رواية رجوع الى الهويه الفصل الثاني عشر 12 - بقلم شيراز القاضي
رجوع الي الهويه
١٢
توجها الي الشقه التي تزوجت بها مليكه علي مضض منها
فتحت باب وتركته مفتوحا وقالت
: اترك الباب مفتوحا ! فأنت..
قاطعها هو بنفاذ صبر
: حرام لاني لست اخاك او زوجك او اباك فهمممت فهههههههمت .
تطلعت اليه بتعجب لكنها ابتسمت في النهايه لتقول
: جيد اذا! ..تفضل هنا ..غرفة المعيشه ..قم بنزع القماش عن الكرسي واجلس ..سأعود حالا .
اومأ لها ونفذ ما قالته وجلس قليلا وهو يتأمل المكان
غابت مليكه فأصابه الضجر فقام ليتفحص المكان
شقه بسيطه ليس بها شىء مميز الي هذا الحد!
ظل يتجول بين الغرف حتي وقف امام غرفه بعيده قليلا
حاول فتحها لكنها مغلقه
زفر بقنوط قبل ان يجفل حين يجد مليكه تقف خلفه قائله
: ماذا تفعل هنا!
قال لها
: حاولت الجلوس لكني مللت فأحببت رؤية المكان المميز جدا الي هذا الحد بالنسبة لك! ولكن لما تلك الغرفه مغلقه!
ابتسمت مليكه لتقول بدفئ
: تلك الغرفه اسميناها هوس
ارتفع حاجبه بتعجب لتقول
: في بداية انتقالي الي هنا لم يكن مسموح لي بالدخول الي تلك الغرفه لكن شيئا فشيئا استدرجت فادي ليفتحا لي وكان خائفا من فتحها امامي ههه ..تعال سأريك اياها
فتحت الباب بالمفتاح واشعلت الضوء ففغر سام فاه مما رأي
اكملت مليكه
: كان يحتفظ بكل شيء يذكره بي هنا! صوري وملابسي حتي حقيبتي المفضله التي عاقبني عمي بها ذات مره وقام بتمزيقها ..جمعها هو واصلحها ووضعها هنا! ااه احسست بثقل في تنفسي حين دخلتها اول مره ! ان يكون لدي شخص يحبني الي هذا الحد لهو شئ تمنيته طوال حياتي ! كان امامي ولم اره ! كان خائفا من دخولي هنا حتي لا اخاف منه ههههه .
طغي الجمود علي وجه سام الذي تمتم بعبارات لم تفهمها مليكه وهو يخرج من الغرفة مخفيا غضبه الغير مبرر بالمره!
:ساااام انهض ياعزيزي لتتناول الطعام!
كانت هذه حسناء فقد علمت سام بضع كلمات عربيه لتستطيع التواصل معه طوال فترة مكوثه معهم وبالطبع خرج سام ملبيا دعوتها مبتسما وهو يحاول محو اثار النوم من عينيه
جائت مليكه من المطبخ حاملة بعض الاطباق لتضعها علي السفره فقال سام
: هل الطفل بخير الان!
اومأت له لتقول بإمتنان
: لا اعلم كيف اشكرك فلقد ساعدتني كثيرا
تحدث ممتعضا بصوت منخفض لم يسمعه سواه
: لا حاجة للشكر ..اشعري فقط بمن يكاد يشتعل امامك واللعنه!
قطبت مليكه لتقول
: ماذا تقول لم اسمعك
تحدث هو بإبتسامة زائفه وهو يدس عود الجرجير داخل فمه بغيظ
: كنت اقول انني اود زيارة دار الرعاية تلك من جديد!
اومأت له بإبتسامة لتقول
: بعد الافطار سأذهب ..تعال معي !
ذهب سام معها واثناء نزولهما السلم قال لها
: مليكه ! اريد ان اذهب الي مكان لبيع لعب الاطفال اولا .
ارشدته مليكه ودخلا سويا وقام بإحضار مجموعة هائله من الالعاب المتنوعه ودخل مكان اخر لبيع الثياب واشتري كمية لا بأس بها وذهبا معا الي دار الرعايه وقام هو بنفسه بإعطاء الاطفال الثياب والالعاب بينما وقفت مليكه تتأمل المشهد بسعاده غامره .
خرجا بعد فتره وقامت مليكه بالتنزه هي وسام كما كان يفعل معها في اسبانيا
عادا الي البيت بعد فتره فوجدو حسناء تجلس امام التلفاز وهي تحيك كنزة صوفيه بكل تركيز فجلس سام الي جانبها وهو ينظر بإنبهار الي ما تفعل وبحروف مبعثره ولكنة عربية ركيكه قال
: ما يكون.. هذا ..خالتي؟
لقد علمته حسناء ان يقول لها خالتي ايضا !
ردت عليه حسناء ببطء حتي يستوعب كلماتها
: هذا سيكون لك .
وقامت بفرده فوق صدره لتجعله يفهم انها كنزة له
فهمها سام وابتسم بإتساع ودون شعور منه ضمها بقوه وهو يضحك شاكرا اياها .
شهقت مليكه من موقفه وكذلك حسناء لكن الاخيره تداركت نفسها واصبحت تضحك وهي تربت علي ظهره فتركتهم مليكه وهي تتحرك نحو غرفتها وهي لا تصدق ما يحدث!
لاحقا خرجت علي صوت ضحكات اتيه من الشرفه فوجدت سام يجلس امام حسناء وبيده كوب شاي وهي تحكي له شيئا ما وتحاول استخدام يدها لتشرح له الكلمات حتي يفهمها وقد نجحت وقفت تتأملهم بحاجب مرتفع وما ان رآها سام حتي دعاها للجلوس معهم ودون شعور منها اصبحت تضحك معهم بشده !
من الجيد ان زياد وفيصل قد تزوجا وبفضل وجود سام لم يرتاحا في المجيء كثيرا في وجوده مما اعطي مليكه بعض الراحه وكذلك عمها الذي يتأخر دائما في عمله .
استيقظ في الصباح الباكر ممتعضا فهو لم ينم من الاساس بسبب البعوض! كيف يعيش الناس هكذا!!
تأفأف بضيق ليقوم ويخرج بهدوء من الغرفه متجها الي الحمام وارتدي ثيابه الخاصه بالرياضه وفتح باب المنزل وخرج !
كلما خرج الي الشرفه كان يدرس محيط ذلك الحي الشعبي جيدا حتي حفظه وها هو يقوم بالركض حول المكان ..كان الوقت باكرا لذا لم يره احد .
في المنزل اسيقظت السيده حسناء لغسل الملابس حتي ينهض باقي افراد اسرتها والضيف كذلك حتي تعد لهم الافطار .
اخذت الملابس المبتله لترتبها علي الاحبال في الشرفه حتي تجف واثناء انشغالها لمحت سام وهو يركض في الشارع والحي كله يشاهده بتعجب
كان سام قد انهي جولته وهو عائد الي بيت عم مليكه ركضا احس بالتعرق فتقزز من قميصه فقام بخلعه وهو امام مدخل العماره
حين رأته حسناء اتسعت عيناها لتشهق ضاربة علي صدرها بحركة مصرية شهيره لتصيح
قائله"يامصيبتي!"
: ساام تعال الي هنا !
قبل ان تهرول الي الداخل حيث غرفة مليكه
هزتها بعنف وهي تقول بسرعه وبنبرة مفزعه
: ملييكه !!مليييكه انهضي وانظري ماذا فعل ابن خالتك العزيز..انظري الي تلك الكاارثه انهضي !
انتفضت مليكه لتقول بفزع
: ما ماذا حدث مالذي فعله!
قالت حسناء
: كان يركض في وسط الشارع كالمجانين ثم قام بخلع قميصه وهو في الشااارع ..اصبح عاري الصدر امام الحي بأكمله!
انتفضت مليكه من مكانها وهي تحاول الوصول الي اقرب حجاب معلق خلف الباب وهي تركض بإتجاه باب الشقه وقد وقعت عدة مرات علي وجهها اثناء رحلتها تلك !
وصلت عند الباب وما ان فتحت وهي تمسك قدمها بألم حتي رأت سام يصعد السلم بترو وهو يغني بهدوء وقد علق قميصه علي كتفه ! ..كلل سكان العماره خرجو ليشاهدوه بهذا المشهد!
ما ان فتحت ورأته هكذا حتي شهقت بعنف وهي تخفي وجهها لتصرخ به بطريقة اجفلته
: هل جننت! كيف تمشي بالشارع عاريا هكذا!! استر جسدك !
رمش بعينيه بعدم استيعاب وكاد ان يتحدث لكنه صمت حين لاحظ ان الجميع نسوة ورجال يطالعونه بدهشه!
لم يفهم ما الذي فعله ليبتسم لهم قائلا بصوت عال وبلغة عربية ركيكه
: اوه مرحبا بكم انا ادعي سام! ما الامر؟!
اندفعت حسناء الي السلم وقامت بجذب يده بسرعه وهي تقول
: هذا خطأ ساام!
ثم نظرت لجيرانها الذين من بينهم فتيات يراقبون هذا المشهد الفريد لتقول
: اعذرونا فاالشاب لا يعرف ان هذا لا يصح ..وانت هيا معي .
استسلم سام لسحبها له دون ان يفهم سبب تلك الجلبه وما ان دخل واغلقت الباب خلفه بعنف حتي هدرت مليكه وهي تنظر في الجهة الاخري
: ارتدي ثيابك بالله عليك يارجل كيف تسير بهذا الشكل خارج غرفتك !
اتت حسناء بقميص كان قد جف واعطته له وهي لا تزال مصدومه مما حدث فقام سام بإرتدائه قائلا بتزمر
: لقد كنت اركض واصبح جسدي مليئا بالعرق وانت علي علم انني لا احب الروائح الكريهه ! ثم ما به جسدي يافتاة .
قالها وهو يعيد فتح القميص لينظر الي صدره بتعجب مما جعل حسناء تصرخ في وجهه وهي تدفعه بإتجاه الحمام قائلة
: هيا ..استحم ..مليييكه ادخلي غرفته واحضري له ملابس نظيفه ليرتديها بعد الاستحمام ! من الجيد ان عمك خرج قبل ان يحدث هذا الامر !
اومأت مليكه وهي لا تصدق ان هذا حدث بالفعل ثم تذكرت نسرين ..جارتهم الصغيره فتاة مراهقه طولها لا يتعدي مترا ونصف كيف وقفت تطالع سام ببلاهه
اغمضت عيناه بقنوط ..ستنحرف الصغيره بسبب ذاك الوغد!
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية