رواية حب رحيم الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سمر عمر
” أشعر بك..”
قبض على معصمها بقوة وخرج كالإعصار ساحبًا إياها خلفه حاولت أن تتحرر من قبضته لكنها لم تستطع ..عند وصوله فتح الباب ليدفعها في الخارج وقال بحده :
-متجيش البيت دا تاني ..وانسي ولادك زي ما نستيهم قبل كده
ضبطت شعرها وقالت وهي تلهث :
-مش هنساهم يا رحيم ..دول ولادي..
ثم تقدمت نحوه خطوتين وقالت بهدوء :
-أنا جاية اجازة يومين وعايزاهم يقعدوا معايا
ليقول بتأكيد :
-مش هيوافقوا ..يلا امشي من هنا
أستمع إلى صوت السيدة وفيه تنادي من الخلف فالتفت إليها وهي تتقدم نحوه و وقفت قائلة :
-دي مهما عملت دي امهم يا بني
لتنظر إليها باشمئزاز وقالت بعصبية :
-وأنتِ مالك بتدخلي بينا ليه
لتنظر إليها بصدمه بالرغم من أنها تدافع عنها تمنعها من التدخل ..فيما غضب رحيم من طريقة حديثها وقال بحنق :
-دي بقى اللي بدافعي عنها
ربتت على كتفه بحنان وقالت :
-مسامحه عشان الأولاد
جاءت تدخل أمسك بمرفقها ليوقفها ناظرًا في عينين هذه الوقحة بتحدًا قائلًا :
-مش هتشوفي الأولاد إلا إذا أعتذرتِ
زفرت بسام وقالت بكبرياء :
-سوري يا طنط
أومأت بخفه ثم تركتهم ودخلت ..سمح لها بالدخول صعدت إلى الطابق الثاني سريعًا ودخلت غرفة ريان الذي يلعب بألعاب الفيديو فقال دون أن ينظر خلفه :
-ندى أنا لسه بادئ لعب
ارتفع حاجبيها في تعجب ثم جلست إلى جواره وقبلته على وجنته وقالت وهي تضمه إليها :
-أنا مامي..
أوقف اللعبة لينظر إليها في دهشة دون أن يتفوه بكلمة فنظرت إلى قدمه الملفوف عليها شاش أبيض وتساءلت :
-أنت فكيت الجبس ؟
قال وهو لايزال مندهشًا من وجودها :
-أه ..ندى جت معايا والدكتور حطلي ده
نظرت إليه تحتضن وجنتيه براحتي يديها وقالت بحنين :
-وحشتني اوي ..اوي..
أومأ برأسه فقط تعجبت من ردة فعله فكانت متخيلة بأنه سيحتضنها ويخبرها بأنه أشتاق إليها كثيرًا ويترجاها أن تبقى معهم.. تنهدت بحزن وقالت بهدوء :
-أنا جايه عشان أخدكم تقعدوا معايا يومين
نظر إلى التلفاز ليكمل لعب وهو يقول بتذمر :
-لاء أنا بحب بابي ومش هسيبه
-والله ..ماشي بس مش همشي غير وأنت معايا
ثم نهضت عن الأرض متجه نحو الباب وخرجت لتدخل عند أشرقت ..نظرت الصغيرة إليها في دهشة وتركت ألعابها لتنهض راكضة إليها فاحتضنتها رافعه إياها عن الأرض قائلة :
-وحشتي مامي جدًا
-أنتِ كمان
قبلتها على رأسها ثم جلست على حافة الفراش وهي لاتزال تحتضنهابقوة.. ة ابتعدت عنها لتنظر إليها وقبلتها على وجنتها وجبينها وقالت مبتسمة :
-يلا عشان هتيجي معايا
اختفت ابتسامتها وتراجعت إلى الخلف وهي تومئ بالنفي قائلة :
-لاء أنا هقعد مع بابي و ندى
حدقت بها بشراسة وأندفعت :
-هي ندى دي بقت أمك وأنا ما عرفش..
ثم قبضت على ذراعها بغيظ وقالت بأندفاع :
– هتيجي معايا أنتِ واخوكي.. مفهوم
ثم تركتها فركضت أشرقت إلى الباب وقامت بفتحه وخرجت راكضة تنادي ندى ووالدها بنبرة بكاء فيما نهضت هي وركضت خلفها لتمسك بها عند الدرج وأشرقت تحاول التملص منها.. خرجت ندى من غرفتها ورحيم من غرفة المكتب فيما وقفت ندى أمام الدرج وقالت بقلق :
-خلي بالك البنت هتوقع
لم تعطي لها اهتمام بينما صعد رحيم الدرج سريعا ليحرر طفلته من يدها ودفعها بقوة لتتراجع إلى الخلف …وحمل طفلته يضمها إليه بحنان وهي تبكي قائلة :
-بابي مش عايزة أمشي من هنا
قذف تلك اللعينة بنظرة قاتلة ثم هبط الدرج فلحقت به وهي تقول بحنق :
-رحيم أنا عايزة الولاد النهاردة بس
ألتفت ينظر إليها بغضب شديد وقال بحده :
-اقعدي معاهم هنا ..غير كده مستحيل يوافقوا
قالت ندى بهدوئها المعتاد :
-أنا ممكن أقنعهم
نظر رحيم إليها بحده فتلاشت نظراته وتقدمت نحوه لتأخذ أشرقت واتجهت نحو غرفتها تحت أنظارهم حتى دخلت الغرفة.. تركها رحيم وعاد إلى غرفة المكتب مغلقًا الباب خلفه بقوة فيما جزت جيجي أسنانها حتى استمعت إلى صريرها و جلست على الأريكة تلهث وتزفر بقوة غير مستوعبه رفض الأولاد لها..
أما ندى فغسلت وجه الصغيرة بالماء ثم أخذتها إلى الخارج وحملتها لتجلسها على مقعد المرآة وبدأت تمشط شعرها بهدوء وهي تغني بصوت هادئ :
-شو حلو حبيبي شو حلو ..هالقمر شوفوا ما أجملو ..بس أنا عبالي ادلـله وحياتي ما حدا بقى يزعلوا ..واسمحوا إذا بتسمحوا واستحوا ما بقى تجرحوا لو زعل أنا بصالحه حبيبي بالقلب صاير مطرحه..
ثم تركت الفرشاة بعد أن فرقت شعرها وبدأت تصنع لها الضفائر في كلا الاتجاهين ..بعد أن انتهت قبلتها على وجنتها ثم نظرت إليها في المرآة بابتسامة واسعه قائلة :
-قمر بالضفاير
ابتسمت وهي تومئ تأكيدًا على حديثها ثم تحدثت بنبرة إعجاب :
-ممكن تغنيلي تاني
شهقت واضعه يدها على فمها وتساءلت بتعجب مصطنع :
-أيه ده هو أنا صوتي عجبك أوي كده ؟!
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت :
-جدًا جدًا
حملتها ندى على ذراعيها وأخذت ترقص بها وهي تغني لها ذات الأغنية بصوتها الهادئ وبدأت تستدير بها.. وأشرقت جعلت من ذراعيها طوق حول عنقها وتحرك رأسها مع الأغنية بإعجاب ..ثم وضعتها على الفراش برفق ومددت بجوارها وقالت بهدوء :
-عارفة أنا بحبك اوي
-وأنا كمان بحبك
قبلتها على وجنتها ثم ضمتها إليها بحنان وقالت بمكر :
-وهحبك أكتر لو طلعتي بوستي ماما و وافقتي تقعدي معاها النهار ده..
ابتعدت عنها لتنظر إليها بتذمر طفولي فقالت ندى بابتسامة واسعة :
-لو روحتي هتيجي تاني يوم تلاقيني عامله لك جيلي بموز وكريم كراميل و تورته كتير ليكِ لوحدك..
أقتنعت قليلًا ورفعت ندى جذعها عن الفراش لتجلس أمامها عاقدة قدميها وأمسكت بيدها وقالت بهدوء :
-عارفة لو صَلحتي ماما هتدخلي الجنة ..و اوعدك بكرا بابي هيجيلك علشان ترجعي معاه ..هي ماما ما وحشتكيش ولا ايه
قالت بحزن :
-وحشتني بس أنتِ هتوحشيني أكتر
ابتسمت بتأثر على ذلك الحب الكبير ثم احتضنتها وهي تخبرها بأنها سوف تشتاق إليها أكثر ..بعد دقائق خرجت من الغرفة فنظرت جيجي إليهم وركضت أشرقت إليها ووقفت إلى جوارها تقبلها على وجنتها و وافقت أن تذهب معها ..لتنظر جيجي إلى ندى في دهشة لتأثيرها القوي عليها ..تركتهم وصعدت إلى غرفة ريان ودخلت لتجلس بجواره تشاهد لعبه على التلفاز فنظر إليها ثم عاد بالنظر إلى التلفاز وقال :
-الجيم ده وبس
رفعت حاجبيها ناظرة إليه بطرف عيناها ثم أخذت الدراع و أوقفت اللعبة زفر بتذمر طفولي فأخذت تدغدغه ليضحك ثم حملته برفق لتجلسه على قدميها وأمسكت بيديه ترافعهما إلى الأعلى وتتحرك بكلا الاتجاهين وهي تغني بهدوء :
-الله على اللي خلا الفرحة في كل مكان أي الجمال ده الله الحياة احلوت كمان ..حبايب وعيلة وعشرة ليالي جميلة ولسه في بكرا ولسه الحكاية طويلة ..أجمل ناس في حياتنا خلوا المكان بيهم جنه..
ثم أنزلت ذراعيه وأحاطت خصره مستنده بذقنها على كتفه وقالت :
-أنت وأشرقت أجمل ناس في حياتي..
ادار رأسه اتجاها متسائلًا :
-وبابي ؟
جحظت عيناها ناظرةً إليه في دهشة ثم ابتسمت وغيرت الحوار قائلة :
-على فكرة أنا ممكن ازود ساعة لعبك بـ البلاي ستيشن بس بشرط
ليقول مسرعًا :
-موافق ..موافق
-الشرط ..إنك تروح تقعد مع مامي النهاردة وبكرا ..وبكرا بليل بابي هيجيلك انت وأشرقت علشان ترجعوا معاه
أومأ بالنفي عدة مرات وقال بتأفف :
-مش عايز ألعب بلاي ستيشن خالص
تعجبت من رده ثم احتضنته بقوة وقالت بهدوء :
-حبيبي ..أنت وحشت مامي أوي
قال بنبرة بكاء :
-هي اللي مشيت وسابتنا.. وأنا بحب بابي أكتر منها
-طيب روح النهار ده بس.. النهار ده بس أوعدك
أطرق عيناه بحزن ثم وافق فاتسعت ابتسامتها وساعدته على تبديل ثيابه ثم وضعت له ثوب للنوم داخل حقيبة ظهر متوسطة الحجم وذهبت إلى غرفة أشرقت لتضع لها ثوبها هي الأخيرة ..ثم عادت إلى ريان ووضعت الحقيبة على كتفه وحملت إياه على ذراعيها وهبطت إلى الطابق السفلي وضعته على المقعد برفق ..وقف رحيم أمام باب المكتب ينظر إليهما بحزن يخبئه خلف جموده بينما جلست ندى على ركبتيها لتساعده في ارتداء حذائه..
نادى رحيم على أشرقت لتركض إليه و وقفت أمامه فأدخلها الغرفة وأغلق الباب ثم ركع أمامها ليحتضنها مغمض العينين بقوة للحظات وهي تشاركه العناق بيديها الصغيرة ثم ابتعد عنها وأعطى لها هاتف صغير قائلًا :
-خليه معاكِ يا حبيبتي واتصلي بيا لو احتجتي حاجة هتلاقيني عندك..
ثم نظر إلى الهاتف وبدأ يعلمها :
-طبعًا عارفه بيفتح ازاي.. أضغطي على الأخضر ده هتلاقي أسمي الوحيد اللي عليه وبعدين أضغطي عليه كده وبعدين أضغطي على الأخضر ده هيتصل عليا ..تمام يا روحي
أومأت بتفهم فوضع الهاتف في جيب سروالها وهو يخبرها ألا تخبر والدتها بأمر هذا الهاتف.. ثم أحتضنها ثانية وهو يشعر بعدم الراحة من مغادرتهما المنزل فقلبه دائمًا مطمئن عليهما هنا ..ثم ابتعد عنها وأمسك يدها وخرج ليركع أمام طفله ويحتضنه وقبله على رأسه ثم حمله على ذراعيه وخرج به.. لحقت جيجي به ممسكه بيد طفلتها التي استدارت برأسها إلى ندى وتودعها بيدها فودعتها ندى بابتسامة رقيقة وعندما خرجت أختفت ابتسامتها وجلست على الأريكة حزينة..
وضع ريان على المقعد الخلفي وقبل يداه وكان ريان ينظر إليه بترجي أن يمنع ذهابه ليشعر بألم في قلبه ومسح على شعره ثم ساعد صغيرته على الدخول بجوار شقيقها و ودعها بقبلة على رأسها قبل أن يغلق الباب ..جلست جيجي أمام المقود لتغادر فيما ألتفت الطفلان ينظرون إليه بحزن من خلف الزجاج الخلفي ..قطب بين حاجبيه قابضًا قبضته بقوة ويعتصر قلبه قهرًا فلم يتحمل نظراتهم تلك.. ابتعدت السيارة عن عيناه فتقدم خطوتين وهو يزفر كي يهدأ قليلًا ثم تحدث من بين أسنانه :
-يا ريتك ما رجعتي ..يا رب
وقف السائق الخاص به خلفه واستأذن بأخذ إجازة لأن زوجته تلد فوافق على الإجازة دون أن ينظر إليه.. فقلبه وعقله بين يدي طفلاه الأن ..شكره السائق كثيرًا وغادر وبعد لحظات دخل رحيم وأغلق الباب فنظرت ندى إليه وهو يتجه نحو الدرج بخطوات سريعة دون أن ينظر إليها ثم صعد إلى غرفته مغلقًا الباب خلفه..
شعرت ندى بالحزن من أجله بل وشعرت به أيضًا كأنهما جسد واحد ..بعد لحظات وصل علاء المنزل و وقف أمام ندى وتساءل بفضول :
-مش قاعده مع الأولاد ليه ؟!
رفعت رأسها إليه بحزن ونهضت قائلة :
-والدتهم جت النهار ده خدتهم ومشيت
اندهش وقال بحنق :
-ازاي رحيم وافق على كده
زمت شفتيها بحزن وهي تحرك رأسها بخفة فتركها وصعد إلى شقيقه ليتحدث معه.. بينما ذهبت ندى إلى غرفتها وبعد تبديل ثيابها إلى تنورة بطبقة من الستان وطبقه فوقها من الشيفون فضاضة مزينه بورود بيضاء وكنزة سوداء بثلث كم بعنق دائري منقوش بورود صغيرة بذات اللون.. ثم فتحت النافذة ليدخل ضوء الصباح وجلست على المقعد تكمل قراءة الكتاب كي يضيع الوقت..
” مساء ذات اليوم..”
قررت أن تذهب إلى رحيم كي تهون عليه فراق أولاده …تعلم جيدًا أنه حزين وكلما تنفست كلما يؤلمها قلبها عليه لتشعر وكأن قلبها في جسده ..وقفت أمام الباب تدقه وأنتظرت أن يجب ولكن لم يفعل فأضطرت أن تفتح الباب ونظرت في جميع أرجاء الغرفة حتى رأته داخل الشرفة.. واضعًا يديه في جيبي سرواله الأسود رافعًا رأسه إلى النجوم المتناثرة ..دخلت مغلقة الباب خلفها بهدوء ثم خرجت إلى الشرفة وشعر بخطوات قدميها فابتسمت عيناه ناظرًا إلى الأمام ..وقفت بجواره ولكن خلفه بخطوه و وضعت يدها على كتفه فأمسك بيدها بيده اليمين وأزاحها عن كتفه وضعها خلف ظهره ليسلمها إلى يده اليسار ليضع يدها على صدره وأمسك بيدها الأخرى جاعلًا إياها تحتضنه من الخلف ..أفترقت شفتيها قليلًا واتسعت عيناها كما شعرت بالخجل ايضا من تصرفة هذا.. لاحت ابتسامة على ثغرة فقد علم أنها الأن تشعر بالخجل وأصطبغا وجهها بحمرة الخجل وقال بصوته الرجولي :
-شاركيني في الحضن يا ندي
أغمضت عيناها وأقتربت منه أكثر واستندت بوجنتها على ظهره مغمضة عينيها بقوة متشبثة في سترته من الأمام ..رفع يدها الأخرى إلى شفتيه يقبلها على أناملها برقة عدة مرات ثم رفع رأسه واضعًا يدها على صدره وقال بهدوء :
-عايزك تفضلي كده طول العمر..
اتسعت ابتسامتها ثم عضت على شفاها السفلى بخجل فتساءل :
-اقنعتي الاولاد ازاي ؟!
تنحنحت بكبرياء مصطنع وقالت :
-بطريقتي الخاصة بقى
ضحك ضحكة خفيفة وأصر أن تخبره بالسبب ..فتحت عيناها وتنهدت بعمق تستجمع قوتها مسيطرة على خجلها ثم بدأت بالغناء بصوتها الهادئ :
-أنا نفسي اطير فرحانه جدًا ودايبه وبغير حاسة بسعادة ودا احساس خطير.. مجنونه بيك نفسي أفضل قصادك وأقولك بحبك كتير ودا مش كلام دا أنا جاية أغرق عنيك إهتمام ود وعد عليا وقرار وألتزام لو كنت أطول كنت أمسح حياتي ونبدأ من الليلة اوام ..هو أنت جيت منين حبيتك بالتلاته من غير اي اتفاق عقلي في ثانية أنت خدته..
ثم توقفت عن الغناء وتابعت بنبرة خجل :
-مش فاكرة بقى
رفع يدها إلى شفتيه يقبلها برقة وتحدث مبتسمًا :
-حبيبي طلع صوته حلو اوي ..سحرتيني بصوتك والأغنية الحلوه دي
احتضنته بشدة فاغمض عيناه وهي تقول بهدوء :
-غنيت لكل واحد فيهم أغنية وأقنعتهم بشوية كلام
ضغط بيدها على صدره منحني برأسه للخلف قليلا وقال بنبرة ثقيلة :
-عايزك يا ندى ..عايزك معايا دايمًا
دفنت وجهها في ظهره بخجل وقالت بنعومة :
-أنا معاك اهو
ابتسمت عيناه قائلًا :
-لاء أنا طماع ..عايز اصحي الاقيكِ في حضني..
عضت على شفاها بخجل شديد واصطبغا وجهها بحمرة الخجل ..تابع بـ بحة صوته الرجولية :
-بحبك يا ندى ..
ثم وضع راحتها على شفتيه يقبلها مغلقا عيناه وكأنه في مكان خيال بعيدًا عن الأرض ..مكان خاص بهم فقط.. ثم جعلها تقف أمامه محيطًا خصرها بذراعيه مستند بجبينه على جبينها يتفحص ملامحها بتمعن وهي تنظر إلى الأرض بخجل وقال دون مقدمات :
-تتجوزيني
انكمشت معدتها ورفعت عيناها لتحدق به بعدم تصديق وأخذ صدرها يعلوا ويهبط من دقات قلبها القوية التي تدق داخله ..مسح بـ إبهامه جانب شفتيها ثم قبلها على وجنتها واحتضنها دافنًا وجهه بين ثنايا عنقها في حين ندى مازالت تحدق لم تصدق أذنيها بل تود الفعل لكي تتأكد من طلبه هذا ..ثم أغمضت عيناها رافعه يديها تضعهما على ظهره لتشاركه بالعناق وهمست في أذنه :
-بحبك جدًا
قبلها على عنقها برقه ثم نظر إليها يضع شعرها خلف أذنيها ناظرًا إلى عيناها بجدية الحب وهي تبادله بذات نظرات الحب ثم همس بأنفاسه الساخنة :
-مجوبتيش ليه
أطرقت عيناها ثم دفنت وجهها في صدره خجلًا وقالت بهدوء :
-أكيد موافقة
قبلها على رأسها بحنان وكاد أن يتحدث ألا أن رن هاتفه فأخذه من جيب سرواله لينظر إلى شاشته التي تضيء بالرقم الذي في هاتف أشرقت فأجاب فورًا ليستمع إلى بكائها الطفولي :
-بابي تعال دلوقت ..مامي عايزانا نسافر معاها
جز على أضراسه حتى استمع إلى صريرهما وقال بهدوء على عكس البركان الذي داخله :
-طيب اهدي ..أنا جاي حالًا
ابتعدت عنه لتنظر إليه في توجس فيما أنهى رحيم المكالمة ودخل مسرعًا ليأخذ مفتاح سيارته وهو يقول بحده عالية :
-الهانم عايز تاخد الولاد وتسافر
وضعت يدها أعلى صدرها ولحقت به في توجس واضح قائلة :
-خلي بالك وأنت سايق
قال وهو يخرج من الغرفة بخطوات سريعة :
-ماتخافيش
لحقت به و وقفت أمام الدرج تنظر إليه حتى خرج مغلقًا الباب خلفه فجلست على الدرج تدعي له ..بينما استقل رحيم سيارته وقاد مسرعًا وأخذ يضغط على بوق السيارة بعصبية ليفتح الأمن البوابة وخرج بسرعة فائقة تاركًا أثرا للعجلات على الأرض..
..عند وصوله أوقف السيارة أمام البوابة يضغط على البوق بقوة ليخرج الأمن من بوابة صغيرة فاندفع رحيم طالبا منه أن يفتح البوابة.. قام بفتحها ليدخل بالسيارة في ذات الوقت كانت تضع جيجي الحقائب داخل السيارة ورجل صلب من يقوم بحراستها حاملًا أشرقت على ذراعيه وهي ترفص بقدميها وتبكي و واحد أخر يحمل ريان والذي لم يصدر منه أي ردة فعل فقط ينظر إلى الأمام ويبدو عليه الصدمة..
تفاجأت بسيارة رحيم والذي صفها وترجل منها راكضًا إلى ذلك الوغد الذي يحمل طفلته و وقف يسدد له عدة ضربات قوية ثم أخذ أشرقت وانزلها إلى الأرض فسدد له ذلك الضخم ضربه قويه جانب شفتيه وكاد أن يسدد له واحده أخرى تفاداها وركلة بغيظ شديد جعله يتراجع إلى الخلف ثم سقط أرضًا متأوه.. بينما تحدثت جيجي بصوت مرتفع :
-أنا هاخد ولادي يا رحيم ..مش هسمح لوحده حقيرة تربيهم
أحتضنت أشرقت قدم والدها.. فيما نظر إليها نظرة قاتلة وصاح بعنف :
-الحقيرة دي برقبتك ..وأنتِ هتاخدي الولاد علشان ترميهم مع مربيه أجنبية وتشوفي شغلك ..أنا جايب لهم مربية لكن واخد بالي منهم وتحت عيني
قالت بعصبية ساخرة :
-أه واضح بأمارة أن رجل ابنك انكسرت
-أنتِ فاهمه كويس اوي رجليه انكسرت ازاي
ثم طلب من أبنته أن تذهب إلى السيارة فركضت إليها لتختبئ داخلها بينما أقترب من ذلك الرجل الثاني وأخذ ريان بينما خرجت والدة جيجي توبخه بحده وهو يضع ابنه داخل السيارة ثم نظر إليهم بغضب شديد وكأن الجحيم سكن عيناه قائلًا بفحيح مرعب :
-أنتِ فكرة أنك لو كنتِ أخدتي الولاد كنت هسيبك ..دا أنا كنت ههد الدنيا فوق دماغك
ثم جلس أمام المقود ليغادر من ذلك المكان اللعين ..فزفرت جيجي وضربت عجل السيارة بقدمها بغيظ فوقفت والدتها بجوارها وقالت بقسوة :
-ولا يهمك ..دول حتى كانوا هيعطلوكِ عن شغلك ..سافري وابني نفسك مفيش حاجة هتنفعك
***
عند وصوله صف السيارة أمام الباب وهاتف ندى طالبًا منها أن تأتي لتأخذ أشرقت ..بعد لحظات من المكالمة خرجت وحملت أشرقت تضمها إليها ونظرت إلى ريان الذي ينظر إلى الأمام في صمت مرعب وتساءلت :
-ريان مالك ؟!
ليقول رحيم بضيق :
-خدي أشرقت وادخلي يا ندى
ابتلعت لعابها بصوت مسموع وشعرت بالقلق على ريان ثم دخلت المنزل ..حمل طفله اجلسه على قدميه واحتضن وجنتيه براحتي يديه ينظر إليه بألم واضح ..فقد تذكر ذلك الوجه الذى رأه عندما غادرت والدته للمرة الأولى وذهب به إلى الكثير من الأطباء النفسيين كي يتحدث من جديد حتى نجح بعد معاناة ليستمع إلى صوته من جديد ..ويخاف أن تعود تلك الأيام ثانية فقال بهدوء :
-ريان حبيبي أنا بابا ..أنا معاك
مقلتيه مثبته إلى الأمام ولم يتحرك قط فقط يلتقط أنفاسه ..رفع رأسه إليه وهو يقول بترجي :
-لاء يا ريان أنا مقدرش أعيش من غير ما اسمع صوتك..
احتضنه بشدة وقبله على رأسه ثم أغمض عيناه لتهبط دموعه على وجنتيه وقال بنبرة ألم :
-أنا أسف ..أسف يا روحي
فتح باب السيارة وترجل وهو يحمله على ذراعه ثم دخل مغلقًا الباب بقدمه فألتفتت ندى برأسها تنظر إليه وهو يتجه نحو الدرج من ثم صعد إلى غرفته.. وضعه على الفراش برفق ثم مدد بجواره وأخذه بين أضلاعه وقال بنبرة ضيق :
-مش هخليك تعمل حاجة غصب عنك تاني ..بس سمعني صوتك..
ابتلع لعابه ليشعر بألم حاد في حلقه فيما ابتعد ريان عنه رافعًا رأسه ينظر إليه نظرة عتاب فنظر رحيم إلى عيناه ومسح على وجنته وابتسم ببهوت قائلًا :
-هتنام جمبي النهار ده وبكرا وبعده ولحد ما تزهق ..علشان أنا بحبك أوي ..قولي رحيم كده
قبله ريان على وجنته ثم اغمض عيناه فحرك رأسه بخفة ثم أخذه بين ضلوعه حتى ذهب ريان إلى النوم ..نهض من جواره بهدوء وخرج إلى الشرفة يدخن سيجارة بعد لحظات دقت ندى الباب لم تستقبل رد فقامت بفتح الباب بهدوء ناظرة إلى الفراش لتجد ريان فقط فدخلت مغلقة الباب بهدوء ..ثم خرجت إلى الشرفة و وقفت بجواره.. نفث دخان سيجارته في الهواء وقال بنبرة عتاب :
-ليه تقنعي يروح يا ندى ؟ ..يا رتني ما وافقت يروح معاها
-هو ريان عنده أيه ؟
تساءلت باهتمام ليخبرها بكل شيء حدث معه ..وكم هو عان معه حتى تحدث ثانية بعد أن صدم من كم المشاجرات التي كانت تحدث بينه وبين والدته وايضا كانت تتشاجر مع جدته امامه والصدمة الأكبر كان فراق والدته المفاجئ ..أمسكت بمرفقه مستنده برأسها على كتفه وقالت بحزن :
-أنا أسفه مكنتش أعرف إن كل ده هيحصل..
ثم قبلته على كتفه فأمسك بيدها مخللًا أصابع يده بين أصابع يدها واضعًا إياها على صدره وهي تقول بهدوء :
-متقلقش بكرا هيبقى كويس اوي وهيتكلم
ميل برأسه ليستند على رأسها واغلق عيناه بهدوء هامسًا بجدية :
-خليكي معايا يا ندى ..وجودك بيطمني.. وجودك جمبي بيطمني بيغلب قسوتي ..بيخرج كل حاجة حلوه جوايا ..بحبك
قالت بابتسامة ونبرة رقيقة خجولة :
-أنا كمان بحبك
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب رحيم) اسم الرواية