رواية رقه و شده الفصل الثامن 8 - بقلم زينب سمير
8..
غادري إلى أين تشائين
طوفي الأرض يسار ويمين
لوذي بالفرار
أطلبي الفراق
ولكن لن يكون لكِ ما تشائين
*****
وصلت عربيته قدام عمارتها بعد صمت طويل حل بينهم بعد كلماته الأخيرة اللي خلتها تبصله بسخريرة مريرة لكنها ملقيتش ردود تقولها غير الصمت
نزلت من العربية من غير كلام وأختفت من قدام عيونه وذكريات أخر فترة بينهم بس هي اللي شغلاها
قبل سنتين:
فتحت أوضتهم ودخلت وهي بتغلي وهو وراها ماشي بمنتهى البرود وحاطط إيديه في جيوب بنطلونه، رمت شنطتها على كرسي جنبها ولفت تبصله وبعصبية- أنت أتجننت أية اللي خلاك عملت كدا كنت هتموته في إيدك، أنت متخيل الفضيحة اللي حصلت
لفت حوالين نفسها وهي بتمرر إيدها على شعرها بضيق
- رد عليا متسبنيش آهاتي مع نفسي كدا
هز كتفه بلا مبالاة وببرود- أنا مش عارفة أنا عملت أية لكل عصبيتك دي، واحد غلط وكنت بآدبه
- غلط!
ملامح اللا مبالاة بدأت تسقط عن وشـه، طلع إيديه من جيوبه وبدا يقرب منها بخطوات بطيئة و- أيوة غلط.. لما أتجرأ وفكر بس مجرد تفكير إنه يقرب منك.. ويعاكسك كمان
صرخت بغضب- وعلشان واحد عاكسني تضربه لحد ما كنت هتموته في إيدك وأديك هتروح في داهية بسببه
- متقلقيش عمار هيحل المشكلة
- عمار هيحل اية ولا أية، كل يوم مصيبة شكل وخناقة شكل، مش كفاية كدا، أتعلم تتحكم في عصبيتك شوية بقى، كفاية عنف..
- هما اللي بيعملوا اللي بيعصبني..
رفعت صباعها في وشـه تحذره و- لو اللي حصل دا أتكرر تاني أنا مش هعديها ياصهيب، ولو الولد دا اتآذى بسببك محدش هيشيل الليلة غيرك، متفكرش.. أيـاك تفكر تلبسها لغيرك
قرب يمسك صباعها ينزله ويسأل بملامح جمدت فجأة- قوليلي مش هتعديها أزاي، هتعملي أية؟
رفعت راسها تبصله و- مش عارفة، بس أنا مقدرش أكمل مع واحد زيـك، أنت مكنتش كدا، معرفتكش وأنت كدا، أنا كنت فكراك هادي.. إنسان لطيف وظريف، متخيلتش تكون بالعصبية دي
- قولتلك متصدقيش اللي بيحصل قدام الكاميرا
باس صباعها اللي في إيده ورفع عيونه يبصلها بنفس النظرة الخطيرة و- متقدريش تكملي مع واحد زيي.. قصدك أية؟ هتبعدي مثلًا؟
كانت خايفة بلعت ريقها وهي بتراقبه بتوتر، فجأة ملامحه قلبت لمرحة، شالها بين إيديه و- وفكرك أنا هسيبك دا لو حصل هموتك
رماها على السرير وبدأ يزغزها وهو بيقول بمرح- زي كدا
ضحكت وهي بتحاول تبعد عنه، نسيت خوفها منه اللي كان من لحظات، فكرته تمثيل، ولحظات غضبه بتكون طائشة
صدقته كعادتها
لكن متعرفش لية دلوقتي حاسة إنه كان قاصد كل حرف قاله
ومكنش مجرد هزار!
صحيت تاني يوم بإرهاق لقيته بيقفل مع عمار وبيبصلها وبسخرية- الولد فاق ومطلعش فيه حاجة خطيرة، وأتنازل عن المحضر حتى من غير ما نعرض عليه..
عرف غلطه إنه أتجرأ وعاكس مرات حد غيره
أبتسمت وهي بتحاول تقوم لكنها قعدت علطول بتعب، قرب منها وبقلق- في إية مالك؟ دايخة برضوا؟
هزت راسها بـآه
- الموضوع دا أتكرر كتير، المرة دي مش هسكتلك هنروح المستشفي
قاطعته- ملوش داعي أنا بس علشان الأيام دي مشغولة ومش بنام كويس
شاورلها تسكت، ساعدها تقوم و- جهزي نفسك علشان هوديكي قبل الشغل
- بس أنت عندك..
زقها لقدام و- ولا كلمة
بعد شوية..
طلعوا من مركز تحليل وفي إيديهم تقرير، والصدمة باينة على وشهم، كان هو أول واحد فاق منها، حضنها من جنبها يضمها ليه وبفرحة- أنتِ حامل يارقـة، حامل في ابني..
حبل وصال تاني كان بيربط بينها وبينه
متنكرش فرحته كانت حقيقية، متعرفش سببها، لأنه فعلًا عايز طفل، ولا عايز طفل منها علشان ميبقاش في مهرب ليها منه، تفضل مهما حاولت تبعد عنه.. حاجة ربطاها بيه
جمعاهم سـوا..
****
بعد كام شهر:
نزلت من الشركة وهي متحمسة، هتروح إنهاردة مع صهيب علشان تعرف نوع الجنين، طلعت من البوابة لقيت عربيته موجودة، عمار موجود، لكن هو مش موجود..
بصت حواليها تدور عليه، قرب عمار منها وبحرج- صهيب عنده شغل مهم فأنا هوصلك
ملامحها المبسوطة بهتت فجأة، لكنها حاولت تداري دا وهي بتركب
مش أول مرة تستنى حاجة منه ومتحصلش،
ياما سابها في تجمعات عائلية بحجة أن عيلتها كئيبة وجدية وهو مبيحبش التجمعات دي، حفلات مهمة وعايزاه يحضرها لكنها مش جـوه
لكنها مقدرتش تعترض على أي أمر ليه.. كان بصيغة الطلب
في تجمعات عيلته كانت أول الحاضرين
وفي حفلاته أول الجاهزين
أخر الليل، دخل والإرهاق ماليه، لقاها قاعدة على السرير بتقرأ في كتاب، قعد على السرير جنبها سألها وهو بيخلع ساعته- الدكتور قالك أية؟ كله تمام؟
- تمام
هو نسي حتى أن النهاردة كان مفروض يوم معرفة نوع الجنين، وهي مش هتعرفه
في اللحظة دي شافت إنه ميستهلش يعرف!
من هنا بدأ الفتور من ناحيتها، تبطل تحط أعذار، نوع من الغشاوة شوية شوية بدأت تروح
صهيب بيحبها؟ متنكرش..
لكن الحب أحيانًا مش كافي، حبه مش ملائم ليها
طريقته مش منسباها
*****
- هتروحي الشغل برضوا؟
ردت عليه وهي باصة قدامها للمرايا بتسرح شعرها- قولتلك في شغل مهم مينفعش آجله
- الدكتور قالت إنك تعبانة والحركة صعبة عليكِ
- إنهاردة بس هقفل حاجات في الشغل علشان مش هنزل تاني
- براحتك.. بس متلوميش غير نفسك لو حصلك حاجة بسبب تهورك دا
كانت في بداية التاسع، خدت نفسها بصعوبة وتعب وهي بتسلم ورق لدرة و- كدا خلصنا؟
درة بقلق- اه، هكلم عم محمد يجهز العربية علشان تروحي بقى، كفاية عليكِ كدا
هزت راسها، طلعت درة ولحظات وهي حست بآلم رهيب، لسة هتنادي على درة فونها رن وكان صهيب
ردت بصوت متلهف وتعب- صهيب
بقلق- ماله صوتك؟ أنتِ تعبانة صح؟ قولتلك بس أنتي مبتسمعيش الكلام لازم ترهقي..
- أنا بولد
سكت عن زعيقه قبل ما يتكلم تاني بنبرة حاول يخليها أهدأ- طيب أهدي نادي درة خليها معاكي وأنا هكلم الأسعاف، وأنا عشر دقايق وهكون عندك أنا أصلًا كنت في طريقي ليكِ
سمعت صوت العربية وهو بيسوقها جامد، وخوف أشـد- خليكي معايا متقفليش الخط، نادي درة
دخلت درة في اللحظة دي، سندتها ينزلوا سـوا، في اللحظة اللي وصلت فيها عربيته قدام الشركة أخدها وراحوا المستشفى سـوا
وجـه إياد للدنيا
****
بصت للأخبار الجديدة اللي نازلة عنهم، صور ليهم وهما خارجين من المستفشى وشايل إياد على إيده وماسك إيدها هي كمان، الكل بيتكلم إن الشاب الأعزب بقى أب أخيرًا، وقد أية مراعي.. وياحظ رقـة بيـه، دايمًا رايق، لطيف،
ضحكت بسخرية تفتكر إنه رغم كل اللي حصل أتخانق معاها بعد ما فاقت لأنها مسمعتش كلامه وعاندت وركبت دماغها
الشاب اللطيف دا مش هو اللي هي تعرفه، هو عايز كلمته بس اللي تمشي غصب عن أي حاجة وتحت أي ظروف، هو دايمًا شايف إنه صح وإنه عارف مصلحتها
وعارفها أكتر منها
وبيختارلها الأنسب
فقدت حتى شغفها على المجادلة بقيت ساكتة، بتوافق على كل حاجة عايزها وطالبها منها
عدت الأيام بيهم، ملاحظ هو المسافة بينهم بس بررلها دخول إياد حياتهم، وإنها مشغولة بيه السبب، بكرة هتتعود وهتظبط أمورها وهيرجعوا بخير، هو كمان مشغول، شهرين بس يخلص أخر شغل معاه وهيفضى، وهترجع كل حاجة زي زمان..
أي زمان؟
لمست جبين إياد كان نار، وهو على صرخة واحدة، شالته تلف بيه وفي إيدها التانية الموبايل بتحاول تكلمه، لحد ما رد أخيرًا ردت بلهفة- ألو صهيب..
بنبرة أستعجال- معلش يارقـة هقفل دلوقتي علشان مشغول لما أهلص هكلمك و..
بسرعة قاطعته- صهيب إياد تعبان و..
رد عليها بنفس اللهجة- هبعتلك عمار
وبعتلها عمار، كالعادة.. يشيل شيلة مش شيلته، يكون معاها في أوقات هو بس اللي مفروض يكون فيها
أخد عمار منها الولد وشاورلها تركب وهو القلق ماليه هو كمان بعد ما شاف حالته وصراخه
بعد ساعتين رجعها وهي باين عليها الإرهاق وإياد نايم بين إيديها بتعب
- شكرًا ياعمار
هز راسه ومتكلمش، من ملامحها حاسس فيه حاجة غلط
يتمنى ميكونش اللي في باله
أطمن إنها طلعت ورجع لصهيب، كان في حفلة معمولة أحتفالًا بمضي عقد شراكة مع شركة من أكبر شركات الأزياء، صفقة خرافية..
قرب منه كان قاعد وسط ناس كتير وباين عليه الإنبساط سحبه من وسطهم و- تعالى معايا
- في أية ساحبني كدا لية؟
- روح لمراتك
أداله ضهره علشان يمشي و- لما الحفلة تخلص همشي مش هينفع..
- أنا هفضل مكانك
- مش هينفع لازم..
قاطعه بسخرية- لية مش هينفع ما أنا لسة سادد مكانك من شوية، كنت بكشف لأبنك
بصله من غير رد، كمل عمار- روح لمراتك متزودش الموضوع سـوء أكتر من كدا
بأي سرعة محدش عارف، كان في صور متسربة من الحفلة، وصهيب قاعد وسط بنات بيضحك معاهم ومنسجم، في حالة أول مرة تشوفها، والتعليقات حدث ولا حرج..
' - الرجالة كلها واحدة أول ما مراته خلفت وأنشغلت بدأ يلعب بديله
- زير النسا بيفضل زير نسا حتى لو أتجوز رقـة الجّمال بنفسها
- رقـة مش أستايله خالص، كله عارف إنه متجوزها علشان مكانتها، وأهو رجع لعادته
- صعبانة عليا والله لما تشوف الصور دي '
قفلت الفون أول ما سمعت الباب بيتفتح، لحظات ووصل ليها صهيب بص لإياد اللي نايم جنبها بقلق وقرب يبوسه بعاطفة و- كان ماله؟ الدكتور قالك أية؟
بسخرية- فيك الخير والله، لسة فاكر تسأل
- في أية يارقـة، بتتكلمي كدا لية؟
- بتكلم أزاي، قولي..
- وطـي صوتك، الولد نايم
- ولما أنت خايف على الولد أوي كدا مجتش لية لما كلمتك وقولتلك تعبان
- بعتلك عمار
- بعتلي عمار وأنت كنت قاعد في حفلة ملمومة حواليك شوية بنات وولا هامك أبنك ماله.. عنده أية، مراتك متصلة منهارة وأنت ولا كلفت نفسك تجيلنا حتى
- الحفلة كانت شغل بـ..
قاطعته- متفسرش.. بعتلي عمار، تعبانة تبعت عمار، أبنك تعبان تبعت عمار، محتاجة حاجة.. يقضيهالي عمار، قولي أنا متجوزاك أنت ولا متجوزة عمار
- خلي بالك من كلامك، عمار صاحبي ومدير أعمالي وأنا بثق فيه علشان كدا..
- بتثق فيه فسايبه يعيش أدوارك.. جايب ثقتك دي منين؟ ما يمكن بيخدعك! أنا وهو بنخدعك يمكن عمار دا حاول يضايقني قبل كدا بس أنا معرفتكش.. يـ..
قاطعها وهو بيقرب منها بإندفاج يمسكها من درعاتها- عملك اية أنطقي، قوليلي..
نفضت نفسها من بين أيديه وبسخرية- في لحظة كدا شكت فيه ونسيت كل الأشعار اللي بتقولها عنه، في لحظة مبقيتش واثق فيه بسبب بس أفتراض قولته ورغم كدا مأمن عليا أنا وأبنك معاه
- متجننيش وبطلي كلامك الغريب دا وفهميني عايزة تقولي أية، عايزة توصلي لأية بالظبط.. وعمار.. فعلًا
بسرعة نفت- لا متقلقش.. متقلقش خالص عمار صاحبك كان قد المسئولية والثقة اللي أنت معطيهالها، عمره ما فكر يتجاوز حدوده، كان بينفذ طلباتك بالحرف، لكن أنا للأسف مش متجوزة عمار.. مش هو اللي مستنياه في كل مرة أعوزه، أنا ببقى مستنياك أنت وأنت عمرك ما كنت موجود
عمري ما أستنيك ولقيتك، عمري ما طلبتك وجيت
لازم حجج.. لازم أعذار
وكنت بقبلها لكن لحد هنا وكفاية
بتخوف- يعني أية لحد هنا وكفاية؟ قصدك أية؟ وبعدين أنتِ عارفة كويس أن..
هيبرر.. تبريرات هتكون مقنعة تمامًا تراهن على كدا، لو قالها هتشوف نفسها غلطانة فورًا
لكنها مش هتسمحله المرة دي
- يعني أنا عايزة أطلق
ردد بدهشـة، بعدم تصديق- تطلقي!
كأن الكلمة عمرها ما جت على باله في يوم، طلاق بينه وبين رقـة
- ليـة؟
كل الأسباب اللي قالتها، بالنسباله مش مقنعة
عرفت إنها مهما قالت مش هيفهم،
- كدا، لأني عايزة أطلق، تعبانة ياشيخ، مش قادرة أكمل معاك، مش طيقاك.. كون راجل لأول مرة وقد كلمتك معايا لما قولتلي قبل كدا في أي لحظة مش هتحبي الحياة معايا هسيبك بهدوء.. كون قد كلمتك دي وطلقني
هو جه ومش حاطط في باله أن كل دا يحصل، متوقع حوار محتد بينهم، كعادته هيقدر يسكتها بكلامه
لكن.. يوصل بيهم الحال لهنا، للنقطة دي
طلاق!
- ولو قولت لا
- مش هستغرب، كدا كدا كل حاجة عيشتهالي في البداية كدب، كل وعودك كدب، فمش هتيجي على المرة دي كمان، مش هتصدم فيك..
كان شايف الكرة في عيونها لأول مرة، الإشمئزاز!
كإنها شيفاه قدامها مسخ، مقدرش يشوف النظرات دي في عيونها أكتر من كدا
فـ- أنتِ طالق يارقـة
نطقها علشان يريحها بس من جواه عارف إنه مش دا نهاية الطريق بينهم
ليهم رجعة.. بس هي تهدأ
لازم يبعد قبل ما تكرهه زيادة، هو عارف أزاي يتحكم في لعبته، أمتى يصّر يكمل، أمتى ياخد خطوة لورا
علشان لما يرجع يكون لسة معاه فرصة
- المهم عندي راحتك
أتنفست الصعداء، كتم جواه غصته، للدرجة دي كان وجودها معاه خانقها؟
- أنا هبعد، بس عندي شروط
مهما يحاول يسيطر على أفعاله، مش هيقدر!
- إياد هيفضل معاكي.. طول ما أنتِ لوحدك، لو فكرتي ترتبطي بحد غيري، إنسي إياد
كدا كدا مش هيسمحلها، كدا كدا رجعاله، بس علشان يضمن إنه لحد ما يرجعها تفكيرها حتى ميروحش لحد غيره
وعرف يختار ورقة ضغطه..
كعادته!
بعدت وملكيته لسة عليها
مراته، أو طليقته
لسة الهاء بتشير ليه
يتبع...
رقـة_وشـدة
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية