رواية الوشم السائر الفصل الثامن 8 - بقلم اسماعيل موسى
جوز شروق اتقتل؟ صعقنى الخبر كلسعة صقيع لطفل مدارس يرتدى حذائة دون جورب فى عز الشتاء وهو يمشى وسط النجيلة على فحيرة الحقل……
اشعلت لفافة تبغ واتكيت على السور وزرعت يدى فى جيب بنطالى الجينز الأزرق، كنت بحاجه لشرود وسط الزحمه دون أن اتهم بالجنون
كان صوت صراخ شروق يصلنى وانا واقف مكانى بالطبع !! كأنها حزينة…
اشعر ان مزاجيتى ضبابية ، لطالما اعتقدت ان السر خلف أسامة لكن الآن الأمور باتت تافهه ، اسامه قتل، احمد قتل، وشعرت بالضيق لأن القضية حلت اسرع مما تخيلت
تأكدت ان اسامه قتل ولم تكن وفاته طبيعيه قبل أن اتحرك
قصدت السجن من فورى وطلبت مقابلة نيرة، لكن ضابط النبطشيه تعنت معى، لطالما كرهت ضباط الشرطه أكثر من العصافير، لكنى بكل حزم قابلت المأمور والذى سمح لى بمقابلة قصيره ومن خلف الاسوار، عشرة دقائق هل تفهمنى؟
لسنا سوق هنا، الزياره تحتاج تصريح مسبق
قلت مفهوم يا باشا، ربنا يصبركم على غبائنا
كانت نيره أكثر شحوبآ، تعانى من نقص واضح فى التغذيه
نظرتها تائهه رغم احتفاظها بجمالها الأخاذ
قلت افتحى فمك، برائتك ظهرت
كيف؟
قلت اسامه قتل!!
سألت، اسامه جوز اختى؟
قلت طبعآ جوز اختك احنا هنهزر؟
ودا هيبرائنى ازاى يا عونى بيه؟
رميت على نيرة نظره متفحصه، اكره الفتيات عندما يحاولن إظهار ذكائهن بطريقه مبتذله
قلت لنفرش اسرارنا على الورق يا مدام نيره، لقد اكتفيت من الهراء ولن تجدى شخص أكثر حماقة منى، لكن!! مزاجيتى سريعة التغير
كانت اختك فى علاقه محرمه مع زوجك احمد، اعتقد انك اكتشفتى ذلك قبل أسبوعين من مقتل احمد، ربما بالصدفه وربما عن طريق الهاتف، وربما وهذا ما أرجحه، رسالة مجهوله حملت إليك النباء الجثيم
ولأنك زوجه وفيه مثل بقية الزوجات، ما علينا، حاولتى ان تتجاهلى تلك الاشاعه المقيته، قلتى فى نفسك ان زوجك احمد يحبك ولا يمكن أن يفكر فى خيانتك، هكذا تفكر كل زوجه مخدوعه، ثم إن القصه نفسها مقرفه، زوجى واختى؟
وربما تناسيتى الموضوع يومين او يومين ونصف
لأن تلك هى أقصى مدة سجلت فى النتائج البحثية لقدرة امرأه على حفظ سر دون أن تفتح فمها
ثم راح عقلك اللعين يعمل بطريقة شيطانيه، تتبعتى تحركات زوجك، تنقلاته واتصالاته وبعد ايام، اى اسبوع قبل مقتل احمد امسكت بيدك او دليل على خيانة زوجك
ودار داخلك صراع ليس شفقة على زوجك بالطبع لكنه صراع ابدى، كيف استطاع ذلك الوغد خيانتك؟
فأنت مثلما تقول كل امرأه عند الخيانه مفكيش غلطة..؟
وقبل يوم من مقتل احمد بعدما توفرت لك الادله فاجأتى احمد بجريمته، جريمة خيانتك، وربما وهكذا اتصور انك قولت بالحرف الواحد وانت تبكين، لو كنت عملتها مع شخص تانى كان ممكن اسامحك، لكن اختى يا احمد؟ اختى؟ انت حيوان قذر
ولم يتحمل احمد الصدمه، كذبك وانكر وترك الشقه
وفى يوم مقتله عندما عاد إلى الشقه أظهرتى الادله التى فى حوزتك، اشتعل احمد غضب وطردك من الشقه وهو يصرخ انك عاه_رة وخائنه
ولم يكن احد يعرف الحقيقه، وعندما عدتى مره اخرى للشقه كان أحمد ميت
ثم قبضت عليك الشرطه ولم يكن بوسعك وانت الأخت الكبرى التى وصتك امك على اختك شروق ان تفضحيها فأغلقتى فمك اللعين وتركتى الشرطه تقتادك إلى السجن مثل حشرة، كنتى تحتاج شخص غيرك ان يكشف الحقيقه حتى يرتاح ضميرك ولم تجدى أمامك سوى جارك اللعين غريب الأطوار الذى كنتى تشاهدينة من شقتك يقضى ليله ونهارة فى قراءة الروايات البوليسيه
فى شرفة شقته المستأجره الغير قادر على دفع ايجارها منذ شهرين وهو يدخن لفافات التبغ
حينها طلبتى من الشرطه ان تستدعينى وكان ضابط الشرطه يشك فى وجود علاقه بينى وبينك لغرابة الموقف فما كان منك الا ان اختلقتى تلك الحركه المسرحيه المذهله والتى لا انكر انها اعجبتنى، فى قسم الشرطه سحبتى قطعة الزجاج ووضعتيها على عنقى واقسمتى انك ستقتلينى ووافقتك انا على الخطه فمثلت الرعب مما وفر لكلينا غطاء ملائم
تأكد ضابط الشرطه من عدم وجود علاقه تجمعنا ببعضنا
وفرتى لى الحريه لاعمل على القضيه بعد أن تركنى معاون المباحث ارحل
وكان من الممكن أن يلتف حول المشنقه حول رقبتك الجميله
من حسن حظك ان أسامه قتل
صمتت نيره ذهاء خمسة دقائق ثم همست وكيف سوف ينقذنى مقتل اسامه؟
قلت _
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الوشم السائر) اسم الرواية