رواية راما الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اسماعيل موسى
راما
١١
في اليوم التالي للخطوبة، استيقظت جين مبكرًا،رغم أنها كانت متعبة من ليلة الأمس، إلا أن النوم كان آخر ما استطاعت فعله،ظلت مستيقظة تفكر في كل كلمة وحركة حدثت أمامها،المشهد الذي لم يفارق ذهنها كان آدم وهو يضع الدبلة في إصبع راما، النظرة التي اختفت من عينيه معها منذ زمن، لكنها ظهرت مع راما
شعرت جين بحريق جواها، نظرة ادم لراما نظره جين تعرفها كويس نظرة لهفه واشتياق اختفت من حياتهم من كده طويله
أخذت كوب القهوة وجلست في الشرفة، تنظر إلى الشارع الخالي تقريبًا، وكأنها تبحث عن شيء لا تعرفه فجأة، سمعت صوت خطوات آدم يقترب.
آدم: "صباح الخير."
جين، دون أن تنظر إليه: "صباح النور."
جلس آدم بجوارها بصمت لثوانٍ، ثم قال: "إنتِ كويسة؟"
جين ببرود: "ليه بتسأل؟"
آدم بتردد: "لأني عارف إن الوضع مش سهل عليكِ."
رفعت جين عينيها إليه ببطء، نظرتها حادة لكنها ممتزجة بالحزن: "الوضع؟ قصدك إنك كنت بتحط دبلة في إيد واحدة تانية قدامي وأنا قاعدة أصفق زى العبيطه ثم خلقت ابتسامه ساخره وهمست ، أكيد ده وضع مش سهل."
حاول آدم الرد، لكنه لم يجد الكلمات، شعر وكأن جين تلقي بكل ما كتمته داخليًا في كلمات مختصرة لكنها ثقيلة
انها تحمله شيء قد رغبت فيه أكثر منه
آدم: "جين، أنا... مش عارف أقول إيه."
جين: "مش لازم تقول حاجة، أنا عارفة إنك بتحاول تعمل الصح، لكن غصب عنى
ثم غادرت المكان ودخلت غرفتها
---
فى المساء عاينت جين ادم وهو بيلبس هدومه كان فيه اهتمام اكتر من الازم ان يبدو أنيق جدا
راقبت جين ادم من غير ما تتكلم ثم اختفت قبل أن يتمكن من ملاحظتها
خرج آدم مع راما كما خططا،كانت راما ترتدي فستانًا بسيطًا لكنه أنيق، وابتسامتها لا تفارق وجهها،كانت تحاول أن تستحوذ على انتباه آدم بالكامل، تتحدث معه عن أحلامها وخططها للمستقبل.
آدم حاول أن يبدو مهتمًا، لكنه كان شارد الذهن في لحظات. جزء منه كان مع جين في الشقة، يتساءل عما إذا كان قد تسبب في جرح لن يُشفى.
راما: "آدم، في إيه؟ حاسة إنك مش مركز معايا."
آدم بابتسامة باهتة: "لا، أنا معاكِ. قولتِ إيه؟"
راما: "قولت إني شايفة حياتنا مع بعض هتكون جميلة. إنت راجل استثنائي، وبصراحة... أنا محظوظة بيك."
ابتسم آدم مجاملة، لكنه لم يرد لم يعرف كيف يرد على كلماتها التي تحمل توقعات لم يكن متأكدًا إذا كان قادرًا على تحقيقها.
لكنه بعد عدت دقائق وجد نفسه منسجم مع راما، يضحك يبتسم، أخذهم حديث شيق
راحت جين ترحل من عقله رويدا رويدا حتى اختفت تماما
---
عندما عاد آدم إلى الشقة، وجد جين تجلس على الأريكة، تقرأ كتابًا، رفعت عينيها إليه لثوانٍ ثم عادت إلى الكتاب، وكأنها لا تريد أن تسأله أي شيء.
آدم: "جين، ممكن نحكي شوية؟"
جين: "دلوقتي؟ ما كنتش بتفسح مع خطيبتك؟"
آدم: "بلاش الكلام ده. أنا عارف إنك زعلانة."
جين وضعت الكتاب على الطاولة ونظرت إليه مباشرة: "زعلانة؟ آه، طبعًا بس الموضوع أكبر من كده يا آدم. الموضوع إني مش فاهمة أنا دوري في حياتك إيه دلوقتي."
آدم: "إنتِ دايمًا هتكوني جزء مني، جين. مهما حصل."
جين بمرارة: "جزء؟ زي إيه؟ كتاب قديم بتحطه على الرف
ادم متخفيش يا جين انتى مكانتك هتفضل زى ما هى
جين مكانتى هتفضل زى ما هى لكن انت هتكون فى حضن راما
انا هكون زى الديكور الجميل إلى بيزين جدران شقه
جين؟ همس ادم لو عايزنى أنهى كل حاجه ههنهيها انا مش مستعد اخسرك
همست جين لا، كل حاجه لازم تمشى زى ما هى انا هتعود على الوضع ارجوك استحملنى شويه
انتى قلبى يا جين متقوليش كده وضمها ادم لحضنه
حضن طويل غمرها بالحنان
-------
في صباح اليوم التالي، بدا الجو مختلفا، الشمس التي اعتادت جين أن تراها من نافذتها بدت باهتة وكأنها تحمل في طياتها شحنة من القلق
كانت جين قد قررت أن تواجه اليوم بشكل عملي، متجاهلة مشاعرها قدر المستطاع.
آدم خرج إلى عمله مبكرًا، بينما جلست جين وحدها ترتب الشقة، كانت تحاول التركيز على التنظيف، لكن صوت خطوات راما وهي تدخل الشقة دون استئذان أفزعها.
جين بدهشة: "راما؟ إزاي دخلت؟"
راما بابتسامة: "آدم اداني نسخة من المفتاح،قال ان الشقه هتبقى بتاعتى زيك وانى لازم اتعود على الوضع وانتى كمان يا جين
شعرت جين أن شيئًا ثقيلًا استقر فوق صدرها، لكنها حاولت كبح غضبها.
ما كانش المفروض يديلك المفتاح بدون ما يقولي.
انا مش قادره اتخيل ادم عمل ازاى كده، بعدها بصت على راما ولا انتى ازاى قدرتى تقبلى كده اصلا
انتى لسه خطيبته مش مراته
راما هو انا عملت حاجه غلط؟
انا اخدت المفتاح وانا عارفه انك هنا
بعدين ادم قالى استناه فى الشقه عندك لأننا هنخرج سوا
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية راما) اسم الرواية