رواية حب رحيم الفصل العشر 10 - بقلم سمر عمر
” اعتراف قلب.. “❤
أطفأ سيجارته وتقدم نحوها ليضمها إليه فوضعت يديها على صدره محاوله إبعاده لكن شدد عليها بقوة حتى كاد أن يخترق عظامها ثم همس بالقرب من أذنها :
-متفتحيش الموضوع ده وأنا بنفسي هبقى أقولك …
اومأت موافقة فرخى قبضته قليلًا يتفحص ملامحها بلمعة الحب المنبعثة من القلب مباشرةً ثم رفع يده ليضعها أسفل ذقنها رافعا رأسها إليه فأغمضت عيناها بشكل طفولي فضحك ضحكة خفيفة وتساءل بمكر :
-نفسي أفهم ليه مش عايزة تبصيلي ؟!…
حركت رأسها بالنفي على أنها لا تود أن تجيب على سؤاله ..فلم يهتم أكثر لأنه يعلم الإجابة جيدًا ..ترك ذقنها ومسح على جانب شعرها ثم انحنى برأسه وطبع قبلة رقيقة بالقرب من شفتيها كادت أن تلمسهما ..ابتلعت لعابها بصوت مسموع من كثرة توترها وارتعش جسدها بالكامل وأيضا معادتها عندما شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجنتها بلطف ورائحة عطرة الرجولية تخترق أنفها لتشعر بروحها تنخطف منها وتلتقط انفاسها ببطء شديد..
أبتعد عنها قليلًا وكاد أن يتحدث ألا أن صدح صوت الهاتف ليقطع عليه تلك اللحظة.. فوضع يده خلف رأسها ليضمها إلى صدره لتفتح عيناها واضعة يدها أعلى صدرها لتشعر بدقات قلبها المضطربة ..فيما كان هو يعبث بأنامله بين خصل شعرها وباليد الأخرى أخرج الهاتف من جيب سرواله وأجاب فور معرفته لهوية المتصل والذي كان الطبيب ..أخبره بأن ريان يسأل عليه ويود رؤيته ..فتنهد رحيم وأخبره أنه سيأتي فورًا ثم أنهى المكالمة وتساءل :
-هتيجي معايا ؟
-طبعًا ..هو دا سؤال
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وضربها بخفة على رأسها وقال :
-طيب بطلي لماضة ..واجهزي
حركت رأسها موافقة ثم تركته وغادرت فورًا وبعد لحظات التقط معطفه وخرج ليصعد إلى غرفته ..بعد ربع ساعة تقريبًا خرجت السيدة وفيه من غرفتها ودخلت المطبخ لتقوم بتحضير الفطار.. في حين خرجت ندى من غرفتها مرتدية تنورة مجسمه بلون خيوط الشمس وقميص بلون الكافية الهادئ داخل التنورة وحذاء رياضي بلون القميص ..ألقت نظرة على الدرج ثم اتجهت نحو المطبخ.. استمعت إلى صوت جرس الباب لتغير مسارها إليه وهي تنظر إلى ساعة يدها التي تدق الثامنة والنصف صباحًا ..ثم فتحت الباب تفاجأت بـ علاء الثمل مستند بجبينه على الباب الثاني فتساءلت بتوجس :
-مستر علاء حضرتك كويس ؟
ليرفع جبينه عن الباب ونظر إليها بعدم وعي وبدأ يتفحصها من أعلى لأسفل بنظرات وقحه.. ثم دخل وهي تراجعت خطوتين ثم أغلق الباب وأحاط خصرها بذراعة مستند بجبينه على كتفها مستنشقًا رائحة عطرها بعمق ليشعر بالرغبة بها وقال بصوت ثمل :
-عايزك
حاولت إبعاده عنها وهي خائفة من رحيم أن يراهم وتحدث مشكلة بينهم ولم تنتبه من كلمته التي قالها للتو ..دفن وجهه في عنقها يستنشق عطرها عن قرب فاتسعت عيناها وهي تحاول إبعاده عنها ولكن هو أثقل منها فنادت على السيدة وفيه بصوت عالي لتخرج من المطبخ وركضت إليهم فقالت ندى بحده :
-ابعديه عني
أمسكت السيدة وفيه بيده فابتعدت ندى عنه وأمسكت بيده الأخرى واخذوه إلى الأريكة ليلقي بجسده عليها جاذبًا ندى إليه لتسقط على صدره.. فزعت من حركته الغير متوقعة.. فيما أسرعت السيدة وفيه بتحريرها من يده ووقفت الأخيرة تضبط ثيابها وهي تزفر فقالت وفيه وهي تنظر إليه بتقزز :
-أسفه يا بنتي هو مش في وعيه
أغمض علاء عيناه بإرهاق فيما خرج رحيم من غرفته وهبط الدرج وهو ينظر إليهم وتساءل عن وقفتهم بهذا الشكل ليلتفت الاثنان إليه و السيدة وفيه تخبره بحالة علاء ..وقف ينظر إليه بغضب قابضًا قبضته وطلب كوب ماء.. أسرعت السيدة وفيه إلى المطبخ وعادت بكوب ماء.. فأخذه وألقى به في وجه شقيقه لتنظر ندى إليه في دهشة فيما استيقظ علاء بفزع يمسح على وجهه رافعًا جزعه عن الأريكة..ثم نظر إليهم بغضب ليعلم أن شقيقه من فعل هذا لكي يغضبه ثبت نظرة على ندى بوقاحة قائلًا :
-لو أنتِ اللي عملتي كده فأحب اقولك أن الميه منك مسك
أشاحت بوجهها بعيدًا فيما وضع رحيم الكوب أعلى المنضدة بعصبية وأخذ بتلابيبه وأنهضه عن الأريكة قائلًا بعنف :
-أنت تتكلم معايا أنا ..وغصب عنك تحترم البيت ده بكل اللي فيه
ثم تركه بدفعه ليجلس على الأريكة فضبط علاء ملابسه ببرود ثم نهض وهو يقول بنبرة ثقيلة بفضل تأثير الخمر عليه :
-أنا أعمل اللي أنا عايزة واحترم اللي يجي على هوايا
ثم تركه واتجه نحو الدرج يترنح فنظر رحيم إليه باشمئزاز.. فيما رفعت ندى رأسها تنظر إلى رحيم بتأثر ..فهي تعلم كم هو يعاني من شقيقه بينما دعت له السيدة وفيه بالهدايه ثم قالت بحزن :
-يلا يا بني الفطار جاهز
اتجه نحو الباب وهو يقول بنفاذ صبر :
-مفيش نفس ..افطري يا ندى وحصليني هستناكِ في العربية
ضربت السيدة وفيه كف على كف قائلة :
-لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم طلبت من ندى أن تفطر فقالت بحزن :
-لاء مليش نفس ..أنا هروح علشان ميستناش كتير
-ماشي يا بنتي ..طمينني على ريان
اومأت موافقة ثم لحقت برحيم.. وعند خروجها اتجهت إلى الباب الثاني من السيارة وجلست إلى جواره ثم تحرك السائق إلى وجهته.. فيما كان ينظر رحيم إلى الخارج بواسطة النافذة ويدخن سيجاره.. فأغمضت عيناها تتنهد بحزن فكلما رأته بهذا الحال كلما تمزق قلبها ألما ..ثم فتحتهما لترى يده الأخرى على ركبته قابضًا إياها بقوة..
عادت بالنظر إلى الأمام تاركه يدها تتجه نحو يده وتمسك بها ليشعر بلمساتها الهادئة التي جعلت الغضب يسكن فجأة ونظر إلى يدها بطرف عينه.. ثم نظر إلى الخارج بواسطة النافذة ساحبًا يده من أسفل يدها وأدار يدها لتتقابل راحته براحتها ويحتضنها بتشابك الأيدي.. تنهدت بعمق تعض على شفاها السفلى من الداخل فيما كان يدخن سيجارته بهدوء وعقب انتهائه اطفأها في المطفأة المجاورة له ثم وضع رأسه على كتفها مغمض عينيه بهدوء وسكينة..
عند وصوله صف السائق السيارة أمام المشفى فرفع رأسه عن كتفها وترجل من السيارة وهو يغلق معطفه فيما وضعت ندى يدها على صدرها تزفر بهدوء ثم ترجلت ومضت خلف رحيم.. استقلوا المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود ثم خرجت متجه نحو الغرفة بخطوات سريعة فيما كان يمضي رحيم بهدوء كعادته..
دخلت الغرفة لينظر ريان إليها وابتسم ابتسامة واسعة هاتفًا باسمها.. اقتربت منه و وقفت تقبله على رأسه بلطف ثم قبلت يده الصغيرة ..دخل رحيم و وقف بجوار الفراش من الاتجاه الأخر وقبله على رأسه فأحاط عنق والده بذراعيه وقال بحزن :
-بابي عايز امشي من هنا
-حاضر يا حبيبي
ثم ابتعد عنه لينظر إليه ومسح على وجنته مبتسمًا ..بعد لحظات دخل الطبيب لينظر رحيم إليه وتساءل عن حالة ريان ليطمئن قلبه عليه..
ثم نظر الطبيب إلى ريان بابتسامة قائلًا :
-بابي ومامي وصلوا اهو ممكن نفطر بقى
جحظت عيني ندى وكادت أن تتحدث ألا أن قال رحيم سريعًا :
-هنفطر سوى يا دكتور ..شكرًا لحضرتك
ربت الطبيب على ذراعه وغادر الغرفة فنظرت ندى إلى رحيم بحنق قائلة :
-كان لازم تفهم الدكتور اني مش مراتك
لينظر إليها بثقل قاطبًا جبينه بمكر قائلًا :
-أنتِ تطولي تبقي مراتي
انتقلت عيني ريان بينهم فيما توترت ندى قليلًا ولكن تمالكت وقالت بعند :
-أه طبعًا واطول اكتر من كده كمان
ليقول ساخرًا :
-بس يا اوزعه ..أنتِ لو وقفتي قدامي وبصيتي قدامك هتلاقي بطني
جزت أسنانها بغيظ ورفعت سبابتها وهي تقول بتذمر :
-مش لدرجة دي على فكرة.. وبعدين أنت اللي طويل بزيادة
قهقه على حديثها رافعًا رأسه للأعلى فابتسمت رافعه كتفيها ثم أطرقت رأسها عندما نظر إليها بابتسامة عيناه التي تخطف روحها فيما تساءل ريان :
-ندى فراولة صح يا بابي ؟
نظرت ندى إليه في دهشة فيما فحص رحيم ملامحها بحب حتى ثبت عيناه على شفتيها متذكرًا القبلة قائلًا :
-فراولة بس ! ..دي عليها كرزيتين حلوين ممزوجين بلذة الكيوي
لم تفهم قصده وأطرقت رأسها بخجل متسائلة :
-تقصد أي ؟!
-هقولك بعدين ..المهم هجبلكم فطار واجي
غادر الغرفة فتنهدت ندى بهدوء ثم جلست على حافة الفراش تتحدث مع ريان ..بعد ربع ساعة تقريبًا عاد ومعه الكثير من السندوتشات والعصائر المعلبة ..وضعهم عند مقدمة الفراش ثم ساعد ريان على رفع ظهره واضعًا خلفه وسادة ثم أعطى له سندوتش.. وتناول عصير معلب وقام بوضعه جانبه ليتناوله بعد الطعام ثم أخذ سندوتش ومد يده إلى ندى لتأخذه
وبعد دقائق صدح صوت هاتفه فوضع السندوتش جانبًا ليخرج الهاتف ويجيب على صديقه الذي يطلب منه الحضور إلى الشركة الأن ..بعد تبادل الحديث بينهم أنهى معه المكالمة ثم نهض متجه نحو المرحاض ليدخل و وقف يغسل يداه فيما وضعت ندى العصائر والمياه داخل ثلاجة صغيرة ثم جلست على المقعد المجاور للفراش ممسكة بيد ريان..
خرج رحيم وتناول المعطف ليرتدي ووقف بجوار الفراش وطبع قبلة على رأسه وتحدث بهدوء :
-هروح الشغل واجيلك على طول ..
رفع رأسه إلى ندى فأطرقت عيناها فورًا وهو يقول :
-مش هوصيكِ عليه يا ندى
-أكيد طبعًا
طبع قبلة أخرى على يده قبل أن يغادر فنظرت ندى إلى ريان بابتسامة واسعة ولكن كان ريان حزينًا فتساءلت باهتمام :
-ريان أنت وقعت ازاي ؟
-أنا كنت زعلان علشان بابي اتخانق معاكِ وافتكرتك هتمشي ..سرحت ولقيت نفسي وقعت
وضعت يدها على شعره وقالت بحزن :
-أنا مش همشي خالص
ارتسمت ابتسامة طفولية على ثغرة الصغير لكن سرعان ما اختفت ابتسامته وتساءل بحزن :
-هي مامي عرفت ؟
اومأت بالنفي وأجابت بتأكيد :
-لو كانت تعرف أكيد كان زمانها هنا معاك
-لاء مش هتيجي حتى لو عرفت
تعجبت متسائلة :
-ليه بتقول كده ؟!
ابتلع لعابه وقال بحزن :
-بعد ما مشيت أنا تعبت وكل اللي كنت عايزة ماما ..بابي قالها ومجتش
اومأت بالفهم ثم قبلته على ظهر يده وقالت بمرح لتبديل ذلك الحوار :
-يلا نقرأ القصص ونتسلى
” بعد مدة من الزمن..”
الساعة الرابعة والنصف مساءً تناولت الغداء مع ريان بعد أن ارسله رحيم لهما ..وبعد ربع ساعة وصل رحيم ودخل حاملًا حقيبة هدايا و وقف بجوار الفراش متسائلًا :
-حبيبي عامل أيه ؟
ابتسمت ندى فيما أخبره ريان أنه بخير ..جلس على حافة الفراش واستدار برأسه إلى ندى يتساءل عن حالها لتخبره بأنها بخير هي الأخيرة.. ثم أخرج من الحقيبة سيارة كبيرة وضعها أمام ريان قائلًا :
-شوف بابي جبلك أي علشان تلعب بيها يا بطل بعد ما تخرج
نظر ريان إلى السيارة بإعجاب ثم وضعها جانبًا لتحملها ندى تنظر إليها فيما رفع ريان ذراعيه إلى والده فانحنى الأخير بجذعه ليحتضنه وقبله على كتفه ثم ابتعد عنه ينظر إلى ندى ..في ذات الوقت اقتحمت جدته الغرفة وركضت أشرقت إلى الداخل تفاجأ رحيم بهما وشعر بالغضب منها لأنها جلبت أشرقت إلى هنا فيما هتفت الصغيرة باسم ندى الذي تركت اللعبة وركضت إليها لتحتضنها.. وقفت الجدة بجوار الفراش وقالت بحزن :
-حبيبي ألف سلامة عليك
عقد رحيم ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بغضب شديد ركضت أشرقت إليه واحتضنت قدمه فانحنى برأسه ينظر إليها ثم جلس على ركبتيه ليحتضنها بقوة معبرًا لها عن مدى اشتياقه لها ..نظرت الجدة إلى ندى بعدم قبول متسائلة :
-أنتِ بقى ندى المربية ؟!
حركت رأسها موافقة وقالت بود :
-سعيدة علشان شفت حضرتك
قالت بتذمر :
-وأنا مش سعيدة خالص..
تعجبت ندى فيما نهض رحيم ينظر إليها بحده وهي تتابع :
-الأولاد مش محتاجين مربية ..لو سمحتي ابعدي عنهم
قال رحيم ساخرًا :
-أه طبعا بنتك مش مخلياهم يحتاجوا مربية
لتنظر إليه بحده قائلة :
-بنتي بعدت علشان شغلها يا رحيم بيه ..ولما تخلص أكيد هترجع
-بنتك ترجع مترجعش مبقاش يهمني ولا يهم الأولاد
قذف تلك الكلمات بعصبية لتنظر ندى إلى ريان الذي يبدو عليه الحزن الشديد وأشرقت أيضا فتقدمت نحو رحيم وامسكت بمرفقه وهي تقول بهدوء :
-مش وقته الكلام ده
لينظر إليها ثم نظر إلى طفليه.. فيما قالت هي بحنق :
-يا بريئة يا اللي ضحكتِ عليهم بكلمتين علشان تخطفي ابوهم منهم
شهقت في دهشة من حديثها فيما نفذ رحيم صبره وقال بتهديد :
-كلمة تانية وهطلعك بره
أمسكت بيد أشرقت وهي تقول :
-وعلى أي أنا ماشية ..يلا يا أشرقت
تركت أشرقت يدها واحتضنت قدم والدها وهي تقول بحزن طفولي :
-لاء أنا بحب بابي مش هاجي معاكِ
زفرت بحنق ثم نظرت إلى رحيم نظرة قاتلة وهو ينظر إليها بتحدي مداعبًا شعر طفلته بيده ..قذفت ندى بنظرة نارية ثم غادرت فحمل رحيم طفلته وقال دون أن ينظر إلى ندى :
-ندى أنا بعتذر على الكلام اللي سمعتيه ده ..هخرج شوية بس اشرب سيجارة
-ولا يهمك ..اتفضل
خلع حقيبة ابنته المدرسية التي على ظهرها وضعها جانبًا ثم غادر ..فقال ريان بحزن :
-متسمعيش كلام نانا يا ندى
تقدمت نحوه و وقفت لتقبله على رأسه ثم قالت :
-قلتلك مش هسيبكم ابدًا
عند الساعة العاشرة والنصف مساءً نعست أشرقت على الأريكة مستنده برأسها على جانب الأريكة و وضع رحيم معطفه عليها ..كان يشعر ريان بالألم في رأسه وبدأ بالبكاء متاوها حاولت ندى أن تهون عليه ولكن بلا جدوى فكان الألم يزداد وكان رحيم يشعر بالألم أضعاف فيما لمعت عيني ندى من الدموع وقالت بنبرة بكاء :
-الدكتور اتأخر
ضرب بقبضة يده على ظهر الفراش ثم خرج من الغرفة كالإعصار متجه نحو غرفة مكتب الطبيب ..عند وصوله اقتحم الغرفة وأخذ يوبخ الطبيب بعصبية على تأخيره ..نهض الطبيب وذهب معه إلى الغرفة وبدأ يتفقد حالته تحت أنظار ندى المتوترة والباكيه وانتقل بصر رحيم بين كلا من ندى والطبيب ..أعطى له مسكن ليهدأ ريان تدريجيًا ومسحت ندى دموعه وأخذت تمسح على شعره ..رفع ذراعه إلى والده ليقترب منه وأمسك بيده فقال ببكاء :
-بابي متسبنيش وتمشي
رفع يده إلى شفتيه يقبلها وأخبره أنه لن يتركه ..طلب الطبيب أن يتحدث معه جانبًا فخرج معه من الغرفة وقال رحيم بحسم قبل أن يتحدث الطبيب :
-مستحيل امشي واسيبه ..أنا هدخل واقفل الاوضة وعلى مسؤوليتي
-يا أستاذ رحيم مينفعش ..دا نظام المستشفى
-مستعد ادفع للمستشفى كل اللي تطلبه ..وقلتلك وجودي هنا على مسؤوليتي..
ثم أردف بألم :
-صدقني أنا لو سيبت ابني بعد ما اتراجاني مسيبوش احتمال اجي اعالج قلبي
تنهد وهو يومئ موافقًا ثم قال :
-ربنا يشفيه ويخليهولك
ثم تركه وغادر فهمس باسم ” الله ” ثم دخل الغرفة واغلق الباب جيداً.. ووقف عند مقدمة الفراش ينظر إلى طفله الذي ذهب إلى النوم ..رفع يده ليضعها على جبينه متجه نحو الأريكة ليجلس بجوار طفلته وقبلها على وجنتها ثم استند بمرفقيه على ركبتيه واضعًا رأسه بين يديه مغمض عينيه بإرهاق ..استدارت ندى برأسها لتنظر إليه بتأثر ثم نهضت متجه نحوه لتجلس بجواره ليشعر بها وقال بجدية :
-تعبان يا ندى
اجتمعت الدموع حول مقلتيها عاقده حاجبيها وشعرت بألم في قلبها من أجله وقالت بنبرة بكاء :
-أنا معاك و كله هيبقى تمام وريان هيبقى أحسن من الأول ..
أزاح يديه عن رأسه ناظرًا إليها ثم مسح أسفل عينيها بـ إبهامه و وضع رأسه على كتفها فرفعت يدها لتضعها على رأسه من الخلف تمسح على شعره.. وباليد الأخرى تمسح بجانب أذنه لتجعله يشعر بالأمان بوجودها واستندت بوجنتها على رأسه فأغمض عيناه مستسلما لها كالطفل ..ويشعر بالسعادة بلمسه يديها وبعد دقائق شعرت بثقل رأسه لتعلم أنه ذهب إلى النوم.. وجدت نفسها تطبع قبله رقيقه على رأسه.. ثم نهضت بهدوء لتضع رأسه على يد الأريكة برفق وجاءت تسير شعرت بيده تقبض على معصمها قائلًا بنعاس :
-خليكي جنبي
جلست على الأرض أمام رأسه فوضع يدها على شعره طالبًا بالمزيد من حركة يدها اللطيفة بين خصل شعره.. فابتسمت وبدأت تداعب خصل شعره ناظرة إليه بحب مستنده بوجنتها على يدها الأخرى وتحدثت مع نفسها :
-شكلك حلو أوي وأنت نايم ..شبه الاطفال ..أنت حنين أوي يا رحيم فعلًا اسم على مسمى ..بس نفسي تبطل عصبية
بعد نصف ساعة تقريبًا نهضت عن الأرض وتناولت سجادة صلاة لتضعها على رحيم والقت نظرة على أشرقت ثم جلست على المقعد المجاور للفراش واضعة رأسها على الفراش لتذهب إلى النوم..
استيقظ على اذان الفجر ونهض يطقطق ظهره وذراعيه ثم عنقه.. نظر إلى ندى وتقدم نحوها و وقف جوارها يمسح على شعرها برفق ينادي عليها لتفتح عيناها وتنظر إليه بلهفة فقال بهدوء :
-قومي نامي جمب أشرقت
التفتت برأسها إلى الصغيرة وهي تومئ موافقة ثم نهضت وجلست على الأريكة وضمت أشرقت إليها ..دخل رحيم المرحاض ليتوضأ ثم خرج يصلي فرض الفجر وعقب انتهائه بدأ بالدعاء إلى الله بالشفاء العاجل لطفله ..ثم نهض ليجلس على المقعد المجاور للفراش وأمسك بيد طفله..
بعد ساعات ليست قليلة كتب الدكتور خروج لريان ليحمله رحيم على ذراعيه وخرج أخيرًا ومعه طفلة الغالي ..هنئه السائق على شفاء ريان فشكره رحيم وجلس على المقعد الامامي واضعًا ريان على قدميه وجلس كلًا من ندى وأشرقت على المقعد الخلفي ليصلوا إلى المنزل بسلام وصعد به إلى الطابق العلوي.. بعد أن سبقتهم ندى وفتحت باب الغرفة..
دخل رحيم بابتسامة واسعة فيما تفاجأ ريان بالكثير من البالون المرتفع ودخلت أشرقت تركض إلى البالونات ..وضع ريان على الفراش برفق ثم تناول مفرقعات وحركها بشكل دائري لتصدر صوتا عاليا ويخرج منها زينة بألوان كثيرة ..صفق الطفلان بسعادة فيما احتضنت ندى يديها تنظر إليهم بسعادة ..رن هاتف رحيم فترك ما في يده وأمسك بيد طفله يقبلها ثم خرج ليتحدث في الهاتف ..جلست ندى على حافة الفراش أمام ريان ومسحت الزينة التي سقطت على شعره ..
وقف علاء أمام الباب يدقه فرفعت ندى رأسها لتنظر إليه واختفت ابتسامتها فورًا عندما تذكرت ما بدر منه بالأمس ونهضت فدخل علاء ليجلس بجوار ريان ليشعر بالحزن عندما رأى لاصقه على جانب رأسه وقدمه المجبسة ..قبله على رأسه وأمسك بيده قائلًا :
-الف سلامة يا بطل ..
ثم نظر إلى ندى وقال :
-أنا أسف على اللي حصل مني امبارح ..مع إني مش فاكر حصل أيه
لوت ثغرها وقالت بتذمر دون أن تنظر إليه :
-طالما مش فاكر بتعتذر ليه !
-بعتذر علشان حاسس أن حصل حاجة
استأذنت من الطفلان وغادرت لتقابل السيدة وفيه حاملة صينية طعام وطلبت من ندى أن تتناول طعامها مع الاطفال لكن اعتذرت فهي حقا تود أن تستريح ..تابع كل منهم السير ودخلت ندى الغرفة واوصدت الباب ثم بدلت ثيابها والقت بجسدها المرهق على الفراش..
مضت أيام تليها أيام ولم تترك ريان لحظة واحده وتأخذه إلى حديقة المنزل لتلعب معه بقذف الكرة بالأيدي وعندما تعود أشرقت من المدرسة تشاركهم اللعب.. وكان أحيانا يراقبهم رحيم من خلف نافذة مكتبه..
خرجت من غرفة ريان بعد أن اطمأنت عليه وهبطت الدرج كان علاء يصعد و وقف أمامها لتتوقف وقال مبتسمًا :
-أنا مش عارف اتكلم معاكِ
-أنا مش فاضية اتكلم مع حد
كاد أن يتحدث ألا أنه رأى رحيم يخرج من غرفته متجه نحو الدرج و وقف ينظر إليهم ثم نظر إلى ندى متسائلًا :
-ريان عامل أي ؟!
-بخير الحمد لله ..اخد العلاج
ثم استأذنت وهبطت الدرج فيما نظر رحيم إلى شقيقه بحنق فتركه وصعد إلى غرفته.. أكمل رحيم طريقة ينادي على ندى التي عادت إليه فطلب منها أن تأتي معه.. ثم دخل غرفة المكتب فلحقت به ودخلت بينما جلس رحيم على المقعد الخاص به وفتح شاشة الحاسوب واشار إلى المقعد عازمًا عليها بالجلوس فجلست وهي تنظر إلى الأمام ..كان يقلب في بعض الصور قائلًا :
-عارف أن ذوقك عالي اوي يا ندى..
عقدت بين حاجبيها بعدم فهم بينما أدار شاشة الحاسوب إليها وتابع :
-في عرض ازياء مهم جدًا وعايزك تختاري فستان من التلاتة دول يبقى الرئيسي
نظرت إلى شاشة الحاسوب ليلفت نظرها فستان أبيض مجسم طويل ذو حملات عريضة وفوقه طبقة من الشيفون بذات لونه وطولة مزينة بورود صغيرة لونها أزرق كالسماء متناثرة.. أشارت إليه بإعجاب قائلة :
-الأبيض طبعًا
ادار الشاشة إليه ينظر إليه وتساءل باهتمام :
-ليه الأبيض ؟
نظرت إلى الأمام وقد تنهدت بعمق وقالت :
-الأبيض بياض القلب ..الأبيض مبهج بيدل على أي حاجة حلوة..وأجمل حاجة بقى ان الورود زرقا.. الأبيض مع الأزرق بيفكرني بالبحر لما يحضن السما ..المنظر يريح النظر قبل العقل والبال
لاحت ابتسامة جانبية على ثغره وهو يومئ بالإيجاب ثم قال :
-أنا عازمك على العشا بره ..يا ريت تلبسي الفستان اللي جبتهولك عشان كان روعه عليكِ ..هنتظرك الساعة تمانية يعني يدوب تجهزي
أطلقت رأسها خجلًا و وافقت على العشاء ثم نهضت مهروله إلى الخارج متجه إلى غرفتها.. ودخلت تستدير حول نفسها بسعادة حتى وصلت إلى خزانة الثياب وأخرجت الفستان تستدير به متجه إلى الفراش لتضعه عليه ..ثم دخلت المرحاض أخذت حمامًا سريعًا وخرجت لتجفف شعرها بالمجفف ثم ارتدت الفستان وتركت شعرها مفرودًا و وضعت القليل من مساحيق التجميل الهادئة للغاية ثم نفثت القليل من عطرها المفضل ..
وصلت رسالة إلى هاتفها فأخذته لتفحص الرسالة المرسلة من رحيم ثم وضعته في الحقيبة وخرجت من الغرفة بل من المنزل أيضًا ..كان ينتظرها مرتدي بدلة سوداء أنيقة وعطرة الرجولي وصل إلى جميع حواسها بمجرد أن خرجت ..فتح لها الباب الأمامي فجلست على المقعد ثم أغلق الباب وأسرع متجهًا إلى الباب الثاني وجلس أمام المقود ليغادر…
عند وصوله صف السيارة وترجل متجه نحو الباب الثاني بخطوات ثابتة وفتح لها الباب ومد يده الأخرى لتضع يدها عليها وخرجت بمساعدته.. ثم أغلق الباب ودخل المطعم برفقتها ولم تجد أحد في الداخل وأخذها إلى طاولة بيضاء مفرشها أزرق ..سحب لها المقعد لتجلس وجلس أمامها وبينهم شمعه صغيرة على شكل قلب..
استمعا إلى صوت موسيقى هادئة ممزوجة بصوت أمواج البحر ..نظرت حولها فقال مبتسمًا :
-أنا حجزت المكان كله علشان نبقى لوحدنا ..وبما أنكِ بتحبي اللونين الأبيض والأزرق فطلبت الطرابيزة دي مخصوص لعيونك..
أطرقت عيناها فيما أقترب منها برأسه هامسًا :
-مع اني حاسس أنكِ حبيتي اللونين دول علشاني
ابتسمت تعض على شفاها السفلى من الداخل وقد اصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل وبعد لحظات جاء النادل و وضع أمامهم أطباق العشاء الذي طلبه رحيم.. وهي أصناف الطعام المفضلة لدي ندى مما ضمت شفتيها وهي تنظر إلى الطعام بإعجاب.. وتناولت بشهية مفتوحة فابتسمت عيني رحيم لمجرد أن رأى سعادتها وبدأ يتناول معها الطعام وتحدث معها بكل اريحيه وهي تستمع إليه باهتمام ..
-بالرغم من اني عليت صوتي عليكِ لكن في وقت ما احتجتك نسيتي الخلاف اللي بينا و وقفتي جنبي يا ندى …
ابتلعت الطعام وابتسمت باضطراب فتابع :
-أنا بحب والدي جدًا يا ندى ..لما تعب أصريت أنه يجي يقعد عندي هو وماما ..الست جيجي مستحملتش..
“فلاش باك..”
تحدثت بعصبية :
-أنا مش عارفه اخد حريتي في البيت ..بيت كئيب وخنيق وريحته أدوية..
كان جالسًا على الفراش مستند بظهره إليه عاقدًا ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بجمود وهي تروح وتجي أمام الفراش وتابعت بتذمر :
-دا مبقاش بيت دا بقى مستشفى بجد..
توقفت عن السير ونظرت إليه بغيظ متسائلة :
-أنت مبتردش عليا ليه يا رحيم
جز أسنانه وتحدث بهدوء على عكس الغضب الذي يشعر به :
-عايزاني اعمل أي يا هانم
-تشوفلي صرفه مش هستحمل العيشة دي
قال ساخرًا :
-حاضر هقوم اطردهم واقولهم معلش مراتي مش عايزاكم
تحدثت بحنق :
-أنت بتتريق !
نهض عن الفراش وقال بعصبية مفرطة :
-أمال عايزاني اسمع كلامك ..دا أبويا فاهمة ولا مش فاهمه
قالت بتحدي :
-يا أنا يا هما في البيت
لم يجب عليها وترك الغرفة وفي اليوم الثاني حضرت امتعتها وامتعت الاطفال الذين يبلغون ثلاثة سنوات من عمرهم وغادرت المنزل ..وبعد مضي سبعة أشهر توفى والده..
” انتهاء فلاش باك.. ”
تأثرت ندى من حديثه كثيرًا وهو يتابع :
-العيلة كلها جت العزا ألا هي علشان كانت لسه زعلانه مني ..بعد وفاته بخمس ايام رجعت البيت بصراحه مكنتش طايقها بس استحملت علشان الأولاد ..بعد شهرين بس يا ندى اتخنقت معايا علشان أمي..
أبتسم بحزن ونظر إليها متسائلًا :
-طب بالله عليكِ ازاي اخليها تمشي وتقعد لوحدها في البيت اللي ييفكرها بوالدي ؟..
زمت شفتيها وهي تحرك رأسها فقط وقد تجمعت الدموع حول مقلتيها فتابع :
-أمي لما حست بعدم قبولها من جيجي حبست نفسها في الاوضة يا ندى ..ادخل الاقي صينية الاكل وبتاكل لوحدها ولما اسألها تقولي علشان مزعلش مراتك وتحلفني برحمة والدي أن معملش معاها مشكلة..
تنهد بعمق ثم تناول بعض الماء وتابع :
-لما رانا رجعت رحبت بيها في بيتي ويومين وجيجي عملت معاها ومعايا مشكلة رجعت من الشغل ملقتش أمي ولا أختي عرفت أن هما سابوا البيت بسببها ..عملت معاها مشكلة جامدة وكنت هطلقها لولا أمي ..بعد ما رانا سافرت أمي رجعت تعيش معايا كانت سنه ما يعلم بيها إلا ربنا ..لحد ما عملت معايا مشكلة وتاني يوم ملقتهاش يومها أمي كانت مسافرة أمريكا عند علاء علشان محضرش عزا والده ..ودي الحكاية
اندهشت ندى قائلة :
-بقالها سنتين مسألتش على ولادها !.. بس مدام وفيه قالت من كام شهر بس
-أنا اتفقت معاها تقول كده لأي مربية تسأل
أشار إلى النادل فجاء ليحمل اطباق الطعام وترك لهم العصير فقال مبتسمًا :
-كفاية نكد بقى وخلينا في الجد..
انحنى بجذعه وأخرج من أسفل الطاولة باقة ورد بيضاء وزرقاء وضعه أمامها تفاجأت ندى بها وبألوانها أيضًا.. فيما أخرج صندوق مستطيل الشكل واطفأ الشمعة بيده قبل أن يضع الصندوق أمامها وطلب منها أن تفتحه ..نفذت رغبته لترى علبه صغيره أسفلها فستان أبيض قامت بفتح العلبة لتجد خاتم بشكل لؤلؤة زرقاء وقلادة على شكل القلب ” قلب إنسان ” وأسواره على شكل نبضات ..نهض متجه نحوها و وقف بجوارها أخذ الخاتم وضعه في أصبع يدها ثم أخذ القلادة و وقف خلفها ليساعدها في ارتدائها ثم وضع شعرها خلف أذنها وهمس :
-دا قلبي يا ندى..
وضعت يدها على القلادة مغمضة عيناها بتوتر ثم أخذ الأسواره ووضعها حول معصم يدها ثم أدار يدها ليطبع قبلة رقيقة على راحتها ونظر إليها قائلًا :
-و دي نبضاته..
فتحت عيناها لتنظر إلى معصم يدها المزين بنبضات قلبه فقال بتأكيد :
-دي نبضات قلبي فعلًا ..روحت للدكتور صورلي نبضات قلبي على الجهاز بعدها روحت لصديق ليا متخصص في عمل الاكسسوار ادتله الصورة يعمل أسوره شبه النبضات بالماس
أدارت وجهها إلى الاتجاه الأخر بخجل واضح فقبلها على وجنتها بلطف ثم أخرج الفستان من الصندوق طالبًا منها أن تنظر إليه.. لتنفذ رغبته وتفاجأت بأنه الفستان التي قامت باختياره اليوم ..نهضت عن مقعدها وأمسكت بالفستان بإعجاب شديد فعقد ذراعيه أمام صدره يتطلع إليها بعينين لامعتين من السعادة لكونه تسبب في سعادتها وقال بهدوء :
-كان لازم أنتِ اللي تختاري وكمان حبيت أعرف ألوانك المفضلة
ثم أخذ الفستان وضعه كما كان وأمسك بيدها متجه نحو ساحة الرقص لتشتغل أغنية رومانسية هادئة ..وضع يديها على كتفيه ثم وضع يديه على خصرها وتمايل معها على أنغام الموسيقى ولا أحد في هذا المكان سواهم ..دفن أنفه بين خصل شعرها يستنشق رائحتها الأنثوية الرائعة التي تشعره بكونه رجل وهي تستنشق عطره الرجولي الذي يأخذها إلى عالم أخر لم تجد له تفسيرًا حتى الأن..
ضمها إليه وهمس في أذنها بنبرة رجولية :
-عارفة أنا حبيت الندى علشان على اسمك ..بصحى الفجر أصلي وادعيلك وانزل المس الندى اللي على الورد ..الورد اللي شبه خدودك ..خدودك اللي دوبت فيها وبحس بالسعادة لما أيدي بتلمس خدودك الناعمة ..
ابتلعت لعابها بصوت مسموع حتى وصل إلى مسامع أذنيه فنظر إليها رافعًا يده اليمين وضعها أسفل ذقنها ليرفع رأسها مصرًا على أن تنظر إليه ..توقفت عن الرقص وتشجعت لتنظر إليه فرفعت عيناها لتتقابل وجه قهوته مع مقلتيه السوداء التي تنظر إليها بحب بالغ.. ولكن سرعان ما أغمضت عيناها وأخذ صدرها يعلوا ويهبط فلم تتحمل أن تنظر إليه ..مسح على شفتيها بـ إبهامه مشددًا بيده الأخرى على خصرها وانحنى برأسه يكاد أن يخطف قبلة أخرى ولكن توقف عندما تذكر يوم اغمى عليها فاكتفى بقبلة قريبة من شفتيها حتى لمست قبلته جانب شفتيها ثم همس بالقرب منهما :
-بقيت اعشق طعم الكرز لأنه بطعم شفايفك الممزوجة بين الكرز الحلو واللذة اللي في الكيوي..
لتتذكر كلمات الغزل الذي هتف بها في المشفى لتعلم الأن بماذا كان يقصد لتنتشر حبات العرق الباردة على وجهها.. مسح على وجنتها متابعًا :
-بعشق وجه القهوة عشان لون عيونك ..عيونك اللي خطفتني خرجت الرحيم اللي جوايا..
مرر يده على ملامح وجهها حتى هبط إلى عنقها متابعًا :
-لما ابصلك بصالح الدنيا وبنسى جرحي..
ثم انحنى برأسه ليدفن وجهه في كتفها قائلًا :
-مهما جبتلك من هدايا مش هقدر اوفي حقك يا ندى ..شكرًا لوجودك..
ثم ابتعد عنها لينظر إليها وهي تنظر إلى الأرض فأحاط وجنتيها بيديه مستند بجبينه على جبينها وتساءل :
-مش عايزة تقولي حاجة ؟!
قبضت قبضتها مغمضة عيناها بقوة و وجدت نفسها تقول بتوتر واضح في نبرة صوتها :
-مش عايزة أقول حاجة غير ..غير ..
أخذت تلهث بصوت مسموع فطلب منها أن تكمل فهو لم يستمع إليها بل قلبه هو الذي يستمع.. فابتلعت لعابها بصوت مسموع وتابعت بنفس نبرة التوتر :
-غـ غير ..اني ..يعني ..اني بـ بحبك
اغمض عيناه هامسًا :
-يا أيه ؟!
جحظت عيناها وازدادت دقات قلبها التي تدق في صدرها وقالت باضطراب :
-بـ با بحبك يا ..يا ر رحيم
شعر بااسكينة داخل قلبه ثم ابتعد عنها لينظر إليها وقال بنبرة رجولية ثقيلة :
-بحبك يا ندى
وجدت نفسها تقول دون تفكير :
-بتهزر
قطب جبينه مبتسمًا ثم احتضنها هامسًا بجوار أذنها :
-وحياتك عندي بحبك
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب رحيم) اسم الرواية