رواية لا تقولي لأ الفصل العاشر 10 - بقلم زينب سمير
10..
دقيقة، أتنين، تلاتة، عدى اليوم التاني، خلص الوقت المحدد، أخر كلام قاله كاران؟ ولا يفرق معاه، اللعبة المرة دي مش هتمشي على مزاج كاران، ولا حتى على مزاج لينا
اللعبة المرة دي هتمشي على مزاجه هو
هما بدأوها لكنه هينهيها..
أتعدل في وقفته لما لقي كاميليا ظهرت قدامه، جاله إتصال من لينا في الوقت دا قفل في وشها وبعتلها رسالة
مختصرة.. جدًا- أنا مع كاميليا، هعرفها كل حاجة
قربت كاميليا منه وملامحها متعجبة لكنها مبتسمة بسمة خفيفة
فتحلها الباب وهي بتقدمله ورقة مكتوب فيها- خير ياشارف؟ في حاجة حصلت؟ أنت كويس؟ لية طلبت تقابلني
طيف من الشفقة طاف على ملامحه لكنه أخفاه سريعًا و- خير، شوية وهتعرفي
بعدها عن مجال بيتها نهائيًا، وصل بيها لمكان هادي، يكاد يخلو من البشر، علشان يقدر يسيطر كويس على إنهيارها أو صدمتها، وصل بيها لسطح بناية عالي جدًا، يشوفوا من خلاله المدينة وأضوائها، وقف عند السطح يبص قدامه بصمت وهي جنبه مستنياه يتكلم
- هنا كان أول مكان فكرنا فيه في خطتنا الأولى، بنت غبية أتريقت على لينا وقصَة شعرها، مكدبش عليكِ القصَة فعلًا كانت مش حلوة بس.. لا أنا ولا كاران أتحملنا أن حد يقول كدا للينا ويعيطها، فنفذنا خطتنا لمدة أسبوعين كاملين نوقع البنت في مصايب ونخلي المدرسة كلها تتضحك عليها، ومكنتش دي المرة الأخيرة
كترت الخطط، كل ما حد يضايق لينا نخطط علشان ناخد حقها كل مرة الخطة بتزيد بشاعة، كل ما حد يقرب مني أو من كاران ندمره، فضلنا كدا..
ومستمرين على كدا
بصلها كانت بتسمعه بهدوء، بدأ يتحول تدريجيًا لنوع من القلق والتوجس و- وأنتِ مكنتيش مختلفة..
بدأ يتقدم منها خطوة وهي ترجع خطوة مع صوته اللي خرج بفحيح- كل حاجة حصلت معاكِ من أول لحظة دخلتي فيها المدرسة لحد دلوقتي متخططلها، النور اللي قطع عليكي في المخزن علشان يفكرك بموت أخوكي، خطة أعتداء السواق عليكِ علشان تفكرك بدكتورك، الهلوسة اللي حصلتلك في الملاهي، حب كاران ليكِ وحبك ليه، دي كلها كانت خطتنا من البداية، إننا نآذيكي نفسيًا، إننا نعيشك كل لحظات الدمار دي تاني، إننا نعلقك بكاران فيسيبك هو كمان وترجعي تدمري تاني
من أول لحظة لأخرها
حرك صوابعه بعشوائية و- أنتِ كنتِ لعبة بين إيدينا ياكاميليا، كاران محبكيش، لينا وأنا مقربناش علشان نبقى أصحابك، قربنا علشان نملى الفراغ اللي في حياتك فلما نبعد تتأثري وتدمري،
كاران كان مفروض يكون هنا مكاني، هو اللي يحكيلك كل دا، وكان هيحكيها بطريقة أبشع من طريقتي، كان عايز يدمرك قدام كل المدرسة
دا كان طلب لينا، كانت طالبة إن زي ما الكل حبك، الكل يكرهك ويبصلك بإشمئزاز، كانت هدية عيد ميلادها
وكاران وعدها إنه هيقدملها الهدية دي، بس..
ملامح وشـه ظهر عليها تعبير مش مفهوم و- لينا أغلى عندي من ما هي غالية عند كاران، على الأقل دلوقتي وبعد ظهورك، علشان كدا.. هدية زي دي كان لازم أنا اللي أقدمهالها..
بالطريقة اللي متأكد هتبسطها، دمارك قدام المدرسة من عدمها مبقاش هو شاغل لينا دلوقتي، دمارك اللي هيخلفه دمار كاران كمان هو شاغلها.. زي ما زعلها في أخر مرة.. كان لازم يدوق من نفس الكآس اللي دوقهولها
خرج شارف كل اللي في نفسه، شارف بيكره كاران؟ لا وألف لا، هو أقرب حد ليه، أقرب من أهله، عنده أستعداد يموت نفسه علشانه من غير لحظة تفكير وحدة
لكن.. المرة دي كاران آذى لينا، المرة دي كان لازم ياخد صف حد فيهم وبس.. ومن غير تفكير أختار لينا
حبه الأول والأخير، هوسـه..
هيندم؟ مبقاش في وقت للتفكير في الندم.. اللي حصل حصل خلاص..
من غير ما يبص ليها مشى، أداها ضهره، مقدرش يشوف آثر كلامه على ملامحها
رغم كل اللي حصل، هو لوقت من الأوقات أعتبرها صديقة ليه فعلًا، ركن هادئ بيلجأ له..
****
- أنا مع كاميليا، هعرفها كل حاجة
قرأت الرسالة مرة وأتنين بصدمة حاولت ترن عليه، تكلمه وتمنعه، بدأت تلف حوالين نفسها بأعصاب مشـدودة، أنتبه ليها كاران اللي قاعد ماسك الفون بملل بيلعب فيه
سأل بتعجب- في أية يالينا؟
بصتله، وقفت وشـدت على خصلات شعرها وبقلة حيلة- شارف مع كاميليا دلوقتي
أتعدل في جلسته بتحفز و- يعني؟
حاولت تتحكم في ملامحها، ترسم الجمود و- هيقولها كل حاجة..
لمحت شرار في عيونه، ملامحه أتغيرت كليًا، كملت بسرعة- أنا اللي طلبت منه دا، وأنت عارف شارف مبيقوليش لا
وقف بهمجية من قعدته قرب منها بإندفاع حاسس لأول مرة إنه عايز يقتل لينا،
كملت بإستفزاز- في أية؟ دا كان أتفاقنا من الأول إننا ندمرها مش مهم بقى أنت اللي عملت كدا ولا أنا ولا شارف المهم رغبتي أتنفذت
بصتله برفعة حاجب و- مش أنت برضوا عملت كل دا علشان تنفذلي رغبتي!
بتهور رفع إيده عايز يضربها، عايز يسكتها، مش طايق يسمع صوتها وبأسنان مطبوقة بعنف وغل- عايز آذيكي يالينا، هموت وأعملها بس مش قادر آذيكي متعودتش آذيكي
إيدي دايمًا كانت الأيد اللي بتطبطب عليكِ، مينفعش تكون غير كدا
مينفعش آذيكي بيها..
أنهى كلامه بصراخ وهو بيديها ضهره ويضرب أنتيكة موجودة في المكان بغل، بدأ يلف حوالين نفسه زي الوحش اللي مربوط، وبينهج بعصبية بيحاول يفكر بس مش قادر، كل اللي في دماغه صورة لكاميليا حاليًا وهي منهارة، مكسورة.. بتبصله بخيبة أمل
بص للينا اللي بتبص لحالته بعدم تصديق هي كمان، رافضة تصدق كل اللي بيحصل قدامها وبصراخ- لية عملتوا كدا؟ لية..
قرب منها بهمجية مرة تانية يكمل- لية أنتِ بالسـوء دا؟ لية مفكيش ولا حتى نقطة بيضا لية شيطانة كدا، أنا قولت يمكن أتغيرت.. أتعدلت، أعتبرتها صديقة ليها، حبتها، حنت ليها، صعبت عليها
قولت في كل مرة بتاخدي قرار تدمريها وترجعي فيه إن بقى في ولو بقعة أمل فيكِ بس أنتي هتفضلي لينا وبس
الـ..
كلام صعب كان هينطقه، لسانه كان هيطلع كل حاجة عارفها عنها، كان هيعايرها، بس مقدرش..
لكن عيونها اللي وسعت بصدمة والدموع مكتومة فيها عرف من خلالها إنها فهمت هو قصده أية كويس
هو كان هيقول أية..
مصّرة رغم كل اللي ظاهر قدامها إنها تنكر، بقوة واهيـة نطقت- كل دا علشان صعبت عليك وعجبتك شوية؟ بكرة هتنساها..
بصلها بعيون حمرة من غير كلام مش طايق لا يكلمها ولا يسمع صوتها
رفعت حاجب و- في أية؟ تنكر إني حبيبتك الوحيدة؟ تنكر إنك بتحبني
نطق بإقرار- أنا عمري ما حبيتك
زوبعته أتنقلت ليها، بروده.. إقراره، إصراره، مستحيل تقبلهم
نفت براسها و- أنت كداب، أنا عارفة إنك بتحبني من زمان
هز هو كمان راسه بـلا و- أنا عمري ما حبيتك الحب اللي تقصديه دا، أنتي أقرب حد ليا، أغلى إنسانة عندي..، مكانتك عندي محدش يتساوى بيها، لو حاجة تزعلك ببقى عايز أخفيها من على الوجود، مبتحملش عليكِ الهوا، بس مش كحبيبة أبدًا، قولي أخت، صديقة، تؤام ليا، بس حبيبة لا، لو بحبك كنت بقيت معاكِ من زمان..
كنت قولتلك.. أعترفتلك بمشاعري، لكنها مش موجودة أصلًا
هزت راسها بعدم تصديق وإستنكار و- بس أنت قولت إنك هتعملي اللي أنا عايزاه.. عملت كل دا علشاني أنا
كاران وهو بيشاور بصباعه بـ لا- عملت كل دا علشاني أنا.. دا اللي أنا كنت عايزه بس مكنتش قادر أعترف لنفسي بيه، كنت عايز أقرب، أجرب أكون حبيبها، من أول لحظة شفتها فيها وانا فكرت لأول مرة أقرب من بنت
نفت براسها و- أنت مكنتش بتقرب من أي بنت غيري.. علشاني
كاران- علشان مفيش واحدة لفتت أنتباهي، مفيش واحدة كانت عجباني.. مش علشانك لا
قالت تاني.. في محاولة إنها تمسك في حبل دايب، أمل خايب وواهي- أنت قولت هتآذيها علشاني..
- آذيتها لأن دا أنا، علشاني أنا.. كنت بجرح علشان آداوي، علشان أشوف في عيونها النظرات اللي بتبصلي بيها دي،
عملت كدا لأن دي طريقتي.. دي حياتي للأسف
مش علشانك يالينا لا
آصّر وآقر..
لحظة أدراك جتلهم سـوا، هو حبها.. بجد!
مش لعبة زي ما قال، مش أعجاب، مش رغبة وهتروح
هو حبها!
حبها لدرجة إنه كره لينا علشانها، أول مرة يثور على أفعالها، أول مرة تكدب وميعرفش، من نظرة عين لو كان هو كاران اللي تعرفه كان هيعرف إنها كدابة، مش هي اللي قالت لشارف يقول
بس لأن كل تفكيره مشغول بكاميليا ملاحظش.. منتبهش
مهتمش أصلًا يطلعها بريئة زي ما كل مرة بيحاول يعمل كدا!
هو كان مستنيها تغلط..
- حبيتها.. حبيت كاميليا، لية؟ فيها أي يزيد عني
- حبيتها لأني أول مرة أشوف نظرات بريئة وأصدقها، أول حد أتعامل مع حد وميخدعنيش، أول حد يكون صافي.. نقي، أول حد أرتاح معاه، ميعرفش حاجة عن الكذب والخداع
أتفتح الباب في اللحظة دي ودخل شارف، ببرود.. بهدوء حاطط إيديه في جيوبه معلن إستسلامه للحرب اللي هتحصل قبل ما تبدأ
ما صدق كاران شافه جرى عليه يلكمه بغل ينزل بيه على الأرض ويكمل ضرب وهو بيصرخ فيه بجنون- لية عملت كدا.. لية، حرام عليك هي متستلهش منك كدا.. متستهلش مننا كدا
لأول مرة كاران ينهار للدرجة دي، يعيط بالحرقة دي!
قربت لينا من وراه تحاول تبعده عن شارف لكنها مش قادرة، مكنش في حاجة ممكن تمنعه في اللحظة دي
غيرها!
كاميليا!
وهي مش موجودة، مبقيتش موجودة..
- كاران..
وقف بعد وقت طويل يبص لجسم شارف المرمي على الأرض بملامح لسة مغلولة
- حتى لو لينا طلبت منك كدا.. لية تسمع كلامها؟ مش كاميليا دي اللي كنت معتبرها صديقة ليك في وقت من الاوقات.. أختك على قولك
ضحك شارف بإستفزاز من مكانه و- كاميليا مين اللي أختي ولا صحبتي.. أنت صدقت الكلام العبيط دا، أنت عارف كويس أنا قربت لية من كاميليا.. عارف علشان كدا حاولت تبعدني عنها ومكنتش طايقني أكون جنبها
بصت لينا ليهم هما الأتنين المرة دي بعدم فهم
كمل شارف- كنت عارف إني هحاول أنتقم منك فيها، بقرب منها علشان أوجع قلبك زي ما بتعمل معايا، علشان أحسسك بالخطر.. زي ما بتعمل معايا
كمل بغل- زي ما أنت دايمًا قريب من لينا.. بتقفل كل السكك في وشي رغم إنك عارف كويس إني بحبها.. وإني عايزها.. مانع عني أي فرصة
أنا قربت من كاميليا علشان نفس السبب، أحسسك بالأحساس دا.. ومن التوهان اللي كنت فيه الأيام اللي فاتت والعصبية.. من شكلك اللي مكنش على بعضه كل ما أجيب سيرتها أو تجيب سيرتي.. شكلي نجحت إني أحسسك ولو شوية من أحساسي
قرب يضربه مرة تانية و- انت مجنون
ولينا بتسمعهم بصدمة، شارف بيحبها! أمتى وأزاي!
بصت للي بيحصل قدامها بدموع، ازاي حالهم بقى كدا، أزاي كل واحد فيهم شايل جواه للتاني بالشكل دا
أزاي هما مغلولين من بعض ومش من يوم ولا أتنين.. من سنين!
أزاي صداقتهم أتفككت كدا، أتدمرت كدا، وكانت واهية بالطريقة دي
صوت كاران- أنا عمري ما حاولت أخد لينا منك، عمري ما فكرت أقرب منها، كنت سايبلك الساحة بس أنت اللي كنت جبان.. علشان كدا هي عمرها ما بصتلك..
مكملين يجرحوا بعض بالكلام، مكملين يعايروا بعض ويقلوا من بعض!!
لينا بتبصلهم بدهشـة مش دول أصحابها، مش دول كاران وشارف اللي تعرفهم
مش هي لينا..
أمتى وصل بيهم الحال لكدا؟
وأزاي؟
دخول كاميليا حياتهم السبب؟ ذنبها؟ ولا هما بيدفعوا تمن أخطاءهم؟
ولا أية السبب بالظبط!!
يتبع...
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية