك ، ولا عايزه تسألي عن اي حاجه
مريم بابتسامه: لاء ابدء اتفضلي 
بدأت هبه تشرح لها طبيعة عملهاا، وتوضح لها كل شئ وعن نظام الشركه وعن الجديه في العمل ، الي ان وصلت ان حثتها ان تحترس من بعض الامور لم تفهم مريم ماتقصدهه ولكن ظلت صامته تتابع الاستماع الي حديث هبه 
هبه : هاا ياستي فهمتي كل حاجه
مريم : اه تمام متشكره اووي ، بس سؤال هو انا هشتغل فين 
هبه : مع زمايلك عادي في قسم الحسابات ، بس المسئول عنك هو بشمهندس أياد لانك تعتبري تحت اشرافه 
.................................................. ............
بعد ان انهوا اجتماعهم ، جلسوا يتحدثون في بعض الامور
الي ان نظر خلفه، وهو يندهه عليهاا لكي يعطيهاا بعض الاوراق 
انسه مريم 
اقتربت منه بهدوئها المعتاد ، الذي تعود عليه منذ ان أتت من اسبوعا
مريم : افندم يا بشمهندس 
التف ادهم الي مصدر الصوت ، ولكن لم يتذكرهاا عندما ساعدهاا في النهوض ، ثم اشاح بوجهه ليتابع ما كان ينظره اليه من اوراق
اياد بأبتسامه : اتفضلي الاوراق ديه ، عايزك تعمليلي جدوله ، وتشوفيلي الربح والخساره هتكون في حدود ايه وكل التفاصيل 
ثم نظر لهااا مبتسما ، يتأملها كعادته ، بدون ان يعرف لما عينه دائماا تتفحصها برغم من ملابسها المحتشمه 
نظر له احمد وهو يتابع نظراته ، ثم قال بصوت هامس
سيب مريم في حالها ، هي مش زيهم وانت عارف كويس كده
نهض اياد سريعاا من مكانه ، وتركهم
.................................................. ...
وجدها تتطلع لصورة ابنها بدموع وشوق شديد ، كان يتأمل عيونها كما كانت تدل علي مدي اشتقاهاا ، اقترب منهاا 
وجلس بمقربة منها ، وهو يقول
انا وعدتك اني هرجعهولك ياصافي ، خليكي واثقه فياا
صافي بأسي: تفتكر اني ممكن الاقيه في يوم ، خايفه اووي يا ادهم اني اعيش عمري كله استني اليوم الي القدر يجمعني بيه ، ويوم مالقيه مشوفش نظرة الحب الي اي ام بتشوفهاا في عين ولادهاا
نظر لهاا بأشفاق ، وهو يتذكر نظرة امه المودعه وهي تقول خايفه تبقي زيه
لم يفهم قصدها بتلك الجمله ، الا عندما كبري ، علم انها تقصد ان يصبح مثل والدهه زوج خائن واب لا يُصلح 
اقتربت منه ، بعد ان جففت دموعها ،واستكانت بين يديه وهي تشعر بدفئ انفاسه وحنانه الذي ادركته عندما اقتربت منه حتي لو لم يظهر لها ذلك 
.................................................. ..........
ايام تُمر، ووحدتتها اصبحت قاتله ، ولكن عملهاا الجديد اصبح يشغل معظم وقتها كانت سعيده بتلك العمل لكونها تعمل ما تُحب ، وضعت رأسها علي وسادتهاا بعد ان اتأكدت من موعد استيقاظها من منبه هاتفهاا ، ثم بدئت تتذكرحياتهاا السابق ، كما كانت تشتاق اليهم كثيرا ، تنهدت بحزن اصبح يملئ قلبهاا ،وذهبت في عالم الاحلام
حياته كما هي ، لايري شئ سواا عالمه التائهه فيه ، وكأنه اصبح لا يٌبصر بشئ سواا هذا العالم الذي يحيطه ، كانت ضحكاتهاا تتعالي في اذنيه ويدها التي تسحب يديهه ليراقصهاا 
ظلت ترقص بين احضانه ، ولاول مره هي من تسقط عليه الكلمات ، كان يسمع كلماتها مثل الاصم في هدوء تام الي ان سألته عن موعد زواجهم
اياد بدهشه : جواز 
شاهي بصدمه : جوازنا ياحبيبي ، مش المفروض نتجوز ولا انت خلاص زهقت مني
اياد بأرتباك: ليه بتقولي كده 
شاهي بحزن : مالك يا اياد ، انت بقيت غريب اووي الايام ديه
اياد بضيق : مافيش ياشاهي ، يلا نمشي عشان تعبان 
.................................................. ...........
تفتكر هيجي يوم وتبعد عني ، وتسيبني
نظر اليها ليتأملها قليلا ، وبضحكته المعهوده
مممممممم ، ليه بتقولي كده 
صافي : لان لكل شئ نهايه ، وانت ممكن في يوم تلاقي نصك التاني الي تكمل معاه حياتك ، ثم تنهدت بحسره وهي تلقي علي مسمعه تلك الكلمات
بدء يعتدل من جلسته واسند برأسه علي الوساده ، وقال
مفتكرش ، وظل يتأمل تلك الفراغ الذي امامه
صافي : ليه متجوزتش لحد دلوقتي يا ادهم
نظر لها بتعجب من سؤالها فالمفترض لو سـأله جميعهن بهذا السؤال هي دونهم لا ترغب ان تسأل تلك السؤال فهي عشيقته
ادهم : مالك ياصافي ، اول مره تسأليني السؤال ده 
صافي بهدوء: واحد زيك عنده كل حاجه ، ليه اسمه وسمعته وكمان شخص جذاب وجميل ، ليه لحد دلوقتي متكونش في واحده في حياته قدرت تدخل قلبه 
ادهم بتنهد وهو يشير الي موضع قلبه : عشان ده مش عايش ، زي صاحبه بالظبط
كادت ان تكمل كلامهاا ولكن علمت بأنها الان يجب ان تنهي حديثها معه
نظرت له تتأمله ، قليلاا فوجدته وكأنه يصارع شخص بداخله ، فنهضت من مكانها بعد ان غطت جسدها العاري
وهي تعلم تماما ، ان قربهم من بعض هذا ليس سواا اكتمال ارواح تحتاج الي الاحتواء لتعوض ما بداخلهاا من نقص يريد ان يكتمل
.................................................. ..........
جلست علي احد الطاولات في تلك المكان المخصص لأستراحه العمل ، وبعد لحظات قامت لتجلب بعض المشروبات 
مريم بأبتسامه : مشروب كل يوم ياعم حسن
حسن بطيبه : من عنيا يا استاذه مريم
ابتسمت له بأبتسامتها المعتاده ، فهو يُذكرهاا بوالدهاا نفس الطيبه التي كانت تراهه في عينيه وملامحه 
اخذت طلبهاا ، ليست مدركه بما امامهاا ، وبدون قصد صدمت بيه 
ادهم : ابقي خدي بالك يا انسه ، ثم انصرف وتركهاا دون ان ينتظر ان يسمع اعتذارهاا
هبه بضحك : كنتي هتكبي العصير علي رئيس مجلس الاداره
مريم بدهشه : هو ده صاحب الشركه
هبه بضحك : بقالك شهر ، وكل ده ومتعرفيش ان ادهم عزت هو الكل في الكل هنا
مريم بتعجب : طب واستاذ اياد ، واستاذ احمد 
هبه : دول اعضاء مجلس الاداره ، بس طبعا ليهم اسهم في الشركه غير ان بشمهندس اياد يبقي اخوهه الصغير
مريم : عشان كده ديما كنت بشوفه في كل الاجتماعات وهو الي بيديهم الاوامر 
هبه بضحك : وبعقلك كده يافالحه مادام هو الي بيدي الاوامر يبقي مين بقي صاحب الشركه ، يابنتي ادهم ده هو الي ماسك كل حاجه ،عقله يوزن بلد ، وميعرفش اخوهه في الشغل ، ثم بدأت تتناول مشروبهاا وهي تقول : حتي لو بشمهندس اياد ، بس بصراحه غيره خالص 
مريم بتسأل : غيره ازاي يعني 
ولكن قطع حديثهم ، نهوض المواظفين للذهاب لعملهم ، بعد ان انته وقت الراحه
.................................................. .............
كنتي فين يامريم ، وفين الملف الي طلبته منك
مريم: اسفه يافندم ، اصل كنت في الاستراحه عشان ميعاد الغدا ، ثواني وهجيب لحضرتك الملف
اياد وهو يقترب منه: ممممم وكده تاكلي من غيري
مريم بحده : افندم 
اياد بضحك : ايه يامريم ، هو انتي مالك جد اووي ، مش معقول وصلناا للسنه 2014 وفي بنات بالشكل ده ، ثم قال باستهزاء: انتي جايه منين يامريم
نظرت له لبعض اللحظات لتري ضحكاته وهو يحتقرهاا ، وقالت بأسي : عن اذن حضرتك 
ثم ذهبت ، وهو مازالت انظارهه علقه بها، وقد تبدلت ضحكاته لسكون تام
هو انا ايه الي عاملته ده ، عشان اتريق عليها كده واضحك
خرجت سريعاا من امامه ، ودموعهاا تكاد توشك علي الهبوط ، كادت ان تخبط به ثانية ولكنها تراجعت ، رفعت وجهها الذي كانت تخفضه لتري ممن سوف تعتذر فصُدمت عندما رئته
نظر لها قليلا ، يتأمل عيونهاا المليئه بالدموع ، ثم ابتعد عنها وهو يعلم بأن قد حدث شئ بينها وبين اخاهه 
دخل اليه ، وجدهه يهندم من ملابسه ليهم بالخروج من مكتبه
وبعد ان القي عليه ما اراد منه بشأن شاهي ، التف لينصرف ثم عاود النظر اليه ثانيه وهو يقول بصرامه
اعقل شويه ، وبلاش تلعب علي حد من الموظفين مفهوم
اياد بأبتسامه : ديما ظالمني 
ادهم : اتمني ذلك .. ثم تركهه وانصرف 
اما هو اخذ يحدث نفسه بشأنها
ياتري يامريم انتي غيرهم ولا مع الوقت هتبقي زيهم
.................................................. ................
مالك يامريم ، هو بشمهندس اياد زعلك 
مريم بتسأل : هو انا لبسي مش كويس ياهبه
هبه بابتسامه : من ناحيه ايه مش كويس، ثم بدأت تفهم هبه ما تقصدهه 
هبه : مممممم ، يمكن انتي مش متحرره زينا كده ، يعني انا مثلا محجبه بس ممكن اعمل لفات حجابي علي الموضه ، احط ميك اب ، البس ملابس ضيقه شويه وبرضوه علي موضه يعني تحرر بس مش زيهم يعني 
نظرت لهاا مريم باستغراب : مش زي مين 
هبه بضحك : مريم هو انتي قولتيلي خريجه كليه ايه ، الي يسمع اسألتك ميقولش انك خريجه جامعه ومرت عليكي كل انواع البنات 
مريم : انا في الجامعه مكنش ليا اختلاط اووي بحد غير رنا ما انتي عارفاها بنت استاذ هاشم ، كان كل الي بيهمني دراستي
هبه بتفهم : هو قالك ايه
مريم وبدأت تتذكر نظراته وضحكته التي يشع منهاا نظرة الاستهزاء وبعد لحظات
هبه : بصي يامريم ، سيبك من الوسط ده ، مالكيش دعوه بنظراتهم ليكي ولا حتي كلامهم لانك هتسمعي كتير من كلامهم وهتشوفي نظرات استغراب وكأنك انتي من عالم وهما من عالم تاني خالص ، انا كنت زيك كده لبسي واسع وماليش في الموضه والكلام ده صح بلبس لبس متناسق وحلو بس كنت ملتزمه باللبس المفروض تلبسه اي بنت محجبه ، بس للاسف فضلت اشوف ديه لبست ايه وديه عاملة ايه ، وديه بتلفت الانتباه ازاي ، لحد لما انتي شايفه اه 
وقالت بأبتسامه : بس يعني لبسي مش وحش اووي ، بس مبقتش هبه بتاعت زمان 
مريم بأبتسامه : ربنا يهدينا جميعا ، متشكره اووي ياهبه علي كلامك بجد انتي ونعمه الصديقه
هبه بطيبه : انتي الي طيبه يامريم عشان كده بتشوفي الناس كلهاا كويسه
ويلا بقي عشان نلحق نجيب الحاجات الي عايزه تشتريهاا 
انتي صحيح هتشتري اللعب وهدوم الاطفال ديه لمين
مريم بأبتسامه :هبقي اقولك بعدين 
.................................................. ...........
جلسوا يتناولون طعام العشاء سوياا 
ادهم بأبتسامه : ايه يا اياد مالك سرحان ، اكيد بتفكر في شاهي
نظرت له شاهي بخجل ، ولم تتحدث
اياد بأرتباك : اه اكيد 
اسعد بأبتسامه : ايه ياولاد مش نوين تحددوا ميعاد الفرح ولا ايه 
ادهم بأبتسامه : انا عن نفسي جهزتلهم الفيله الي هيعيشوا فيها بس يقرروا بس 
اياد وهو ينظر لشاهي : انا بقول نستني شويه ، ولا ايه ياشاهي
نظرت له بأرتباك وقالت : الي تشوفه
اسعد بضحك : يعني نطلع منها احنا 
ادهم بضحك : اظاهر كده
ثم نظر لاخاهه يتأمله، فوجدهه شارداا 
اسعد بتسأل: اومال فين عزت باشا، انا سمعت انه سافر فرنسا خير راح سياحه ولا ايه 
ادهم بتهكم: اه فعلاا سياحه ، ثم عاود النظر لأخاهه ثانيا
وهو يحدث نفسه : ياتري فيك ايه يا اياد
مريم انا اسف
وقفت ساكنه لبعض الوقت ، وكادت ان تهم بالخروج ولكن استوقفه صوته ثانية

يتبع بأذن الله
*********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent