رواية الماسونية والكائنات الفضائية الفصل السادس 6 - بقلم مصطفى جابر
آدم كان يقف أمام النفق الضوئي، وكأنما الزمن نفسه توقف في هذه اللحظة. كان يدرك أن هذا النفق ليس مجرد طريق آخر، بل كان عبورًا إلى واقع مختلف تمامًا، واقع قد لا يكون له فيه مكان. لكنه شعر بشيء في أعماقه يدفعه لأن يتقدم، كأن قلبه يوجهه نحو المجهول.
“أنت لم تعد مجرد إنسان الآن ، أنت جزء من الخطة الكبرى.” جاء الصوت الذي كان يتردد في عقله، محاطًا بالضوء الأزرق المائل للبنفسجي.
بدون تفكير طويل، امتدت قدمه الأولى نحو النفق، وما إن اجتاز عتبة النفق حتى الزمن نفسه بدأ يدور حوله. كان يشاهد مشاهد متعددة، لحظات من تاريخ البشرية، وأخرى من عالم الكائنات الفضائية التي لم يكن ليتخيلها من قبل. لكن هذه المرة كانت المشاهد تظهر بشكل غير عادي، كأنما الزمن يُرى ككتلة واحدة، وآدم كان يشاهد الماضي، الحاضر والمستقبل في نفس اللحظة.
في اللحظة التي عبر فيها النفق، شعر وكأن جسده ينفصل عن نفسه، وعينيه تفتح على عالم آخر. كان المكان يبدو غير مألوف، لكنه كان يحمل نفس الضوء الغريب الذي ملأ عقله عندما أمسك بالكأس. كانت هناك أبراج عملاقة، مشيّدة من مادة شفافة تتغير ألوانها مع كل خطوة. كانت هذه الأبراج حراسًا لشيء عميق جدًا، شيء كان يُشع ضوءًا قويًا في السماء.
آدم نظر حوله، فوجد نفسه في غرفة ضخمة تحيط بها أسطح زجاجية، من خلالها كان يرى العالم الآخر، عوالم فضائية مختلفة تتداخل مع بعضها البعض، وكأنها أبعاد متوازية. كان هناك أصوات غير مفهومة، تلك التي بدت وكأنها رسائل من عوالم أخرى. كان يعاني من صداع شديد، كلما حاول التفاعل مع هذه الأصوات. لكنه شعر بشيء غريب، وكأن تلك الأصوات كانت تحمل رسالة قديمة، رسالة ربما تكون الإجابة على الأسئلة التي كانت تشغل ذهنه.
ثم ظهرت المافيا الماسونية، تلك التي كانت تراقب آدم عن كثب. كانت أعضاء المنظمة تحيط به، ويبدو أنهم في حالة انتظار. لكن هذه المرة كانت وجوههم مكشوفة، وكانت تلك الوجوه تحمل علامات دالة على أنهم ليسوا بشراً. كانت أعينهم غير طبيعية، فيها لمحات من الفضاء نفسه.
“آدم، نحن هنا لسبب واحد فقط. الأرض بحاجة إلى حارس يستطيع التحكم في الزمن.” قال أحدهم بصوت هادئ.
آدم شعر كما لو أنه كان يشاهد حلمًا غريبًا، لكنه كان يشعر بوضوح أنه لم يعد في حلم. كان المكان حقيقيًا، وكان كل شيء من حوله يشير إلى مخطط أكبر. هل كانت الماسونية قد تحكم فعلاً في الزمن والمكان؟ هل كانت قد أعدت البشرية لاستخدام هذه القوى؟
ثم، ظهرت أمامه حقيقة مرعبة: الكائنات الفضائية التي كانت تدير هذا الكون كانت في حالة حرب مع قوى أخرى، قوى لا يمكن للبشر فهمها أو حتى مواجهتها. كانت هذه القوى تترصد الأرض وتبحث عن الزمان والمكان الذي يمكن أن تُستعمل فيه التكنولوجيا التي لا يمكن تصورها. كان آدم يعلم أنه قد أصبح جزءًا من لعبة أكبر من أي شيء يمكن للبشر العاديين فهمه.
“نحن اخترناك لأنك الوحيد القادر على إيقاف ذلك. لكن الخيار يعود إليك الآن.” قال أحد الماسونيين، وهو يشير إلى باب ضخم كان يفتح أمامه.
الباب كان يؤدي إلى عالم آخر، إلى مستقبل الأرض، حيث كان يرى البشرية تتقدم في طريق غامض لا يمكن تخيله. كان هذا المستقبل يحتوي على مفترقات طرق متعددة، وكل منها يحمل عواقب وخيمة. كانت الإنسانية على وشك اكتشاف قوتها الكامنة، ولكن هل ستكون مستعدة للثمن الذي سيأتي مع هذه المعرفة؟
آدم كان في لحظة حاسمة. هل سيتبع الماسونية؟ هل سيصبح حارسًا لهذا السر الكبير؟ أم سيقرر التحالف مع الكائنات الفضائية، ليكتشف الحقيقة الكاملة حول الكون؟ هل سيكون مستعدًا لدفع الثمن الذي سيترتب على هذه الخيارات؟
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الماسونية والكائنات الفضائية) اسم الرواية