Ads by Google X

رواية لِبچَشان الفصل الثالث عشر 13 - بقلم عفاف العريشي

الصفحة الرئيسية

   

 رواية لِبچَشان الفصل الثالث عشر 13 - بقلم عفاف العريشي

  
(يونس) 
ناقشنا ما ننوي القيام به جيداً، وأتى مارد بسبعة خواتم من اللازورد كخاصتي، أخبرنا أنه خاتم خاص بالضغط على الحجر الخاص به ينبه البقية ويجتمعون ولكن خاتم القائد هم المتحكم حيث أنهم يجتمعون بمكان القائد، كان الخاتم خاصتي هو الخاتم الخاص بالقائد. 
ذهب صديق إلى جيكا ليوفر العدة للحرب وكذلك موفق الذي اقترح علينا الذهاب إلى مملكة هيلاسي المجاورة لنا، ولونار رفقتي وكذلك آيلا ومارد ذهب للقبائل الخاص به، بعدما نقل كلا من صديق وموفق توفيرا للوقت، والملك جواد رفقتنا ،سنتحرك قبل بزوغ الشمس للازورد  
لقد علمنا أن الضابط يعقوب قتل الملك وحاشيته وأستولى على العرش منذ أشهر وأضحى الجور والنبذ يسود المملكة بأسرها. 
أشرفت على الجيش رفقة الملك جواد وكذلك فعلت لونار وآيلا مع الفتيات أستغرق الأمر لساعات طوال حتى انتهينا بمنتصف الليل، خرجت من غرفتي إلى الحديقة الخاصة بالقصر،  
جلست أمام البحيرة الداخلية الصغيرة التي تتوسط الحديقة الخاصة بالقصر، كانت لونار جالسة أيضاً شاردة الذهن، قلت لها بعدما جلست: 
_ بماذا تفكرين؟ 
_ بالقادم 
قلت بعدما قذفت بحجر صغير بالماء محدثا صوتاً: 
_ رب الخير لا يأتي إلا بالخير. 
قالت: 
_ معك حق، هل لي بسؤال؟ 
قلت باسماً: 
_ لكِ سؤالين يا خالتي. 
ضحكت وقالت: 
_ لما كل هذا يا يونس، أقصد أننا سندخل بحرب نحن  في غنى عنها. 
قلت: 
_ لا، اليوم هو الفاصل إما أن تعود الإمارات كاليد الواحدة وإما أن تتفرق إلى الأبد. 
صمت برهة من الوقت واستأنفت الحديث: 
_ لا ذنب للأطفال ولا لأي شخص هنا لكي ينبذوا بهذه الطريقة فقط لأن هذه المملكة تضع معايير للتفرقة بينهم، كم من ظالم يجور الآن على الأبرياء يجلس على عرش ملوث بالدماء، هذه آفة ويجب أن تُنتزع. 
سألت: 
_ كيف أنقذتني، أعني ظننت إنني لقيت حتفي بالسوق. 
_ لقد قلتها لكي قبلاً وسأقولها الآن، سأحميكِ دائما، سأحميكِ دون علمكِ بكلمة. 
صمتت وبدأت أنا بسرد ما حدث: 
_ وصلت إلى هنا وجلتُ بنظري بالمكان رأيتك ساقطة بعدما فقدتِ وعيك إثر الجرح والنزيف، أمسكت بذلك الرجل وسُجن، وتم نقلك إلى هنا وقامت الطبيبة بتقطيب جرحك. 
قالت باهتمام: 
_ والفتاة أين هى الآن. 
 
قلت: 
_لا تقلقي هى الآن بمنزلها يا خالتي. 
قالت بتأفف: 
_ يا رجل، أنا لست خالة لك ألا تنظر إلى المرآة. 
لم أجب ولكنها صرخت ذعراً حينما خرج مارد من البحيرة بأعينه الوهاجة وقال بابتسامة متهكمة: 
_ لا يا خالة لا ينظر إلى المرآة. 
صاحت برعب: 
_ أيها المشعوذ، أرعبتني. 
سألته مقاطعاً: 
_ كيف جرت الأمور؟ 
أمال رأسه وقال: 
_ كما أمرت يا سيدي، سنجتمع فجراً رفقة جيشاً لا يقل عن خمسين ألف مقاتل. 
سررتُ بما قال وولجنا إلى القصر وأخبرنا الملك جواد الذي انفرجت أساريره ونحن الآن بانتظار البقية. 
 
                                * 
 
قبيل الفجر بساعة تقريبا كان كل شيء جاهز للانطلاق ولكن لم يحضر الجيش الخاص بمارد ولا صديق أو موفق، 
أمضينا في طريقنا إلى لازورد، رفقة لونار وآيلا ومارد وجواد، قلت لمارد: 
_ ألا يمكنك إيصالنا إلى هناك؟ 
_ لك ذلك. 
قالت لونار: 
_ كيف سيفعل ذلك هذا الساحر الغريب، أخبرتك يا يونس أنه محتال ويكذب علينا أجذم أنه خائن، ألا نرى عينيه المخيفة هذه. 
صرخ مارد خارجاً عن هدوءه لأول مرة: 
_ اصمتي يا امرأة، كُفي عن ترهاتك. 
صمتت بوجه متجهم ليقلنا مارد أمام لازورد مباشرة التفتُ إليه قائلاً: 
_ ولكن يا مارد لم نتأكد من عودة صديق وموفق بعد. 
_ أنت أمرت وأنا نفذت يا يونس. 
ابتسم بمكر وابتعد عنا يتبعه جيشه فلم يبقى سوانا، أنا، لونار، جواد وآيلا. 
قال بكل صوته: 
_ غبي صدقتني، تأكدت الآن من أنك مجرد فتى غبي لا يفقه شيئاً سوى التذمر. 
قلت بتجهم: 
_ ماذا تفعل؟ 
استحالت هيئته بعدما حاوطه الدخان الأسود من كل صوب إلى يعقوب يقهقه قائلاً: 
_ أكنت تريد إن تقتلني، تريد أن تقتص لوالدك الغبي، ولأجعلك تتأكد أجل أنا من قتلته وأنا من كدت له هنا بهذه الإمارة كان دائماً الأفضل والأجدر بالثقة من قبل الملك وأنا الهامش لا يتذكره أحد. 
أتعلم ما الرائع بما حدث؟ 
ألجمتني الصدمة وأنا آراه يقهقه ويستأنف حديثه قائلاً: 
_ انني من قتلته بيدي هذه، وأنت يا جواد لم يكن الهجوم على قصرك بالأمر المستحيل، لقد أرسلت رجالي ليقتلوك وأتخلص منك وكذلك فعلت مع هذا الفتى بالقرب من المحيط، أتذكر ذلك الرجل؟ 
أنا من فعلتها ولم أنجح أكثر من مرة خسرت العديد من الفرص، متمسك بالحياة كعائلتك، والدك اختفى بعدما اقترحت على الملك أن يتزوج من الأميرة عنود وإنصاع لاقتراحي وهكذا أوهمته أنه سيخسر حب حياته وأنه ذلك الوفي لحبيبته بدر.
 
صمت يشاهد تعابير وجهي بعد أن هبطت من فوق صهوة جوادي، ركضتُ باتجاهه صارخاً: 
_ سأقتلع رأسك الرث بيدي. 
قال: 
_ اعتذر يا جلالة النجم المنتظر فرأسك سيتدحرج على المنصة غداً رفقة هؤلاء الحمقى. 
تابع حديثه: 
_ رأيت لقد قاطعتني لنكمل القصة أين توقفنا؟ 
أجابت لونار بسخط: 
_ خيانتك لصديقك يا وغد. 
_ أجل تذكرت ذهبا سوياً وأيقنت أنني سأتولى زمام الأمور بعدما أتزوج بالأميرة عنود ولكن مع اختفاءهما لم أعد بقادر على التجول نهاراً. 
لذا فكرت بحل واحد وهو أن أجلب دم ريديس للمملكة، بالبداية والدتك ولكن كما تعلم فهي ليست بوريثة لريديس، لا بأس فكانت خطتي أن أجلبها أولاً وحتماً سيأتي وليد مهرولاً وهذا ما حدث. 
أتعلم ما حدث آنذاك؟ 
لم أجب زمجرت غاضباً أحاول التملص من أيدي الجنود ليكمل هو حديثه: 
_ أمسكتُ به ونحرت عنقه واحتفظت بدمائه قريبة مني، هكذا استطعت التنقل بأريحية. 
وسألني بعد صمت دام لبرهة : 
_ ماذا كنت تظن نفسك فاعلاً ستصبح الحاكم هنا؟ 
ألم ترى نفسك بعالمك مجرد رسام منبوذ فاشل يريد أن يقود مملكة شاسعة كهذه. 
أمسك الجنود بالبقية حينما أشار لهم بذلك، وجزوا بنا إلى السجن. 
لم أفكر مرتين وأمسكت بخنجري واخترقت الصفوف إلى أن توسطت صدر ذلك اللعين، دماءه سوداء عاد لطبيعته البشعة، رائحته النتنة ملئت المكان حواطه الدخان الأسود الكثيف من كل صوب إلى أن استحال إلى هيئته الأولى كمارد، وخلفه الجنود. 
أمسك كلا منا بسيفه أنا، لونار وجواد كلا منا بظهر صديقه لكي يفديه بحياته فالموت قادم لا محالة، بدأ القتال وكلاً منا يثابر ويقاتل، والجنود كثر ونحن ثلاثة فقط، لونار قواها بدأت تخور وجواد مازال كما هو لا يأبى لما يحدث إلى أن جاءته طعنة، استمر بالرغم من ألمه بالقتال حاول أحدهم طعن لونار، قتلته. 
خارت قوى كلا من لونار وجواد والجنود أكثر من مئة جندي ضخم. 
استسلمنا بنهاية المطاف، أجبرونا على الركوع أمام يعقوب أيدينا خلف ظهورنا، المكان خالي لا صوت به سوى أنفاسنا الثقيلة المسلوبة، اتسعت ابتسامته الكريهة وهو يشير لأحد الجنود بإرغام لونار على التقدم بنفس وضعيتها وكذلك جواد، أمسك بسيفه وبضربة واحده شق عنق لونار وانتقل الى جواد، دمائهما الدافئة أمامي تلامس قدمي وهما ملقيان على الأرض الزلقة يحدقان بي، سقطت أرضا فاقداً الوعي استيقظتُ على همسات باسمي، 
فتحتُ عيني كان موفق أمامي نجلس بخيمة بالصحراء وانا أرقد على فراش بسيط. 
قال موفق: 
_ حمدا للرب على استيقاظك. 
سألته: 
_ كم استغرقت بالنوم؟ 
أجاب: 
_ أسبوع. 
_ وكيف جئت بي إلى هنا، وأين نحن؟ 
_ نحن بصحراء جيكا وأنا من أتيت بك من السجن بلازورد. 
قاطع حديثنا دلوف فتاة غريبة لم أرها من قبل قصيرة وشعرها البني يتطاير حولها صرخت به: 
_ يا أحمق ألم أخبرك بأن تذهب إلى أليستروميريا وتخبرها بما نحن بصدد فعله. 
أجاب بهدوء يحاول كظم غيظه الذي لم تفلح ملامحه بإخفائه: 
_ أجل فعلت، أرسلت لها رسولاً يا سيدتي. 
_ حسناً، هكذا أفضل. 
قلت: 
_ من أنتِ، وأين لونار وجواد؟ 
أجاب موفق: 
_ هذه الأميرة بوفارديا شقيقة الملكة أليستروميريا ملكة هيلاسي، ذهبت إليها وطلبت المساعدة ولبت النداء بصدر رحب، والأميرة أتت مع جيشها لننهي هذه المهزلة يا يونس. 
 
قلت بارتباك: 
_ ولونار وجواد ألم تنقذهما؟ 
أخفض بصره أسفاً ولم يجب. 
طلبت منهما تركي بمفردي قليلاً. 
خرج الأثنان وبقيت أنا أرثي نفسي بكلمات لا تعيد من ذهب بلا عودة، الرحيل ليس فقط رحيل الأموات بل هو رحيل الأحياء الأقرب لقلوبنا من ننادي عليهم بقلوبنا ولقائهم بعالم الأحلام أجمل لقاء. 
بكيتُ وأنا أتذكر كيف ذبحا أمامي بلا رحمة، انقدت لونار مسبقاً ولكن لم أستطع إنقاذها من أيديهم، أريد أن أراها لمرة واحده أخبرها كم أحبها وأنني لم أحب ولن أحب سواها، اعترف انني لم أبح لها قبلاً ولكنني حقاً أعشقها. 
استمر بي الحال قرابة الشهر لا أخرج من الخيمة موفق يأتي بالطعام ويأخذه كما هو، إلى أن ولجت تلك الأميرة بوفارديا. 
قالت : 
_ يا سيد يونس الحزن لن يفيدك بشيء، سوى خسارة نفسك لا سبيل للاستسلام الآن إما الحرب والنصر أو الاستسلام والهزيمة، هل تشعر بالراحة وأنت تترك ما جئت لأجله. 
صمت ولم اجب فتابعت: 
_ تترك دماء أصدقائك هكذا تترك هؤلاء الناس في جور أبدي يتوارثونه جيلاً بعد جيل، ألست أنت حفيد من أنقذهم قبلاً. 
 
أجبت بشرود: 
_ لا قيمة لكل هذا الآن، ذهبوا ولن يعودوا، حاربت مراراً ولم أجني سوى الهزيمة بكل مرة. 
قالت: 
_ حتى وإن هزمت فعليك بالمحاولة، وأنا هنا لكي أساعدك بتحرير هذا الشعب من الظلم الواقع عليهم، علينا إخراجه من مستنقع الجهل والهوان هذا.
 
قلت: 
_ لا حاجة لي بذلك يا أميرة، لا حاجة لي. 
احتقن وجهها وقالت: 
_ إذن لا فائدة من بقائي هنا يا سيد يونس. 
لم أعطها ردا وهمت بالمغادرة إلى أن ولج صديق مهرولاً بملابس الحرب قائلاً بأنفاس متقطعة: 
_ والدتك يا يونس، إنها على قيد الحياة. 
 
                                 
                                 *
google-playkhamsatmostaqltradent