رواية غرام في قلب الصعيد الفصل التاسع 9 - بقلم اسماعيل موسى
جلس صقر إلى جوار جدة وكان موقد الحطب يبعث الحرارة إلى الدكه، وضع يده فوق الحطب يستمد الدفيء
__انا مش عارف يا جدى ليه شاعرين بالعار؟ انتم وقفتم قدام عيلة اولاد صقر كلها لوحدكم، انتم كنتو خمسه يا جدى قصاد عيله كامله!
انت إلى وقفت قدامهم لوحدك يا صقر، انت إلى تصديت لفرغلى وتعاركت معاه بمفردك، ان كان فيه حد حفظ كرامتنا فهو انت مش اى حد تانى
اعمامك كلهم كانو مطروحين على الأرض قبل وصولك، انت إلى مديت ايدك ورفعتنى من على الأرض مش اى حد تانى
وكان عبد التواب وسعيد ودياب وعقل يتابعون الكلام بضيق وهمسات ساكنه تدور بينهم
ونساء الدار جالسين إلى جوار بعضهم يتهامسون
وقال الجد، عارف يا صقر؟
مكنتش ممكن أصدق ان فيه شخص فى القريه ممكن يقف قدام فرغلى، اصل العراك مش قوة بس دا فن يا صقر
وفرغلى حريف عصا، فرغلى بيروح الموالد فى كل مكان وفى كل مره بيرجع منتصر، وداخل القريه هنا مفيش شخص واجه فرغلى وطلع منتصر او حتى قدر يلمس جسمه بالعصا، انت عملت كل ده بايد واحده
رفع عبد التواب صوته بكره تشوف يا ابوى هعمل فيه ايه، ورحمة أخوى جبر لاجيبه الأرض قدام البلد كلها
وكان ذكر جبر امر غريب فى هذا المجلس، عبد التواب لا يطيق جبر ولا ابنه وكل ما يمت له بصله
وواصل عبد التواب حديثه، عفارم عليك يا صقر يا واد أخوى
لكن انت مهم كان تعتبر من البندر ولازم واحد من اولاد عبد الكريم يهزم صقر ولا ايه رأيك يا ابوى؟
وفكر عبد الكريم، ان عبد التواب احمق لكنه نطق الحقيقه
فجحا أولى بتورة وانتصار عبد التواب على فرغلى سيعيد له هيبته وللعائله وقارها
معاك حق يا عبد الكريم، جهز نفسك وفى اول فرصه عارك فرغلى واهزمه
ثم اخذ بعضه ومشى يتكاء على عصاه نحو غرفته
انا هقوم انام ونهض صقر هو الآخر إلى غرفته
اقترب سعيد من عبد التواب وابتسم بمكر، خبريه يا ابو جبر؟ الحنين واخدك اووى لجبر وابنه؟
تكونش غيرت رأيك؟ ولا يكون شهر العسل بينك وبين صقر بداء؟
نهض عبد التواب بغضب، هتفضل طول عمرك غبى
يا سعيد، خليكى انت داير ورا البهايم لكن انا ليه عركه لازم استعد ليها
ومضى اسبوع القريه كلها لا حديث لها سوى فرغلى وما فعله فى عائلة اولاد عبد الكريم
حتى شق عبد التواب ظلام الليل بعكازه نحو الكوبرى وكان شباب القريه مجتمعين هناك وفرغلى معهم
صرخ عبد التواب انا لي حق عندك يا فرغلى وحقى هاخده بالعصا
همس فرغلى، روح بيتك يا عبد التواب وبكفايه إلى حصلك
لكن عبد التواب صرخ، انا لى حق عندك ولا انت خايف يا فرغلى +؟
رفع فرغلى عكازه، انا خايف على مراتك يا عبد التواب بعد ما تترمل ! ولم يتحمل عبد التواب الآهانه وهجم على فرغلى بعكازه يضربه بكل قوته وفرغلى يصد الضربات يمين ويسار
وعبد التواب يصرخ قابل الحديد ياولد ثم يقفز ويضرب وفرغلى يدافع بكل قوته وصوت العصا يرن فى جوف الظلام متسلل خلال الحقول الخضراء صوب النهر
وعبد التواب يستجمع قوته وقد احس بافضليته على فرغلى
همس عبد التواب اياك كنت فى غرزه يا فرغلى مقدرش تحرك ركبك؟
اصل انا عارف اصلك نجس ومش بتسيب حرمه غير لما تجرى وراها
ابتسم فرغلى بوجه قاتم وهو يتسأل إلى متى سيصمد عبد التواب إلى عروقه مثل عروق النساء؟
وصرخ عبد التواب خد يا ولد وضرب فرغلى فى جانبه الأيمن
لمس العصا صديرى فرغلى ولأول مره شعر بالغضب
عبد التواب استعد جيدا لهذه المواجهه لكن فرغلى فنان
انه يستعمل العصا مثل نغمات الموسيقى نوتات وكونشيرو ومايسترو، انتظر ضربة من عبد التواب، ضربه كانت قريبه
ثم تراجع خطوتين إلى الوراء وبداء الهجوم كان منح نفسه المساحه واستعاد انفاسه
وامام دار عبد الكريم صرخ عوض العلاف العركه بدأت يا اولاد، عبد التواب بيضرب فرغلى
وسار الخبر بين أهل القريه مثل النار فى الهشيم
وعبد التواب يصد ضربات فرغلى وكانت مضت ربع ساعه بين كر وفر وتشمم فرغلى تعب عبد التواب فقام بضربات سريعه انهكت جسده واضعفت حركته
ثم فجأه مثل الثعلب تدحرج فرغلى على الأرض وضرب عبد التواب فى ساقه
صرخ عبد التواب من الوجع وراح يرفع ساقه ويرجعها إلى الأرض وفرغلى ضربه فى قدمه الأخرى
ثم وقف بغرور وعبد التواب غير قادر على الوقوف مكانه
نغز عبد التواب فى صدره بالعكاز ثم ضربه على كتفه ورأسه وظهره وراح فرغلى يكيل الضربات لعبد التواب فى كل مكان
حتى اسقطه على الأرض ثم ابعد عكازه عنه
وصرخ فرغلى وسط الناس راجل دون عكازه يبقى حرمه
وانت حرمه يا عبد التواب من يومك ثم امسك عبد التواب من دراعه وجره نحو الترعه وبكل قوته رفعه بيديه والقى به فى الترعه والناس يتفرجون ويصرخون
كان عبد الكريم وصل متأخر يتبعه صقر وبقية عياله
فوجد عبد التواب مرمى فى الترعه ولم يتجراء شخص واحده لمساعدته
صرخ عبد الكريم ساعدو اخوكم يا عيال
لكن فرغلي رفع عصاه واقسم، إلى هيساعد عبد التواب هيلحق به فى الترعه
خلى الترعه تنضف عاركم يا اولاد عبد الكريم، تراجع سعيد اختفى بين الناس بينما تقدم دياب يحمل عكازه نحو فرغلى
نزل صقر الى جرف الترعه غير مبالى بقسم فرغلى مد يده وساعد عبد التواب على الخروج من الترعه
خرج عبد التواب مطاطيء الرأس، جلبابه ملطخ بالطين والطحالب
- يتبع الفصل التالي اضغط على (غرام في قلب الصعيد) اسم الرواية