Ads by Google X

رواية عشق الصقر الفصل العاشر 10 - بقلم سارة حسن

الصفحة الرئيسية

  

رواية عشق الصقر الفصل العاشر 10 - بقلم سارة حسن


تحركت بخطوات هادئه و حذرة ، و الفرس امامها يتحرك في كل اتجاه ، و يضرب بحوافره الارض بقوة، كان يظهر عليه رقي سلالته من لونه الاسود و خصلات شعرة المتفحمه و تفاصيله ، اتنظرت الوقت المناسب، عندما توقف يلهث يلتقط انفاسه، بهدوء اقتربت منه و مسحت علي رآسه برفق، ابتعد براسه عنها للجه الاخري و عاد للخلف مع صوت صهيله المعترض ، فا كررت فعلتها حتي هدء و هدءت انفاسة.

من حسن حظها انه مروض من صاحبه و الا كانت النتائج و خيمه، و لكنه يظهر انه فقد غاضبآ، او ربما يشتاق لصديقه.

ضحكت بسعادة لاستجابته لها و هدوءه معها و سامحه لها لملامسته و مداعبت خصلات شعرة السوداء الناعمه .

تصنم صقر للمشهد الماثل امامه، و كأنها لوحه فنيه جميله و متناقضة، قربها منه و همسها له ببعض الكلمات و هدوءة امامها، سواده القاتم و فستانها الوردي و حجابها الابيض الذي زاد من جمالها.


زفر انفاسه بعد لهاثه اثر ركضه لعلمه بغضب سلطان، و جن جنونه عند علمه من ابيه بذهاب كارما اليه، كاد يتوقف قلبه من بشاعة تخيلاته لما سيحدث لها و لكن ما حدث ، انه شعر ان قلبه خُطفت دقاته لتلك القابعه بجانب فرسه.

– انتي عارفه ان محدش يعرف يتعامل مع سلطان غيري

التفتتت لصوته الذي حفظته و قالت بابتسامه هادئه : اسمه حلو اوي، بس احنا خلاص بقينا صحاب

تسائل بفضول: ازاي عرفتي تتعاملي معاه

_ ماما كانت بطلة سبق و كسبت مسابقات كتير و كانت بتحب الخيل اوي، تقريبا ورثت ده منها و حبيته، اتعلمت و اشتركت في مسابقات كتير و كنت بكسب

ثم قالت ضاحكه بخفوت معترفه: علي فكرة لو ما كنتش عارفه ان سلطان مروض ما كنتش جيت جمبه، اللي جمد قلبي ان عرفت انه بس زعلان شويه

ابتسم بهدوء قائلا: فعلا، سلطان لما بيكون زهقان او عايز يشوفني بيعمل كده

تسائلت و هي تطعمه بعض السكاكر: ميت روضه

_ انا

رفعت حاجبيها بأستغراب : انت، ازاي انا عارفه ان الترويض صعب حدا و خطر

اجابها و هو يخلع عنه وشاحه: عادي، اتعودت

ثم قال فجاءة : انا ممكن اسمحلك تركبي اي حصان من اللي هنا

رفعت احدي حاجبيها و قالت بحنق : تسمحلي! يا سلام علي كرمك

فقال مكملا : اه، بس بشرط

تركت السرج و قالت بضيق : من غير شروط، انا اصلا مش عايزة

و قبل ان تتحرك قال مسرعا : قصدي يعني طلب، انك ما تركبيش لوحدك

عشان ما تتوهيش زي المرة اللي فاتت

اومات براسها و قالت : اذا كان كده ماشي


حرك رأسه و قال: تركبي سلطان؟

كان عرضآ مغريآ للغايه و لكنها في آخر لحظه اشارت اتجاه حصان آخر لايقل جمالا عن سلطان، و تسلقته برشاقه تحت انظار صقر.

اعتلي صقر فرسه بقفزة واحده وجذب لجامه ثم تحرك به و اشار لها بيده قائلا: ورايا

ذمت شفتيها بغيظ من طريقته في القاء اوامره، فا اسرعت بالحصان حتي استبقته، ارتسمت علي وجهه ابتسامه و حفز سلطان بقدميه حتي ركض بقوة و ابتعدوا عن البيت الكبير بسباق لم يكن اي منهما يتخيله، و لكن يا تري من سيفوز في النهايه.

،،،،،،،،،،،،

توقف صقر و اشار اليها فا هدءت من ركضها

قالت له و هي مازلت قابعه علي فرسها: وقفت ليه

اشار لها للناحيه الاخري فا اتسعت عينيها من جمال ما رآت، لم تلاحظ وجودهم علي تلك التله العاليه سوي الآن، عندما شاهدت البلده بأكملها من عليها مع منظر لنهر النيل رسمت لوحه سبحان الخالق فأبدع.

نزل من علي فرسه برشاقه و ربط السرج بجزع الشجره، ثم فعلت كارما مثله و وقفت علي حرف التله بجانبه.

تطلعت اليه و لعينيه الناظره للامام،

تآكلت لاول مرة بذلك الفضول الغريب الذي اصبح يتملكها اتجاه، لذلك الرجل المتناقض في غروره و تواضعه و كرمه مع السيده ، إلقاءة طوال الوقت للاوامر بينما يستمع لجده ووالده بكل اهتمام، حتي في ملابسه متناقض، تاره تراه بملابس شبابية تظهره اصغر سنآ و عفويآ كا اول مرة رآته بها، و اخري كا هذه جلباب و العمامه و وشاحه الذي تركه قبل جولتهم و كأنها خلقت له خصيصآ تعطيه تلك الهيبه كأنه قادم من عصر آخر.

تنهدت و استمع لتنهيدتها و قال بصوتا هادئآ: ايه رئيك في المكان

اجابته بأعجاب قائله: جميل جدا

_ بحب اجي هنا، هدوء بعيد عن الدوشه و اشوف البلد كلها قصاد عيني

التفتت اليه و قالت : كلكم هنا بتتكلموا عن الارض و حبكم ليها ، تفتكر بابا ما كنش بيحبها زيكم ، لما سالت عمي قالي انه كان بيجي جري مشتاق ليها


استغرق الامر لبره واحده قبل ان يوليها كامل اهتمامه قائلا : كل واحد بيلاقي نفسه في الحاجه اللي تشبه، ابويا و جدي اختارو الارض، جدي لانه اول من زرعها و طرحت علي ايديه و ابويا اكمنه الولد الكبير و كان ملازم جدي، عمي يمكن عشان دماغه كان في التعليم اكتر اختار العلام

سكتت قليلا و قالت بشجن: مافيش مرة كلمني عنها و عينيه ما اتملتش دموع

_ ما كل حاجه و ليها تمن

قضبت حاجبيها متسائله : يعني ايه

اجابها صقر بتريث: يعني عمي كان ما بين اختيارين لو اختار عقله يبقي هايرجع لهنا و لو اختار قلبه يبقي يفضل هناك و هو اختار قلبه

رمشت بعينيها عدة مرات باستغراب فأبتسم و قال : كلنا عارفين سبب استقراره هناك

ثم ضحك بخفوت و قال : اقولك علي سر

اومات برأسها و عينيها الواسعه مرتكزه عليه بتركيز شديد

_ مرة بعت لجدي جواب و قاله انا وقعت في حب واحده صهباء شعرها احمر زي النار و عيونها فيها دفا الدنيا… حبيتها يابا و مافيش بيدي حيله

كانت تستمع اليه بأنبهار، كانت تعتقد انه ذلك العقليه المتشدده و الغير متفهمه لمشاعر الحب ، اتاخذت بحديثه عن والدها و ذلك الحديث الذي تستمع اليه لاول مرة و الذي بسببه لا تعرف لما غزت تلك الحمرة و جنتيها و هي تستمع لتلك الكلمات عن لسان والدها منه هو.

غض بصرة عنها بأعجوبه، ملامحها المعبرة و اتساع عينيها و تركيزها الكامل لحديثه و الذي اتخذ منحني آخر اربكه، لام نفسه عن تطور الحديث لهذا الحد بينهما، مما جعل الاجواء تتوتر من حولهما.

تنحنح ثم اجلي صوته و قال: يالا بينا قبل الليل

حركت راسها موافقه و تحركت من خلفه و صعد كل منهما حصانه للعوده للبيت الكبير .

،،،،،،،،،،،،،

تقلبت كارما في فراشها و قد استأذنت مبكرا اليوم و صعدت لغرفتها، و لكن بمجرد ما وضعت رأسها علي وسادتها جافا عينيها النوم ، اصدرت تنهيده ثم استقامت و فتحت شرفتها مستنشقه عبير زهورها، تفكر في اخر لقاء بينهما و الذي غاب بعدها لسفر مفاجئ لعدة ايام، شارف غيابه علي الاسبوع و في الحقيقه رغم حنقها منه في بعض الاحيان، إلا انها تشعر بجزء ناقص في البيت، ربما صوته القوي او حفيف جلبابه و رائحته التي تنذر بقدومه قبل ان تراه، خائفة لا تنكر، تلك المشاعر المتضاربه تجعلها في حيرة من آمرها.


ارتدت مأزرها و وضعت حجابها كيفما اتفق و نزلت لاسفل، اليوم علمت من جدها عن تلك المكتبه الملحقة بمكتب صقر و التي بها مجموعة مختلفه من الكتب و الروايات، قررت استعارة ما تجده مناسبآ لتقرآه حتي يأتي سلطان النوم.

فتحت الباب و دخلت حتي وصلت لمنتصفها و وقفت، رائحة الكتب حمستها، تطلعت لمجموعة روايات مختلفه و اختارت ما انجذبت اليه،

نظرت لذلك الكرسي الهزاز و لا مانع في جلسة قراءة مريحهه عليه .

انسجمت مع الاحداث و انعزلت عن الواقع مع تفاصيل الروايه، رفعت قدميها و مالت برأسها بجلسه اكثر اريحيه.

دخل للبيت الكبير بخطوات هادئه متعبه و قد تعدت الساعه منتصف الليل، انتبه للنور المنبعث من غرفة مكتبه، فا اتجه اليها بترقب لمن سيأتي اليها دون وجوده و في ذلك الوقت ، وقف صقر مبهوتآ لتلك القابعه بكرسي مكتبه و ذلك الكتاب الملقي علي قدمها و الذي يظهر انها غفت اثناء قراءتها ، حجابها الملقي ارضآ و راسها المائله مع شعرها الذي يشبه خيوط الشمس وقت الغروب.

اضطربت انفاسه و بأراده من حديد ابعد عينيه عن وجهها المستكين.

تنحنح ليوقظها فلم تستيقظ، اجلي حنجرته اكثر فا انتبهت و اعتدلت نظرت من حولها ثم استعادت وعيها تدريجيا حتي انتبهت لوجوده.

هبت واقفه و قالت بارتباك و هي تضع حجابها علي رأسها : انا اسفه يظهر اني نمت مكاني

حرك رأسه و قال و هو غاضض بصرة عنها: مايجراش حاجه، ممكن تبقي تاخدي الكتب اللي عايزاها و تقريها في اوضتك احسن

اجابته باندفاع : انت لو مضايق اني دخلت هنا، خلاص مش هادخل تاني

اجابها موضحآ: مش قصدي كده، اقصد لو بتحبي تقري في وقت متأخر ممكن تقريها في اوضتك احسن من البرد اللي هنا

اومات براسها و قالت بخفوت : ممكن ابقي اخد روايات تانيه

قال علي الفور : المكتبه كلها تحت امرك

ابتسمت له بوداعه و قالت بتقدير : شكرا… تصبح علي خير

اجاب من خلفها : وانتي من اهله

ثم التفت بظهره عنها مستندا بيديه علي مكتبه زافرآ نفسآ عميق و تلك الدقات المضطربة باتت تقلقه مؤخرآ.

 

google-playkhamsatmostaqltradent