Ads by Google X

رواية لا تقولي لأ الفصل الثالث عشر 13 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية لا تقولي لأ الفصل الثالث عشر 13 - بقلم زينب سمير 

13..


دخلت لينا المدرسة وجنبها شارف اللي كان ملازمها طول المدة اللي فاتت، ساكت أه، في عيونه كلام مش ناطقه، لكنه فضل ملازمها، عكس كاران اللي بَعد عنهم طول المدة اللي فاتت، مكتفي برسايل للينا يطمن عليها، لكن قطع مع شارف نهائيًا

عيون الكل كانت عليهم وهما بيمشوا وسط الطلاب، نظرات مختلفة، متوقعتش لينا تشوفها في يوم

ضحكت بسخرية و- أول مرة تتجسد قدامي مقولة 'وأنقلب السحر على الساحر'

كان ماشي شارف وراها بخطوة، مشاها لحد ما وقف جنبها و- متهتميش بيهم، ولا تحطي في بالك حاجة

رفعت شعرها بغرور لسة موجود فيها، حتى لو إنكسر كبرياءها للحظة، حد مَس غرورها، هتفضل لينا، بصعوبة تبين كسرتها

و- ولا يفرقوا معايا

عدى قدامها الشخص الوحيد اللي يفرق معاها.. كاران

عدى من جنبهم وكأنهم هوا بالنسباله، خطوته مستقيمة، وعيونه باصة قدامه لهدف واحد بس.. كاميليا اللي كانت واقفة مع فرح

عيونه متعلقة على كاميليا، وعيون لينا متعلقة عليه، وعيون شارف متعلقة على لينا

دايرة و لافة بيهم! 

شافته أزاي وصل لكاميليا، بيكلمها وهي بتحاول تبعد، أزاي كل ما تمشي خطوة يقرب ويلزق فيها، برخامة..

ضحكت بآلم وهي شايفة كاران في حالة من سنين مشفتهاش، بيتعامل بطبيعية، بعشوائية، بروقان

بلهفة؟

أخيرًا شافت كاران ملهوف على حاجة وعلى حد، بيطلع ردود فعل حقيقية، مش آلة زي ما أتعود يكون

- أزاي شوفناه متعلق بيها كدا وكنا عايزين نبعده عنها!

قالت كلمتها وهي بتبص لشارف اللي عيونه هي كمان كانت عليهم

بصلها بجمود.. رافض أي مشاعر داخلية جواه تظهر على ملامحه

- معترفش، مقلناش، كنا هنعرف منين!

برر، ضحكت بسخرية و- على أساس أن أحنا مش عارفين كاران؟ محسناش بأي تغيير فيه؟ طيب أنا وكنت أنانية، كان عندي سبب علشان أضحك على نفسي

أنت لية.. لية عملت كدا

لو بس صبر، لو بس أستنى، يمكن كان الحال أتغير

يمكن مكانوش وصلوا لهنا.. يمكن ويمكن

- أنا كمان كان عندي سبب

بص في عيونها علشان تعرف الإجابة

هي الإجابة، هي السبب! بتلومه علشان مهنش عليه دموعها؟ متحملش كاران ينبسط وكأن مفيش حاجة وهي بس اللي تدمر

مهنش عليه زعلها!

بتلومه؟ ما تلومه.. المهم هو أرتاح

خرجت منها تنهيدة ومتكلمتش، تعرف لما تكون عارف غلطك؟ عارف علتك

بس رافض تحلها، مش قابل، لا شخصيتك، لا كبرياءك، لا كنونتك تسمحلك

دا حالهم

حتى لو هما غلط، وعرفوا إنهم غلط

مش هيصلحوا الغلط دا، مش هيعتذروا عليه

بس ممكن يوقفوا؟ ميكملوش!

ممكن!!

****

- كاران.. ياكاران حل عني بقى

قالتها كاميليا بنفاذ صبر، نفى وهو بيتحرك قدامها بحماس يحرك إيده يشرح و- مش بعد ما أعرفك حصل أية، المهم بقى خال ماما دا هندوسي بيعبد البقر، البقرة دي أغلى من أمه وأبوه وأنا مكنتش فاهم دا، أو فاهم بس اللي هو أية العبط دا!

جبت فيديو لواحد بيدبح بقرة وشغلته طول ما هو عندنا على التلفزيون وهو يشوفه ويعيط ويمسك الشاشة بإنهيار كأن روحه بتطلع ومش عليه غير ربي.. ربي سامحني ربي

خليت الخدامة تجبلي لحمة وشواية صغيرة بالكهربا وقعدت أشوي لحمة الأسبوع كله قدامه، لدرجة مرة رفض يطلع من أوضته، شويت في بلكونتي اللي جنب بلكونته علشان الريحة توصله، أخرها مقدرش يتحمل ومشى بعد ما هزق ماما وأبنك مبيحترمش آلهنا وإبنك معرفش أية


حاولت كاميليا تتحكم في تعابير وشها، صدقًا حاولت ترسم الجمود بس مقدرتش بطريقة حكيه، وبتخيلها لشكله.. فخرجت منها ضحكة خفيفة


- أحكيلك بقى عملت أية مع..

 حطيت إيدها على بوقه توقفه و- ممكن تسكت؟

مسك إيدها يبوسها و- طبعًا ممكن طول ما إيدك على بوقي هسكت

رجع يحطها تاني وهو راسم ملامح سهتانة

- ياربي.. 

لفت بوشها فلمحت لينا وشارف فـ- الحمدلله أصحابك رجعوا، كانوا راحميني وأنا مش عارفة والله، روح أقف معاهم وأنساني

- أنا قولتلك سبتهم

- وأنا بقولك أرجعلهم، بص أنا موافقة ترجعلهم وتعملوا خطط جديدة عليا

نفى براسه و- طريقنا مبقاش واحد

صوتها قلب لجدي و- بسببي؟

- لا ملكيش دخل، يمكن سبب من الأسباب بس.. بصي مش هتفهمي، في شرخ حصل بيننا، في حاجات أتغيرت، أحنا بقينا شايلين من بعض ودي حاجة عمرها ما حصلت

- طيب حاول تصلح دا

حرك كتفه كنوع من إنه مش مهتم

كملت هي- صداقتكم حلوة بجد ياكاران، علاقتكم ببعض برة أي حاجة أنتوا بتعملوها ملهاش زي، خسارة توصل لكدا

- كنت مفكر زيـك، بس صدقيني الموضوع مش سهل

سكت للحظة قبل ما يقول بإدراك وصدق- أنا أسف ياكاميليا، أسف على كل اللي عملناه فيكِ، على خططنا السخيفة وأستغلالنا لموضوع حساس زي موضوع أخوكي في خطة سخيفة، ملهاش أي هدف، ملهاش أي أسباب ولا مبرارات، خطة متدلش غير على قد أية أحنا كنا أغبياء.. 


لو الأعتذار دا جايلها وهي مكانتش عملتلهم أي حاجة، كانت بس مستقبلة لأفعالهم كانت مستحيل تقبله، ولا حتى تقف تسمعله، ولا حتى طول الفترة اللي فاتت كانت هتديله وش وأنتباه

لكن لانها زي ما لعبوا عليها، لعبت عليهم

زي ما أستغلوها أستغلتهم ويمكن أسوء

ولأن خسارتهم بقيت أكبر من خسارتها، ولأنها تعتبر المنتصرة

هي شبة موافقة على أعتذاره!

هزت راسها ببسمة خفيفة، عايزة تقول هي كمان إنها أسفة بس لية؟

لية حد يُحاسب على رد فعله؟ 

بص لفعلك وأرجع بص لرد فعلي، متلومنيش حتى لو كان أقسى، 

أنت وبترسم خططك متساهلتش، هما متساهلوش، أختاروا أصعب جرح ليها، فلو كانت - خطتها أقسى - مش ذنبها!

هما وبيعملوا خطتهم معملوش حسابهم يخبوا نقاط ضعفهم!

- ممكن نقفل صفحة الموضوع دا نهائيًا؟


بمرح- ممكن جدًا، كدا بقى في فرصة نكون سـوا، ومش هتلاقي زيي على فكرة

عدل شعره بغرور..

سابته ومشيت لما رن جرس بداية اليوم، أية اللي وقعها في طريق كاران بس!

****

وقت الغدا، أخدت صنيتها ولفت خبطت في حد رفعت عيونها كانت لينا، الكل وقف يبص بأهتمام، دا أول موقف يجمعهم بعد اللي حصل، يا ترى هيحصل اية؟ لينا هتفضل لينا، رد فعلها هيختلف، كاميليا هتفضل كاميليا، رد فعلها هيختلف

كاران.. لو جـه، هيدافع عن مين، هيقف في صف مين

لينا حتى لو ظالمة كعادته

كاميليا وهي مظلومة!

صمت بين البنتين، ونظرات طويلة بينهم، الحكاية مش أن حبة صوص بقعوا لبس لينا، ولا أن لينا قطعت قميص كاميليا في نفس القاعة من شهرين تلاتة

الحكاية مش أن دي أستغلت نقاط ضعف دي والعكس

الحكاية أكبر.. أن دول بقوا صحبتين، تشاركوا ذكريات من غير ما يحسوا.. عاشوا لحظات

الحكاية أكبر..

أن أغلى حد في حياة لينا، حبها الوحيد، وعشقها الأخير، حاليًا مع كاميليا

الحكاية أكبر من إنه أرتطام خارجي بينهم، في حاجة مش مفهومة بتجمعهم..

لينا وهي عايزة تقتل كاميليا في إيدها بسبب كاران، عايزة تطبطب عليها وتعتذر

عايزة تقولها أنا أشتريت فستان أختاريلي معاه أية يليق عليه

عايزة يسهروا سـوا يتكلموا، 

بس وهي بتخنقها على كل مرة شافت صورة كاميليا في عيون كاران، كل مرة شافت حبه ليها، خوفه، أهتمامه لهفته

للحظة.. نسيت لينا كل حاجة عن كاميليا، من أول ظهورها وكراهيتها، لصداقتهم وحبهم

حاجة وحدة بس سطعت في راسها، البنت دي.. اللي قدامها.. هي.. سبب بُعد كاران عنها

هي اللي بَنت فجوة بينه وبينها

هي اللي فضلها عليها كاران، أختارها، ميزها

ظهر معاها بطريقة عمره ما كان بيظهر بيها حتى معاها هي.. لينا!

وجـه جديد شافته على كاران وهو مع كاميليا وهي غيرانة، إنها قدرت تبقى ليها تأثير كبير عليه زي دا، عملت حاجة هي معرفتش تعملها، كاران حبها لدرجة إنه بقى مختلف علشانها

دا وبس اللي ظهر في عقلها، طبيعتها، لينا.. الشر أكبر من الخير، الشر بيسيطر على الخير 

فـ وجهها!

مسكت طبق الشوربة ورفعت إيدها علشان ترميه عليها غمضت كاميليا عيونها.. هتعتبر دا.. عقابها على اللي تسببت بيه للينا وبعدها هتقف قدامها نـد بـ نـد

لكن أتفاجئت باللي بيحضنها ويلف بيها وصوت صراخ وحماس في المكان

بعدت بعد لحظات عن حضن الشخص اللي عرفته بالفعل من ريحته

كاران..

رفعت عيونها ليه فأبتسمها بهدوء قبل ما لينا بسرعة تقرب منه تلمس ضهره برعب وتحاول تمسح اللي عملته وهي بتقول بخوف- كاران لا الطبق كان سخن أنت كويس؟ ضهرك بيوجعك

مسكت إيده علشان تتحرك بيـه و- لازم نروح للتمريض حالًا

فضل واقف مكانه.. ثابت.. جامد، سحب إيده من إيدها

بصتله، 

- متقربيش من كاميليا تاني يالينا

عدل وقفته علشان يواجهها وبملامح من غير تعبير، جامدة- أول وأخر تحذير ليكِ

بص لشارف- ليه

بص لكل الموجودين و- ليكم كلكم

رجع يبص للينا تاني و- لو فكرتي تلمسي كاميليا، تكلميها بطريقة متعجبنيش، تبصيلها بصة متعجبنيش.. متلوميش غير نفسك يالينا، وقتها أنا اللي هقف في وشـك

قرب إيده منها كانت جامدة، دموعها جامدة في عيونها، مين بيتكلم؟ كاران؟

بيهددها علشان غيرها؟ وهو يا ما هدد غيرها علشانها

وقف معاها ضـد الكل، وقف في وش الكل علشانها

دلوقتي هو اللي بيقولها الكلام دا؟

ضرب على خدها مرتين بخفة، كتحذير و- مفهوم؟

كتمت دموعها، وغصتها.. 

- مفهوم ياكاران.. مفهوم

آدته ضهرها ومشيت، بص شارف لكاران لمرة أخيرة ومشى هو كمان

مسكت كاميليا إيده و- تعالى معايا

مشيت بيه للتمريض، والصمت هو سيد الموقف

هو مش مستوعب إنه كلم لينا بالطريقة دي، ولا هي مستوعبة إنه وقف في وش لينا علشانها!

حاولت تخلق جو من المرح بعد ما الممرضة حطتله كريم حروق وخلته نايم على بطنه

و- اللي يشوفك دلوقتي وانت بتدافع عني ضـد لينا ميعرفش إنك نفس الشخص اللي قولتلي لينا تعمل اللي عايزاه بمنتهى الاستفزاز ومفكرش أقرب منها.. فاكر؟

أبتسم للذكرى و- كنت بحاول أمنعك بطريقة غير مباشرة من إنك تقفي في طريقها فتآذيكِ..

وأعرفك.. إنها بتعمل اللي عايزاه

- متقفش ضدهم تاني علشاني.. ممكن؟ أنا هعرف أتصرف

- لا مش ممكن

- لو سمحت ياكاران، أنت مش شايف حالتك؟ زعلان أزاي علشان وقفت في وشها

نفى براسه و- زعلان لمجرد تخيل أن الحرق دا كان حصلك أنتِ، وقتها مش عارف كنت ممكن أعمل أية مع لينا.. حقيقي مش عارف ولا قادر حتى أتخيل

- للدرجادي!

سألت بدهشـة، أتعدل في قعدته فتآوه بآلم بصتله بخضة

لكنه قال- وأكتر مما تتخيلي ياكاميليا بكتير.. أنتِ متعرفيش أنتي بالنسبالي أية تمام، متعرفيش أنا عندي أستعداد أعمل أية علشانك 

لو وصل بيـا الأمر هتخلي عن كل حاجة وأي حاجة وأي حد علشانك

بس.. متطلبيش أتخلى عنك

أنا مستحيل أسمح إنك تتألمي تاني، أو حد يآذيكي تاني

أبتسمت وهي بتسمع لكلامه وتشوف صدق مشاعره في عيونه

****

دخلت المخزن، مكانهم الخاص وقفت ثابتة فيه تبص حواليها بصدمة لما لمحت أن كل حاجات كاران الخاصة بيه مش موجودة، كتبه، هدوم بيسيبها أحتياطي، كام جايزة واخدهم، كل حاجته

لفت بعيونها في المكان تدور حواليها لكن كل حاجته مش موجودة

صوت شارف جـه وراها- لينا..

بهيسترية- حاجات كاران مش موجودة، حد سرق حاجات كاران وأخدها، هيزعل عليها جامد

قربت من مكان جوايزه اللي بقى فاضي و- الجوايز بتاعته أتسرقت.. كاران هيضايق أوي، كان بيحبهم 

قرب منها شارف يمسكها من إيديها يلفها ليه علشان تواجهه يصرخ فيها بغضب.. كل غضبه اللي جواه..

- فوقي بقى.. كاران اللي أختار كدا وعمل كدا، كاران اللي بعد عننا بنفسه، هو أختار دا، أختار طريقه بعيد عننا، مبقاش عايزنا ولا عايز يكمل معانا، سحب نفسه من بيننا، أختار كاميليا تمام؟ أختار صف كاميليا، لسه مهزقك بسببها، لسة مهددنا بسببها

من لحظات بس.. أختارها وسابك، للمرة التانية

وهيختارها لمرات ملهاش حد، هيفضلها عليكي في كل مقارنة، فوقي بقى..

ضربته على صدره بإنهيار تصرخ فيه- كل دا بسببك أنت بَعد عني بسببك، بعد عننا بسببك، بقى معاها بسببك

مسك إيدها يدوس عليهم بقوة من غير ما يحس ينطق بكل اللي كاتمه- لا بسببك أنتي.. بسبب لعنة حبك اللي انا واقع فيها، بسبب إني مش بقدر أشوف دموعك ولا آلمك، عملت كدا علشانك، خسرت صاحبي، دمرت علاقة لطيفة بيني وبين كاميليا علشانك

لأني كل مرة بختار صفك أنتي.. بختارك أنتي

بختار راحتك، بختارك في كل حالاتك

ظالمة أو مظلومة، عايز راحتك ولو على حساب عذاب أي حد، آلم ووجع أي حد.. موت أي حد

حتى لو كان كاران، حتى لو أنك هتكوني بخير مقابل إني أخسر صاحب عمري الوحيد.. 

لو عندك حل قوليلي، لو عندك طريقة أوقف بيها جنوني بيكي قوليلي

صرخ وهو بيسبها بعنف فوقعت على الأرض- قوليلي يمكن أنا أرتاح، قوليلي حل لو عندك يخليني أخلص من لعنتك دي

- معنديش..

بدأت تحرك رجلها بعشوائية وهي بتعيط- معنديش أي حل، معنديش.. معنديش

معنديش فكرة أزاي أصلح كل دا، أزاي أرجع كاران لينا، ازاي أصلح كل اللي اتكسر

معنديش

- يبقى متلومنيش.. 

أداها ضهره ومشى

بس عكس كاران، حتى لو مشى ألف مرة هيرجع

حتى لو مشى.. هو سايب قلبه، أهتمامه.. حبه

هو سايب نفسه.


يتبع...


لـ زينب - سمير

 •تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent