رواية سلطانة الفصل العاشر و الاخير 10 - بقلم اماني سيد
نفذت وعدى
الخاتمه
ـ بقولك يا فجر ايه رأيك نتغدى بكره مع بعض بعد الشغل
ـ مراد مش معنى انى كلمتك وطلبت منك شغل يبقى معناها انى سهله وممكن نقضيها خروج مع بعض
ـ انا مقصدش كده يا فجر وعموماً يا ستى اعتبرينى مقولتش حاجه ، بس صحيح انتى ليه ماشتغلتيش مع فؤاد ده حتى الفتره الاخيره سيطه بقى مسمع اوى
ـ انا مش عايزه اعتمد على حد هو عرض عليا على فكره بس انا عايزه أعتمد على نفسى
ـ جدعه يا فجر انا بحب البنت اللى بتعتمد على نفسها ، عموماً يا ستى هشوفك بكره فى الشركه إن شاء الله
ـ إن شاء الله مع السلامه
بعد انتهاء المكالمة، انشغل كل من فجر ومراد بالتفكير في الآخر. كان مراد يرى في فجر وسيلةً للوصول إلى فؤاد، كقطعة شطرنج سيستخدمها في الوقت المناسب لتحقيق أهدافه. أما فجر، فكانت تظن أنها نجحت في استدراج مراد إلى فخّها، وأنها باتت قريبة منه. أصبح لكل منهما غرضٌ من الآخر، وبدأت خيوط لعبة خفية تُنسج بينهما لكل منهما أهداف من تلك اللعبة من سيفوز ومن الخاسر سنعلم فى المستقبل
*****&****&&*****&*******
مر اسبوع على الجميع خلال ذلك الاسبوع سافر فؤاد برفقه سلطانه واستطاعوا التقرب من بعضهمها والتفاهم وقرروا البدء من جديد واعطاء بعضهم فرصه مره اخرى
ـ بقولك ايه يا فؤاد انا الأولاد وخشونة أوى أوى عايزه ارجع بقى
ـ خلاص هنرجع بعد بكره انا أصلا عندى لقاء تلفزيوني وكنت مأجله
ـ بجد
ـ اه واعملى حسابك هتيجى معايا وبعد كده أى مناسبه أى مكان تكونى حاضره معايا
ـ انت عارف ماليش فى الجو ده
ـ ولا انا ماتقلقيش مش هنطول نص ساعه وهنمشى ومش هنحضر مناسبات كتير هنحضر المناسبات الضروريه فقط
ـ تمام يا فؤاد طالما مش هتبقى كتير ومش هنقعد كتير انا معاك
***************
مر يومين وعاد فؤاد وسلطانه واذداد التقارب بين فجر ومراد
وتم التجهيز لعمل لقاء تليفزيونى مع فؤاد وتخيل فؤاد شكل فريده عندما تعلم خدعته لها ماذا سيكون رد فعلها وابتسم لا إراديا وظهرت الابتسامه على وجهه
انطلق البرنامج التلفزيوني، وجلست سلطانة تُتابع زوجها باهتمام. ابتسامة هادئة تعلو وجهها، تُخفي وراءها بحرًا من المشاعر المُختلطة. بدأت المذيعة حوارها معه، مُتنقلة بين محطات حياته المهنية، من بداياته المتواضعة إلى نجاحه الباهر. حتى حانت لحظة السؤال الذي ينتظره الكثيرون.
ـ من خلف نجاح أستاذ فؤاد الدائم ؟
ـ توقف فؤاد للحظة، ونظر إلى الكاميرا بنظرةٍ تحمل الكثير من المعاني، ثم بدأ حديثه بنبرةٍ صادقة:
ـ في مقولة مأثورة بتقول "وراء كل رجل عظيم امرأة". وأنا أؤمن بهذه المقولة إيمانًا راسخًا. لأن ورايا كانت... ومازالت... أعظم امرأة. كانت هي الدافع الحقيقي لكل خطوة نجاح خطيتها. كانت بتتحمل غيابي الطويل عن البيت، وسهري في الشغل، وكانت بتسد مكاني بكل اقتدار. في غيابي كانت أب وأم لأولادنا، ما خلتهمش يحسوا أبدًا بغيابي. وكل ما كنت بتعرض لأي صعوبة أو بفشل في حاجة، كنت بلاقيها أول من يمد لي إيده ويساندني ويقويني.
بعد أن أنهى فؤاد حديثه عن زوجته بشكل عام، وجّه نظره نحو سلطانة مباشرةً، واستكمل كلامه وكأنه يُخاطبها هي تحديدًا.
كانت بتتحمل أخطائي، كانت بتستحمل غيابي الكتير عن البيت وعن ولادنا. ما خطرش على بالها أبدًا إنها تتخلى عني، بالعكس، كانت دايما أكبر من أي غلط أنا أغلطه. ما كانتش بتحاسبني على غلطاتي، كانت دايما بتسامح وتغفر. وانا قدامكم كلكم بعترف أنى محبتش غيرها وبقولها سامحينى لو كنت زعلتك فى مره بقصد وبدون قصد
ابتسمت المذيعه ونظرت بإتجاه سلطانه
ـ بعد الكلام الجميل ده الواحد مش عارف يسأل يقول ايه تانى استأذنك يا مدام سلطانه تتفضلى معانا ، انا خايفه عليكم بعد البرنامج ده بصراحه
ـ صعدت سلطانه وجلست بجوار زوجها الذى مسك بيدها بين كفيه
ـ وانتى يا مدام سلطانه مش حابه تقولى حاجه لاستاذ فؤاد بعد الكلام الحلو ده
نظرت سلطانة إلى فؤاد مباشرةً، نظرة طويلة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر المُختلطة، ثم بدأت حديثها بنبرةٍ هادئة .
سلطانة: بصراحة يا أستاذة، لساني عاجز عن التعبير. فؤاد طول عمره مُضحي من أجلنا، أنا وولاده دايمًا كنا وما زلنا في المقام الأول عنده. وهذا شيء أنا مُقدرة له جدًا. أنا مُقتنعة إننا كلنا بنغلط، ومحدش فينا ملاك. والأهم إن الواحد يتعلم من غلطه وما يكررهوش تاني.
اختتمت المذيعه حديثها
إحنا اتشرفنا بوجودكم معانا انهارده يا استاذ فؤاد انت ومدام سلطانه وبصراحه اللقاء كان دسم جدا بكمية المعلومات اللى اتمنى الشباب يحتذوا بيها وتكونوا ليهم قدوه .
فى الجهه الاخرى كانت فريده تجلس بجانب والدها ووالدتها تشاهد لقاء فؤاد على التلفاز
ظلت صامته إلى أن انتهى اللقاء وظلت تضحك بجن*ون
فريدة (بانفعال شديد): معناه إيه ده؟ ها؟ معناه إيه؟ إن كل حاجة راحت، وإن فؤاد كان بيضحك عليا، كان عايز يطفشني فكذب عليا! لا، لا، مش أنا اللي يتضحك عليها أبدًا. أنا هاروحله ولازم أخليه يرجعلي تاني!
ـ تفتكري بعد اللي عملتيه هيرضى يرجعك يا هبلة؟ ما خلاص راح، وراحت أيام العز.
ـ تفتكري يكون عرف موضوع العملية، وإنه كان كدبة، عشان كده عمل كده؟
ـ أنا ما أعرفش، بس مراته ما كانتش سهلة، والمفروض إنك كنتي عملتي زيها، اتمسكنت لحد ما اتمكنت ، وفي الآخر هي كسبت كل حاجة ورجعلها تانى وإنتي كنتي هوا في حياته.
جلست فرده تنظر امامها فى حالة من الزهول كيف استطاع بتلك السهولة خداعها وكيف لها أن تقع فى فخ كهذا بمنتهى السهولة
لا لن تصمت ستذهب اليه مره أخرى وتحاول أن تؤثر عليه
********&******&************
فى الجهه الاخرى فى الشركه عند مراد قام باستدعاء فجر ليتحدث معها وارسل لها رساله عبر الهاتف
عندما رأت فجر الرسالة ابتسمت وتأكدت بأن خيوط اللعبة بدأت تنقاد لها، وأنها على وشك تحقيق هدفها بالارتباط رسميًا بمراد، والانتقال إلى حياة الترف والبذخ التي طالما حلمت بها، على غرار حياة شقيقتها سلطانة.
كانت فجر تنظر إلى حياة سلطانة من زاوية واحدة ضيقة، مُركّزةً فقط على الجوانب المادية والظاهرية. كانت تتمنى دائمًا أن تحظى بزوج مثل فؤاد، يُغدق عليها النعم والهدايا بلا حساب، ويُحقق لها كل ما تتمنى. لم تكن تُدرك حجم المسؤولية والضغوط التي تتحملها سلطانة، ولا المشاكل والخلافات التي قد تكون كامنة خلف هذا الظاهر البراق. كانت فجر أسيرة صورة مثالية زائفة، تغذيها أحلامها الوردية.
لم تكن تعلم كم المكائد التى تدبر من خلفها
صعدت فجر لمكتب مراد وقام مراد باستقبالها بإبتسامه
ـ أهلا أهلا يا فجر نورتى الشركه شكلك واخده موضوع الشغل جاد
ـ طبعاً انا قولتلك قبل كده انا عايزه اعتمد على نفسى بدون مساعدة من حد وبحاول اثبت نفسى فى الشغل
ـ بصراحه الكل بيشيد فى شغلك فعلا انتى عايزه الصراحه انا كنت فاكر انك جايه تتسلى ويومين وتزهقى من الشغل لكن فعلاً طلعتى اد المسؤلية
ـ ميرسي بجد على التشجيع ده وربنا يقدرنى واكون عند حسن ظنك
ـ عايزه الصراحه يا فجر انا معجب بيكى اوى ومن زمان كمان ومصدقت إن كلمتينى وطلبتى تشتغلى معايا بصراحه اخدتها حجه وقولت احاول انى اتقرب منك
كانت الفرحه بداخل فجر لا توصف ولكنها فقط اظهرت ابتسامه خفيفه مرتعشه على حديث مراد
ـ بصراحه يا مراد انت شخص محترم والف بنت تتمناك
ـ بس انا مش عايز ال الاف دول انا عايزك انتى ولو وافقتى كلميلى باباكى وخديلى معاد منه
فجر بكسوف مصطنع بابتسامه نصر أنها أخيرا استطاعت تنفيذ ما أتت من أجله تابعونى على صفحتى قصص وروايات أمانى سيد بدون لينكات واعلانات ولا كل ده
ـ حاضر يا مراد هبلغ بابا وبعدها هديك رقمه تكلمه
ـ وانا فى الانتظار بس متتأخريش عليه فى الرد
******&******&******&********
انتهى اليوم وذهبت فجر للمنزل وكانت الفرحه مرسومه على وجهها قابلت امامها والدتها
ـ خير يا فجر مش عوايدك ياعمى داخله البيت والضحكه من الخد ده للخد ده
ـ أخيرا يا ماما أخيرا مراد عايز يتقدملى
ـ تعالى اقعدى وقوليلى مين مراد ده يابت
ـ مراد ده ابن صاحب الشركه اللى بتشتغل فيها وماسك كل حاجه بدل باباه كان بيجي الكليه عندنا عشان يقابل صحابه وانا كلمته كذا مره كده لأن صحابه زمايلى ولما قولتوا إن فؤاد فلس قررت انزل اشغل معاه وقولت ارسم عليه وفعلاً الخطه نجحت وهو عايز يتقدملى
ـ ايوه كده شاطره بس يارب ماتخبيش فى الاخر زى سلطانه كده
ـ لا ماتقلقيش عيب عليكى المهم بابا فين عشان اقوله
ـ فى الاوضه جوه بيتفرج على الماتش خشى كلميه
دخلت فجر غرفه والدها وظلت تتحدث معه وتحاول ان تقنعه بمراد
ـ بقولك ايه يا فجر لنا هكلم فؤاد واسأله على مراد ونشوف رأيه ايه
ـ وفؤاد ماله بقى إن شاء الله
ـ اكيد يعرفه وهيقولنا كويس ولا لا
ـ خلاص قوله بس فى كلا الأحوال انا مصممه على جوازى منه
تركته وذهبت لغرفتها لتبدل ملابسها وقام وليد بالاتصال على فؤاد وابلاغه بوضع فجر
ـ ازيك يا عمى عامل ايه
ـ ازيك يا فؤاد بقولك تعرف واحد اسمه مراد السيد صاحب شركه *****
ـ اه اسمع عنه بس اشمعنى
ـ اصل فجر بتشتغل معاه فى الشركه وهو عايز يتقدملها
ـ طيب ليه مجتش تشتغل معايا من الاول شركتى مفتوحلها
ـ فجر عنيده وعايزه تعتمد على نفسها استأذنك يا فؤاد تعرفى قصته ايه ده قبل ما يكلمنى
ـ حاضر هتصل على واحد صحبى واساله وهبلغك حاضر
قام فؤاد بالاتصال على أحد الأصدقاء المشتركين بينه وبين مراد
ـ ازيك يا شرف عامل ايه
ـ بخير يا فؤاد ليك وحشه والله
ـ وانت كمان طمنى عامل ايه
ـ كويس يا حبيبتي تسلك يارب بقولك ايه كنت عايز اسالك على مراد السيد
ـ ماله
ـ عايز يناسبنى انت ايه رايك فيه
ـ بصراحه مستهتر وبيصاحب بنات كتير
ـ طيب الفتره الاخيره دى ايه وضعه
ـ هو بقاله اسبوع لامم نفسه بس معتقدش هيطول ده مراد يا بنى سمعته سابقاه انت بس عشان مش بتسهر معانا مش عارفه
ـ طيب علاقاته سطحيه ولا انت فاهمنى
ـ ماتستبعدش عليه أى حاجة كل يوم سهر وكل اسبوع واحده شكل
ـ تمام يا صاحبى شكرا جدا انا هبلغهم بالكلام ده فجر اصلها صغيره وممكن يكون بيلعب فى دماغها
ـ عايز الصراحه يا فؤاد هو أول مره يطلب انه يتجوز حد محدش عارف بيفكر فى ايه
ـ رينا يستر انا هبلغهم وهعرف ابوها كل حاجه
اغلق فؤاد الهاتف وأخبر وليد بما قاله له صديقه وقرر وليد ان ينهى ذلك الموضوع مع ابنته
وبالفعل ذهب وليد لغرفه فجر وابلغها حديث فؤاد
ـ أه وفؤاد بقى يطلع مين عشان يتكلم عن مراد هو ناسى كان بيعمل ايه مع سلطانه وخان*ها كام مره على الاقل مراد مش مرتبط بحد رسمى وطبيعى أى شاب يكون ليه علاقات سابقه اهم حاجه لما يرتبط بيا مايصبش لبره
ـ طيب وليه يا بنتى نغامر بيه أصلا وبعدين مالك انتى ومال فؤاد وسلطانه فؤاد حاجه ومراد حاجه تانيه
ـ ايه الفرق ده راجل وده راجل وهما الاتنين مبسوطين مادياً ومعاهم فلوس وده المهم غلط مره غلط عشره احنا بشر مش ملايكه
تدخلت والدتها فى الامر مؤيده حديث ابنتها
ـ طيب بقولك ايه يا وليد احنا نقسم البلد نصين نخلى فى فتره خطوبه طويله شويه ونشوف وقتها ايه اللى هيحصل لو فضل مراد ملتزم يبقى شارى بنتك فعلاً ونديله فرصه تانيه
ـ ولو حصل منه حاجه كده ولا كده نقوله مع السلامه
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية سلطانة دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية سلطانة" اضغط على اسم الرواية