رواية حلم الليالي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم هاجر عبد الحليم
رواية حلم الليالي الحلقة 13
ف منزل مروة
اروي: جالك فعلا؟
مروة:ايوة جالي تصوري عمري م كنت اتخيل اني هشوف اليوم دا عبدالله يقف قصاد الدنيا عشان بس يراضيني ويرجعني ليه
اروي..بلاش تضحكي ع نفسك وخيالك يصورلك وهم كله سراب
مروة..يعني اي؟ اكيد انا مش بقول اي كلام وخلاص ثم ازاي تيأسيني بالطريقة دي خصوصا بعد اللي حكتهولك
اروي..انا م صدقت الاقيكي واقفة ع رجلك وخرجتي برة دايرته اللي فضلتي فيها سنين واخيرا اتحررتي منها نفوق بقا ونشوف حياتنا ولا نوقفها وف الاخر نعيط ع لبن مكسوب هيخسرنا كل حاجة غير دموع ووجع قلب وبس شوفي حالك ومستقبلك وانزلي شغلك ومش هكلمك ف حوار زياد لو دا هيزعلك ويوقف مرحلة التعافي بتاعتك لكن لو فكر عقلك يرسم مستقبل مع عبدالله تاني مش هتلومي غير نفسك ومحدش هيخسر غيرك شهد واتجوزها ومرضها خلاه عاجز قصاد اي قرار يخصكم اخرها اي يردك ليه ف السر ولا يضحك عليها ويقولها هيسافر يومين ويجيلك ف الخفا وهي هتبقى النور وانتي الضلمة تفتكري روحك تستاهل انها تكون كبش فدا للحب دا؟
نظرت مروة ليها بدموع حبيسة لا تريد الانصياع والنزول لتعلن عن خسارة حقيقية حتى لو تم تأجيلها ولكن الظروف سلاحها اقوي هي فقط بين الدعاء والامل ولكن الى متى الصمود؟
ف منزل عبدالله
دخل عبدالله الى المنزل وهو مهلك بسبب التفكير وضغط العمل ف هناك تراكمات شديدة ع كيانه يجعله يبده كالشيخ الهارم لا يريد من الحياه شيء
وضع مفاتيحه ع الطاولة وهو ينادي ع شهد بصوت عالي يبحت بعينه عنها ف كل ارجاء المنزل بقلق دفين يكاد فكرة فقدانها ترعبه وترهق مضجعه لا يريد اي اذي يصيبها ويكون السبب به
اتصدم بوالدة شهد تنظر اليه بحدة وغيرة ام
ودار بينهم هذا الحوار العنيف
اميرةبسخرية ..اهلا بجوز بنتي الغالي
عبدالله بحيرة...اهلا ياحماتي منورة اتفضلي واقفة ليه
اميرة بجدية..انا هقعد بس وانت معايا عايزة اقولك كلمتين عشان ابقى ارتحت ورميت القلق من ع قلبي
عبدالله بقلق...خير ياحماتي قلقتيني اوي اي الحكاية؟
خرجت شهد من الغرفة تنظر اليه بغموص حاول قراءة عيونها ولكن شعر بظلام دفين وكأن هناك حاجز يمنعه عن الشعور بكل تفاصيل تلك الفتاه التي ظن انه عشقها يوما
اميرة...اقعد يبني
عبدالله جلس وحاول الظهور كأنه شخص واثق من نفسه وع اتم الاستعداد الكامل للاجابة بمنطق وعلاقنية لكل اتهام يصدر من والدة شهد
اميرة بجدية..انا ام وبخاف ع بنتي اوي ومليش غيرها ف الدنيا وتعبت ف تربيتها ومعنديش اي اعتراض لكل قرار يخصها طالما هي مقتنعة بيه وانه دي حياتها ومسؤلة عنها اكتر مني واللي عليا اتابع من بعيد ولو شوفت اي اذي محاوط بنتي مش هسكت وهقف قصاده حتى لو دفعت عمري تمن لدا وزي م انت شايف حالة شهد وانها مش حمل اي صدمة نفسية خالص ولا انت رايك مختلف
عبدالله بحيرة..اي لزوم المقدمات دي كلها ياحماتي م تقولي اللي جواكي سكة ودوغري من غير لف عشان عيونك مش مريحاني انتي بتتهميني بحاجة؟
اميرة بحزم.. انت دخلت ع بنتي ياعبدالله؟
عبدالله اتصدم من جرأه السؤال ونظر الى شهد بعينيه كلهب متشتعل حقيقة لو كانت حقيقة لقتلت لا محالة
شهد بخوف..وعزة جلالة الله م قولتلها اي حاجة ولا اشتكيت هي اللي جتلي وفضلت تضغط عليا وعرضت عليا نروح لدكتورة بس انا موافقتش ف هي بتخمن مش اكتر عشان كدا سالتك يعني تتاكد طمنها ياحبيبي وقولها انه احنا مبسوطين وهنبدا حياتنا واخيرا من غير اي عقبات حتى مروة المتخلفة خطافة الرجالة دي صفحة واتقفلت معدش ليها اي وجود
هب واقفا كمن لدغه عقرب وكاد ان يتجه ناحيتها فزعت من منظره وفرت هاربة داخل الغرفة
امسكت والدتها ذراعه بحدة
اميرة...اي هتضربها قدامي هي حصلت انت واخدها من الشارع عشان تتصرف معاها ع كيفك لا والله دا انا ممكن؟
قطعها عبدالله بحدة..حماتي مفيش داعي للغلط انا كل دا محترمك عشان ف بيتي ومراتي اتفاهم معاها بمعرفتي وهي غلطانة انها تقولك اسرار بيتها واللي بيحصل معاها وعشان اريحك ايوة لسة مدخلتش عليها واسبابها هحتفظ بيها لنفسي وبس عجبك كان بها مش عجبك انا مستعد اطلقها
اميرة بصدمة تطلقها!!
عبدالله..متتخضيش اوي انا مش ندل عشان سمعتها اعريها لحد يقعد يلسن عليها بس عشان متلويش دراعي كل شوية بنتي معززة مكرمة وانا مش ظالم كل الحكاية اني محتاج وقت عشان اعرف اديها حقوقها
اميرة.يكونش عايز ترجع لمروة وبتنيم بنتي جرا اي ؟انت مش شايف نفسك لما سيرتها تتجاب مش بتبقى ع بعضك ازاي ؟لا اسمع بنتي ومفيش ضرة تدخل عليها يوم م عقلك يفكر ف واحدة غيرها هتخسرها وللابد وسمعت بنتي بيرلانت واللي يقول كلمة انا هقفله وقفتي كفايا سامعني قصر الكلام معاك اسبوع حصل المراد تاخد عيني. تبقى ع راسي محصلش استلقى وعدك من ابوها دورها وعقلك ف راسك تعرف خلاصك يلا سلام ياجوز بنتي
خرجت اميرة زارعة الباب بعنف
شد ع قبضة يده بعنف وشديد وعنيه ع غرفة شهد التي كانت تتصنت عليهم بفضول شديد وهي تستشهد ف سرها اتنفضت برعب عندما سمعت صريخه بأسمها
الله يحرقك ياشهد هتموتي يخربيتك
ف منزل عبدالهادي
عبدالهادي..ياحاجة فهميني
اميرة بتوتر..اقولك اي بس ياحاج م البنت تمام وفرحانة مع جوزها ادعيلها يهدي سرها معاه احنا اخترنا صح ريح قلبك بقا
عبدالهادي..لا انا مش قادر ارتاح انا كل يوم بصلي واشارات كتير من ربنا بتقولي انه الطريق اللي وافقت امشي بنتك فيه اخره موت
اميرة بخضة..اعوذ بالله موت اي بس ياحاج هي مش متجوزة مجرم ولا كان ف السجن هو تقي وهيخاف ربنا ثم احنا قلة يوم م بنتك تخبط علينا وتشتكي منه ساعتها مش هنسمي عليه دا احنا ملناش غيرها بعد ربنا هي اللي حيلتنا اوم ياخويا روق بس وصلي وشوف حالك انت نشفت ووشك بقا اصفر من كتر التفكير
عبدالهادي بحزم..اميرة
اميرة بتوتر...ايوة ياحاج
عبالهادي...انتي متاكدة انه الوضع عند بنتك كويس؟
اميرة بكذب..انا اتاكدت بنفسي والبت طايرة طب تصدق وشها نور ولا كأنها تعبانة وبقا سمح اوي. بقا بدر ف تمامه والكام يوم اللي قعدت ف بيته بقت زي السكر واول م شافوني فرحو بيا وقعدت تحكيلي اد اي بيخاف ع زعلها وبيراضيها ع طول ومش بيستحمل ينام وهي زعلانة منه دا مش بعيد الايام اللي جاية تبقا جد ان شاء الله ربنا يرزقها الذرية الصالحة اللهم امين
عبدالهادي..طب هاتي المصحف اللي هناك دا
اميرة بعدم فهم..حاضر بس تصدق فكرة حلوة اول م تقرا ايات ربنا صدرك اللي ضاق دا هينشرح وهتلاقي نور كبير ملاه
قامت اميرة وجلبت المصحف له ولكن هو امسك يدها ووضعها ع كتاب الله وقال لها
احلفي انه كل كلمة قولتيها صح
وانه عبدالله بيحب بنتك
وفرحان معاها وعايز يكمل حياته وهو شايفها ام عياله وتؤام روحه وشريكة حياته
نظر اليها بشك واكمل..احلفى انه ايداها حقها الشرعي ودخل عليها ياحاجة
وكانت اجابتها رعشة شديدة ف كامل انحاء جسدها ودموع تنهمر كالشلال هنا عزم ع حل تلك المعضلة ف اسرع وقت قبل حلول مصيبة لا يعرف مداها الا الله
في منزل عبدالله:
(كان عبدالله يجلس في غرفة المعيشة غارقًا في أفكاره الثقيلة. ضغط العمل والتوتر مع شهد كانا يضغطان على أعصابه بشدة. فجأة، دخلت شهد الغرفة بعد أن أنهت مكالمة هاتفية طويلة، وبدت وكأنها تحاول تجنبه).
عبدالله (بنبرة متوترة): كنتي بتكلمي مين؟
شهد (بلا مبالاة): ماما.
عبدالله (يراقبها بحدة): مامتك؟ بعد اللي حصل النهاردة؟
شهد (تدافع عن نفسها): هي اللي اتصلت، مش أنا.
عبدالله (ينهض من مكانه ويقترب منها): وأنا؟ أنا فين من كل ده؟ أنا اللي عايش معاكي هنا، وأنا اللي بتحمل كل ده لوحدي.
شهد (تتراجع بخوف): عبدالله، مفيش داعي تعلي صوتك.
عبدالله (يزداد غضبه): مش برفع صوتي، بس واضح إنك فاهمة غلط. اللي حصل النهاردة ما يتسكتش عليه. مامتك تدخلت في حياتنا لدرجة إنها بتشكك في رجولتي قدامك!
شهد (تحاول تهدئته): مفيش حاجة من دي حصلت، دي كانت بتحاول تطمن.
عبدالله (بصوت مرتفع): تطمن؟ على إيه؟ إننا عايشين؟ ولا إني لسه بحاول أقبل الوضع ده؟
شهد (تتحدث بعصبية): لو الوضع ده مش عاجبك، طلقني!
(صمت عبدالله للحظة، وكأن كلماتها كانت صفعة على وجهه. اقترب منها بهدوء، لكن بعينين مشتعلة).
عبدالله (بصوت منخفض لكنه حاد): إنتي عارفة كويس إني كنت بعمل كل حاجة عشانك. فكرت إني ممكن أعيش معاكي، حتى لو مش حاسس... فكرت إني أقدر أحبك، لكن كل مرة بتثبتي إنك مش فاهمة حاجة.
شهد (بصوت متقطع): مش حاسس؟... طب ليه اتجوزتني؟
عبدالله (صارخًا): لأنني كنت بهرب!
(تراجعت شهد إلى الوراء وقد ارتجف جسدها، بينما اقترب عبدالله أكثر).
عبدالله (بصوت مختنق): كنت بهرب من كل حاجة... منها، ومن نفسي، ومن فكرة إني خسرت كل حاجة كانت بتهمني في حياتي.
شهد (تحاول السيطرة على دموعها): طيب، لو كنت شايفني مجرد هروب، ليه مكمل؟
عبدالله (ينظر إليها بغضب): يمكن عشان خايف أطلع ندل زي ما كل الناس شايفيني. بس خلاص... أنا مش قادر أكمل!
(خرج من الغرفة وهو يغلق الباب بعنف خلفه، تاركًا شهد تنهار على الأرض تبكي بصمت
في منزل مروة:
(كانت مروة جالسة على الأريكة في منزلها الصغير، تقلب بين القنوات التلفزيونية بلا اهتمام. فجأة، سمعت طرقًا قويًا على الباب. قامت بتردد، وعندما نظرت من العين السحرية، اتسعت عيناها بصدمة).
مروة (بهمس): عبدالله؟
(ظلت مترددة، لكنه استمر في الطرق بعنف).
عبدالله (من الخارج، بصوت مرتفع): مروة، افتحي... أنا محتاج أشوفك!
(لم تتحرك مروة من مكانها، وكأن الخوف شل حركتها).
عبدالله (بنبرة أكثر انكسارًا): مروة... بالله عليكِ، افتحي!
(استند إلى الباب، وكأن ثقله كله صار عليه. بعد دقائق من الصمت، تراجعت خطواته تدريجيًا. نظرت مروة من النافذة لتراه يغادر بخطوات متثاقلة).
مروة (بحزن): لسه ضعيف... نفس عبدالله اللي عرفتُه.
(عادت للجلوس وهي تشعر بثقل في قلبها، لكن عيناها امتلأتا بالدموع التي رفضت أن تنهمر).
•تابع الفصل التالي "رواية حلم الليالي" اضغط على اسم الرواية