Ads by Google X

رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الثامن 8 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

  

 رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الثامن 8 - بقلم اسماعيل موسى


__ قال عبد الكريم كأنه يتحدث مع نفسه، انت قسيت على ولد اخوك جبر يا عبد التواب، لو كان عندك ذرة فهم كنت عرفت ان صقر هو الى حافظ على شوية الكرامه إلى فاضلين لينا
_همس عبد التواب _المصيبه كبيرة قوى قوى يا ابوى وانا مكنتش عارف بقول إيه
ولم يرد عبد الكريم ان يوبخ ابنه، كان يعرف ما يجول فى صدرة، الذل والمهانه التى يشعر بها، الطبل والزمر الذى يصدح فى بيوت اولاد صقر والزغاريد التى وصلت عنان السماء

همس عبد التواب وحياة شيبتك يا ابويا إلى اتهانت لاخد حقنا تالت ومتلت، ولاخلى فرغلى يبوس ايدك قدام كل اهل البلد
__فرغلى قاسى يا عبد التواب وانت وقفت قدامه قبل كده وخسرت !!
صرخ عبد التواب كان فرح يا ابوي لكن إلى جاى انتقام
همس عبد الكريم وهو يكتم غيظه، إلى مأثر فيه ولاوى دراعى انى مش هقدر اضربهم بالرصاص
لو عملت كده هبقى كسرت الأصول، اولاد صقر هزمونا بالعصا ولازم نهزمهم بالعصا
صرخ عبد التواب انا لها يا ابوى وحياتك ما هسيبه ثم ظهر دياب وعقل واحنا كمان مش هنسكت يا ابوى احنا مش صغيرين
رمق عبد الكريم الحقول فى شرود، بقا على اخر الزمن الواحد يتبهدل يا اولاد؟
ابقى شيخ بلحيه ويزقونى على الأرض ثم كأنه نسى كل الكلام صرخ، بقا انتم رجاله انتم؟ تسيبو اباكم يتمرمط كأن ملوش عزوه؟
وكان شيخ البلد ومأمور القسم قد وصلو يطلبون الصلح بين العائلتين لكن عبد الكريم رفض
إلى بداء بالعصا، ينتهى بالعصا يا شيخ البلد، مش هى دى الأصول ولا ايه يا شيخ بلدنا؟
وصمت شيخ البلد فى حضور المأمور وهمس لعبد الكريم
فرغلى مفيش بنى ادم هيهزمه فى العراك بالعصا يا عبد الكريم بكفايه إلى حصل!
صرخ عبد الكريم الكلام خلص، ليكم واجب تأخدوه لكن صلح مفيش، وشعر المأمور بالاختناق فهو لا يفهم تلك القواعد التافهه التى يتحدثون عنها ولا يعرف كيف ان الأصول يقول ان يتعاركو بالعصا حتى يموت واحد منهم، وكان يستعد للنقل إلى الاسكندريه ولا يرغب فى وجع دماغ
، لو اى جريمه حصلت فى القريه انا بحملك المسؤليه يا شيخ البلد ثم ركب سيارة الشرطه وغادر المكان.
اسماعيل موسى
لكن الولد صقر ابن اخوك دا ولد يا عبد الكريم، لو كنت عايز نصيحتى سيب صقر براحته ومتأثرش عليه وفهم عبد الكريم ما يقصده شيخ البلد وغمرته لمحت حزن وهو ينظر لعبد التواب وسعيد وعقل ودياب.
تسللت الشمس ناحيت الغروب وكان صقر جالس فى مطرحه غير قادر على فهم ما حصل حتى الأن

مر من جواره رجلين جلفين يغطون وجوههم بالشال ويعلقون على اكتافهم بنادق آليه
نزلو من على القيف قرب الماء ثم حملهم قارب إلى الناحيه الأخرى عبرو جزيرة صغيره بنيت فوقها بعض البيوت ثم واصلو طريقهم حيث يقبع الجبل الشرقى ، كانو من المطاريد الذى استأجرهم اولاد صقر ودفعو لهم النقود
لم يعرهم صقر اى اهتمام لكنه سمعهم يتهامسون بأسمه وكانو تعرفو عليه خلال الشباط، وكان واحد منهم يهز رأسه بأستمرار والأخر يتحدث بصوت خافت قبل أن يختفى القارب فى ظلام المغربيه
____
وكان نساء ال عبد الكريم وبناته يشعرون بالمراره والخزى
فقد ضرب اولاد صقر ازواجهم وابائهم واعمامهم
ونساء القرية يتهاهمسن عن المعركه ويضحكون خلف ظهورهم
وسادين تنقل عينها بين والدتها وجدتها التى ربطت رأسها بشال وتنام متربعه مزهوله قرب الباب، فبيت عبد الكريم لم ينكسر على طول عقود طويله وها هى الان وقد شاب شعر رأسها تشعر بالعار، عار ضرب أولادها امام كل رجال القريه.
وفكرت سادين، تعرض والدها لضرب مبرح، لكنهم تكاترو عليه، لم يكن من المنصف ان يقاتل جماعه بمفرده :!
_ ثم تذكرت صقر، ابن عمها وكيف كان يقاتل بمفرده مجموعه من اولاد صقر، وكيف تعرض للضرب وكسرت يده اليمنى
رغم ذلك لم يترك عكازه
لقد كان اولاد صقر على وشك تحقيق نصر مذهل لولا وجود صقر فى القريه
وشردت وهى تتأمل صقر وهو يضرب بالعصا ويقفز ويكيل الضربات لاولاد صقر مثل الوحش رغم قلة خبرته فى ضرب العصا
لقد ابقى صقر على كرامتهم والبلد كلها تعرف الان ان لديهم رجل من الممكن أن ينافس فرغلى
ولم تنسى همس الفتيات عن صقر خلال العراك وكيف تغزلو فى قوته وهيبته وجماله
لقد اوشكت ان تصرخ انه ابن عمها لكن رؤية والدها طريح الأرض اسبطت عزيمتها

ثم تسألت اين صقر الأن؟ فلم يكن موجود داخل الدار ولا تستطيع رؤيته
وكان هند ابنت عمها سعيد حدثتها عن صراخ والدها فى صقر واتهامة انه جابلهم العار بوضع الجبيره على يده
وانه حتى لو كسرت يده او شق قلبه او زحف على الأرض كان عليه ان لا يذهب إلى طبيب حتى يأخذو بثأرهم
همست سادين، وما ذنب صقر فى كل هذا؟
إنه لم يولد هنا ولم يتربى على عادتنا وليس مسؤل عن ما آل اليه حالنا
ثم شعرت بالغضب الدفين، لأنه ليس من المستبعد بعد الذى حدث ان يتجراء اى شاب تافه ليس له أصل ولا اسم عائله ان يتقدم لخطبتها
_ثم وقفت فى الشرفه تنظر تجاه الحقول وقد اكتسى الغرب بلون قرمزى والليل يزحف ببطيء ليحتل اخر ذرات النهار
والفلاحين يجرون مواشيهم على الطريق المترب نحو منازلهم والنساء تحمل شيل الربيع او حاملات القفة خلف ازواجهم بعد نهار مرهق قضوة فى عزاقة الأرض
وكان صقر لم يظهر بعد حتى ان جدها عبد الكريم ارسل عوض العلاف للبحث عنه بعد أن شعر بالقلق لاختفائه
ولم يكن لاحد نفس للأكل بعد أن تحول الدار لمأتم والأطفال الصغار يصرخون من الجوع
حتى دخل عبد الكريم الدار وصرخ، انتى يا وليه انتى وهى فين طعام الأطفال؟
ليه مطبختوش أكل للرجال؟
هو احن هنموت من الجوع ولا ايه؟
وكان يحاول كسر حالة الجمود التى أصابت أهل الدار فهو يعلم أن اكسر من غيره ان الثأر قد يتأخر وقد لا يحدث فى وجود فرغلى ولأول مره يفكر فى اغتيال فرغلى
رصاصه شارده تطرحة أرضا ولن يستطيع اى شخص ان يثبت تورطة
لكنه شعر بعار أكبر ان عقله يفكر بتلك الطريقه القذره
وصل عوض العلاف شاطيء النيل وراح يصرخ يا صقر بيه؟
يا صقر بيه؟
لكنه بعد لحظه أدرك فداحة تهوره فمن الممكن أن يسمعه واحد من اولاد صقر ويقوم بضربة

فقد ضربو اولاد عبد الكريم فما بالك وهو علاف سيطحنون عظمه
فراح بهمس صقر بيه ويتحسس طريقه فى الظلام
وجد صقر جالس على شاطيء النيل كأنه فى نزهه
الجد عايزك يا صقر بيه، بيبحث عنك فى كل مكان
وشعر عوض العلاف باستياء بالغ، ان عبد الكريم ارسله هو ولم يرسل واحد من أحفادة لخطورة المهمه
وانه لو لم يكن علاف ما كان ارسله
فبلع ريقه وهمس خلينا نروح يا صقر بيه انا أعرب طريق غامض يوصلنا بعيد عن عيون أهل البلد
فقال صقر بل نذهب من الطريق العام امام كل اهل القريه
فليس لديه ما يخشاه وسحب عكازه بيده السليمه
همس عوض انت متعرفش أهل البلد زى يا صقر بيه
مش هيبطلو يتمسخرو عليك ونعمل اكتر من مشكله فى طريقنا
ورد صقر ان مستعد
لكنك مصاب همس عوض بخوف
حتى لو كنت بيد واحده يا عوض فأنا مستعد
ومشى عوض خلف صقر لكن صقر قال امشى جنبى يا عوض وارفع راسك
تركو الحقول ووصلو الطريق الرئيسى وقابلتهم تجمعات لفتية القريه، وكان صقر يرمى السلام ويتلقى التحيه
لكنه فى بعض الأحيان كان لا يتلقى رد، ان ما حدث غير موازين القوة داخل القريه ولا احد يرغب فى عراك مع اولاد صقر
وسار صقر وسط الحشود والناس تنظر اليه بفضول وعوض غاطس وسط هدومه، لم يعترض احد طريق صقر وعندما وصل البيت ولمحه جده
همس صقر؟ وكان الظلام يحجب الرؤيه

ايوه صقر يا جدى وكان صقر أتى من الطريق القبليه حيث تقبع بيوت اولاد صقر
انت مشيت وسط البيوت يا صقر؟
ايوه يا جدى
عفارم عليك يا صقر والله، الناس لازم تعرف اننا لسه فينا روح وان إلى حصل لا يمكن يكسرنا
وشعر عبد التواب بالغضب، ان ما فعله صقر امر مشرف
انه لا يخشى اولاد صقر ومشى بين بيوتهم مرفوع الرأس
بينما اختباء هو داخل الدار يولول مثل النساء
اشعل ذلك الحقد داخل صدره، سيكون هو من يرجع كرامة العيله وليس هذا الشاب القاهرى


 

google-playkhamsatmostaqltradent