رواية عاق الوالدين الفصل العاشر 10 - بقلم أيات عبدالرحمن
راشد هدي وبعد عن اولاده لما سمع صوت رنين التليفون واتخض لما شاف اسم المتصل المستشفي
فتح وهو ايديه بتترعش ورد بصوت مليان بالتعب : الو
المتصل : استاذ راشد لو سمحت تعالي بسرعه المدام بتلفظ انفاسها الأخيره ولازم تيجي حالاً هي عايزاك
راشد ماكانش قادر يرد ولا ينطق بكلمه واحده
وكمان مش عارف هيكلم مين يفضل مع اولاده والدة فريده معاها ومرات خالهم بتضر.بهم وبتمنعهم من الأكل دموعه كانت بتنزل بغزاره وهو واقف عاجز كدا
لف الطفل الصغير واخد الكبير في ايديه ولسه كان هيخرج بيهم الباب خبط واول ما فتح كانت زيزي
كانوا عيونها منتفخين من كتر البكاء
راشد بتعب: ابوس ايدك انا مش قادر اتكلم نص كلمه فريده بتمو.ت وكلموني وماقدرش يكمل وانهار بعدها وهي بكت علي بكاؤه
قربت عليه وضميته : اهدي يا راشد انت اقوي من كدا
راشد: انا كنت قوي بيها هي
كلماته حطمت قلب زيزي بس هي مشفقه عليه دي بردوا عشرة سنين وأم اولاده
روح انت وسيب الولاد معايا وماتقلقش عليهم واول ما توصل المستشفى كلمني
راشد كان متردد بس مفيش وقت فسابهم ليها اخدتهم وطلعت بيتهم وهو مشي
………….
ناهد : بردوا عملتي اللي في دماغك وروحتي ليه
زيزي : ايوه يا ماما صدقيني مش قادره اخسره
ناهد:يا بنتي حرام عليكي نفسك كدا ما ينفعش الراجل متجوز وبيحب مراته ومش هيسيبها عشانك افهمي بقي
زيزي : عندي امل يا ماما ان هيكون في يوم ليا انا صبرت واتحملت كتير عشانه
ناهد: يا بنتي يا حبيبتي دا ماافتكرش فضل ابوه عليه وباعه من اول كلمه اللي ماكانش ليه خير في ابوه اللي تعب عليه ورباه مش هيكون ليه خير فيكي او في غيرك
زيزي: هرجع واقول ليكي انا معاكي في كلامك لكن في ست تخرب البيت وتفرقه وفي ست بتجمع وماتفرقش بصي انسي الموضوع المهم هنعمل اي الطفل دا اكيد محتاج يااكل دلوقتي
ناهد اتنهدت مفيش امل من بنتها وقالت : اااه منك يا تاعبه قلبي ابوهم لسه مفرج عليكي الناس وانتي جايباهم وجايه
زيزي: معلش بقي يا ماما قلبك ابيض المهم هنعمل اي يا حبايب قلبي زمانهم ما اكلوش من الصبح
ناهد : اهي طيبة قلبك دي اللي هتوديكي في دا.هيه
المهم حمزه يا سيتي هيااكل معانا من اللي هنااكل منه اما عبدالرحمن فهتنزلي الصيدليه اللي في اخر الشارع
هتجيبي لبن بودر لطفل عنده اسبوعين وهتجيبي زجاجة سايميدل للانتفاخ والمغص
زيزي : و اي بس اللي هيجيب ليه كدا
ناهد: هو المفروض رضاعته تكون طبيعيه في الوقت الحالي لكن ارادة ربنا بقي فهتلاقي كل شويه موجوع بسبب اللبن دا
زيزي: طب مفيش حاجة تانية غير كدا
ناهد: لا هاتي بس نوع كويس لطفل اسبوعين وهاتي ديبر بالمره
زيزي: حاضر
واخدت الطفل ونزلت
ناهد : تعالي يا حمزه يا حبيبي ندخل المطبخ
واخدت الطفل وبدأت تخرج اكل من الثلاجه جبنه وعصير وكدا وتأكله وعلي ما زيزي رجعت كان حمزه نام
……………
سعاد كانت بتخبط علي باب بيت راشد عشان تاخد الاولاد معاها لكن مفيش حد رد والجيران قالوا ليها ان هو مش موجود وكمان مفيش حد يعرف مكان اولاده
…………
خالد ومعاذ كانوا وصلوا المستشفى قبل راشد
بشويه
خالد اول ما شاف الدكتور وقفه وسأله عن حالة فريده
الدكتور : للاسف المدام فريده لو استمرت علي الحاله دي هتفقد حياتها في اي لحظه لانها دخلت في مرحلة الخطر المستشفى هنا مفيش فيها الامكانيات اللي المدام هتتعالج بيها
حاولنا كتير معاها لكن كل دا في الفاضي المدام محتاجه تسافر للعلاج برا من شويه كان واضح جدا ان هي بتمو.ت وبالفعل كلمنا زوجها وطلبنا منه ييجي بإعتبار ان زوجته بتلفظ انفاسها الاخيره ولكن في دقايق معدوده النبض رجع تاني والحاله استقرت ولازم تسافر في اقرب وقت لان كل دقيقه بتمر بتقربها للخطر اكتر واكتر
وكمان المدام سابت معايا الورقه دي لازم حد من اهلها او زوجها يستلمها لان فيها وصيتها
معاذ : يبقي مش هتمو.ت
خالد خبطه في كتفه بمعني اسكت دلوقتي
خالد: ممكن انا يا دكتور انا اخو راشد زوجها
الدكتور: لا ما ينفعش
خالد: حضرتك لسه قايل حد من اهلها يعني احنا كمان اهلها
لكن وقفه صوت راشد لما قال :
لا انتوا مش اهلها انتوا جايين وفرحانين فيها صح او بالمعني الاصح فرحانين فيا
كل واحد فيكم متطمن ان هيرجع بيته هيلاقي مراته في انتظاره وواخده بالها من عياله
اما انا وبدء يبكي بضعف مراتي بتمو.ت وعيالي في الشوارع دا يا خدهم شويه ودا شويه ومفيش حد راحمهم
معاذ : تصدق ان احنا غلطانين يلا يا خالد
خالد : اخرس انت وقرب من راشد
احنا مش فرحانين لتعبك صدقني احنا اكتر ناس تفرح لفرحك وتحزن لحزنك وماتفقدش الأمل ان شاء الله ربنا هيشفيها ناس كتير الدكاترة شخصوا حالاتهم
ان قدامهم دقايق وبقالهم سنين عايشين ما تيأسش وقرب ليه ضمه راشد كان تعبان اتسحب منه د.م كتير لفريده وذاد تعبه اكتر لما اخد الورقه اللي كتبت فيها فريده وصيتها
بعد شويه بعد عن خالد ومسح دموعه وحاول يدخل عندها لكن ما قدرش يدخل لما شافها بقت شبه عايشه كان ساند علي الحيط وعيونه عليها وبيبكي وهي شيفاه بس مش قادره تتحرك دموعها نزلت وشاورت بصباعها ليه
قرب منها
قالت بصوت مش مسموع : ولادي يا راشد عايزه اشوفهم لاخر مره
الكلمه دي وجعته اوي فنزل علي الارض وانهار عشانها
خالد ومعاذ كانوا واقفين بعيد شويه بس متابعين كل حاجه
من شكل راشد وتصرفاته دموعهم نزلت هما كمان قرب معاذ من راشد وسنده يقوم يقف ويخرج برا ويكلم حد من اللي اولاده عندهم ياخدهم للمستشفي
راشد: اتصل يا خالد علي زيزي وقول ليها تجيب الولاد هنا بسرعه
خالد اخد التليفون وكلم زيزي وفي اقل من ساعه كانت اخدت الطفلين وراحت المستشفى
الدكتور منع دخولهم نهائي لكن راشد صمم ودخلهم ليها ابتسمت اول ما شافتهم ولمستهم كانت بتتأمل ملامحهم كإنها خلاص اخر مره تشوفهم فيها
………….
هتروح فين يا عمي
صالح : عند راشد
حبيبة : بس انت تعبان دلوقتي
صالح: لا مش تعبان و لا حاجه
حبيبة: تحب اجي معاك
صالح: لا يا بنتي انا هروح لوحدي
حبيبة: خلاص هكلم معاذ ييجي ياخدك
صالح : لا سيبيه مع اخوه انا هروح لسه مشوار الاول
حبيبة: اللي تشوفه يا عمي
صالح: خلي بالك من نفسك وانا مش هتأخر
حبيبة: حاضر يا حبيبي
كان الاوبر وصل وصالح ركب ومشي وقال للسائق علي عنوان هيوصله ليه
بعد وقت مش كتير وصل صالح لقبر زوجته وقرء ليها الفاتحه وفضل يشكي ليها همومه لحد ما خرج كل اللي في قلبه وحس براحه كبيره وركب ومشي متوجه للمستشفي
……………
خالد : هنعمل اي هنسيبها تمو.ت
معاذ : هنعمل اي يعنى هي كدا كدا في اخر ايامها
خالد : الدكتور قال فيه امل
معاذ : بس انا ماسمعتوش بيقول كدا
خالد بخنقه : قال يا بني ادم لازم تسافر برا طول ما هي هنا حياتها في خطر
معاذ: يا ابني هي في المرحله الاخيره يعني بتقضي ايام يعني كل محاولاتنا في الفاضي وبعدين تعالي هنا هي يعني كانت عملت لينا ايه عشان نزعل عشانها
دي حرمت ابونا من كل حاجه حلوه واخدت فلوسنا وطردت ابونا من بيته فين الحلو اللي عملته هي ها ما ترد
خالد : انا مش هسيبها يا معاذ هسفرها برا لحد ما تتعالج شايف ولادها محدش هيتعذب غيرهم
وانا وانت مجربين حتي خالتك اخت امك ما اتحملتش حد فينا ام امك نفس الحكايه دي بتمو.ت اهي بس مش هاممها غير ولادها
مفيش حد هيمسح دموعهم ولا هيخاف عليهم ادد امهم لو انت هتسيبها انا لا وهفضل واقف في ظهر اخوك لحد ما تقوم او تمو.ت بس اكون خلصت ضميري منها
احنا كل سنه بنطلع صدقات وذكاه هنعتبرها من ضمنهم الاقربون اولي بالمعروف
معاذ : خلاص يا ابو قلب حنين اتصدق وذكي عليها براحتك لكن انا مش هسأل فيها تعب سنين مش هضيعه عليها بكفايه اللي اخدته من تعبنا ولو ما.تت مستحيل هسامحها
ولف متوجه للخروج
خالد : معاذ معااااذ
خالد غمض عيونه بقلة حيله وبعدها راح يسأل الدكتور عن التكاليف
ولسه بيتقدم خطوتين للأمام سمع راشد وهو بيقول بصوت عالي : فرييييييييدددددده
جري بسرعه عشان يشوف اي اللي حصل اول ما فتح الباب شاف راشد بيحرك في فريده وهو زي المجنون ووووووووو
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عاق الوالدين) اسم الرواية