Ads by Google X

رواية رجوع الى الهويه الفصل الثالث عشر 13 - بقلم شيراز القاضي

الصفحة الرئيسية

 رواية رجوع الى الهويه الفصل الثالث عشر 13 - بقلم شيراز القاضي 

   هل انت بخير؟ لما وجهك شديد الشحوب ؟”
قالها سام وهو يحادث مليكه الجالسه الي جانبه في الطائره المتجهه الي إسبانيا
قالت بخفوت
انا بخير لم انم جيدا فحسب .
اومأ لها وظل صامتا حين وجدها تغمض عيناها بإرهاق لينظر هو الي النافذه مبتسما وهو يتذكر كل ما مر به في مصر .

اتسعت ابتسامته الوحشيه وهو يتذكر ما فعله بالامس فلقد خرج وهو عازم علي فعل شيء ما
كان موعد خروج فيصل من عمله وقد علم سام ان فيصل وزياد يسكنان في الحي زاته لكن في بنايات مختلفه وقد شرحت له حسناء اماكنهم بنية طيبه غير مدركة لما سيحدث!
انتظر سام قدوم فيصل من عمله في شارع مظلم بجوار بنايته وما ان اقترب حتي سحبه سام في الظلام وقام بتكميم فمه وظل يضربه بعنف حتي فقد وعيه !
نفض يديه بإشمئزاز ليتوجه الي البنايه التي يمكث بها زياد
قام بطرق الباب ففتح طفل صغير له الباب فإبتسم سام له وفجأة وجد زوجة زياد تطالعه بفضول من خلف ولدها فقال سام لها
: هل تتحدثين الانجليزيه ؟
اومأت له ليقول
: انا اريد رؤية زياد هل عاد من عمله؟
اومأت له ليقول
: اخبريه ان سام يريد رؤيته!
ادخلته الي غرفة الجلوس وما هي الا لحظات وقد دخل زياد متوجسا من زيارة ذاك الرجل له!
تقدم سام من الباب وقام بإغلاقه بالمفتاح ثم استدار فجأة لزياد مكمما اياه كما قام مع اخيه وظل يضربه بعنف قائلا من بين لهاثه بعد انتهائه
: هذا لا يساوي نقطة في بحر ما كنت اود عمله بك انت والحشرة الاخري ..اعتبراها تذكار مني علي ما فعلتماه مع مليكه حين لم يكن لها احد هنا .
وقام بركله في بطنه بعنف جعل زياد يتلوي الما
خرج سام من الغرفه فوجد زوجته تحمل الطفل وهي تطالعه بخوف ليبتسم لها قائلا
: انا اسف لكن زوجك يستحق ما فعلته !
ثم اتي النصيب الاكبر ..عم مليكه
اجتمع سام به فوق السطوح ليقول

: سنغادر انا ومليكه غدا بعد الظهيره.
تنهد احمد بإرتياح لإنتهاء هذا الكابوس ليقول
: اوه حقا ! بلغ سلامي للجميع وجيد ان مليكه ستأتي معك بدلا من بقائها منعزله عن العالم !
ضحك سام بإستخفاف ليقول
: هل تظنني غبيا!!
ثم تغيرت نبرته
للجمود ويقول
: اين اموال مليكه! وشقة والدها اين اوراق ملكيتها !
ابتلع احمد لعابه وقبل ان يجيب تحدث سام مجددا واضعا ساقا فوق الاخري
: استمع الي جيدا! لا تحاول الكذب ..الاموال التي كانت تحول اليك شهريا …انا من كان يحولها وليس جدي ! حق ملذا لا داعي لإنكارها ولا داعي لتقول انك كنت تعطيهم الي مليكه فهذا لم يحدث..مليكه لا تعرف حتي اننا كنا نحاول الوصول اليها منذ زمن..لذا وبهدوء سنذهب انا وانت غدا الي البنك وستقوم بتحويل المال الذي ادخرته من اموال مليكه الي حسابها ! وعقود الشقه التي اجبرتها يوما علي الامضاء عليه ستتنازل عنها ..تصبح علي خير .
وبالفعل تم ما اراد سام فأحمد ليس بالغبي ليقف في وجه سام او خافيير!
تنهد سام مبتسما ببعض الراحه حين استطاع اخذ ولو القليل من حق مليكه لكنه استطاع فعل شيء
ذهب عقله الي حسناء ..تلك السيده الطيبه !لا يعلم كيف تعيش بين هؤلاء الحمقي ! تذكر بكائها وهي تحتضنه بقوه ولم تهدأ الا عندما اخبرها انه سيعود لزيارتها !
اغمض عينيه مبتسما براحه فتلك الرحله كانت رائعه!
اختفت ابتسامته تدريجيا ما ان ظهرت امامه صورة فادي المبتسم ليفتح عيناه بإنزعاج! لا يدري لما يثير ذاك الفادي حنقه !
” اه يا عزيزاي لقد افتقدتكما ! ”
هكذا هتف خافيير وهو يضم كلا من مليكه وسام بقوه !

تحدث من جديد ليقول
: اخبراني بكل ما فعلتماه ..وهل اتممتما ما ذهبتما لأجله؟!
اومأت مليكه مبتسمه قبل ان تقول
: اعذرني ياجدي فأنا مرهقه للغايه لذا سأذهب الي النوم قليلا بعدها سأخبرك لكل ما تريد معرفته .
ربت خافيير علي كتفها برفق وهو يومئ لها مبتسما ثم عاد بوجهه وعيناه تلمعان بسعاد الي سام الذي كانت عيناه ترافق مليكه وهي تصعد السلم ببطء
تحدث خافيير قائلا
: الان وحاالا اريد معرفة كل شئ..ماذا حدث؟
اعاد سام نظره الي جده وهو يتحدث بحماس جعل قلب جده يحلق بسعاده!
: مذهله ياجدي! كل شئ كان مذهلا انت لا تعلم كيف استمتعت ببقائي هناك .
ابتسم خافيير بدفئ فهذه اول مره يري حفيده يتحدث بتلك السعاده ليقول
: وماذا عن مليكه؟!
نظر له سام مبتسما بشرود ليقول
: ما بها مليكه؟!
نظر له الجد بنصف عين ليقول
: الم ..تحاولا …اعني الم يحدث اي شئ؟! اي شئ ولو كان بسيطا ؟
نظر سام الي جده بطرف عينه ليقول بحنق
: هل أنت واع لما تقول جدي! انها مليكه وليست اي فتاة من اسبانيا .
اومأ الجد ليقول بسعاده
: ولكنك ….تعلم ما اريد قوله …هل اعجبتك؟!

نظر له سام ليتنهد بثقل قبل ان يقول
: انت لا تعلم شيئا ياجدي !
قطب الجد ليقول
: اخبرني بما لا اعرفه اذا .
نظر له سام بتركيز قبل ان ينهض فجأة قائلا
:هل اخذت دوائك اولا؟!
اومأ له الجد متعجبا ليقول سام
: جيد لان ما سأقوله يحتاج الي ان تكون في كامل صحتك !
في المساء واثناء اجتماع العائله علي العشاء هبطت مليكه لتكون اخر الواصلين كالعاده لكن ما اجفلها واربكها هي نظرة البؤس علي وجه جدها الذي نهض مسرعا متجها لها ما ان دخلت الغرفه ليحتضنها بقوة وهو يلقي علي مسامعها كلمات لم تدري لما يقولها فسألته ان كان بخير ليجيب
: انا بخير ياحبيبتي فقط اشتقت لك كثيرا!
احاط وجهها بيديه مقبلا رأسها بعمق ليقول
: عديني الا تتركيني بهذا الشكل مجددا .
اومأت له بتوجس لكنها كانت سعيده بإحساس الدفء الذي اغدقها به منذ قليل .
حدث ذلك امام الجميع من بينهم سام الذي نظر الي جده بغيظ وهو يهز رأسه بقلة حيله .اهذا ما فهمه جده من كلمته لا تجعلها تشعر انك تشفق عليها او انك تعرف شيئا عنها !!
انتهي العشاء وطلب الجد من سام ان يرافقه الي مكتبه وحين دخلا قال سام بحنق
: اهذا ما اتفقنا عليه!
ادمعت عينا الجد وهو يتحدث بصوت مهتز

: قلبي يؤلمني بني! ما قيمة كل هذا المال الذي عشت به طوال حياتي متنعما ان كانت حفيدتي قد عاشت كل تلك المآسي وحدها !
ربت سام علي كتف جده ليقول
: لقد ولّت تلك الايام وهي الان هنا معنا! لم تعد وحيده ولن تواجه الحياة بمفردها مجددا ..سأبقي دائما خلفها ..اعدك بذلك!
تنهد الجد بكدر ليقول
: اه فقط لو استطيع جمعكما معا ! وقتها فقط سأنام قرير العين وانا اعلم انها معك !
تنهد سام بثقل ليقول
: لقد اخبرتك بما في الامر ! لن تقبل بي بسهوله ..هذا ان لم يكن هذا الامر من المستحيلات! لكن لن ايأس لا تقلق!
في اليوم التالي واثناء عودة مليكه وسام معا من العمل دخلا سويا من الباب وهما يضحكان بصخب غير معهود علي موقف كان سام يرويه لمليكه لكن ضحكته ماتت علي شفتيه ما ان مر من امام مكتب جده الذي وقف هو ورجل اخر يطالعانهما بإهتمام .
تنحنحت مليكه ببعض الحرج ليعود الجمود يكثو ملامحها من جديد وهي تلقي التحية عليهما اثناء تحركها بإتجاه السلم وما كادت ان تصل حتي اتاها صوت سام الصارخ في وجه الرجل ومحاولة خافيير في تهدأته
نظرت لهم بفزع لتري سام غاضبا كما لم تراه من قبل وخافيير يضمه في محاولة يائسة منه ان يبعده عن ذاك الرجل الذي يطالعه بضعف وقد ظهرت بعض الدموع في عيناه !
هبطت مسرعه لهم لعلمها ان جدها مريض وقد يسقط الان بينهما فاقدا للوعي اثر الضغط العصبي !
وقفت بينهم لتتحدث مع سام ان يهدأ قليلا ثم تحدثت اليه بفزع حين وجدت يدا جدها بدأت في الارتعاد
: ساام جدي ليس بخير اصمت !
انتبه سام الي جده الذي اصبح يستند عليه بدلا من محاولة دفعه بعيدا ليمسكه بفزع وقد عاونته مليكه لتنظر بإتجاه الرجل بإعتذار لتقول
: اعذرنا ايها السيد علي ما حدث لكن انت تري ما حدث لجدي!
والتفتت وهي تعاون سام علي جعل الجد يتقدم حتي وصل الي حجرته و تسطح علي سريره

بقي سام يدلك يديه بتوتر وهو يتحدث معه بخفوت لجذب انتباهه بينما ذهبت مليكه لإحضار الدواء وبعد عدة دقائق استطاع الجد ان يعود لوعيه وهو يطالعهم بأعين زائغه ليقول بإبتسامة واهنه
: ما الذي اصابكما ..لازلت بخير ..كانت محض لحظه ضعفت بها لاني نسيت اخذ الدواء !
ثم نظر لسام بلوم دون كلام ليقبل الاخير رأسه بحب وندم !
في مساء وكعاده اصبحت ترافقهما اجتمع كلا من مليكه وسام في شرفة غرفهما المشتركه وقد احضر سام بعض التسالي ليتناولاها قالت مليكه بهدوء
: تحدث! اخرج ما بداخلك!…الرجل الذي كان بالاسفل كان… اباك؟!
زفر سام بحنق ليميل برأسه الي الخلف دون رد لبعض الوقت ثم قال بسخرية مريره
: حين كنت طفلا تخلي عني هو وامي بسهوله ..اكمل حياته بشكل عادي وقد تزوج وانجب من الاخري! كنت اريده ان يأتي ويأخذني بين احضانه ويقول لي انه اشتاق الي! ..لكنه لم يأت .
ضحك بصوت لا حياة فيه ليقول
: ذهبت انا اليه لرؤيته حين كنت في الخامس عشر من عمري ..اوتعلمين ماذا شاهدت؟! شاهدته يخرج من منزله يحمل طفل علي يديه وطفلة اخري تسير الي جانبه ! ..بدا سعيدا جدا في حياته! اصابتني صدمه! لم يحاول ان يعرف عني شيئا او حتي زيارتي لانه اصبح مشغولا مع اسرته الجديده التي سافر معها لاحقا وها قد عاد الان بعد اعوام طوال وبمنتهي الوقاحه يقول ” لقد أتيت لأطمئن عليك!” ! ..نفس الوضع مع والدتي لكن علي الاقل هي حاولت دمجي في حياتها الجديده لكني لم استطلع الاتفاق مع زوجها!
توقف عن الكلام وقد لمحت مليكه تلك النظره التي تعرفها هي جيدا! الحرمان! الحرمان من حق لك في الحياة ان يكون لك شخص يربت علي كتفك! تعلم ان والدتها كانت تحتويه هي وجدها لكن امها ايضا اضطرت للرحيل وظل هو وحيدا ..مثلها تمام!
تنهدت لتقول بحكمه وهدوء حتي لا تثير غضبه
: سام! لديك كل الحق فيما تقول ! وانا اعرف شعورك جيدا ولكن … عليك ان تكون شاكرا لربك ان والداك مازالا علي قيد الحياه! …ربما اباك خائف من مواجهتك ! ربما كان يخشي ردة فعلك حين يظهر في حياتك كما حصل اليوم ! …ووالدتك مخطئه حسنا …لكنها لم تيأس وهي تحاول بإستماته ان تقابلك وانت من تهرب منها سام! ..اترك لهم فرصة علي الاقل ..انت لا تعلم مرارة اليتم !

ضحك سام بغضب ليقول
: انفصلا وانا طفل في الثامنه وانا اليوم رجلا بلغت عقدي الثالث …الم تكن كل تلك السنوات فرصه! حبا بالله يا مليكه اغلقي تلك المحادثه فأنا لا اريد التذكر .
تنهدت مليكه دون رد حتي لا تغضبه اكثر!
” لا والف لا وانت تعلم جيدا انني لن اوافق علي ذلك فلا داعي لذكر هذا الامر امامي مجددا جدي !”
هكذا صاح سام بغضب في وجه جده الذي يحاول بيأس شديد ان يجعل سام يجلس مع والده ولو لدقائق فقط! لكنه عنيد كالثور لا يثنيه احد عن قراره .
حاول خافيير ان يبقي هادئ وهو يتحدث مع سام لكنه مع الوقت اصبح يصرخ في وجهه هو الاخر قائلا
: كف عن عنادك هذا! استمع الي ان لم توافق علي مقابلة بيلا وجيرارد لا مكان لك بجانبي لقد سأمت!
تنفس سام بحده ليومئ الي جده عدة مرات قبل ان يقول بحزم
: لك هذا ! سأرحل الان ! وداعا .
شهقت مليكه بفزع وهي تراه يخرج من المكتب كالصاروخ بإتجاه السلم المؤدي للطابق العلوي!
دخلت الي جدها راكضه لتراه جالس علي مكتبه وهو يستند برأسه علي كفوف يده بإنهزام فقالت بقلق
: ما الامر ياجدي! هل انت بخير!
رفع الجد عيناه الحمراء الي مليكه ليقول بحزن
: لقد خيرته ..اما ان يقابلهما او ان يذهب من هنا!
ربتت مليكه علي كتف جدها لتقول بلوم هادئ لمعرفتها اختيار سام
: ما كان عليك فعلها ياجدي! ..لكن سأصلح الامر لا بأس اهدأ
ربت علي يدها بإنهزام وكاد يتحدث قبل ان يسمع صوت اقدام احد ما يسير بسرعه لينظر لها بإستجداء فهمته لتركض الي الخارج خلف سام لتوقفه في الحديقه لتقف لاهثه لتقول
: هل جننت ! ستترك جدك هكذا وتذهب! لم اكن اعلم انك طفولي الي هذا الحد سام!

قال سام بضيق
: مليكه! لا تزيدي مقتي علي تلك الحياة يكفي ما انا به حاليا ..سأذهب الي منزلي! انا لم اكن اعيش هنا علي اي حال!
وذهب قبل ان يترك لها فرصة الرد علي كلماته. 

 •تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent