رواية اللعنات العشر الفصل السابع 7 - بقلم وفاء هشام
اللعنات_العشر
7
آسيا: أنا فين!
كانت فى مكان مظلم لا يظهر فيه سوا اللون الأسود الذى يحيط بها من جميع الجهات
سطع ضوء فى وسط هذه الظلمة اقتربت منه لتتضح الرؤيا لها
اتسعت عيناها عندما رأت نفسها القديمه تجلس على سرير ملائته قد لطخت بالدماء وتجلس فوق شاب ميت قد نُحِرَ عنقه وعيناه بيد تلك الفتاة
*فى وقت سابق **عودة بالزمن*
(دى بدل ما أقول فلاش باك تمام خلوا بالكم بقى علشان هنثبتها)
كانوا قد اجتمعو فى قصر سيف كالعادة وانضم إليهم هذه المرة آدم وأدهم
سليم: ماقولتلناش إنك ظابط يعنى
سيف: هاه .. دى كانت أوامر أن محدش يعرف بس إيه الفايدة منا أهو اتهمت بالتقصير ومهدد أن انفصل علشان كتاب متهم بقـتل اتنين من المنقـبين *ثم تابع بغضب* نفسى يفكروا شوية هو إنسان علشان نقبض عليه مش فاهم ليه بيعملوا كدا ليه
رعد: اهدى يا سيف الموضوع صعب إحنا لحد دلوقتى مش مصدقين اللي بيحصل
مروان: لازم نخلص اللي هو عايزه علشان نخلص
سيف بغضب: اللي عايزة أنه يخلص علينا مش أكتر دا هو اللي عايزه واللي بيخطط ليه فبطل تدافع عنه وتعامله على أنه صاحبك
إسراء: ممكن تهدى شوية أنا عارفه أن الموضوع صعب بس مش كدا
ضرب الحائط بيده عدة مرات حتى يهدأ
كان الجميع فى حيرة من أمرهم لا يعلمون ماذا يفعلون فى حالتهم تلك والكتاب موضوع على منضدة وهم ملتفين حوله لم يجرأ أحد على الإقتراب منه
ظهر ضوء أحمر من الكتاب ثم فُتح على مصرعيه وظهرت تلك الأسماء (آسيا .. رعد .. إسراء .. مروان)
وقبل أن ينطق أحد بكلمة للإستفهام عن معنى ما يحدث اختفى الأربعة المذكور أسمائهم وانغلق الكتاب وسقط على المنضدة ساكنا كما كان منذ لحظات
آدم بذهول: هو إيه اللي حصل وهما راحوا فين
أدهم: أختى فين
أسرع وأمسك بالكتاب وحاول فتحه ولكنه لم يستطع
أخذه آدم منه وحاول هو الأخر ولكن لم يُفتح الكتاب
وكذلك مع سليم وسيف
نظروا إلى بعضهم واستنتجوا أنه قام بأخذهم فى مغامرة ولن يفتح حتى يحصل على مراده مثل السابق
على الجانب الأخر داخل الكتاب
وجد كل ثنائي نفسه فى مكان مجهول ليس له ملامح أو شئ يميزه على الإطلاق وكأنه عبارة عن لوحه بلون واحد وهم مسجونون بداخلها
مروان بقلق: إسراء .. فرقتنا تانى ليه
آسيا: هو عملها قبل كدا
مروان: أيوة
آسيا: متخفش طالما فرقنا يبقى هي أكيد مع رعد هيخلى باله منها
نظر إليها ببعض الراحة ثم نهض وقال: يبقى كدا أنا هخلى بالى منك
آسيا بضحك: خلاص تمام
مروان: تعالي نشوف المكان دا إيه ونحاول نخرج
آسيا: أنا مش شايفه غير ضالمة
ثم بدأت تحرك يدها فى الفراغ حولها تحاول أن تجد شيئا وما أن تلمست شيئا حتى كادت أن تخبر مروان ولكنها لم تستطع فقد شعرت بدوار حاد ثم سقطت على الأرض مغشيا عليها
أسرع إليها مروان يحاول ايفاقتها ولكنه فشل
نظر على المكان الذى وضعت يدها عليه فوجد أنه جدار ضخم تحول لونه من الأسود إلى الأبيض وفى منتصفه زر من الواضح أنه تم الضغط عليه فأدرك على الفور أن آسيا من ضغطت عليه
وضعها برفق على الأرض ثم نهض وقرأ المكتوب على الزر فإذا بها كلمة واحدة اقشعر لها بدنه ألا وهي (أوهام)
*العودة إلى الحاضر*
داخل عقل آسيا
آسيا: أنا فين
كانت فى مكان مظلم لا يظهر فيه سوا اللون الأسود الذى يحيط بها من جميع الجهات
سطع ضوء فى وسط هذه الظلمة اقتربت منه لتتضح الرؤيا لها
اتسعت عيناها عندما رأت نفسها القديمه تجلس على سرير ملائته قد لطخت بالدماء وتجلس فوق شاب ميت قد نُحِرَ عنقه وعيناه بيد تلك الفتاة
تسارعت أنفاسها وهي ترى هذه الفتاة وقد بدأت تلعق الدماء التى حول فمها ثم تلك التى توجد على يدها بإستمتاع
وضعت آسيا يدها على فمها بإشمئزاز لا تصدق أن تلك الفتاة كانت هي يوما
ظهر ضوء آخر وظهر باب من وسط ذلك السواد الذى يحيطها فُتِحَ الباب ببطئ وازيزه يدخل الرعب على قلب آسيا التفتت الفتاة على السرير لترى من ذلك الذى يقتحم الغرفه
صُدمت الفتاة من الشاب الواقف أمامها واتسعت عيناها بخوف وقعت عينى الشاب من يدها ونهضت وملابسها ملطخه بالدماء
بدأت تقترب ببطئ من ذلك الشاب وهي ترتجف وقالت بنبرة باكية: أنا .. أنت فاهم غلط .. أنا
قال الشاب بذعر: إنتى وحش يا آسيا
الفتاة: لا لا صدقنى دا مش بإيدى أحمد افهمنى
أحمد بغضب: أفهم إيه .. أفهم إنك بتقتلى الناس أفهم أن أختى الصغيرة مجرمه
آسيا: صدقنى أنا ..
احمد: ولا كلمة من هنا ورايح أنا مليش أخوات أنا أختى ماتت يوم الحادثه مع أمى وأبويا إنما اللي واقفه قدامى دى أنا معرفهاش
ثم تركها ورحل وركضت هي خلفه أما آسيا فقد وضعت يدها على فمها ووقعت على الأرض بألم ودموعها تتساقط دون توقف وهي ترى شبيهتها تلك تركض وراء أخيها محاولة توضيح الأمور له
مدت يدها إلى الفراغ وقالت بصوت مبحوح: أحمد .. متسبنيش
حاولت النهوض ثم سارت ببطئ وبعدها ازدادت سرعتها حتى بدأت تركض خلفهما وكلما ركضت كلما ابتعدا عنها حتى اختفيا عن ناظريها
توقفت عن الركض ويدها ممدودة إلى الفراغ ودموعها تتابع فى السقوط دون توقف
جائها صوت يقول وقد جهلت مصدره: لكل منا ماضٍ خاص لا يستطيع الهروب منه مهما حاول ذلك
آسيا بغضب وصوت مرتفع: ليه ... ليه كدا كل ما أحاول انسى تفكرنى أنت إيه أنت لعنة عذاب مستحيل تكون دى رحلة إلى عالم الأساطير دى رحلة إلى الهلاك
ثم سقطت على الأرض مغشيا عليها
كان يحركها بخفة وينادي بإسمها بتكرار حتى فُتحت عينيها بذعر ونهضت مسرعة وقد رجعت إلى الخلف وهي تلهث أنفاسا متسارعة وكأنها عادت للتو من سباق ما
مروان: إنتى كويسة؟
آسيا: نظرت حولها بذعر وهي تتفقد المكان
مروان بتوضيح: إنتى ضغطى على زرار الأوهام فالكتاب أكيد نقلك لمكان تانى ووراكى حاجات خيالية أوعي تصدقيها
هنا فقدت كل ذرات تماسكها ووضعت يديها على فمها وبدأت فى البكاء
مروان بمواساة: أنا معرفش هو وراكى إيه بس كل اللي أعرفه أنه مش حقيقى فعلشان كدا أتمنى تهدي
ظلت هكذا قليلا حتى هدأت
مروان: الباب اتفتح يلا نعدى منه
نهضت معه وعبرا ذلك الباب جاهلين ما الذى ينتظرهما فى الجانب الآخر
انغلق الباب خلفهما وقد انتقلا إلى مكان آخر ولكن خلفيته هذه المرة باللون الأحمر ولكنه لا يختلف شيئا عن الغرفة السابقة
*خارج الكتاب*
كانوا لايزالون مجتمعين منتظرين عودة من أخذهم الكتاب
جاءت لسيف مكالمة فاضطر أن يستأذن من أصدقائه ويذهب إلى مركز الشرطة لأمر هام
*فى مركز الشرطة *
العسكرى: يا آنسة اهدى شوية حضرت الظابط جاى دلوقتى وهيشوف الموضوع
هى بغضب: وأنا استناه ليه مش المفروض يكون هنا
صوت من خلفها: أووووه
نظرت خلفها فوجدت سيف فى وجهها ثم تحرك ووقف أمامها ووضع ذراعه على كتف العسكرى وعلى فمه ابتسامة ساحرة
سيف: هنا سأسكت قليلا .. هنا سأسكت قليلا احتراما وتقديرا
الفتاة: إيه اللي بتقوله دا! أنت مين أصلا؟
سيف: أنا الكبيييير
الفتاة: أفندم
انتظم فى وقفته ونظر حوله وكأنه كان مغيبا عن الوعى واستفاق للتو
حمحم بحرج وقال: أنا آسف جدا حقيقى مش عارف إيه اللي بيحصلى .. اتفضلى فى المكتب نشوف مشكلتك إيه
دخلت الفتاة إلى المكتب بإنزعاج وسيف فى الخارج لا يعلم ما الذى حدث نظر إلى العسكرى وقال: وأنت واقف كدا مش تقول حاجه ولا تعمل حاجه
كتم ضحكته ولم يستطع الرد عليه
سيف: اضحك اضحك منا اللي بتهزق فى الأخر ما نشوف الأستاذه دي عايزة إيه كمان
*فى قصر سيف*
أنار الكتاب مرة أخرى ولكنه لم يُفتح فأقترب منه سليم وفتحه فوجد كلمة كبيرة تكتب باللون الأحمر .... قرأها سليم بتعجب بعد اكتمالها قائلا فى خفوت مصحوب بخوف: سيف
*فى مركز الشرطة*
سيف: تمام حضرتك هنراجع الكاميرات ونشوف اللي حصل وأكيد هنجيب اللي عمل كدا
الفتاة: شكرا يا فندم
سيف: عايزين بس بعض المعلومات منك
الفتاة: اه طبعا اتفضل
سيف: الإسم؟
الفتاة: حسناء .. اسمى حسناء
سيف بغمزة: ما شاء الله اسم على مسمى
حسناء بإنزعاج: إحنا هنهزر
حمحم مرة أخرى ونظر إلى الشاب بجانبه الذى يكتب المحضر: فى إيه يا ابنى إحنا هنهزر
ضحك الشاب بصمت ثم التفت سيف لها وقال: بنعتذر لحضرتك السؤال التانى تاريخ ميلادك؟
حسناء بتنهيده: 31/7/
قاطعها سيف: ايه دا دا النهاردة طب مش تقولى Happy Birthday يا قمر * وانهى جملته بغمزة*
ابتسمت تلقائيا ثم أنزلت وجهها للأسفل خجلا
سيف: دا القمر بيتكسف بقى .. طب تحبى تشربى حاجه ولا أقولك ما تيجى أعزمك على تورتة بمناسبة عيد ميلادك
حسناء: لا ملوش لزوم شكرا لحضرتك *ثم نهضت* هبقى أتابع مع حضرتك القضية وياريت تبلغنى بالجديد
عن إذنك
ثم خرجت من المكتب وأغلقت الباب خلفها
أعاد سيف ظهره للخلف حتى استند على كرسيه ونظره معلق بالباب ثم قال بتنهيده: حقا هنا سأسكت كثيرا
معتز: باشا أنت كويس
سيف بتوهان: ألا كويس
مضت دقيقة حتى استعاد وعيه اعتدل على الكرسي بصدمة وهو يرمش بعينيه عدة مرات ثم نظر إلى معتز بجانبه وقال: هو اللي حصل دا كان بجد
معتز: أيوة يا باشا أنا اتخضيت عليك
سيف بصدمة: نهارنا عسل
*فى قصر سيف*
سيف بغضب: يعنى أنا اسمى ظهر فى الكتاب دا
سليم: اه
سيف: يا خربيتك يا سيف .. أنت عارف أنا عملت إيه؟
سليم وهو يحاول عدم الضحك على مظهره: إيه؟
سيف: أنا عاكست بنت .. وكنت هعزمها على تورتة
هُنا انفجر سليم ضحكا فنظر له سيف شزرا
دعاء: أظن اللي حصل هيكون أهون من اللي بيحصل دلوقتى جوة الكتاب
آدم: عندها حق الصراحة
سيف بغضب: أهون إزاى أنا سمعتى ضاعت
أدهم: ما خلاص يا عم محسسنى أن دى أول مرة تعاكس بنت
سيف: أيوة أول مرة أنا متربى سعتك
آدم: خلاص يا جماعة خلونا فى المشكلة اللي إحنا فيها هنعمل إيه؟ هنفضل مستنيين كدا كتير؟
سيف وهو يجلس: والله منا عارف
*داخل الكتاب*
رعد بقلق: طب أعمل أنا إيه دلوقتى .. وإيه الزرار دا
مدام إسراء إنتى سامعانى .. طب جرالك حاجه طيب
إيه اللي أنا بعمله دا دي فقدت الوعى هترد عليا إزاى
وإيه الزرار دا كمان *قرأ المكتوب عليه* (عثرات الماضى)
يعنى إيه؟
*داخل عقل إسراء*
كانت تجلس فى الظلام وقد ضمت ساقيها إلى صدرها وتنظر أمامها بخوف
سطع ضوء من وسط الظلمة وأظهر لها صورة طفلة جالسة على الأرض منكسة الرأس يجتمع حولها فتيات صغار يضحكن عاليا ويجذبن خصلات شعرها تارة ويضربنها تارة أخرى
وفى النهاية قاموا بدفعها فسقطت على الأرض وسقطت نظارتها فحطمتها إحدى الفتايات بقدمها الصغيرة
ثم ذهبن وضحكاتهن تملأ المكان
وضعت إسراء يدها على أذنها لتمنع وصول صوت ضحكات الفتيات إليها .... لأن تلك الصغيرة لم تكن سوى إسراء فى طفولتها ... لقد عانت حقا
جائها صوت عرفت أنه الكتاب: لكل منا ماضٍ قاسٍ لا يمكن أن نمضى أمامنا دون أن نتذكره ... أليس كذلك يا إسراء؟
إسراء ببكاء: كفاية
قال: هل تظنين أن مروان تقبلك حقا؟ هل تظنين أنه قد يتقبل واهنة مثلك؟
إسراء برجاء: بس
قال وقد علا صوته: هل تظنين أن الضعفاء أمثالك يستحقون العيش فى عالم كهذا
إسراء بصراخ: كفاية بقى كفاية
قال وقد هدأ: هل تظنين أن مثل هؤلاء الأشخاص يستحقون العيش دون أن يعاقبهم أحد على أخطائهم فى حقوق الآخرين
رفعت عينيها وقد استشعرت كلماته وقالت بثقة: وإزاى نعاقبهم
قال: الموت ... الموت هو السبيل الوحيد لتطهير الأرض من أمثالهم
رعد بصراخ: إسراء
فتحت عينيها على مصرعيها ونهضت بفزع وهي تلهث كأنها كانت فى سباق وحبات العرق تتساقط من على جبينها والدموع من عينيها
رعد بقلق: إنتى كويسة
نظرت إليه وقالت بإرتجاف: أنا عايزة مروان
رعد: معرفش هو فين حقيقى بس تعالى ندخل الباب دا ونشوف هيوصلنا لفين
نهضت ودخلا الباب الذى فُتح مكان الزر ... عندما دخلا انغلق الباب خلفهما ... وجدا أيضا نفسيهما فى غرفة باللون الأحمر ... نظرا حوليهما بعد استيعاب
ماذا يريد هذا الكتاب حقا وما غرده من كل ما يحدث وهل يريد شيئا معينا حتى يعيدهم؟ لا أحد يعلم ماالذى يحدث غير الكتاب فهو المتحكم الأن فى كل شئ
*خارج الكتاب*
سيف: أنا جبت زينة بنت رعد علشان الموضوع شكله هيطول
آدم: وأنا روحت اطمنت على مليكة ومالك بس ماما قلقانه أوى يا حبيبتى قلبها حاسس
سيف: مش لازم حد يعرف باللي بيحصل أرجوكم
آدم: متخفش محدش خد خبر
سيف: أومال سليم فين؟
أدهم: راح يوصل دعاء علشان متروحش لوحدها
سيف: كويس .. تعالوا نطلع نرتاح شوية لحد الصبح ونشوف هيحصل إيه
أدهم: انا مش رايح فى حته من غير ما أطمن على أختى
سيف: يا عم القصر مليان أوض خد الكتاب معاك ونام بس نقوم نرتاح
أدهم: طيب
اختار كل واحد منهم غرفة ليقضى ليلته بها
نام أدهم بعد أن قام بوضع الكتاب على المنضدة الموجودة بجانب السرير
غطى فى نومٍ عميق ولم يلحظ ما ظهر فى الكتاب
انفتح الكتاب وظهرت كتابة باللون الأسود تقول
اللعنة الأولى "الإنفـصام"
•تابع الفصل التالي "رواية اللعنات العشر" اضغط على اسم الرواية