رواية رقه و شده الفصل السابع 7 - بقلم زينب سمير
7..
بعد مرور تلت أيام، دخل صهيب مطعم ومعاه عمار، باين عليه الزهق والضيق، من أخر مواجهة مع رقـة وهو كدا،
لمح عمار درة من بعيد فقال بتعجب- الله! مش دي در..
ملحقش يكمل الكلمة ولمح جنبها رقـة قاعدين في تربيزة معزولة ومع رجل كبير في السن لحد ما ومعاه شاب تاني في العشرينات
بلع كلامه فورًا لكن كان فات الآوان وأنتبه صهيب لكلامه، بص لمكان ما شاور..
ضيق عيونه بشر وبنبرة خطر- تعرف مين دول؟
- لا بس أكيد يعني رجل أعمال
أتقدم صهيب خطوة فبسرعة عمار مسكه من دراعه و- أستنى عندك أنت رايح فين
بغيظ ومن بين أسنانه- رايح للهانم أنت مش شايف هي بتعمل أية؟ رغم تحذيري ليها أكتر من مرة و..
- الهانم مبقيتش مراتك، تحذيراتك دي تبلها وتشرب ميتها
بصله بغل..
بيقول الحقيقة المّرة اللي هو مش قادر لسة يستوعبها
لكن مهما كان دا ميدهاش مبرر تعمل اللي على كيفها
هي عارفة مصيرها، أخرها هترجعله، فلية تزود من حسابها معاه!
الإصرار اللي في عيونه عرف عمار إنه مش مهتم بأي حاجة
بعد إيد عمار عنه ورجع يبص لمكانهم، لقاها قايمة من الترابيزة وبتروح ناحية الحمام
فبسرعة مشى وراها، دخلت طرقة ضيقة فاصلة فبسرعة لقيت حد ماسك إيدها لفت بغضب قبل ما توسع عيونها بتفاجئ لما لمحته وبتعجب- صهيب!
- أنتِ بتعملي أية هنا
- وأنت مالك..
بعدت إيده عنها و- أبعد لو سمحت ومتقربش مني تاني
- أنتِ مش شايفة الساعة كام؟
بهجوم وكإنها كانت مستنية كلمة زي دي منه- وأنت مالك الساعة كام دلوقتي وأنا فين وبعمل أية، دا كان زمان لما كنت عبيطة وبنفذ كل أوامرك من غير أعتراض لكن رقـة بتاعة زمان مبقيتش موجودة، دلوقتي أنا أعمل اللي عايزاه، أخرج براحتي، أقابل اللي عايزاه وأروح في الساعة اللي تعجبني و..
بجمود- بس متنسيش وسط كل دا إنك سايبة ابني في البيت لوحده، يعني أنتي مهملة ومتقدريش تربيه وهيبقى من حقي وقتها أخده منك
غير مفاتيح اللعبة كالعادة، أسلوب ضغط جديد
هيعترض هتقوله إية دخلك
لكنها نسيت إنه لسة معاه ورقة ضغط
أكبر ورقة ضغط.. ابنهم
بصتله بتعجب، أزاي دايمًا قادر يطلعها غلطانة، مقصرة، متهورة
- متقلقش عليه، محدش هيخاف على إياد قدي
- خليني أحكيلك يومك مشى أزاي، صحيتي ستة ونص نزلتي من البيت تمانية قعدتي في الشركة للساعة خمسة أو خمسة ونص لو في ورق زيادة، روحتي سبعة.. لبستي وأتأنقتي في ساعتين
قالها وهو بيمرر صابعه من بعيد على طولها من أوله لأخره بغل واضح
- علشان تكوني هنا تسعة.. هتروحي أمتى الله أعلم.. يوم كامل مشفتيش إياد ولا قعدتي معاه عشر دقايق على بعضهم حتى
وهو معاكي وفي بيتك، و في الأخر تيجي تلوميني أنا على تقصيري معاه
مقدرتش تنفي، لأنه معاه حق، يومها مشى كدا بالظبط
- أنا لما منعت عنك أي شغل بعد ساعات العمل علشان كدا، علشان تعيشي حياتك معايا.. منلاقيش نفسنا في دوامة بُعد وهجر.. أنا في عالم وأنتِ في عالم، ودلوقتي إياد.. هتلاقيه بيكبر من غير ما تاخدي بالك، بس فالحة لما أخده يومين عندي تتصلي كل نص ساعة تطلبيه
بيبقى واحشك فعلًا؟ ولا ببقى أنا اللي واحشك؟
بصتله بدهشـة أخر كلامه الوقح اللي زيـه
نفت بسرعة بعد ما كانت بتسمعه بتأنيب ضمير- لا طبعًا إياد اللي بيبقى واحشني، متحاولش تطلعني وحشة كعادتك ياصهيب، مش هسمحلك زي زمان، أنا مش مقصرة مع ابني أنا دايمًا معاه ولما يبقى في يوم زحمة زي دا باخده معايا، إنهاردة بس الجو حسيته سقعة فمجبتوش
فضل باصصلها وهي بتنفي أي مشاعر ناحيتها ليه
حتى الإشتياق
- أنتِ فعلًا مبقيتيش بتحبيني!
أول مرة يتكلم بجد، يعطي جدية لكلامها، كل مرة بياخده على إنه مرحلة غضب هتخلص ويرجعوا
بس ماذا لو فعلًا كانت إنتهت منه!
بص في الأرض للحظة ورفع عيونه يسأل بملامح مظلمة- فعلًا؟
مقدرتش تنفي ولا تأكد.. مشيت خطوة عنه و- مش وقت أي كلام دلوقتي أنا عندي ميتينج مهم
- تعالي هنا
قالها وهو بيسحبها تواجهه تاني وبيسندها على حيطة وراها ببعض العنف
- متمشيش وانا بكلامك معتقدش نسيتي كلامي بالسرعة دي
- هنساه زي ما هنساك ياصهيب، همسح كل ذكرياتي معاك
- مش هتقدري، عمرك ما هتعرفي، أنا موجود جواكِ يارقـة، قلبك موشوم باسمي..
- انت موهوم، مبقيتش كدا من زمان.. زمان أوي، أنت طبعت حبك في قلبي، وبأيدك برضوا شلته، أفعالك..
صرخ بعصبية- برضوا هتقوليلي أفعالي، مالها أفعالي!
بدهشة- مالها! يعني طول الأربع سنين دول عمرك ما شوفت إنك جيت عليا حتى؟ خلتني أعمل حاجة مش عوزاها، نفذت أوامرك غصب عني.. من غير أقتناع
- أية اللي كنت بطلبه منك مستحيل أوي عليكِ كدا؟
إني عايزك ليـا..
أكون رقم واحد في حياتك..
حبك.. أهتمامك.. وقتك، دي بقيت جريمة
- كنت عايز تبقى الأول عندي، لكن أنا الأخيرة عندك
نفى براسه وهو بيميل عليها فجأة يحضنها و- عمر ما دا حصل من أول ما دخلتي حياتي وأنتِ كنتي أهم حاجة عندي، أنتي وبعد ما جـه إياد بقيتوا أنتوا حياتي وبس
أزاي عيونه صادقة وأفعاله خادعة؟
كلامه حلو وتصرفاته قاسيـة؟
- رقـة..
قطع حوارهم وجدالهم اللي كالعادة مبينتهيش على بـر، عمره ما وصل بيهم لحل، صوت درة..
بعدت عن صهيب وبصت لدرة اللي قربت بقلق و- أتأخرتي فجيت أطمن عليكِ
بصت لصهيب و- أزيك ياصهيب
أبتسم ليها بسمة خفيفة وهز راسه بترحيب وخرج من غير كلام
حتى رقـة أتعجبت، معقول أستسلم!
- هغسل وشـي بس وطالعة وراكي
****
خدت نفس عميق وطلعت ناحية التربيزة قبل ما تقف للحظة بصدمة وتفاجئ لما لقيته قاعد على تربيزتهم بمنتهى الراحة، بصت لدرة اللي هزت راسها بقلة حيلة
كتمت غيظها وقربت- سوري على التأخير
بصلها معتز الشاب العشريني وببسمة لطيفة- ولا يهمك يارقـة، أحنا نستناكي الليل كله مفيش مانع
أبتسمت بمجاملة، بينما صهيب اللي قاعد بمنتهى الراحة على كرسيه ومريح بضهره على ضهر الكرسي، وماسك كوباية المية بأيديه، ضغط عليها بقوة من غير ما يحس
أنتبه ليها عمار فبسرعة سحبها من بين إيديه قبل ما يكسرها
مسد على فخده وبهمس- أهدى
كمال- بعتذر يارقـة لو أتصرفت من غير ما أستشيرك بس لقيت صهيب هنا فقولت يقعد معانا ونعرض عليه لو يوافق يمثل الحملة الإعلانية الجديدة بتاعتنا
إتصنعت الإبتسام و- أكيد عادي يامستر كمال
الكل أنسجم في حوارات أما جماعية او ثنائية، أنشغل صهيب للحظات في حوار جانبي مع كمال، بيلف راسه بالصدفة لمح رقـة وجنبها معتز مايل عليها شوية وبيتكلم بصوت واطي وهي مبتسماله
عدل كرسيه فعمل صوت مزعج لفت انتباه الكل ووجه كلامه لمعتز- كمال بيـه بيقول إن دي أول مرة تشتغل فيها معاه
هز معتز راسه وببسمة سمجة- اه، عارف أنت حوار لن أعيش في جلباب أبي مكنتش عايز أمسك شغل بابا، وحياة المكاتب، كنت بحاول أشتغل حاجة تانية.. عارض أزياء
شاور عليه بحركة تميل للسخرية وهو بيكمل- زيـك كدا.. بس على صغير بس محبيتش الموضوع، حسيتها شغلانة قلة قيمة كدا ومايعة..
فرجعت أشتغل مع بابا بقى، شغلانة ناشفة
درة وعمار.. الشهادة تُنطق الأن، عارفينه لما يتعصب
بضحكة خفيفة مصطنعة- أنا أول مرة أسمع مصطلح ناشفة وطرية دا، بس الغريبة إنك معرفتش تحقق حاجة في الشغل المايع أومال هتعمل أية في الناشف؟ أرفع راسنا بقى أنت داخل منافسات شرسة
بص ناحية رقـة ورجع يكمل- مش عايزين يقولوا أن الستات إتشطرت عليك
قال كلامه بعدها قرب براسه من الترابيزة، علشان يبقى قريب منه و- متتكسفش تقول إن الكاميرا محبتكش وإنك ملقيتش عندك قبول عند الناس عادي بتحصل
رجع يبص لعمار و- أنا دلوقتي بس أفتكرت إني شوفته قبل كدا، مش دا اللي قابلك مرة وطلب منك تتوسط عندي ويدفع أي مبلغ علشان أقدر أدربه شخصيًا؟
هز عمار راسه..
تدخلت رقـة- صهيب كفاية..
مـد إيده يمسك إيدها يمسد عليها بتملك بصوابعه و- علشان عيونك بس ياحبيبتي
حاولت تبعد إيدها لكنه فضل ماسكها بين إيده وشـد عليها
ورجع يتكلم مع كمال مرة تانية
****
بعد ساعة كانوا في طريقهم للبيت بعد ما أصر يوصلها بنفسه
- مكنش ليه فايدة تقول الكلام اللي قولته دا، أحرجت مستر كمال، كلنا عارفين إن معتز طايش و..
- أنتِ كمان بتدافعي عنه؟
- مبدافعش بقولك بس
- من غير بس، أقفلي سيرته وأي زفت أجتماع مع كمال دا تخليه ميجبهوش معاه، ياأما متحضريش
- ومين قال إني هعمل كدا؟
- انا
كتفت دراعاتها و- بصفتك أية؟
نفس النغمة، ضرب مقود عربيته بغل كام مرة فجأة لدرجة إنها وسعت عيونها بصدمة وخوف
- صهيب..
صرخ بعصبية- تعرفي تسكتي، أسكتي خالص لان كل كلامك مبيعملش حاجة غير إنه يجنني وبيخليني عايز أعمل حاجات أنا مانع نفسي بالعافية عنها، علشان متكرهنيش وقتها فعلًا يارقـة
بلعت ريقها بخوف، كمل هو بنبرة خطيرة- خلي بالك.. شهور العدة لسة مخلصتش، ومش هتخلص غير وأنا مرجعك، أنتِ أصلًا لسة مراتي، وفي نظري هتفضلي مراتي وملكي ولا ألف ورقة وعقد هيغير الحقيقة دي، عايزة تلعبي.. ألعبي، عايزة تبعدي.. أبعدي، أنا سايبك بمزاجي تعيشيلك يومين على مزاجك
لكن أعرفي إن قبل العدة ما تخلص.. وحسب مزاجي بقى.. بيوم.. أتنين.. ساعة.. ولا حتى دقيقة
هكون رديتك.. وهترجعيلي
لان ملكيش مهرب مني ولا مفر
أنا بدايتك ونهايتك يارقـة
من أول لحظة شوفتك فيها وقررت إنك هتكوني ملكي فيها
وأنا بقيت نهايتك، شريك رحلتك لأخر نفس ليـا أو ليكِ
يتبع...
رقـة_وشـدة
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية