Ads by Google X

رواية وجوه في العتمة الفصل الحادي عشر 11 - بقلم منة ممدوح

الصفحة الرئيسية

   

رواية وجوه في العتمة الفصل الحادي عشر 11 - بقلم منة ممدوح

كان واقف مع ولاد عمه وأخواته بيساعدوا في ترتيب المكان بعد الانتهاء من العزومة والناس مشيت بعد تأخر الوقت
الحقيقة كان يوم هيتحاكوا عنه أهل البلد لأيام قدام خصوصًا مع كرم عامر الزيات معاهم وضيافته ليهم ببزخ، شاف عمه غالب ومرزوق بيتقدموا منه، وقفوا جنبه وهما بيتابعوا الرجالة اللي بيشيلوا أفرع النور، لحد ما سأل غالب_وبعدين يا عامر، أدينا عدينا موضوع الحكومة، هتعمل إيش في جوازتك هذي؟!


بصله عامر وعلق برفعة حاجب_وش يعني هعمل إيش في جوازتي يا عمي؟
اتدخل مرزوق في الوقت ده يوضح_يقصد إنك اتجوزتها لسبب يا عامر مش حبًا فيها، وأديها عدت على خير، بس معقولة هتفضل مخليها على ذمتك؟!
فاتكلم حسن بحذر_المشكلة يا عامر إن غرضها معروف من البداية داخلة توقعنا وبتدعبس كتير ورانا، ولو طلقتها مش بعيد تستغلها فرصة وتفضحنا بعد ما تكون اتحررت، ولو سيبناها فمش بعيد برضك تدور على أي ثغرة لينا جوا توقعنا بيها!


أيده فارس اللي قال_حتى مش هنعرف نخلص منها ونقتلها بعد ما العيون اتسلطت عليها وعرفم إنها اتجوزت من عامر يعني أي شي هيصيبها إحنا المسئولين عنه
وكمان هي نفسها مش طايقانا وبتكرهنا بسبب جوزها!
بصله عامر بحدة وصحح قائلًا بعد ما لوهلة حس إنها ملكه هو_كان جوزها!
دلوقتي هي مرتي أنا

وجه نظره لعمامه اللي اتعجبوا من اسلوبه وكمل_واللي هيصير بعد كذه أنا المسئول عنه، ومتنسوش إنها بقت مرتي
حتى لو صوري
حتى لو مؤقتًا فهي دلوقت مرتي وشايلة اسمي يعني مش عاوز حد يجيب سيرتها بكلمة تاني
أنا مش مركب قرون!
سكتوا وهما بينقلوا نظراتهم بين بعض بتعجب، في الآخر اتنهد غالب بضيق بعد ما عجبهوش كلامه وحس إن حماية عامر ليها وراه شيء تاني ولكنه كدب نفسه وقال يمكن مجرد شفقة، وقال قبل ما يلتفت ويمشي_على العموم كلامنا كان عشان خايفين على مصلحتك
أنتَ أدرى بنفسك يابن أخوي
نقل مرزوق نظراته على غالب اللي مشي وباين على ملامحه الضيق، واتكلم_كيف ما قال عمك يا عامر
لا عاوزين نركبك قرون، ولا عاوزين ندوس على شرفك، كل الموضوع مش عاوزين نقط ضعف لينا
مش هيبقى غدر من برا وجوا!
مسئولية العيل عليك، لو حصل أي شي يضرنا أنتَ أول واحد هتتلام
رماه بنظرة ذات مغزى عشان يوصله معنى كلامه، وفي الآخر قال وهو بيربت على كتفه_تصبح على خير يا عامر


مشي مرزوق ووراه ولاد عمامه هما كمان وفضل واقف هو وعايد وفارس اللي قال_عمامك عندهم حق يا عامر، جوازة كيف هذي استحالة تكمل، هي بتكرهنا وإحنا مبنحبهاش، وأمك لو عليها كانت طختها وخلصت منها من زمان بس أنتَ اللي مانعها!

فقال عايد_الظاهر كان عندها حق
كان لازم نخلص منها من أول يوم جيبناها فيه
دلوقت الأمور اتعقدت، لا عامر هيعرف يطلقها، ولا يقتلها، ولا حتى يسيبها وسطينا!
زفر عامر بنفاذ صبر ومسح على وشه بعنف يحاول يتمالك نفسه من كلامهم اللي كان مستفز بالنسباله رغم إنه حقيقي، وقال_بقولكم إيش
قفلوا على هذي السيرة بقى
علاقتي بيها أنا المسئول عنها، اطلقها اسيبها ان شاء الله ادفنها هي، ماحد فيكم له دخل
يلا شوفوا رايحين فين حرقتم دمي وخلاص!
فتح فارس بوقه عشان يتكلم ولكن منعه عامر لما رفع كفه في وشه وقال_ولا كلمة
كفاية!
فضلوا باصينله شوية، كان ظاهر عليه العصبية وبالفعل مكانش قابل أي نقاش تاني، وفي النهاية مشيوا بالفعل وسابوه واقف لوحده وهو مشبك إيديه الاتنين ورا ضهره وواقف باصص قدامه في الفراغ، بالفعل كلامهم صحيح
وكان المفروض إنه يقتلها ويخلص منها من أول يوم جت فيه هنا ولكنه معملش ده


رغم إنه غلط بس مش قابل يعترف بالغلط ده قدامهم ومش هيديلهم فرصة، ولحد دلوقتي مش عارف إيه منعه يعملها ودي حاجة معصباه!

حست هي إن الدوشة والأصوات خفتت شوية عن الأول، خرجت بفضول للبلكونة اللي في أوضتها، فلقت بالفعل الناس مشيت ومبقاش فيه غير عدد من رجالة عامر اللي كانوا بيلموا الحاجات


دورت بعينيها عليه فلقته واقف لوحده وكان شارد مديها ضهره، ولكن حتى وهو مش قدامها بس مظهره بالجلباب على بنية جسده مدياه هالة جذابة رفضت هي تعترف بيها
وكإنه حس بوجودها فاتلفت ورفع عيونه تجاه بلكونتها، لوهلة حس باضطراب حواسه لما شافها واقفة بصاله، أما هي فاتنفضت بخضة لما أدركت إنه حس بيها ولكن سرعان ما تمالكت نفسها ورفعت راسها بكبرياء وربعت إيديها قدام صدرها، اتلاقت العيون في الوقت ده بمشاعر متناقضة، ولكن الطابع الغالب عليها هي الحقد والبغض، وبعد اتصال بصري طال لدقايق في صمت وحست هي إن قوتها بتخور قصاد نظراته، اتلفتت ودخلت لجوا وهي بتقفل بلكونتها بعنف، أما هو فاتنهد بضيق وقرر يخرج يشم شوية هوا لعله يقدر يجمع افكاره..
رجع البيت وقت الفجر تقريبًا، كان في حالة صعبة، حاسس بإن الهموم زادت على كتافه خاصة بعد اللي حصل النهاردة والذكريات الأليمة اللي رجع يفتكرها تاني، من حسن حظه إنه لقى الكل نايم، طلع لفوق ومنه قاصد غرفته ولكن لقى نفسه بيقف قصاد أوضتها المقفولة وهو باصص عليها بشرود
وبتردد اتحرك وفتح الباب ببطء وخفة شديدة، رمى نظرة لجوا فلقاها غرقانة في النوم، فتح الباب بجراءة اكتر ودخل لجوا وهو بيتسلل على اطراف صوابعه عشان ميصيحهاش ووقتها هي طبعًا مش هتسكت زي ما اعتاد منها
ميعرفش ليه هو هنا، وليه واقف قدامها دلوقتي، وليه واقف يتأملها بدقة وتركيز

بيدرس ملامحها البريئة قدامه، شعرها البني اللي نازل على وشها، حواجبها العريضة التقيلة، شفتيها المزمومة، لقى نفسه بيبتسم بخفة
عبوسة حتى وهي نايمة!
تمتم لنفسه_شكلها بتتعارك حتى في منامها!
ولكن بسرعة اتحولت الابتسامة لضيق، هو مدرك إنها خطر عليه
وعارف إنه مش هينفع يطلقها ولا هينفع يسيبها في البيت
الأمور بينهم اتعقدت ومتأكد إنها مش هتضيع فرصة إلا وتنتقم منه فيها!
خصوصًا بعد ما قابلت عزيز النهاردة واللي أكيد هياخدها هدف ليه عشان يوقعه ومش بعيد يخليها تتحالف معاه
كان عارف كويس إن يقين بتكرهه من كل قلبها واستحالة المشاعر دي تتغير عشان كده جوازتهم دي مش ممكن تبقى حقيقية
لوهلة لقى نفسها بيتفحصها
معقولة مش هتبقى حقيقية فعلًا؟
حس باهتزاز تليفونه، فطلعه من جيب الچاكيت بتاعه ورمى نظرة سريعة عليها وبعدين خرج بهدوء من الأوضة وقفل الباب وراه
فتحت نص عين تتأكد إنه مشي، وبعدها اتنفست براحة وهي بتتعدل على السرير وبتدلك رقبتها بتوتر بإيد في حين طلعت إيدها التانية اللي كانت ماسك بيها
سـكـينـة!

هي حست بخطوات بتقرب منها، ملقتش نفسها غير وهي مطلعة السكينة اللي خدتها من صينية الأكل الصبح عشان تبقى وسيلة حماية معاها، واتصنعت النوم لما عرفت إنه هو اللي دخل،
اتعدلت وقامت بفضول لما سمعت صوت همس برا، اتسللت ورا الباب فلقته بيتكلم في التليفون وبيقول_الشحنة الجاية فارس المسئول عنها
ارتفعت حواجبها بدهشة لما عرفت إنه بيتكلم عن تهريب الاسلحة، فتحت الباب براحة وبصت في الممر فلقته خالي، اتحركت على أطراف أصابعها ومشيت مكان صوته وهي سامعاه بيكمل_لا ما تقلق، فارس رغم إنه عفي بس دماغه شغالة
أنا متأكد إنه هيظبط الدنيا
سمعت صوت غلق الباب، فجريت مكان الصوت ولقت نفسها واقفة قصاد جناح غرفته، مالت بأذنها على الباب تسمع بتركيز اللي بيقوله
دخل جناحه وقلع الچاكيت بتاعه وهو ساند تليفونه بين كتفه وراسه، وبيقول_إن شاء الله ميعادها هيكون على يوم التلات الجاي، هتطلع العربيات على طريق **** الساعة اتنين بالليل ومنها هتطلع على البحر هناك بعد ما فارس يظبط الدنيا، مستنيين بس العمال يحصدوا كميات الزيتون اللي هتملي الصناديق وبعدها هنتحرك
سكت شوية وهو بيخلع عنه جلبابه وفضل بقميص بدون أكمام، وبعدين اتحرك وقعد على سريره وهو بيكمل_لا كلها أسلحة خفيفة بس، عشان الجو لبش هذولا اليومين
حاجات خفافي كذه ما يتحس بيهم

اتسعت عيونها بذهول ورا الباب من جبروتة معقولة شايف إن تهريب أيًا كان نوع الأسلحة حاجة خفيفة؟
حست بالجنون في الوقت ده، جبروت عامر بيدهشها كل مدى، اتلفت هو بعينه ولكن لوهلة لمح ظل من تحت الباب وكإن فيه حد واقف، فقام اتعدل واتكلم في التليفون وعيونه مسلطة على الباب_أقفل دلوقت وهكلمك بعدين
يلا سلام
وبخطوات هادية اتسلل لعند الباب من غير ما يصدر أي صوت، وفي ثانية فتح الباب بسرعة، ولكنه عقد جبينه بتعجب لما ملقاش فيه أثر لحد، طلع برا الأوضة وهو بيبص في الممر حواليه ولكن محسش بإن فيه حاجة مريبة، هز كتفه بلا مبالاة ورجع تاني لغرفته وقفل الباب
أما في إحدى الزوايا كانت واقفة وهي كاتمة نفسها بإيديها الاتنين بعيون متسعة برعب، جسدها بينتفض من الهلع اللي حاسة بيه، مدركة كويس إنه لو مسكها في الوقت ده مش هيتردد إنه يقتلها
ولكنها اتنهدت براحة لما سمعت صوت قفل الباب، بطرف عينها بصت فلقت المكان خالي، فخرجت بسرعة وجريت على أطراف أصابعها لحد ما دخلت أوضتها وقفلت الباب وراها براحة
وبعدها اتجهت لسريرها وقعدت عليه وهي باصة قدامها في الفراغ وبتفكر…
****
صحيت من نومها على طرقات الباب ودخول هدية بصينية الفطار، ولكن على غير العادة خدت منها الصينية بل وبدأت في الأكل بشراهة قصاد عيون اللي كانت بتتابعها بدهشة من سكونها النهاردة، وفي وسط أكلها اتكلمت يقين_كان اسمك إيه صحيح؟

فردت بسرعة_هدية يا هانم
ضحكت يقين وعلقت_بتفكريني بهدية مرات الكبير أوي
سكتت هدية ومعلقتش بل كانت مستغربة من اللي بيحصل، لأول مرة متطردهاش ولا ترجعها بالصينية أو تعاند.
انتهت يقين من أكلها وقامت وقفت وهي بتقول_هدية كنت محتاجة هدومي الخروج اللي قلعتها عشان عايزة أخرج شوية
بتوتر جاوبت هدية_بس يا هانم إحنا جايبين لك عبايات كتير في دولابك
فقالت يقين_قصدك الجلاليب الغريبة دي؟!
صدر منها صوت للرفض وكملت_مينفعوش، أنا بتكعبل فيهم وأنا ماشية،
ياريت تجيبيلي هدومي اللي جيت بيها
هزت هدية راسها واتحركت خدت الصينية ونزلت من غير ما تعترض، وبعد مدة كانت رجعت بهدومها فعلا، ولكن بمجرد ما مسكتهم يقين اندهشت من حالتهم المزرية واتسعت عيونها بصدمة، فبررت هدية بسرعة_صار حوادث كتيرة بالهدوم هذي كيف ما أنتِ عارفة يا هانم، فمبقوش نافعين وقولت أخليكي تشوفيهم بنفسك
حدفتهم يقين بعصبية على السرير وهي بتعض على شفايفها بغيظ، فعلًا بعد كل الأحداث دي كانت متوقعة إيه؟!
اتلفتتلها بابتسامة متكلفة وقالت_تقدري تاخديهم

وبالفعل خدتهم هدية وخرجت من الغرفة على طول، أما يقين فبقلة حيلة اتجهت للخزانة اللي في الغرفة وطلعت منها جلباب تقليدي ولكن كان على شكل فستان أنيق متقدرش تنكر ده بالتطاريز اللي عليه، ولكنه مش ستايلها، ده غير إنها شافت ملابس أهل المدينة واللي كانت حضرية زي القاهرة عادي، بس الظاهر إن عيلة الزيات محتفظين بتقاليدهم باستماتة.
لبسته، وعملت شعرها كعكة مرفوعة، وبعدين خرجت من غرفتها ومنها لبرا البيت ولكن في الحدود الداخلية، اتلفتت على صوت نداء من وراها واللي كان بيهتف_يـامـا!
عقدت حواجبها بتعجب لما شافت نسخة مصغرة من عامر بيقرب منها، فرفعت إيديها وشاورت لنفسها باستغراب_أنا؟!
هز راسه وهو بيقول بطفولية_أيوه، مش أنتِ أمي؟!
ضحكت من الموقف وردت_شكلك غلطان في العنوان!
_جـواد!
اتلفتت على صوت ليلى اللي كانت بتقرب منهم بملامح غضبانه، جذبت الطفل من إيده بعنف فبصتلها يقين برفعة حاجب من نظراتها الموجهة عليها، في حين نزلت ليلى على ركبتها واحتوت كتف جواد وقالت_أيش بتسوي هنا؟!
شاور على يقين بابتسامة_كنت بسلم على أمي
حست ليلى بالجنون من كلمته اللي أشعلت النار جواها اللي لسة مهديتش، فحاولت تبتسم باصفرار وهي بتقول من بين أسنانها_هذي مش أمك يا حبيبي، مش قولتلك تقولي أنا ياما

بتروح تقولها للغرب ليش؟!
كانت قاصدة كلمة غرب عشان تعرفها إنها ملهاش مكان هنا، فراقبتها يقين بملامح مليانة سخرية وهي حاسة إنها وراها حاجة، ولكن صدمهم جواد لما بعد عنها وراح مسك إيد يقين وهو بيهز راسه برفض وبيقول_لا
أبوي قالي إن هذي مرته، يعني كيف أمي بالضبط
يبقى هي أمي عشان كذه بقولها ياما
إنما أنتِ مش مرت أبوي أنتِ ليلى!
اندهشت يقين بشدة، مكانتش تعرف إن ده ابن عامر، علشان كده فيه شبه كبير بينهم، لوهلة حست بإضطراب مشاعرها، مش عارفة تكرهه لإنه فرد من عيلة الزيات ولا هو مجرد طفل ملوش ذنب في أي حاجة غير إنه فقد والدته في ظروف بشعة أكيد هتفضل ملاحقاه طول عمره!
كانت دي الأفكار اللي في دماغها وهي بصاله بشرود، أما ليلى فبهتت ورددت بصدمة ممزوجة بغيظ شديد_بقى كذه يا جواد!
ماشي
متجيش تقولي ألعب معاك تاني
رفع عيونه ليقين وشدد من مسكه لكفها وهو بيقول_عادي
أمي موجودة هلعب معاها بعد كذه

لوهلة حست ليلى بنار بتشتعل في دماغها وصوت صرير في أذنيها، فوقفت وهي بتبص ليقين بغيظ شديد، أما يقين فحاولت تجذب إيديها من جواد ولكنه كانت متشبث بيها.
خرجت فاطمة في الوقت دي واللي كانت لاحظت اختفاء جواد وكانت بتدور عليه، ولما شافته ماسك في أيد يقين بالشكل ده حست بالغضب الرهيب فزعقت_جـواد
تعـالـي هـنـا!
وبالفعل ساب جواد إيد يقين وجري على جدته وهو بيقول بحماس_شوفي ياما فاطمة
مرات أبوي هتلعب معايا بدل ليلى
شهقت ليلى وقالت بلوم_اخس عليك يا جواد!
نقلت فاطمة نظراتها بين جواد ويقين برفعة حاجة، وقالت بأمر بدون ما تحيد بنظرها عن يقين_يلا خش لجوا عشان تتغسل
وبالفعل جري جواد لجوا من غير اعتراض، واتقدمت هي ناحية يقين بخطوات بطيئة، اللي رفعت راسها بكبرياء واتحركت عشان تمشي من غير ما تديها اهتمام، ودي حاجة عصبت فاطمة اللي هتفت بحدة_لوين إن شاء الله؟!
ابتسمت ليلى باتساع وهي بتتابع المشهد بفضول، أما يقين فاتلفتت وشاورت لنفسها وهي بتقول برفعة حاجب_بتكلميني أنا؟!
قربت منها فاطمة ووقفت قدامها وهي بتقول_أومال بكلم الهوا!

استفز الأمر يقين اللي قالت بحدة_أظن ميخصش حد أنا راحة فين وجاية منين
ومش هديكي تعليمات عني!
فزعقت فاطمة بقوة_ليش مالك كبير ولا إيش؟!
انجري اطلعي على غرفتك ومشوفكيش خارجة منها طول ما أنا في الدار!
معجبش يقين تحكمها فيها خاصة بعد آخر مرة رفعت سلاحها في وشها، فقالت بعند_طب أنا هخرج زي ما أنا عايزة ووريني هتمنعيني إزاي
قالتها واتلفتت عشان تمشي، فشاورت فاطمة في الوقت ده لرجالة عامر اللي جريوا على يقين ومسكوها من دراعها، فحاولت تنفض إيديها بعصبية وهي بتصرخ_أنتو اتجننتوا ولا إيه!
سيبوني!
ولكن فاطمة قالت بأمر_طلعوها لفوق واقفلوا عليها، ولو شوفت رجليكي برا الغرفة هكسرهالك وهخليكي مكسحة ومش نافعة!
رمتها ليلى بنظرات شامتة وربعت إيديها وهي بتبصلها باتساع، فحست يقين بالجنون من كلامها، وحاولت تزق الرجالة بعيد عنها وهي بتقول_أنتِ بتقولي إيه؟!
أنتوا مجانين
أنتوا فاكريني عبدة عندكوا ولا إيه؟!
سيبوني!

ولكن كان بدأ الرجالة في جرها بعنف وسط مقاومتها ودموعها اللي اتحبست في عيونها من احساس القهر والذل اللي بتتعرضله
خرجت راوية ونوارة على أثر الجلبة اللي حصلت، سرعان ما اتسعت عيونهم بصدمة من اللي حماتهم بتعمله، ولكن وقفوا يتابعوا اللي بيحصل من غير ما يتدخلوا
حست يقين بالجنون وفضلت تحاول تقاوم رجالته وهي بتسب وتلعن فيهم وسط نظرات فاطمة اللي كانت راضية تمامًا عن مظهرها المهان، لحد ما خرج عامر واندهش من المشهد اللي قدامه وهتف_وش اللي بيصير هنا؟!
بعدوا زوجات اخواته عن طريقه، في حين نزل هو درجات السلم الخارجية بعصبية وأشار لرجالته بأمر_أنتم اتجننتم ولا أيش، ابعدوا عنها!
وبالفعل بعد رجالة عامر بسرعة وسابوها ووقفوا على جنب وهما ناكسين راسهم بقلق، في حين عدلت يقين من نفسها ومسحت دموعها بعصبية وهي بترميه بنظرات كارهة، اتوجه لامه اللي كانت واقفة مكانها وسأل بغضب_وش اللي بيصير ياما؟!
كيف تخلي الرجالة يمسكم مرتي كذه؟!
ووجه نظره للرجالة وهو بيزعق بعنف_اتجنيتوا ولا إيش؟!
حصلت تمدم إيديكم على مرات عامر الزيات!
انكمشوا الرجالة على نفسهم بخوف، ولكن أنقذتهم فاطمة لما قالت بقوة_أنا اللي قولتلهم يطلعوها لغرفتها
اتجمد وبصلها بلوم، مكانش يقدر يعلي صوته عليها أو يقل منها قصاد رجالته، مهما كانت دي أمه، وهي استغلت ده كويس، وبجبروت قالت_كإنها فاكراها وكالة من غير بواب

داخلة خارجة على كيفها
هنا دار الزيات، النفس اللي بتتنفسه بحسابه، ومهما صار عمرها ما هتكون فرد من هذي العيلة
صرخت يقين في الوقت ده بقهر_أنا اللي ميشرفنيش إني أبقى واحدة منكم!
_يـقـيـن!
حذرها عامر بهدوء وهو بيرميها بنظرات قوية خلتها تسكت بالفعل، وجه نظره لأمه بنظرات مليانة عتاب، وقال_خشي لجوا ياما كفاية فضايح
فضلت بصاله بجمود، فرجع قال من بين أسنانه بصوت هادي بيحاول يخلي أعصابه متفلتش_يلا ياما الله يرضى عنك!
نقلت نظراتها بينه وبين يقين، وفي الآخر سابتهم بالفعل ودخلت لجوا براس مرفوع، اتلفت لليلى اللي كانت بتتابع اللي بيحصل بضيق رهيب، كانت نظراتها مسلطة على يقين وهو شاف ده كويس، حتى محستش إنه باصص عليها غير بعد مدة، فاتعدلت بسرعة بخضة، أما هو فشاورلها براسه وبالفعل اتحركت ومشيت على طول وهي باصة عليهم برضه بنظرات ماليها الغيظ.
كانت يقين بتمسح على وشها وبتعدل شعرها وهي بتحاول تتمالك أعصابها اللي انهارت تمامًا، فقرب منها عامر بخطوات بطيئة وسأل بقلق_أنتِ بخير؟!
وقبل ما يمد إيده ويلمسها كانت انتفضت ورفعت إيديها تمنعه فاتعلقت إيده في الهوا وفضل باصصلها شوية وبعدين رجعها تاني، أما هي فزعقت بعصبية_اسمعني كويس يا عامر
مش عشان وافقت اتجوزك معناها إني بقيت عبدة عندك

لأ
أنا حرة وهفضل حرة، مش من حق أي حد سواء أنتَ أو أمك تتحكموا فيا
حذرها بنظرات قوية_اتكلمي بأسلوب كويس
ضحكت بسخرية وقالت_أنتوا خليتوا فيها أسلوب كويس ولا ما كويسش!
هي حصلت!
بتمنعني من الخروج وعايز تحبسني هنا كمان
ما تقتلني أحسن
بنفس الجمود رد_أنا ما منعتكيش
اتسعت عيونها من الاندهاش، وهتفت_والله؟
أومال تفسر اللي حصل ده إيه؟!
كتف إيديه الاتنين ورا ضهره ورد وهو باصص لعيونها مباشرة_أمي اتصرفت بالطريقة اللي تعرفها ومش بلومها
هي شايفاكي خارجة في الدرا ومن غير ما تعرفيني، كان لازم تتصرف كذه لحد ما آجي
ابتسمت بسخرية وردت_ابن امه بصحيح

اشتعلت عيونه وقال من بين أسنانه_احترمي حالك يا يقين
مش عشان هادي معاكي هتسوقي فيها!
قربت منه لدرجة الخطر، وبصت في عيونه مباشرة بنظرات مليانة كره وغضب وقالت من بين أسنانها_أنا بكرهك يا عامر
بكرهك أنتَ وعيلتك كلها
علق بسخرية فظة_وكإننا إحنا اللي هايمين بيكي!
بعدت عنه وهي بتبصله بصدمة من وقاحته، أما هو فكان مسلط نظراته الحادة على عيونها، بعدت عنه وهي بترفع إيديها باستسلام وبتهز راسها بقلة حيلة، وبعدين اتلفتت ونوت تمشي، فهتف بتساؤل_لوين رايحة؟!
فقالت بنزق من غير ما تلتفت_ملكش دعوة
شاور في الوقت ده لحمد اللي فهم اللي عايزه ومشي وراها، لاحظت هي خطوات خلفها فاتلفتت ليه وسرعان ما رفعت حاجبها بتعجب وهي بتنقل نظراتها بينه وبين عامر، وفي النهاية هزت راسها بيأس واتحركت
فمشي وراها حمد وقال_تعالي أخذك بالعربية لوين ما حابة تروحي يا مرات أخوي بدل ما تروحي مشي
وقفت مرة واحدة واتلفتت بعصبية ليه_أولًا متقوليش مرات أخويا دي تاني
ثانيًا بناقص عربياتكم!

نهت كلامها وكملت مشي، وقف حمد مشدوه مكانه وتمتم_الله يكون في عونك ياخوي!
مشيت شوية وكان وراها حمد بالعربية لعلها تيأس وتركب معاه، ولكن مكانش عارف إنها عنيدة بالشكل ده
وبعد مدة قليلة شافت تاكسي، شاورتله له ووقفته وركبت معاه تحت أنظار حمد المشدوهة، وبعدين اتحركت بالعربية وهو وراها
وصلوا للمكان اللي كانت فيه قبل كده واللي قابلت عزيز فيه، نزلت من التاكسي وكلمت السواق وهي بتشاور للعربية اللي وراها_خد حسابك منه
وسابته ودخلت للشاطئ تحت نظرات السواق المتعجبة، فنزل حمد في الوقت ده واداله فلوسه وهو بيربت على كتفه بمواساه ومشي وراها وهو بيقول بقلة حيلة_إيش اللي في بالك بس يا مرات أخوي!
وبالفعل كانت جاية هنا لسبب
سبب أرق تفكيرها طول الليل، كانت بتدور عليه لعلها تلاقيه ويجاوب على الاسئلة اللي مأرقة راحتها
هو
عزيز الرشيدي بنفسه…

يتبع….. 
google-playkhamsatmostaqltradent