رواية الخادمة التي الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اسماعيل موسى
الخادمه_التى
١١
خرجت بتول من المكتب تكتم دموعها، لقد أقسمت مائة مره ان لا تتحدث إلى تيمور وها هى تنال العقاب، ان التحدث إلى بعض البشر أكبر خطاء يمكنك أن تركبه فى حياتك
تعرف بتول انها فتاه عاديه وليست مثل بعض الفتيات الذين يعتقدون انهم مختلفين
رغم ذلك تعرف ان من حقها ان تتلقى معامله حسنه تشعرها ان العالم لازال بخير
يتيمه ووحيده ليس لها أصدقاء ايه تقدر تعمله اكتر من كده علشان تتلاشى ظلم الناس؟
فى الحمام غسلت وجهها ثم عادت الى مكتبها، لن تطلب شفقة اى انسان
ولن تحلم بشخص يطبطب عليها ويمنحها الأمان والحب، امام جهازها تثمرت مثل قطعة خشب ومضى الوقت حتى رحل كل الموظفين ورحل تيمور نفسة
كانت بأول اخر موظف يخرج من الشركه، ليست مره واحده بل كل يوم، كانت تظل بعد رحيل الموظفين تدرس وتدرس حتى تتعب ثم ترحل تجاه القصر ثم إلى غرفتها، اختارت ان تعيش حياه هزليه من غرفة النوم إلى العمل والعكس كل يوم
وتيمور يراقبها بفضول وحماس متوقع ان تلين ان ترضخ ان تخضع يكيفه كلمه واحده منها ليتغير معها لكن بتول اثبتت انها صلبه مثل الحجر
وفى يوم تأخر فيه تيمور فى المكتب وعندما خرج لمح بتول فى مكتبها، سأل حارس الأمن عنها
فأخبره انها تتأخر بأستمرار ان الانسه بتول اخر موظفه تغادر الشركه كل يوم على مدار أكثر من شهر......
لا يعرف احد ماذا تفعل بتول داخل مكتبها وسرت اشاعه انها ضعيفه فى العمل وتحتاج وقت طويل لتنهى مهماتها
او انها تلتقى عشيق سرى بعيد عن عيون الناس خوفا من صقر بيه
ان الناس سوف تخترع لك عيب، ماذا تنتظر من مجتمع يقول عندما يصف شخص انه محترم جدا ومؤدب لكن عيبه انه طيب
فعليك ان تعرف اذا لم يكن لك عيب وهذا مستحيل فأنت تعرف وانا اعرف اننا نمتلك عيوب، سيخلقون لك عيوب
وكانت بتول ممتنه لأنها مجرد همسات فهم بذلك يرفعون عنها الحرج فى الرد عليهم
بتول مكنتش عايزه مشاكل خالص او وجع دماغك
وكانت تلك الهمسات تصل إلى اذن بتول وكان عذائها ان الجميع جبناء واوغاد يتحدثون خلف ظهرها
ظلت بتول صامته كما عاهدت نفسها نجحت فى الترم الاول فى المدرسه ولم يجد احد خطاء واحد فى شعبها واصبحت تتحدث الانجليزيه بلكنه امريكيه مثل أهل بلادها فقد كانت تشاهد افلام غير مترجمه تقوم ترجمتها بنفسها
ومضى أكثر من شهرين حتى أوقف بتول شاب يعمل فى قسم الحسابات بدرجة سوبر فايزر
انسه بتول عايز اتكلم معاكى لو سمحتى
وبتول حاده مثل السكين فهمست مش بتكلم مع حد
ربت الشاب على لحيته، لأنه بتول منتقبه وهو ملتحى وهذا يمنحهم كيميا ويسهل مأموريتة، فهو يلمح لها انه من نوعيتها المفضله
نعم سمعت مره شيخ سلفى يحذر الفتيات السلفيات من الزواج من العامه امثالى يعنى ويقول لهم ستخسرى دنيتك واخرتك اذا تزوجتى من شخص من العامه
ولم اسمعه يقول تزوجيه وادخلي به الجنه إطلاقآ
وهذا ليس بأمر حصرى،فهناك أيضآ المنحلين والمنفتحين الذين لا يقبلون بأحد من خارج محيطهم
المهم ان الشاب ربت على لحيته
وبتول أصرت، انا مش بتكلم مع حد ابعد عن طريقى من فضلك
ولازم اوضح ان بتول مكنتش تقصد ان تجرحة او تهينه
بتول فعلا مكنش عندها رغبه تتكلم مع أى مخلوق بشرى
يعنى الأمر غير منوط بالشاب دا إطلاقآ
واحست بتول بده فوضحت، من فضلك ان لا اقصدك تحديدا
لكن انا مش بتكلم مع حد
ثم ابتعدت بعيد عن الشاب وتركته مثل مخدة ملقيه على الأرض صفع بها زوج وجه زوجته الحسناء
ابتعدت وهى تدعو الله ان لا يقول الشاب كلمات تضطرها ان تنزل لمستواه وترفع صوتها
وتمنت ان يغلق ذلك الوغد فمه اللعين
فمهما كان هذه شركه وسمع وشوشره واعود واكرر ان بتول فقيره جدا وطيبه جدا ومش عايزه مشاكل خالص
قال الشاب اخر كلماته.. هى فاكره نفسها ايه بنت معفنه
سمعت بتول الكلمه فهى ليست صماء
وانا وانت نعرف انها تسمع جيدا فما كان منها الا ان تنهدت بغضب
وارادت ان تعود إليه وتعرفه من تكون تلك المعفنة
والدته؟ ام اخته
لكنها اختارت ان تكون سلبيه، فقصدت مكتبها وجلست مثل قطعة خشب بلا حركه
ولأن يومها لا يمكن أن يمر دون مفاجأت فقد مر تيمور بيه من أمامها
يرتدى بذه ايطاليه وساعة رويلكس وحذاء، من زارة
وعطره يفوح فى كل المكان
وتيمور بيه لا يعرف ما تمر به بتول ولا ماتشعر به ولا حجم الآهانه التى تعيش فيها
انه من نوعين الأشخاص الاوغاد الذين لا يعنيهم كيف نعيش
المهم ان تكون مبتسم حتى لو كان قلبك يتقطع
بتول؟
نعم تيمور بيه؟ حضرتك بتدور على انسه صوفيا لو مدام هدى؟
غير مهتم قال تيمور انتى بتتأخرى ليه جامد فى الشركه
نهضت بتول، تيمور بيه لو انت مش خايف على مظهرك
الاجتماعى قدام الموظفين، نظرتهم ليك لما تقف مع الخدامه إلى بتمسحلك القصر؟
لو انت مش خايف لازم انا اخاف على صورتك ومكانتك
حاول تيمور ان يلمح السخريه فى بنبرة بتول لكن دون فائده وهذا ما ازعجه
تيمور عرف ان بتول غاضبه جدا فأخد بعضه من سكات بعد ما امرها ان تبعتله صوفيا على المكتب
لا ارى اى مانع ان لا يحب شخص ان يتحدث إلى الناس ولا حتى رؤيتهم
ان يفضل وحدته على الصخب
ويبجل فنجان قهوه أكثر من صديق
او ان يحترم كتاب ويحبه ويحتضنه أثناء نومه
عندما تأخر الوقت فكرت بتول، هل ترضخ للاشعات وتترك العمل بدرى؟
ام تستمر فى عملها وتركيزها غير عابئه بنظرة العالم والمجتمع
•تابع الفصل التالي "رواية الخادمة التي" اضغط على اسم الرواية