Ads by Google X

رواية عيناك لي المرسى الفصل الحادي عشر 11 - بقلم حنين أحمد

الصفحة الرئيسية

 رواية عيناك لي المرسى الفصل الحادي عشر 11 - بقلم حنين أحمد

الفصل الحادي عشر
عيناكِ لي المرسى 
عدة أيام مرت وهي تتهرب منه وقد خدمها الحظ حقا,
عدة أيام تعرّفت فيها على رفيقة المكان دارين وصديقتها
شروق.. صحبة رائعة شعرت معهما بالراحة كثيرا حتى
أنها فكرت أن تخبرهما بما يضايقها ويجعلها تتهرب منه
حتى تنصحاها لأنها لم تعد تعلم ماذا تفعل؟!
تشعر أنها تعصي الله بحرمانه من حقوقه وتهربها منه
 ولكنها حقا لم تستطع أن تسمح له بالاقتراب..
اقتربت منها دارين ووقفت معها تتحدثان بكل شيء
كعادتهما فقد اكتشفتا أنهما يتشاركنا نفس الذوق
بالروايات.. بل وشخصياتهما قريبة أيضا..
كلتاهما حالمة أحبت وجُرِحَت باختلاف الظروف.

تأخرت عليهما شروق وهذا ليس من عادتها فساورهما القلق
"طيب نروح نشوفها في شغلها يمكن فيه حالات النهاردة
أكتر من المعتاد وال حاجة"
قالت جويرية محاولة تهدئة دارين لتجيبها دارين:
"مش عارفة بس كانت تعبانة الصبح ومعجبتنيش خالص
قولتلها ترتاح يعني الدكتور مش هيغلب من غيرها لكن
هي عنيدة وماسمعتش كلامي"
همّت بالحديث لتجد شروق مقبلة عليهما فقالت تلفت نظر
دارين إليها:"اهي جت اهي خلاص اطمني"
"اتأخرتي كده ليه يابنتي؟ قلقتيني عليكي, كان فيه
حالات كتير عند الدكتور وال ايه؟"
بادرتها دارين بقلق فغمزتها شروق بعبث قائلة:

"وده بقى قلق عليا وال على الدكتور؟!"
زفرت بحنق وهي تهتف:"اخلصي يا شروق وقولي اتأخرتي 
ليه؟!"
ابتسمت بهيام وهي تقول:"أصلي قابلت الشيف وأنا جاية
واتكلمت معاه شوية.. آه ياقلبي"
تدخلت جويرية الصامتة من البداية وهي تسأل بفضول:
"الله! شوفتي الشيف؟ شكله ايه؟ هموت واشوفه..
شكله زي اللي بيطلعوا في التليفزيون كده وال ايه؟!"
حرّكت دارين رٍأسها بملل فيما أجابت شروق وهي على
 نفس هيامها:"أحلى يا جويرية ياختي أحلى.. أول مرة
 شوفته فيها بالديل حصان بتاعه ده وبياض شق اللفت 
(تعبير يدل على شدة بياض بشرته) وعيونه اللي
 تهبل افتكرته لَمّؤاخذة و..."
ضحكت دارين بقوة فيما قاطعتها جويرية بعدم فهم:
"أنا مش فاهمة حاجة! يعني ايه لَمّؤاخذة دي؟!"
رمقتها شروق بنزق لمقاطعتها وهي تهتف:"ودي افهمهالك 
ازاي دي؟! لَمّؤاخذة يعني...."
أخذت تبحث عن المعنى المناسب حتى توصله لها ولكنها
لم تجد فهتفت بضجر:"سيبتي المهم ومسكتي ف 
لَمّؤاخذة! هقولك.. يعني زي أختنا الكبيرة حسب الله"
انفجرت دارين بالضحك وهي تضع يدها على قلبها
تشعر أنها ستقضي نحبها من كثرة الضحك في الفترة
الأخيرة فاجتماع شروق مع جويرية كارثة حقيقية..
شروق بانطلاقها وعفويتها وجويرية ببراءتها جعل 
اجتماعهما معا كارثة مضحكة اغلب الوقت .

فيما ضاقت عينا جويرية وهمّت بالحديث فأشارت لها
شروق بحدة وهي تهتف:"وماتقوليش يعني ايه لاني مش
 هعرف اشرحلك أكتر من كده.. ابقي خلّي جوزك
يشرحلك ياختي"
غامت عينا جويرية بحزن فلكزت دارين شروق بقوة 
فتأوهت الأخيرة ومن ثم لاحظت ملامح جويرية التي
ارتسم عليها الحزن فهتفت بمرح:"ماخليتونيش أكمل..
الاول افتكرته لَمّؤاخذة"
ونظرت لجويرية قائلة:"بغض النظر عن معنى الكلمة"
ضحكت بخفة وهي تتابع بهيام:
"بس بعد كده عرفت إنه راجل.. وأي راجل!
يئبر قلبي شو مهضوم.."
"شروق!"
انتفضت على صيحة غاضبة باسمها فضحكت دارين
 بخفوت وهي تهمس لها:"واضح ان فيه حد هيتئبر في
بطن حوت النهاردة.. وال انتي ايه رأيك يا جويرية؟!"
شاركتها جويرية الضحك وهي ترمق شروق التي انتفضت
واقفة وذهبت لتحدّث شامل والذي بكل تأكيد سمع
حديثها عن الشيف اللبناني ولن يمرر لها الأمر على خير.
****
"خير يا شامل؟"
قالتها بوجل فصحبها لمكان هادئ نسبيا وهو يقول:
"انتي ايه اللي كان موقّفك مع الشيف يا شروق؟"
ازدردت ريقها ببطء وهي تقول:"هو اللي وقّفني والله
كان بيسألني على حالة و...."

"ويسألك انتي ليه؟ مايروح يسأل معاذ ماهو راجل زيّه"
قالها بغضب فأجابته بغيظ:"يعني اعمل ايه يا شامل؟!
هو اللي وقّفني وماينفعش امشي واسيب الراجل وال اقوله
روح اسأل الدكتور, وال انت مش مقتنع بيا وال ايه!"
"ماتقلبيش الموضوع يا شروق, آخر مرة أشوفك مع الراجل
ده انتي فاهمة!"
أومأت وهي ترمقه بدهشة! ما به شامل؟! هذه المرة الأولى
التي يعنّفها بهذه الطريقة!
وما إن اقتربت منه حتى وجدته يهتف وهو يبتعد:
"مش هعطّلك عن اصحابك"
تركها تنظر بإثره بصدمة وهي تتساءل..
ما الذي حدث للتوّ؟!
****
"ازيك يا دارين أخبارك ايه؟"
التفتت متفاجئة من وجوده ثم قالت:"الحمد لله"
"وانا الحمد لله كويس اوي على فكرة شكرا لسؤالك"
فركت يدها بخجل فابتسم قائلا:"بهزر معاكي والله ..
ليه بتحسسيني اني جاي أغرغر بيكي؟!"
ضحكت وهي تقول:"انت فعلا صاحب شامل"
رمقها بمرح وهو يقول:"ده سؤال أجاوب وال جملة عابرة وال
 ايه؟!"
"لا دي جملة مؤكدة انك صاحبه, شبه بعض أوي"
غمزها عابثا بمرح:"طب ايه؟!"
تساءلت بعدم فهم:"ايه, ايه؟!"
"مش هتوافي بقى!"
"على ايه؟!"
سألته بدهشة ليقول:"على جوازنا, انا كلمت ماما عليكي
على فكرة, قولتلها خلاص لقيت اللي بدوّر عليها من زمان
والست الحاجة افتكرتني مصاحب واحدة أجنبية على
أساس اني مقطّع السمكة وديلها وكده يعني.. ناس
طيبين اوي ياخال"
ضحكت بقوة فشاركها الضحك وهو يقول:
"بس طمّنتها وقولتلها ان مراتي مصرية بملامح عربية
أصيلة.. عيون غامقة كحيلة, وبشرة حنطية تحسيها
جزء من شمس بلدنا الحلوة و....."
نهضت مرتبكة من غزله الذي يصرّح به لأول مرة
بل هي لم تسمع مثله من قبل فنهض معها وهو يقول:

"أنا آسف مش قصدي حاجة والله.. الحاجة بقى
الله يسامحها اللي خلتني أوصفك ليها بالتفصيل الممل"
شهقت فتابع سريعا:"بس أنا قولتلها عيب ياحاجة عايزاني
أنحرف على آخر العمر.. نتجوز وبعدين أبقى انحرف
براحتي"
"نعم؟!"
سألت بصدمة ليسارع بالقول:"أقصد يعني أنحرف مع
 مراتي"
أشاحت بوجهها عنه فقال موبخا نفسه بطريقة جعلتها
تضحك بقوة:"ايه اللي بقوله ده اتهبلت وال ايه؟
كل ما آجي أكحلها اعميها اكتر"
 تجمّد وهو يراقبها تضحك بعفوية لينبض قلبه

بعنف فقال بعفوية:"ضحكتك حلوة اوي"
رغما عنها تذكرت الماضي القريب عندما كان
أسامة يوبّخها بغلظة عندما تضحك حتى لو لم يسمعها
 أحد .
"سرحتي في ايه؟!"
همس بها فانتفضت فرفع يديه لأعلى قائلا:
"بريء يابيه والله انا بتكلم من بعيد اهو"
ابتسمت وهي تحرّك رأسها قائلة:"انت مشكلة"
ابتسم مشاكسا:"بس مشكلة حلوة ماتنكريش, صحيح
فيه شوية شعر شابوا وسناني بتقع واحد ورا التاني وشوية
وهركّب طقم سنان بس ماتقلقيش حقنتين بوتوكس
وكله هيتزبط"

لم تتمالك نفسها فضحكت بقوة وهي تقول:
"كفاية بجد هموت, انا اخلص من شروق وجوزها
تطلعلي انت!"
ابتسم هامسا بهدوء:"بس انا مش هتخلصي مني,
اصلي الصراحة مصمم اني مانزلش من الباخرة دي إلا
وانا واخد منك الموافقة على الجواز.. وجواز على طول
يعني مفضلش حاجة بالعمر عشان نعمل خطوبة وكلام
فاضي من ده.. وعندك شهور الباخرة كلها اتأكدي من
شخصيتي وأخلاقي وكل ال تحبيه"
همّت بالحديث تشعر أن هذا كله سريع كثيرا ولكنه لم
يمهلها ليتابع:"وعندك شامل, بيتهيألي لو انا وحش 
مكنتش هبقى صاحبه صح؟! اسأليه عن أي حاجة

تحبيها لو مكسوفة مني.. انا وهو عِشرة عمر وعارف
عني كل حاجة"
لم تستطع الرد.. كلامه منطقي حقا ولكنها تشعر
بالخوف, لا تريد خوض التجربة مرة أخرى رغم يقينها
أنه مختلف تماما عن ذاك الوغد أسامة .
"فكّري براحتك وخدي الوقت اللي تحبيه بس من
فضلك وافقي وأوعدك إنك مش هتندمي أبدا" .
****
كانت تجلس بالزفاف تغمرها السعادة, الليلة ستكون 
مع حبيبها.. حبيبها الذي جعلها تعيش طوال الفترة
السابقة بحلم جميل تخشى أن تستيقظ منه!
نظرت حولها بسعادة ليصطدم بصرها بحماته السابقة..

رمقتها بصدمة! ما الذي أتى بها للزفاف؟ هل هذا شيء 
طبيعي؟!
صافحتها متمنية لها السعادة ثم ما لبثت أن صافحت نضال
الذي نهض يرمقها بتأثر واضح وهي تراقبهما وغصة تكبر
بداخلها كادت تختنق بها وهي تسمع الهمس الدائر
بينهما على الرغم من الإزعاج حولهم ولكنها سمعتها..
"مبروك يا نضال, نوال هتبقى فرحانة اوي انك
نفّذت وصيتها يابني.. وانا كمان فرحانة انك
اتجوزت جويرية"
ابتسم بحنو وهو يقول:"عمري ما هنسى نوال يا أمي,
هتفضل دايما في جزء جوايا"
ضمّته وهي تقول:"عارفة يا حبيبي, عارفة.. خلّي بالك

من نفسك من عروستك.. ربنا يفرّح قلبك يابني
 ويسعدك"
غادرت ولكن الغصّة ظلّت بداخلها واختفت هالة السعادة
التي عاشت بها لفترة واصطدمت بأرض الواقع .
انتهت من سرد ما حدث عليهما لتجفل على صياح شروق:
"نعم ياختي؟! انتي عايزة تفهميني ان اللي محّزنك كده
وحالتك اللي انتي فيها دي بسبب الكلام ده بس؟!"
رمقتها بدهشة:"وهو ده حاجة بسيطة يا شروق؟
عارفة يعني ايه يتجوزني عشان وصيّة مراته
الأولى؟! مش كفاية اني مش أول واحدة في حياته زي
ماهو أول واحد كمان ابقى مجرد وصية!"
كادت تشد شعرها من تحت حجابها وهي تهتف بها:

"يابنتي انتي هبلة؟! هو فيه راجل هيتجوز واحدة عشان
وصية لمراته اللي ماتت؟ أو وصية أي حد تاني؟!
يابنتي لو مكنش بيحبك مكنش اصلا صبر كل ده
 عليكي وعلى رأيه لا انتي اول مرة تشوفيه أو تعرفيه
عشان تعملوا خطوبة.. يا جويرية الراجل صبر عليكي
كتير وخلّاكي على راحتك وانتي بنفسك قولتي أنه
عملك اكتر من اللي حلمتي بيه عايزة ايه تاني بقى؟"
تدخلت دارين بالحديث وهي تقول:"اهدي ياشروق
خوّفتي البت"
ثم التفتت إلى جويرية وهي تتابع:"انا فاهمة كويس
اللي بتمري بيه يا جويرية, بس ياحبيبتي زي ماقالت
شروق لو هو مش بيحبك عمره ماكان عمل كل ده

عشانك, عمره ماكان اهتم برغبتك.. أصلا لو 
الحكاية مجرد وصية بينفّذها كان هيتجوز أي واحدة
 والسلام.. ومكنش اتنرفز أوي كده لما عمرو ده 
اتقدملك وراح رافضه وقالك هنتجوز على طول.. 
مكنش ساب بيته 3 شهور وقعد بعيد بس عشان يحققلك
كل ال حلمتي بيه! صلّي على النبي كده وخليكي
واثقة في نفسك وفيه, انتي عذبتيه الصراحة"
همّت بالحديث لتهتف بها شروق:"أصلا لو مش بيحبك
مكنش صبر عليكي ده كله وراعى صغر سنك
بالنسبة له.. كان تمّم جوزاه منك ولا كان سأل فيكي
 وفي مشاعرك.. مين الراجل ال متجوز من أكتر من أسبوع
ولسه ماخدتش حقوقه؟! ده بيتجوزا وكأنهم داخلين 

مسابقة شعارها.. لابد وأن يدخل بها"
ضحكا بقوة على انفعالها لتكمل بمرح:
"اللي زي جوزك ده انقرض من زمان ياحبيبتي امسكي
 فيه بإيدك وسنانك لانك مش هتلاقي النوع ده
 دلوقتي"
"طب مايمكن أصلا أنا ماهمّوش بحاجة, ومش حاسس 
بحاجة ناحيتي عشان كده مش فارق معاه"
قالتها جويرية بقلق لتهتف بها شروق بغضب:
"أصوّت والم الناس علينا ويقولوا اتجننت؟!"
"لا ماتقلقيش هم خلاص عرفوا انك مجنونة
 يا حبيبتي"
قالتها دارين مازحة لترمقها شروق بغضب وهي تقول:

"جويرية لو ماروحتيش لجوزك حالا أهو وعملتيله ليلة
 رومانسية كده ودلّعتيه, هروح أخده من إيده وأجوّزه
 واحدة من الأجانب الحلوين اللي هناك دول.. ماشي؟!"
ضحكت دارين بقوة عندما انتفضت جويرية قائلة:
"لا انا رايحة اهو, بس ليلة رومانسية ازاي؟!"
ضحكت بقوة من صدمتها بالسؤال ثم قالت:
"يعني عاملالي فيها البت المثقفة اللي قاعدة تقرا 
روايات رومانسية ليل ونهار وفي الآخر تقوليلي يعني ايه
ليلة رومانسية؟! نضال ده له الجنة والله"
توردت وجنتا جويرية وهي تقول:
"خلاص يا شروق ده انتي فضيحة.. هروح اهو وربنا
يستر"

"ماتقلقيش يا حبيبتي, انتي بس اقعدي مع الراجل شوية
في أوضتكم وهو هيتكفل بكل حاجة تانية"
وضعت يدها على وجهها غير قادرة على إيقاف ضحكاتها
فيما غادرت جويرية تنفّذ نصائح شروق الثمينة قبل
أن تعلم الباخرة بأكلمها قصتها من صياح شروق بها.
انتهت من نوبة الضحك لتجد شروق شردت بعيدا لتسألها:
"مالك يا شوشو؟ مزاجك مش حلو اليومين دول ليه؟!"
رمقتها بصمت للحظات قبل أن تصرّح بما يجيش بداخلها:
"شامل يا دارين.. مش عارفة ماله الفترة دي متغيّر معايا,
وحاسة فيه حاجة شاغلاه بس مش فاهمة ماله!
حتى عيد ميلادي بكرة وهو ولا لمّح ولا قالي حاجة
برغم انه كل سنة بيصمم يحتفل بيه لوحدنا"
سألتها:"انتي مزعلاه في حاجة؟!"
"لا والله أبدا.. انتي عارفة اد ايه انا بحب شامل وعمري
ماقدر على زعله, حتى لو زعّلته من غير قصدي
براضيه على طول"
أجابتها شروق بحيرة فأطرقت برأسها للحظات قبل أن تقول:
"انا عارفة انتي بتحبيه اد ايه, طيب وهو يعرف ؟"
رمقتها بعدم فهم لتتابع دارين:"يعني يا شروق ماتزعليش
مني.. الراجل جايبك باخرة سياحية عشان عيد 
ميلادك وبيخلص شغله ويفضل على طول حواليكي 
وانتي لازقالي على طول بدل ماتلزقيله هو.. 
يبقى فين الحب ده بقى؟! قاعدة تنصحي جويرية
طب ماتعملي انتي كمان مفاجأة لجوزك وتدلّعيه
وال هو الدلع أول الجواز بس؟"

تابعت بخفوت:"ولو اني اشك انك دلّعتيه اول الجواز
 برضه عارفاكي فقر"
"سمعتك على فكرة"
قالتها شروق بغضب مصطنع فضحكت دارين وهي تقول:
"طب بالله عليكي عندي حق وال لا؟!"
فلتت منها تنهيدة وهي تقول:"بتكسف يا دارين والله"
ضحكت عاليا ثم قالت:"مانا عارفة يا بطة انك 
بتتكسفي بس جوزك من حقه عليكي تدلّعيه من فترة
للتانية وتنسي خجلك ده شوية.. ده انتوا بقالكم سنتين
وشوية متجوزين يا بنتي, والله رجالتكم دي لها الجنة"
رمقتها بنزق وهي تنهض قائلة:"ماشي يا لمضة, اما
نشوفك انتي هتعملي ايه لما تتجوزي الدكتور"

أشاحت بعينيها بعيدا بخجل فضحكت شروق وهي تقول:
"جيبنا في سيرة القط جه ينط"
رفعت بصرها لتسألها عن مقصدها لتجدها ابتعدت بينما
اقترب منها معاذ قائلا بمرح:"أنا قولت انا لوحدي وانتي 
لوحدك فنسلي بعضينا" 
 راقب تورّد وجنتيها وابتسامتها فمال عليها قائلا:
"فكرتي باللي قولتلهولك؟!"
أومأت دون حديث فقال بمرح:"شكل دعوة الحاجة
جابت مفعول والله.. قوليلي صح؟!"
ضحكت بخجل وهي تقول:"صح" 
رفع رأسه للسماء قائلا بمرح:"يابركة دعاكي يا أمي" .
google-playkhamsatmostaqltradent