رواية عشق الصقر الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سارة حسن
في بداية يوم جديد ، استعد صقر للخروج ، و قبل ان يذهب قال لوالدته : صباح الخير يا ام صقر
التفتت اليه امل و اجابته بابتسامه: يسعد صباحك يا حبييي
ابتسم لها و قال مربتٍ علي كتفيها: عايزك تعملي حساب كريم في الغدا معانا النهارده
هتفت بترحاب: عنيا يا حبيبي يا مرحب بيه ثم تسائلت: عملت ايه في موضوع اختك يا صقر
اجابها صقر : العريس كويس و محترم و اهله ناس يعرفوا الاصول
ابتهجت ملامحها و قالت: ربنا يقدم اللي فيه الخير و يفرحني بيك يا حبيبي
ابتسم له و قال : كله بآوانه يا ام صقر
انتبه للخطوات القادمة من خلفهم، تطلع للحظات لمحياها و هي تهبط الدرج بهدوء كا اميرة متوجه و لكنه تنبه لنفسه و غض الطرف عنها، حتي اقترب منهم و قالت بأبتسامه مشرقه: صباح الخير
قالت امل بابتسامه واسعه: ده اية الصباح اللي يشرح القلب ده، و النبي ده امه دعيااله اللي هايصطبح بوشك يا كارما
تنحنح صقر و هتف و هم يهم الرحيل: بالإذن انا يا امي… السلام عليكم
تحركت عينيها معه باستغراب من تجاهله لها و حتي لم يرد علي تحيتها، نظرت لأمل مبتسمه و قالت: ممكن اساعدك النهارده
رحبت بها أمل و قالت: تعالي يا حبيبتي، فين زهرة امال
اجابتها كارما: بتقول تعبانه و عايزة تنام شويه
تحدثت امل و قالت: و ماله ، ساعه كده و نبقي نصحيها، تعالي بقي هاقولك علي شويه اسرار في الطبيخ ماتقوليش لعدوك عليها
ضحكت كارما و جارتها في حديثها رغم عقلها المشغول بذلك المتقلب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
في النهار الساطع و الشمس الحارقه فوق رؤوسهم، كان كريم و صقر يتابعون بعض الاعمال و الحسابات الخاصه بالأراضي ، عاد به صقر للمنزل وو استقبلته أمل بحفاوة : حمدالله علي السلامه، عاش من شافك يا بني
ابتسم له كريم و اجاب : الله يسلمك يا ست الكل، اخبارك صحتك ايه
_ في نعمه يا حبيبي، الحاجه عامله ايه سلملي عليها
_ يوصل ان شاء الله
قالت له مؤكده : اوعي تمشي قبل ما نتغدا، ده انا مجهزالك الاكل اللي بتحبه
اجابها بعفوية و قال: امشي ده ايه، هو اكل الصعيد ده يتفوت
ضحكت و قالت : الف هنا علي قلبك
اصطحب صقر صديقه لغرفة المكتب حتي يجهز الغداء، فانشغل بمكالمه هاتفيه جعلت ذلك القابع علي الكرسي مستمعآ لحديثه منتظر انتهاءة بفارغ الصبر، و ما ان انتهي صقر.
تسائل كريم بترقب: سمعتك بتقول عريس و بتسأل عليه، لمين العريس ده
اجابه صقر بهدوء : لزهرة
بهتت ملامحه و ردد من خلفه : زهره اختك
عقد صقر ما بين حاجبيه قال: ايوة اختي
اخفض رأسه ارضآ عن انظار ذلك التي يتفحصه بأستغراب من تبدل ملامحه و حاله الذي انقلب، لا يعرف بعشقه لها، لا يعرف بخوفه من تلك الفروقات بينهما الماديه و بخوفه علي علاقته به كا صديق و آخ، لا يعرف بذلك الوعد الذي قطعه لنفسه ان ينحت في الصخر حتي يكون جدير بها ، لكن يبدو القدر رآي آخر و انها كبرت حتي صار من يريد الفوز بها.
كريم يا كريم
انتبه اليه من شروده فقال صقر : انت مش معايا خالص
تحدث كريم بصوتًا باهتًا: و انتو وافقتوا
اجابه صقر متفحصا: بنسأل عليه لسه
ابتلع ريقه و قال بترقب : و هي … وافقت!
عاد صقر بظهرة للخلف و قال بوضوح: في ايه يا كريم … وشك قلب فجاءه ليه
قبض كريم علي كفيه و هتف فجاءه و بدون مقدمات : انا عايز اتجوز زهرة
و الآخر لم يبد اي رده فعل مما جعله يترقب قلقآ.
،،،،،،،،،،،،،،
فتحت غرفتها و ازاحت عنها االغطاء هاتفه بها : قومي بسرعه، شكلي كده عرفت مين حبيب القلب
اعتدلت زهرة بسرعه و قالت : انتي بتقولي ايه يا كارما
مالت عليها كارما ضاحكه: استاذ كريم تحت… مش ده اللي حكتيلي عنه
نهضت من فراشها و قالت بفرح: يعني هو هنا
اومات كارما براسها : ايوة تحت في المكتب
اسرعت زهرة بارتداء ملابسها و حجابها، بالتأكيد لن تنزل لاسفل ، لكن يكفيها ان تري محياه اثناء مغادرته او بسلاما متحفظًا بينهما.
،،،،،،،،،،،،
_ انت هاتفضل با صصلي كده كتير
شبك صقر بيده امامه و قال: و انت فجاءه كده حسيت انك عايز تتجوز اختي
اجابه كريم بوضوح: لا يا صقر مش فجاءه من زمان
ردد من خلفه متعجبآ : من زماان ! و ايه اخرك
ابتلع ريقه و حاول جاهدآ ان يصل اليه صدق حديثه و نيته: عشان مش عايز اخدها و تعيش في مستوي اقل من اللي كانت فيه، عشان كان عندي مشوار طويل اني اجهز نفسي و اكون قادر افتح بيت، و انت يا صقر مش عايز اخسرك اخويا و صحبي، و يعلم ربنا اني صونت دخلتي في بيتك.
استغرق صقر عدة لحظات مستشعرا فيه صدق كلماته ثم قال من بعدها: هاشور الحاج و جدي و هي طبعا و ابلغك
فاتسائل كريم متلهفآ: يعني انت موافق
ابتسم له صقر و قال بأريحيه: موافق يا سيدي و انا يعني هالاقي احسن منك، بس رئيها الاول
ضحك كريم متفائلا شاعرًا ان حلمه علي وشك ان يتحقق..
،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،
طرقت باب مكتبه و آذن لها بالدخول، ابتسمت ايناس و قالت : ممكن ادخل يا صقر
رفع عينيه عن الاوراق بين يديه و قال : اتفضلي يا ايناس
بخطوات هادئه و عينين ترسل لها الاف الاشارت و يتجاهلها هو كعادته، قالت ما ان جلست : سألت علي عريس زهرة
نظر لها و قال صقر : و انتي جايه لحد هنا عشان تسآلي عن عريس زهرة
اجابته علي الفور : مش بنت خالتي و عايزة اطمن عليها، انت ماتعرفش غلاوتها في قلبي قد ايه
ثم تنهدت و قالت بحزن مصطنع: مع اني زعلانه منها و اخده علي خاطري منها
تسائل و قد القي بالقلم على سطح مكتبه محاولا اظهار اهتمامه و معرفة غرضها من القدوم: ليه
_ من وقت ما جات كارما و هي واخده جمب مني، طول النهار معاها، حتي لما نزلوا السوق محدش منهم كلف نفسه يقولي و اروح معاهم، حتي كارما اللي قولت اختي و هاتبقي جمبي بتتجاهلني و مش حاسة انها بتحبني خالص و خايفه تكون بتكره زهرة فيا.
مسح علي وجهه بتعب ووقال: ماتكبريش المواضيع يا ايناس، زهرة بتحبك و اختك بكرة تقربوا من بعض ، و ياستي علي خروج السوق ابقي روحي معاهم المرة الجايه
تساقطت عبراتها بتمثيل مقنع و قالت: حاسه اني لوحدي يا صقر، كل واحد في دنيته ، محدش بيفكر فيا
استقام و اتجه اليها و قال بهدوء: ابدا يا ايناس كلنا هنا بنحبك
وقفت قبالته بلهفة و قالت : بجد يا صقر
عاد خطوة للخلف و قاال موضحًا: طبعا، انتي عندي غلاوتك من غلاوة زهرة
تساقطت دموعها بصدق هذه المرة و قال بخفوت: مش عايزاك تحبني زي زهرة يا صقر، انا مش زهرة، انت مش اخويا
ظهر الضيق علي ملامحه من وضوح حديثها المحرج و قال : ايناس اطلعي علي اوضتك
اخفضت عينيها ارضًا و اادار هو بظهرة للنافذه و ضيق حاجبيه لرؤية كارما المتجه الاستطبل.
تخشب مكانه عندما استمع لصوتها قائله: انا بحبك يا صقر
التفت اليها و اشار لها بأصبعه بغضب : انتي اتجنيتي و لا ايه، اتحشمي يا ايناس
حركت رأسها بالرفض و قالت بأنفعال: ايوة بحبك، هاتفضل لامتي مش واخد بالك او عامل نفسك مش واخد بالك
هدر بها بأنفعال غاضب: علي اوضتك حالا…. يالا
انتفضت اثر صرخته بها و ركضت لاعلي تاركه اياه يمسح علي وجهه بغضب منها و من جرأت حديثها ، ثم تذكر تلك التي خرجت من دون علمه و كأنه لا وجوده له في الدار.
تحرك بخطوات غاضبه متجهًا الاستطبل.
و في منتصف طريقه و جدها عائده ، منت نفسها بجلسه مع الخيول لكن الظلام المحيط بها جعل الخوف يتسلل اليها و عادت مرة أخري..
كانت تسير واضعه يديها في جيبي الچاكت ، ناظرة لأسفل غير منتبه لوجود بعد.
_ انتي استأذنتي قبل ما تخرجي
انتفضت اثر صوته المفاجئ و الغاضب و ظهورة فجاءه امامها
اجابته كارما و قد شعرت ببوادر نقاش محتد بينهما : اللي عرفته اني استأذن لو خرجت برة بوابة البيت ، لكن انا ماخرجتش، الاستطبل في محيط البيت
هتف بها صقر أمرًا: تستأذني برضو و ماينفعش تخرجي بالليل كده لوحدك
هتفت به في ضيق و صوتًا مرتفع: يووة انت كل ما تشوفني يا تتجاهلني خالص يا تكون متعصب و تديني في أوامر كده، يا سيدي لو مش طايق وجودي انت كمان ارجع انا ما طرح ما كنت
قال من بين اسنانه بغضب: اياكي صوتك يعلي عليا تاني، احمدي ربنا انك ست ، لو كنتي راجل كنت عرفته ازاي يتكلم معاياا
صرخت به لطريقته المتسلطة و المستفزة: هاتعمل ايه يعني، هاتضربني مثلا، اصدق انك تعملها ما اللي زيك ممكن يمد ايده علي بنت عادي
قبض علي يديه بقوة و برزت عروق رقبته بغضبًا: اللي زي لو ماكنش يعرف الاصول كنت ادبتك من أول و جديد
اتسعت عينيها و هدرت به : انا مسمحلكش، انا متربيه كويس اوي
هتف بها بغضب : و المتربيه تخرج من غير ما تعرف حد من اللي موجودين، و في الليل كمان و لوحدها، لو عمي ما عرفش يربيكي انا ها ربيكي
اتسعت عينيها و ترقرت بهم العبرات غير قادرة علي الرد عليه، و رغم غضبه و ضيقه الا انه ندم انه تطرق لتلك النقطه بتهور منه.
تساقطت دموعها و قاانت له بصوتٍ مختنق: لو ابويا كان عايش ماكنش هايسمحلك تكلمني كده
انقبض قلبه من صورتها الباكيه و ظهر علي وجهه إمارات الندم.
في مكان قريب منهم للغايه ، هناك من يترصد بفوهة سلاحه بين الاشجار الكثيفه مصوبًا علي اتجاه بعينه منتظرًا الوقت المناسب لاطلاق رصاصته.
تحركت من امامه عائده للبيت غير قادرة علي كتم نشيجها الذي استمعه و انظارة عليها من خلفها، و في لحظه كان صوت العيار الناري يدوي بصوتآ عاليًا و صوت ارتطام قوي بالارض، التفت بسرعه للخلف وجدته ملقي علي الارض و تلك البقعة الحمراء تزداد , ثم صرخت بأسمه و هي تركض اليه : صقر..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عشق الصقر ) اسم الرواية