Ads by Google X

رواية رقه و شده الفصل التاسع 9 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية رقه و شده الفصل التاسع 9 - بقلم زينب سمير 

9..

بعد ما نزلت رقـة من العربية، طار بيها صهيب بأقصى سرعة وفي باله ذكرى واحدة بس، يوم طلاقهم
لما نطق بكلمة عمره ما أتوقع إنه يقولها في حياته لرقـة..

سـاب البيت يومها وراح لشقته القديمة اللي كان قاعد فيها هو وعمار، دخل ومن حالته وتوهانه وقف عمار يبصله بقلق
- صهيب، مالك إياد كويس
ردد وهو لسة تحت تأثير الصدمة- أنا طلقت رقـة
قعد على الكرسي وحط راسه بين كفوفه يبص للأرض و- طلقتها
رفع عيونه يبصله، كانت حمرا من كتم دموعه فيها
مليانة مشاعر مش مفهومة ومتلخبطة، صدمة.. وجع.. عدم تصديق
- شوفت في عيونها حاجة محبتهاش، كأنها كرهاني، رقـة كرهاني، متحملتش أشوف النظرة دي أكتر من كدا لقيتني بعمل اللي هي عايزاه
بس لية؟ 
لية تطلب طلب زي دا، أنا قولتلها زمان مهما كانت الدنيا صعبة متخليش البُعد هو الحل بينا
لية أختارته
حاول عمار يقرب منه ويواسيـه لكنه بعد عنه، وقف يعطيه ضهره رافض يوريه ضعفه أكتر من كدا
- إياد مش أبنها لوحدها، أنا بخاف عليه زيي زيها أنا بس كنت قاري عن سنه دا كتير، عارف إن دا وقت تسنينه وهيبدأ يتعب ويسخن، والموضوع مش خطير زي ما هي هتفكر، 
لف يبصله ويقول بصدق- إياد ابني ياعمار أنا مستحيل كنت أتجاهل تعبه.. مستحيل أبدي حاجة عليه، أنت عارف كدا صح؟
هز عمار راسه بتأكيد
- أومال هي لية شكت فيـا؟ حسستني إني مستحقش أن إياد يكون ابني

إنشغال صهيب يومها في التفكير في الزاوية دي بس، خلاه يتجاهل التفكير في أي سبب تاني للي حصل، لغضبها، وطلبها وما قبل ذلك
كان بس مشغول يثبت ليه قبل أي حد إنه مش أب مقصر
كان مفكر أن دي بس المشكلة

قرر بعدها يسافر، يختفي من الساحة لحد ما تهدأ ويرجع
قرر يكمل لعبتهم زي ما بدأت، الحياة بالنسباله لعبة، كل واحد متحكم في لعبته.. بيمشيها حسب التيار اللي يحبه
يبين إنه مش فارقله، يرجع بشخصية زمان.. فترجع معاه للذكريات..
فكر إنها هتكون مشتقاله زي ما هو كان مجنون
لكنه أتفاجئ ببرودها، لا مبالاتها
جديتها في الموضوع
هي فعلًا بتتناسـاه، كل ما يفتكر كل ما يزود في سرعته أكتر، رجع لوعيه، لو يعرف بس.. لو يفهم أية علتهم
هيحلها
*****
تاني يوم، دخلت رقـة المكتب وباين عليها الإرهاق والتعب بعد ليل طويل قضته بتفكر في ذكريات كل لحظة عاشتها، وملحقتش تنسى ألمها
دخلت وراها درة وبقلق- وشـك ماله كدا؟ إياد كويس؟ شكله تعب تاني وسهرتي معاه 
نفت براسها و- إياد كويس
- أومال مالك؟
- مفيش يادرة أنا كويسة، معلش بس هاتيلي فنجان قهوة
- أنتِ روحتي مع مين أمبارح بعد ما سبتك ومشيت؟ صهيب؟
نظرات عيونها وضحت كل حاجة، إتنهدت درة و- حصل أية بينكم؟ عمل أية تاني؟
- معملش جديد، أفعال وكلام كل مرة، مبتتغيرش وأثارها مبتتغيرش
أنا بس اللي هتجنن منه إنه مش شايف اللي أنا شيفاه، مش شايف قد أية حياتي معاه كانت صعبة، وقد أية كنت بعاني
- قولتلك متكتميش جواكِ من البداية وأتكلمي، يمكن فعلًا سكوتك خلاه ميلاحظش وميعرفش
- مش معقول صهيب غبي للدرجة دي، هو مش كدا
هو بس مستخف باللي حساه، فبيتجاهله
- لو هو قاصد فهيندم بعدين، لما يدرك إنه خسرك فعلًا
ولا أنتِ؟
بصتلها بنظرة ذات مغزى
رقـة- أنا مش هكدب، لسة بحبه، بس عيشتي معاه أثبتت مش كل حاجة حب، أحنا منقدرش نمنع نفسنا نحب، بس نقدر نمنع الآذية عننا، وصهيب هو سبب آذيتي.. ومفيش حد عاقل بيروح للآذى والوجع برجليه 
*****
أيام تانية بتفوت، أختفت رقـة عن عالمه نهائيًا، لا شغل جامعهم، ولا لقاءات، ولما بيروح ياخد إياد بيستلمه من مربيته، بطلت حتى تقف قدامه وتعترض..
ودا كان مسبب ليه حالة من الجنون
- هتفضل كدا لحد أمتى؟ عندنا شغل
- أنا مش قادر أضحك على نفسي أكتر من كدا ياعمار، أنا مش قادر أعيش لحظة تانية من غيرها، أنا بموت.. مخنوق، حاسس الدنيا كتمة حواليا، مش قادر أخد نفسي براحة
لية تعمل فينا كدا.. فيـا كدا، وهي عارفة كويس هي أية بالنسبالي
صرخ في أخر جملة بغضب.. قهر.. 
- غلطت؟ عارف.. وعلشان كدا عملت اللي هي عايزاه، نطقت بالكلمة اللي عمري ما أتوقعت أقولها، قولت أريحها، أختفيت عنها شهرين كاملين قولت أسيبها على راحتها، بس دا اللي عندي.. كل اللي عندي، مش هقدر أسيبها على مزاجها وهي بعيدة عني أكتر من كدا

بصله عمار للحظات بصمت.. لأول مرة ميقدرش يقدم حل لمشكلة صحبه
لأول مرة يبقى عارف أن كلامه ممكن يزعله
لكن.. ربما هو شر لا بـد منه!
سأله وهو عارف إجابته قبل ما يقولها حتى- غلطت؟ أية الغلط اللي تقصده، أنهي غلط
- أخر مرة لما إياد كان تعبان كان لازم أكون معاها، أطمنها و..
- يعني أنت شايف أخر مشكلة بس هي سبب رغبة رقـة في الطلاق!
هز راسه
- بس! مفيش أسباب تاني، مشايفش أي حاجة عملتها سبب للي وصلتلوه دلوقتي، مشايفش أن كان في تراكمات بتحصل وأخر خناقة دي حصلت لأن رقـة بس فاض بيها
أقعد مع نفسك شوية ياصهيب وفكر بوضوح أي السبب الحقيقي اللي وصل بيكم للحال دا
شوف حياتكم بنظرة رقـة..
مش بتبريراتك أنت

نعيد الشريط من الأول؟
عجبته من أول لحظة، خطبها من أول فرصة
وأتجوزوا في أقرب معاد، 
كل حاجة كانت وردي، رقـة بتضحك معاه
تتكلم معاه، تتناقش معاه لحد ما رقـة بدأت تسكت
ملامحها تبهت، متجادلش.. 
أمتى تمامًا حصل دا؟ لما قرر هو يبقى صاحب القرار الأول والأخير، يحدد تروح أمتى وفين، تعمل أية
تعيش أزاي..
دلوقتي بس أفتكر كام مرة أصّر تيجي معاه حفلاته حتى لو أتحججت بالإرهاق، كان عايز يفك عنها، يشاركها لحظاته، مقدرش يعترف أن حتى شغله اللي كان بيموت فيه، شغفه فيه أنطفئ وبيبقى عايز يسيبه علشان يكون معاها
فلجأ إنه يخليها دايمًا تشاركه أوقاته
دايمًا شايف الأجواء بتبقى أخف، وأروق.. فأنسب ليها
فبياخدها رغم كل حججها، بس!
مش يمكن مكانتش حجج؟ كانت فعلًا بتبقى مرهقة وتعبانة، مش عايزة!
ياما رفض يحضر تجمعات عيلتها، كان شايف قد أية بتتآذى فيها نفسيًا، بتتعب من وجودها وسطهم، مكنش بيتحمل يشوف حالتها دي
فكان بيهرب قبل ما يضطر يقلب كل تجمع ليهم لمجزرة
بس.. لحظة إدراك إنه كان بيسيبها لوحدها هناك!
بدل ما يبعد بيها، على الأقل كان فضل يساندها..

ملامح وشـه ظهرت عليها علامات إدراك.. دهشـة
وذكريات ولقطات بدأت تُعاد في دماغه بجنون..
لما قالته إنها عندها ذكريات سيئة عن العنف، مش بتحبه بأي أنواعه، وهو كل مشاكله بيلجأ للعنف..

هي مبتحبش تكون مغصوبة، مجبرة، زي ما عاشت حياتها كلها مجبرة وسـط عيلتها
بس هو كمان من غير ما يحس عيشها اللحظات دي تاني
في أية كان بيفكر لما كان بيحدد الوقت والمكان.. تروح وتيجي أمتى
غيران؟ مهتم.. خايف.. 
مش مبررات
وقف وهو بيدرك أن دي مش مبررات
ظهر عمار فجأة، من ملامحه فهم إنها بدأت توصل
- هـا؟
- أنا كنت غبي.. غبي، أزاي عملت فيها كدا
- السؤال هو لية عملت فيها كدا؟ 
نفى بجهل واضح- معنديش أجابة، مكنتش مستني حاجة كنت بس عايز أريحها، مش عايزها تشتغل طول اليوم، مش عايزها متوترة دايمًا وتحت ضغط.. كنت خايف الشغل ياخدها مني، يكبر فجوة بينا، أتاريني بنفسي بنيت سـور أكبر ألف مرة من الفجوة باللي عملته
بس صدقني مكنش قصدي غير إني أخفف عنها حتى لو هرغمها تسمع كلامي، رقـة كانت مجنونة شغل زي ما أنت شايف، مش عارف عايزة تثبت أية ولمين.. بتصارع أية، فكنت بحاول أمنعها تآذي نفسها

بصله عمار بآسـى، معندوش شـك واحد في المية في صدق كلامه بس.. 
سـوء التفاهم اللي حصل بينهم منع كل واحد فيهم يشوف التاني على حقيقته، يفهم تصرفاته، كل واحد قرر يحلل الدنيا بمزاجه

- يعني انت معملتش دا لأنك غيران من نجاحها؟ أو حاسس بتملك ناحيتها فعايز تخفيها عن الكل؟

- عمري ما كرهت نجاحها أنا حبيت رقـة وهي كدا.. وعايزها تكبر أكتر من كدا ألف مرة بس مش بطريقتها دي، براحة.. بهداوة.. من غير ما تحرق أعصابها
أما حكاية التملك.. 
أنا عارف ان حبي ليها صعب، مش مفهوم بالنسبالها بس كنت مفكر إني قادر أتحكم فيـه، أنا صح بحبها بطريقة صعبة بس أكيد متوصلش لدرجة إني أقفل عليها في صندوق، 

أو يمكن هو شايف كل التحكمات اللي حصلت دي مش كفاية.. 
فيعتبر هو لسة متحكم في ذاته!
أو يمكن.. تحكماته من خوفه عليها
ملهاش علاقة بنوع حبه ليها، كان حاطط فاصل بينهم وهو بيتصرف
لكن هي مفهمتش دا
أو يمكن.. لا يمكن
النظرة لا تعني الكلمة، الفعل أحيانًا لا يوضح القول
كن صريح، لتصح العلاقة
لن يفهم عليك الطرف الأخر دومًا مقصدك، لن يفهم تصرفك، قد يسـئ الظن، يفهم العكس..
تريد الخير ويرى الشـر
لذا هناك أوقات عليك أن تتحدث.. 

ظهر الإصرار في عينه و- أنا زي ما وصلت بأفعالي الحال بينا لهنا، هرجع كل حاجة لأصلها..

بس المرة دي، هتحصل كما يجب.

يتبع...

رقـة_وشـدة

لـ زينب - سمير

  •تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent